الرواية الشهيرة الوطنية «أحلاهم»
تأليف: أمين صدقي
العرض الأول بتاريخ ٨ / ٢ / ١٩٢٠
العرض الأول بتاريخ ٨ / ٢ / ١٩٢٠
الفصل الأول
[لحن اللوترية]:
الستات
:
فوتي بنا يا دَّلعدي يا مريا لا، نسرح أنا وأنت بلوترية
حاعمل إيه يا ختي البركة، في البهوات دول والأفندية
إحداهن
:
النبي يا اسمك إيه أنت تعالى استفتحني، خدلك نمرة مني وإن كسبت
ابقى فسحني
دانا حليوة وبطة وصغار
الستات
:
مين في خفتنا مين في قيافتنا، يا ختي علينا وعلى بطتنا
عندنا أروام وسمعان والأرمن اللي فضلو، قايس وخدهم بلاش
ﻫزار
أفندية
:
دوله بنات من إليِّ بالك فيهم، شوف المُحن في نِنِّي
عنيهم
الستات
:
ياما بنات زيينا حواليهم، عيال وولايَة بيجروا عليهم
يا أفندية اختشوا إحنا ناس بنجري على عيشنا
الرجالة
:
واحنا كمان بنجري على رزقنا وحشيشنا، أجعصها بنت فيكو تلين
للجنيهات
الستات
:
الذنب والله ماهوش علينا، ورانا أيتام مالهمش لا بابا ولا
نينة
لو كان لنا أهل وكانوا ودونا في مدارس، كنا اتربينا وطلعنا
أمهات
الصعايدة
(تدخل الصعايدة)
:
شوفو لفندي واقف عمَّال يبصبص، حاطط بُدرة وشعره مقصقص
الأفندية
:
دا صعيدي هوَّشه يطلع يجري، ارقعه بكسين خليه يرصرص
الصعايدة
:
اللي يستجري يكلمنا، نقطع له سلك رجبته
ونخلع له قضبان وسطه، وكمان وسط اللي جابته
دا إحنا صعايدة ووش لومان
الستات
:
صعايدة لكن نفوسهم شريفة، لا يغرو حرمة ولا بنت ضعيفة
الجميع
:
عرض البنت يا أفندية هيكل مقدس، صيانته واجبة فوق الملِّة
والإيمان
فوتي بنا يا ادلعدي يا مارية، نسرح أنا وأنت بلوترية
(يخرجون.)
بكير
(داخلًا ووراه عامر)
:
إيه الزيطة دي يا عامر أفندي؟ راح فين عم سليمان البواب؟
عامر
:
أهه جاي أهه يا سدنا البيه (مشيرًا
للخارج).
البواب
(داخلًا من اليمين)
:
نعم، عايزني يا سيدي؟
بكير
:
إيه الزيطة اللي كانت هنا قدام الباب؟
البواب
:
أنا ما كنتش هنا يا بيه، بس كنت في السوق.
بكير
:
أهه ابقى خد بالك ما تخليش حد ملِّي حايجوا يهنوا النهاردة يعملوا ظيطة
قدام البيت، الرجالة يخشوا من الباب ده معلهش والستات من الباب
الوراني.
البواب
:
حاضر يا بيه (يخرج).
عامر
:
ستات إيه ورجالة إيه اللي حايهنوا دول يا سي بكير بيه!
بكير
:
أهه من صباحة ربنا واحنا في خوتة كده النهاردة، حاكم ولادي فاطمة هانم
وزينب هانم وصلوا إمبارح بس من سويسرا، فبالطبع تجي الستات المعارف على شان
تهنيهم على سلامة وصولهم.
عامر
:
آه، بالطبع؛ لأن بقى لهم مدة كبيرة غايبين عن مصر.
بكير
:
أيوة يا سيدي وهم رخرين جولي متفرنجين على آخر استيم.
عامر
:
إزاي بقى طالبين إيه؟
بكير
:
بسلامتها بنتي الكبيرة فاطمة هانم عايزة تتجوز لكن على شرط …
عامر
:
شرط! شرط إيه كمان؟!
بكير
:
قال لازم الراجل اللي عايز يتجوزها يضع كتاب يتضمن الأخطار الصحيحة اللي
تتهدد مصر في أدابها وأخلاقها وحياتها الاجتماعية، ثم يعرض الكتاب ده عليها
وهي تحكم بقى يا تتجوزه يا لأ.
عامر
:
غريبة!
بكير
:
وإن ما كنش العريس بتاعها يستوفي الشرط ده ما فيش جواز.
عامر
:
آه، يعني قصدها تتجوز واحد متنور مفكر، طيب وماله فيها إيه؟
بكير
:
بس أنت راخر، بلا متنور بلا غيره، ما بقاش إلا الإعلان في الجرائد عن
الزواج ده كمان!
عامر
:
وإنما الأخطار اللي تتهدد مصر دي، يعني حاجة عايزة كتب والَّا فلسفة
والَّا تفكير، أهه عندك القمار والحشيش والخمرة واﻟ…
بكير
:
لا لا لا، هي قصدها أخطار غير الأخطار السطحية دي، حاجة تكون بعيدة عن
الفكر.
عامر
:
بقى دي أخطار سطحية!
بكير
:
معلوم سطحية قوي.
عامر
:
طيب خلينا لما نشوف الأخطار البدرونية بقى (تُسمع ضجة في الخارج) الله إيه الجماعة اللي جايين
دول؟!
بكير
:
آه، دول الجماعة المخدمين اللي بعت لهم علشان يجيبو لنا كماررتين
للأولاد، تعالى بنا إحنا على جوة لما نشوف إيه (يخرجان).
(يدخل المخدمين)
[لحن المخدمين]:
إحنا يا سدنا الأفندي المخدمين
مين زيينا شاف غلب وبهدلة مين
الرجالة كانو بياخدوهم على بلاد بره ضايعة
والنسوان عاديك بقت أحوالها جنان
كانت زمان أجعصها خدامة بجنيه تعمل شغلة مِيَّه
حانقول إيه في الحرب وظياطه
خلُّو البلد بقت أندرادو
خلو الكمريرات اللي كانو غلابة
هاصو وظاطو صبح المخدم منا يطبل على بطاطه
كانت الكماريرة من دول في الخدمة
ما فيش عندها وحياتكوا أنتم ولا هدبة
دلوقت تقول كده ما اخدمش
تشخط فيها تفوتك وتمشي مادام مافيش
وسوقها رايح في اليغنيش ما تختشيش
عشان كده أجعص واحد فينا بقى باطه والنجمة
نفضل ورا الخدام من دول بنلف فيه ونسوي له الهول
يا دوبك يتلايم على الماهية يا أفندية وعنها ويالله
ننططه من بيت لبيت وأهي كانت يغمة على الله
والأدهي لما يقع في إيدينا خدام
تبقى المحافظة يا بيه في فورتينه
فيها تشبيه ورخصة وحيرة ومسئولية وداهية كبيرة
وبس فين نجيب يا ناس خدامين منين يا أخي جبتهم البين
يا ريت يا شيخ يحطوهم لنا في التسعيرة
يا رب توب علينا م الكار اللي كده دي عيشتنا مرار
ما دام ما فيش حد بيخدم قولو معنا يا اسيادنا
يا رب كتر لنا من يخدموا مصر بلدنا
احنا يا سيدنا الأفندي …
(يخرجون)
(تدخل الأفرنك من الشمال.)
دعبس
(داخلًا وموجهًا كلامه للخارج)
:
واد يا عطية، أنا راجع لك حالًا أهه بس خلِّي بالك م البهايم، أما نحلق
لنا على سبوبة (يرى السيدات) أمَّا نشوف
الجماعة دول يمكن يكونوا زبايين … صباح الندى، حَمار يا ستات.
إحدى السيدات
:
أنت مافيش فرنساوي.
دعبس
:
فرنساوي! فرنساوي إيه ياخويا؟! ولما أنت فرنساوي أمال خلقتك بولاقي
ليه؟!
خواجة
:
أنت ما فيش فرنساوي
.
دعبس
:
لأ ما فيش فرنساوي، فيه عرباوي يا خدام عشماوي جاتك البلاوي.
خواجة
:
.
دعبس
:
ما كسكوفوديتش ولا حاجة، روَّق خلينا نشوف الأفضل منك دول (لواحدة) راكبه يا مدام.
دعبس
:
اكسان جراف، سيبك أنا أجيب لك حمار اكسان سيركونفلكس.
خرالمبو
(داخلًا بحدة)
:
أخ يا ناس بخت ما فيش برادس ما فيش انتحار ما فيش!
دعبس
(ملتفتًا له)
:
دهدي خواجة خرالمبو!
خرالمبو
:
أوه فري دعبس، أنا شفت النهاردة خاجة خلاني جيتو مجنون.
دعبس
:
طول عمرك، شفت إيه؟
خرالمبو
:
أخ يا دعبس! أنا كنت ماشي دلوقت عند البنك الكريدي ليونيه أخ، أخ ثلاثة
مرة أخ.
دعبس
:
الله، الله، فوق لاشفوطك، شفت إيه قر بالوحدانية؟
خرالمبو
:
أخ يا دعبس! أنا ماشي هناك بعدين شفت واحد تحصلجي بعمة ودقن أبيض شايل
واخد شنطة لازم فيه ورق بنك نوت كثير، أنا مشيتو وراه شوية شوية علشان يجي
بعيد عن الشويش.
دعبس
(مقاطعًا له بتلهف)
:
وبعدين؟
خرالمبو
:
أخ! ينعل دينو البخت المافرو بتاعي، عربيات ستات، خواجات أفنديات بهوات
يجي كده يروخ كده داخ الراجل، دنيشي برادس أخ.
دعبس
:
آه، بقى كنت عايز تلطش الشنطة منه، أما نوري صحيح! طيب وبدال ما تسرق ما
تشوف لك شغلانة وتاكل من عرق جبينك يانخ.
خرالمبو
:
شغلانة فين فري دعبس، أنا وديني إذا كان مش عيب كنت نشتغل في
الخمارة.
دعبس
:
أنهي خمارة! ما أنت بايعها من زمان يا قفا.
خرالمبو
:
الخمارة يعني يسوق الخمار فري.
دعبس
:
آه، لا ما تنفعش.
خرالمبو
:
علشان إيه ما ننفعش؟
دعبس
:
علشان تيجي تسوق الحمار تقول له خاه ما يفهمش منك.
خرالمبو
:
لا برده نسايسه، كل حاجة برده يصلح بالسياسة.
دعبس
:
يا أخي لا، سياسة إيه! دا الكلام دا كان زمان، بص يا ولا يا خرالمبو، مش
ده التحصلجي اللي بتقول عليه؟
خرالمبو
:
فين فري؟ آه، هوَّ بعينه، تعالى نستخبو في الناخية دي لخد ما يروخ بعيد
عن الشويش.
دعبس
:
لا بأس فوت بينا.
خرالمبو
:
يالله يالله اتلخلخ.
دعبس
:
اتلخلخ إيه! الله يلخلخ ركبك.
