أساسيات علم الحياة
هذا الفصل يهدف إلى تنشيط الذاكرة بمواضيع البيولوجيا لغير المتخصِّصين، ويُسهِّل فَهْم ما سيَرِد في الفصول القادمة حيث تدور الأحداث والظواهر البيولوجية بواسطة قوًى وجُزيئاتٍ وتراكيبَ تتطلب وجود معرفةٍ وتصوُّرٍ لطبيعتها. من المؤكَّد أن هذا الفصل لا يرمي إلى تقديم عرضٍ تفصيليٍّ شامل يغطِّي مواضيع البيولوجيا، وإنما بأقل ما يمكن، لتسهيل فهم موضوع الكتاب.
(١) المادة Matter
تتألف المادة من جُسيماتٍ تحت ذرية، وذرات عناصر، ومركباتٍ لعناصرَ متفاعلةٍ بشكل جُزيئاتٍ مختلفةِ التعقيد.
(١-١) أنواع العناصر في الطبيعة Types of Elements In Nature
من بين هذا العدد ثمَّة ١١ عنصرًا تدخُل في تركيب الكائنات الحية. في الإنسان تُوجد هذه العناصر بالنسب التالية: الأوكسجين ٦٥٪، الكاربون ١٨٫٥٪، الهيدروجين ٩٫٥٪، النتروجين ٣٫٣٪، الكالسيوم ١٫٥٪، الفسفور ١٪، البوتاسيوم ٠٫٤٪، الكبريت ٠٫٣٪، الصوديوم ٠٫٢٪، الكلور ٠٫٢٪، المغنسيوم ٠٫١٪.
هذا إضافةً إلى ١٥ عنصرًا تُوجد بمقادير ضئيلة؛ مثل الحديد والمنغنيز والنحاس والزنك. المُلاحَظ أن العناصر التي تدخُل في تركيب الكائنات الحية موجودة بالطبع في المواد غير الحية أيضًا، كما أن نِسَبها في الكائنات الحية لا ترتبط بنِسَبها في البيئة. ثمَّة ٤ عناصر هي الأوكسجين والكاربون والهيدروجين والنتروجين تُشكِّل أكثر من ٩٦٪ من وزن الإنسان.
(١-٢) الذَّرات والجُزيئات Atoms and Molecules
الوحدة التركيبية لأي عنصر هي الذرة. الذرة هي أصغر منظومة للعنصر وتحتفظُ بخواصه. تتكون الذَّرة من نواةٍ ثقيلةٍ في المركز يدور حولها إلكترونٌ واحدٌ أو أكثر في مداراتٍ محددةٍ بعيدة عن النواة. النواة تتألَّف من بروتونٍ واحدٍ كما في عنصر الهيدروجين أو بروتونات ونيوترونات في بقية العناصر الكيميائية. الإلكترونات تدور حول النواة بعيدًا عنها مُشكِّلةً غيمةً تحتل معظم فضاء الذرة، الذي يزيد عن قُطر النواة ١٠٠٠٠٠ مرة، كتقريبٍ مثل نسبة حبة البازلاء إلى ساحة سباق الخيل.
في الذَّرة عدد البروتونات يكون مساويًا لعدد الإلكترونات ويُعرف بالعدد الذري. وبذلك ستكون النواة ذات شحنةٍ موجبة، بينما الذرة ككل تكون غير مشحونة (متعادلة)؛ لوجود عدد من الإلكترونات مساويًا لعدد البروتونات. العدد الذري سيُحدِّد الخواص الكيميائية للعنصر من خلال فقدان أو اكتساب إلكتروناتٍ أو الاشتراك بها مع ذراتٍ أخرى فيما يُعرف بالتفاعُل الكيميائي.
(أ) النظائر Isotopes
(٢) الطاقة Energy
الطاقة هي القدرة على إنجاز شغل، ووحدة قياسها هي الجول، ويُساوي الطاقةَ اللازمةَ لتحريك جسمٍ مسافة ١م بقوة ١ نيوتن. والطاقة كميةٌ محفوظة؛ فحسَب قانون الديناميكا الحرارية الأول فإن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث. وإنما يُمكِن أن تتحوَّل من شكلٍ إلى آخر.
