«دان» يقع عند «الشاطئ الماسي»
«دان» يقع عند الشاطئ الماسي.
في الصباح، استيقظ «أحمد» و«فهد» في نشاط … كانت أحداث الليلة الماضية قد جعلتهما أكثر رغبة في البحث والحركة … فلا يمكن أن يُفلت منهما «دان»، ولن تفشل المغامرة بأي حال، كانت الساعة تُشير إلى السابعة تمامًا … وكان أمامها وقت طويل … غير أنَّ «فهد»، قال: أقترح أن نأخذ طريقنا إلى المطار الآن … إنني لم أعد أرغب في البقاء هنا.
ردَّ «أحمد»: موافق … ومن يدري، لعل «دان» يكون على نفس الطائرة.
تناولا إفطارهما … ثم غادرا الفندق … وعند الباب، شاهدا الرجل الأشقر … نظر إليهما مبتسمًا … ثم هزَّ رأسه يُحيِّي «أحمد» … ردَّ «أحمد» التحية … فكَّر بسرعة: هل أدعوه للذهاب معنا؟
نظر إلى «فهد»، وقال: ما رأيك … هل ندعوه؟
قال «فهد»: فكرة طيبة، ومن يدري، لعلنا نجد عنده من المعلومات ما يمكن أن تفيدنا!
اقترب «أحمد» منه بسرعة … وقال: هل تنتظر تاكسيًا؟
ردَّ الرجل: سوف أطلب من يستدعيه.
قال «أحمد»: هل تقبل دعوتنا؟ إنَّ لدينا سيارة، ونحن ذاهبان … صديقي وأنا … إلى المطار.
ابتسم الرجل، وهو يقول: إنَّه كرم منك أن تفعل ذلك … وسوف يسعدني بالتأكيد أن أكون في صحبتكما، خصوصًا وأنَّك تقول إنَّك ذاهب إلى «أوستند» مثلي …
ثم أضاف بسرعة: هذا إذا لم يكن ذلك يضايقكما!
قال «أحمد» مبتسمًا: إنَّ ذلك سوف يسعدنا فعلًا.
كان «فهد» قد اقترب بالسيارة منهما … فتح «أحمد» الباب الأمامي وهو يدعوه للركوب … فقال الرجل: دعني أُقدِّم نفسي لكما … اسمي «جان ديماس» …
كاد وجه «أحمد» أن يفضحه … فإنَّ اسم «جان» قريب من اسم «دان»، لكنه استطاع هو و«فهد» أن يُخفيا دهشتهما … ثم أضاف الرجل: سوف أجلس في الخلف.
ابتسم «أحمد»، وقال: لن تكون مستريحًا على المقعد الخلفي.
فهم الرجل ما يقصده «أحمد»، فضحك ضحكة عالية وهو يقول: هذا صحيح … وأشكرك!
جلس «جان» بجوار «فهد»، وجلس «أحمد» في المقعد الخلفي … وعندما انطلقت السيارة قال «جان ديماس»: إنني من هواة الماس، أقوم برحلات متعدِّدة إلى أفريقيا، حيث أشتري الماس الخام من جنوب أفريقيا … إنني أستطيع أن أحصل عليه بثمن رخيص … في «بلجيكا» … يجيدون تجهيزه وتصنيعه.
توقَّف لحظة، ثم قال: هل أنتما من هواة الماس؟
ردَّ «أحمد» بسرعة: لا … ولكننا نُعِدُّ كتابًا عن صُنَّاع الماس … وقد لفت نظري ذلك التحقيق الذي ذكرته في مجلة «لوك» …
التفت الرجل إلى «أحمد» سعيدًا، وهو يقول: هل قرأته؟
قال «أحمد»: نعم … ولقد أثارني ذلك الرجل الماهر الذي يُدعى «جاك جرين» المقيم في «أوستند»، وهذه الرحلة من أجله.
ضحك «جان ديماس»، وهو يقول: صديقي «جاك جرين» إنني أعرفه منذ سنوات طويلة … إنَّه عبقري … له يدان كيدَي عازف ماهر … سوف أوصيه أن يساعدكما كثيرًا!