(يخرجان من الشمال، وتدخل الستات الأفرنك.)
زقزوق
(من الخارج)
:
ما تعرفش إزاي يا نخ أنت! أمال بواب إيه جتك الفت (للمتفرجين) شوفوا الراجل بقى له كام سنة
بواب وقال مش عارف فين بيت الخواجة توم؟!
زقزوق
:
سيل فوبليه! سيل فوبليه ورحمة الله وبركاته، ماتعرفوش يا مزمزيلات فين
بيت الخواجة توم؟
زقزوق
:
أيوة توم، أنا بأدور على عنوانه من صباحة ربنا مش عارف هوَّ فين.
زقزوق
:
إيه، أنتو كمان تايهين بتدورو على بيت الخواجة توم؟
زقزوق
:
آه، كنت زغيب، لا أنا ما أعرفش كنت زغيب، أنا أعرف كنت نسأل، كنتربند
الحشيش، قره قول اللبان، كنت فين يا حلو غايب من زمان.
زقزوق
:
ذو جيب إيه يا حرمة! أنا مش ذو جيب، أنا ذو شنطة.
زقزوق
:
سي توم أيوة هو ده اللي أنا بادوَّر على عنوانه، أمال من الصبح ساكتين
ليه؟
زقزوق
:
مسيو شرش، أيو دا لازم قريب الخواجة توم.
زقزوق
:
تدرس! تدرس إيه يا مزمزيل؟ أنا محسوبك أحمد زقزوق، وأبويا الحاج أبو ستيت
من أكبر أعيان زفتى.
زقزوق
:
بلد، اوعى تتكلمي في البلد بتاعنا، أنتوا البلد بتاعتكم برد ورطوبة وفيها
المية زي الفلاكبرا، لكن إحنا البحر بتاعنا فيه المية فشر الأزوزة
لسباتس.
زقزوق
:
تلويه! هو مين دا اللي تلويه؟ أنا ألوي أبوك كمان.
زقزوق
:
تنشفوه! هو مين اللي تنشفوه يا حرمة؟ أنتوا فاتحين مصمت؟!
زقزوق
:
اخرسي أوعي تقول بجر، بجر قال بجر، الكلام ده كان زمان وجبر.
البواب
(داخلًا)
:
إيه يا خويا إلهيصة دي كلها! دول سواحين دول والَّا إيه؟
المغربي
(داخلًا ومعه الشنطة)
:
هو يا راجل أرواح باغي نسألك.
البواب
:
ودا إيه راخر؟!
المغربي
:
قول لي نحبك توريني فين وكالة النيل.
البواب
:
وكالة النيل! هنا ما فيش وكايل يا أبويا، عليك وعلى سوق المغاربة.
المغربي
:
سوق المغاربة إيه يا ولد الخلعي بن الخلعي.
البواب
:
أخ! دا حا يزمجر.
المغربي
:
باغي توريني وكالة النيل، ما بتعرف فين فندق النيل (بحدة).
البواب
:
دهدي دهدي! طب طول بالك مش كده.
أحد المارِّين
:
الساعة كام يا عمنا؟
المغربي
:
لود مني ينعل بوك.
الرجل
:
أخ دا بينه مغربي تإيه!
البواب
:
إياك تكون عايز لوكندة النيل؟
المغربي
:
وريني وكالة النيل، أنا جي فروك من مصر ونحب ننزل في لوكندة تكون مليحة،
أنا مولاك الحاج بن ساسي بن عبد الحفيظ البرجاسي بن عبد القدوس الدواسي بن
عبد الرحمن الفلاسي.
الرجل
:
دا اسمه زحمة قوي.
المغربي
:
لود يا طحان.
البواب
:
أما نهاوده ونخلص منه، شوف يا حاج بن فاسي، تمشي دوغري أما ننتش الشنطة
منه، وبعدين تحود على أيدك اليمين وبعدين على الشمال وبعدين على إيديك
الاثنين تلاقي اللوكاندة في الوش.
المغربي
:
مليح كتر خيرك يا رقبة، تلود دغري في هادا الزقازق وبعدين نطلع … آه
(يهم يمسك الشنطة لم يجدها).
البواب
:
الله! إيه مالك؟
المغربي
:
الرقبة ولد الحرطان اللي كان هنا هو اللي خوني وسرق الشنطة بتاعي.
البواب
(ناظرًا)
:
إيه؟ سرق إيه؟ الشنطة بتاعتك؟
المغربي
:
شنطتي شيكارتي، إذا أنا حكمته بنفسي نقص له دماغه.
البواب
:
روح قص دماغينه حتى عمره أنا ماليش دعوى (يهم
بالخروج).
المغربي
(يمسكه)
:
ليه بتقول مالكش دعوى؟ أنا نبغي الشنطة بتاعي، يا أكحل يا زلمة يا
قران.
البواب
:
قران إيه يا سيدنا بس أنا مالي أنا؟!
المغربي
:
أنت كنت واقف تهدر معاي لما اتسرقت الشنطة بتاعي لازم أنت شريك مع الخاين
اللي خوني شيكارتي.
البواب
:
يا سيدي أنا في عرضك ما تجبليش تهمة.
المغربي
:
أنا نبغي شيكارتي حالًا وإلا تراني نشرب من دمك يا محروق يا ولد
المحروق.
البواب
:
الحقوا يا ناس! الحق يا شاويش!
العسكري
(داخلًا)
:
خبر إيه الزيطة أنت وهو؟
المغربي
:
تعالى يا أرواح يا عساس! روح معي لدار الكومسير مع هادا الخاين.
العسكري
:
خاين إيه يا أخي سيبه، دا البواب بتاع البيت دا، أنت جنسك إيه؟
المغربي
:
هاي دا الراجل أخوني الشكارة بتاعي.
العسكري
:
شيكارة إيه وجبس إيه أنت جاي من أنهي عمارة؟
البواب
(للعسكري)
:
أصل العبارة يا أفندي إن الراجل ده كان واقف بيسألني عن لوكاندة النيل،
وبعدين زي ما تقول واحد سرق منه الشنطة بتاعته قام مسك فيَّ أنا.
المغربي
:
اتفضل يا سيدي الراجل ها دا كان واقف معاي كي سرقوا الشنطة بتاعي.
البواب
:
قال يمسك فيَّ أنا علشان كنت واقف وياه، قال لمَّا انسرقت منه
الشنطة.
العسكري
:
إي، بقى على كده لو كنت أنا اللي واقف معاك وقتها، كنت بردك تقول إني أنا
شريك وياه! جاك سماد العدس لمَّا يلهلبك.
المغربي
:
أنا الأمير بن فاسي تابع الدولة الفرنساوي.
العسكري
:
انست يا تابع، وأنا سيد أحمد عويس الخلنجاتي تابع الحكومة
المحلاوي.
البواب
:
هو كل واحد حماية يتبلى على الناس؟!
العسكري
(للبواب)
:
هس اخرس أنت (ملتفتًا للمغربي) وأنت
عايز إيه بقى دلوقت، حا تمشي لحالك وتسيب الراجل وإلا تمشي قدامي على
القسم.
المغربي
:
لود معي على دار الكوميسير.
العسكري
(يسحبه)
:
يالله امشي قدامي.
المغربي
:
جيب معي هاك الخاين الطحان (مشيرًا على
البواب).
العسكري
:
يالله، وأنا مش مالي عينك، عايز تسيِّب الراجل بوابته! امشي إحنا فيه
تنبيهات حرمه علينا (ضجة في
الخارج).
العسكري
:
ودول إيه كمان دول؟
البواب
:
دول الجماعة الكمسارية بتوع الترمواي معتصبين.
العسكري
:
يالله خليني أرجع أشوف شغلي.
(تدخل الكمسارية)
[لحن الكمسارية]:
إحنا الكمسارية يا بيه بتوع الترمواي، كانت حالتنا عاديك
بالبين
صوتنا اتنبح وياما قلنا جاي، ما حد قال أنتو فين
الغلابة اللي زينا ياكلو منين، ليه غيرنا يكسب على قفانا
واحنا ولادنا تدور جعانة، شقيانين وكل ده وقال ماحناش
عاجبين
واحنا من غير تواني حطينا قلوبنا على بعض ورحنا لك
معتصبين
ياما شفنا المر ياهوه م المفتشين، اللي بيتلككولنا على
الغرامات
دا شيء وحش ذي اللي مسلطين، نيجي يوم القبض من سكات
نلقى ثلاث أربع الماهية خصومات، وفوق كل ده بلوة العيال
اللي بتتشعبط لنا م الشمال، طول النهار ذي اللي بنلعب
كيكة يا بيه مع الصغار، يتنططوا لنا ويتلعبلوا لنا
وإذا قام واد منهم اتعور، يخدوا الكمساري م الدار للنار
أدي إحنا اعتصبنا يا دوبك شهر يا بيه، العربجية بقم فيه
متفرعنين
والفقير حفي ودابت رجليه، وسوارس خيلها مدروخين
تبقى رايح الشاطبي، تلاقي نفسك في راس التين
يا أخونا رضا طلابتنا عادلة، دول كانوا مستخسرين فينا
بدلة
زيينا مين شاف بهدلة وتمرميط مين
وادحنا فوزنا ورفعنا بوزنا، أوعم تستهتروا بالضعفا مدام قلوبهم
متحدين
خرالمبو
:
هو راخ فين فري؟
دعبس
:
أهه جاي تاني على هنا أهه، دا بينُّه تايه وبيسأل عن بيت واحد اسمه
الخواجة توم والَّا ما أعرفش إيه.
خرالمبو
:
بقى أنت عرفت كل الترتيب اللي قلت لك دلوقت عليه؟
دعبس
:
عرفت كل حاجة.
خرالمبو
:
وعرفت إيه الاسم بتاعه وهو بيتكلم ويا الستات السواحين؟
دعبس
:
أيوة يا أخينا اسمه أحمد زقزوق وأبوه بيقول اسمه الحاج أبو ستيت من أعيان
زفتى.
خرالمبو
:
برافو دعبس.
دعبس
:
إنما قول لي بقى، مش زي ما اتفقنا النص بالنص؟
خرالمبو
:
مظبوط.
دعبس
:
أيوة أحسن أنا لحد دلوقت ما شفتش منك العمى.
خرالمبو
:
من عيني دي وعيني دي.
دعبس
(ناظرًا للشمال)
:
أيوة خد بالك أهه جاي أهه.
خرالمبو
:
اسمع قبلة فري، أنا خايف يمكن يكون خد باله منا، امسك أنت البرنيطة
والجاكتة بتاعي دي واديلو أنت البرنيطة بتاعك.
دعبس
:
لا والله ألا واد فراري، البس يا عم البس.
زقزوق
(داخلًا)
:
والله طيب على عنوان الخواجة توم دا راخر، أنا مالي، أنا أروح البنك أقول
لهم مالوش بيت والبنك يصطفل منه له.
خرالمبو
(متقدمًا لزقزوق بحفاوة)
:
أوه عم زقزوق ازيك سلامات.
