الكثير من أنواع الجزيئات غير
المشحونة تنفُذ من خلال المناطق الدهنية غير البروتينية من غشاء
الخلية، بطريقة الانتشار البسيط (من الوسط الأعلى إلى الوسط الأقل
تركيزًا) لكن بمعدَّلاتٍ تختلف كثيرًا حسب درجة ذوبانها في الدهون
أولًا وحجمها ثانيًا؛ فمعدَّل نفاذية الجُزيئات غير المستقطبة الذائبة
في الدهون مثل
O2
وCO2 يكون
سريعًا. الجُزيئات المستقطبة غير المشحونة تنفُذ أيضًا بمعدلاتٍ تعتمد
على حجمها أو وزنها الجُزيئي؛ فجُزيئات الماء (١٨ دالتون) والكحول
الإثيلي (٤٦ دالتون) واليوريا (٦٠ دالتون) تنفُذ بسرعةٍ بينما
الكليسرول (٩٢ دالتون) ينفُذ بمعدَّلٍ أبطأ في حين الكلوكوز (١٨٠
دالتون) لا ينفُذ. كما لا تنفُذ الجزيئات المشحونة مهما كانت صغيرة،
ولا حتى الأيونات.
أما الجُزيئات المستقطبة أو المشحونة؛ مثل السكريات والأحماض
الأمينية والنكليوتيدات وغيرها، وكذلك الأيونات، فتنفُذ من خلال
بروتينات الغشاء التي تُسمَّى البروتينات الناقلة (Carrier proteins) والقنوات البروتينية (Protein channels). هذه
البروتينات تكون عالية الخصوصية؛ حيث تتخصَّص بنقل السكَّريات أو
الأحماض الأمينية أو الأيونات، بل بنوعٍ واحدٍ أو أنواعٍ قليلةٍ من نفس
المجموعة. البروتينات
الناقلة (Permeases) ترتبط بالجُزيئات المنقولة، وتعاني تغيُّراتٍ
شكليةً لتتمكَّن من نقلها. كما تقوم البروتينات الناقلة بنقل الجُزيئات
غير المشحونة حسب تدرُّج التركيز من الأعلى إلى الأقل بواسطة الانتشار
المُيَسر. لكن نقل الجُزيئات المشحونة يتم بواسطة النقل الفعَّال الذي
يتطلَّب صرف طاقةٍ ناتجةٍ من تحلُّل جُزيئات
ATP ويمكن أن يكون النقل عكس تدرُّج
التركيز (من التركيز الأقل إلى الأعلى).
أما القنوات البروتينية فلا ترتبط بالجُزيئات أو الأيونات المنقولة،
بل تمُر هذه من خلال تجويف القناة الذي يخترق الغشاء؛ لذلك تكون
القنوات البروتينية أسرع في عملية النقل من البروتينات الناقلة. كما أن
عملية النقل تكون حسَب تدرُّج التركيز وبطريقة الانتشار البسيط.
(١) القنوات
الأيونية Ion channels
حتى الوقت الحاضر تم تشخيص أكثر من ١٠٠ نوعٍ من القنوات
الأيونية. وتقوم بفعالياتٍ مختلفة حسب نوعها؛ مثل الاستثارة
الكهربائية والإشارة الكهربائية وتغيير الجهد الكهربائي للغشاء
والحركات الميكانيكية وغيرها. القنوات الأيونية هي بروتينات تحتضن
فضاءً (قناة) خاليًا ضيقًا محبًّا للماء (Hydrophilic) بما يسمح بمرور الأيون اللاعضوي،
وتنتهي بفتحتَين كارهتَين
للماء (Hydrophobic) تربط سائل
الخلية (Cytosol) مع خارج الخلية ويمكن أن تُغلَق وتُفتَح
بآلياتٍ مختلفة. هذه القنوات ذات خصوصيةٍ عاليةٍ جدًّا؛ فهي
تتخصَّص بنوعٍ واحدٍ من الأيونات، كما أنها عالية الكفاءة؛ حيث
تقوم بنقل مليون أيون في الثانية، وهي بذلك أسرع ١٠٠٠ مرة من النقل
بواسطة البروتينات
الناقلة (Permeases). نقل الأيونات بواسطة القنوات الأيونية يتم
حسب تدرُّجها الكيموإلكتروني وينظَّم من خلال فتح وغلق القناة.
القنوات الأيونية تختص بنقل الأيونات اللاعضوية خاصة
Na+
وK+
وCa++
وCl−
(Alberts et al., 2002).
انتخابية القنوات الأيونية تنشأ من خلال ضيق قُطر القناة، بما
يسمح بمرور الأيون المختصَّة بنقله دون غيره؛ فالأيون المار
سيحتكُّ بالجدران الداخلية للقناة، وبذلك سيتمكن الأيون ذو القطر
والشحنة المناسبَين من العبور. من المعلوم أن الجُزيئات المستقطبة
أو المشحونة والأيونات ومنها الأيونات اللاعضوية ترتبط بأواصرَ
هيدروجينية مع جُزيئات الماء، مما يضيف إلى حجمها حجم جُزيئات
الماء المرتبط. ولكي يتم عبور الأيون من خلال القناة الضيقة، ينبغي
عليه قبل أن يدخل أن يتخلَّص من جُزيئات الماء المرتبطة به، وبذلك
يدخل بطابورٍ فردي.
فتح القنوات الأيونية يتم بمؤثِّراتٍ مختلفة مثل الاختلاف في
الجهد الكهربائي عَبْر الغشاء. مثل هذه القنوات الأيونية تُسمَّى
قنوات ذات البوابات
الفولتية (Voltage-gated channels)؛ أو التأثير الميكانيكي حيث تُسمَّى
القنوات ذات البوابات الميكانيكية (Mechanically gated
channels)؛ أو من خلال
الارتباط بلجين (Ligand) معيَّن،
وهذه القنوات تُسمَّى القنوات ذات البوابات اللجينية (Ligand-gated channels). وهذه المجموعة
الأخيرة تميَّز حسب مصدر ونوع اللجين، فإذا كان اللجين من مصدَرٍ
خارج الخلية خصوصًا النواقل العصبية (Neurotransmitters) تُسمَّى القنوات ذات بوابات
النواقل (Transmitter-gated channels)؛ أو اللجين ذو مصدر من داخل الخلية؛ كأن يكون
أيونًا فتكون القناة
أيونية البوابة (Ion-gated channels)؛ أو يكون نكليوتيدًا فتُسمَّى
القناة نكليوتيدية
البوابة (Nucleotide-gated channels). إضافةً إلى ذلك يمكن أن ينظَّم فتح القنوات
عن طريق فسفرة أو ازالةِ فسفرة البروتين (Alberts
et al.,
2002).
من المعروف أن العديد من التأثيرات الكمومية غير العابرة تحصُل
نتيجة تعاقُب حركيات التماسُك الكمومي المستحثَّة للتأثير وفك
التماسُك الكمومي اللاغية للتأثير؛ ففي فعاليات نقل الطاقة في
التركيب الضوئي، أشير إلى أن كفاءة نقل الطاقة تزداد بوجود الضوضاء
اللاغية للطور، والناشئة عن أنماط تردُّداتٍ بيئيةٍ مقارنة بحالة
التماسُك الكمومي وحدها. كما وضح أن عملية النقل للمنظومة تكون
مثاليةً عندما لا تكون في حالة فك التماسُك التامة؛ أي عندما لا
تكون تقليديةً تمامًا ولا متماسكةً تمامًا. هذه الملاحظة لم تقتصر
على التركيب الضوئي فقط، وإنما في غيرها أيضًا
(Vaziri & Plenio,
2010).
