لينج تشو يقول الحقيقة
احتلت شركة «داشوود آند سولومون» مبنًى ضيقَ الواجهة في قلب مدينة لندن. وكانت ذاتَ سُمعة عظيمة، وكان عملاؤها يعتبرونها فُضلى الشركات في بريطانيا. كلا الشريكَين حصل على لقب فارس، وكان السير فيليكس سولومون هو مَن استقبل تارلينج في مكتبه الخاص.
كان السير فيليكس رجلًا طويل القامة وجميل الطلعة، تجاوز منتصف العمر، جافَّ السلوك ولكن مع حُسن الخلق، وكان ينظر من فوق نظارته أثناءَ دخول المحقق.
قال وهو يُلقي نظرة خاطفة على بطاقة تارلينج: «سكوتلاند يارد، ها؟ حسنًا أستطيع أن أمنحَك خمس دقائق بالضبط يا سيد تارلينج. أفترض أنك أتيتَ لتراني بشأن حسابات لاين؟»
أومأ تارلينج.
قال السير فيليكس: «لم نتمكَّن من البدء فيها حتى الآن، على الرغم من أننا نأمُل في فحصها غدًا. إننا مشغولون للغاية الآن، وكان علينا تعيينُ موظفِين إضافيِّين للتعامل مع هذا العمل الجديد الذي كلَّفَتنا به الحكومة — بالمناسبة، أنت تعلم أننا لسنا محاسِبي لاين. إنهم ميسرز بيربريك آند ستور، ولكننا أخذنا هذا العمل بناءً على طلب السيد بيربريك، الذي يرغب بطبيعة الحال في الحصول على تحقيقٍ مستقل، حيث يبدو أن هناك بعضَ الشكوك حول سمعة أحد الموظفين. هذا، إلى جانب الموت المأساوي للسيد لاين، الذي جعل مِن الضروري استدعاءَ شركة خارجية لفحص الدفاتر.»
قال تارلينج: «أفهم هذا، وبالطبع يُقدِّر المفوَّض تمامًا صعوبة مهمتكم. وإنما جئتُ من أجل الحصول على معلومات لغرضٍ خاص بي؛ لأنني مهتمٌّ بقدر مضاعَف …»
نظرَ إليه السير فيليكس بحِدَّة.
«السيد تارلينج؟» كرَّر الاسم وهو ينظر إلى البطاقة مرة أخرى. «حسنًا، بالطبع! فهمتُ أنَّ خطابات الإدارة يجب أن يجريَ تقديمها من خلالك؟»
قال تارلينج بهدوء: «أعتقد أن الأمر كذلك.» ثم أردفَ: «لكن اهتمامي بالممتلكات غيرُ شخصي إلى حدٍّ ما في الوقت الحالي. مدير العمل هو السيد ميلبرج.»
أومأ السير فيليكس.
وقال: «لقد كان متعاونًا ومفيدًا للغاية.» ثم أضافَ: «وبالتأكيد، إذا كانت الشائعات الغامضة التي سمعتها لها أيُّ أساس من الصحة — أي إن ميلبرج يُشتبَه في أنه سرق الشركة — إذن فهو بالتأكيد يُعطينا كلَّ مساعدة لإدانة نفسه.»
«هل كلُّ الدفاترِ في حوزتك؟»
أجابَ السير فيليكس على نحوٍ قاطع: «بالتأكيد.» ثم واصلَ حديثه: «وقد اكتشف السيد ميلبرج نفسُه آخِرَ ثلاثة دفاتر، وأحضرها إلى هنا فقط هذا الصباح. في الواقع، تلك هي الدفاتر.» وأشارَ إلى طردٍ من الورق البُني يوجد على طاولةٍ أصغرَ بالقرب من النافذة. كان الطردُ محاطًا بسلكٍ شديد ومؤمَّنٍ مرةً أخرى عن طريق شريط أحمر مختوم.
انحنى السير فيليكس وضغط الجرس على المنضدة، وجاء موظَّف.
قال: «ضع هذه الدفاتر مع البقية في الخزنة.» وعندما اختفى الرجل، مترنحًا تحت وطأة الدفاتر الثقيلة، التفتَ السير فيليكس إلى تارلينج.
