حسين قزعون
«قزعون»؟! … ومن في البلاد لم يسمع ﺑ «قزعون»؟! «قزعون» النائب، «قزعون» الرئيس، «قزعون» الصامت، «حسين سلومياك»؟
«حسين سلومياك»! هكذا يريد «قزعون»، فهو يحب «سلومياك» حبًّا تدلف به إلى الغرام، وأدَّاه إلى خلع اسم أسرته عنه واستبداله به اسم «سلومياك»، إذن فهو «حسين سلومياك».
وهذا اللقب الجديد الذي يجهر به ويفخر أصبح اليوم أشهر من نار على عَلَم، أو أشهر من «صمت قزعون» في المجلس وفي السراي!
شيخ النُّوَّاب في المجلس من حيث الشيخوخة، ولقد جرت العادة أو السنَّة البرلمانية في كل سنة عند انتخاب رئيس المجلس أن يعيَّن أكبر النُّوَّاب سنًّا رئيسًا موقَّتًا، ومن يكون هذا الرئيس غير «قزعون» النائب؟!
من لم يقيَّض له أن يشاهد «قزعون» في موسمه هذا فقد خسر في حياته.
يهرول «قزعون» صباح ذلك اليوم المشهود إلى منزل «سعد الدين خالد» في ظاهر البسطا، ويدعو حريمه ليواكبه إلى السراي.
وفيمَ يذهب إلى آخر بيت في البسطا؟ ليطول تطواف الموكب وتمتد المسافة.
يفتتح الجلسة بهاتين الكلمتين: «ممنوع التدخين»، وهاتان الكلمتان نسيج دماغه وصلة منطقه، أما الخطاب الذي يليهما فيحيكه له الشيخ «خليل تقي الدين».
طريء الأخلاق، ساذج المقلتين والقلب.
يملك في «قب الياس» أرضًا مترامية الأطراف، هو معها من الأغنياء الموسرين، وتملك سيدة فاضلة أرضًا واسعة في «قب الياس» هي معها من الغنيات الموسرات، وشاءت الظروف أن يستمرَّ الخصام بينهما على الماء، وإلى مَن يتنافذان؟ فكان كلام أحد العقلاء إلى «قزعون» النائب قائلًا: «خذها لك زوجة فيستوي لك ولها ما تريدان وينحلَّ المشكل.» إلا أن «قزعون» متوالي و«لويزة» مسيحية، فلا حول ولا …
نائب مخلص للانتداب، يمهر صوته في المجلس للسلطة دون سواها، ولكن هَبْه لا أحسن ولا أساء، فلا يقلُّ شأنه في المجلس عمن نخاله يحسن أو يسيء.