المبادئ الأساسية التي يرتكز عليها الكتاب
-
(١)
قضية تحرير المرأة قضية سياسية بالدرجة الأولى؛ لأنها لا تمس حياة نصف المجتمع فحسب، ولكنها تمس حياة المجتمع كله. إن تخلف المرأة وتكبيلها لا يؤخر النساء فحسب، ولكنه ينعكس على الرجال وعلى الأطفال؛ وبالتالي يقود إلى تخلف المجتمع كله.
-
(٢)
الهدف من تحرير المرأة هو إطلاق إمكانياتها الفكرية جميعًا من أجل إثراء المجتمع فكريًّا، وإثراء حياة وشخصية النساء بالعمل المنتج والمشاركة في تطوير المجتمع، أي إنها قضية حرية فكرية للنساء من أجل العمل الخلاق، وفي ظل المساواة الكاملة بين الجنسين، وليست مجرد حرية جنسية من أجل قتل الفراغ والملل وامتصاص الطاقة المعطلة.
-
(٣)
أثبت العلم أن أي قيود على الإنسان، رجلًا أو امرأة، وسواء كانت هذه القيود فكرية أو نفسية أو جسدية، فإنها تعرقل تطوره الطبيعي، وتؤخر نضوجه الفكري أو النفسي أو الجسدي؛ وبالتالي تتعارض مع صحته الجسدية والنفسية، وعلى هذا فإن القيود المفروضة على النساء فكرًا ونفسًا وجسدًا تضر بصحتهم وتضر أيضًا بصحة الرجال وصحة الأطفال، وينشأ الجميع في مناخ غير صحي يزيد من التخلف.
-
(٤)
إن أي دين من الأديان لا يمكن أن يتعارض مع العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، ولا يمكن أن يتعارض أي دين مع الصحة الجسدية والنفسية لجميع أفراده رجالًا ونساءً؛ ولهذا ليس علينا إلا أن نعرف الطريق الذي يقود إلى صحة الإنسان (رجلًا وامرأةً) فيكون هو طريق الدين؛ لأن الدين خُلق لسعادة الإنسان وصحته ولم يُخلَق لتعاسته ومرضه.
-
(٥)
إن النساء وحدهن لا يمكن أن ينلن الحرية والمساواة في مجتمع لا يحقق الحرية والمساواة لجميع فئاته المختلفة؛ ولهذا لا يمكن فصل قضية تحرير النساء في أي مجتمع عن تحرير الفئات الأخرى المظلومة.
-
(٦)
إن شرف الإنسان رجلًا أو امرأة، هو الصدق، صدق التفكير وصدق الإحساس وصدق الأفعال، إن الإنسان الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة، واحدة في العلانية وأخرى في الخفاء.
-
(٧)
ليس هناك أي دليل علمي في البيولوجيا أو الفسيولوجيا أو التشريح ما يثبت أن المرأة أقل من الرجل عقلًا أو جسدًا أو نفسًا. إن الوضع الأدنى للمرأة فُرض عليها من المجتمع لأسباب اقتصادية واجتماعية لصالح الرجل، ومن أجل بقاء واستمرار الأسرة الأبوية، التي يملك فيها الأب الزوجة والأطفال كما يملك قطعة الأرض.