لقطة مقربة: لا سترادا
- إخراج: فيديريكو فيلِّيني.
- سيناريو: فيديريكو فيلِّيني وتوليو بينيللي وإنيو فلايانو.
- إنتاج: دينو دي لورينتيس وكارلو بونتي.
- تصوير: أوتيلو مارتيللي.
- مونتاج: ليو كاتوتسو.
- موسيقى تصويرية: نينو روتا.
- صدر: عام ١٩٥٤ في إيطاليا بواسطة شركة دينو دي لورينتيس للتوزيع، وعام ١٩٥٦ في الولايات المتحدة بواسطة شركة ترانس لوكس.
- اللغة: الإيطالية مصحوبة بترجمة مرئية إنجليزية.
- زمن الفيلم: ١٠٧ دقيقة.
-
أنتوني كوين بدور زامبانو.
-
جولييتا ماسينا بدور جيلسومينا.
-
ريتشارد بيسهارت بدور المهرِّج.
-
ألدو سيلفاني بدور جيرافا.
-
مارتشيلا روفيري بدور الأرملة.
-
ليفيا فينتوريني بدور الراهبة.
لكن فيلم «لا سترادا» ليس نتاج جهد فردي؛ حيث قضى فيلِّيني أربعة أشهر يكتب السيناريو والحوار مع معاونه توليو بينيللي. كما تعاون كذلك مع نينو روتا الذي ألف موسيقى الفيلم ومنها القطعة الموسيقية الآسرة المرتبطة بجيلسومينا. نسمعها أول مرة عندما يعزفها المهرِّج لها على الكمان اللعبة الخاص به. لاحقًا، تتعلم جيلسومينا كيفية عزفها على البوق الخاص بها. وقرب نهاية الفيلم، تغنيها امرأة شابة أثناء تعليقها للملابس المغسولة. إن انتقال القطعة الموسيقية من شخص لآخر يبدو كما لو كان يتتبع مسار رحلة روحية من الاستهلال وحتى السمو والشعور بالرضا. جيلسومينا ليست فقط ساذجة، بل إن بلادة ذهنها تكاد تقربها لبراءتها وطهارتها من مرتبة القديسات. تكشف جيلسومينا عن حب خاص للأطفال والصور الدينية والطبيعة؛ ففي إحدى اللحظات، تحاكي أغصان شجرة؛ بينما في أخرى، تحاكي حركات الراهبات على نحو غريزي. وفي أحد أقوى مشاهد الفيلم وأكثرها غموضًا، يقودها بعض الأطفال من حفل زفاف صاعدين بها عددًا من السلالم لتدخل غرفة مظلمة بها طفل مريض جالس في سرير. في البداية، تحاول الترفيه عنه بالقيام بأفعال المهرجين، لكن عندما لا يستجيب وجه أوزفالدو الشاحب، تقترب منه محدقة في عينَيه كما لو كانت عيناها تعكسان كالمرايا أو ربما تتيحان لمحة من شيء من عالم آخر. وفي النهاية، تصبح هي الوسيلة التي يجد بها زامبانو قدرًا من الخلاص. إن المهرج هو من يزرع بذرة القصد الْمُدرَك ذاتيًّا للفعل، وهو من يشير إلى أن حياة جيلسومينا المتنقلة بنحو دائم ربما يكون لها هدف كالحجر الصغير الذي يرفعه أمام عينَيها أثناء حديثه الشهير عن «حكاية الحصى الرمزية». يحافظ بيسهارت على المشهد من أن يصبح وعظيًّا أو ثقيلًا على النفس بمزيج من الدعابة العابرة والتعاطف والتعجُّب. ورغم الأجنحة المصنوعة من الورق المقوى التي يرتديها فإنه ليس فقط شخصية ترمز للملاك، بل هو أيضًا إنسان بكل معنى الكلمة وله عيوبه. كذلك فإن زامبانو يتجاوز كونه مجرد رمز. فرغم سلوكه الهمجي غير المفهوم طوال الفيلم، فإنه قادر على النظر لأعلى نحو النجوم في مشهد الشاطئ النهائي ليس من خلال عينَي وحش فظ بل من خلال التحديق المعبِّر للإنسانية المعذبة.
