رواية «فهموه»١
بقلم: أمين صدقي
العرض الأول بتاريخ ٢٩ / ١١ / ١٩٢٠
العرض الأول بتاريخ ٢٩ / ١١ / ١٩٢٠
الفصل الأول
(منظر يمثل قهوة متوسطة، ترفع الستار عن لحن أفرنكي للشغالات.)
راشد
(للمدموازيل)
:
إيه الجماعة دول يا مدموازيل؟ أظن شغالات في المحل التجاري اللي جنبكم
ده؟
مدموازيل
:
أيوة يا بيه؟
راشد
:
وحضرتك يعني طول النهار تفضلي قاعدة القاعدة دي كده؟
مدموازيل
:
أيوة علشان أبويا الخواجة أنطون ما يقدرش يتكل على حد غيري يقعد في
الكيس، كل الجرسونات حرامية زي الزفت.
راشد
:
وفين أمال الجرسون؟
مدموازيل
:
أظن حضرتك عاوزه علشان تدفع له الحساب؟
راشد
:
أيوة.
مدموازيل
:
طيب استنى شوية هو لازم جوه بيجيب حاجة من المخزن.
راشد
:
عثمان يا عثمان.
مدموازيل
:
معلهش يا بيه إذا كنت حضرتك مستعجل أديني أنا الحساب.
راشد
:
أيوة اتفضلي، يمكن أبقى أجي شوية بالليل، أورفوار.
رشدي
(داخلًا)
:
دهدي! راشد بيه رايح على فين؟ مروَّح وإلا إيه؟
راشد
:
أيوة بس عندي مشوار صغير.
رشدي
:
لا موش ممكن، أنا عايز أكلمك في مسألة مهمة.
راشد
:
يا سلام!
رشدي
:
أيوة مسألة تهمك قوي، اتفضل اقعد.
راشد
:
طيب اقعد بنا، بس إياك ربنا يبعت لنا الجرسون قوام؛ علشان يشوف تشرب إيه
حاكم الجرسون بتاع هنا بده أقله ساعة على بال ما ييجي، يا عثمان، يا حضرة
الجرسون، يا عثمان أفندي، يا عثمان بيه.
عثمان
(من الداخل يدخل)
:
إيه جرى إيه مجنون دا ولا إيه؟!
مدموازيل
:
إيه دا! أنت كنت فين؟
عثمان
:
كنت فين! كنت في البدرون.
مدموازيل
:
ويا مين في البدرون؟
عثمان
:
ويا البدرون ويا أبوك.
مدموازيل
:
طيب شوف الزباين عايزين إيه.
عثمان
:
إيه عايزين حاجة حضرتكم؟
راشد
:
إيه ده يا شيخ أنت! تقعد ساعة ننده لك؟!
عثمان
:
معلهش خليك طويل البال ما تعكرش دمك نجيب لك واحد لمونة علشان تروق
دمك.
راشد
:
شيء بارد.
عثمان
:
واحد شيء بارد هنا.
راشد
:
اسمع هنا يا جرسون، تشرب إيه يا رشدي بيه؟
رشدي
:
أنا عارف، حاتاخد إيه أنت؟
عثمان
:
هُو هُو … أنتو لسه بتفتكروا موش عارفين عايزين تشربوا إيه؟
راشد
:
إيه هو ده، اسمع هنا يا جرسون، إحنا بنقول لك بقى لنا ساعتين
منتظرين.
عثمان
:
منتظرين مين؟
راشد
:
منتظرين حضرتك.
عثمان
:
وأهي حضرت حضرتي.
راشد
:
إيه الكلام ده؟
عثمان
:
معلهش ما تزعلوش نفسكوا، على مهلكوا، أنا موش مستعجل دلوقت الساعة اتنين
بعد الضهر، واحنا بنشطب الساعة ١١ افتكروا على مهلكوا وبعدين اندهوا
لي.
راشد ورشدي
:
أما كويس خالص!
مدموازيل
:
إيه ده يا عثمان! أنت ما تختشيش؟!
عثمان
:
إذا كان هم نفسهم موش عارفين حايشربوا إيه.
راشد
:
اسمع هنا يا جرسون، هات نصين بيرة.
عثمان
:
شفت يا ست، يعني حضرتهم قعدوا يفتكروا ساعتين علشان يطلبوا نصين بيرة،
أمال لو كنتوا حاتطلبوا جوني ووكر ولا شمبانيا كنتوا عملتوا إيه؟!