كان «فهد» يستمع إلى الحوار الدائر بين «أحمد» و«جان ديماس»، وهو يكاد يصرخ من الفرح … هل يمكن أن يكون «جان ديماس» هو نفسه «دان» سارق الماس؟
كانت السيارة تتقدم ببطء … نظر «جان ديماس» في ساعة يده، ثم قال: إنَّ الوقت لا يزال مبكرًا، هل أدعوكما إلى فنجان قهوة في أحد مقاهي المدينة قبل أن نرحل؟
ثم سأل بسرعة: على فكرة، إنني لم أتعرف عليكما بعد.
ردَّ «أحمد» بسرعة: أُدعى «سترونج» وصديقي يُدعى «برايت».
قال «جان ديماس» بسعادة: سعيد بكما … من أين أنتما؟
أجاب «أحمد»: من مدريد في إسبانيا.
ظهرت الدهشة على وجه «جان ديماس» وهو يقول: نعم … نعم … إن لكما ملامح الإسبان فعلًا … وأنتما تتحدثان الإنجليزية بطلاقة … أنتما صحفيان؟
ردَّ «أحمد»: نعم!
قال «جان ديماس»: رائع، إنني أميل إلى الصحفيين كثيرًا.
ثم أضاف: لقد زرت بلادكم … مع صديق عربي … كان يهوى إسبانيا … كان دائمًا يقول إنَّ إسبانيا بلادنا …
ثم ضحك ضحكة عالية … كان «أحمد» يشعر أنَّه يقترب من «دان» الحقيقي كثيرًا … فكل هذه التفاصيل التي يذكرها تدل على أنَّه هو … مع ذلك ظلَّت بعض الشكوك، تركها «أحمد» حتى اللقاء في «أوستند» … قال «جان ديماس»: يبدو أنَّكما لا تريدان البقاء في «بروكسل» … لا بأس … نستطيع أن نأخذ القهوة في المطار … إنني أحب دائمًا أن أكون هناك قبل إقلاع الطائرة بوقت كافٍ.
أخذ «فهد» يرفع من سرعة السيارة … ولا يدري … لماذا يفعل ذلك … كان وكأنَّه يريد أن ينتهيَ من كل شيء الآن … يريد أن يقفز مرة واحدة فيكون في «أوستند» … ثم عند «جاك جرين». كان يتمنى أن يمدَّ يده ويقبض على «دان»، أن يصرخ في وجهه: ألست أنت «كلارك فان دك»؟ ألست «روبرت هول»؟! … ألست «جراند أف فيل»؟! … ألست أنت سارق الماس؟! … وخائن سيدك الثري العربي؟! …
أخيرًا … ظهر المطار، فقال «جان ديماس»: أرجو ألا نفترق، فسوف نقضي أيامًا جميلة في «أوستند»، ودعاني أوجِّه الدعوة لكما لتكونا في ضيافتي.
تحدَّث «فهد» لأول مرة، قال: إننا لا ندري أي ظروف سعيدة تلك التي جعلتنا نلقاك يا سيد «جان ديماس»، إننا فعلًا في حاجة شديدة إليك.
ثم ضحك ضحكة صغيرة، وهو يضيف: ليس من أجل الدعوة … ولكن من أجل صحبتك الرائعة!
ابتسم «جان ديماس»، وهو يقول: إنَّك متحدث جيد يا عزيزي «برايت».
توقَّفت السيارة أمام المطار، فنزلوا جميعًا، وأخذوا طريقهم إليه … قال «جان ديماس»: فلنبدأ صداقتنا بالقهوة إذن.
ثم غرق في الضحك …
اتجهوا إلى كافيتيريا المطار … وطلب «جان» ثلاثة أكواب من القهوة باللبن … وعندما أحضرها الجرسون، رفع كوبه، وقال: في صحة صديقيَّ العزيزين: «سترونج» و«برايت»!
قال «أحمد»: في صحة صديقنا العزيز «جان ديماس»!
