بشر الحافي يخرج من الجحيم
«بشر (يمسح وجهه وعينيه): يا ربي! هذا عبدك، ذئب في صورة إنسان، ذئب خوَّان، ذئب وأمير ذئاب، والمال حرام، والمال حرام. يا ربي! أين الإنسان؟ أين الإنسان؟»
مثَّلَت شخصية الصوفي الزاهد «بشر الحافي» الذي عاش في بغداد في القرن الثالث الهجري ينبوعًا دراميًّا غنيًّا يستقي منه أهل الأدب مادتهم لصناعة أعمالٍ فنية رفيعة. وكانت قصيدة «مذكرات الصوفي بشر الحافي» للشاعر «صلاح عبد الصبور» من أبرع هذه الأعمال، وقد ألهَمَت الدكتور «عبد الغفار مكاوي» كتابة هذه المسرحية، التي جاءت بمثابة تنويعات على القصيدة، جامعًا سيرته من أخباره ونوادره وما أُثر عنه من أقوال في كتب التصوُّف المختلفة، وقد كتبها في الذكرى الخامسة لرحيل صديقه «عبد الصبور». تدور أحداث المسرحية حول خروج «بشر الحافي» من الجحيم الدُّنيوي، بعد أن غابت عن الإنسان إنسانيته، وتحوَّل البَشر إلى ذئاب، شاعرًا بالندم والأسف الشديدَين؛ لأنه مكث طويلًا في هذه الدنيا دون أن ينتبه، وظل طوال حياته في الكابوس حتى استفاق منه، فقرر الخروج إلى الصحراء علَّه يتطهر من إثم هذه الدنيا وجحيمها.