ثمَّة شكلان أساسيان للطاقة هما الطاقة الحركية الملازمة للأجسام المتحركة، والطاقة الكامنة التي تكون مخزونةً في موقع مجال القوة كقوة الجاذبية أو القوة الكهربائية أو المغناطيسية، أو قوة المرونة التي تتبدَّى في مَط للأجسام الصلبة، أو الطاقة الكيميائية المخزونة في الأواصر التي تربط الذَّرات في الجُزيئات. وكما أشرنا سابقًا فإن المادة والطاقة قابلتان للتحوُّل إحداهما إلى الأخرى.
حيث إن الكائنات الحية منظوماتٌ معقَّدة، مفتوحة، فإنها تتبادل المواد والطاقة مع البيئة، وتتمكَّن من التعامل مع أشكال الطاقة المختلفة بما فيها طاقة الفوتونات في ضوء الشمس (الأحياء القادرة على التركيب الضوئي) والطاقة الكهرومغناطيسية والحرارة وكذلك الطاقة الكيميائية في المواد الغذائية.
(٣) المعلومات Information
إن القانون الثاني للديناميكا الحرارية يخص المعلومات وكيفية معالجتها على المستوى المِجهَري. ينُص القانون على أن الإنتروبي (وهو مقياسٌ للمعلومات) يتجه نحو الزيادة. وإن كل منظومةٍ فيزيائيةٍ تحتوي على عددٍ معيَّنٍ من وحدة المعلومات البِتات. هذه المعلومات غيرُ مرئية أو إنتروبي ومعلوماتٌ أخرى مرئية ويُمكِننا الوصول إليها، تُعالَج وتُحوَّل بحركيات المنظومة دون إنقاصها.
كل منظومةٍ فيزيائيةٍ تُسجِّل وتُعالِج معلومات. ويمكن للمعلومات أن تنتقل بين الجُسيمات والأجسام من خلال حركياتها وتآثُرها، ويمكن حفظ المعلومات على المواد الصلبة.
تحصُل الخلايا أو الكائنات الحية على الكثير من المعلومات المحمولة على الجُسيمات والذَّرات والجُزيئات من البيئة؛ كالفوتونات بأطوالٍ موجية، وتردُّداتٍ مختلفة، وبأنواعٍ متعددة من الذَّرات والجُزيئات، كما تعطي هي أيضًا معلوماتٍ إلى البيئة من خلال تصديرها للحرارة والجُزيئات الفائضة وغير ذلك.
(٣-١) التفاعُلات الكيميائية Chemical Reactions
يحصُل التفاعُل الكيميائي عند تفاعل ذرَّتَين أو أكثر لتكوين جُزيئةٍ أو جُزيئاتٍ أو تحلُّل الجُزيئة بكسر آصرة أو أواصرَ كيميائيةٍ تربط الذَّرات مع بعضها.
عند تفاعُل ذرَّتَي عنصرٍ معيَّن، فإن الناتج هو جُزيئةٌ ثنائية الذرة للعنصر نفسه؛ كمثال تفاعُل ذرَّتَي هيدروجين لتنتج جُزيئة هيدروجين، أو ذرَّتَي أوكسجين لتنتج جُزيئة أوكسجين، وهكذا.
المركَّب هو جزيئةٌ تتألَّف من ذراتِ عنصرَين مختلفَين أو أكثر. ويمكن أن ينتُج المركَّب نتيجة تفاعُل جُزيئتَين لمركَّبَين مختلفَين، أو تحلُّل جُزيئة مركَّبٍ آخر. كمثالِ تفاعُل حامض الهيدروكلويك مع هيدروكسيد الصوديوم لتكوين كلوريد الصوديوم والماء، أو تحلُّل بيروكسيد الهيدروجين لتكوين ماء وأوكسجين.
بعض التفاعلات الكيميائية تستمر فيها المواد المتفاعِلة بالتفاعُل وتكوين المنتج لحين استهلاك كل الجُزيئات المتفاعِلة. وهكذا يسير التفاعل باتجاهٍ واحد، ويُشار إليه بسهمٍ واحدٍ باتجاه المنتج. كمثال تحلُّل بيروكسيد الهيدروجين المُشار إليه أعلاه.