دعبس
:
أهلًا أبو زقزوق، إش حالك كده يا والدي طيبون؟
خرالمبو
:
وحشتنا فري، فين من زمان؟
دعبس
:
إزاي الجماعة عندكو في البلد؟
خرالمبو
:
فين أيام زفتى الحلوة فين!
زقزوق
:
ديهدي ديهدي ديهدي (لدعبس) أنت مين
قبلة يا أخينا.
دعبس
:
الله الله نستني قوام أنا محسوبك محمد دعبس.
زقزوق
:
إيه اسمك إيه محمد دعبس، محمد دعبس والَّا محمد جورج.
دعبس
:
يا راجل جورج إيه؟ أنا زيك موحد بالله.
زقزوق
:
موحد بالله! أمال مال نصك الفوقاني ارتزكس ليه؟!
خرالمبو
:
سيبك من دي فري.
زقزوق
:
هي، وأنت مين أنت كمان؟
خرالمبو
:
أنا محسوبك الخواجة خرالمبو.
زقزوق
:
اسفخص، روح من وشي بقى بلا قرف، امشي روح جتك داهية ريحتك وحشة!
خرالمبو
:
يا سلام! برده تمللي أنت زي زمان تحب الهزار.
زقزوق
:
إيه هو يا خويا اللي أحب الهزار، شوف الخواجة بيستغفلني الحمار!
خرالمبو
:
إزاي نستني قوام فري؟
دعبس
:
حد يا خويا ينسى أصحابه وأخواته كده قوام؟
زقزوق
:
أصحابه إيه وأخواته إيه يا خويا! أنتوا تعرفوني منين بس؟
خرالمبو
:
فري مين ما يعرفش حضرتك في الدنيا؟!
دعبس
:
قول له يا سيدي.
خرالمبو
:
أنت هليهلي وراجل طيب.
دعبس
:
وصالح.
زقزوق
:
صالح مين يا سدنا؟ أنا اسمي أحمد.
دعبس
:
لا يعني أنك أمير وابن عز.
زقزوق
:
ابن عز؟ أبدًا أنا ابن فاطمة.
خرالمبو
:
أيوة تمام، حضرته ابن ناس كويسين، وإزاي خالتك؟
زقزوق
:
خالتي إيه يا راجل يا تستوس أنت؟ أنت منين تعرف خالتي؟
دعبس
(يضحك)
:
دا مش فاهم، بيقول لك إزاي حالتك، ومن حق إزاي والدك الحاج أبو
ستيت؟
خرالمبو
:
دي أكبر واخد من الأعيان في زفتى.
زقزوق
:
عجايب! أنت تعرفه؟!
دعبس
:
ودا اسمه إيه الراجل اللي كان تملي وياه ده؟
زقزوق
:
آه، عم سيد أحمد العزقلاني.
دعبس وخرالمبو
:
أيوة مظبوط.
زقزوق
:
يا خويا دول عارفين كل الفامليه، أش حالك، إزاي المزاج، مشتاقين، طيبون،
انسونا، وحشتونا، وقصدكوا إيه بقى؟
دعبس
:
قصدنا نسلم عليك وبس.
خرالمبوا
:
بقى إحنا أكلنا منك حته؟
دعبس
(لخرالمبو)
:
أنت رايخ تضربه وإلا إيه؟
خرالمبو
:
أنا نكسر رأسه على شان دي كلامه فارغ.
دعبس
:
تكسر رأسه! دا اللي يتعرض له أنا أخرب بيته (يهم يمسك الخواجة).
زقزوق
(بسلامة نية)
:
اوعى أنت يا سي دعبس أنا أهوشه لك وأهوش أبوه كمان.
خرالمبو
:
امشي فري ابن كلب، اينا ديو ثريا تسرا.
زقزوق
:
تسرق! تسرق مين؟ امسك يا واد الشنطة وأنا أخلص لك عليه.
خرالمبو
(لدعبس مشيرًا إليه بالخروج)
:
فري خمار اينا ديو بندي أختوه (يخرج
دعبس).
زقزوق
:
اخرس أخته في بوز أبوك راجل ما تختشيش! قال أخته قال الراجل القبيح، وأنت
منين تعرف أخته؟ ده راجل طيب وابن حلال، أخته قال أخته، الله ينعل أبو
أخته، شوفو الجماعة المغفلين دول أولاد الكلب كانو فاكرين إن الشنطة عمرانة
يا أخي بركة. اللي ما فيهاش غير كام وصل من بتوع الإيجار وأدحنا. ولكن
دلوقت حاروح أقول إيه للبيه اللي بأشتغل جابي عنده؟ يمكن يسيء ظنه فيَّ؛
لأنه راجل عنيد قوي وقليل إن ما حبسني كمان، آه ياني دلوقتي حادور على ثوم
والَّا على الشنطة والا على أخته؟
المغربي
:
كيف أخته أنا نبغي الشنطة.
زقزوق
:
الشنطة خدها أخته.
المغربي
:
والله بالله يا سلال يا ولد السلال لا نتركك إلا يا تسلمني الشنطة يا
أخته.
زقزوق
(بخوف)
:
أخته زاغ ويا الخواجة خرالمبو.
المغربي
(وهو يخلع بنابه)
:
كيف خرالمبوا يا وسخ يا ولد القرانة، وحق سيدي عبد السلام لعظيك دوسة هي
واحدة (يهجم على زقزوق).
زقزوق
(يستغيث بالبوليس)
:
يا شاويش!
العسكري
(داخلًا)
:
خبر إيه الزيطة دي أنت رجعت تاني؟!
زقزوق
:
امسكه يا شاويش باشا.
المغربي
:
كيف يمسكني يا سلال والله مايتركك إلا يا بيعطيني الشنطة يا تسلميني
أخته.
العسكري
:
اخرس أخته في عينك ما بقاش إلا الكلام الفارغ ده، دور تقول لي الشنطة وما
بقاش إلا تسب الراجل وتقول له سلميني أخته وأنا واقف ولا تختشيش.
زقزوق
:
أخته نتش الشنطة وفك.
العسكري
:
اسكت أنت، أنا عارفه، دا قبل دلوقت كان متهم البواب بتاع البيت ده
(مشيرًا على المنزل) إنه سرق الشنطة
بتاعته وأخدته وديته القسم وجناب المأمور عرفه أنه راجل مغربي نصاب من بتوع
نفتح الكتاب، وعم بيدعي للناس إنه واحد أمير من بتوع الغرب.
زقزوق
:
يالله جرجر لازم تعمل له محضر نصب واحتلال.
العسكري
(للمغربي)
:
هِم قدامي والله ماني سيبك.
المغربي
:
اتركني يا عساس قلت لك أنا حماية.
زقزوق
(وهو يدفعه للخارج مع العسكري)
:
امشي بلا حماية بلا ديولو دلوقت ما فيش لا صغير ولا كبير (يخرج المغربي ويا العسكري، وزقزوق يرى كاكولة
المغربي فيأخذها) ديهدي ديهدي الراجل نسي فروته القران، إنما
إحنا مش في كده دلوقت ما دام راحت الشنطة بدال ما يشكوا في وأجيب لنفسي
تهمة أنا حتخفى وأعمل مغربي وأهه على رأي المثل صنعة في اليد تغني عن القرف
(يلبسها) مضبوط تمام بس ناقص
الكلام.
البواب
(داخلًا)
:
أنت لسه هنا؟ يا شاويش (يقترب منه ويحقق في
وشه) أنت إيه؟
زقزوق
:
أنا الحاج قاسي المغربي الفاسي.
البواب
:
ده فاتورة ثانية.
زقزوق
:
اخرس يا قران يا ولد الفرانة يا طحان يا ولد الطحانة ينعل أبوك وأخوك
وحموك وفوك من زفتى لبنها لصفت البلوك، أما نهرب لا يجي الشاويش يرازينا
(يخرج).
البواب
(ضاحكًا)
:
دا مغزبي ده إيه يا خويا؟!
أم أحمد
(داخلة)
:
قطيعة تقطع الخدمة وسنينها، قال يسرقوني قال، أنا لازم أثبت شرفي.
البواب
:
الله ست أم أحمد مالك بتعيطي ليه كفى الله الشر؟
أم أحمد
:
قال يا خويا الست الكبيرة راح منها عروسة برقع، وكل البيت مليان خدامين
ومش لاقية حد تتهمه إلا أنا.
البواب
:
بعد الخدمة دي كلها وتتهمك في عروسة برقع! بعد الشر عليك من كده
ما تعيطيش، آدي آخر الخدمة، وكنت رايحة فين؟
أم أحمد
:
رايحة أدور على واحد من الجماعة الضمارين اللي بيفتحوا المندل، لازم أبرئ
نفسي يا خويا، ما بقاش ناقص عليَّ إلا السرقة كمان!
البواب
:
يالله أنا أروح وياك أدور لك على واحد يالله قدامي (ضجة من الخارج) ودول إيه دول كمان؟
أم أحمد
:
دول الجماعة نسوان الخط على خدامين الجيران اللي جايين يهنوا بنات البيه
بتاعنا علشان جم أمبارح من بلاد بره.
البواب
:
اتفضلو يا ستات اتفضل يا أخينا.
[لحن الاستقبال]:
أهه ده يوم سعدنا، غنوا وهيصو يا حبايب
البدر اسم الله أهه لاح، بعد ما كان غايب
فيش خفافه ﮐدا، فيش جمال بعد ده
دا النهاردة يوم سعيد، وليلتنا ليلة عيد
اللي جيتونا بالسلامة
البنات
:
زقططو وافرحو، هيصم واتبحبحو
بكره نفرح ونرجع، كل شيء في مطرحه
شوف كام سنة غيبنا عنكم، وأنا على نار
تممنا درسنا مهما غيبنا، مش ممكن ننسى أولاد جنسنا
الجميع
:
أهه ده يوم سعدنا، غنوا وهيصو يا حبايب
البدر اسم الله أهه لاح، بعد ما كان غايب
فيش خفافه ﮐدا، فيش جمال بعد ده
دا النهاردة يوم سعيد، وليلتنا ليلة عيد
اللي جيتونا بالسلامة
البنات
:
سافرنا أوروبا وجينا، ياما شفنا ياما رأينا
حبونا وحبناﻫم، والكل عطفو علينا
لكن الحب ده على رأي العدا، دا كلام مدنية اشتراكية
والله ما في حب أحسن من حبك يا وطني
الجميع
:
أهه ده يوم سعدنا، غنوا وهيصو يا حبايب
البدر اسم الله أهه لاح، بعد ما كان غايب
فيش خفافه ﮐدا، فيش جمال بعد ده
دا النهاردة يوم سعيد، وليلتنا ليلة عيد
اللي جيتونا بالسلامة
سمحة
:
دي بلادنا خيرها علينا، افتقرنا أو اغتنينا
مهما اتغربنا عنها، نحبها زي عنينا
دي أبونا وأمنا، ملناش عنها غنى
دا الغريب، في ندامة وصدامة
يا رب جيب لنا اللي غايبين بالسلامة
الجميع
:
أهه ده يوم سعدنا، غنوا وهيصو يا حبايب
البدر اسم الله أهه لاح، بعد ما كان غايب
فيش خفافه ﮐدا، فيش جمال بعد ده
دا النهاردة يوم سعيد، وليلتنا ليلة عيد
اللي جيتونا بالسلامة
الفصل الثاني
بكير
(داخلًا وبيده خطاب)
:
أمَّا غريبة دي!
