وعلى كل لون
رحمة الله وبركاته على عمنا القديم ابن بطوطة، كان هو الآخر صحفيًّا، وإن كان ليس عضوًا بنقابة الصحفيين؛ فلم يكن في زمانه صحافة ولا يحزنون، كان الشاعر هو الصحفي، وكانت غاية الشعر هي مدح الملوك والخلفاء والولاة وعساكر المرور!
وكان الشاعر الذي يرفع قصيدة جيدة من نوع (وسمعًا بالعشاري إذا ذهبنا، بأرض الله في كل زمان) يحصل على مكافأة تساوي الهبرة التي هبرها توفيق عبد الحي من بيع اللحوم الفاسدة والكتاكيت الميتة.
ولكن عمنا ابن بطوطة لسوء حظِّه لم يكن شاعرًا، كان شديد الملاحظة، عظيم الصياعة، شديد الاهتمام بالناس وبالحياة، شديد الشوق للبلاد والعباد، وكان متوقد الذكاء وصاحب مفهومية يفهم الأشياء وهي طايرة وأحيانًا قبل أن تطير!
ولكن اسم ابن بطوطة كان عيبه، فبطوطة من البط، والبط طائر لا يطير، شديد الكسل، شديد الوخم، غاية رحلته لفَّة، في بحيرة، أو نزهة في بركة أو بلبطة في ترعة؛ حسب الأحوال والتساهيل.
والست والدتنا — الله يرحمها — كانت تصرخ دائمًا في وجهي: «والنبي تقعد كده وتنبط.»
ورواد قهوة المعلم حسن عوف في الجيزة يقولون من باب الحكمة: «مش فلان اتبطط»، يعني انكسر، يعني ضاع في الكازوزة … يعني اتخرب بيته يا ولداه!
المهم أن ابن بطوطة لم يكن اسمًا على مسمى؛ ولذلك أنا رأيت بعد كل هذا العمر الطويل أن أصحح هذا الخطأ الرهيب، وأطلقت على نفسي لقب ابن عطوطة على وزن ابن بطوطة باعتبار أن كلًّا منا له رحلات وجولات وسفريات على اختلاف المكان والزمان.
أنا إذن ابن عطوطة، وهو من العط، والإنسان يعط حتى يزهق، وأحيانًا يعط حتى يغمى عليه، وبعض الناس تعط وتعط حتى تضيع.
وزعيم العطاطين في العالم العربي كان عمنا زكريا الحجاوي، وكان يعط من شارع إلى شارع ومن قهوة بلدي إلى قهوة إفرنجي، ومن قهوة بهوات إلى قهوة مجاذيب، ومن كفر إلى نجع، إلى ضيعة، إلى بلد، إلى شاطئ، إلى رصيف، ثم انتهى به المطاف إلى أن ذهب وعط في الدوحة وداخ هناك السبع دوخات … ومات غريبًا … يا كبدي!
وتولى إمارة العط من بعده عمنا عبد الرحمن الخميسي، وهو رجل عطاط من قبائل عطيط، وهي قبائل احترفت العط في أرجاء الإمبراطورية أيام مجد العرب والعروبة والسحابة التي كانت تمطر في كل مكان فيعوط خراجها إلى خزائن الخليفة. وفي النهاية استقر عمنا عبد الرحمن الخميسي في موسكو … ومات غريبًا هو الآخر … وا مصيبتناه!
وهناك سبب آخر جعلني أطلق على نفسي لقب ابن عطوطة وهو أن الست والدتنا — الله يرحمها — كانت تقول: «ما تهمد بقى يا بني وكفاية عط.» كما أن صديقي فتحي بحيري كان يزفر زفرات ساخنة ويقول: «لو ربنا يتوب علينا بقى من العط.» وكان فتحي ضجرًا من كثرة الانتقال من مهنة إلى مهنة ومن سبوبة إلى سبوبة، ومن شغلانة إلى أخرى، وكان يرجو لو يستقر مرة واحدة في حياته ويستريح، وقد استخدم كلمة العط هنا في معنى الدوخة التي (إلهي ما يحكم بها على عدو أو حبيب)!