قال: «إننا نحتفظ بجميع دفاتر وحسابات متاجر لاين في خزنة خاصة.» وأردفَ: «إنها جميعًا مختومة، وستُكسَر تلك الأختام في حضور السيد ميلبرج بصفته جهةً مَعْنيَّة، وأحدَ ممثِّلي النائب العام.»
سألَ تارلينج: «متى سيكون هذا؟»
«بعد ظُهر الغد، أو ربما صباح الغد. سنبلغ سكوتلاند يارد بالميعاد بالضبط؛ لأنني أفترض أنك سترغب في تمثيلهم.»
نهضَ بخفَّة، ومن ثَمَّ أنهى المقابلة.
فكَّرَ تارلينج في أنه كان طريقًا مسدودًا آخر، بينما كان يدخل شارع سانت ماري آكس ويستقلُّ حافلة عامة متجهة غربًا. كانت القضية زاخرةً بهذه الطرق المسدودة التي يبدو أنها لا تقود إلى أيِّ مكان. الطريق المسدود رقم ١ كان أوديت رايدر؛ الطريق المسدود رقم ٢ قد يؤدِّي بسهولة شديدة إلى براءة ميلبرج.
ومع ذلك فقد شعرَ بالارتياح لأن السُّلطات تصرفَت على هذا النحو على الفور في تأمينِ دفاتر لاين. فقد يُؤدي فحصُ هذه الدفاتر إلى اكتشاف القاتل، وعلى أيِّ حال سيُبدِّد سحابة الشك التي لا تزال تُحاصر أوديت رايدر.
لقد ذهبَ إلى «داشوود آند سولومون» ليُعرِّف نفسه شخصيًّا بهذا الخيط في كرة الخيط المتشابكة التي كان مصرًّا على فكِّها؛ والآن، وعقله مرتاحٌ بشأن ذلك الموضوع، كان عائدًا من أجل تسوية الأمور مع لينج تشو، مساعده الصيني الذي كان الآن محلَّ شك مثل أي مشتبهٍ فيه في القضية.
لم يقل سوى الحقيقة عندما قال للمفتش وايتسايد إنه يعرف طريقةَ التعامل مع لينج تشو. فالمجرم الصيني — وكان يكره تصديق أن لينج تشو، ذلك الخادم الأمين، ينطبق عليه هذا الوصف — يجب عدمُ التعامل معه بالطريقة الغربية؛ وهو الذي كان معروفًا في جميع أنحاء جنوب الصين باسم «صياد الرجال» كانت لديه سُمعة استخلاص الحقيقة بأساليبَ لا يُعاقب عليها أيُّ قانون.
مشى إلى شقته في شارع بوند، وأغلق الباب خلفه وأوصده بالمفتاح ووضع المفتاحَ في جيبه. كان يعلم أن لينج تشو سيكون بالداخل؛ لأنه كان قد أعطاه تعليماتٍ ذلك الصباحَ بانتظار عودته.
جاءَ الصيني إلى الصالة لأخذ معطفه وقبعته وتبع تارلينج إلى غرفة الجلوس.
قال تارلينج بالصينية: «أغلِق الباب يا لينج تشو.» ثم أردفَ: «لديَّ شيء لأقوله لك.»
الكلمات الأخيرة قيلت باللغة الإنجليزية، ونظر إليه الصينيُّ بسرعة. لم يُخاطبه تارلينج بهذه اللغة من قبل، وعرَف الصينيُّ ما يُنذر به هذا التحوُّل.
قال تارلينج وهو جالسٌ إلى الطاولة ويُمسك ذقنه بيده، وهو يراقب الآخر بعينَين ثابتتين: «لينج تشو، لم تُخبرني أنك تتحدث الإنجليزية.»
قال الصيني بهدوء: «السيد لم يسألني قطُّ.» وفُوجئ تارلينج أن لغته الإنجليزية كانت بلا لكنةٍ ونُطقه كان رائعًا.