مع أن التركيب الجُزيئي للكثير من القنوات الأيونية صار معروفًا
باستخدام تقنياتٍ متطورة، بما فيها التصوير البلوري بالأشعة
السينية والمحاكات، فإن آليات عملها في الواقع وعلى المستوى تحت
الذري لا يزال غيرَ محسوم. من بين القنواتِ الأيونيةِ التي تمَّت
دراستُها جيدًا قنواتُ البوتاسيوم الأيونية. تضُم هذه القنوات
مجموعةً تختلف في آليات فتحها، إلا أنَّ تتابُع الأحماض الأمينية
في المرشَّح الذي يتحكَّم بانتخابية القنوات، محفوظ في جميع أنواع
هذه القنوات. قناة البوتاسيوم الأيونية
KcsA التي يبلغ قطرها ٠٫٣ن م
وطولها ١٫٢ن م تنقل عند فتحها ١٠
٨ أيون
في الثانية وانتخابيتها عالية أيضًا حيث تنقل
١٠
٤ أيون بوتاسيوم مقابل أيون صوديوم
واحد. تتألَّف قناة البوتاسيوم الأيونية
KcsA من أربعِ سلاسلَ من الأحماض
الأمينية كلٌّ منها من أحد البروتينات التي تشكِّل معقد البروتين
الذي يكوِّن القناة. وكل سلسلةٍ تتألَّف من خمسة أحماضٍ أمينية،
يبرُز من كلٍّ منها ذرة أوكسجين لمجموعة الكاربونيل نحو تجويف
القناة (شكل
٨-١).
وعليه ينبغي لأيون البوتاسيوم التخلُّص من جُزيئات الماء
الثمانية التي ترتبط به وتُغلِّفه؛ كي يمكنه العبور بطابورٍ فرديٍّ
يتبادل مع طابور جُزيئات الماء (Vaziri &
Plenio, 2010). وتتعرَّض الأيونات إلى تآثر قُوى
الجذب مع ذرات القناة وقوى التنافُر ما بين الأيونات (قوى كولومب)
(Summhammer et al., 2018; Kuyucak et al., 2001; Bostick & Brooks,
2007).
وحسَب
Vaziri & Plenio
(2010) فإن التفسيرات التقليدية للانتخابية
العالية لهذه القنوات الأيونية غيرُ كافية؛ ما يتطلَّب البحث في
الآليات الكمومية لتفسيرها. وبيَّن الباحثان أن النتائج تُظهِر بأن
المنظومات التي تخضع بعض مؤشِّراتها لحركيات التماسُك الكمومي،
ستكتسب رنينًا في كفاءة نقلها. ومثل هذا الرنين يُفتقد في معادلات
النماذج التقليدية الخالصة أو في النظم الكمومية المتعرِّضة لفك
التماسُك القوي؛ فوجود التيارات في القنوات الأيونية المسيَّرة
دوريًّا، يوفِّر البديل ويؤكِّد وجود التماسُك الكمومي. ونتيجةً
لذلك وبوجود التماسك الكمومي تكون الحركيات أكثر حساسيةً بكثير
للتغيُّرات البسيطة في مؤشِّرات المنظومة ككتلة الأيون وقُطره.
بينما لا يُتوقع أن تؤدي الفروقات البسيطة في قُطر أيونات
البوتاسيوم والصوديوم مثلًا، إلى تغيُّراتٍ مهمة في عملية نقل
الأيونات في النظم التقليدية الخالصة. أما الباحثون
Summhammer et al., (2012) فدَرَسوا تركيب وعمل
قناة البوتاسيوم الأيونية
KcsA في
البكتيريا (شكل
٨-٢) وبيَّنوا أن اهتزاز
الأيونات العابرة خلال القناة تفقد جزءًا من طاقتها إلى بعض
مكوِّنات البروتين بشكل رنين حيث يفقد الطاقة بدوره إلى البيئة،
وبذلك يعمل بروتين القناة كوسيلة تبريدٍ للأيونات، ويُحافظ على
تماسُكها الكمومي في درجة الحرارة الفسلجية. كما أن هذه الخاصية
تُسهِم في خصوصية القناة؛ حيث إن مرور أيون صوديوم مثلًا في قناة
البوتاسيوم لا يُحدث الرنين المناسب؛ وبالتالي لا تعمل القناة إلا
مع أيونات البوتاسيوم.
وبين Ganim et al., (2011) بأن التأثيرات
الكمومية في انتخابية المرشح يمكن أن تكون سبب الكفاءة العالية في
عمل القنوات الأيونية.
ويؤكِّد Salari et al., (2015) على المرشح الانتخابي
لقناة البوتاسيوم الأيونية باعتباره جزءًا نانويًّا، ويلعب دورًا
مفتاحيًّا في عمل القناة الأيونية. ويضيف بأن نتائجهم عن حالات
التراكُب الكمومي لأيونات البوتاسيوم تدُل على أن أزمان فكِّ
التماسُك الكمومي تُقدَّر بالبيكوثانية وهي مناسبةٌ لحصول حالات
التراكُب الكمومي للأيونات في مرشح القناة. واستنتَج
Summhammer et al., (2020) أن السلوك الكُمومي
الانتقالي القصير الزمن للأيونات العابرة لقناة البوتاسيوم
الأيونية يمكن أن يوافق معدَّلات النقل السريع والانتخابية
الأيونية لبروتينات مُرشِّح القناة.
(٢) الاتصالات
الخلوية Cellular Communication
الاتصالات هي عملية تبادُل معلومات (استلام ومعالجة وإرسال) بين
منظومتَين أو أكثر بضمنها البيئة. من خواص الخلايا والكائنات الحية
القدرة على التحسُّس. ويُعرف هذا النوع من التحسُّس على أنه
إمكانيةٌ فسلجيةٌ على استلام المعلومات وتحليلها أو إدراكها
اعتمادًا على الذاكرة، وتؤدِّي إلى استجابة أو سلوكٍ مناسب. هذه
المعلومات (علامات أو إشارات) يمكن أن تكون ذات طبيعةٍ فيزيائية
(ضوء، إشعاع، حرارة، ضغط، جاذبية، مجال كهربائي أو مغناطيسي) أو
كيميائية (غازات، مواد غذائية، سموم، هرمونات، وغيرها) من مصادرَ
أحيائيةٍ أو غيرِ أحيائية. هذه الظاهرة موجودة في جميع الأحياء
الخلَوية بمستوياتِ تعقيدٍ مختلفة. كما تصدُر عن الخلايا والكائنات
الحية علاماتٌ وإشاراتٌ مماثلة. هذا هو أساس الاتصالات الحيوية ضمن
الخلية وبين الخلايا والأنسجة والأعضاء والكائنات الحية.
