الروضة السابعة في مجالس ربيع الآخر
(١) من المجلس الأول
طلعت يوم الثلاثاء ثالث ربيع الآخر وقعدوا في الأشرفية خمسًا وثلاثين درجة، والإمام كان الشيخ محب الدين المكي، ووقع فيه المسائل:
الجواب: قال مولانا السلطان: معنى رسل الملائكة أنهم جاءوا بالرسالة إلى أنبيائنا لا بمعنى أن جبرئيل صاحب أمة ويكمل النواقص، فالرسالة لفظ مشترك بين الملك والإنس.
جوهرة
قال مولانا السلطان: ما هو موجود في خزينتنا.
قلت: فعلى هذا شب جراغ ليس بموجود في الدنيا؛ لأن الجواهر النفيسة العجيبة ينسبونها إلى خزانة مصر، وحب ملوك مصر الجواهر النفيسة مشهور.
(٢) من المجلس الثاني
طلعت يوم الخميس خامس ربيع الآخر وقعدوا في الأشرفية ثمانيًا وعشرين درجة، وكان الإمام الشيخ عبد الرزاق، ووقع فيه المسائل إلخ.
درة
قال حضرة مولانا السلطان في آخر المجلس: إنه جاء في زمن السلطان السعيد الشهيد المرحوم قايتباي رحمه الله ستة عشر مراكب من الروم وظهرت على شاطئ البحر في طرابلس قريب العصر، وجاء من جانب مصر الأمير الكبير مع عسكر كثير لأجل المقابلة والمقاتلة، قلت لبعض أصحابي: تعالوا حتى نقرأ الفاتحة لدفعهم، فقرأنا الفاتحة بعد العصر فغرق الجميع بأمر المقدَّر في تلك الليلة، فلما طلع الصبح بعثنا المراكب الصغار مع الرجال لأجل ضرب رقاب الذين تخلصوا بالأخشاب، وفتحنا بسورة الفاتحة هذا الفتح المبين، وصرنا من المقاتلة آمنين، والحمد لله رب العالمين.
(٣) من المجلس الخامس
طلعت يوم الخميس ثاني عشر ربيع الآخر وقعدوا في الأشرفية ثلاثين درجة، وكان الإمام الشيخ محب الدين المكي ووقع فيه المسائل.
الجواب: قال القاضي: عند الشافعية مباح بثلاثة شروط؛ الأول: ألا يكون بالرهن. والثاني: ألا تفوت الصلاة بسببه. والثالث: ألا يزيد على ثلاث لعبات.
حكاية
درة
في آخر المجلس قال مولانا السلطان: فضائل خواجه عبد القادر صاحب فن الموسيقى.
منها: أنه أُسر في عسكر أمير تمور عند الجمَّالين، فعمل جلاجل الجمل بحيث تخرج صوتًا ملائمًا، فلما عبر تمور إليهم بالليل سمع صدى هذه الجلاجل فأخرج عبد القادر من بينهم فرباه تربية عظيمة فوق الحد والوصف.
(٤) من المجلس السادس
طلعت يوم السبت رابع عشر شهر ربيع الآخر وقعدوا في الأشرفية ثلاثين درجة والإمام كان الشيخ شمس الدين السمديسي ووقع فيه المسائل إلخ.
درة
(٥) من المجلس السابع
طلعت يوم الثلاثاء سابع عشر شهر ربيع الآخر، وقعدوا أربعين درجة في الأشرفية، وكان الإمام الشيخ محب الدين المكي ووقع فيه المسائل:
الجواب: قال مولانا السلطان: المجموع سبعمائة وثمانون.
(٦) من المجلس العاشر
الجواب: قال الشيخ عباس: الواجب عليه أن يركع ويسجد دون الإيماء.
الجواب: قال الشيخ عباس: المصلي إذا كان عريانًا وما معه إلا ثوب فيه نجاسة.
قال مولانا السلطان: هذا يؤيد كلامنا؛ لأن المصلي لا تصح صلاته عريانًا وإن كان الثوب نجسًا.
الجواب: يلبس الإمام ويتقدم على الكل والباقي في صف واحد.
الجواب: الأولى ترك الجماعة إذا كانوا قادرين على أداء الصلاة فيلبس هذا الثوب كل واحد منهم ويصلي به.
(٧) من المجلس الحادي عشر
طلعت يوم الخميس خامس عشرين شهر ربيع الآخر وقعدوا في الأشرفية ثمانيًا وثلاثين درجة، والإمام كان الشيخ شمس الدين السمديسي، وجاء ابن عفريت مع المماليك الصغار وعرضهم على المقام الشريف ثم أنشد موشح قاضي القضاة الحنفي في العزال الذي كان مطلعه:
وقال مولانا السلطان الموشح في جوابه:
وذكر ابن عفريت: أن عند قاضي القضاة جارية حبشية فأنشد القاضي هذه القصيدة لأجلها، ووقع فيه المسائل إلخ.
الخاتمة
قال النبي ﷺ: السلطان ظل الله في الأرض، فمن نصحه اهتدى، ومن غشه ضل.
(٨) من المجلس الثاني عشر
طلعت يوم السبت ثامن عشرين ربيع الآخر، قعدوا في وسط الدُّهَيشة الأشرفية أربعين درجة، وكان في خدمته الشريفة الشيخان الكاملان الفاضلان العالمان العاملان شمس الضحى، بدر الدُّجى، اللذان يرتجي البحر أن يكون قطرة على خضرة حديقة جودهما، ويفتخر الفلك في هذا الزمان بوجودهما، يعني حضرة محمود الخصال، مسعود الإقبال، مفتَّح أبواب الخير والبر، القاضي كاتب السر، لا زال عاقبته كاسمه محمودًا، وظله إلى الأبد ممدودًا، والثاني أسعد أولاد عثمان ذي النورين، وناظر جيش سلطان الحرمين الشريفين، ملجأ أعاظم الأكابر، القاضي عبد القادر، لا زال أقدام أقلامه على هامة الأنام، إلى آخر الشهور والأيام، وكان الإمام فيها الشيخ محب الدين الحلبي، وصنف باسمه الشريف كتابًا في وصف مدرسته ومئذنته الشريفة، وهو من هذه الحيثية كتاب شريف؛ لأن فيه أوصاف المقام الشريف، ثم قرءوا وأنشدوا موشح مولانا السلطان في نغمة العشاق، وموشح قاضي القضاة الحنفي في العزال.
درة
نكتة
قلت: إن الله تعالى مدح الحور بالبياض في قوله تعالى: كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ.
ووقع في تلك الليلة ثلاثة ألغاز إلخ:
المناسب لهذا المجلس
قول إسكندر: إنه لا يُعرف أربع إلا عند أربع:
لا يُعرف الحلم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا عند الحرب، ولا الصديق إلا عند الحاجة، ولا العالم إلا عند البحث والتصنيف.
الخاتمة
قال أنوشروان: حسن النية من العبادة، وحسن الجِلسة من الرياسة، وحسن الاستماع من الحلم، وحسن البحث والجواب من العلم.
الحمد لله والمنة، هذه الصفات موجودة في السلطان الأعظم، مالك رقاب الأمم، حافظ بلاد الله، ناصر عباد الله، أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين، عزيز مصر، الملك الأشرف أبي النصر، قانصَوه الغَوري.
اللهم خلد دولته إلى يوم القيام، وأظهر معدلته على الخواص والعوام، بالنبي عليه الصلاة والسلام، آمين.