راشد ورشدي
:
إيه الجرسون ده يا خويا؟!
عثمان
:
نصين بيرة.
مدموازيل
:
أنت النهاردة مالك؟ أظن زعلان مع الست امراتك؟
عثمان
:
مين … الولية أم أحمد … بس بس الله يقطعها دي ولية عصبية غجرية.
راشد
:
الله فين البيرة يا جدع؟
عثمان
:
هات يا ست البيرة، بلا أم أحمد بلا أم زفت، اتفضل.
راشد
:
يظهر أنك ما كنتش طول عمرك جرسون يا عثمان … خد بالك.
عثمان
:
لا أنا لسه جديد في الجرسنة، جرسون زهورات لسه.
راشد
:
طيب قول لينا إيه تاريخ حياتك، أحسن رشدي بيه لسه ما يعرفكش؟
عثمان
:
تاريخ حياتي تاريخ في غاية البساطة، بقى أنا قبل ما نشتغل جرسون هنا، كنت
خدام في بيت واحدة ست جارية بيضة، وليَّة طيبة من الأغنيا الكبار خالص، وزي
ما تقول الست دي ربتني وأنا صغير، وكانت تحبني كتير.
راشد
:
تحبك!
عثمان
:
تحبني يعني تعزني … آه اطلع يا لئيم، الست دي من كتر انبساطها مني، اشترت
لي نمرة بتاع البنما وحطه في البنك العقاري باسمي … وبعدين روح يا زمان
تعالى يا زمان، ما أطولش عليك، الست دي سافر على استمبول، ولما سافرت تركت
أنا كار الخدمة، واشتغلت جرسون هنا عند الخواجة أنطون أبو الست كتينة
دي.
راشد
:
الله يجازيك يا عثمان، خدلك حاجة على حسابنا.
عثمان
:
لا كتر خيركم.
رشدي
:
ليه؟
عثمان
:
لأن السكر يخليِّ الواحد يفتكر في كل حاجة.
راشد
:
ليه أنت بتحب وإلا إيه؟
عثمان
:
قسمتي.
راشد
:
دا اللي بتحبها دي يا ترى جنسها إيه؟ جارية وإلا بنت عرب؟ أسودة ولا
أبيضة؟
عثمان
:
ولا جارية ولا بنت عرب.
راشد
:
أمال إيه؟
عثمان
:
بنت كلب خالص.
رشدي
:
يظهر أنك متضايق منها قوي.
عثمان
:
ربنا ما يحكمش عليكم، دي وليَّة بطحجيَّة ولُمنجيَّة أعوذ بالله!
راشد
:
ودي بتشتغل في إيه؟
عثمان
:
بتشتغل مع العوالم، مطيِّبة وسنِّيدة وطبالة وزمارة وكل حاجة.
راشد
:
ودلوقت؟
عثمان
:
ما أعرفش علشان أنا رميت عليها اليمين من خمسطاشر يوم ولا شفتهاش أبدًا،
وتلاقيني مبسوط وصحتي اتحسنت.
راشد
:
خذلك سيجارة.
عثمان
:
أظن ما عندكوش كبريت، استنى أنا أجيب لكم (يخرج).
راشد
:
أما راجل بسيط على نياته!
رشدي
:
بقى ده شكل يتحب؟!
راشد
:
لا لازم اللي بتحبه رُخرة مين عارف.
أم أحمد
:
أيوة أنا أخش له وأقعد بفلوسي … عواف هو فين يادلعدي؟
راشد ورشدي
:
أنت إيه يا حُرمة؟
أم أحمد
:
أنا أم أحمد المطيبة والسنيدة والزمارة وكل حاجة، هو فين ادلعدي سي
عثمان؟
راشد
:
أعوذ بالله! يظهر أنها مرات صاحبنا عثمان … اتفضلي استريحي هو دخل يجيب
كبريت وجاي، حضرتك تعرفيه؟
أم أحمد
:
أعرفه! دا جوزي من اتناشر سنة، ورامي عليَّ يمين من خمسطاشر يوم، وموقف
سُوقي، لا بيرد اليمين ويصالحني ولا بيطلقني، والعرسان رايحة جاية وأنا
أقول أبدًا وأكترهم ناس كويسين زي حضرتك وأنضف منك شوية كمان.
راشد
:
معلوم لها حق، اتفضلي استريحي.