عندما أخذ «أحمد» يرشف رشفة من القهوة الساخنة … كان يقول لنفسه: هل هو «دان» الحقيقي؟ …
وإذا كان هو، فإنني لا أكاد أصدِّق نفسي … إنَّ هذه أظرف مغامرة يدخلها الشياطين …
مضى الوقت وهم يتحدثون … كان «جان ديماس» يبدو سعيدًا جدًّا، واثقًا … وكان «أحمد» و«فهد» يتبادلان نظرات سريعة … وعندما حان الوقت، غادروا الكافيتيريا إلى الطائرة …
عندما دقَّت الساعة العاشرة تمامًا، كانت الطائرة تتحرك، وهي تغادر مطار «بروكسل» في طريقها إلى مدينة «أوستند»، كان «أحمد» يجلس بجوار «جان ديماس»، بينما «فهد» كان يجلس خلفهما، كان «فهد» يفكر: إنَّ لقاء «جاك جرين» سوف يكشف كل شيء … فما دام يعرفه من زمن، فإنَّه بالتالي سوف يقول كل الحقائق عنه.
كانت الرحلة من «بروكسل» إلى «أوستند» تستغرق ساعة ونصفًا، بعد حوالي نصف ساعة، أسلم «فهد» نفسه للنوم، ففي الفضاء لا يستطيع أحد أن يفعل شيئًا … ولا يستطيع «جان ديماس» أن يختفي …
أما «أحمد» فإنه بعد حديث قصير مع «جان ديماس» أخرج مجلة «لوك» ثم بدأ يقرأ فيها.
كان «جان ديماس» ينظر إلى المجلة في يد «أحمد» ويعلِّق بين وقت وآخر بكلمات قصيرة سريعة … ثم في النهاية … ألقى نظرة من النافذة … واستغرق في التفكير، كان «أحمد» يُلقي نظرة سريعة على وجه «جان ديماس» محاولًا أن يصل إلى حقيقة هذا الرجل الذي لا يزال مشكوكًا فيه حتى الآن … استعاد «أحمد» صورة «دان» في ذاكرته … وكان لا يزال يحتفظ بها في جيبه … فجأة قام من مكانه … واتجه إلى مؤخرة الطائرة … ثم اختفى داخل الحمام … أخرج صورة «دان» وأمعن النظر فيها … خطوط وجهه، استقامة أنفه، شفتاه الرقيقتان … عيناه اللتان يبدو فيهما المرح والخبث معًا … ثم أخرى ﻟ «دان» ومعه الثري العربي … ظلَّ ينظر إليهما جيدًا … ثم أعادهما إلى جيبه وخرج، وبدأ يقترب من «جان ديماس» في هدوء … وكان «جان ديماس» لا يزال مستغرقًا في التفكير … جلس … وأخذ يختلس النظر إلى وجه «جان ديماس» … إنَّها نفس الخطوط … الذقن، والشفتين، والأنف … قال في نفسه: إنَّه لم يغيِّر كثيرًا في نفسه … لون شعره الأبيض الذي أصبح أشقرَ يميل إلى البني، والنظارة الطبية التي خلعها …
توقَّف عن التفكير لحظة … ثم قال لنفسه … إنَّه يقرأ جيدًا بدون نظارة طبية … وهذا يعني إمَّا أنَّه «دان» فعلًا ويضع عدسات لاصقة … وإمَّا أنَّه ليس «دان» بالمرَّة.
كانت الطائرة قد اقتربت من مطار «أوستند»، فتح «فهد» عينيه، وألقى نظرة على «أحمد» و«جان ديماس» … كانا يتجاذبان حديثًا، سمعهما يقولان.
وكان «جان ديماس» هو المتحدث الأول: سوف أدعوكما لفندق بديع على شاطئ مضيق «روفر»، إنَّه فندق صغير هادئ … أنزل فيه دائمًا!
ابتسم «أحمد» وهو يقول: هذا كرم شديد منك يا سيدي!
ابتسم «جان ديماس»، وقال: إنني سعيد هذه الأيام … فقد عقدت صفقة طيبة … ربحت منها ربحًا جيدًا … وهذا ما يجعلني آتي إلى «أوستند» لقضاء بعض الوقت.
