الفصل التاسع عشر
كان من بين الحاضرين في قاعة المجلس في ويستمنستر في تلك الليلة شخصٌ أو اثنان لاحظا ولم ينسَيا مهابةً غامضة بدَت وكأنها جاءت لتُقدِّم العون إلى ستينسون ومكَّنَته من مواجهة محنة لا بد أنها كانت مثيرةً للقلق وغيرَ مرحَّب بها من دون أن يبدوَ عليه الانزعاج أو القلق. فقد دلفَ ستينسون إلى القاعة بصحبة جوليان وفينياس كروس، وبدا إلى حدٍّ كبير كرجل جاء في زيارة عمل، فيما يتعلق بالمسألة الأخيرة التي لا يمكن أن يكون هناك شكٌّ محتمَل حيالها. صافح ستينسون الأسقف بجدية لم تخلُ أيضًا من الدماثة، وأومأ للآخرين ممَن كان يعرفهم، وسأل عن أسماء القلة الحاضرة من الغرباء، وراحَ يحفظ في ذهنه بدقة الصناعات والأحياء التي كانوا يُمثِّلونها. بعد ذلك قبل الجلوس في كرسي كان بجوار الأسقف الذي افتتح الاجتماع من فوره.
بدأ الأخير بقوله: «أصدقائي، كما أرسلتُ لكم قبل وقتٍ قليل، فضَّل السيد ستينسون أن يحضر رده إليكم بنفسه. كان سفيرنا إليه، السيد جوليان أوردين، ينتظره في دوانينج ستريت في الساعة المتفَق عليها، والسيد ستينسون في زيارةٍ لنا الآن رغبة منه في لقائكم جميعًا.»
ثم أبدى الأسقفُّ شيئًا من التردد، فأسرع رئيسُ الوزراء بسحب كرسيه ليقترب منهم أكثر.
وقال: «أيها السادة، إن القضية التي أثَرتُموها قضية ضخمة، وقد تكون نتائجها كارثية إلى حدٍّ دفعَني إلى الاعتقاد بأن من واجبي أن ألتمسَ من السيد أوردين الترتيب لزيارتي لكم لأتحدَّث معكم جميعًا؛ لأشرح لكم وجهًا لوجه، بالنيابة عن حكومة جلالة الملك، الأسبابَ وراء عدم إمكانية تنفيذ مطلبكم.»
سأل أحد الممثلين الجالسين على الجانب الآخر من الطاولة في حدة: «إذن أنت لا تريد السلام؟»
فجاء ردُّه هادئًا إذ قال: «لا نريده. فنحن لسنا مستعدين له.»
قال فين في صرامة: «البلاد مستعدَّة له. نحن مستعدون.»
ردَّ في هدوء ورصانة: «هكذا أخبرَني سفيركم. ربما يُقال إنكم تُمثلون الأمة من حيث الأرقام. أما من جانب الفِطنة والمعرفة، المعرفة الباطنية، العقل، فأزعم أنني مَن أُمثلها. وأخبركم أن أي سلام الآن، ولو طبقًا للشروط التي اقترحها حُلفاؤكم الاشتراكيون في ألمانيا، سيكون سلامًا مُخزيًا ومُهينًا.»
سأله الأسقف في نبرة توسل: «هَلا تخبرنا السبب؟»
قال السيد ستينسون بنبرة بطيئة: «لأنه ليس السلامَ الذي وعدنا به أبطالُنا الموتى والأحياء. لقد انطلقنا في حربٍ من أجل الديمقراطية، قضيتكم. وسيبوء ذلك القتالُ بالفشل لو سمحنا لأكثرِ الطغاة استبدادًا وانعدامًا للضمير أن يجلس على عرش يومًا؛ أن يظلَّ في مكانه.»
قاطعَه فين قائلًا: «لكن هذا ما لن نفعله. لقد طمأنَنا فرايشتنر فيما يتعلق بذلك. إن السلام ليس من اقتراح القيصر. إنما هو سلام الحزب الاشتراكيِّ في ألمانيا، ويوم إعلان شروطه هو اليوم الذي تحرز فيه الديمقراطية أولَ انتصار لها.»