أم أحمد
:
أيوة استناه، زولي ما يفارقش زوله النهاردة … يا ناري بس لما إيدي تتلم
عليك يابن السودة (تقف).
عثمان
:
طب أيوة حاضر أديني جاي، ما تأخذوناش علشان ما كنتش لاقي الكبريت.
راشد
:
شوف الست دى تشرب إيه؟
عثمان
:
ست … أعوذ بالله!
أم أحمد
:
أما صحيح أنك واحد خاين، واحد دُون الدون.
عثمان
:
واحد دون الدون!
أم أحمد
:
تعالى هن، أنت حاتسوق اللؤم عليَّ وإلا إيه؟
عثمان
:
يا ستى موش كده الناس واخدة بالها.
أم أحمد
:
الناس دول يندعقوا الناس، آه، أنت لازم خايف قدام المزمزيل دي علشان
بتبصبص لها.
عثمان
:
أبصبص لها إيه، شوفوا الولية عايزة تجيب لي مصيبة.
أم أحمد
:
أهه أنا جاية لك النهاردة، شوف لك طريقة، يا ترد اليمين وتعيشني عيشة
الرجالة، يا إن ماكنش لك غرض ليَّ قول لي مُوش عاوزِك؛ لأجل أنا رخرة أشوف
لي ابن حلال أتلم عليه، والَّا أشوف شغلي … أنا صنعتي في إيدي آكل منها
الشهد، والا إيه يا أسيادنا … وحياتكم مغنية صبية، أردحلك جركة وسنيكة،
وأخلي عيشتك جُرسة وهتيكة، والَّا إيه يا ويكه؟
راشد
:
يالله بنا يا عزيزي.
عثمان
:
يا ستي بس طولي بالك أنا رايح نردك.
أم أحمد
:
تردني، دا غصب عن عينك، أنا وحشة وإلا إيه! أنا برقبتك، حاجة شَمُرت عال
أهه.
عثمان
:
طيب روحي وأنا بكرة أخد راجلين طيبين وواحد مأذون وأروح أردك.
أم أحمد
:
أيوة كده ما تخليش قلبي يغضب عليك … أنت عارف أن اليومين دول داخل شتا
والواحدة ما تستغناش عن دفاية … أهه نتلم على بعض ونسكت.
عثمان
:
على عيني.
أم أحمد
:
إنما شوف إزاي أنا رديت يا عثمان.
عثمان
:
أيوة صحتك اتحسنت.
أم أحمد
:
إنما أنت خسيت أهه؟
عثمان
:
أيوة أنا خسيت دلوقت أهه بس.
أم أحمد
:
أنا رايحة أهه، واوعى تنسى لا أجى أعملهم لك (تعود).
عثمان
:
راجعة ليه تاني؟
أم أحمد
:
إيه جتك نايبة نسيتني، اللي ما حطيت في عينك شوية ملح وقلت لي تشربي إيه
يا دون يا هلس يا للي ما تختشيش؟
عثمان
:
خدي آدي خمسة قروش صاغ اشربي في مطرح تاني … وأدي سيجارة أهه كمان، يا رب
يخرب بيتك، مبسوط كده يا أفندي؟ إخص الولية خلت الزباين مشيت بالفلوس اللي
عليه … يا أفندي، الولية خلت الزباين مشيت بتمن البيرة، يا أفندي ياللي
طلبت النصين، يا أفندي ياللي اديتني السيجارة، يا أفندي يا بتاع تاريخ
حياتي.
عثمان
:
وله … ما شفتش الأفندية اللي كانوا هنا؟
المرمطون
:
لأ ما شفتش حاجة.
[لحن]:
سبيل لله يا عطشان سبيل، مَيَّه زُلال تشفي العليل
ميِّل واشرب من بحر النيل، يا عطشان سبيل
يا عم يا بتاع الميه، حاتبل ريقنا بشوية دا البُقْ من نيلنا
محبة
صور بحر غيرنا يا غني، يا عطشان سبيل
بس كده خُدي يا عروسة، ألفين تلاتة يا ننوسة
وادعي لي ولا هاتي لي بوسة، ياخي غُور دا تجيكوا حُوسة
عطشان سبيل، سبيل لله يا عطشان
ادِّيني اشرب من كُوزك، مالك عاوج لي كده بُوزك
عطشان الله لا يعوزك، ليه تحرمنا ميه نيلنا
يا عطشان سبيل، أدي الأُلال من بحر النيل
النقطة منه تشفي عليل، مالوش شبيه ولا لوش مثيل
والله الدهب ما يوازي النيل، يا عطشان سبيل
عثمان
:
يا أفندي يا بتاع تاريخ حياتي.