لم يُعلِّق «أحمد»، فقال «جان ديماس»: أمَّا «جاك جرين» فسوف نذهب إليه في المساء، إنَّه يسكن في بيت رائع على شاطئ «روفر» أيضًا، ولا يبعد كثيرًا عن الفندق … وسوف نسهر معه سهرة طيبة، وتسمعان منه ما تريدان …
ابتسم «أحمد» وقال: إنني وصديقي «برايت» نُكرر شكرنا العميق … لهذا الفضل منك!
ابتسم «جان ديماس»، وهو يقول: هذه كلمات طيبة، تذكرني بكلمات كنت أسمعها من صديقي العربي … كلمات مثل الشكر العميق والفضل.
هبطت الطائرة في مطار «أوستند»، واستقلُّوا تاكسيًا إلى المدينة … كانت روائح البحر تبدو نفَّاذة، مع رياح خفيفة منعشة في هذا الوقت من النهار، كانت المدينة تبدو من بعيد وكأنَّها تغرق في البحر، وعندما وصلوا إليها … قال «جان ديماس» في فرح: هذه مدينتي العزيزة!
اتجه التاكسي إلى الشاطئ، عندما قال «جان ديماس»: فندق «روفر»!
وعندما وصلوا إليه، قال «أحمد» مبتسمًا: إنَّه يبدو كلوحة رائعة.
ضحك «جان ديماس»، وقال: هذا وصف بديع.
عندما وصلوا إلى الفندق، حدثت أول مفاجأة … كانت سيدة عجوز تقف عند الباب، ما إن رأت «جان ديماس»، حتى صاحت: أهلًا «دان» … إنَّك لم تَغِبْ كثيرًا هذه المرة!
ابتسم «جان ديماس»، وهو يقول لهما: إنَّها تداعبني دائمًا، وتنطق اسمي «دان» وليس «جان ديماس».
غير أنَّ ذلك الاسم رنَّ في سمع «أحمد» و«فهد»، مما جعلهما يشعران أنَّهما يقتربان من النهاية فعلًا … رحَّبت بهما السيدة، فقال «جان ديماس»: «سترونج» و«برايت» ينزلان في ضيافتي يا عزيزتي «ماريا».
أعادت السيدة ترحيبها بهما … فقال «جان ديماس»: هيا إذن، فلنسترح قليلًا … ثم نلتقي على الغداء.
ثم نظر إلى «ماريا»، وقال: سوف نأكل العديد من أصناف السمك.
وضحك ضحكة عريضة … عندما دخل «أحمد» و«فهد» الحجرة، هَمْهَمَ «أحمد» ببعض الكلمات، وهمس «فهد»: ماذا تقول؟
ردَّ «أحمد»: إنَّ هذه أول خطوة في الطريق إليه.
ابتسم «فهد»، وقال: بل إنَّها خطوة قبل الأخيرة، وليست الأولى!
في المساء، قال «جان ديماس»: الآن ينبغي أن نذهب إلى صديقنا «جاك جرين».
ثم أضاف مبتسمًا: إنَّه أيضًا يناديني باسم «دان»!
كان ذلك كافيًا … ليعرفا أنَّ «جان ديماس» هو «دان» فعلًا، وإن أجَّلا ذلك حتى لقاء صانع الماس «جاك جرين» … وقال «جان ديماس»: سوف نذهب إليه سيرًا على الأقدام … فهو لا يبعد كثيرًا!
كان لون السماء الرمادي يجعل للمكان رونقه المميز، خاصة مع صوت الموج … وهو يضرب الشاطئ في رفق … كانت لحظة هادئة فعلًا … وإن كانت أعماقها مشحونة بالانفجار … بعد السير مسافة قليلة، وصلوا إلى فيلا صغيرة، تُطِلُّ على الشاطئ مباشرة … ضحك «جان ديماس» وهو يقول: إنني أسميه «شاطئ الماس»، فهنا الشاطئ، والماس في الداخل!
ضحك «أحمد» و«فهد»، وعلَّق «أحمد» وهو ينظر إلى «فهد»، نظرة ذات معنى: إذن، سوف نسمي الكتاب «شاطئ الماس».
صاح «جان ديماس»: إنَّها فكرة رائعة … وهذا اسم رائع.
