رحلات ابن عطوطة
«ويا قوة الله على المغرب، تمشَّيت إفرنجيًّا في أرجائه لمدة شهر، أتسكَّع على شاطئ المحيط، أتمشكح على شاطئ المضيق، أرنو بعينَين دامعتَين إلى الشاطئ الآخَر في الأندلس.»
بعد شرحه المستفيض لأصل كلمة «عطوطة»، ولماذا أطلق على نفسه هذا الاسم، والفرق بينه وبين الرحَّالة العربي الشهير «ابن بطوطة»؛ يسافر بنا «محمود السعدني» في جولة شائقة وممتعة إلى مختلِف البلاد العربية، فيبدأ من طنجة، ثم يعرِّج على مختلِف مدن المغرب العربي التي زارها في رحلته مثل مراكش ووجدة وتونس الخضراء التي وصفها بجَنة الشمال الأفريقي، ثم يمَّمَ وجهَه شطرَ ليبيا فأمضى فيها أسبوعًا واحدًا، ومنها إلى شِبه الجزيرة العربية؛ فزار صنعاء وعمان ومسقط ومختلِف المدن العربية في الجانب الآسيوي. كما لم يَفُته أن يتمَّ المسيرةَ بزيارة إسبانيا التي كانت موطنًا لحضارة عربية استمرت ثمانيةَ قرون. وفي كل هذه الرحلات يسرد لنا تفاصيلَ مهمة عن البشر والأماكن والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، رآها بعينه الثاقبة وقدَّمها لنا بلُغةٍ شائقة وساخرة.