كفت
:
على من تنادي يا سيد عثمان؟
عثمان
:
أنت مين كمان شيخ كفت؟ اتفضل تشرب إيه جنابك؟
كفت
:
احضر لي صاحب القهوة الخواجة أنطون أكون لك متشكر وممنون.
عثمان
:
أهه ده أعفن وأنتن زبون.
مدموازيل
:
إزيك يا شيخ كفت؟ آه، أهه بابا جه أهه.
كفت
:
أهلًا وسهلًا مدموازيل …
أنطون
:
نهارك سعيد يا شيخ كفتة، سلامات شيخ كفتة.
كفت
:
سلامات يا خواجة أنطون اسمع وزع الجرسون.
أنطون
:
عثمان روح املا قزازة النبيت من جوه … إيه فيه إيه؟
كفت
:
اسمع بقى أنا جاى لك في مسألة مهمة، إنما على شرط يكون لي فيها حصة
عظيمة.
أنطون
:
مسألة إيه فري؟
كفت
:
مسألة تختص عثمان البربري الجرسون بتاعك.
أنطون
:
إيه ماله الجرسون بتاعي؟
كفت
:
آه لو تعرف ما جرى له.
أنطون
:
إيه جرى له؟
كفت
:
آه لو تعرف دلوقت كيف حاله.
أنطون
:
ماله خاله فري؟
كفت
:
بقى الولد عثمان ده، كان عنده نمرة يانصيب في البنك العقاري.
أنطون
:
أيوة مضبوط.
كفت
:
فالنمرة دي بلغني دلوقت بس من واحد مستخدم في البنك أن النمرة دي كسبت
عشرين ألف جنيه.
أنطون
:
يا سلام عشرين ألف جنيه! أما أدي خبر لعثمان، دي لازم يجي مجنون.
كفت
:
لا اصبر اصبر، أما أرسيك على الحكاية قبلة.
أنطون
:
حكاية إيه فري؟
كفت
:
بقى الراجل عثمان البربري ده، موش حاياخد خبر بحكاية النمرة دي، إلا على
الأقل بعد ساعة أو ساعتين، فانت دلوقت لازم تدبر لك طريقة علشان نستتكح لك
منه قد ألفين جنيه على الأقل.
أنطون
:
يا سلام! ألفين جنيه ختة واخدة!
كفت
:
أي نعم! والطريقة دي في غاية البساطة.
أنطون
:
إزاي بس؟ اتكلم أخسن أنا جيتو ملخوس.
كفت
:
بقى أنت دلوقت تسرع في كونك تعمل عقد كنتراتو بينك وبين عثمان البربري
ده، بإنه يفضل في خدمتك مدة عشرين سنة بواقع خمسة عشر جنيه في الشهر
…
أنطون
:
فري أنت مجنون، خمسطاشر جنيه إيه؟ دي بيمسك تلاتة جنيه كل شهر.
كفت
:
يا سيدي بس خد مني وافهم، دلوقت هل أنت يخش في عقلك، إن واحد زي عثمان
ده، يبقى يحتكم على عشرين ألف جنيه ويقبل أنه يشتغل جرسون؟
أنطون
:
لا موش ممكن.
كفت
:
عظيم، مادام الأمر كذلك، أنت تعمل له الكنتراتو اللي بأقول لك عليه، وتحط
فيه شرط أن اللي يترك التاني قبل مضي العشرين سنة دول، يدفع له ألفين جنيه
على سبيل التعويض.
أنطون
:
وبعد كده؟
كفت
:
وبعد كده بمجرد ما يضع فرمته على الكنتراتو، نروح مفهمينه بأنه كسب عشرين
ألف جنيه، وأنه إذا ترك الجرسنة، ما عليه إلا يدفع لك مبلغ وقدره ألفين
جنيه.
أنطون
:
برافو كفتة.
كفت
:
بس روح أنت وابعته لي هنا وأنا أعرف شغلي.
أنطون
:
أنا نبعت أبوه كمان، لكن مش تخلي التعويض أربعة ألف جنيه بدال اتنين
ألف؟
كفت
:
لا لا يا خواجتنا، الواحد لازم يكون عنده ذمة سبحان الله!