تم استعراضُ الاتصالات الحيوية في البكتيريا والفطريات والنباتات
من قِبَل Witzany (2010)؛
فالاتصالات الحيوية يمكن أن تكون ضمن الفرد نفسه (داخلية)، بين
الأفراد ضمن النوع نفسه أو الأنواع القريبة، بين أفرادٍ تابعين
لأنواعٍ غير قريبة أو تلك التي تتبع ممالكَ تصنيفيةً
مختلفة.
حسَب Conrad (1990) فإن الخلايا
الحية لها كفاءةٌ على معالجة المعلومات أعلى من الحواسيب المبرمجة
المستخدمة في نمذجتها. وتؤكِّد الدلائل العامة على أن المنظومات
التي تعمل فيها الظواهر الكمومية تكونُ أكثرَ قدرةً من مشابهاتها،
التي تعمل بحركيات الفيزياء التقليدية. وبيَّن الباحث باستخدام
نموذجٍ افتراضيٍّ اشتمل على جُزيئاتٍ ضخمةٍ ذاتية التركيب لتوضيح
كيف أن التوازي الذي تعمل به دالة الموجة الكمومية، يمكن أن يلعب
دورًا في معالجة الأنماط الخلَوية؛ فالإشارات التي تصطدم بغشاء
الخلية الخارجي تقدَح تحرير جُزيئاتٍ ضخمةٍ خصوصية التشكُّل. وهذه
تتجمَّع بموزائيك يعكس مجاميعَ مختلفةً من أنماط الإشارات المدخلة.
وهذه بدورها تقرأ وتحرِّك جُزيئاتٍ مؤثِّرة. وهكذا فإن إشارات
العالم الكبير (البيئة) تحوَّلَت إلى تمثُّلاتٍ وسطيةٍ ثم مجهريةٍ
وتُعالَج مجهريًّا ثم تُكبَّر إلى فعلٍ كبير.
تتألف أجسامُ معظم الأحياء كالكثير من أنواع الطحالب والفطريات
الخيطية والنباتات والحيوانات، من أعدادٍ كبيرةٍ من الخلايا
المتشابهة أو المختلفة المتجاورة المرتبطة ببعضها. غير أن أجسام
بعض المجاميع من الأحياء الأخرى مثل البكتيريا والأركيا والخمائر
والحيوانات الابتدائية وبعض أنواع الطحالب تتألف من خلايا مُفرَدة،
إلا أنها تعيش في مجموعاتٍ متقاربةٍ أو بشكل مستعمراتٍ من خلايا
مزدحمة تتصل فيزيائيًّا ببعضها كما في الخمائر والأركيا والبكتيريا
(شكل
٨-٣). كما أن معظم الخمائر والبكتيريا
التي تعيش في البيئات السائلة تُشكِّل تراكيبَ مجتمعيةً على السطوح
المعرَّضة للسائل تتألَّف من خلايا متجاورةٍ مكتظةٍ وتُحيط نفسها
بموادَّ تعزلها عن البيئة السائلة، وتُعرف بالغشاء الحيوي
(
Biofilm) (شكل
٨-٤).
يُوفِّر الغشاءُ الحيوي الحمايةَ الفيزيائية والكيميائية
والبيولوجية للأحياء الدقيقة؛ حيث لا يسمح بمرور المواد الكيميائية
الضارَّة ويُجنِّبها الافتراس. مع الوقت يزداد عدد الخلايا داخل
الغشاء الحيوي، ويقوم بتصدير جزء من خلاياه إلى البيئة، وبذلك يعمل
كوسيلة للبقاء. إن تكوين الغشاء الحيوي يتطلَّب وجود اتصالاتٍ
خلَوية تكون بشكل جُزيئاتٍ إشاريةٍ بين الخلايا المختلفة، وهو ما
يُعرف بنظام التحسُّس
الجمعي (Quorum Sensing).
والمثير للدهشة فعلًا، ما كشفَته الأبحاث الحديثة لأول مرة عن
استخدام الفايروسات البكتيرية
phi3T
وSPbeta والتي تُصيب البكتيريا
العصوية، لنظام التحسُّس الجمعي الذي سُمِّي
Arbitrium لغرض دخول هذه
الفايروسات في الدورة
التحليلية (Lytic cycle) أو الدورة التحلحُلية (Lysogenic cycle) عند إصابة الخلايا البكتيرية
(Erez et al.,
2017). ونظام التحسُّس الجمعي هنا هو وسيلةُ
اتصالٍ جُزيئية ما بين جسيمات الفايروس لغرض تنظيم دورة الحياة
(Zhen et al.,
2019). تعتمد آلية التخاطُب المذكورة بين جُسيمات
الفايروس البكتيري على ببتيداتٍ صغيرةٍ سداسية الحامض الأميني
SAIRGA
وGMPRGA لتقرير أي الدورتَين سيتم
اعتمادها (Dou et al., 2018).
وتم الكشف عن الأُسس الجُزيئية لنظام التحسُّس الجمعي
Arbitrium وآليات عمله في
الفايروسات (del Sol et al., 2019; Guan et al., 2019).
وحسب Sanders (2017) فإن
الفيزياء التقليدية وميكانيك الكَم يمكن أن يعملا في الاتصالات
الخلَوية. وكل خليةٍ حيةٍ «تُخاطِب» الخلايا الأخرى بدقةٍ فائقة،
للحفاظ على التزامُن ووحدة الهدف والحياة. وكما ذكرنا سابقًا فإن
الخلايا تتعامل مع العديد من المواد الكيميائية والعوامل
الفيزيائية التي تمثِّل اتصالاتٍ حيويةً يمكن تفسيرها على أساس
الفيزياء والكيمياء التقليدية، والتي تتم بسُرعٍ تُقاس بالملي
ثانية (١ / ١٠٠٠ من الثانية) أو الثواني. وتضُم الاتصالاتُ
الحيويةُ أيضًا إشاراتٍ كهرومغناطيسيةً تتسم بالسرعة والتماسُك،
وتُعالَج باستخدام الظواهر الكمومية. إن تبادُل المعلومات ضمن
الخلية الواحدة وبينها وبين الخلايا القريبة والبعيدة غاية في
التعقيد؛ حيث تتعدَّى ملايين المرات في الثانية الواحدة. هذا
يتطلَّب سرعةً فائقةً في الاتصالات تكون بسرعة الضوء كما في
الفوتونات الحيوية (Bio-photons)
حيث تقطع قُطر الخلية النموذجية خلال ٣٠٠ إلى ٤٠٠ فمتوثانية أو
أسرع، وحتى فورية في النقل الآني الكمومي (Quantum teleportation).
حسب Bischof & Giudice
(2013) حديثًا يُنظَر إلى السلوك الكلي لمجموعة
الذرات والجُزيئات حسَب مفاهيمِ نظرية المجال الكمومي (Quantum Field Theory) التي
تفترض أن إمكانية تكوين الحالات الفيزيائية يعتمد على جميع
مكوِّنات التشكيل الذي يسير بنَسقٍ معيَّن؛ حيث تتبدَّى المجالات
الكهرومغناطيسية المُحتجَزة فيه. وهكذا لا تتصرف المكوِّنات
الجُزيئية للكائن الحي كلٌّ لوحده بطريقةٍ منتشرة، وإنما بحركيةٍ
كليةٍ تحفظ وحدة الكائن الحي. وحسَب ميكانيك الكَم فإن كل شيء
يتقلَّب تلقائيًّا بما فيه المجالات، ودون الحاجة لطاقةٍ خارجية.