إن علاقة الفيلم بالواقعية الجديدة أكثر تعقيدًا. لقد سعى المخرجون الإيطاليون المرتبطة أسماؤهم بنحو تقليدي بهذه الحركة — روبرتو روسيليني ولوتشينو فيسكونتي وفيتوريو دي سيكا وبييترو جيرمي — لتطبيق جماليات جديدة خلال وبعد الحرب العالمية الثانية. وبدلًا من إنتاج أفلام الدعاية المصنوعة بعناية والمجمِّلة للواقع التي كانت تُصنَع في ظل نظام موسوليني الفاشي، أرادوا عرض الحياة كما كانت والتركيز على عامة الناس وكفاحهم اليومي. ومن عام ١٩٤٢ وحتى ١٩٥٢، كان هذا يعني توجيه الكاميرا تجاه الصراعات السياسية والفقر والبطالة التي تواجه الطبقة العاملة. على سبيل المثال، يرتكز فيلم «روما، مدينة مفتوحة» على أحداث حقيقية حدثت عندما قاومت المقاومة الإيطالية محاولات السيطرة الألمانية. ويسرد فيلم «سارقو الدراجة» (١٩٤٨) لدي سيكا قصة صبي ووالده يقودهما بحثهما اليائس عن وظيفة لارتكاب سرقة بعواقب وخيمة. وفي وقت كانت فيه أفلام التصوير الخام نادرة ولم يكن هناك أي أستديوهات وكانت الميزانيات ضئيلة، اعتمد هؤلاء المخرجون على مادة فيلمية خشنة ومواقع تصوير خارجية وممثلين غير محترفين، وهو الأمر الذي لم يوفر مالًا فقط بل أعطى أفلامهم إحساسًا واقعيًّا يكاد يكون وثائقيًّا. ورغم أن هذه الحركة قد وصلت إلى نهاية عهدها في إيطاليا في نهاية الخمسينيات، فإنها استمرت في إحداث أثر قوي وواسع الانتشار حول العالم، على سبيل المثال، على الموجة الفرنسية الجديدة وفي أمريكا اللاتينية وأفريقيا والهند واليابان وإيران وأماكن أخرى واجه فيها مخرجون بموارد محدودة قضايا اجتماعية بكاميراتهم وبإخلاص والتزام.
أسئلة
-
(١)
صف الشخصيات الثلاث الرئيسية في فيلم «لا سترادا»: جيلسومينا وزامبانو والمهرج. إلى أي مدًى يتصرفون بوصفهم أشخاصًا حقيقيين ولأي مدًى يتصرفون بوصفهم شخصيات في حكاية رمزية؟ وهل تغيرت رؤيتك لهؤلاء الأفراد على مدار الفيلم؟ إذا كانت هذه الحال، فما المسئول عن هذا التغير في الرؤية؟
-
(٢)
يستخدم فيلِّيني عناصر بصرية بنحو متكرر مثل المياه والصور الدينية والطريق نفسه خلال الفيلم. جِدْ أمثلة على هذه الصور المتكررة وفسِّر كيف تربط عناصر القصة معًا وتعطي معاني أعمق لها.
-
(٣)
اقرأ عن حياة فيلِّيني الشخصية. ما المواهب والاهتمامات المرتبطة بطفولته التي تطورت لديه لاحقًا بصفته مخرج سينما؟ انتبه جيدًا لمواهبه في الرسم ونزعته لسرد الحكايات واهتمامه بالسيرك. أين تظهر هذه العناصر في فيلم «لا سترادا»؟
-
(٤)
ما الذي يجعل «لا سترادا»، بالإضافة إلى عنوانه، فيلم طريق؟ ما الذي يشترك فيه مع أفلام أخرى من نفس النوع السينمائي؟ وإلى أي مدًى يبتعد عن توقعاتك حول ما يجب أن يكون عليه فيلم الطريق؟
-
(٥)
اختر لحظة من الفيلم تعتقد أنها تجسد على أفضل نحو مبادئ الواقعية الجديدة وحدد تلك المبادئ. ابحث عن مشاهد تبدو بعيدة عن هذه المبادئ. هل تتفق مع النقاد الذين اتهموا فيلِّيني بالحيد عن أسلوب الواقعية الجديدة؟
قراءات إضافية
-
Bondanella, Peter. The Cinema of Federico Fellini. Princeton University Press, 1992.
-
Bondanella, Peter and Manuela Gieri, eds. La Strada. Rutgers University Press, 1987.
-
Cardullo, Bert, ed. Federico Fellini: Interviews. University Press of Mississippi, 2006.
-
Kezich, Tullio. Federico Fellini: His Life and Work. Faber and Faber, 2002.
-
La Strada. DVD, 2 Discs. The Criterion Collection, 2003.