الأرض الخراب
ودَّعت تونس كلها، ويمَّمت وجهي شطر الحدود الليبية، وكانت انتقالة قصيرة في المسافة، لكنها كانت نقلة رهيبة في الزمن. فبينما عبرت الحدود في ساعة، وجدت نفسي أعود القهقرى ثلاثة قرون على الأقل. ولقد دخلت ليبيا بمعجزة، فقد رفضتْ جميع سفارات الملك إدريس منحي تأشيرة دخول … دخت دوخة الدجاجة المنصابة، وأنا واقف على باب السفارة السنوسية في القاهرة. ورابطت أيامًا أمام سفارات ليبيا في عواصم أخرى كثيرة، ولكن لا من شاف ولا من دري، كأن أي مواطن مصري، بالنسبة إلى مملكة السنوسي، رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه يا أولي الألباب! وكان الشلحي الموجود في القاهرة اليوم يرسم خرائط السد العالي الذي قررت حكومة ليبيا إقامته على الحدود، ليمنع اتصال القُطرين! وكانت ليبيا — وقتئذٍ — (حلال للطير من كل جنس، حرام على بلابله الدوح!) وبالرغم من ذلك توكلت على الله وتوجهت نحو الحدود الليبية، وقلت: فليكن ما يكون! وما الذي سوف يكون سوى منعي من الدخول، أو ضربي علقة عند الحدود، أو حبسي بضعة أيام في سجون ليبيا. وأيًّا كان الأمر، فستكون هناك قصة تصلح للكتابة وحدوتة تُحفظ في متحف الذكريات. ثم إنني في النهاية سأتمكن من إلقاء نظرة على قطعة من أرض العروبة، فمن يدري قد يشاء حظنا التعس أن نعيش ونموت دون أن ندخلها قط!
ووقفت أمام عسكري الجوازات الليبي، وراح يدقق في جواز سفري ثم قال مندهشًا: ولكنك لا تحمل تأشيرة دخول؟! وقلت للعسكري برقة متعمدة، وبأدبٍ مبالغ فيه: إنني في الحقيقة لا أقصد زيارة ليبيا، ولكني مجرد عابر سبيل في طريقي إلى مصر، فإذا أردتَ منحي تأشيرة لمجرد المرور فأنا شاكر فضلك، وإذا كان هذا مستحيلًا، فسأعود أدراجي من حيث جئت، وكفى الله المؤمنين القتال! وقال العسكري الليبي ووجهه يضيء بالحب: إذا كانت مصر بلادك فهذه أيضًا بلادك، مرحبًا بك في أرض ليبيا وإلى أي مدى تشاء. وختم الرجل الطيب جواز سفري، زيارة لمدة شهر. يا سبحان الله! كل الاحتياطات التي اتخذتها حكومة جلالة الملك وقناصل جلالة الملك ومخابرات جلالة الملك، أطاح بها هذا العسكري العربي الطيب في لحظات! أي انفصال كامل وكلي بين ما يُدبَّر فوق في العلالي، في قصور الحكام ومكاتب المتسلطين، وما يجري في الشارع مع جماهير الناس الطيبين، التي تدرك بالغريزة أنه ما دامت مصر بلادي فليبيا أيضًا بلادي، ومرحبًا بك في بلادك … وإلى أي مدى تريده.