إن التقلُّبات الكمومية للعديد من الأشياء يمكن أن تتوافق مع
أطوارها منتجةً تذبذبًا مشتركًا لكل مكوِّنات النَّسَق. وهكذا
تدخُل المنظومة في حالة تماسُك. في هذه الحالة تكون طاقة المنظومة
أقل من طاقتها في حالة اللاتماسُك. ذلك يرجع إلى التخلُّص من
الحركات غير الضرورية التي تزيد من الإنتروبي وترُكِّز الطاقة على
عددٍ أقل من درجات الحرية؛ حيث يمكن استغلال الطاقة لإنجاز شُغل.
هذه الخاصية للمنظومة المتماسكة تُلبِّي متطلبات
Prigogine للتراكيب المبدِّدة
للطاقة. وتلبيةً للقانون الثاني للديناميكا الحرارية، يتوجَّب على
المنظومة تحرير طاقة إلى الخارج، وهكذا لكي تكون المنظومة متماسكةً
يجب أن تكون منظومةً مفتوحةً مبدِّدة للطاقة. المنظومة المتماسكة
المكوَّنة من ذراتٍ وجزيئاتٍ سيكون لها مجالٌ بعيد المدى يحفظ
تناسُق المكوِّنات، وهذا سيكون جهدَ المجال الكهرومغناطيسي الذي
سيُنتِج المجال الكهرومغناطيسي، الذي يلعب دورًا في الاتصالات
البيولوجية.
ثمَّة عددٌ من الباحثين يعتقدون بأن تعرُّف خلايا النسيجِ
المتشابهة على بعضها، وكذلك تعرُّف الجُزيئات الكبيرة مثل اﻟ
DNA واﻟ
RNA والإنزيم والمادة الأساس
والجسم المضاد والمستضد، يتم بواسطة المجال الكهرومغناطيسي.
(٣) الفوتونات
الحيوية Bio-photons
الضوء هو جزءٌ من الطيف الكهرومغناطيسي، الذي هو قيمةٌ فيزيائيةٌ
تحمل طاقة (شكل
٨-٥) ينطلق من المصدر بشكل
موجاتٍ ذاتِ خواصَّ كهربائية ومغناطيسية؛ فالأشعة الكهرومغناطيسية
تتألَّف من موجتَين متلازمتَين إحداهما كهربائية والأخرى مغناطيسية
تتذبذبان عموديًّا على بعضهما وعلى اتجاه الموجة (شكل
٨-٦). للموجة طولٌ يُرمز له بالحرف اللاتيني لامبدا
(
λ) ويقاس عادة بالنانومترات إلى
الأمتار، وتردُّد يُرمز له بالحرف اللاتيني نو
(
ν) ويُقاس بالهيرتز/ثانية،
(
Hz/s) والعلاقة بين التردُّد وطول
الموجة هو:
ν = c/λ؛ حيث إن
c هي سرعة الضوء. يتألَّف الضوء من
وحداتٍ أو جُسيماتٍ منفصلةٍ تُسمَّى الفوتونات وهي تسلكُ سلوك
الجُسيم والموجة. الطاقة التي يحملها الفوتون تُسمَّى الكَم
(
Quantum) وهي مرتبطةٌ بطول الموجة
والتردُّد، وتُقاس بالإلكترون فولت
(
eV).
كما يتضح من الشكل
٨-٥، فإن الطيف
الكهرومغناطيسي يبدأ من الجزء الأعلى طاقةً ويضُم الإشعة المؤينة:
أشعة كاما
(γ-radiation) بطولٍ
موجي من ٠٫٠٠٠١ إلى ٠٫٠١ن موالأشعة
السينية
(X-ray) بطولٍ موجي ٠٫٠١ إلى ١٠ن م. بعدهما تأتي
الأشعة فوق
البنفسجية
(UV-radiation) بطولٍ موجي ١٠ تقريبًا إلى ٣٩٠ن م، ولها
تأثيراتٌ في التفاعلات الكيموضوئية، وتأثيراتٌ بيولوجية؛ كتقطيع اﻟ
DNA وإحداث الطفرات. ثم طيف الضوء
المرئي يبدأ من الطول الموجي ٣٩٠ إلى ٧٨٠ن م. ثم الأشعة تحت
الحمراء (
Infrared radiation) بطول
أكثر من ٧٨٠ إلى ١ملم. وعادة تكون بشكل طاقةٍ حرارية. بعدها تبدأ
الموجات الصغيرة
(Microwaves)
بطول من ١ملم إلى ٣٠سم. والتي تُستخدَم لتوليد الحرارة في بعض
الأجهزة، وكذلك نقل المعلومات عن طريق الصحون اللاقطة بدون أسلاك.
ثم الموجات
الراديوية
(Radio waves) الأقل طاقة بأطوال موجية من ٣٠سم إلى بضعة
كيلومتراتٍ، والتي تُستخدَم في بثِّ إشارات الراديو والتلفزيون
والهواتف النقالة.
من المعروف أن أي تذبذُب يتضمَّن شحنات، سيعمل كمولِّد للأشعة
الكهرومغناطيسية. هذه الشحنات هي أي شيءٍ يحمل شحنةً بغَض النظر عن
حجمه؛ فهو يمكن أن يكون إلكترونًا، بروتونًا، نواةَ ذرة، كوكبًا أو
مجرَّة (شكل
٨-٧). كما أن طول الذبذبة يختلف
حسب الشيء المتذبذب. إن الذبذبة الدورية للشحنة، ستحثُّ إشارةً
متذبذبة في مستقبلٍ ثابت يُعرف بالهوائي
(Antenna). في الإلكترونيات، يُصنع المرسل
(Transmitter) والمستقبل
(Reciever) من دائرة فيها مُتَّسعة
C (Capacitor) وحاثٌّ
L (Inductor) تكون الشحنة
المتذبذبة فيها هي الإلكترونات. وكقاعدةٍ عامة، كلما كان التردُّد
عاليًا، كانت أبعاد الدائرة أصغر. في البداية كانت أبعاد المرسل
والهوائي كبيرةً والتردُّدات قليلة بمديات الكيلوهرتز، لكن مع
تقدُّم التكنولوجيا صَغرَت هذه الأبعاد إلى المستوى الجُزيئي وزادت
التردُّدات مع استخدام الهوائيات الكسرية
(
Fractals)؛ لتُصبِح بالتيرا هرتز
(
THz) وبطَيفٍ كهرومغناطيسيٍّ
أكبر.
إن حثَّ أنماط التذبذُب يحصُل في التراكيب غير الحية، وفي
التراكيب الحية أيضًا. يتم ذلك من خلال تمدُّد، انحناء، التفاف
واهتزاز الأواصر الجُزيئية. علمًا أن المحيط الجُزيئي والمجالات
الكهربائية والمغناطيسية المحلية تُؤثِّر في مستويات الطاقة
المُمتصَّة (Madl & Egot-Lemaire,
2015).