قال السيد ستينسون مؤكِّدًا: «لا أجدُ في الصحافة الأوروبية ولا في تقارير عملائنا في الخدمة السرية أدنى ضمان لأي فرضية من هذا القبيل.»
سأله فين: «هل قرأتَ خطاب فرايشتنر؟»
أجابه رئيس الوزراء: «قرأت كلَّ كلمة فيه. أظنُّ أن فرايشتنر رجلٌ نزيهٌ صادق، كأي واحد منكم، لكنني أظن أنه مخطئ. وأميلُ إلى الاعتقاد بأن تلك التوقيعات موثوق فيها وحقيقية. بل سأعتقد حتى أن ألمانيا سترحِّب بشروط السلام تلك، وإن كانت لن تسمح أبدًا بأن تنبثقَ من حكومتها. لكنني لا أظن أن الصدام والفوضى اللذَين سيعقبان نشرها سيُؤديان إلى الإطاحة بالسلالة الحاكمة الألمانية. أنتم لم تُقدِّموا دليلًا على ذلك أيها السادة. وأنتم أنفسكم ليس لديكم أيُّ دليل على ذلك. ولهذا أقول إنكم تقترحون العمل في الظلام، ويبدو لي أن عملكم هذا قد يؤدي إلى نهايةٍ مشئومة. أريدُ منكم أن تسمعوني لدقيقة واحدة.» ثم تابع وقد توهَّج وجهُه ببريقٍ من الجدية الشديدة: «لن أبحث في عقلي عن عباراتٍ منمَّقة أو حِكَم. نحن رجال بُسطاء هنا معًا، ومصير بلادنا على المحك. ولذا أستحلفكم بالرب أن تستوعبوا مسئولياتكم وتعوها. إنني أريدُ السلام. بل أتوق إليه. لكن لن يكون هناك سلام أبدًا في أوروبا إذا ما ظلت ألمانيا أوتوقراطية استبدادية لا تعرف الهزيمة. لقد وعَدْنا موتانا وأحياءَنا أن نطيح بذلك الوحش الفاسد من فوق عرشه. لقد وعَدنا حلفاءنا العظام في فرنسا بذلك. واتفقنا على ذلك مع أمريكا، التي تعجُّ البحار بسفُنها الآن وأقسَم شبابها القسَم نفسَه الذي أقسمه شبابُنا. ليس هذا وقتَ السلام. ولا أتحدَّث عن جهلٍ حين أقول لكم إن ثَمة تحركًا كبيرًا وشيكًا في الغرب قد يكون من شأنه أن يُغيِّر الموقف العسكري تمامًا. أعطونا فرصة. إنكم إن نفَّذتم تهديدكم، فإنكم بذلك تُقحمون البلاد في ثورة، وتجلبون لنا الخزي في وجه حلفائنا، وستعيشون ما تبقَّى من حياتكم، جميعكم، حاملين إثمَ ذلك في نفوسِكم وبوصمة عارٍ على ضمائركم، ولن يمحو ذلك شيءٌ قط. لقد أوفيتُ بوعدي كما ترون ولم أقُل الكثير. لا يمكنني أن ألتمس الهدنة التي اقترحتموها. إنكم إن اتخذتم تلك الخطوةَ التي تُهددون بها … حسنًا لا أنكر أن مِن شأن ثِقلها أن يُنهي الحرب. سيأتي واحدٌ منكم ويأخذ مكاني. وسيكون هناك فوضى واضطراب، ومن المرجح كثيرًا أن تسيل الدماء. أعرفُ كيف ستسير المسألة، لكنني أعرف واجبي أيضًا. وما من عضوٍ واحد في حكومتي لا يؤيدني في ذلك. إننا نرفضُ مطلبكم.»
بدا الجميع على الطاولة يتحدَّثون بعضهم إلى بعض في الوقتِ نفسِه. ثم علا صوتُ كروس فوق صوت البقية. ونهضَ واقفًا من أجل ضمان انتباههم.