دقَّ «جان ديماس» جرس الباب … فجاء صوت عجوز يقول: من بالباب؟
تردَّد «جان ديماس» لحظة، لم تفت «فهد» و«أحمد»، ثم قال ضاحكًا: إنني «دان»!
فُتح الباب، وظهر «جاك جرين» العجوز صائحًا: لقد جئت في موعدك تمامًا يا عزيزي «دان»!
ثم نظر إلى «أحمد» و«فهد»، وسأل: هل هما ابنا سيدك الثري العربي؟
اصطنع «جان ديماس» ضحكة وهو يجيب: إنَّهما صديقان!
ثم أضاف: صحفيان جاءا من أجل لقائك.
دعاهم الرجل إلى الدخول، وهو يقول: مَرْحَى … مَرْحَى … إنَّ الصحافة تهتم بي كثيرًا هذه الأيام … فمنذ مدة قصيرة جاءني صحفي من مجلة اسمها …
ثم تذكر قليلًا، وقال: «لوك» …
قال «أحمد»: لقد قرأت ما كُتب فيها عنك.
صاح «الرجل»: إذن لقد أصبحت مشهورًا … إنني لم أرها بعد.
ابتسم «أحمد»، وقال: سوف أحضرها لك غدًا.
نظر «جاك جرين» إلى «جان ديماس»، وقال: طبعًا تريد ماستك أولًا.
ثم اختفى، وهو يقول: اجلسوا، إنني لن أغيب.
جلس كل منهم في مقعد … فقال «جان ديماس» ضاحكًا: رجل ظريف، أليس كذلك؟
قال «فهد»: جدًّا …
عاد «جاك جرين» بعد لحظات، وبيده قطعة من القطيفة الحمراء … يمسكها بعناية … ثم توسَّط المكان، وهو يقول: هيَّا، تعالوا وشاهدوا أجمل ماسات العصر!
اقترب «أحمد» و«فهد»، بسط قطعة القطيفة، فظهرت خمسُ ماساتٍ رائعة، نظروا إليها بدهشة … بينما كان صانع الماس يقول: سوف يفرح سيِّدك الثري بها!
مدَّ «جان ديماس» يده … إلا أنَّ يد «أحمد» كانت أسرع إليها … حتى إنَّ «جان ديماس» نظر إليه في دهشة، وهو يقول: ما هذا؟! …
فجأة … كان «فهد» قد أمسك بذراعه في قوة … ثم لواه إلى الخلف، ظهر الألم على وجه «جاك ديماس» … بينما كان «أحمد» يقول: أنت «دان سيجلاس» خائن سيده العربي، وسارق الماس!
ظهر الفزع على وجه «دان»، لكنَّه في حركة بارعة، كان يلفُّ حول نفسه، وضرب «فهد» ضربة قويَّة … إلا أنَّ «أحمد» كان أسرع إليه … فوجَّه إليه ضربة قوية، جعلته يتراجع قريبًا من الباب … وعندما وضع يده ليفتحه في محاولة للهرب … كان «أحمد» قد قفز وراءه قفزة واسعة … فأغلق الباب عليه … ضغط «أحمد» على الباب بقوة، فصرخ «دان» من الألم … فجأة ترك «أحمد» الباب، وجذبه بقوة، فاندفع إلى داخل الصالة، تلقَّاه «فهد» بضربة قوية، جعلته يسقط على الأرض، كان «جاك جرين» ينظر إلى ما يدور في دهشة، غير أنَّ «أحمد» شرح له كل شيء … فهمس: يا إلهي، «دان» خائن!
جمع «أحمد» الماسات … فأسرع «جاك جرين» بإحضار علبة أنيقة، ووضع فيها الماسات الخمس، وهو يقول: إنني سعيد بكما.
ودَّعاه وخرجا، وهما يدفعان «دان» أمامهما، بعد أن قيَّدا يديه خلف ظهره، وأسلماه إلى الشرطة … في نفس الوقت، أرسل «أحمد» رسالة لرقم «صفر» يخبره فيها بنجاح المغامرة …
وجاءه الرد: أهنئكما … عودا سريعًا … فهناك عمل آخر.
وعندما جاءتهما رسالة رقم «صفر»، غرقا في الضحك … فقد كانت هناك مغامرة أخرى جديدة.