الأهَـاجـي
(١) قال في هجاء الجرائد (نشرا في أوّل ديسمبر سنة ١٩١٧م)
جرائِدٌ ما خُطَّ حَرْفٌ بها
لغَيْرِ تَفْريقٍ وتَضليلِ
يَحْلو بها الكِذْبُ لأرْبابِها
كأنّها أوّل أبريلِ
(٢) في عيّاب كثير العيوب (نشرا في ٢ نوفمبر سنة ١٩٢١م)
يا ساكِنَ البيْتِ الزُّجا
جِ هَبِلْتَ، لا تَرْمِ الحُصونا
أرَأيْتَ قَبْلَكَ عاريًا
يَبْغي نِزالَ الدَّارِعينا
(٣) في مَلِكِ ضعيف الرأي
لا تَعْجَبوا فمَليكُكُم لَعِبَتْ
به
أيْدي البِطانَةِ وهو في تَضليلِ
إنِّي أراهُ كأنّه في رُقْعَة
الشْـ
ـطْرَنج أو في قاعَةِ التَّمثيلِ
(٤) في رَجُل عظيم البطن ضخم البدن
عَطَّلْتَ فنَّ الكَهْرباء فلم
نَجِدْ
شيئًا يَعُوقُ مَسيرَها إلاكَا
تَسْري على وَجْهِ البَسيطةِ
لْحظةً
فتَجوبُها وتَحارُ في أحشاكَا
(٥) وقال على لسان بعض المتصوِّفة (في محبوب نافر)
أخْرِقُ الدُّفَّ لو رأيْتَ شكيبَا
وأفُضُّ الأذْكارَ حتّى يَغيبا
هو ذِكرِي وقِبْلَتي وإمامي
وطَبيبي إذا دَعَوْتُ الطَّبيبا
لو تَراني وقد تَعمَّدْتَ قَتْلي
بالتَّنائي رأيتَ شيخًا حَريبَا
كان لا يَنْحَني لغَيْرِكَ إجْلا
لاً ولا يَشْتَهي سِواكَ حَبيْبَا
لا تَعِيبَنَّ يا شَكيبُ دَبيبي
(إنّما الشَّيْخُ مَنْ يَدِبُّ دَبِيبا)
كم شرِبْتَ المُدامَ في حَضْرَةِ الشَّيْـ
ـخِ جِهارًا وكَمْ سُقيتَ الحَليبا
فسَلوا سُبْحَتي فهلْ كان تَسْبيـ
ـحيَ فيها إلا (شكيبًا شكيبَا)
وإذا أدْنَفَ الشُّيوخَ غَرامٌ
كنتُ في حَلْبَة الشُّيوخِ نَقيبا
عُدْ إلينا فقد أطَلْتَ التَّجافي
واركبِ البَرْقَ إنْ أطَقْتَ الرُّكوبا
وإذا خِفْتَ ما يُخاف من اليَمـ
ـم فَرَشْنا لأخْمَصَيْكَ القُلوبا
ودَعَوْنا بِساطَ صاحبِ بِلقيـ
ـسٍ فلَبَّى دُعاءَنا مُسْتَجيبا
وأمَرْنا الرِّياحَ تَجري بأمْرٍ
منكَ حتّى نَراكَ منّا قَريبَا
(٦) في بائع كُتُبٍ صفيق الوجه
أديمُ وَجْهِكَ يا زِنْديقُ لو
جُعِلَتْ
منه الوِقايَةُ والتَّجْليدُ للكُتُبِ
لم يَعْلُها عَنْكَبوتٌ أيْنما
تُرِكتْ
ولا تُخافُ عليها سَطْوَةُ اللَّهَبِ
(٧) فيمن كثرت مخازيه
هُنا يَسْتَغيثُ الطِّرْسُ والنِّقْسُ
والّذي
يَخُطُّ ومَنْ يَتْلو ومَنْ
يَتَسَمَّعُ
مَخازٍ وما أدْري إذا ما
ذَكَرْتُها
إلى الحَمْدِ أُدْعَى أو إلى اللَّوْمِ
أُدْفَعُ