هذه إذن هي المصادر التاريخية لكلمة العط، ولكنها كلها مصادر غير رسمية، وإن كان بعضها مدونًا في كتب سيد أبو دراع (وهو فنان شعبي غير محمد أبو دراع)، وكانت له أغنية مشهورة منذ نصف قرن من الزمان:
أما المصادر الرسمية لكلمة العط، فقد أحجمتُ عن الخوض فيها خوفًا من وجع الدماغ، ولكني توكلت على الله وفتحت قاموس ابن مهروش الزلباني (وهو عالم حجة في اللغة والنحو)، ويقول ابن مهروش في باب عط: «العط من العطوط، وتُجمَع عطاطيط، ويقال عط فلان أي ترنح وكاد يميل، ويقال شجرة عطاطة أي رقيقة الأغصان هشة الأوراق تئن تحت نسمات الريح وتميل.»
يقول الشاعر الجاهلي:
أي أنه من شدة الهم والغم كان يمشي فيميل، كأنه يسير في شارع من شوارع الجيزة التي امتلأت بالمطبات والحفر بالرغم من تصريح المحافظ بأن كل شوارع الجيزة كالشعر الحرير على العينين يهفهف ويرجع يطير!
وفي لسان العرب لعمنا ابن منظور: «العط هو غابوق البن من الخمر، وسُمِّي: عط لأن من شربه مال وترنح.»
ويقول الشاعر الجاهلي حمزة الجيزاوي:
وهو بيت من قصيدة يعتبرها البعض من المعلقات لأنها وُجِدت معلقة على شباك مديرية الأمن بمحافظة الشرقية. وقيل إنه كتبها بعد علقة محترمة أكلها الشاعر حمزة الجيزاوي بعد قضية سرقة بالإكراه ارتكبها الشاعر واستخدم فيها مطواة قرن غزال.
ولكن الدكتور لويس عوض أكد عندما سألته أن كلمة عط أصلها لاتيني وهي في الأصل ألط: ALT وحرَّفها العامة إلى علط، ثم أصبحت عطَّ بمرور الزمان. وهي أيضًا وردت في أغلب الأعمال الأدبية العظيمة على مر التاريخ (هذا كلام الدكتور)، فالعراف الأعمى ترسيس وقف يصرخ بالصوت الحياني أمام الملك الجبار ويقول: لقد حفيت قدماي من كثرة الألط، أي من كثرة العط، أي من كثرة المشي، إذ لم يكن هناك أتوبيسات في ذلك الزمان! والعبقري شكسبير أبرز الكلمة في عبقرية متناهية في شخصية مسرحية شهيرة هي شخصية عطيل. وإذا نظرنا إلى الكلمة — هكذا يقول الدكتور — اكتشفنا أنها تتكون من مقطعين: عط و يل، ولكن شكسبير كان يقصد بها عط فقط وأضاف إليها بقية الكلمة هربًا من المحاكم، فقد كانت أسرة عط لا تزال تعيش في قرية جاكسا من أعمال مدينة طنجة على شاطئ المضيق!
ويقول الناقد الإنجليزي الشهير هابين كوربض (والكلام للدكتور لويس): إن شكسبير أراد أن يفسر الشخصية ويحللها، فعطيل رجل عطاط مغربي كذاب يفتح الكتاب، عطَّ من بلاده إلى بلاد الأغراب وذهب في العط إلى بعيد فأحب ديدمونة وعط أكثر فذهب إلى قبرص، وعط أكثر وأكثر فقتل ديدمونة بوشاية من ياجو الشيطان. إن نهايته المأساوية كانت نتيجة لعطه الذي ليس له غاية.
وهناك أيضًا — الكلام للدكتور أيضًا — الراهب عطا الله الذي راح يضرب في الأرض بلا غاية صارخًا في الناس: استعدوا ليوم القيامة. وساح في الأرض عشرين عامًا بدأها من فلورنسا إلى أنفلونزا، إلى كلومانزا، حتى استقر به الأمر أخيرًا في بني مزة، وهو الاسم اللاتيني لما يُعرَف الآن ببني مزار. وأثناء عطه في أنحاء الصعيد الجواني دخلت في قدمه شوكة فتقرَّحت قدمه وتقيحت، ومات ميتة الأبطال! وسُمِّي عطا الله لأنه كان يعط في الأرض باسم الله.