قال تارلينج بصرامة: «هذا ليس صحيحًا.» ثم تابعَ مستوضحًا: «عندما أخبرتني أنك سمعتَ عن جريمة القتل، قلتُ إنك لا تفهم الإنجليزية، وأنت لم تنكر ذلك.»
قال لينج تشو بمنتهى الهدوء: «ليس لي أن أُنكر ما يقوله السيد.» ثم أضافَ: «أنا أتحدث الإنجليزيةَ بطلاقة. لقد تدربت في المدرسة اليسوعية في هانكو، ولكن ليس من الجيد للصينيِّ أن يتحدث اللغة الإنجليزية في الصين، أو أن يُعْلِم أيَّ شخص أنه يفهم الإنجليزية. ومع ذلك لا بد أن سيدي عرَف أنني أتحدث الإنجليزية وأقرؤها، وإلا فلماذا أحتفظ بقُصاصات الصحف الموجودة في الصندوق الذي فتَّشه سيدي هذا الصباح؟»
ضاقت عينا تارلينج.
قال: «إذن فقد عرَفت، أليس كذلك؟»
ابتسمَ الصيني. لقد كان أكثرَ الظروف غرابة؛ إذ إن لينج تشو لم يبتسم مطلقًا فيما يتذكَّر تارلينج.
«كانت الأوراق في ترتيبٍ معيَّن — بعضها تحوَّل في اتجاه وبعضها في آخَر. عندما رأيتُها بعد عودتي من سكوتلاند يارد وجدتُها في ترتيبٍ مغاير. ولا يُمكنها أن تُغير ترتيبَ نفسها يا سيدي، ولا أحد غيرك يستطيعُ فتح صندوقي.»
سادَ الصمتُ للحظاتٍ، محرِجةٍ بما فيه الكفاية لتارلينج، الذي شعَر أنه أحمق؛ إذ إن إهماله أدَّى إلى اكتشاف لينج تشو لعملية التفتيش التي تمت في ممتلكاته الخاصة.
قال وهو يعلم أنه لن يربح أيَّ شيء بإنكار حقيقة أنه فتَّش صندوق لينج تشو: «ظننتُ أنني أعَدتُها كما وجَدتُها.» ثم استطردَ: «والآن أخبرني يا لينج تشو هل هذه المطبوعاتُ صادقةٌ فيما قالته؟»
أومأ لينج تشو برأسه.
قال: «صادقةٌ يا سيدي.» ثم أردفَ موضِّحًا: «زهرة النرجس الصغيرة، كانت أختي. عملَت راقصةً في مقهًى ضد رغبتي، بعد أن مات أبَوانا. كانت فتاة صالحة جدًّا، يا سيدي، وجميلة مثل غصن زهرة اللوز. المرأة الصينية ليست جميلةً في عيون الأجانب، ولكن زهرة النرجس الصغيرة كانت أشبهَ بتمثال مصبوبٍ من البورسلين، وكانت لديها فضائلُ ألف سنة.»
أومأ تارلينج برأسه.
كرَّر قائلًا: «كانت فتاة صالحة؟» وكان هذه المرة يتحدث بالصينية ويستخدم عبارةً قد تحمل معنيَين.
قال الصينيُّ بهدوء: «لقد عاشت صالحة وماتت صالحة.» ثم أضافَ: «كلام الرجل الإنجليزيِّ أساءَ إليها، ودعاها بأسماءٍ كثيرةٍ سيئة لأنها رفضَت أن تأتيَ وتجلس على ركبته؛ وإذا كان قد جلب لها العار بأن احتضنها أمام أعين الرجال، فإنها كانت لا تزال صالحة، وماتت بشرف.»
سادَ الصمت مرة أخرى.
قال تارلينج بهدوء: «فهمت.» ثم سألَه: «وعندما قلتَ إنك ستأتي معي إلى إنجلترا، هل توقعتَ أن تُقابل الرجل الإنجليزي السيئ؟»
هزَّ لينج تشو رأسه.
قال: «لقد طردتُ الموضوع من ذهني، حتى رأيتُه في ذلك اليوم في المتجر الكبير. ثم اندلعَت نيرانُ الروح الشريرة التي اعتقدتُ أنها قد خمدَت تمامًا بداخلي.»