أنطون
:
فري هو غاب كده ليه عثمان؟ لازم يكون بيمزمز في الجمدان بتاع
النبيت.
كفت
:
خد يا مسيو أنطون، آدي الكنتراتو مكتوب جاهز أهه، لا ينقصه إلا
الإمضا.
أنطون
:
استنى استنى، أحسن أهه جاي أهه، يخرب بيته دي جاي سكران لازم شرب نص
الجمدانة!
كفت
:
أحسن أحسن علشان ما ياخدش باله.
عثمان
:
إخص على ده نبيت، أنا تمام دلوقت زي اللي راكب في مرجيحة الوالي، إخص دي
أتاري البوظة أحسن من النبيت بزمان.
أنطون
:
عثمان.
عثمان
:
اوعى تفتكرني سكران يا خواجة أنا مستعد تسألني عن كل حاجة وأنا أجاوبك زي
اللهلوبة، بس موش دلوقت لأني مبسوط شوية.
كفت
:
اسمع هنا يا سيد عثمان، بقى الخواجة أنطون كلفني أني أبلغك مسألة.
عثمان
:
مسألة إيه كمان؟ عايز يطردني؟
كفت
:
لا لا معاذ الله! ده بالعكس الخواجة مبسوط منك وعاوز يزودك.
عثمان
:
آه كويس، إذا كان كده مافيش مانع.
كفت
:
أيوة لأنه شاف أنك راجل طيب، أصلك كويس وابن عز.
عثمان
:
ابن عز؟ كذاب أنا ابن حليمة موش ابن عز.
كفت
:
الغاية بيقول عليك شاطر ونبيه.
عثمان
:
أيوة نبيه، بس أنا سكران شوية.
كفت
:
موش كده أمال يا أخينا خد مني بس.
عثمان
:
أخد منك إيه؟ أنت معاك حاجة؟
كفت
:
الغاية، الراجل من إنسانيته، حايزود مهيتك ويدي لك خمسطاشر جنيه في
الشهر.
عثمان
:
إيه! خمسطاشر جنيه؟!
كفت
:
أيوة.
عثمان
:
كتر خيره، هو راجل طيب وابن حلال.
كفت
:
وحايعمل لك كنتراتو على كده بعشرين سنة.
عثمان
:
كتر خيره، هو راجل لطيف وعينه كلها نظر.
كفت
:
إنما الشرط بقى يا أمير.
عثمان
:
شرط … شرط إيه؟
كفت
:
إن اللي يترك التاني منكم قبل انتهاء العشرين سنة دول يدفع للتاني تعويض
ألفين جنيه.
عثمان
:
مظبوط دي كلام تمام خالص، لكن شوية ألفين جنيه.
كفت
:
شوية إزاي؟
عثمان
:
معلوم يمكن يوم من دول الخواجة جاله كيفه يطردني، يقوم يديني بس ألفين
جنيه أول عن آخر وتروح من إيدي الوظيفة بتاعي.
كفت
:
لا لا بلاش طمع، ألفين جنيه كفاية خالص وشيء قانوني.
عثمان
:
طيب والألفين جنيه دول يبقوا بكام بقى؟
كفت
:
بس تعالى وقع هنا قبلة، وبعدين ابقى اقعد احسب.
عثمان
:
هات أنا أوقع حتى أسنان أبوك كمان، أنا دلوقت حايبقى صاحب ألفين جنيه،
استنى أما أشوف الختم بتاعي.
كفت
:
ختم وأدي الختامة.
عثمان
:
اخلص قبل ما يبرد الكنتراتو.
كفت
:
بس يا سيدي.
عثمان
:
كمان واحد علشان ما يعوزش تسجيل ولا حاجة.
كفت
:
لا لا بزيادة كده، اتفضل بقى امضى أنت يا خواجة أنطون، مبروك يا
خواجة.
أنطون
:
مبروك يا عثمان.
مدموازيل
:
إيه دا يا بابا موش شايف عثمان ده إزاي سكران؟
عثمان
:
آه دلوقت المزمزيل رايح يستعمل معايا الرزالة، استنى يا شيخ كفتة حط عندك
في الكنتراتو … قول ممنوع الرزالة.
مدموازيل
:
أنا موش نبهت عليك ألف مرة أنك ما تشربش! لازم من الليلة تمسك حسابك
وتروح في داهية.
عثمان
:
يا خي لا دا كلام فارغ.