(٣-١) مفهوم الرنين وتماسُك الموجات
The concept of resonance
and coherence of waves
حسب Madl & Egot-Lemaire
(2015)، المتسعة تخزن الطاقة بشكل مجالٍ
كهربائيٍّ، وتعتمد على الفولتية المستخدَمة
(V) وهي مُكافِئة للطاقة
الكامنة. أما الحاثُّ فيخزنُ الطاقة كمجالٍ كهربائي، وتعتمد
على التيار (I) المارِّ عَبْر
الملَف. وهي مكافئة للطاقة الحركية. وهكذا فإن دائرة الهوائي
يجب أن تربط كلتا الخاصيَتين من أجل أن تعمل كوحدة رنين. وهذا
يمكن تشبيهه بحركة البندول الذي يتحرَّك بفعل الطاقة الكامنة
والطاقة الحركية برنينٍ ذي تردُّدٍ معيَّن. لكنْ ثمَّة عاملٌ
آخر مؤثِّر هو عامل Q. هذا
العامل يصف هيئة الرنين وهو النسبة بين الطاقة المخزونة
ومعدَّل الطاقة المُبددة لكل دورة من الرنين؛ فالقيمة المنخفضة
لعامل Q تشير إلى بطء
التذبذُب، وفقدان الكثير من طاقة الرنين، وبذلك يؤدِّي إلى
خفوت الرنين بسرعة باتجاه الصفر. على العكس، فإن القيمة
العالية ﻟ Q تشير إلى عدم خفوت
الرنين مع عدم فقدان الطاقة المخزونة تقريبًا، ويستمر الرنين
لفترةٍ طويلة، حتى مع غياب التحفيز الدوري لمنظومة
الرنين.
الرنين الجُزيئي يتضمَّن تبديدًا غيرَ مرن يستحثُّ تذبذُبات
الأواصر الجُزيئية عالية Q
بشكل مَط، انحناء التواء، واهتزاز.
خاصيةٌ مهمةٌ أخرى هي تماسُك الموجات الكهرومغناطيسية، ولكي
تتماسك موجتان، ينبغي أن يكونا بالتردُّد نفسه أو طول الموجة
نفسه.
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك التماسُك في ضوء الليزر (شكل
٢-٤). تماسُك كهذا لا يظهر في الغازات
فقط، وإنما في السوائل أيضًا.
يلعب الضوء دورًا أساسيًّا في حياتية الكائنات الحية؛ فهو
المصدر الأهم والأوَّلي للطاقة، كما أنه مصدرٌ للمعلومات يعكس
طبيعة البيئة، ويؤثِّر في الإيقاعات اليومية
(Circadian rythms) والنمو
والتشكُّل ونقل المعلومات داخل المنظومات الحية
(Hopkins & Hüner,
2009) كما سنرى فيما يأتي.
إذن، الفوتونات كمَّاتٌ شبهُ جُسيمية من الأشعة
الكهرومغناطيسية تسير بسرعة الضوء ولها عزمٌ وطاقةٌ تتناسب
عكسيًّا مع طول الموجة (Phillips,
2003).
حسب
Fritz-Albert Popp الذي
سَكَّ مصطلح الفوتونات الحيوية أنها فوتوناتٌ ذاتُ مصدرٍ غير
حراري في طيف الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية والتي تنبعث
من النظم الحية (
Sanders,
2017). والفوتونات الحيوية هي ضوءٌ فوقُ
الضعيف ينبعث تلقائيًّا من جميع المنظومات الحية (شكل
٨-٨). انبعاث الفوتونات الحيوية يمكن تَحسُّسه
من جميع الخلايا الحية تقريبًا (
VanWijk,
2001). ويرتبط انبعاثُ هذه الفوتونات بالتكوين
الداخلي لحالات تهيج في المنظومة الحية (
Van
Wijk & Van Wijk, 2005).
من الحقائق المعروفة الشائعة أن الاتصالات بين أجزاء الخلية
المختلفة، وبينها والخلايا المحيطة ضمن الكائن الحي تتم بواسطة
جُزيئاتٍ كيميائيةٍ إشارية أو جُزيئاتٍ حاملةٍ للمعلومات. لكن
ثمَّة معطيات ومعلومات متزايدة عن نقل معلومات بوسائل غير
جُزيئية؛ تتمثَّل بالضوء المتماسك كموميًّا والداخلي المصدر
والمعروف بالفوتونات الحيوية.
بدأ الاهتمام بهذا الموضوع مبكرًا مع ملاحظة عالِم الأجنَّة
والأنسجة الروسي Alexander Gavrilovich
Gurwitsch في عشرينيات القرن العشرين، انبعاثَ
فوتوناتِ أشعةٍ فوق بنفسجية فوق الضعيفة من نسيجٍ حي. وقد أطلق
على انبعاثات الفوتونات هذه «الأشعة المستحثَّة للانقسام
الخيطي» حيث إنها تُحفِّز زيادةً في الانقسام الخيطي للخلايا.
وبيَّن بالتجربة أن مُعدَّل انقسامِ خلايا طرف الجذر في البصل
(وهو نباتٌ نموذجي في دراسات الانقسام الخيطي) تزداد بحوالي
٣٠٪ عند وضعها على مقربةٍ من طرف جذرٍ آخر يشهد انقسامًا نشطًا
يفصلهما زجاج الكوارتز (Quartz) الذي يُمرِّر الأشعة فوق البنفسجية
بطول ٢٦٠ن م، ولا يحصل تغيُّر في معدل الانقسام عند فصلهما
بالزجاج العادي الذي لا يُمرِّر الأشعة فوق البنفسجية. وكان
Gurwitsch أوَّل من أدخل مفهوم
المجال إلى البيولوجيا سنة ١٩١٢م؛ فقد حاول حل مشكلة التشكُّل
المظهري؛ حيث إن التفاعُلات الكيميائية لا تتضمن أنماطًا
زمانيةً ومكانية كأولوية؛ لذا نظر إلى مجال التشكُّل المظهري
كقانونٍ حركيٍّ فوق خلوي يشمل مستويات التنظيم البيولوجية
الثلاثة؛ الجُزيئي والخلَوي والمظهَري
(Lipkind, 2006; Tzambazakis,
2015).
واستكمالًا لأبحاث Gurwitsch
قام مدير معهد الطب السريري والتجريبي في روسيا الدكتور
Vlail Kaznacheyev؛ بآلاف
التجارب لما يزيد عن ٢٠ سنة عن هذا الموضوع، ونشرها في كتاب
سنة ١٩٨١م. وأكَّد فيه أن المعلومات الخلَوية يمكن أن تُنقل
كهرومغناطيسيًّا إلى الخلايا المستهدفة، التي تمتص الفوتونات
من خلايا متضررة؛ فقد قسَّم مزرعةً خلويةً إلى قسمَين وُضِع
كلٌّ منهما في أحد وعاءَين متجاورَين ومعزولَين تمامًا عن
بعضهما، وعن البيئة، لكنهما مرتبطان ضوئيًّا فقط. عند تعريض
الخلايا في أحد النموذجَين لتأثير الأشعة المؤينة وموتها لم
تتأثَّر الخلايا غير المعرَّضة للأشعة المؤينة في النموذج
الثاني عندما يكون الحاجز بينهما من الزجاج العادي، بينما يموت
٧٠–٨٠٪ منها بعد ١٢ ساعة عندما يكون الحاجز بين النموذجَين من
زجاج الكوارتز. وتم ملاحظة استجاباتٍ مماثلةٍ عند تعريض
الخلايا للضرر ميكروبيًّا أو كيميائيًّا
(Sanders, 2017).