وكما موسى كليم الله، جئت ليبيا على قدرٍ ودخلت المدينة أسعى على حذرٍ، ولكن أين هي المدينة؟ الشاطئ مهجور إلا من أشجار النخيل، والشوارع خالية إلا من بعض عساكر الأمريكان، وحوانيت مفتوحة ولكن بلا حركة في الداخل، وعدد من النساء يقطعن الشارع وقد ارتدين خيامًا متنقلة حتى لا تقع عليهن عين بشر، وبعض الرجال في ملابس رومانية من عهد قيصر. ثم لا شيء بعد ذلك، لا شيء على الإطلاق إلا السكون والصمت! وقبعت في صالة فندق المهاري على شاطئ البحر أتطلع إلى الوجوه التي حولي، وكلها وجوه خواجات عبرت البحر في أوروبا، بعضهم خبراء وأغلبهم جواسيس وعملاء ووسطاء، والكل مثلي قابع في مكانه في هدوء يلفُّه السكون والصمت! ولكن ولدًا ليبيًّا يعمل صحفيًّا لا أذكر أين، اسمه الفيتوري، ولا أذكر اسمه الأول، جاءني رغم كل شيء، وخرجت معه ذات مساء إلى قاعدة هويلس، واستطعت أن ألتقط صورًا لمواقع الصواريخ المصرية نحو مصر. قلبي مع العسكري المسكين الذي سمح لي بالدخول، لا بد أنهم أذابوه كقطعة الصابون أو نشروه كلوح خشب بلوط، مع الاعتذار لأخينا علي بلوط.
وقضيت في ليبيا أسبوعًا أحاول أن أنفذ إلى داخلها دون جدوى. صحيح أنني دخلت الأرض الليبية، ولكني لم أدخل ليبيا، وكيف أستطيع وليبيا نفسها غير موجودة وليس لها حضور؟! الحضور كله لبطانة الملك السنوسي، وتستطيع أن تراها في صالة قمار فندق البحر المتوسط. والحضور كله لضباط القاعدة الأمريكية، وتستطيع أن تراهم في كل وقت. والحضور كله لرجال الأمن وهم وراءك على الدوام. وفيما عدا ذلك لا حضور لأحدٍ على الإطلاق. الشعب الليبي خلف أسوار السكون والصمت يأكل المبكبكة والبازين، وضباط الجيش الليبي الوطنيون نصفهم في لندن بدعوى العلاج أو الدراسة، والنصف الآخر في ليبيا تحت الرقابة. ومن الذي يراقب؟ مخابرات أمريكا وبريطانيا وفرنسا! فلكل منها ثلث مساحة ليبيا على وجه التقريب!
ولم أستطع أن أتحدث مع واحد ليبي، أو أدخل بيتًا ليبيًّا على الإطلاق! حتى المصريون الذين كانوا في ليبيا وقتئذٍ، كانوا جميعًا — وبلا استثناء — هاربين من حكم عبد الناصر، وكانت الغالبية العظمى من الإخوان المسلمين، وقلة منهم من رجال العهد الملكي الذي قضت عليه ثورة يوليو، وقد استطاعوا الإفلات من مصر بثرواتهم وعاشوا في طرابلس عيشة أفيال الهنود! حتى المتاجر والمخازن لا ترفع لافتات عربية، وإنما كل اللافتات مكتوبة باللغات الأوروبية، وخُيِّل إليَّ أنني أسير في شارع من شوارع روما أو لندن أو باريس. وثروات الشعب العربي في ليبيا تُنهَب بلا حساب، ودود أوروبا الخبير يمص دم الشعب بلا رحمة، وتحوَّل الشعب في النهاية إلى جثة هامدة بلا حرك، كل (سلوته) في الحياة احتساء أكواب الشاي في النهار، وتسكين الدماغ في الليل بأنفاس الحشيش المعطرة أو أكواب البيرة المثلجة، والاستغراق في أحلام سعيدة عن النفط الذي بدأت روائحه تملأ الخياشيم في أنحاء البلاد.
