هنري فرعون
ملء بردتيه الشباب، يتلوَّن بأجمل ألوانه.
قيل إنه من الفرسان الثلاثة في المجلس، وإنه لكذلك؛ ففي اندفاعه ومغامراته، وحوادث لياليه وأحلامه، وتعشُّقه الجياد المطهمة، ونبل نفسه وخُلقه، وسعة يده وانبساطها؛ أجل، في كل ذلك نفحة طيبة من أحد أبطال «اسكندر ديماس الكبير»، أما إذا كان لا بد من أن يلقَّب فلا ينطبق عليه غير «دارتانيان».
ولكنه لم يَجِئْنَا حتى الآن بالجوهرة المفقودة ولم يجئنا بها أحد غيره! إلا أنه يجيد إطلاق «الراكيت» إجادة «دارتانيان» إطلاق السيف، والفرق بينهما ضئيل.
قامة رشيقة، لا تستقر من العصبية على حال، كأنَّ في داخلها لولبًا كهربائيًّا ينتفض بين فترة وأخرى.
إذا وقع نظرك عليه في «البارك» وشاهدته يسرف في التحمُّس لجياده خِلتَه أحد أبناء «روتشيلد»، وإنك لتستطيع أن تشبِّهه ﺑ «موريس روتشيلد» «شامبيون الجياد» الذي انتُخب عضوًا للمجلس النيابي في فرنسا.
لا يزال الأستاذ «فرعون» أعزب.
إذا تسلَّلتَ إلى قلوب الحوريات في بيروت، وسبرتَ قرارتها، وجدتَ معظمها المراوح بين العاشرة والعشرين من العمر يكتم في أعماقه صورة جذَّابة كالحُلم هي: «هنري فرعون».
غنيٌّ وسياسيٌّ معًا، فهو في سياسته يجمع الصلابة إلى النزاهة والاندفاع، إلا أنَّ هذه تربي على تلك بما يتناوله من الفنِّ والخبرة والمال.
إذا وقعت أبصارك على فتًى في نحو الثلاثين من العمر، عصبيِّ المزاج، يتحيَّر لونه بين السمرة والحنطة، على وجهه شهوة حمراء منبطحة عليه بشكل بطن الكف كأنما هي قمر شديد الاحمرار يضحك في أديم تشنجت صفحته؛ فقل هذا «هنري فرعون».