ولُوحِظ امتصاصُ الحيوان القشري Daphnia magna
للفوتونات الحيوية من الحيوانات القريبة
(Galle, 1991). وتمَّت دراسةُ
انبعاثاتِ الفوتونات الحيوية في المزارع السائلة لخميرة الخبز
Saccharomyces
cerevisiae ووُجد أن الانبعاث في
الطور الأسي من النمو يكون في حزمةٍ عريضةٍ من الأشعة فوق
البنفسجية بين ٢٠٠ و٤٢٥ن م، والضوء المرئي بين ٥٢٥ و٧٠٠ن م.
أما في طَور الثبات فكان ثمَّة حزمتان ضيقتان تركَّزتا في ٢٥٠
و٦٥٠ن م، وحزمةٌ عريضةٌ امتدت بين ٣٢٥ إلى ٥٢٥ن م. وهذه
الانبعاثات أظهَرَت اتصالاتٍ خلويةً من خلال تأثيرها إيجابيًّا
على نمو خلايا الخميرة الأخرى (Musumeci
et al., 1999; Quickenden
& Que, 1976).
واستعرض Cifra et al., (2010) العديد من الأبحاث
التي تُبيِّن تأثير الفوتونات الحيوية بين البكتيريا الباعثة
والبكتيريا المستلِمة. وكذلك بذور الفجل
Raphanus
savitus المعامَلَة بأشعة كاما
وغير المعامَلَة وانتقال التأثير إلى الأخيرة بواسطة الفوتونات
الحيوية. كما قدَّم أمثلةً عن معاملاتٍ شملَت خلايا حيوانيةً
وبشرية تعكس نقل التأثير للخلايا المعامَلَة إلى الخلايا
المستلِمة للفوتونات الحيوية من الأولى. وشملَت التجارب
تأثيراتٍ مماثلةً باستخدام الحشرات أيضًا.
ودرَس Fels (2009) تأثير
انبعاث الفوتونات الحيوية على تكاثُر ومعدَّل التغذية للحيوان
الابتدائي Paramecium
caudatum ووجد أنها تعتمد على وجود
أو غياب مجاميعَ قريبةٍ وكثافةِ هذه المجاميع ونوعِ العازل
المستخدَم بينها، فيما إذا كان زجاجًا عاديًّا أو زجاج كوارتز.
وأكَّدَت النتائج بقوة وجود اتصالاتٍ خلويةٍ تعتمد على
الفوتونات، ولا تعتمد على الجُزيئات الحاملة للمعلومات.
واستعرض Cifra et al., (2010) تأثير المجال
الكهرومغناطيسي للخلايا على أيضِ وحيويةِ وتكاثُرِ الخلايا؛
فقد بيَّنَت بعض الدراسات وجود توافُقٍ واضحٍ بين الوظائف
الخلوية وانبعاثات المجال الكهرومغناطيسي الخلَوي؛ فقد لُوحِظ
حصول اختلافاتٍ مهمةٍ في المجالات الكهرومغناطيسية لخلايا
الخميرة عند تعرضها لسمومٍ مختلفةٍ أو ضررٍ فيزيائي، أو أثناء
الانقسام الخيطي (Pohl, 1981).
ولُوحِظ حصولُ قمة في الانبعاث الكهرومغناطيسي الخلَوي خلال
عملية الانقسام الخلوي بالارتباط مع عملية إعادة تركيب
الأُنيبيبات الدقيقة
(Microtubules) لتكوين الخيوط
المغزلية، وارتباط الكروماتيدات لتكوين الأُنيبيبات الدقيقة
للحيِّز الحركي (kinetochore)
وكذلك استطالة الخيوط المغزلية أثناء الطَّور الانفصالي. وهذا
حسب الباحثين يُرجِّح دورًا حاسمًا للأُنيبيبات الدقيقة في
تكوين المجالات الكهرومغناطيسية الخلَوية
(Pokorný et al., 2001).
أجرى Marletto et al., (2018) تجاربَ عرَّض فيها
بكتيريا الكبريت اللاهوائية للضوء الكمومي باستخدام نموذج
Dicke. بيَّنَت النتائج حصول
ارتباطٍ قويٍّ بين البكتيريا والضوء عندما يُعامَلان كموميًّا،
ما يشير إلى حصول تشابُكٍ كموميٍّ بين البكتيريا باعتبارها
ثنائية القطب (Dipoles) والضوء
الكمومي باعتباره مذبذبًا توافقيًّا كموميًّا مفردًا
(Single quantum harmonic
oscillator).
(٣-٢) توليد المجالات الكهرومغناطيسية
Generation of electromagnetic
fields
جميع الأشياء الحية وغير الحية تُولِّد مجالاتٍ
كهرومغناطيسية بسبب الإثارة الحرارية لجُسيماتها ذات الشحنات
الكهربائية. المجالات الكهربائية المتولِّدة حراريًّا تكون
عشوائيةً وغيرَ متماسكة. ويبدو أن المجالات الكهرومغناطيسية
المتولِّدة من قِبَل المنظومة الحية هي جزءٌ مُكمِّلٌ من
المنظومة، وهي جزءٌ من العمليات الهادفة لها. إن المنظومات
الحية هي منظوماتُ ديناميكا حرارية مفتوحة، وليست في حالة
توازُن، وبذلك فهي تتمكَّن من تخفيض الإنتروبي (زيادة النظام)؛
ولهذا السبب، فإن الطيف الكهرومغناطيسي لها يمكن أن ينحرف عن
الطيف الحراري؛ وبناءً على ذلك يكون المجال الكهرومغناطيسي
للخلايا متماسكًا كموميًّا يُمكِّن من النقل الكفوء للطاقة
والمعلومات من خلال أنماط التداخُل.
الفعاليات المختلفة في الخلية تترافق مع شحناتٍ تتحرَّك في
المكوِّنات الخلَوية ويمكن أن تُولِّد مجالًا كهرومغناطيسيًّا؛
فقد افترض Fröhlich (1986a,b;
1969) أن المنظومات البيولوجية تُظهِر
تذبذُباتٍ طوليةً متماسكة لتراكيبها المستقطبة كهربائيًّا.