مدموازيل
:
إزاي كلام فارغ؟
عثمان
:
إحنا النهاردة ١٥ شهر الإبريل سنة ١٩٢٠، موش تمام؟
مدموازيل
:
تمام، وبعدين عايز تقول إيه؟
عثمان
:
عايز أقول إني ما أخرجش من هنا إلا في ١٥ الإبريل سنة ١٩٤٠.
المدموازيل
:
إيه أنت مجنون؟
عثمان
:
اسألي أبوكِ.
أنطون
:
أدي الكنتراتو بتاعك.
عثمان
:
أيوة دلوقت أنا أطلع عين بنتك.
مدموازيل
:
يا بابا أنا موش عاوزة الراجل ده هنا أبدًا، سامع، دا بيضحك في وشي ولا
بيختشيش، لازم تطرده من هنا حالًا.
أنطون
:
استاسو استاسو، إيه فيه إيه يا عثمان؟
عثمان
:
حضرتها بترزلني علشان شربت شوية نبيت، أمال الزباين اللي بيجوا يسكروا
هنا ما بترزلهمش ليه؟
كفت
:
والنتيجة بقى؟
عثمان
:
حضرتها عايزة تطردني، فإذا كانت عايزة تطردني تديني المتأخر بتاعي
والألفين جنيه الغرامة بتاع الكنتراتو.
أنطون
:
سيبه دلوقت يا كتينة، أحسن فيه واخد حكاية كبير.
عثمان
:
أيوة فتح عينك.
المستخدم
:
بنجور، فيه هنا واحد اسمه عثمان البربري؟
عثمان
:
اخرس بربري في عين أبوك، أنا عثمان الجرسون موش عثمان البربري.
المستخدم
:
أنت حضرتك؟
عثمان
:
أيوة وقعت كنتراتو بعشرين سنة كمان.
المستخدم
:
طيب بردون لامؤاخذة، أنا جيت أبلغك خبر حايسرك خالص، حايخليك
تتنطط.
عثمان
:
إيه إيه! أتنطط! طيب نططني يا خويا.
المستخدم
:
خد امضي قبلة الورقة دي، فيها
اعتراف منك بأني أنا اللي بلغتك الخبر ده.
عثمان
:
خبر إيه؟ اوعى تكون أنت كمان عاوز تعمل معي كنتراتو!
المستخدم
:
لا لا يا شيخ دي مسألة فيها فلوس.
عثمان
:
فلوس، آه، دي لازم القضية اللي كنت
أنا رافعها على عم سليمان البواب، واتحكم لي فيها بالتلتميت قرش اللي كنت
طالبهم، إذا كان علشان كده لك مني تلاتين صاغ.
المستخدم
:
ميتين صاغ إيه وتلاتين صاغ إيه،
دول عشرين ألف جنيه بتوع نمرة بناما.
عثمان
:
يا خبر أسود (يُغشى عليه).
أنطون
:
كتينة جيب كباية ميه قوام.
عثمان
:
إيه عشرين ألف جنيه، أنت اللي جيت، عشرين ألف جنيه، أنت اللي قلت لي
…
المستخدم
:
أيوة وأدي الكشف أهه.
عثمان
:
كشف! لا لا مافيش لزوم للكشف ولا حاجة، أنا دلوقت عايز كشف حكيم، اسمع
أنت لك مني عشرة جنيه … أنت عندك عيال ولا لأ؟
المستخدم
:
أيوة خمسة.
عثمان
:
روح لك مني خمسين جنيه … عندك نسوان؟
أنطون
:
إيه العبارة يا عم عثمان؟
عثمان
:
آه يا خواجة (يقبل كل من يصادفه) آه
يا فرحتي … آه يا أستاذ … آه يا فرحة … آه يا فرحتي!
الأفندي
:
إيه ده؟ دا مجنون ده والَّا إيه؟!
المستخدم
:
لا معذور، بس كسب عشرين ألف جنيه، اسمع أنا حاجي لك بكرة علشان أخدك
عالبنك أحَيِّنك.
عثمان
:
إيه تعالى هنا ما تمشيش موش ممكن تخرج من هنا أبدًا إلا لما تاخدني وياك
عالبنك رجلي على رجلك.
المستخدم
:
لا دلوقت البنك قافل ما يفتحش إلا الصبح.
عثمان
:
ماهو أنا موش ممكن أسيبك، خليك بايت معايا هنا للصبح ونروح سوا.