قال تارلينج: «وأردتَ موته؟» فردَّ عليه بإيماءة من رأسه.
قال تارلينج: «يجب أن تُخبرني بكل شيء يا لينج تشو.»
كان الرجل الآن يَذْرع الغرفة بخطواتٍ مضطربة، وقد وشَت يداه اللتان ما فَتِئتا تنقبضان وتنبسطان بما يعتمِلُ داخله من عواطف.
قال: «كانت زهرة النرجس الصغيرة عزيزةً جدًّا عليَّ.» ثم واصلَ حديثه قائلًا: «وسرعان ما رحت أفكر في أنها كانت ستتزوج وتُنجب أطفالًا، وكان اسمُها سيُبارك على غِرار ما يفعله شعبنا؛ ألم يقل الإله العظيم: «مَن الذي يستحق العبادة أكثرَ من الأم؟!» وعندما ماتت يا سيدي، كان قلبي خاويًا؛ لأنه لم يكن هناك حبٌّ آخَرُ في حياتي. ثم ارتُكِبَت جريمة قتلِ هو سينج، وذهبتُ إلى الداخل للبحث عن لو فانج، وهذا ساعدني على النسيان. لقد نسيتُ حتى رأيتُه مرة أخرى. ثم كبر الحزن القديم في روحي وخرجت …»
قال تارلينج بهدوء: «لقتله.»
كرَّر الرجل: «لقتله.»
قال تارلينج وهو يأخذ نفَسًا طويلًا: «أخبِرْني بكل شيء.»
قال لينج تشو: «كانت تلك الليلةُ التي ذهبتُ فيها إلى الفتاة الصغيرة.» (عَلِمَ تارلينج أنه يتحدث عن أوديت رايدر) وواصلَ حديثَه: «كنتُ قد اتخذتُ قراري بالخروج، لكنني لم أجد عذرًا لأنك أعطيتَني يا سيدي أوامر ألا أغادر هذا المكان وأنت بالخارج. لذلك سألتُ إذا كان بإمكاني أن أذهب معك إلى مجمع المنازل الكثيرة.»
«إلى الشقة؟» أومأ برأسه، فقال تارلينج: «حسنًا، واصِلْ حديثك.»
«لقد أخذتُ مسدسك السريع وحشوتُه ووضعته في جيب معطفي. لقد أمرتني أن أتبعك، لكن عندما رأيتُك في طريقك تركتُك وذهبتُ إلى المتجر الكبير.»
قال تارلينج متفاجئًا: «إلى المتجر الكبير؟» ثم أردفَ: «لكن لاين لم يكن يعيش في متاجره!»
قال لينج تشو ببساطة: «هذا ما اكتشفتُه.» ثم أوضحَ: «لقد ظننتُ أنه في مثل هذا المتجر الكبير كان سيبني لنفسه غرفةً جميلة. في الصين يعيش العديدُ من السادة في متاجرهم. لذلك ذهبت إلى المتجر الكبير للبحث فيه.»
سألَ تارلينج متفاجئًا: «هل دخلت؟» ومرة أخرى ابتسم لينج تشو.
وقال: «كان ذلك سهلًا للغاية.» ثم تابعَ: «السيد يعرف أنني أُجيد التسلق، وكانت هناك أنابيبُ حديدية طويلة تؤدي إلى السطح. تسلقت إحداها. جانبان من جوانب المتجر يُطلان على شارعين كبيرين. وجانبٌ واحد على شارع أصغر، والجانب الرابع يطل على شارع صغير جدًّا به أضواء قليلة. صعدت من هذا الجانب. على السطح كان هناك العديدُ من الأبواب، ولم تكن هناك صعوبةٌ بالنسبة إلى رجل مثلي.»
قال تارلينج مرة أخرى: «واصِل حديثك.»
«نزلتُ من طابق إلى آخر، دائمًا في الظلام، ولكن في كل طابق بحثتُ بعناية، ولكن لم أجد سوى صناديقَ كبيرةٍ وحقائبِ تعبئةٍ وبارات طويلة …»
صحَّح تارلينج: «كاونترات.»