وحيث إن هذه التراكيب تحتوي شحناتٍ كهربائية بالضرورة،
فبإمكانها تحت ظروفٍ معيَّنةٍ أن تُولِّد مجالًا
كهرومغناطيسيًّا عند تذبذُبها. معظم البروتينات في الخلية
تنطبق عليها هذه المواصفات. عند توافُر طاقةٍ تتعدَّى مستوًى
حرجًا تتذبذب هذه التراكيب لا خطيًّا، وتختزن الطاقة بطريقةٍ
عالية التنظيم، وتجعلها تسلكُ سلوك الموصلات الفائقة والموائع
الفائقة، حيث تصبح الجُزيئات متماسكة. مصدر الطاقة هنا هو
الأيضُ والتذبذبُ اللاخطي للمنظومة ينتج عن مجالٍ قويٍّ من
الكهربائية المستقرة. وحيث إن غشاء الخلية يمتلك مجالاتٍ
كهربائيةً مستقرةً عالية جدًّا، جعل
Fröhlich يعتقد أن غشاء الخلية
هو مصدر التذبذُبات وبالتالي مصدر المجالات الكهرومغناطيسية في
الخلية، وأثرها في عمليات تنظيم أو تشويه النمو. وبعد اكتشاف
الهيكل الخلَوي، توجَّهَت الأنظار نحو الأُنيبيبات الدقيقة
باعتبارها تُلبِّي توصيفات
Fröhlich كونها تتألَّف من
وحدَتَي البروتين تيوبيولين (Tubulin) عالية الاستقطاب الكهربائي وتُشكِّل
أنابيبَ طويلة، مجوَّفة بقطرٍ نانوي، تُدار من قِبَل أجسامٍ
مركزيةٍ قُرب نواة الخلية. وتتميَّز هذه الأُنيبيبات بالقدرة
على توالي النمو (من خلال البلمرة) أو التحلُّل (فك البلمرة).
حالة اللااستقرار الديناميكية هذه تُوفِّر مصدرًا ثابتًا
للطاقة من خلال تفكُّك وإعادة تركيب وحدات التيوبيولين الغنية
بِجُزيئات GTP الخازنة للطاقة،
كما يمكن أن تتغذى بالطاقة المتبدِّدة من الميتاكوندريا؛ فمن
المعروف أن كفاءة الميتاكوندريا في إنتاج الطاقة خلال التنفُّس
بشكل جُزيئات ATP حوالي ٤٠٪.
باقي الطاقة سيتبدَّد بشكل ذبذباتٍ تحت حمراء، إضافةً إلى
إشعاعاتٍ تحت حمراء وأشعةٍ ضوئية (Hideg
et al.,
1991). كما تُمثِّل الميتاكوندريا مصدرًا
لمجالاتٍ كهربائيةٍ مستقرة قوية بحدود
١٠٦ فولت/م بسبب تكوُّن تدرُّج
أيونات الهيدروجين. هذا المجال الكهربائي يمكن أن يخترق السائل
الخلَوي حيث تُوجد الأُنيبيبات الدقيقة. ويضيف
Cifra et al. (2010) بأنه صار من الواضح
أن المنظومات البيولوجية المثارة إلكترونيًّا يمكن أن تُولِّد
انبعاثَ فوتوناتٍ فوق الضعيفة في مناطق الأشعة فوق البنفسجية
والضوء المرئي. ويمكن أن يرجع ذلك إلى تكوين جذور الأوكسجين
الفعالة (Reactive Oxygen
Species-ROS) والتي تتكوَّن بشكلٍ كبيرٍ في
الميتاكوندريا. وافترَض Popp
أن اﻟ DNA في النواة هي المصدر
الرئيس للإشعاع المحفِّز أو التلقائي المتماسك كموميًّا بسبب
وجود النكليوتيدات والطاقة المنتجة من أيضِ الخلية.
ويُوضِّح
Popp (1999) الدور
الفعَّال للفوتونات الحيوية داخل الخلية الحية؛ فعلى الرغم من
صغر حجم الخلية حيث إن قطرها في الأحياء الحقيقية النواة هو
١٠مكم، فإنها عالية الفعالية الأيضية حيث يحصُل فيها ١٠٠٠٠٠
تفاعُل في الثانية. وفي كل تفاعُل ثمَّة حاجةٌ لطاقة تنشيطٍ
تُمكِّن من تحوُّل المادة أو المواد المتفاعلة إلى معقد حالةٍ
انتقاليةٍ والذي يتحلَّل في النهاية إلى ناتج. طاقة التنشيط
هذه تكون في مدى الموجات الميكروية إلى فوق البنفسجية (شكل
٨-٥). وبعض أو ربما كل التفاعلات
الكيموحيوية تحصُل من خلال استغلال فوتون من المحيط
الكهرومغناطيسي للخلية. وبعد تنشيط التفاعُل يعود الفوتون إلى
حالة التوازُن للمحيط، ويُصبِح جاهزًا للتفاعُل التالي. إن
فوتونًا واحدًا يكفي لإنجاز ١٠
٩
تفاعلات كيميائية مختلفة في الثانية، كون معدَّل زمن التفاعل
هو ١٠
−٩/ثانية. وهكذا فإن شدةً
واطئةً من الفوتونات قد تكون كافيةً لتسيير جميع التفاعُلات في
الخلية في ظل مُسيِّرٍ يتحكم دائمًا بكل المجال وهو ليس مجالًا
حراريًّا شواشيًّا. علمًا بأنه يتوفر للخلية وفي أية لحظة ما
لا يقل عن ١٠
١٠ إلى
١٠
٤٠ من الفوتونات أكثر مما يتوفر
منها في ظروف التوازُن الحراري. هذا يُفسِّر سرعة بعض
التفاعُلات في الخلية، والتي تفوق كثيرًا تلك التي تحصل في
ظروف التوازن الحراري. وهكذا فإن شدَّات الطيف لانبعاث
الفوتونات الحيوية يجب أن تُعزى لدرجات حرارة الإثارة
(التنشيط)، والتي تفوق كثيرًا درجات الحرارة الفسلجية. وبذلك
فإن الفوتونات الحيوية تؤكِّد كون النظم البيولوجية هي بعيدة
جدًّا عن حالة التوازن الحراري. كما أن الفوتونات الحيوية
تُوفِّر الطاقة اللازمة لتنشيط كافة التفاعلات الكيموحيوية في
الخلية مكانيًّا وزمانيًّا.
وبالنسبة للتماسُك الكمومي لمجال الفوتون ودوره كمُسيِّرٍ
عالي الكفاءة يمكن النظر إلى زمن تماسُك وليكن
١٠−٩ ثوانٍ. في هذا الزمن تقطع
الموجة الكهرومغناطيسية المنبعثة ما يزيد عن ١٠سم. هذه المسافة
هي أطول ١٠٠٠٠ مرة من قُطر الخلية. وبذلك من غير الواقعي
التفكير بانهيار طَور المعلومات ضمن فضاء الخلية. وفي ضوء هذا
التآثُر الكهرومغناطيسي بين الإشعاع (الفوتونات الحيوية)
والمادة الكثيفة ضوئيًّا في الخلية، من الصعب استبعادُ تراكُم
المجال الكهرومغناطيسي الفائق التماسُك لدرجة أن كل جُزيئة في
المنظومة ترتبط بكل جُزيئةٍ أخرى فيها.
ويستعرض Sanders (2017) دور
اﻟ DNA في الاتصالات الخلَوية؛
فهو يعتبر هذه الجُزيئة كبلورة سائلٍ ذاتِ تركيبٍ شبكي،
تتمكَّن من خَزنِ وبَثِّ الفوتونات الحيوية ويُمكِن أن تعمل
كمجالٍ كمومي. ويبرز أهمية الجزء الأكبر (الإنترونات Introns) من اﻟ
DNA في النقل الكمومي
للمعلومات، والذي يُشكِّل ٩٥٪ منها، ولا يشترك في التشفير
لبروتينات أو جُزيئات RNA.