وقال: «أيها الأسقف، أظن أن ثمة نقطةً في كلام السيد ستينسون يمكن بل ينبغي لنا أن نبحثها بصورةٍ أكثر استيفاء قليلًا؛ ماذا لدينا من ضماناتٍ على أن الشعب يُساند فرايشتنر، وأنه سيكون قادرًا على تطهير جُحر الفئران ذاك في برلين من هوهينتزولرن وعشيرته من الأرستقراطيِّين، أبغضُ السياسيِّين الذين عاشوا على وجه الأرض على الإطلاق؟ ينبغي أن نكون واثقين تمامًا من ذلك. فين هو ممثلنا. ماذا عن تلك الضمانات يا فين؟»
أجاب فين: «كان فرايشتنر لأسابيع يتحدَّث في خطاباته عن موجة الشعور الاشتراكيِّ الرائعة التي تجتاح البلاد. إنه رجلٌ نزيه، ولا يُبالغ. إنه يؤكِّد لنا أن نصفَ الأمة يُبايعونه.»
قال ديفيد ساندز في تأمُّل: «رجل واحد فقط. إن كان ثمة نقطةُ ضعف واحدة في هذا الأمر لستُ على استعداد لأن أعترف بها تمامًا، فهي أن رجلًا واحدًا فقط في ذلك الجانب هو مَن يُدير هذه المسألة برُمتها. إنما نحن هنا مجموعة. وأحبُّ أن أسمعَ أن هناك أكثرَ من رجل واحد على الجانب الآخر.»
أوضحَ السيد ستينسون قائلًا: «من الغريب السماح بتسرب أخبار قليلة للغاية هكذا من ألمانيا عن الزخم الذي يكتسبه الاشتراكيون هناك. فعلى الرغم من صرامة رقابتهم، فهناك نسخٌ من الصحف الألمانية تصلنا كلَّ يوم من بلدان محايدة. لا يمكنني أن أصدِّق أن الاشتراكية حقَّقت التقدُّم الذي يدَّعيه فرايشتنر، وأتفقُ مع صديقينا السيد كروس والسيد ساندز هنا أنكم ينبغي أن تكونوا واثقين تمامًا من أن فرايشتنر لم يقع في شَرَك الخداع قبل أن تتخذوا هذا الإجراء العنيف.»
صرَّح فين قائلًا: «نحن قانعون بالثقة في إخواننا في ألمانيا.»
تدخَّل جوليان قائلًا: «لستُ مقتنعًا بأن من الحكمة أن نفعل ذلك. وأؤيدُ أن نأخذ بضعة أيامٍ أخرى للتفكير في هذا الأمر.»
قال فين في اعتراض شديد: «وأنا ضد أي تأخير. إنني أؤيد اتخاذَ إجراءٍ فوري وعاجل.»
تابعَ جوليان بنبرة جادَّة: «اسمحوا لي أن أشرح لكم وجه تسرعنا في رأيي. أفهم أن عملية التواصل برُمتها بين هذا المجلس والحزب الاشتراكي في ألمانيا جرَت من خلال السيد فين وفرايشتنر. يوجد اشتراكيون آخرون معروفون في ألمانيا، لكننا لم نتلقَّ أيَّ اتصال مباشر من أي منهم. علاوة على ذلك — وأقول هذا دون رغبةٍ مني بأي حال في التشكيك في حِرص سكرتيرنا في نَسخ تلك الخطابات الذي أنا على يقين منه — فإنني وفي وقت كهذا مضطرٌّ إلى أن أتذكَّر أنني لم أرَ أي شيءٍ سوى مجردِ نسخ.»
نهضَ فين واقفًا من فوره، وكان شاحبًا من شدة حنقه.