(٣-٢) الأواصر الكيميائية Chemical Bonds
باستثناء العناصر النبيلة، لا تُوجد في الطبيعة ذرَّات العناصر منفردة، بل بشكلِ جزيئاتٍ مؤلَّفةٍ من ذراتٍ مترابطة. عند تكوين الآصرة بين ذرتَين، فإن الإلكترونات بين نواتَي الذَّرتَين ستنجذب إليهما، والنواتان ينجذبان إلى الإلكترونات في ذلك الموقع. القوة الجاذبة التي تربط الذراتِ المختلفةَ في الجُزيئة تُسمَّى الآصرة الكيميائية.
كل منظومة في الطبيعة تنحو لأن تكون أكثر استقرارًا طاقيًّا، وتكوين الأواصر الكيميائية يخفض طاقة المنظومة ليجعلها أكثر استقرارًا. وعند تكوين الآصرة الكيميائية تَتحرَّر طاقة مقدارها يختلف باختلاف نوع الآصرة. بالمقابل فإن كسر الآصرة الكيميائية سيحتاج إلى طاقةٍ تُساوي الطاقة المُتحرِّرة عند تكوينها.
ثمَّة أنواعٌ مختلفة من الأواصرِ الكيميائية:
(أ) الآصرة الأيونية (Ionic Bond)
الآصرة الأيونية تكون قويةً حيث تنتج طاقة تُساوي −٧٦٩ كيلوجول للمول لتكوُّنها في حالة كلوريد الصوديوم وتحتاج المقدار نفسه من الطاقة لكسرها.
(ب) الآصرة التساهمية Covalent Bond
تُقسَّم الأواصرُ التساهميةُ إلى أواصرَ تساهميةٍ مستقطبة وأواصرَ تساهميةٍ غير مستقطبة.
(ﺟ) الآصرة التساهمية المستقطبة Polar Covalent Bond
(د) الآصرة التساهمية غير المستقطبة Nonpolar Covalent Bond
(ﻫ) الآصرة الهيدروجينية Hydrogen Bond
(ز) آصرة فاندرفال van der Waal Bond
آصرة فاندرفال من الأواصر الكيميائية الضعيفة. تنشأ أواصر فاندرفال بين جزيئتَين أو أكثر نتيجة التذبذُب القليل غير المُتناظِر في كثافات الإلكترونات حول الذرة. ولحصول هذه الأواصر ينبغي أن تكون الجُزيئات متقاربةً جدًّا من بعضها. تُسهِم هذه الأواصرُ إلى جانب الأواصرِ من الأنواع الأخرى في تكوين التراكيب الثلاثية الأبعاد للبروتينات والتشكيلات الخلَوية الأخرى.
(ﺣ) التركيب الجُزيئي للخلية Molecular Composition of The Cell
الكائنات الحية متنوعةٌ جدًّا؛ بعضها يتألَّف من خليةٍ واحدةٍ كما في البكتيريا والأركيا والخمائر، مستعمرةٌ من عددٍ من الخلايا المتشابهة مظهريًّا كما في بعض أنواع الطحالب، أو عددٌ كبيرٌ من الخلايا المتخصِّصة تُشكِّل أنسجةً وأعضاء، كما في النباتات والحيوانات.
الخلية الحية هي منظومةٌ معقَّدةٌ متكيِّفة معزولة عن البيئة، وتتبادل المواد والطاقة والمعلومات معها. ويُمكِن اعتبارُ الخلية كمحلولٍ مائيٍّ كثيفٍ يعجُّ بالجُزيئات العضوية واللاعضوية التي تتفاعل لتُنتِج الطاقة والمواد اللازمة لنُموِّها وتكاثُرها.
(ط) الماء
تقيِّد حركتها ونشاطها؛ وبالتالي يمكِّنها من التفاعُل مع غيرها وتكوين مُركَّباتٍ جديدة. وارتبطَت الحياة بالماء؛ فهو على الأرجح مهَّد نشوء الأشكال الأولى للحياة في الماضي، كما أن الحياة في الوقتِ الحاضرِ تزدهر حيث يتوافَر الماء بكثرة كما في الغابات المطيرة، وتقلُّ في الصحاري لشحَّته.