أومأ لينج تشو برأسه وقال: «نعم يُطلَق عليها كاونترات، ثم أخيرًا وصلت إلى الطابق الذي رأيتُ فيه الرجل.» صمت قليلًا ثم قال: «ذهبتُ أولًا إلى الغرفة الكبيرة التي قابلناه فيها، وكانت مقفلة. فُتِحت بمفتاح، لكنها كانت مظلمة، وعرَفت أنه لا يوجد أحد هناك. ثم سِرت عبر ممرٍّ بحذر شديد؛ لأنه كان هناك ضوءٌ في الطرف الآخر، ووصلت إلى مكتب.»
«خالٍ بالطبع؟»
قال الصيني: «كان خاليًا، ولكن كان هناك ضوءٌ مشتعل، وكان غطاء المكتب مفتوحًا. اعتقدت أنه يجب أن يكون هناك، وتراجعت وراء خِزانة، وأخذت المسدس من جيبي. في الحال سمعت صوت خطوات. اختلست النظر ورأيت الرجل ذا الوجه الأبيض الكبير.»
قال تارلينج: «ميلبرج!»
أجابَ الصيني: «هكذا يُدعى.» ثم واصلَ حديثه: «كان جالسًا إلى مكتب الشاب. كنتُ أعلم أنه كان مكتب الشاب؛ لأنه كان هناك العديد من الصور والزهور عليه، كما سيكون مكتبه. كان الرجل الضخم يوليني ظهره.»
سألَ تارلينج: «ما الذي كان يفعله؟»
«كان يُفتش المكتب ويبحث عن شيءٍ ما. رأيتُه يأخذ من أحد الأدراج التي فتحها مظروفًا. من حيث وقفتُ استطعتُ رؤيةَ ما في الدرج، وكان هناك الكثير من الأشياء الصغيرة مثل تلك التي يشتريها السياحُ في الصين. أخرج من المظروف «الهونج».»
وجفلَ تارلينج. كان يعرف «الهونج» التي أشار إليها الرجل. كانت البطاقة الورقية الحمراء الصغيرة التي تحمل الأحرف الصينية التي وُجِدَت على جثة ثورنتون لاين ذلك الصباحَ الذي لا يُنسى في هايد بارك.
قال بلهفة: «نعم، نعم.» ثم سألَه: «ماذا حدث بعد ذلك؟»
«وضعَ المظروف في جيبه وخرجَ. سمعتُه يمشي عبر الممر، ثم تسللتُ من مخبئي وأنا أيضًا فتشتُ المكتب. وضعتُ المسدس إلى جانبي؛ لأنني أردتُ كِلتا يديَّ للبحث، لكنني لم أجد شيئًا … فقط كتيب صغير يستخدمه السيد في كتابةِ كلِّ ما يحدث له في يومه.»
قال تارلينج: «مذكرات؟» ثم أردفَ: «حسنًا، وماذا بعد؟»
«نهضتُ لأُفتش الغرفة وتعثرت في سلك. لا بد أنه السلك الكهربائي المتصل بالمصباح المضيء فوق المكتب؛ إذ إن الغرفة أصبحت مظلمة فجأة، وفي تلك اللحظة سمعتُ خطى الرجل الضخم تعود وتسللتُ خارجًا من الباب. وهذا كل شيء يا سيدي.» قالها لينج تشو ببساطة. «عدتُ إلى السطح بسرعةٍ خشيةَ أن يُكتشف أمري فأجلبَ لك العار.»
صفَّر تارلينج.
وقال: «وتركت المسدس وراءك؟»
قال لينج تشو: «هذا ليس سوى الحقيقة.» ثم أردفَ: «لقد لوَّثتُ نفسي في عينيك وفي قلبي، أنا قاتل لأني ذهبت إلى ذلك المكان لأقتل الرجل الذي جلب العارَ لي ولشقيقتي الشريفة.»
قال تارلينج مرة أخرى: «وتركت المسدس وراءك؟» ثم استنتجَ: «ووجده ميلبرج!»