وصاحَ بصوت عالٍ قائلًا: «أتقصد أن تُلمح إلى أنني عدَّلتُ في تلك الخطابات أو زوَّرتها؟»
أجابَ جوليان: «لم أُلمح إلى أي شيء. وأقترحُ في الوقت نفسه، وقبل أن نشرع في اتخاذ تدابيرَ عنيفة، أن نَقضي نصفَ ساعة في الاطلاع على الخطابات الأصلية.»
قال كروس: «هذا منطقي. ليس هناك مَن يُمكنه أن يعترض على ذلك. عن نفسي لا أُحبِّذ تمامًا هذه القصاصات المطبوعة.»
التفت فين وهمسَ إلى برايت. ونهضَ السيد ستينسون واقفًا. كان وهجُ المصباح المباشر مسلَّطًا على وجهه المضطرب. بدا وقد ازداد نحولًا وتقدمًا في العمر منذ دلفَ إلى الحجرة.
وقال: «بقائي هنا الآن لا يَزيد حُجتي قوة ولا يُضعِفُها. لكن لتَكُن كلماتي هذه آخرَ عهدي بكم. أُقسم لكم بروحي كرجل إنجليزي إنني أومن بأنكم لو أرسلتم تلك البرقيات الليلة، أنكم إن استخدمتم سلاحكم الشائن والمُهلك ذاك ضدي وضد الحكومة، فإنكم بذلك ستتحمَّلون ذنب خراب هذه البلاد ودمارها، كما ستتحملون ذنب إلحاق الخزي والعار بها بكل تأكيد. وأمامكم روسيا مثالًا على ذلك. وسأخبركم بالآتي أيضًا، وأريدكم أن تتقبَّلوه. لا يوجد مِن بين أولئك الرجال الذين يسيرون الليلة، أو ربما غدًا، إلى موت محتمَل مَن سيشكركم على محاولة إنقاذ أرواحهم أو أجسادهم على حساب شرف إنجلترا. إن أولئك الرجال الذين هم على مشارف الموت سيكونون أشدَّ منتقِديكم. ليس هناك ما يمكنني قوله أكثر من ذلك.»
رافقَ جوليان رئيسَ الوزراء إلى الباب.
وصرَّح قائلًا: «سيد ستينسون، لقد قلت بالتحديد ما يمكن أن يُقال من وجهة نظرك، والرب وحده يعلم، حتى في تلك اللحظة، مَن منا على صواب! إنك تنظر إلى المستقبل بمعرفة تامة بالكثير من الأشياء التي نجهلها نحن جميعًا. كما أنك أيضًا، تُكن الكراهية التي يُكنها الساسة على نحوٍ طبيعي تمامًا، تجاه الطرائق التي يقترحها هؤلاء الرجال. وأنا نفسي أميلُ إلى الاعتقاد بأنهم متسرِّعون بعضَ الشيء.»
أجابه السيد ستينسون بنبرة صارمة: «لم آتِ إليكم الليلة يا أوردين كسياسي. لقد تحدَّثتُ كرجلٍ إنجليزي عادي، كما أتحدَّث إليك الآن. وأُناشدك باسم حبِّك لبلادك وشرفها، أن تستخدم تأثيرك على هؤلاء الرجال. أوقِف تلك البرقيات. اعمل على تأخيرها بأيِّ ثمن. ثَمة شيءٌ خبيث يتعذَّر شرحه حيالَ هذا الأمر برُمته. قد يكون فرايشتنر رجلًا نزيهًا، لكنني أُقسم إنه لا يتمتَّع لا بالتأثير ولا المكانة التي سيق أولئك الرجالُ للاعتقاد فيهما. أما بالنسبة إلى نيكولاس فين …»
هنا توقَّف رئيس الوزراء عن الحديث. وانتظره جوليان في تلهُّف ليُكمل حديثه.
فاختتم الأول حديثه في تروٍّ قائلًا: «أعتقدُ أن قضاءه ثلاثين ثانيةً في فِناء برج لندن موليًا ظهره إلى النور سيكون كافيًا.»