بسبب الأواصر الهيدروجينية التي تربط جُزيئاته والتي تحتاج إلى طاقةٍ كبيرةٍ لتكسيرها، يمتاز الماء بحرارته النوعية العالية ودرجة تبخُّره العالية أيضًا. هذان العاملان يمكِّنان الكائنات الحية من المحافظة على درجة حرارتها من الارتفاع إلى مستوياتٍ مؤذية، بتحرُّر الطاقة نتيجة عمليات التنفُّس أو بسبب التعرُّض لمصادر الحرارة العالية من البيئة. وبسبب الصفة الغريبة للماء حيث يزداد حجمه عند انجماده وبالتالي تقلُّ كثافته، تحول الطبقات السطحية الطافية من الجليد على سطوح البُحيرات والبحار من انجماد مياهها والمحافظة على بيئةٍ مناسبةٍ للأحياء المائية.
الماء مذيبٌ عامٌّ فعَّال يعمل كوسطٍ لحصول التفاعُلات داخل الخلايا. كما يدخل كمادةٍ متفاعلةٍ أو ناتجةٍ من التفاعُلات الخلَوية؛ كتفاعُلات التحلُّل المائي أو تفاعُلات إزالة الماء. كما أن الماء يُظهِر صفاتٍ مهمةً سيتم التطرُّق إليها في مواضعَ أخرى أو الفصول القادمة.
(ي) الجُزيئات الضخمة Macromolecules
(ك) الكاربوهيدرات Carbohydrates
(ل) الشحوم Lipids
تتكوَّن الدهون والزيوت من اتحاد ثلاثة أحماضٍ دهنيةٍ مع الكليسرول. تُوفِّر الدهونُ والزيوت مصادرَ طاقةٍ مخزونة، كما تُوفِّر الدهون طبقاتٍ عازلةً حراريًّا للحيوانات.
يمكن أن تُستخدَم الشحوم كمصادرَ للطاقة. احتواء جُزيئات الشحوم الفوسفاتية على أجزاءٍ مشحونةٍ وأجزاءٍ غيرِ مشحونةٍ مكَّنها من أن تلعب دورًا عظيمًا في حياتية الخلايا الحية، من خلال تكوينها للأغشية الخلَوية.
(م) البروتينات Proteins
البروتينات من الجُزيئات الضخمة الأكثر تعقيدًا وتنوُّعًا ووجودًا في الخلايا الحية حيث تُشكِّل ٥٠٪ من الوزن الجاف للخلية. التركيب الكيميائي للبروتينات يتضمَّن عناصر الكاربون والأوكسجين والهيدروجين والنتروجين وبعضُها يحتوي على الكبريت أو الفسفور، كما تحتوي بعض البروتينات على عناصرَ أخرى ملحقةٍ مثل الزنك والمنغنيز والنحاس والحديد. البروتينات يمكن أن تكون تركيبيةً تدخُل في تركيب الأغشية وجميع العُضيَّات الخلَوية، أو وظيفيةً كإنزيمات تمكِّن من التفاعُلات الكيميائية، أو هرمونات ومنظمات نمو أو عوامل حركة ونقل أو وقائية أو كسموم وغيرها. إن أغلب إن لم يكن جميع المواد في الخلية أو الكائن الحي هي بروتيناتٌ أو تحتوي على بروتينات أو تنتُج عن نشاط البروتينات. والكثير من الباحثين يُسمُّونها روبوتاتِ الخلية. تحتوي الخلايا على مئات آلاف الأنواع المختلفة من البروتينات.
جميع البروتينات هي بوليمرات لأحماضٍ أمينيةٍ تختلف في الحجم بين الصغيرة التي تتألَّف من عددٍ محدودٍ من الأحماض الأمينية إلى الكبيرة التي تتكوَّن من مئات الأحماض الأمينية. وتختلف أنواع البروتينات باختلاف أنواعِ وترتيب وعدد الأحماض الأمينية المكوِّنة.