وكما حدث في أمريكا عند ظهور الذهب، تدفق الآلاف من الليبيين إلى المدينة، وقد هجروا القرى والحقول وتركوا قطعان الماشية تسرح بلا رعاة في البراري، وجاء الجميع تسبقهم صرخة مدوية: النفط، ومطلبهم الوحيد: الوظيفة. وبدلًا من أن تزجرهم الحكومة، فعلت العكس، وشجعت المهاجرين على الإقامة في المدينة، وألحقتهم جميعًا بمهن غير منتِجة؛ فراشين في دواوين الحكومة. وفي بعض المدارس في طرابلس بلغ عدد المدرسين خمسة عشر مدرسًا، وعدد التلاميذ مائة طالب، وعدد الفراشين مائة وخمسين فراشًا. وحتى هذا العدد الهائل لم يكن يؤدي عملًا ما في المدرسة، ولكنهم كانوا يكتفون بالجلوس في حلقات في فناء المدرسة يشربون الشاي أحيانًا وينامون أغلب الأحيان. وفكر عدد منهم في زيادة دخله فسجَّل نفسه فراشًا في أكثر من مدرسة وفي عدد آخر من الدواوين.
وبدأت ليبيا بعد ذلك التاريخ تستورد أكلها من الخارج، حتى الفجل! ولكن … لا شيء يهم ما دام الملك إدريس مهتمًّا بمزرعة الخيول الملكية، والأمير الرضا يتأمل النجوم من شرفة قصره المطلة على البحر المتوسط، ووزير الداخلية صوفي — الذي كان يعمل محصلًا في ترام الرمل في الإسكندرية — يسيطر على الأمن في الشارع، ويعُدُّ أنفاس الناس في البيوت، ويحرس منشآت البترول من أن يقترب منها شبح كلب شارد! ولقد كانت المؤامرة كبيرة ورهيبة، ولم يكن في ليبيا كلها من يستطيع منعها. وكانت الخطة جهنمية وهي: إفراغ الأرض الليبية من فلَّاحيها وإلحاقهم بوظائف فراشين في الحكومة حتى لا يكون هناك أدنى ارتباط بين الليبي وأرضه، وحتى يسهل بعد ذاك اقتلاعه من الأرض الليبية كلها. وكان الملك السنوسي مشغولًا بخيوله، والأمير الرضا يكتفي بالتأمل ولسان حاله: رضا لمن يرضى! والحكومة متواطئة مع الأجنبي، وأعضاء الحكومة ليس لهم في ليبيا شيء يخافون عليه، وكل ما يملكونه في ليبيا أودعوه خزائن خارج الحدود … المهم أن تستمر الأحوال على هذا النمط أطول وقت ممكن، والمهم أن يستنزفوا من دم الشعب أكبر كمية ممكنة!
ولذلك لم يلحظ أحد شيئًا مريبًا، وطائرات فرنسا وإنجلترا تحتشد في قاعدة العظم على حدود مصر! ولم يستنكر أحد من السادة في ليبيا ما حدث بعد ذلك عندما قامت هذه الطائرات بضرب القاهرة أيام العدوان الثلاثي! بل احتفل بعض الوزراء وبعض الحكام في ليبيا بانتصار الحلفاء على (العدو المصري). غير أن شعب ليبيا العربي كان له موقف مختلف: هبَّت الجماهير في حماسة أصيلة تحرق كل شيء يملكه الأجانب في بني غازي وطرابلس، وحاصر الناس أحياء اليهود في المدينتين، وهاجموا القواعد العسكرية والسفارات الأجنبية وأشعلوا النار في العلم البريطاني والعلم الفرنسي، وقتلوا عددًا من جنود الاحتلال كانوا ينتزهون على الشاطئ في اللحظة ذاتها التي سكتت فيها إذاعة القاهرة! وهبَّت الحكومة هي الأخرى فاتخذت إجراءات مضادة: ألقت القبض على الكثيرين، وعوضت الأجانب عن ممتلكاتهم التي احترقت، واعتذرت عن أرواح ضحايا جنود الاحتلال التي أزهقت. وزيادة في احتياطات الأمن، منعت الحكومة إذاعة نشيد (الله أكبر)، هو النشيد ذاته الذي سيكون نشيد ليبيا الوطني في مستقبل الأيام. وزيادة في الأمن والأمان، استوردت حكومة السنوسي عمالًا من إيطاليا ومن مالطة ومن البرتغال ومن تشاد، ولكنها منعت مرور عمال مصر عبر الحدود، وقامت بترحيل من كان موجودًا منهم في ليبيا.
