الروضة الثالثة في ذكر المجالس التي وقعت في ذي الحجة
(١) من المجلس الأول
طلعت ليلة الأحد عشرين ذي الحجة الحرام، وقعدوا في الأشرفية خمسة وعشرين درجة، والإمام في تلك الليلة كان الشيخ عبد الرزاق، ووقع البحث في الألغاز.
الجواب: قال مولانا السلطان: هو البيض.
المناسب لهذا المجلس
أنه قيل: جماعة من الشعراء اجتمعوا في خدمة سيف الدولة وقصدوا إيذاء المتنبي وقالوا: إنا نبيض في هذا المجلس. وكان مع كل واحدة بيضة مخفية، فلما جاءت نوبة المتنبي صاح صيحة الديك، فقال السلطان: ما هذا؟ قال: لا بد لهذه الدجاجات من ديك.
خاتمة
قال بهرام بن بهرام: أسد حَطوم خير من ملك غَشوم، وملك غشوم خير من فتنة تدوم.
(٢) من المجلس الثامن
طلعت يوم الخميس سابع عشر المحرم، وقعدوا ثلاثين درجة في المقعد، فلما دخل سيدي علي الأخميمي قال له مولانا السلطان: يا إمام الأعظم.
ولهذه العبارة معان:
- الأول: أنت إمام أعظم سلاطين الدنيا أو أنت أعظم أئمة السلطان.
- الثاني: أو أنت الإمام الأعظم في هذا العصر، يعني أنت أبو حنيفة الوقت.
ووقع في تلك الليلة مسائل:
وقال علي رضي الله عنه: لو كُشف الغطاء ما ازددت يقينًا. ولا شك أن مرتبة النبوة أعلى من مرتبة الولاية، فقول النبي ﷺ يدل على عدم المعرفة، وقول الولي على كمال معرفته، فما التوفيق بينهما؟
الجواب: قال مولانا السلطان: ليس بينهما تناقض؛ لأن مراد النبي ﷺ كنه الذات، ولفظ حق معرفتك يدل على هذا، ومعرفته بالكنه لا تحصل للبشر، سواء كان في الدنيا أو في الآخرة.
وقول الولي يدل على أن المعرفة التي يمكن تحصيلها حصلناها في الدنيا ولا يزيد في الآخرة شيء؛ لأن الدنيا دار تحصيل الكمالات ومزرعة الآخرة.
درة
قال مولانا السلطان: ادعت جماعة محبة السلطان محمد القلاوون، فقال لهم: إن كنتم تحبونني ارموا أرواحكم من القصر! فقالوا: بسم الله. وجروا من أول سطوح القصر إلى نهاية طرف القصر، فوقفوا وقالوا: يا مولانا السلطان، محبتنا لك إلى هذا الموضع، فمن يزيد علينا قدمًا فالمحبة له.