(ن) الأحماض الأمينية Amino Acids
(س) البروتينات proteins
لجُزيئة البروتين شكلٌ معيَّن، له أهميةٌ كبيرةٌ في عمل البروتين؛ تغيُّر أو تشوُّه شكل البروتين يخفض أو يثبِّط فاعليته تمامًا. ثمَّة أربعةُ أشكالٍ للبروتين وهي تتشكَّل تلقائيًّا:
تقسَّم البروتينات إلى مجموعاتٍ تشمل:
- البروتينات الليفية (Fibrous proteins): وهي ذاتُ وزنٍ جُزيئيٍّ عالٍ، ولا تذوب في الماء أو المحاليل المائية، وتتألف من سلاسل لولبية ألفا، وتكون ذات وظائفَ تركيبيةٍ وثباتٍ كيميائيٍّ عالٍ. تشمل بروتينات الكولاجين وإيلاستين وكيراتين.
- البروتينات الكُروية (Globular proteins): وهي ذاتُ شكلٍ ثالثي، وتذوب في المحاليل المائية، وتشمل الألبومينات والكلوبيولينات والهستونات.
- البروتينات المركَّبة (Conjugated proteins): وهي التي تُعطي عند تحلُّلها المائي
مركَّباتٍ أخرى، إضافة إلى الأحماض الأمينية.
تشمل هذه المجموعة:
- البروتينات النووية (Nucleoproteins): وتتألَّف من بروتيناتٍ قاعديةٍ وأحماضٍ نووية.
- البروتينات السكَّرية (Glycoproteins): وتنتج عن ارتباط البروتينات مع السكَّريات.
- البروتينات الدهنية (Lipoproteins): وتنتج عن ارتباط البروتينات مع الأحماض الدهنية.
- البروتينات الملوَّنة (Chromoproteins): وتنتج عن ارتباط البروتين مع مركَّباتٍ صبغية، كما في ارتباط بروتين كلوبين مع الهيم لينتج هيموكلوبين.
- البروتينات الفوسفاتية (Phosphoproteins): وتنتج كإسترات لتفاعُل البروتين مع حامض الفوسفوريك.
(ع) الأحماض النووية Nucleic Acids
(ف) DNA
(ص) RNA
(٤) الخلية The Cell
الخلية هي الوحدة الأساسية للحياة، وجميع الكائنات الحية تتألف من خليةٍ واحدةٍ أو أكثر، وإن الخلايا الجديدة تنشأ من خلايا موجودةٍ قبلها. ومع اختلاف الخلايا من حيث المظهر الخارجي، وتفاصيل التراكيب الداخلية، إلا أنها جميعًا تشترك في كونها منظوماتٍ عضويةً معزولة عن البيئة بحواجز تسمح لها بتبادُل المواد والطاقة والمعلومات مع البيئة، وبذلك فهي منظوماتٌ معقَّدةٌ مفتوحة.
(٤-١) الخلية البدائية النواة Prokaryotic Cell
يحتضن جدار الخلية السايتوبلازم وهو محلولٌ غرويٌّ كثيف يُحاط من الخارج بغشاء الخلية كما هو الحال في الأحياء الحقيقية النواة. كما يُشابِه غشاءُ الخلية في تركيبه الأساس نظيره في الأحياء الحقيقية النواة؛ كونَه يتألَّف من طبقتَين من الشحوم وتتوزَّع فيه بعض البروتينات. غشاء الخلية البكتيرية يفتقد السترولات مثل الكوليسترول التي تكون موجودةً في حقيقيات النواة. كما تُوجد على غشاء الخلية البكتيرية العديد من الإنزيمات والتي تكون موجودة في الغالب في العُضيَّات الخلَوية في الأحياء الحقيقية النواة. وينظِّم غشاءُ الخلية دخول وخروج الجُزيئات المختلفة بطريقةٍ انتخابيةٍ مثلما هو الحال في الأحياء الحقيقية النواة.
(٤-٢) الخلية الحقيقية النواة Eukaryotic Cell
(أ) جدار الخلية Cell Wall
(ب) السايتوبلازم Cytoplasm
(ﺟ) غشاء الخلية Cell Membrane
(د) الهيكل الخلَوي Cytoskeleton
- خيوط الأكتين (Actin): وتكون بشكل لُييفاتٍ طويلةٍ قطرها ٧ن م، وكل لُييف هو سلسلة من البروتين الكروي الأكتين. يتشكَّل الخيط الأكتيني من التفاف لُييفَين اثنَين حول بعضهما. تعمل خيوط الأكتين في الحركة كالتقلُّص والتمدُّد.