وخلال السنوات الست التي تلت العدوان الثلاثي، تحولت الأراضي المزروعة إلى أرض بور، وأصبح الجبل الأخضر جبلًا من التراب والصخور، ونفقت قطعان الماشية، التي كانت ترعى وحدها في الخلاء. وحدثت معجزة لا أظنها حدثت قبل ذلك في أي مكان؛ ليبيا التي كانت تصدِّر الضأن إلى الخارج، أصبحت — ولأول مرة — تستورد اللحوم من تركيا ومن إيطاليا والصومال. وتحولت ليبيا — بفضل الحكم الأحمق — إلى ثلاث دول: دولة فزان وتحكمها فرنسا، ودولة بني غازي وتحكمها إنجلترا، ودولة طرابلس وهي تحت الحكم الأمريكي؛ وخُيِّل للمراقبين في كل أنحاء العالم أن ليبيا قد ماتت، وأن الشعب الليبي في غفوة مثل غفوة أبناء الرقيم. وأطلق الجنرال لاكوست — الذي كان يحكم الجزائر — نكتة شهيرة عن ليبيا عندما سأله صحافي فرنسي عن مدى خطر الثورة العربية الآتية من الشرق على الوضع في الجزائر … ضحك لاكوست السمين، وقال: «بيننا وبين الشرق العربي أرض ميتة، وهي موصِّل غير جيد للحرارة، وهي كفيلة بقتل كل شيء يعبرها أو يقيم عليها: الأشخاص والمبادئ والأفكار، ونحن نعيش هنا خلف ساتر يحمينا ويوفر لنا الأمان!» وكانت ليبيا هي الأرض الميتة التي عناها الجنرال لاكوست، وهي عبارة فيها الكثير من الواقع والكثير من سوء الفهم. فقد كان لاكوست ينظر هكذا إلى الحكومة وإلى السلطة، لكن نظره الضعيف لم يستطع أن ينفذ إلى الأعماق. وتحولت ليبيا إلى أضحوكة في نظر الجميع، لدرجة أن أحد الصحفيين العرب عندما قرأ «انقلاب عسكري في ليبيا»، ظن أن عسكريًّا ليبيًّا قد انقلب على الأرض أثناء سيره في الطريق.
ولكن رغم الماء الآسن والظلام المخيم والموت الذي يرفرف على رءوس الجميع، ذهبتُ إلى سوق طرابلس واشتريت بعض الأغراض من تاجر ليبي ظل نائمًا على جنبه وأنا أفتش في المحل عما أريد. وعندما حاولت أن أنقده الثمن، اكتشف الرجل أنني مصري وأنني زائر في طريقي إلى وطن أبو خالد، وأقسم الرجل ألف مرة إنه لن يتقاضى أي ثمن، وأكثر من هذا، أقسم ألف مرة أن أشرب معه الشاي قبل أن أغادر المحل. وقبلت شاكرًا اعتقادًا مني أن الشاي في طرابلس مثل الشاي في أي مكان على ظهر الأرض. وكانت الساعة الخامسة بعد الظهر عندما بدأنا حفلة الشاي، وعندما خرجت من المحل كانت الساعة قد بلغت العاشرة، وكان الإخوة الليبيون لم ينتهوا من شرب الشاي بعد. فأنت تبدأ بالشاي الأسود، ثم الشاي الأحمر، ثم الشاي الباهت، ثم تعود إلى الشاي الكحلي، ثم الشاي الأزرق، ثم الشاي الوردي، ثم الشاي الأحمر، وهكذا تتذوق كل الألوان. ومع كل لون حكايات تُروى وأحاديث تقال، ولكن لا أحد يسمع لأن الجميع مشغول بشرب الشاي.
