خاتمة الكتاب
يقول محرر هذا الكتاب، ومقرر هذا الخطاب المستطاب، العبد الفقير، المعترف بالذنب والتقصير، الواثق بالملِك الغني، حسين بن محمد الحسيني.
اللهم خلد دولة السلطان الأعظم، خليفة جميع من في العالم، مبارز ميدان لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ، واسطة قلادة الصورة والمادة، صاحب توقيع عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ، وارث منشور جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم، أمير المؤمنين، خليفة المسلمين، الملك الأشرف، عزيز مصر، أبي النصر قانصَوه الغَوري.
اللهم أدِم سُبُحات فيضانه على أغصان بستان الإمكان، وعمم إنعامه وإحسانه على أزهار أشجار الأكوان؛ ليجتني من إرَم كرمه، وروضة نعمه، أقاص وأدان إلى آخر الزمان يا حنان، يا منان.
(١) الاعتذار
ونرجو من مكارم الأخلاق والشيم، ونلتمس من علماء العالم، أن من اطلع منهم على سهو أو خطأ أو نسيان، وهو لازم لنوع الإنسان، أن يغمض العين، ويستره من البين، وأن يكون ساترًا للمعايب، لا مظهرًا للمثالب، ونستغفر الله لي ولكم وجميع المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم.
(٢) صورة القصة
ثم بعثت كتابًا على يد ملك التجار في العالم، صاحب الجود والكرم، أعز عباد الله عند سلطان أعظم بلاد الله، خواجة محمد بن عباد الله، زاد الله فضائله وكمالاته؛ فإنه آية من آياته:
قال الله تعالى في كتابه العزيز: إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
وقال شفيع المذنبين، وحبيب التوابين: لكل شيء حيلة وحيلة الذنوب التوبة.
يا سلطان السلاطين، ويا ظل الله في الأرضين، ويا حليم عند الغضب، ويا أشرف ملوك العجم والعرب، اغفر لي ذنبي، واستر لي عيبي.
من أشعاره حضرة الغوري نصره الله تعالى:
أقول: أستغفر الله من الذنب الذي أعلم، ومن الذنب الذي لا أعلم رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا يا كشاف القلوب، ويا علام الغيوب، ويا ستار العيوب.