عامر
(داخلًا)
:
خبر إيه؟ جري إيه؟ فيه حاجة؟
بكير
:
حاجة إيه! اتفضل يا سيدي آدي ثالث جواب الجمعة دي بس من واحد مغربي ردًّا
على إعلان الزواج اللي نشرته بنتي فاطمة هانم في الجرائد المجنونة
دي!
عامر
:
غريبة مغربي مغربي؟!
بكير
:
أيوة يا سيدي، وبيقول في عنوانه أنه أمير من أمراء المغرب والَّا إيه،
اتفضل شوف اسمه قد إيه (يعطيه
الجواب).
عامر
(يتناول الخطاب)
:
يا سلام الحاج بن قاسي بن عبد الحفيظ البرجاسي … بقى يعني فاطمة هانم
لازم تنفذ رغبتها كده!
بكير
:
والداهية إني مش قادر أخالف، وكل ما بيطلع في فكرها أي شيء لازم تنفذه،
أناحاتجنن يا عامر أفندي.
عامر
:
لكن لحد دلوقت لسه ما حدش تقدم للامتحان؟
بكير
:
أهه بسلامته الأمير المغربي اللي بأقول لك عليه ضارب معاد؛ علشان يجي
النهاردة يقابلني أنا وبنتي ويتناقش ويانا بخصوص الأخطار اللي تهدد
مصر.
عامر
:
ديهدي! طيب وإش عرَّف المغربي ده بأخطار مصر والَّا أخلاق أهلها والَّا
حياتها الاجتماعية؟
بكير
:
أنا عارف! أهه كان بيقول في جوابينه اللي فاتوا إنه في الجماعة
المستشرقين والفلاسفة الكبار، وأنه عارف شيء كثير عن أخلاقنا
وعادتنا.
عامر
:
آه، إذا كان كده ربما ينجح في الامتحان.
بكير
:
أهه ده اللي أنا خايف منه؛ لأن الراجل ده لو فرضنا ووفى الشرط اللي
مشترطه بنتي في جوازها بالطبع حاياخدها معاه الغرب ويعيشها في بلاد، مين
عارف أخلاق أهلها جنسها إيه؛ علشان كده بعت أول إمبارح جواب للأمير المغربي
ده بأننا عدلنا عن الزواج.
عامر
:
طيب وفاطمة هانم بنتك لما دريت بكده قالت إيه؟
بكير
:
هوه … دي كانت زي المجنونة؛ وعلشان أهدي عصبيتها وعدتها بالكدب أني حابعت
للمغربي ده جواب تاني أدعوه فيه وأديني لا بعَت ولا عملت، وأهه ميعاده
النهاردة.
عامر
:
يا أخي برضك نستقبله وبعدين نشوف طريقة لتوزيعه، ماتزعَّلش نفسك هو
الجواز بالنبوت؟!
بكير
:
حاكم بنتي بسلامتها فاكرة أن أمير ذي ده يعني ذي ملك آه (ينظر جهة الكواليس) وأدي حضرة الست مراتي
الملحوسة جاية على هنا أهه.
عامر
:
أما أستأذن أنا يا بيه.
بكير
:
طيب انتظرني في السلاملك تحت يا ساتر يا رب.
الست
(داخلة بحدة)
:
إيه رأيك بقى يا ادَّلعدي أنا عايزة عروسة البرقع اللي انسرقت من تحت
الأرض لازم ما فاتتش الولية أم أحمد النورية دي، دي حاجة تذكار عندي من ستي
وتسوى فوق الخمسين جنيه.
بكير
:
طيب، هدي أخلاقك بس، مش بتقولي فتحولك المندل ديك النهار؟
الست
:
أيوة فتحوه لكن ما عرفناش حاجة، وأديني بعت أم أحمد كمان النهاردة؛ علشان
تشوف لنا واحد مغربي دمَّار تاني.
بكير
:
طيب وأنا حاعمل لك إيه بقى؟
الست
:
تعمل لي إيه يعني إيه! والله لأكون رايحة أجيب واحد أنا بنفسي، لازم أفضل
أفتح كده في منادل لحد ما أعرف مين سرق العروسة أنا أعرف شغلي (تخرج).
بكير
(ضاحكًا ببرود)
:
بيضوها، هي والله ما بقى حد بيضوها إلا أنا، دلوقت حاعمل إزاي في بنتي
وتشبثها في حكاية الأمير المغربي ده راخر؟ وأديني لا بعثت له ثاني علشان
يجي ولا حاجة، إيه العمل يا ناس؟
أم أحمد
(داخلة)
:
آه، هي فين أمال الدلعدي الست الكبيرة يا سيدي أما أثبت شرفي قدامها
حالًا.
بكير
:
أهه راحت تلبس في أودتها، بس أوعي تكلميها دلوقت أحسن عصبيتها
طالعة.
أم أحمد
:
طالعة والَّا نازلة مش شغلي، أديني رحت جبت لها النهاردة كمان واحد من
بتوع أبو معشر لأجل ما يفتح لها المندل ويثبت شرفي، يا ندامة! مابقاش إلا
السرقة كمان!
بكير
:
واحد من بتوع أبو معشر إيه ده مغربي؟
أم أحمد
:
أيوة مغربي لكن كلامه ما ينزلش الأرض أبدًا.
بكير
:
وإزاي شكله نضيف كويس؟
أم أحمد
:
زي الفل، عيني باردة عليه.
بكير
:
إش، اندهيله هنا قوام اندهي له (يدفعها
للخارج).
أم أحمد
:
أهه أما أبعته لك هنا على بال ما أروح أجيب البخور أنا وأجي (تخرج).
بكير
:
ياما أنت كريم وحليم يا رب، أهه المغربي الدجال ده ربنا بعته لي؛ علشان
يخلصني من الورطة اللي أنا موحول فيها، دلوقت ما عليَّ إلا كوني أتفق مع
المغربي ده وأبرطله وأحله محل دكهه، وبنتي بكل تأكيد لما تستاء منه تروح
مغيرة أفكارها على طول.
فاطمة
(داخلة)
:
هي يا بابا، هو ميعاد الأمير المغربي جاي الساعة كام؟
زينب
:
نقدر نوصل أنا وأختي لحد أنو Ano.
بكير
:
خازوق! هي، أيوة، لأ (على حدة) لا
بعدين يعترو في صاحبنا وهو داخل وأنا لسه ما اتفقتش وياه.
زينب
(لفاطمة)
:
الله! إيه ماله بابا بيكلم نفسه؟!
بكير
:
لا مافيش، بس مش داخلين عند أمكو شوية في أودتها؟
فاطمة
:
لا لا مافيش لزوم.
بكير
(على حدة)
:
خازوق! يا ساتر استر يا رب، يا ساتر (فاطمة
وزينب يتجهان نحو الباب).
زقزوق
(داخلًا)
:
يا ساتر.
بكير
:
آه، اتوحلنا!
فاطمة وزينب
:
إيه ده؟
بكير
:
أما نطلع فيها.
فاطمة
:
مين حضرته يا بابا؟
بكير
:
هي! حضرته، إزاي، ما تعرفيش مين حضرته؟! حضرته الأمير مولاي مين … راح
فين جواب المغربي (يبحث في
جيوبه).
فاطمة
(لزقزوق)
:
مين ده؟
زقزوق
:
مين … مين، ما ترد يا سيدنا (على حدة)
فين الولية اللي جابتني؟
فاطمة
:
اسمه بين إيه؟
زقزوق
:
بين، بين إيديكم.
بكير
(لزقزوق هامسًا)
:
لأ لأ.
زقزوق
:
بين … بين البنين.
فاطمة
:
الله! الاسم، الاسم إيه؟
زقزوق
:
هي اسم إيه وكركون إيه!
بكير
:
يا سيدي لا الهوانم بيسألوك عن اسمك (هامسًا) الحاج بين قاسي.
زقزوق
(مكررًا)
:
الحاج بين فاسي (لبكر) إخص يعني
مالقتليش إلا الاسم اللي ريحته وحشة دي؟
بكير
:
وحشة إيه يا أخينا (هامسًا) قاسي قاسي
قول زيي.
زقزوق
:
قاسي قاسي على عيني وراسي.
فاطمة
:
مغربي إيه ده؟
زينب
:
إحنا تشرفنا يا مولاي.
زقزوق
:
مولاي (يلتفت حواليه) مين مولاي يا
ستي؟
زينب
:
الله حضرتك!
زقزوق
(للمتفرجين)
:
اوعى يكونوا فاكريني صلاح الدين!
فاطمة
:
أمير إيه ده يا بابا؟! دا كلامه بلدي خالص!
بكير
:
لا مأهه حاكم مولاي قعد مدة طويلة في مصر.
فاطمة
:
آه علشان كده (على حدة) لأ أنا حاغير
رأيي.
بكير
(هامسًا لزقزوق)
:
قول لهم حاجة يا أخي، أنستونا مثلًا.
زقزوق
(مكررًا)
:
أنستونا مثلًا.
فاطمة
:
إيه أنت موافق على الجوازة دي يا بابا؟
زقزوق
:
أيوة يا ماما.
بكير
(هامسًا)
:
لا يا أخي مش أنت.
فاطمة
(لزقزوق)
:
وأنت يا مولاي موافق؟
زقزوق
:
أنا أوافق على كل حاجة.
بكير
:
دا غبي قوي أعوذ بالله!
فاطمة
:
لازم حضرته مش فاهم مين.
بكير
:
لأ فاهم كويس يا سلام!
زقزوق
(مكررًا)
:
لا فاهم كويس يا سلام!
فاطمة
:
بقى يعني موافق حضرتك؟
زقزوق
:
هي، بس حاوافق على إيه؟
فاطمة
:
على الجواز والشرط بتاعه.
زقزوق
:
شرط إيه ومزع إيه؟
بكير
:
مش أنت جنابك كنت جاي علشان تقرأ فاتحتها؟
زقزوق
:
فاتحة إيه وقفلت إيه! أنا مالي، أنا جاي نفتح المندل وبس.
بكير
(هامسًا)
:
طيب هس هس.
فاطمة وزينب
:
إيه بيقول إيه؟
بكير
:
لا ما تاخدوش بالكم كل المغاربة أخلاقها كده.
فاطمة
:
يا سلام! حضرتك مغربي أصلي والَّا …
زقزوق
:
لا مغربي كدهب نفتح الكتاب ونضمر ونخط الودع ونشوف.
زينب وفاطمة
(لبعضهما)
:
إيه بيقول إيه ده (يضحكون).
بكير
(هامسًا)
:
يا أخي قول لهم حاجة غير كده، مخ وسخ، اسفخص!
زقزوق
(مكررًا للبنتين)
:
مخ وسخ اسفوخص.