ولكن المجمع اللغوي المصري لا يوافق على رأي الدكتور لويس عوض، ويقول في نشرته السنوية: إن كلمة عطَّ كلمة عربية استخدمتها قبيلة فزارة أيام الجاهلية وجاءت على لسان شيخها «نحن قوم إذا عططنا لا نميل»، أي أنهم شديدو البأس، أقوياء الشكيمة، ومهما بلغ العط فإنهم لا يتعبون. وعن حجاج ابن مزجح عن زؤابة بن مشلح عن أشجع بن وهدان المخزومي أن شيخ قبيلة فزارة قال: خرجنا في ليلة قمرية إلى وادي العقيق، فمرَّ بنا عرجون بن مستلف الزمان، وكان معه غلام يقال له أعلط، فدعوناهما للنزول فأقبل الغلام وأبطأ عرجون بن مستلف الزمان، فقلنا للغلام: ويحك ما يحبس مولاك؟ قال: كان عند صاحبه في مكان يقال له الخنفار، فأكل القسب (التمر اليابس) والجلجلان (نبات مالح) ويبدو أن سيدي أكل كثيرًا فأصابه العط. فسألناه: وما هو العط؟ (وكان الغلام يتكلم بلغة أهل حمير) فقال: العط يقع للإنسان عندما ينهدُّ منه الحيل وتتشخشخ منه الركبتان، فيقال على الرجل الذي ألمَّ به هذا العارض رجل عط، فإذا أمعن المرض فيه واستفحل قيل رجل معطوط، ويقال للرجال العطاط إذا كان ثقيلًا يخافه الناس وينفرون من لقائه، ورجل عطعاط للكريم السخي.
قال الأمهر بن مشهور في مدح حاتم الطائي:
هذه إذن هي مصادر العط، عرضناها عليكم كما عرفناها، وحرصنا على أن نذكر كل المصادر، شعبية ورسمية وأكاديمية وكلاسيكية، وعلى كل لون، ونستطيع الآن أن نبدأ رحلتنا، رحلة العط التي ابتلانا بها الله وأخذت من جلودنا راقات، ومن أعمارنا سنوات وسنوات، ولكن قبل أن نبدأ رحلتنا هناك ملاحظة لا بد من إثباتها هنا، حتى لا يظلمنا قارئ أو يفتري علينا ناقد. فالفرق بين رحلة ابن بطوطة، ورحلة العبد لله، هو الفرق في الزمان وفي المكان أيضًا.
عندما بدأ عمنا ابن بطوطة رحلته الميمونة على صهوة بغل، كان الوطن العربي يسترخي في هدوء، الحدود سداح مداح والبساط أحمدي، والمزاج رايق والرءوس مرفوعة والأعلام أيضًا، والظهور مشرعة والسيوف أيضًا. وكان أمير المؤمنين يعطس في القاهرة فيقول له من في الدار البيضاء: يرحمكم الله. وكان العربي يسافر في أرجاء الإمبراطورية بلاد الله لخلق الله، فلا حدود ولا جوازات ولا جمارك بالمصري أو كمارك بالعراقي، أو مكوس كما يسميها البعض في بلاد بني عدنان. وكان السفر في بلاد العرب على أيام عمنا ابن بطوطة أعزب ليس له جواز؛ ولم تكن هناك تأشيرة خروج، ولا تأشيرة دخول، ولا إذن عمل. وكان الدينار العربي يساوي عشرة دولارات هندي، باعتبار أن الهنود الحمر كانوا هم أصحاب الدولار في ذلك الزمان! كان هذا هو حال العرب في زمن عمنا ابن بطوطة.