- الأُنيبيبات الدقيقة (Micrtubules): وهي أنابيبُ مجوَّفة قطرها الخارجي ٢٥ن م وقطرها الداخلي ١٥ن م، تتشكَّل من ارتباط حلقاتٍ كلٌّ منها يتألف من ١٣ وحدة، وكلٌّ من هذه الوحدات تتألَّف من جُزيئتَي بروتين كروي هي تيبيولين ألفا وتيبيولين بيتا. تمتد هذه الأُنيبيبات من مركز الخلية وتتحلَّل خلال دقائق أو ثوان؛ اعتمادًا على نشاط الخلية. تُساعد هذه التراكيب في الحركة والنقل ونقل العُضيَّات بتأثير بروتينات كاينسين (Kinesin) وداينين (Dynein).
- الخيوط المتوسطة (Intermediate Filaments): وهي المكوِّن الأكثر بقاءً من مكوِّنات الهيكل الخلَوي وتتألَّف من بروتيناتٍ مختلفة بشكل خيوطٍ قطرها ٨–١٠ن م (شكل ٤-٣٣).
(ﻫ) الشبكة البلازمية الداخلية Endoplasmic Reticulum
(و) جهاز كولجي Golgi Apparatus
(ز) اليحلول أو الجُسَيمات الحالَّة Lysosomes
(ﺣ) الأجسام الدقيقة Microbodies
(ط) الرايبوسومات Ribosomes
(ي) الميتاكوندريا Mitochondria
الغِشاء الخارجي للميتاكوندريا يحتوي على بروتيناتٍ تسمح بالمرور الحر للجُزيئات الصغيرة. هذا سيجعل الفضاء البيني شبيهًا بالسائل الخلَوي حيث يحتوي على الكثير من الجُزيئات والأيونات. أما الغشاء الداخلي فيحتوي على ٧٠٪ من بروتينات الميتاكوندريا، بضمنها إنزيمات الفسفرة التأكسدية، فيعمل كغشاءٍ انتخابي يُعيق دخول الجُزيئات الصغيرة والأيونات لضمان توفير منحدرِ بروتوناتٍ ذي فرق جهدٍ كهربائي يمكِّن من عملية الفسفرة التأكسدية. تحتوي المادة البينية للميتاكوندريا إنزيماتِ الفسفرة التأكسدية والمادة الوراثية.
(ك) البلاستيدات الخضراء Chloroplasts
(ل) النواة Nucleus
(٥) الكائنات الحية غير الخلوية Acellular Living Organisms
(٥-١) الفايروسات Viruses
الفايروسات هي أشكال أو كائناتٌ حياتية معقَّدة ذات تنظيمٍ جُزيئيٍّ خاص، غير خلوية، وهي بسيطةٌ جدًّا إذا ما قُورنَت بالخلايا الحية؛ فهي تحتوي على مادةٍ وراثية وعددٍ من البروتينات، لكنها تفتقد الأيض الذي يُنتِج ويحوِّل الطاقة، ولا تمتلك منظومةً البروتينات التي تمكِّن من التضاعُف. وبذلك فهي لا يمكن أن تتكاثَر إلا من خلال التطفُّل باستغلال إمكانات وطاقة الخلايا العائلة. واعتبار الفايروسات كائناتٍ حية من عدمه يعتمد على تعريف «الكائن الحي». التعريف الشائع يتضمَّن أن الكائن الحي يتألَّف من خليةٍ واحدة أو أكثر. وحسب هذا التعريف لا تُعتبر الفايروسات كائناتٍ حية. لكن إذا اعتمدنا على تعريفٍ أشمل للكائن الحي، وهو المنظومة التي تتمكَّن من التضاعُف والتطوَّر وحفظ النوع، تكون الفايروسات كائناتٍ حيةً طفيلية، علمًا أن الكثير من الكائنات الحية الخلوية تسلك سلوكًا مشابها للفايروسات في التطفُّل على الأحياء الأخرى.
جميع أنواع الأحياء تُصاب بنوعٍ واحدٍ أو أكثر من الفايروسات، كما أن النوع الواحد من الفايروسات يمكن أن يُصيب أفراد نوعٍ معين، أنواعٍ قريبة، أو حتى أنواعٍ غير مترابطة وراثيًّا؛ كأن يُصيب النبات والحشرة الناقلة له، أو يُصيب الإنسان أو الحيوان، وبنفس الوقت يُصيب الحشرة أو الطفيلي الناقل.