فاطمة
(باستغراب)
:
مين اللي مخه وسخ؟!
زينب
:
إيه، اسفوخص على مين؟
زقزوق
:
على أبوك اللي وحلني الوحلة المهببة دي.
فاطمة
:
أمَّا عجيبة دي! حضرتك أمير أمير؟!
زقزوق
:
أيوة أمير وابن حلال خالص.
بكير
:
لأ يعني أمير من أمراء المغرب؟
زقزوق
:
من أمراء المغرب! لا من أمراء صفارى شمس.
بكير
(على حدة)
:
يادي الداهية السودة!
فاطمة
:
وإيه اسم اللوكاندة اللي جنابك نازل فيها، النيل؟
زقزوق
:
النيل! أنا نازل في المالح مش النيل (فاطمة
وزينب يضحكون) يا ولد يا ولد!
بكير
(وهو يزغد زقزوق من الخلف)
:
مش كده أمال مش كده.
زقزوق
(مقلدًا بكر ويزغد فاطمة وزينب)
:
مش كده أمال مش كده.
فاطمة
(باستغراب)
:
الله إيه دا؟
بكير
:
ده مصيبة، أما نزوغه لاننفضح (للستات)
من حق روحي يا فاطمة هانم أنت وزينب هانم خلوهم يحضروا السلاملك
لمولاي.
فاطمة وزينب
:
حاضر يا بابا.
فاطمة
(خارجة)
:
بردون يا مولاي (يخرجان).
زقزوق
(لبكر)
:
مولاي إيه وعروسة إيه، فهمني إيه العبارة!
بكير
:
العبارة يا سيدي إن بنتي الكبيرة اللي كانت هنا دلوقت طالبين
نجوزها.
زقزوق
:
طيب وأنا مالي؟
بكير
:
مش الغرض، الظاهر عليك أنت راجل طيب.
زقزوق
:
طيب لكن مش فاهم حاجة.
بكير
:
أنا أفهمك، بقى النهاردة كان جاي لنا هنا واحد أمير مغربي عايز يتجوزها
فأنا عملت كل ترتيبي ومنعت حضوره، وأهه دلوقت إن خدمتني وحليت نفسك محله
أديلك اللي تطلبه.
زقزوق
:
لو حليت نفسي! لو حليت نفسي إزاي! أحط بدرة؟!
بكير
:
لا لا.
زقزوق
:
نتخطط؟
بكير
:
لا لا.
زقزوق
:
نتحمر؟
بكير
:
لا لا.
زقزوق
:
أرقص عشرة؟
بكير
:
لأ يا سيدي تعالى ويايا أما أفهمك على رواقة (ضجة من الخارج).
زقزوق
:
إيه دا؟
بكير
:
دي بشاير الاحتفال اللي كنا أعديناه للمغربي إياه.
زقزوق
:
طيب فوت فهمني إيه العبارة (يخرجان).
بكير
(داخلًا ومعه زقزوق)
:
بقى فهمت مني كويس أنت دلوقت أمير مغربي.
زقزوق
:
أيوة بين فاسي.
بكير
:
لأ يا سيدي فاسي إيه، بين قاسي، أهه دلوقت كل ما تيجي بنتي وتسألك عن
أخطار ما أخطارش والَّا غيره تروح مهجص لها كلمتين لحد ما تضايق منك وتروح
طرداك.
زقزوق
:
أنا أضايق لك أبوها.
بكير
:
لأ يا سيدي هي بس.
زقزوق
:
لكن أخطار ذي إيه؟
بكير
:
اللي يعجبك حشاشين خامورجية، حانوتية، خمارتية، المقصود أنا بعثت جبت لك
جماعة ممثلين وممثلات علشان كل ما تقول على حاجة أخليهم يمثلو لك الفئة
اللي أنت تحب تعرضها على بنتي، فهمت كويس؟
زقزوق
:
خليها على الله.
بكير
:
آه، أهم البنات جايين أهم، خد بالك واتنفخ.
فاطمة وزينب
(داخلتان)
:
يا سلام! مولاي بقى شيك خالص!
بكير
:
أيوة لأنه كان لابس هدوم السفر، يا أخي أنت من الغرب انتفخ نفخة
غربية.
زقزوق
:
هو إحنا جاب لنا الكافيه غير النفخة الغربية!
بكير
:
أنا اتباحثت مع مولاي وجدته عالم كبير وفيلسوف هايل خالص.
فاطمة وزينب
:
عال عال!
بكير
:
أهه مولاي عمل كشف بالأخطار اللي تتهدد مصر في أخلاقها وأدابها وحايخليكو
تستعرضوا كل فئة تمثل لك الأخطار دي بأحلى مظاهرها.
فاطمة
:
أيوة برافو.
زقزوق
:
شوفي يا ست، من جهة الأخطار بلادنا فيها بلاوي كثير خالص.
فاطمة
:
زي إيه مثلًا؟
زقزوق
:
في جماعة اسمهم البلطجية.
فاطمة
:
والبلطجية دول إيه؟
زقزوق
:
البلطجية دول يعني الشبان اللي مالهمش شغلانة غير كونهم يتخرفوا ويتخططوا
ويحطوا بدرة ويفسدوا أخلاق البنات ويتاجروا في أعراضهم، فإزاي الحكومة
سيباهم؟!
فاطمة
:
وهم فين دول؟
بكير
:
اتفضل نبعت لهم يا مولاي.
زقزوق
:
قول لي هم الممثلين دول بيقعدوا في أنهي قهوة؟
بكير
:
يا أخي كل الممثلين منتظرين بره، بس قل لهم أنا عايز الجماعة البلطجية
(يخرج زقزوق).
فاطمة
:
إيه بيقول إيه مولاي؟
بكير
:
بيقول إنه معجب بنباهتك خالص.
زينب
:
لكن يا بابا دا شكله اتغير عن الأول كثير.
بكير
:
لا يا بنتي، ما هو الهدوم اللي كان لابسها الأول هدوم السفر بتاع بلادهم
(ضجة في الخارج).
فاطمة وزينب
:
إيه إلهيصة دي؟
بكير
:
آه، دول الجماعة البلطجية، خش يا جدع أنت وهو (يخرجون).
(تدخل البلطجية)
[لحن البلطجية]: …١
زقزوق
(داخلًا)
:
راح فين البيه والستات (ضجة من
الخارج).
بكير
(داخلًا)
:
الحق يا عم زقزوق، اعمل معروف خلصني من الورطة دي، أنا أبوس ايدك.
زقزوق
:
أبو سيدك إيه وأبو ستك إيه!
بكير
:
بس فيه واحدة ست أفرنجية كانت المزسة بتاعتي في مصر، وكانت مسافرة وعلشان
كوني اتأخرت عنها جت لي دلوقت تفضحني.
زقزوق
:
طيب وماله، خلي بنتك تستعرضها كمان من ضمن الأخطار.
بكير
:
أخطار إيه وزفت إيه يا سيدي!
زقزوق
:
أيوة دي اسمها أخطار الأبهات مع المزيسات.
بكير
:
يا أخي بلاش فضيحة وخلصني قبل ما يجو البنات.
زقزوق
:
أنا مالي خليها تطلع عينك ليه تروح تخون مراتك مع واحدة افرنجية
ليه؟!
بكير
:
يا دي الداهية أعمل إزاي يا هو؟
زقزوق
:
استلم يا تيس.
بكير
:
ايكوتيه ما دام، ايكوتيه.
زقزوق
:
دي بتقول فلوسي! إدي الولية فلوسها خليك راجل صاحب ذمة.
بكير
:
ما فيش كلام زي ده يا سيدي اعمل معروف شوف لي حل.
زقزوق
:
حل إيه، ولادك بتستعرض لهم الأخطار ودي حانستعرض لها البوليس.
زقزوق
:
طور! الطور أبوك (يمسكون
بعضهم).
بكير
:
يا دي الداهية الجماعة جايين خبيها اعمل معروف.
زقزوق
(يحملها)
:
أخبيها فين؟
بكير
:
دخَّلها هنا، دخلها هنا (يفتحون الدولاب وزقزوق
يحملها ويدخلها فيه) أيوة الله يخليك يا عم زقزوق.
فاطمة
(داخلة)
:
من حق قول لي يا بابا … الله إيه العبارة مالهم واقفين كده ليه؟
بكير
:
لا دا بس …
زقزوق
:
لا دا بس، أجمد.
فاطمة
:
إيه ده! ما لكم واقفين كده ليه؟
بكير
:
بس علشان … علشان.
فاطمة
:
وأنت يا مولاي!
زقزوق
:
بس علشان فيه فار كبير جوه.
فاطمة
:
فار كبير! أما أروح أنده للجماعة، فين أم أحمد والخدامين (تخرج).
بكير
:
أيوة أيوة، اوعى خلينا نخرجها قبل ما يجو الجماعة.
زقزوق
:
ما تزنيش يالله على طول.
الست
(من الداخل)
:
كلام إيه ده! فين فين؟
بكير
:
عجبك أهم جم!
زقزوق
:
يالله اخرجي.
بكير
:
تخرج فين رجعها تاني على المصيدة (يرجفون في
الدولاب).
فاطمة
(داخلة)
:
أيوة تعالو كلكم تعالو.
الست
:
هو فين الفار طلعوه (للخدامين) اوعى
يفر من حد منكم.
زقزوق
:
عجبك المظاهرة دي؟!
بكير
:
مصيبة!
الست
:
الله! إيه مالهم عاملين كده ليه؟
بكير
:
اتفضحنا.
فاطمة
:
إيه العبارة يا بابا؟ ما تفتحوا الدولاب خلينا نموته.
زقزوق
:
الفار اللي جوه حماية يا ست (يضرب
التلفون).
زينب
(داخلة)
:
الحق الحق يا بابا عايزينك في التلفون.
زقزوق
:
اوعى تسيبني لوحدي لأوديك في داهية.
زينب
:
يالله أمال.
الست
:
إيه ما نتش سامع؟ دا ماله ملخوم كده ليه؟
بكير
:
لا، بس … عايزني ضروري يعني؟
زينب
:
أيوة ضروري.
بكير
:
إيه العمل دلوقت؟
زقزوق
:
عمل! اوعى تسيبني لحسن الفار يطلع يكسر الدنيا.
الست
:
لا ما تخفش إحنا واقفين نموته.
زقزوق
:
لا، الفار ده ما يعرفش عربي.
زينب
:
يالله يا بابا (يضرب التلفون) التلفون
بيضرب.
بكير
:
يالله ويانا على التلفون.
الست
:
لا روح أنت إحنا مستنيين الفار.
زقزوق
:
أيوة، خلِّيهم أحسن الفار يعورني لوحدي.
بكير
:
يا أخي انسد (للست) يالله ويايا جوه
عند التلفون.
الست
:
غريبة! أنت خايف تروح لوحدك؟!
بكير
:
أيوة لأني منتظر خبر بطال، ربما أسمعه يجرالي حاجة قدام التلفون أهه
تبقوا قدام عيني.
الجميع
:
بعد الشر عليك!
