شبل دمُّوس
وجه مغشيٌّ عليه، أو نصف مغفٍ، نقيض ما في صدره من البراكين.
عينان ساهيتان، كأنما لجت السِّنَة بمعاقدهما.
جبينُ فيلسوف سامه الدَّهر أوزار السياسة.
إذا أثِرَ يخطب في حلقة من الجُلَّاس أو السُّمَّار ظهر فيه الحكيم على السياسي.
قصير القامة، أنقضت ظهره أوزار السياسة وتجانف الناس فأحنته.
سلك في البدء جدد السياسة العربية والإنكليزية، فكان يناصر فيصل والإنكليز في صحف دمشق، ودارت الأيام دورتها فإذا هو يتنكَّب سياسته الأولى ويقفو السياسة الفرنسية في لبنان، وإذا هو قد ظهر فيه متن النيابة على يد الفرنسيين.
صرف بضعًا من سنوات شبابه في «نيويورك»، فهو راسخ القدم في الإنكليزية السكسونية.
خطيب طويل النفَس، جميل العارضة.
قد لا يلزم المنطق في كل ما يقول، ولكن في ما يقول قوة كافية لتلبس الحقيقة بالمجاز، وتنزل السامعين في أمرهم على الإذعان لما يريد.
هو للنيابة وهي له. يدرس جميع المشاريع التي تُلقى على المجلس، ويخص مسائل الشركات بالتساهل …
ذكيٌّ ولكنه «فاجر» بالمعنى العاميِّ فقط، والفاجر يأكل مال التاجر.
كان في البدء ينتسب بحزبيَّته إلى «نمُّور»، ثم حال عن عهده معه إلى حزب «حيدر»، وقد كان الثلاثة في الماضي حزبًا واحدًا، فهل تدور الأيام دورتها عن جديد ويعود الثلاثة سيرتهم الأولى؟
فيم لم تُفْضِ به الأهلية إلى مطرح في الوزارة؟ ذلك لأن هناك حكماء يخشون على الكرسيِّ أن يستولي عليه الأستاذ «دمُّوس» فيمتلكه، ومتى تم له ذلك أصبح من الصعب خلعه عنه؛ لأن للكرسيِّ حقًّا في أن يتشبَّث بمن يجده أهلًا له.