-
الأمراض على الإنسان والحيوان والنبات والأحياء الأخرى.
-
تغييرٌ جِدِّي في البيئة من خلال إبادتها اليومية لما يزيد عن ٢٠٪ من الميكروبات البحرية، وما يعنيه من أثَر على نِسَب الأوكسجين وثاني أوكسيد الكاربون في جو الأرض.
-
النقل الأفقي للجينات بين أنواع الأحياء المختلفة وأهميته العظمى في تنوُّع الأحياء؛ فحوالي ٤٠ إلى ٦٠ من جينات الإنسان هي فايروسية الأصل.
-
القفزة الكبرى في تطوُّر الأحياء والتي يمكن أن تكون حقَّقَتها الأنواع القديمة من الفايروسات بتحويل الأشكال الأولى للحياة من عالم اﻟ RNA إلى عالم اﻟ DNA الحديث بواسطة إنزيمات Reverse transcriptase.
(أ) الفايروسات التابعة Satellite Viruses
(ب) الفايرويدات Viroids
(ﺟ) البلازميدات Plasmids
للبلازميدات جينات تعمل في الإمراضية وخصوصية العائل والمقاومة للمضادات الحيوية والأشعة فوق البنفسجية وكسمومٍ وهرمونات.
تُستخدَم البلازميدات على نطاقٍ واسعٍ في التعامُل مع الجينات والهندسة الوراثية.
(د) الجينات القافزة Transposons
(ﻫ) البريونات Prions
(٦) تكاثُر الكائنات الحية Reproduction of Living Organisms
(٦-١) التكاثر اللاجنسي
- الانشطار الثنائي (Binary fission): حيث تنقسم الخلية الأمية إلى خليتَين بنويتَين. وهو من أنواع الانقسام البسيطة، التي تتناسب ومستوى تعقيد الكائنات الحية، المتمثِّلة بالأحياء البدائية النواة (البكتيريا والأركيا). كما تسلُك هذا النوعَ من التكاثُر بعضُ أنواع الخمائر المنشطرة وهي من الفطريات والعديد من الحيوانات البدائية.
- التبرعُم (Budding): ينشأ نتيجة بروز نموٍّ غيرِ متجانسٍ من نقطةٍ معينة، يكبر مع الوقت، وهو مرتبط بالخلية أو الكائن الحي، وتنتقل إليه نسخةٌ من النواة والمواد الخلَوية الأخرى، وبعد بلوغه حجمًا مناسبًا ينفصل عن الخلية الأم ويتصرف كفردٍ جديدٍ شكل ٤-٥٠ و٤-٥١. هذا النوع من التكاثر يشيع في الخمائر وبعض الحيوانات اللافِقارية مثل Hydra.
- التجزُّؤ (Fragmentation): يتم من خلال تقطع الجسم إلى أجزاء؛ حيث يتمكَّن
كل جزء من النمو وتكوينِ جسمٍ كامل. هذه الطريقة
شائعة في الفطريات والطحالب مثل:
Spirogyra وبعض
اللافِقاريات.
- تكوين الأبواغ (Spore formation): الأبواغ هي تراكيبُ أحاديةُ الخلية، أو عددٌ قليلٌ من الخلايا تتكوَّن بأعدادٍ هائلةٍ (شكل ٤-٥٢) وعند إنباتها تُكوِّن أفرادًا جُدُدًا. هذه الطريقة شائعةٌ في الفطريات وبعض الحيوانات الابتدائية.
- التكاثُر العذري (Parthenogenesis): ويتضمَّن تكوين أفرادٍ جُددٍ من بيوضٍ غير ملقَّحة. ويشيع في الحشرات مثل نحل العسل.
- التكاثُر الخضري (Vegetative Propagation): ينشأ عن تكوين أفرادٍ جُددٍ من تراكيبَ جسميةٍ
غير زهرية؛ كالدرنات، والأبصال، والريزومات،
والكورمات. يشيع في النباتات.