زقزوق
:
بعد الشر عليَّ أنا … أسيبها؟
الست
:
هي إيه اللي تسيبها؟
بكير
:
يعني الفارة اللي هو حابسها يالله بنا (يخرجون).
زقزوق
:
الفارة يا منشار.
زقزوق
:
يا بو العروسة.
بكير
:
أنا في عرضك يا مدام، خدي آدي ورقة بخمسين جنيه موقتًا بس بلاش
جرس.
زقزوق
(ناظرًا للخارج)
:
حوش مراتك جاية أهه.
بكير
:
يالله يالله يا مدام، تعالى نخبيها هنا.
زقزوق
:
نخبيها هنا فين؟!
بكير
:
أنا عارف، يا دي الداهية السودة!
زقزوق
:
أقول لك خبيها في بيت الراحة (يخرجون).
الست فاطمة وزينب
:
الله إيه الزيطة دي؟
بكير
:
لأ مافيش، مافيش، بس مولاي بده يكمل الاستعراض بتاعه.
الست
:
من حق فيه عندك إيه كمان للاستعراض؟
زقزوق
:
فيه الأولاد العصبجية محاسيب أولاد الذوات اللي بيمشوا ورا الولاد
الوارثين، ويعلموهم على الحاجات البطالة لحد ما يحجروا عليهم.
فاطمة وزينب
:
أيوة نشوفهم يا بابا.
الست
:
تعالى نسبق إحنا يا مولاي أحسن عايزاك في مسألة.
زقزوق
:
يالله يا حماتي (ضجة من
الخارج).
بكير
:
وادي الجماعة المحاسيب أهمَّ، خش يا أخ أنت وهو.
(يدخلون المحاسيب)
[لحن المحاسيب]:
كبدي علينا احنا يا بهوات
قال إيه محاسيب أولاد الذوات
يبقى البيه من دول بيه نينة
في كل بار له فورتينة
وجاررنا وراه كبدي علينا مننا محاسيب ودادات
لازم نمشي ورا البيه بثلاث تمتار وإن قام يحب
نقعد قدامه زنهار، ولما يجي له كيفه يتخانق تلقى سعادته ساخط
حانق
يبقى يشوح بإيديه واحنا اللي بنضرب
ولما تبقى المسألة جنحة يقوم يهرب
قال يعني احنا وش سوابق ولومان
يا اخي دوس بردك لنا رب
إديله جامد ما دام أسيادنا الوارثين بيصفوا بالا لافات
دايرين صبح وظهر سكارى
من بيت جان دكس لصرصاره
ونازلين فينا إحنا أمارة ننصح مين يا سي بركات
إذا البيه بوز لازم احنا نبوز
واذا ضحك فوز برده نفوز أهي
دي اللوعقة الأصلي يا سي فلان
وأهي عيشتنا كده جنان في جنان
والأدهى لما البيه في مجلس ينتش نتشه
لازم نوافق ونريم يا أخي جتة لطشة
وإن قال نكته بايخة نسخسخ قال يعني سعادته قفش قفشة
فوت يا ريس آدي أول كلمة نقولها
لأخواننا الوارثين
يا دوب ياخدوا كاسين جون ووكر وتنشقتين يبقوا في توكر
نفتحهملك عشرة بوكر يقوموا مفلسين
نخلي أجعص بيه في ماله يبعتر لحد ما يحجرو عليه يا سي
زعتر
البنات
:
وارثين إيه يا ناس مالكو ومالهم، أنتوا سبب تضيع اموالهم
أنتوا اللي تالفين اخلاقهم باخلاقكم، لو انصفت حكومتنا كانت تجيب
داغكم
تنشئ جمعية الوفق بالوارثين ويخلصوا منكم
زقزوق
(داخلًا فيسمع كسر باب بالخارج)
:
آه الولية كسرت الباب (تدخل الأفرنكية من
اليمين والست من الشمال في آن واحد).
الست
:
هو راح فين يا ختي … الله إيه الست دي؟!
زقزوق
:
لأ دي … دي بس واحدة فرنساوية تايهة، تايهة الفرنسية.
الست
:
طيب اصبر أما أنده لبنتي تترجم لي.
زقزوق
:
لأ ما فيش لزوم، أنا أترجم لك بالسبع تلسن.
الست
:
جنابك طبعًا تعرف فرنساوي يا مولاي.
زقزوق
:
أيوة فرنساوي منزلاوي كشكاوي مدام.
زقزوق
:
فوزيت كوشون كومسي كومساه من أبو كبير للصالحية لأبوكساه.
الست
:
إيه بتقول إيه المدام؟
زقزوق
:
من فضلك طولي بالك، أنا ما أعرفش أترجم اللَّا بالجملة بلاش
لخبطة.
زقزوق
:
بغبغان.
الست
:
بتقول إيه الست؟
زقزوق
:
دي ولية قبيحة، بتقول إن وشك زي البغبغان.
الست
:
أنا؟
زقزوق
:
فري، اخرسي فري، دي فرنساوية رومي خالص.
زقزوق
:
أم بكير.
الست
:
بتقول إيه يا مولاي؟
زقزوق
:
بتقول أنت زي أم بكير.
الست
:
إيه هو! إيه الكلام ده يا مدام؟
زقزوق
:
قتيل.
الست
:
إيه في إيه؟
زقزوق
:
بتقول لازم تصورلكو هنا قتيل.
الست
:
قتيل! يا ندامة! ودي جت من أني داهية المجنونة دي؟
زقزوق
:
لبوات.
الست
:
بتقول إيه!
زقزوق
:
بتقول عليكو كلكو لبوات.
الست
:
اخرسي، لبوات في عينك مرة قبيحة ما تختشيش (تهجم عليها ويدخل بكر يحمل زوجته ويخرجها وزقزوق يحمل الأفرنكية
ويخرجها، تدخل زينب وفاطمة).
زينب
:
إيه العبارة يا بابا؟
فاطمة
:
إيه الزيطة دي؟
زقزوق
:
لأ ما فيش ما فيش، دي بس ولية مجنونة كانت تايهة وأهي راحت في
داهية.
الست
:
ودي إزاي طلعت من غير ما حد يشوفها؟!
بكير
:
يا ستي ما فيش لزوم مش وقته … من حق نسيت أقول لك يا مولاي، أنا عاوزك
تيجي تتغدى ويايا بكرة في السراية الثانية اللي على المحمودية.
زقزوق
:
في السراية الثانية!
بكير
:
أيوة.
زقزوق
:
ما فيهاش فيران رخرة؟
بكير
:
فيران إيه يا سيدي؟!
الست
:
دلوقت لازم الفف جوز بنتي في السراية من أولها لأخرها بزفة وهيصة قبل
الغدا (ضجة من الخارج، يدخل جميع
الممثلين).
الجميع
:
عقبال عندكو يا حبايب لما تهيصم زيينا، والبال يصبح رايق والجيوب
متحنية
ما دام نفوسنا صافية وقلوبنا على بعضنا، ابتشروا بكرة الهموم
حاتزول والسعد جايينا
عقبال عندكو يا حبايب لما تهيصم زيينا، والبال يصبح رايق والجيوب
متحنية
زقزوق
:
يا ناس سيبوني في حالي، زفة إيه مالكوا ومالي
الجميع
:
تفرح تزعل تبوز، غصب عنك تتجوز
اتحفلط اتزفلط، اتخطط اتمطط اتنطط
زقزوق
:
يا سلام سلم دي باينها جوازة باكراه دي واقعة مطينة
الجميع
:
عقبال عندكو يا حبايب لما تهيصم زيينا، والبال يصبح رايق والجيوب
متحنية
دي زفة كده على الماشي حاجة يا بيه على قدنا
زقزوق
:
عقبال الزفة الكبيرة، لما نبلغ قصدنا
الجميع
:
عقبال عندكو يا حبايب لما تهيصم زيينا، والبال يصبح رايق والجيوب
متحنية
زينب
:
النبي عقبال دخلتكم لما تصبحوا في بيتكم ويبعد عنكو
العزال
أهه دا يبقى يوم عيدكم، نهني ونحني ونهيص ونتني
ونغني يومها تلاقي البلد في أنس وهيصة وشوارعها مزينة
الجميع
:
عقبال عندكو يا حبايب لما تهيصم زيينا، والبال يصبح رايق والجيوب
متحنية
يا رب افرجها علينا اهدينا وقوي قلبنا، لاجل ما نصون زي عنينا
فخر أبونا وجدنا
عقبال عندكو يا حبايب لما تهيصم زيينا، والبال يصبح رايق والجيوب
متحنية
فاطمة
:
فرفش يا أول بختي، النبي دمه خفيف يا أختي
زقزوق
:
أنا مش مغربي يا أخواتي، ولا بربري ولا سوداني
فاطمة
:
السودانين إيه مالهم، لا تقول لا كاني ولا ماني
دي بلادهم بلادنا، ورجالهم رجالنا
يا أخواننا مهما بعدنا عن بعض، النيل يجمعنا وهو أبونا
وأمنا
الجميع
:
عقبال عندكو يا حبايب لما تهيصم زيينا، والبال يصبح رايق والجيوب
متحنية
ما دام نفوسنا صافية وقلوبنا على بعضنا، ابتشروا بكرة الهموم
حاتزول والسعد جايينا
عقبال عندكو يا حبايب لما تهيصم زيينا، والبال يصبح رايق والجيوب
متحنية
الفصل الثالث
بكير
(داخلًا)
:
أما سبحان من خلصني من عبارة المتريسة!
عامر
(داخلًا)
:
بون سوار سعادة البيه، سعادتك كنت عايزني؟
بكير
:
إيه ده! أنت كنت فين يا شيخ؟ طول النهار وانا بادور عليك.
عامر
:
بس كنت بعيد عنك مختشي شوية، ليه في حاجة في الخدمه؟
بكير
:
كنت عايزك يا شيخ في مأمورية مهمة.
عامر
:
أظن أن علشان حكاية المتريسة الفرنساوية بتاعت سعادتك؟
بكير
:
أيوة يا سيدي، دي جت لي في البيت دكهه إمبارح وعاديك كانت عايزة تفضحني
فضيحة لشوشتي.
عامر
:
أخ! وعملت إيه؟
بكير
:
الغاية أني بلفتها وتخلصت منها ساعتها وادعيت انها واحدة ست تايهة،
والنهاردة لما دورت عليك ولا لقيتكش رحت باعت عم زقزوق علشان يتفق لي وياها
على أي حل، ونخلص منها.
عامر
:
عجيبة دي! والنتيجة؟
بكير
:
النتيجة أديني له منتظره في صباحة ربنا.
عامر
:
تحب جنابك أروح أشوف الحكاية إيه يمكن يكون زاغ، أنت اديته فلوس؟
بكير
:
أبدًا.
عامر
:
تحب سعادتك أروح أشوف عمل إيه؟
بكير
:
أنا دلوقت رايح أركب الأتوموبيل وأروح لحد البيت التاني يمكن يكون عمي
زقزوق ده غلط وراح على هناك، وانت دلوقت روح الأوتيل اللي نازلة فيه
المجنونة دي شوف إيه الحقيقة.
