الروضة الخامسة في المجالس التي وقعت في شهر صفر
(١) من المجلس الخامس
طلعت يوم الخميس خامس عشر شهر صفر وقعدوا سبعة وعشرين درجة في المقعد ووقع فيه مسائل إلخ.
المناسب لهذا المجلس
أنه قيل: في أيام المعتصم وقع في شبكة صياد مخلاة فيها كف مخضب بخواتم الذهب، فلما سمع المعتصم نظر في الخاتم فرأى أنه ما هو من شغل بغداد، فطلب المخلاتيين فقال واحد منهم: اشترى هذه المخلاة مني مباشر في هذه الأيام. فسأل عن هذا المباشر، فقيل له: هو رجل يشرب الراح ويحب الملاح، وفي الليل والنهار في الخمر والزمر. ففتش عن أحواله من جيرانه، فقالوا: إن هذا المباشر هوى جارية وكانت من المغنيات وقصد بيعها ووقع الخلاف في قيمتها، فصاحب الجارية خلاها عند المباشر فأنكرها، وحلف أنها خرجت من عنده إليه، ثم راحوا واشتكوا إلى الديوان، فأمر بتفتيش بيت المباشر، وهو من الخوف قتلها، ثم أمر الخليفة بإحضار سيد الجارية، فلما رأى ذلك قال: هذا كف جاريتي؛ فأحضر الخليفة المباشر وقال له: يا ولد الزنا يا فاسق، ما قنعت بهذه الأفعال الذميمة حتى قتلت نفسًا محرمة، فأمر بشنقه على باب داره والمخلاة في عنقه.
(٢) من المجلس السادس
طلعت يوم السبت سابع عشر شهر صفر وقعدوا في المقعد سبعة وعشرين درجة، ووقع فيه مسائل إلخ.
المناسب لهذا المجلس
(٣) من المجلس السابع
طلعت يوم الثلاثاء عشرين شهر صفر وقعدوا في المقعد ثمانية وعشرين درجة، والإمام كان الشيخ عبد الرزاق، وفتح مولانا السلطان في تلك الليلة لغزين، ووقع فيها مسائل:
الجواب: قلت: معرفة الله بالقلب ما تكلم به العلماء، وفساده ظاهر؛ لأنه إذا كان مناط المعرفة القلب يلزم أن يكون جميع الحيوانات العُجم والأطفال والمجانين كلهم مكلفين؛ لأنهم أصحاب قلوب وليس كذلك، بل قالوا: معرفة الله تعالى إما واجبة شرعًا أو عقلًا.
المناسب لهذا المجلس
أنه قيل: أسلم ابن وزير ملك الصين واشتكت الأمراء والمباشرون وقالوا للملك: قد آمن ابن وزيرك بسيد المرسلين؟ قال الملك في جوابهم: بدنه مأمور لأمرنا، ومحكوم تحت حكمنا، وقلبه ما هو تحت أمرنا، خلوه يرتبط بأي شخص يشتهي خاطره.
(٤) من المجلس الثامن
طلعت يوم الخميس ثاني وعشرين شهر صفر وقعدوا في المقعد ثلاثة وثلاثين درجة، والإمام كان الشيخ محب الدين الحلبي، ووقع فيه الألغاز والمسائل:
قال: هو القلم.
قال: هو الباب.
(٥) من المجلس التاسع
طلعت يوم الثلاثاء سابع وعشرين شهر صفر وقعدوا في المقعد ثلاثًا وعشرين درجة، ووقع فيها مسائل ولغزان.
قال: هو القمر.
(٦) من المجلس العاشر
طلعت يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر صفر وقعدوا في المقعد عشرين درجة، ووقع فيه مسائل إلخ.
الخاتمة
سئل الإسكندر: ما أحسن حال الرعية؟
قال: إذا كان ملكهم لطيف العقل صحيح الرأي عالمًا بالحكمة.
وسئل: ما أسوأ حال الرعية؟
قال: إذا عدم من الملك هذه الخصال.
في الدعاء
الحمد لله والمنة؛ إن هذه الخصال موجودة كلها في حضرة سلطان العرب والعجم، أشرف ملوك العالم، وارث ملك يوسف الصديق، خليفة الأرض بالحق والتحقيق، أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين، الملك الأشرف أبي النصر، عزيز مصر، قانصوه الغوري، اللهم خلد ظلال معدلته ورأفته في بسيط الأرضين، وأيد أنوار سلطنته وخلافته على كافة المسلمين إلى يوم الدين، آمين.