(أ) الانقسام الخيطي (Mitosis)
(٦-٢) التكاثر الجنسي
(ب) الانقسام الاختزالي (Meiosis)
(ﺟ) الاندماج البلازمي
(د) الاندماج النووي
(٧) تقسيم الكائنات الحية Systematics of Living Organisms
الكائنات الحية تُظهِر الوحدة والتبايُن. تتمثل الوحدة بخواصِّ التركيب الخلوي والمعلومات الوراثية والأيض والتكاثُر والبقاء. بينما يظهر الاختلاف في طبيعة النمو (خلايا مُفرَدة، تجمُّع أو تعدُّد وتمايُز الخلايا) والشكل واللون والحجم واختيار البيئة وطُرق الحصول على المواد العضوية والطاقة ودرجة التعقيد.
الكائنات غير الخلَوية مثل الفايروسات تشترك مع الكائنات الخلَوية بامتلاكها للمادة الوراثية والقدرة على التضاعُف والتطوُّر والبقاء بوجود الأحياء الخلَوية.
(٧-١) ممالك الأحياء The Kingdoms of Life
(أ) مملكة البكتيريا Kingdom Bacteria
البكتيريا أحياءٌ بدائيةُ النواة تتألَّف من خلايا مُفرَدة أو ثنائية أو بسلاسلَ أو تجمُّعاتٍ عنقودية وبأبعاد ١ إلى ٢مكم. وكما تم شرحها في موضعٍ سابقٍ من هذا الفصل.
(ب) مملكة الأركيا Kingdom Archaea
(ﺟ) مملكة الحيوانات الابتدائية Kingdom Protozoa
(د) مملكة الطلائعيات الصبغية (الطحالب) Kingdom Cromista
تمتلك خلايا الطلائعيات الصبغية جدران خلايا تتألَّف أساسًا من السليلوز والكلوكونات، والكثير منها خاصة الطحالب تمتلك بلاستيداتٍ خضراءَ قادرةً على التركيب الضوئي.
(ﻫ) مملكة الفطريات Kingdom Fungi
تعيش الفطريات في جميع البيئات، وتأتي بعد البكتيريا في أعدادها.
(و) مملكة النبات Kingdom Plantae
النباتات أحياءٌ حقيقيةُ النواة، مُتعدِّدة الخلايا. الخلايا ذاتُ جدرانٍ سميكة تتألَّف من السليلوز والبكتين واللكنين. جسم النبات يتألَّف من الجذر والساق وفروعه والأوراق والأزهار والثمار والبذور، مع وجود بعض أنواعٍ من النباتات غير الزهرية. أجزاء النبات تتألَّف من أنسجةٍ متخصِّصة. تعيش النباتات في البيئات المائية واليايسة.
مُعظَم النباتات ذاتيةُ التغذية تقوم بالتركيب الضوئي من خلال احتواء خلاياها على بلاستيداتٍ خضراء.
تتكاثَر النباتات جنسيًّا ولا جنسيًّا بوسائلَ متعدِّدة؛ أهمها تكوينُ البذور. وبالنظر لعدم قدرة النباتات على الحركة الانتقالية ولغرض مقاومة المسبِّبات المرَضِية والتغيُّرات البيئية، طوَّرَت النباتات أنواعًا كثيرة من المضادَّات الحيوية والسموم والبروتينات، وصارت مصدرًا مهمًّا للكثير من الأدوية. يتراوح حجم النباتات بين الصغير والقصير العمر المُتمثِّل بالنباتات العشبية إلى الكبير جدًّا مثل الأشجار الضخمة المعمرة.
(ز) مملكة الحيوان Kingdom Animalia
الحيواناتُ كائناتٌ حيةٌ حقيقيةُ النواة، عديدة الخلايا الفاقدة لجدار الخلية، وبذلك تتمكَّن من الحركة الانتقالية. جميع الحيوانات غَيْرية التغذية وطريقةُ تغذيتها ابتلاعية. تتراوح أحجام الحيوانات بين الصغيرة إلى الكبيرة جدًّا مثل الحيتان. جسمُ الحيوان يتالَّف من أعضاء وأنسجةٍ مختلفة. تعيش الحيوانات في جميع البيئات المائية واليابسة، وتدخل في علاقاتٍ تعايشيةٍ مع البكتيريا والأركيا والفطريات. مُعظَم الحيوانات الراقية تتكاثر جنسيًّا فقط.