عامر
(ضجة من الخارج)
:
الله إيه دول؟
بكير
:
دول الجماعة الأجزاجية اللي بيتجرم في الكوكايين اللي كان محضرهم عمي
زقزوق للاستعراض.
عامر
:
معلوم واجب.
بكير
:
تعالي بنا نخش جوه.
(يدخلون)
[لحن الكوكايين]:٢
إحنا يا بيه الأجزاجية، وفوقنا المخنجية
حاتعمل إيه مادام الشبان طالعين، في الكوكايين غية
البيه من دول ما يمشيش، إلا وجرامين كوكايين في جيوبه
قال مش كفاية، عليه عيوبه
طالعين لي فيها قال موضة، وأحوالنا أهه صبحت فوضة
إيه حانعمل إيه مدام فرصة، مانتهزهاش ليه حانبيع إيه
أدوية وارادات ما بتجلناش، من بره يا ناس بريه
الأجزجي صبحت عيشته بلاوي، خش أجعصها أجزخانة
يا دوبك تلاقي في الفترينة، حزامين فتاق يا بو كترينة
وست قزايز كلونيا، وسفنج كتير قد الدنيا
وشوية بنزين، كل ده مش حاجة
جنب تجارة الكوكايين
ذنبنا إيه طول ما الحكومة ساكتة، آهه عالمنوال الإهمال ده
ما يشوفوا طريقة قانون، لتلافي الحال ده
فوقوا يا أخوانا يا شبابنا، كوكايين إيه دانتو بتنتحروا
ده اللي بيستعطاه في تعذيب، وأخرته مستشفى المجاذيب
بزيادة كفى نوم
زقزوق
(داخلًا)
:
توبة اللي بقى يتحشر في المتريسات والهبابات، أنا كان مالي ومال الشبكة
الزفت دي، مانابني إلا غرمت الستة ٦ ريال اللي كانوا ويايا الله ينكد
عليهم، من كل بد لما نشوف وش الراجل البيه ده لازم أخدهم منه.
الست
(داخلة)
:
إيه مالك يا مولاي؟
زقزوق
:
مالي! راح مالي.
الست
:
حضرتك كنت فين من الصبح واحنا بندور عليك؟
زقزوق
:
كنت في داهية.
الست
:
إيه بتقول إيه؟
زقزوق
:
لا، بس كنت عند السفير بتاعنا علشان كان بياخد رأيي في مسألة (على حدة وينظر حوله) بس راح فين البيه
المغفل ده؟
الست
:
طيب إزاي يكون عندك مشوار كبير زي ده ولا تقولناش، أقله كنا حضرنالك
عربية من بتوعنا.
زقزوق
:
عربية من بتوعكم كتر خيركم، لا الأوتوموبيل بتاعي تحت.
الخدام
(داخلًا)
:
ستي الحَمَّار اللي كان مركب سعادته عايز الأجرة.
زقزوق
:
إخص، الله يكسف أبوك يا ابن الحمار!
الست
:
إيه بتقول إيه؟
الخدام
:
الحمار اللي كان مركب سعادته عايز الأجرة (زقزوق يقاطعه ويخرجه من المسرح).
زقزوق
:
امشي جتك البلا.
الست
:
أمال إيه الأوتوموبيل اللي بتقول عليه يا مولاي؟!
زقزوق
:
لأ ماهو … إحنا عندنا في بلادنا في المغرب نقول على الحمار
أوتوموبيل.
الست
(ضاحكة)
:
ياسلام!
زقزوق
:
بتستغربي كده ليه، هي كل البلاد اصطلاحتها زي بعضها، شوفو أنتوا فين
واحنا فين، أنتوا في الشرق واحنا في الغرب.
الست
:
أمال على كده الحصان يبقى عندكم اسمه أيه!
زقزوق
:
هوه، اسمه مفتخر.
الست
:
طيب وإيه رأيك بقى يا مولاي في العروسة بنتي؟
زقزوق
:
العروسة بنتك علشان خاطر العروسة بنتك في ستين داهية الستة ريال.
الست
:
ستة ريال إيه كمان؟
زقزوق
:
إخص، أما مخ، أنا تملي اغلط كده زي الحمار أما نبلفها، اسمعي يا ست، أنا
رايح أوريكي على حاجة بطالة بتحصل كثير في البلد دي.
الست
:
زي إيه مثلًا؟
زقزوق
:
الستات اللي بيمشوا مشي بطال وبيجيبوا أولاد في الحرام ويرموهم في السكة
(ضجة من الخارج).
الست
:
إيه دول؟
زقزوق
:
دول الستات بتوع الهلال الأحمر دايرين بالأولاد اللقط على البيوت بيلموا
لهم اكتتاب، مادام بلدنا الكبيرة دي مافيهاش ملجأ يعملوا إيه؟
الست
:
لهم حق، اتفضلي ياست أنت وهي، وتعالى بنا يا مولاي نشوف البيه علشان
يعطيهم حاجة.
زقزوق
:
لو كانوا الستة ريال معاي كنت دفعتهم (يخرجون).
(يدخلون)
[لحن اللقطة]:
الجميع
:
فين أهل الشفقة والإنسانية ياهو، يشوفوا دول ويعطفوا
عليهم
ياناس فين أمال أهل المرؤة، يراعوا حظ الأيتام
ياناس ياناس والله دا حرام
زينب
:
اليتيم من دول له مين، بعد أبوه وأمه
على صدره كده يداويه، بلهفة ويضمه
إيه ذنب دا إيه جنى إيه، يتحرم ليه من والديه
مهما حبوه وهذبوه، والله مافي سعادة يا ناس للابن
توازي أبدًا حنية أبوه وأمه عليه
الجميع
:
فين أهل الشفقة والإنسانية ياهو، يشوفوا دول ويعطفوا
عليهم
فاطمة
:
اللي بتبيع عرضها، شوفوا إيه بتقاسي
لو ترمي ابنها تنساه، ربنا موش ناسي
ياهو دي آثام دا حرام، إن دول يعيشم في آلام
لا قريب ولا حبيب، مافي أحسن من للواحدة
من خلفة حلال تكون كده، صانت شرفها ودينها
الجميع
:
فين أهل الشفقة والإنسانية ياهو، يشوفوا دول ويعطفوا
عليهم
ليه تنسوا الضعفا دول، كده من غير مأوى
فين يا ناس النخوة فين، بس والتقوى
يا أهل الإصلاح فين راح، مشروع حفظ الأرواح
ابنوا ملجأ نروح له نلجأ، تأووا فيه الأيتام دول
تهدوهم يطلعوا نافعين، ويفيدوا الأوطان
بكير
(داخلًا)
:
أف! أنا مش عارف غطس في أنهي داهية عمي زقزوق، الراجل ده قلبت عليه
الدنيا مانيش لاقيه.
زقزوق
(داخلًا)
:
آه، أنت فين يا سيدنا؟
بكير
:
أنا دورت عليك لما دُخْت يا شيخ، تعالى طمني عملت إيه؟
زقزوق
:
قبل كل شيء أنا عايز منك ٦ريال.
بكير
:
٦ريال بتوع إيه؟
زقزوق
:
قبلة ناولني اﻟ ٦ ريال وبعدين ابقى افهم بتوع إيه، بتوع المترسة اللي
كسَّرت كل الحاجات بتاعت الأوتيل وكانت رايحة تكسرني أنا كمان.
بكير
:
خبر أسود! وبعدين؟
زقزوق
:
وبعدين جم كل الجرسونات بتوع الأوتيل على الزعيق وكانوا رايحين يودوني في
داهية وطلبوا ثمن الموبلية اللي اتكسرت، قلت أنا ماعنديش فلوس قاموا فتشوني
وأخدوا الستة ريال اللي كانوا ويايا.
بكير
:
يادي الدهية! طيب اتخلصت منهم إزاي بقى؟
زقزوق
:
ما خلصتش منهم إلا لما تعهدت لهم بأني أدفع لهم ثمن كل الموبلية اللي
تكسرت؛ وعلشان يا حظ ما أجرسكش ولا أفضحكش قلت لهم أن دي المترسة بتاعتي
وسميت نفسي باسمك وقلت لهم يبعتوا الفاتورة بباقي الحساب على هنا.
بكير
:
أعوذ بالله! بقى يا راجل يا غبي علشان ما تجرسنيش تقوم تدي لهم اسمي كمان
تقول لهم يبعتوا الفاتورة على هنا في بيتي!
زقزوق
:
الله! أمال حاعمل لك إيه بقى؟ مش بزيادة الستة ريال اللي غرمناهم! قبل
ماتتلوي إيدك على الستة ريال.
الست
(داخلة ووراها الجرسون)
:
خش تعالى يا ادَّلعدي (بكير) شوف
يابيه عايز إيه ده.
زقزوق
(لبكير)
:
يا خبر! دا الجرسون بتاع الأوتيل!
بكير
:
الأوتيل اللي فيه الولية؟
الست
(وقد أخذت الفاتورة من إيد الجرسون)
:
إيه ده! فاتورة دي والَّا إيه؟
بكير
:
بركة اللي ماتعرفش تقرا.
زقزوق
(يرى زينب داخلة)
:
أهي جت اللي تقرا.
زينب
:
فاتورة إيه دي يا تيتة (تاخدها وتقرا)
٤٥ جنيه ثمن موبيلية.
بكير
:
أنت اشتريت موبيلية يا مولاي؟
زقزوق
:
استنى ياسيدي (لزينب) بتقولي إيه
حضرتك ٤٥ جنيه؟
زينب
:
أيوة.
زقزوق
:
شوفي مافيش فيهم الستة ريال.
الست
:
الستة ريال إيه؟
زقزوق
:
لا، ده حساب تاني، حساب خصوصي.
زينب
:
لا مافيش ستات ريالات ولا حاجة.
زقزوق
:
إزاي الكلام؟
بكير
(لزقزوق)
:
يا سيدي إحنا في إيه والَّا في إيه!
زينب
:
هنا بيقول ٤٥ جنيه ثمن موبلية مكسرة.
بكير
:
لازم لمولاي (هامسًا لزقزوق) قول
أيوة.
الست
:
صحيح يا مولاي؟
زقزوق
:
أنا يا اختي لا اشتريت مكسر ولا صحيح، مش بزيادة الستة ريال.
الست
:
عجايب! أمال الفاتورة دي لمين بقى؟
بكير
:
أناعارف! لازم حصل غلط.
الجرسون
:
لا ياسيدي مش بأقول لحضرتك.
زقزوق
:
اخرس حضرتك في عينك راجل ماتختشيش.
الست
:
بس طول بالك أنت خلِّي الجدع يفهمنا.
زقزوق
:
يا سيتي سيبك، دول جماعة نصابين يدوروا بفواتير على البيوت.
الست
:
هيه! صحيح يالله امشي اخرج من هنا يا حرامي يا نصاب.
بكير
:
إزاي تخش بيتي من غير معرفة يا كلب؟
الجرسون
:
أنا مش جاي لحضرتك، أنا جاي لحضرته (مشيرًا على
زقزوق).