أما الآن في زمن العبد لله … فلا حول ولا قوة إلا بالله. الجمارك في كل مكان من بلاد العرب لا تنقض إلا على العربي، ولا تفتش إلا من يبدو من سحنته أنه من نسل قحطان! وصاحب الشرطة في بلاد العرب الجديدة لا يقتفي إلا أثر العرب الأغراب، ولن تجد في سجون العرب أحدًا من صنف الألمان أو الطليان، فما بالك بصنف الإنجليز أو الأمريكان؟
ستجد مصريًّا مسجونًا في سجن العراق، وعراقيًّا مسجونًا في سجن سوريا، وسوريًّا مسجونًا في سجن الخليج، ومغربيًّا مسجونًا في سجن ليبيا، وليبيًّا مسجونًا في سجن تونس، وفلسطينيًّا مسجونًا في كل السجون!
وإذا كان عمنا ابن بطوطة قد خرج على ظهر بغلته من طنجة إلى تلمسان بالجزائر، ومن تلمسان إلى صفاقس بتونس، ومن صفاقس إلى برقة في ليبيا، ومن برقة إلى الإسكندرية في بر مصر، وقد قطع المسافة كلها على ظهر البغلة، فلم يتوقف إلا لينام ولم يتمهل إلا ليستريح … إذا كان عمنا ابن بطوطة قد قطع المسافة كلها آخر راحة وآخر انسجام، فالسفر من القاهرة إلى ليبيا اليوم محنة ولا محنة الحسين ابن علي في يوم كربلاء.
ومع أن الجغرافيا تقول إن مصر وليبيا دولتان متجاورتان، إلا أن الجغرافيا السياسية تفرض على العبد لله إذا أراد السفر إلى ليبيا، أن ينتقل أولًا من القاهرة إلى اليونان، وكل إنسان حر يركب الطائرة أو يركب البحر. فإذا ركب الطائرة فقد يخطفه زعيم منظمة برمهات الأصفر، وسر الخطف أنه زعلان مقهور ويشعر بإحباط ويقدس الحياة الزوجية، ولكنه يريد أن ينتقم من أجل كامب ديفيد. ولا يمكن القضاء على كامب ديفيد، إلا بذبح عشرة صعايدة، وإحراق جثث خمسة جدعان من المنوفية، وخنق امرأة وطفلها من بني سويف. ولذلك فخطف الطائرة وإحراقها هو واجب قومي، وهو نضال يستوعب هموم الأمة، ويصوغها ثم يعيدها إليها حتى لا تصبح عصية عن استيعاب هموم المرحلة! ولكي يظل الحل مؤجلًا حتى يتم العثور على حلٍّ عن طريق الثورة المستمرة لهذا المأزق التاريخي العصيب! وحتى إذا وصلت الطائرة إلى اليونان فسيأخذ الطائرة إلى طرابلس. وسيعلم الله وحده ما الذي سيحدث له أثناء التفتيش في الجمارك والمكوس، وزمان ذهب عمنا ابن بطوطة إلى الخليج، وقطعه ذهابًا وإيابًا، ولا سؤال ولا جواب، ولا تحقيق ولا تفتيش، ولكن الآن … في زمن العبد لله، يحتاج المسافر إلى الخليج إلى (كفيل)! وزمان كان الكفيل للقاصر واليتيم، أما اليوم في زمن العبد لله، فهو للصحفي والمستشار والطبيب … دليل على أن أولاد يعرب قد صاروا في هذا الزمان يتامى ومشردين!
لَشد ما تغيرت الأحوال منذ عهد عمنا ابن بطوطة، إلى عهد أخيكم ابن عطوطة، الذي داخ مثل عمنا زكريا الحجاوي السبع دوخات، ولذلك ستكون رحلة ابن عطوطة على مقاس التأشيرات التي حصلنا عليها، وإذن العمل الذي سمح لنا به، ولأننا انشغلنا أثناء الرحلة في العثور على تأشيرة والبحث عن كفيل، ولأن أغلب وقتنا ضاع بين الجمارك والجوازات وشرطة الحدود ولم يبق إلا أقله للكتابة.