افترقَ الرجلان عند الباب، وعادَ جوليان إلى كرسيه في اضطراب وحيرة. كانت أصواتُ الرجال الجالسين حول طاولة المجلس تتعالى في غضب. أما فين الذي كان يجلس نكدًا وعاقدًا ذراعيه، وكان كرسيه بعيدًا بعضَ الشيء عن الطاولة، فقد عبسَ في وجه جوليان بينما كان يتخذ مجلسه. والتفتَ فورلي تجاهَ جوليان بعد أن همسَ إلى الأسقف بشيء.
ثم أعلن فورلي قائلًا: «يبدو أن النسخ الأصلية من معظم مراسلات فرايشتنر قد دُمِّرت.»
تساءل فين في انفعالٍ شديد: «ولِمَ لا؟ لماذا كنت سأحتفظ بخطاباتٍ من شأنها أن تضعَ حبل المشنقة حول عنقي في أي يوم يُعثر فيه عليها؟ أنتم جميعًا تعرفون مثلي أننا كنا نتوقع أن تُغير الشرطة على المكان منذ أخذناه.»
علَّق جوليان قائلًا: «لقد انضممتُ إليكم مؤخرًا، لكن لا شك أن بعضكم قد رأى المراسلات الأصلية؟»
تحدَّث توماس إيفانز من الطرف الآخر من الطاولة، وكان رجلًا قصيرًا قويَّ البِنية، وكان له نفوذ كبير في ساوث ويلز.
فقال: «لكي أكون صريحًا، لا أحب هذه التلميحات. إن فين هو أمينُ سرِّنا منذ البداية. وكان هو مَن افتتح المفاوضات، وهو مَن خاض فيها. فإمَّا أننا نثقُ فيه أو لا نثق فيه. وأنا أثق فيه.»
قال كروس: «وأنا لا أقول إنك لستَ محقًّا يا فتى. إنما أدعو لأن نكون حَذِرين، لكن الأمر يتعلَّق أكثرَ بفكرة أن أصدقاءنا الألمان أنفسَهم قد يكونون مفرطين قليلًا في التفاؤل.»
فأعلن فين بنبرةٍ شرسة: «أتعهدُ بكلمتي أمامكم أن كلَّ الحقائق التي قدَّمتُها لكم حقيقية. لقد اكتمل اليوم عملي، أيَّا ما كانت طبيعته. لقد جئتُ لكم بسلامٍ شعبوي من ألمانيا. وقد تشكَّل هذا المجلس بغرض فرض ذلك السلام على الحكومة. فهل ستتراجعون الآن؛ لأن كاتِبًا هاويًا وأرستقراطيًّا لم يشقَ يومًا في أي عمل يُثير شكوكًا مثيرة للسخرية حيال نزاهتي؟ لقد أتممتُ العمل الذي أوكلتموه لي. وأمرُ إنهائه يعود إليكم، وأنا أُمثِّل مليون رجل من العمال. وكذلك الأمر بالنسبة إلى ديفيد ساندز وإيفانز وكروس وبقيتكم. فماذا يُمثِّل جوليان أوردين؟ لا أحدَ ولا شيء! ومايلز فورلي؟ مجموعة صغيرة من الاشتراكيين يعيشون في حدائقهم ويُربُّون النحل! وسيدي الأسقف؟ مجرد عظته الأسبوعية! إلا أن أولئك الدُّخلاء هم مَن دخلوا علينا وعرقلونا. لقد ضِقتُ ذرعًا بهم وبما يفعلون. لقد أضعنا الليلة، لكنني أقترح أن نُرسل البرقيات في الثامنة من صباح الغد. مَن يوافق على ذلك يرفع يده!»
كان ذلك هجومًا مضادًّا اكتسحَ كلَّ شيء في طريقه. فقد ارتفعت كلُّ يدٍ حاضرة في الغرفة عدا يد الأسقف وفورلي وكروس وجوليان. هنا تقدَّم فين نحو الباب.
وقال: «لدينا عمل علينا القيامُ به يا رفاق. أما الآخرون، فسنتركهم يتحدَّثون بعضهم إلى بعض حتى الصباح، إذا شاءوا.»