الست
:
بس أنا بدي أفهم الموبيلية المكسرة دي اللي أنت كاتبها دي إيه؟
زقزوق
:
سيبك منه دا مجنون.
الجرسون
:
دي موبيلية كسرتها واحدة ست إمبارح.
زقزوق
:
صدقتي أنه مجنون؟ يعني مش أنا!
بكير
:
آه ولا أنا.
زقزوق
:
روح يا ابني لشغلك، أحسن أوديك البوليس (يدفعه
للخارج).
فاطمة
(داخلة)
:
الله الله إيه إلهيصة دي؟
بكير
:
لا مافيش، دا بس واحد كان غلطان في
البيت ومش عاوز يخرج فطلعناه بالزور.
فاطمة
:
دا لازم حرامي نصاب.
زقزوق
:
نصاب قوي، إذا كان مش نصاب كان كتب الستة ريال.
بكير
(لزقزوق)
:
يا أخي اسكت الستة ريال إيه وزفت إيه!
زقزوق
:
دي حقوقي سبحان الله!
الست
:
بيقول إيه يا مولاي؟
بكير
:
لأ، مابيقولش حاجة، بس بده يكمل بقيت الاستعراض اللي عنده.
فاطمة
:
آه، من حق عند جنابك إيه للاستعراض كمان؟
زقزوق
:
فيه الستات الألفرنكة اللي بدهم يمشوا وشهم مكشوف ويلخبطوا نظام الدنيا
ويزاحموا رجالهم في أشغالهم.
فاطمة
:
أيوة نشوفهم يا مولاي.
الست
:
تعالى إحنا يا مولاي.
(تدخل الستات)
[لحن الهوانم]:
الجميع
:
يا مصري افرح قوم، حيي نهضة بنات اليوم
بس اتلحلح اصحى خلينا، نقول لك صح النوم
مين يقول المصريات، أقل من الغربيات
إن كان في محبة بلادﻫم، أو في تربية أولادﻫم
دي بنت النيل ملهاش مثيل، ولها يا بو خليل ميت ألف مزية
دي حلوها بخيرها اوعى تنكرها، تلوف على غيرها تعيش بلية
البنات
:
بنجور يا هوانم.
الجميع
:
مين قوالا فاطمة هانم، كومان سافا يا ختي.
البنات
:
يا سلام!
الجميع
:
يوه ليه سخسختي؟
البنات
:
يوه في دا عصر بتبقوا في مصر وتنسوا إزاي لغة بلادكم! العوض على الله في
أولادكم!
الجميع
:
ليه الستات ما تساويش الرجالة ليه في الرسميات، وياخدم رتبة أفندي وباشا
بيه، أدحنا فشر بنت باريز، ونعرف كيميا وتطريز، نشتغل في الأبوكاتيه والقضا
يادلعدي يا زكية يا أفندي زهقتنا ليه تنسوا حقوقنا ودايمًا فوقنا في
الرجولية.
البنات
:
دا يبقى جنان وعيشة بدنجان لما يا نسوان تبقم أفندية لما تزاحموا رجالكم،
وتقلبوا حالكم، مين يطبخ مين يغسل، مين يربي عيالكم، والله المدنية يا ست
زكية ماهياش زي ماانتم فاكرين يا بنات القرن العشرين.
الجميع
:
لازم نعيش عيشة اخوانَّا الغربيين، ليه مانمشيش خالعين دا الفرنسية إلا
قاسم أمين، الهانم زي المدام، برقع إيه كل دي أوهام المودة اتخلقت للستات
بلا عادات بلا معتقدات.
البنات
:
يا اخواتي بريه يا ناس جرى إيه نستنكف ليه من لبس بلادنا، دا واجب علينا
نصون بايدينا زي عيننا عادات أجدادنا.
الجميع
:
يوه والله صدقيني، ميت بردون يا اختي.
البنات
:
أيوة كده أمالي دلوقت راق بالي.
الجميع
:
يالله بنا إيدي في إيدكم، وفي سكتكم ازعقوا كده بحرية، فلتحيا الفتاة
المصرية.
أم أحمد
(داخلة ووراها المغربي)
:
تعالى خش، اتفضل يا ادلعدي والله أنت ابن حلال، دا كنت خارجة دلوقت علشان
أشوف واحد ضمار من بتوع المندل، ولاجل بختي لاقيتك هنا قدام باب البيت،
والنبي أنت ابن حلال.
المغربي
:
كيف ابن حلال يا بزقة، قلت لك أنا مولاكِ بين قاسي بن عبد الحفيظ
البرجاسي، قول لي فين هورس البيت؟
أم أحمد
:
يوه قطيعة، الراجل مش عارف ربنا، يوه استغفر بقى استغفر.
المغربي
:
لودي اعطي خبر أنا المغربي بتاع فندق النيل القادم نقرا الفاتحة.
أم أحمد
:
تقرا الفاتحة تقرا القافلة أهه القصد تفتح لنا المندل وخلاص.
المغربي
:
كيف تقول لي يا زعرة؟ أنا مولاك الحاج بين قاسي جاي باغي نشوف
العروسة.
أم أحمد
:
ما هو كل المصيبة علشان العروسة.
المغربي
:
فين هي العروسة؟
أم أحمد
:
العروسة خدوها أولاد الحرام من تلات أيام.
المغربي
:
وليش تروح معاهم؟ وين أبوها وأنا ألعنه اللي يترك العروسة تروح مع أولاد
الحرام؟
أم أحمد
:
يا ندامة! دا بيخرف، هما اللي سرقوها يا ادلعدي.
المغربي
(بحدة ويخرج من جيبه الخنجر)
:
فين هما اللي سرقوها السلالين وأنا أقطعهم وأقطعه رقبتهم؟
أم أحمد
:
الراجل عامل زي بتوع البسبوسة، إحنا عارفين هما فين أمال إحنا جايبينك
تعمل إيه؟!
زقزوق
(داخلًا متكلمًا من الداخل)
:
استنى عندك يا ولد أنت وهو.
المغربي
:
عفقتك يا سلال (يرفع الخنجر
بيده).
أم أحمد
:
دا رايح يموت الراجل!
المغربي
:
العروسة والشنطة يا أخته يا نقص رقبتك.
زقزوق
:
يا سيدنا أنا ما شفتش شنط دور على أخته.
المغربي
:
فين أخته يا فران يا ولد الفرانة؟
زقزوق
:
أخته! أهي دي أخته (مشيرًا على أم
أحمد).
المغربي
:
هي، أنت أخته؟
أم أحمد
:
أخته دي إيه كمان؟!
زقزوق
:
بس وافقي يا ستي لاتودينا في داهية (يخرج).
أم أحمد
:
أيوة أنا أخته.
المغربي
(ملتفتًا لها)
:
بتهرجي معي يا سلالة يا أخته يا بنت القرانة؟ وين الشنطة والعروسة
(يخرج زقزوق) وين صاحبين هادا الدار
(يريد ضرب).
أم أحمد
:
الحقوني يا ستات الراجل بينطح!
الست فاطمة، زينب
(داخلون)
:
الله إيه إلهيصة دي؟
زقزوق
(داخل)
:
الحق شوف الراجل ده إيه.
بكير
:
حضرتك مين يا سيدنا؟
المغربي
:
يا نهار أكحل عليكم!
زقزوق
:
عليك وعلى أبوك.
المغربي
:
وين هي العروسة؟
الجميع
:
الله أنت إيه؟
المغربي
:
أنا مولاكم الحاج بين قاسي … إلخ.
زقزوق
:
لازم هو اللي سرق العروسة وجاي لسرقة حاجة تانية.
المغربي
(بهياج وموجه نظره لزقزوق)
:
كنت سارق يا سلال وحق سيدي عبد السلام لا تخرج من هنا، لو أوا أورتني
فين هي الشنطة والعروسة يا تسلمني أخته.
الست
:
إيه الكلام الفارغ ده اللي محدش فاهمله معنى؟
زقزوق
:
مانيش فاهمه بيحسب العروسة لها أخت تانية وجاي يسرقها.
أم أحمد
:
ياما أنت كريم يا رب بعت الحرامي لحد البيت علشان يثبت شرفي.
المغربي
:
كيف حرامي يا قرانة؟ أنا مولاكم الحاج بن قاسي بين عبد الخفيف
الرجاشي.
فاطمة
:
لحد دلوقتي أنا موش فاهمة حاجة، إيه العبارة يا بابا؟
بكير
:
بقى شوفي يا بنتي الحقيقة أن ده هو الأمير المغربي اللي باعت
الجواب.
البواب
(داخلًا)
:
الحق يا سيدي البوليس شاف الراجل المغربي ده وهو داخل البيت فعايز يقبض
عليه؛ علشان كونه حرامي ونصاب ومراقب.
زقزوق
:
يالله جرجر سلمه للبوليس (ويخرجون).
فاطمة
:
بقى كده يا بابا كنت عايز تجوزني لواحد نصاب؟
بكير
:
بقى دا اللي فضل! إن كان دكهه نصاب وإن كان ده كحيان وفقير.
زقزوق
:
فقير لكن عندي شرف.
فاطمة
:
الغاية فقير غيره لكن قلبي حبه، ومادام وفَّى الشرط اللي أنا طالباه لازم
أتجوزه.
زقزوق
:
خشي جواز.
بكير
:
ارجع، أنا أجوزك بنت من بنات قرايبي دي أو معارفي، وبس سيبك من
دي.
زقزوق
:
قرايبك إيه ومعارفك إيه، الست دي مادام مهتمة بمصلحة بلادها دي عندي أحسن
بنات مصر وأحلاهم.
[لحن الختام]:
ياما في مصر بلادنا عيوب وآفات، إلاهي الطف بنا
وفتح عنينا لما فيه الخير، وقوي قلبنا
ياهو حب بلادنا دا فوق الايمان، وشيء غريزي في دمنا
سعادتها ياهو سعادتنا، وكربها كربتنا
طول ما زيتنا في دقيقنا، لا بد من يوم لنا برده
نبلغ فيه قصدنا
مين ينكر فضل الروايات الكوميدي، يا ناس على بلد
أقله لغتها يفهمها العوام، والشيخ والوﻟد
كل رواياتنا حاجة حلوة، انتقاديه يابيه
لكن دي أحلاﻫم
الشعب عايز ترضيه، تشوف داؤه نداويه
كوميدي ولا تراجيدي، العبرة انك تخدم بلدك
والمفسود فيها تهديه
(ستار ختامي)
١
كلمات الزجل الخاصة بهذا اللحن غير موجودة في مخطوطة
المسرحية.
٢
كلمات هذا اللحن غير موجودة في مخطوطة المسرحية، وتم نقلها من
كتاب: ماجد الكسار «علي الكسار في زمن عماد الدين»، السابق،
ص٧٥–٧٧، مع ملاحظة أن ماجد الكسار ذكرها تحت اسم «لحن الأجزاجية»،
لا تحت اسم «لحن الكوكايين» كما جاءت في المسرحية.