حبيب طراد
ترجُمُه الأزهار بالأحداق، وتهشُّ إليه المدينة هشاشة الورد للصباح؛ لفرط ترفُّهه وتأنُّقه.
تلهج به ألسنة العذارى وقلوبهن، إلا أنه كلما ذُكِر الزواج استهلَّ وجهه بالقطوب، فهو «الأعزب الدائم».
إذا وقع نظرك على صدره أبصرت زهرة جميلة تغنج عليه، وقد تكون هذه الزهرة نسيجَ وَحْدِها بين الأزهار، ولقد سُمِّي ﺑ «الرجل ذي الزهرة».
حَبَتْه الطبيعة شكلًا حسنًا وقامة رجُل لم يحذف الله منها لونًا من ألوان الجمال.
طلعة أريستقراطية وطَّنتْ نفسها على استشعار المبدأ الديموقراطيِّ في بعض نواحيه.
يضحِّي بذَهْلٍ من وقته ونَزْرٍ من ماله في سبيل المساكين من أبناء الحياة، فهو رأس جمعيات عديدة أخذت على عاتقها مؤاساة المرضى والبائسين.
وهو كذلك رئيس نادي الطيران في بيروت، إلا أن هذا النادي صفْرٌ من الطيارات، ولكنه مجتمع الطبقة العليا من أبناء العاصمة، تجد فيه ملهًى لتطيير الوقت ومطبخًا أريستقراطيًّا شرقيًّا.
جمعَ إلى الثروة خُلقًا نبيلًا وعاطفة صادقة، هو معهما حريٌّ بثناء الناس وتقديرهم.
أولِعَ بالكلاب الأصيلة، في حوزته طائفة منها تعدل بجميع كلاب المدينة.
ولكي يُكمِل حلقات سلسلة «الفانتزي» قنِيَ سيارة لا يقع الطرْف على نِدِّها في بيروت.
عرف دور الأشراف في فرنسا، فهو سابغ الذيل في الكبر، يطوي نفسه من الوقار على مسحة جميلة.
دُفعت إليه النيابة في الدورة الأخيرة، إذ باء له رئيس الجمهورية بحق فيها، فرفض اعتناقها إلا على شرط، وهو أن تَنزِل الحكومة عند «بروغرام» له، نشَرَه في صحف العاصمة، وضمَّنه تصغير حجم الحكومة وإنقاص نفقاتها.
على أن الحكومة تنسَّمت في شروطه هذه حيفًا عليها وهي جمهورية، فأبَتْ.
أزمعَ الشخوص إلى رئاسة الجمهورية في عهد «جوفنيل» الذي كان زعيمًا له بها، ولقد كادت تثني إليه عنانها لو لم تنقلب الأمور فجأة على عقبها.