وفي أيام عمنا ابن بطوطة لم يكن يصدع دماغه شيء، فلم تكن قد نشأت بعد إذاعة صوت العرب، ولا إذاعة صوت العروبة، ولا إذاعة حوض البحر الأبيض المتوسط، ولم يكن حزب البعث الاشتراكي قد اهتم بالمشكلات الكثيرة، التي تتعلق بالمفاهيم والمصطلحات المستخدمة في التعبير عن إطار ومضمون المصالح الحيوية الحقيقية، بقدر الاهتمام الزائد والملحوظ بهذه التقاليد التي اقترنت بهذا التفكير الواعد بأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة!
ولم يكن في زمن عمنا ابن بطوطة قد تم طبع الكتاب الأخضر المسخسخ حيث الشمولية الكونية التي تبدأ وتنداح وتترحرح وتتموَّج وتتسع على ثلاث مراحل: عربيًّا في البداية، إسلاميًّا بعد ذلك، كونيًّا في النهاية.
ولم تكن اتفاقيات كامب ديفيد قد عرفت طريقها إلى الحياة بعد، والسبب أن ديفيد نفسه لم يكن له وجود، كان ديفيد في زمن عمنا ابن بطوطة يشتغل في إسطبلات مولانا السلطان، وكان ميمون اليهودي يشتغل طبيبًا في قصر السلطان، كان اليهودي مجرد مواطن في الإمبراطورية العربية، يشكر ربه آناء الليل وأطراف النهار لوجوده في بلاد العرب بعيدًا عن أوروبا، حيث محاكم التفتيش وأفران حرق البشر عمال على بطال. في ذلك الزمان البعيد السعيد لم يكن في بلاد العرب ألف تنظيم وتنظيم، وكلها تهدد وتتوعد، وتعِد بالتحرير والتعمير، وينتهي أمرها جميعًا، إلى اغتيال صحافي في روما، وتلميذ في لندن، وصايع في اليونان، أما التحرير فستجد تحريرًا كثيرًا في صحف النضال التي تصدر في الخارج، أما التعمير فما أحلى التعمير والتعميرة على أي رصيف في وطننا السعيد ومن شاطئ الخليج إلى شاطئ المحيط.
ولم يكن في زمن عمنا ابن بطوطة أفلام من إنتاج علي حبلص، ولا فوازير من إخراج سعد أبو كتاف، ولا مطربون كهؤلاء الذين سدوا علينا عين الشمس في هذا الزمان. ولم يكن في بلاد العرب أيام عمنا ابن بطوطة شركات من نوع منوفكو، وعبد العاطكو، وعبد العزيزكو. وكان الفلاحون في زمانه، إنتاجهم وفير وخيرهم كثير، وموائدهم ممدودة للعابر وابن السبيل. وقد لاحظ عمنا ابن بطوطة هذا الأمر، فدوَّن في رحلاته يقول: والمسافر في بر مصر لا يحتاج إلى حمل زواده معه، لأن خير الريف وفير ومبذول وعلى طول الطريق. الآن صارت فراخ الفلاحين هي فراخ الجمعية، وسمن الفلاحين هي السمن الهولندي، وعيش الفلاحين يُخبَز في الفرن الإفرنجي.
ويا أسفاه على الفرق الرهيب بين زمان العبد لله، وزمان عمنا ابن بطوطة!
كان أبطالنا في زمانه، من نوع المظفر قطز، والظاهر بيبرس، والناصر صلاح الدين، واليوم صار أبطالنا الساحر الخطيب، والنجم محمود يس، والسيد العقيد، والأخ المناضل، والمجاهد الأكبر، وطويل العمر.
أسماء وألقاب، ونياشين ورُتَب وسيوف وصولجانات … وهلُمَّة.
ولأنه، سبحانه مش ناسي، أسأله اللهم أن يكفينا شر العط، وأن يبعد عنا المخبرين والبصاصين، وأن ينقذنا من شر العسس والناس اللبط، وأن يحفظنا من شر أولاد الحرام وأولاد الحلال أيضًا، وأن يشملنا بعطفه ورحمته حتى نجوب كل بلاد ولد عدنان … آمين يا رب العالمين.