ويعتبر اﻟ DNA كرقاقةٍ
إلكترونيةٍ بيولوجيةٍ معقدة، والتي تحقِّق الاتصالات داخل
الخلية ومع الخلايا الأخرى داخل جسم الكائن الحي.
ويعتبر Sanders (2017) الضوء
على أنه الوسيط الأكثر كفاءةً وسرعةً في نقل المعلومات في
الطبيعة. كما أن خاصية التماسُك الكمومي للفوتونات الحيوية لها
التأثير العميق على قدرتها في نقل المعلومات. من المعلوم أن
موجات الضوء لها تردُّداتٌ مختلفةٌ (تصلح لأن تكون شفراتٍ
مختلفة)، والتي يمكن أن تقوم بتشفير المعلومات من
اﻟ DNA في الفوتونات الحيوية.
وهكذا تُستخدَم الفوتونات الحيوية في استقبال وإرسال ومعالجة
المعطيات الكهرومغناطيسية بطريقةٍ ربما تكون مشابهةً لعمل
الألياف البصرية، مستشهدًا ﺑالباحث (Popp,
2003).
ويذكُر Sanders (2017)
مستشهدًا ﺑ Feldman (2013) أن
تضفير ثمانية شعاعاتٍ من الضوء جعلها تتخذ شكلًا لولبيًّا
شبيهًا بلولب اﻟ DNA والذي
انطلق في الفضاء. في هكذا شعاعٍ لولبيٍّ يُمكِن إرسال ٢٫٦ تيرا
بت/ثانية من المعلومات. ومثل هذا الشعاع اللولبي يمكن أن يمسح
ويُشفِّر أجزاءً من اﻟ DNA
ويُرسِل معلوماتٍ هائلة، ويُضيف بأن تعريضَ أنابيبِ اختبارٍ
تحتوي على DNA إلى ضوءِ ليزر
متماسكٍ كموميًّا تلتفُّ أشعة الليزر حول لولب اﻟ
DNA وكأنها تُقادُ بتركيب
جُزيئة اﻟ DNA
(Kaznacejev & Michailova, 1981;
Garjajer et al.).
اللفافة (Fascia) هي نسيجٌ
رابطٌ يُغلِّف جميع أعضاء الجسم، ما يُوفِّر استمراريةً
تركيبيةً تُسهِم في تكوين الشكل وأداء الوظائف لكل نسيجٍ وعضو
في الجسم. لمنظومة اللفافة وسائلُ اتصالٍ مختلفة تشمل النبضات
الكهربائية بالارتباط أو بمعزلٍ عن الجهاز العصبي. كما تمتلك
اللفافة وسائل اتصالٍ سائلة من خلال وجود شبكة قنوات بوغان (Bonghan ducts) التي
تنقل المعلومات إلى مختلف مناطق الجسم بمعزلٍ عن اللمف والدم.
ويستخدم نسيج اللفافة الجزيئاتِ الأيضيةَ في الاتصالات
النسيجية. كما تستخدم اللفافة العضلية الضغطَ الميكانيكي من
خلال الانبساط والتقلُّص لضبط شكل الخلايا. ولكن تبيَّن مؤخرًا
أن نسيج اللفافة يستخدم وسائلَ اتصالٍ أخرى؛ تشمل الصوت الصادر
عن انزلاق طبقات اللفافة على بعضها، والضوء الذي ينبعث دوريًّا
من قِبَل النسيج وهو بشكل فوتوناتٍ حيوية
(Bordoni et al., 2018). وإن آليات
الاتصالات الخلَوية تعتمد على الفسلَجة وميكانيك الكَم
(Bordoni & Simonelli,
2018).
لقد أكَّد عددٌ من الباحثين تكوُّن وعمل الفوتونات الحيوية
في الجهاز العصبي؛ فقد كشف
Isojima et al., (1995) وجود
الفوتونات الحيوية في شرائح الحصين
(
Hippocampal) في الفئران؛ حيث
تغيَّرَت كثافتها مع النشاط الأيضي للخلايا العصبية. وأظهر
Kobayashi et al., (1999) صورًا لانبعاث
الفوتونات الحيوية في دماغ الفئران وارتباطها بالحالة
الفسلَجية، ونشاط الميتاكوندريا (شكل
٨-٩). كما أكَّد
Kataoka et al., (2001)
انبعاثَ الفوتوناتِ الحيوية في أنسجة دماغ الفئران وارتباطها
بالحالة الفسلجية له. وبيَّن
Salari et al., (2016)
مسئولية الفوتونات الحيوية عن ضوضاء العتمة في شبكية
العيون.
منطلقًا من تصوير انبعاث الفوتونات الحيوية في دماغ الفئران
يعتقد Tang & Dai
(2014) أن الفوتونات الحيوية يمكن أن تلعب
دورًا في نقل المعلومات العصبية، والتي يُمكِن أن تُسهِم في
فهم الوظائف العليا في الدماغ؛ كالبصر والتعلُّم والذاكرة
والإدراك والوعي. وبيَّن الباحثون الدور المحفِّز للكلوتامات؛
وهي نواقلُ عصبيةٌ رئيسة ولتفاعُلات الأكسدة في الميتاكوندريا.
وأكَّد الباحثون أن نشاط الفوتونات الحيوية في الجسم الثفني (Corpus callosum)
والمهاد (Thalamus) من الدماغ
ينشأ من المحاور ونهاياتها، وأن زيادة الفسفرة لبروتين
التيوبيولين تاو يؤدي إلى انخفاضٍ مهمٍّ في نشاط الفوتونات
الحيوية في هذه المناطق. هذه النتائج تُرجِّح نقل الفوتونات
خلال المحاور العصبية، والتي يمكن أن تكون وسيلةً جديدةً لنقل
المعلومات العصبية.
اقترح Kumar et al., (2016) إمكانية أن يكون
للفوتونات الحيوية دورٌ في الاتصالات العصبية كإشارة، إضافةً
إلى الإشارات الكهروكيميائية الأخرى. وافترضوا أن يكون غمد
المايلين للمحور العصبي هو الناقل للفوتونات الحيوية، والذي
يمكِّن من النقل الفائق السرعة للمعلومات العصبية، ويمكِّن من
حل معضلة الترابُط العصبي. وأبرز Wang
et al.,
(2016) أهمية استخدام التقنيات الحديثة في كشف
الفوتونات الحيوية كجهاز تَصويرِ الفوتونات الحيوية
(UBIS) مع جهازِ تحليلِ طيفِ
الفوتونات الحيوية (BSAD) في
توضيح دور الكلوتومات في تحفيزِ انبعاثِ الفوتونات الحيوية
ونقلها في الدماغ. كما أشاروا إلى الحاجة العالية للطاقة في
أنشطة الدماغ في الحيوانات العليا والإنسان باستغلال طاقة
الفوتونات الحيوية ذاتِ الطيف الأحمر القريب من الأشعة تحت
الحمراء في دماغ الإنسان المترافق مع زيادة الذكاء، والذي
يُمكِن أن يُشير إلى اقتصاد الطاقة.