من البيولوجيا الكمومية إلى الهندسة
«التعلُّم من الطبيعة يمكن أن يُعجِّل في تطوير تقنياتٍ جديدة.»
«إن تلاقي علم الفيزياء والهندسة في القرن العشرين، غيَّر العالم بالكامل، والآن تلاقي علم الحياة والهندسة، سيُحقِّق هذا في المستقبل.»
(١) تحسُّس وتجميع الطاقة الضوئية
(١-١) التراكيب الحاملة للصبغات لاقتناص الضوء
كما تم شرحه في الفصل الثالث عشر، فإن جوهر التراكيب القانصة للضوء في التركيب الضوئي هو الصبغات الممتصة للضوء. إنها صبغات الكلوروفيل والكاروتين أو البورفورينات مع وجود البروتينات التي تعمل كسقالات. والمُلفِت هو قدرة هذه المنظومات على تعظيم قدرات امتصاص الضوء وكفاءة في نقل الطاقة إلى منطقة فصل الشحنة التي تنتهي بتحرير الأكستون، وكفاءة في فصل الإلكترون في مركز التفاعُل يصلان إلى ١٠٠٪، مع وجود الوقاية الضوئية لمنع أضرار الأكسدة. غير أن هذه المنظومات الضوئية الطبيعية معقَّدة التركيب وحسَّاسة؛ حيث إنها نتاجٌ تطوريٌّ لملايين السنين يصعب إنتاج مثلها صناعيًّا؛ لذلك لجأ العديد من الباحثين إلى اعتماد مبادئ التركيب الضوئي الطبيعية، واستخدام بعض النظم الضوئية الطبيعية مع تقنيات تستخدم موادَّ مصنَّعة للحصول على الإلكترونات من موادَّ كيميائيةٍ بتأثير الطاقة الضوئية.
(١-٢) التكامُل المباشر لهوائيات تجميع الضوء الطبيعية مع بيئات المواد الصلبة
هنا يتم ربط الهوائيات الجامعة للضوء الطبيعية مباشرةً مع آلة جمع الشحنات التي تستخلص الإلكترونات الناتجة عن فصل الشحنة. هذه الإلكترونات ستمثِّل إشارة تحسُّس للمتحسِّسات الضوئية أو تيارًا كهربائيًّا في الخلية الفولتوضوئية. في هذه التقنية ثمَّة إمكانيةٌ لحفظ كل الخواص الكمومية للهوائيات الجامعة للضوء الطبيعية، على ألا تتضرَّر من عملية الربط ببيئة فيزياء المواد الصلبة الغريبة عليها.
(١-٣) التجمُّعات الجُزيئية Molecular aggregates
وبسبب الحجم الكبير والتعقيد المختزل للكلوروسوم، فقد استُخدِم في تقنيَّات استلهام الأنساق البيولوجية الجامعة للضوء.
بيَّن هذا التركيب أن الأنواع المختلفة من الصبغات، تشتركُ في النقل الفائق السرعة للطاقة، متخطيةً النوع الأُحادي لحامل الصبغة في الكلوروسوم الطبيعي. كما بيَّنَت أهمية البوليمر المشترك القصير الوحدات في بناء أنساقِ جمعِ الضوء القابلة للتحكُّم.
(١-٤) صبغات السيانين ومشتقَّاتها المزدوجة الأُلفة للماء
(١-٥) كلور الزنك ومشتقَّاته Zinc chlorin and its derivatives
(١-٦) تجميع حوامل الصبغة على قالب الفايروس
(٢) تحسُّس البروتينات الخضراء التألُّق
(٢-١) المطيافية الكمومية للبروتينات الخضراء التألُّق
وتُستخدَم البروتينات المتألِّقة كموسماتٍ وراثية، وبذلك يمكن إدماجها باستخدام تقنيات التعديلات الوراثية والاستغناء عن الصبغات الخارجية وعمليات التثبيت وغيرها. ويُمكِن دمجُ البروتينات المتألِّقة مع البروتينات الهدف قيد الدراسة وبنسبة ١:١، وبذلك تمكِّن من التصوير الكمي. وهناك استخدامات المجهر الوميضي، قياس الانتشار الجُزيئي وتتبُّعه، وتطبيقات مجهر الجُزيئة المفردة، وعمل متحسِّساتٍ حيويةٍ لكشف الأيونات والجُزيئات الإشارية داخل الخلايا وقياس جهد غشاء الخلية، تنشيط المستقبِلات وغيرها من الوظائف الفسلجية. كذلك تُستخدَم البروتينات المتألِّقة في دراسة تآثُرات البروتين- البروتين.
إن عمل الظواهر الكمومية كالتشابُك في هذا الحقل، يؤكِّد حقيقة اعتماد الفعاليات الحيوية المختلفة على الظواهر الكمومية، ويؤكِّد دَور التركيب الخاص للجُزيئات الحيوية في الحفاظ على التماسُك الكمومي في درجات الحرارة الفسلجية، ومقاومة تأثير ضوضاء البيئة.
(٣) التحسُّس المغناطيسي Magnetosensing
(٣-١) آلية زوج الجذر في التحسُّس المغناطيسي
تم عرضُ موضوعِ التحسُّس المغناطيسي وتحديد الاتجاهات من قِبل الأحياء في الفصل الحادي عشر.
(٤) تقنيات تحسُّس الروائح Odor sensing technologies
يستعرض الفصلُ العاشرُ نظرياتِ تفسير حاسة الشم في الإنسان والحيوانات. ثمَّة النظرية التقليدية المعروفة بنظرية القفل والمفتاح، ونظرية الاهتزاز، ونظرية بطاقة المرور التي تعتمد على شكل جُزيئة العطر، ونظرية الاهتزاز غير المرن لجُزيئةٍ مستقبِلة تمكِّن من تسرُّب الإلكترون بقدرتها على الاهتزاز بنفس التردُّد، والذي يُفضي إلى نقل الإشارة من المستقبِل الشمي إلى الدماغ وتمييزها.
وانطلاقًا من كون المواد العطرية هي مواد كيميائية طيَّارة، يمكن أن تتفاعَل مع موادَّ كيميائيةٍ أخرى، اكتشفَت عددًا من المتحسِّسات الكيميائية للروائح. ومع صعود التقنية النانوية، صار بالإمكان تطوير آلاتٍ دقيقةٍ تُساعِد في كشف الروائح لبعض الأغراض العلمية أو الصناعية أو الأمنية وصولًا إلى الأنف الإلكتروني.
إن وسيلة التحسُّس هذه تُقرِّب الباحثين أكثر من محاكاةِ آليةِ الشم في الحيوانات، والتمكُّن من تحقيق الأنف الإلكتروني الفعَّال.