ولقد تركت ليبيا ذات يوم من ١٩٥٧م وأنا واثق أنني لن أعود؛ لقد كان كل شيء يوحي بأن ليبيا قد ضاعت إلى الأبد. وإذا كانت الجزائر قد ضاعت بفعل فرنسا وفلسطين ضاعت بعدوان إسرائيل، فليبيا ضاعت بسبب خيانة بعض حكامها. ولكن لأن الليالي دائمًا حُبلى، ولأنها أيضًا تلِد كل عجيب، حدث عكس ما توقعه الجميع. وذات صباح من عام ١٩٦٩م وقعت الواقعة في ليبيا. ولم يكن بيان السلطة الجديدة بيانًا للثورة بقدر ما كان تأشيرة دخول للعبد لله للعودة إلى ليبيا. وكان مجيء الثورة هو هدية الأقدار للأمة التي انتكست في حرب ١٩٦٧م، وكان علامة على أن هذه الأمة قد تنام أحيانًا ولكنها لا تموت، وأنها قد تمرض أحيانًا ولكنها قادرة دائمًا على المقاومة، وأنها أقوى من الشلل ومن العجز.
وإذا كانت رحلتي الأولى إلى ليبيا تمَّت في ظل الملكية، فإن رحلاتي إلى ليبيا بعد ذلك تمَّت في ظل الثورة. والغريب أننا — نحن العرب — نصنع نفس الأشياء في ظل جميع الأنظمة المختلفة، ولذلك يُخيَّل للعبد لله أحيانًا أننا — نحن العرب — لا نعرف إلا نظامًا واحدًا للحكم، ولكننا نطلق عليه عدة أسماء. نظامنا العربي من واقع التجربة المُرَّة هو نظام (كبير العائلة) الجالس على الدكة، في يده اليمنى سيف، وفي يده اليسرى كيس منتفخ بما فيه من ذهب وفضة. ونحن نطلق على هذا الكبير الجالس على الدكة أحيانًا لقب ملك، وأحيانًا لقب شيخ، وأحيانًا لقب رئيس. ولكن الألقاب في بلادنا ليس لها مدلول وليست ذات مغزى، فجوهر الحكم واحد في ظل جميع الأنظمة وتحت جميع المسميات في عالمنا العربي. هي قبائل سياسية، الأمر والنهي في يد شيخ القبيلة، وليس لأفراد القبيلة إلا السمع والطاعة وكتابة التقارير اليومية. والخلاف بين أحزابنا ليس خلافًا فكريًّا ولكنه ثأر، ولا يضيع ثأر وراءه مطالِب. ولذلك أيضًا طبَّقنا الشيوعية بأسلوب عربي ففشلت، وطبَّقنا الاشتراكية بأسلوب عربي ففشلت وحاولنا تعريب الرأسمالية ففشلت، والسبب هو نظامنا العربي الذي نطبِّقه في كل مكان من بلاد العرب، والذي يَجُبُّ ما قبله ويلغي ما بعده!
ولقد ذهبت إلى ليبيا الثورة أكثر من مرة. وفي أول مرة تعرفت على الثوار وصُدِمت! مجموعة شباب ثوار أكثر سذاجة من عمي الشيخ عطوة مجذوب بلدنا وأكثر طيبة من خالتي، لديهم أحلام وليس لديهم برامج، وعندهم نية وليس عندهم قوة. وفي المرة الثانية تضاعفت الصدمة عندما اكتشفت أن الثورة عندهم تعني الفوضى. وفي المرة الثالثة قررت أن أغادر ليبيا وألا أعود إليها. ولكن بين الزيارة الأولى والزيارة الأخيرة وقعت مصائب وحدثت أهوال وجرت أحداث، ولذلك سنرجئ الحديث عنها، لنروي لكم الوقائع بالتفصيل ومع التحليل.