جامع السلطان برقوق كما رآه رسامو الحملة الفرنسية أول
القرن الماضي، وهو أحد الجوامع التي رسمها نجيب محفوظ في
القاهرة المعزية، ولكن بعد ١٢٠ سنة من هذه الصورة التي
تطالعها في «وصف مصر».
أحد شوارع القاهرة القديمة بالقرب من «باب
الخلق»، ولعله الآن مجرد «حارة» لا يذكرها
أحد، فهو شارع من القرن الماضي، وما أكثرَ
الشوارعَ التي تحولت إلى حَوارٍ في الواقع
وأدب نجيب محفوظ على السواء!
سبيل البدوية كما يبدو للعين الفرنسية
«١٩٠ عامًا على وجه التقريب». وكان أصحاب
نجيب محفوظ ينادونه ﺑ «السبيلجي» رغم أن
لقبه العائلي يخلو من هذا الاسم أو الصفة أو
الوظيفة. ومع ذلك فهناك أكثر من «سبيل» في
أدب نجيب محفوظ؛ لأنه من علامات الأمان
الباقية في الزمن الروائي.
باب زويلة ما يزال باسمه ورسمه، وإذا كان
الرسم ينتمي إلى الماضي، فكثيرًا ما استحضره
نجيب محفوظ في رواياته. إنه إحدى بوابات
القاهرة حين كانت محاطة بسور كبير متعدد
المنافذ. وقاهرة نجيب محفوظ لا تعرف السور
الذي كان، ولكنها تعرف باب زويلة وغيره مما
لم يندثر بعد.