المستخدم
:
لا ما تخافش أنا رايح أجيلك بدري أخدك ونروح، بونجور.
عثمان
:
بونجور.
المرمطون
:
خبر إيه يا عم عثمان … بتبوسني ليه؟
عثمان
:
اسمع يا وله، تعرف البوسة دي من واحد يحتكم على عشرين ألف جنيه؟
المرمطون
:
كلام إيه ده؟
عثمان
:
أيوة، بكره لازم أشتري عربيات ودهبيات وأوتومبيلات فنيلات شرابات
ومزمزيلات، بس أنا في عرضكم، اوعوا تجيبوا سيرة للولية أم أحمد، أيوة لا
تخسروا الدنيا خالص، سامعين أهه، إذا جت الولية دي هنا وسألت عليَّ، ابقوا
قولوا لها سافر طفش، آه، اسمع يا خواجة، دلوقت بالطبع موش أصول ولا
إنسانية؛ علشان خاطر العيش والملح أني أسيبك كده وأخرج، من غير ما تكون
عترت لك على واحد جرسون بدالي، أهه عندك من دلوقت لحد الليل، مبسوط؟
أنطون
:
أوه لا يا حبيبي، إذا كنت عاوز اتفضل من دلوقت.
عثمان
:
يا سلام! أهه كده الذوق كده الإنسانية، اسمع يا خواجة بقى أنا لي عندكم
متأخر تلتمية وثمانين قرش، وحيث أني كسبت وبقيت راجل غني، أنا متنازل لك عن
الحسبة دي هدية مني لبنتك.
أنطون
:
لا لا يا خبيبي، لازم الحساب يكون مظبوط، حضرتك لك عندي تلتمية وتمانين
قرش، تبقى تخصمه من الألفين جنيه التعويض.
عثمان
:
إيه إيه إيه يخرب بيتك!
أنطون
:
مادام حضرتك عايز تسيبني قبل العشرين سنة لازم التعويض.
عثمان
:
إخص كده عملتها فيَّ يا شيخ كفتة!
كفت
:
إيه العبارة؟
عثمان
:
اعمل معروف فهم الخواجة أني أنا لما ختمت الكنتراتو ما كنتش عارف أني
حاكسب المبلغ ده.
كفت
:
سبحان الله! دا شيء عجيب! أنت لما جت المزمزيل تطردك مش طلبت منها
الألفين جنيه التعويض؟
عثمان
:
لكن الألفين جنيه دي حاجة كبير خالص.
كفت
:
أنت الآخر عندك عشرين ألف، دي أصول؟
عثمان
:
يخرب بيتك، لا يا سيدي أنا ما أدفعش الألفين جنيه دول ولو تروح
روحي.
كفت
:
خليك جرسون، خليك كده طول العشرين سنة، تجي من الصبح الساعة تمانية
صباحًا وتفضل تتحط هنا لحد نص الليل وانت محتكم على مبلغ عشرين ألف
جنيه.
عثمان
:
اسمع يا خواجة، أنا غيرت فكري خلاص وحاشتغل جرسون طول مدة العشرين سنة،
أما أنكم تعرفوا تاخدوا منى مليم موش ممكن أبدًا.
أنطون
:
خازوق! إيه الرأي شيخ كفتة دلوقت أنا تخليه عندي عشرين سنة وبدي له
خمسطاشر جنيه، دلوقت مبسوط حضرتك؟!
كفت
:
بس طول بالك، دي أمور تهويش.
عثمان
:
أنا أضايقهم وأطلع عينيهم لحد ما يطردوني غصب عنهم.
حسن وباولو والسيدة
:
اتفضلوا يا عزيزي ناخد لنا حاجة هنا، تاخدي إيه يا ست؟
السيدة
:
أنا عايزة كازوزة.
حسن
:
طيب، يا جرسون.
أنطون
:
شوف الزباين عاوزين إيه.
عثمان
:
طول بالك جسمي خدلان شوية.
أنطون
:
إيه، قوم فري أنت مجنون؟
عثمان
:
بس جسمي خدلان خالص.
أنطون
:
جسمك خدلان من إيه فري؟
عثمان
:
من إيه! من المشروبات البطال بتاعك، الحاجات السميات اللي بتبيعه.
أنطون
:
شوفهم دول عايزين يشربوا إيه.
حسن
:
خد بالك من المحاورة دي يا خواجة باولو.
أنطون
:
فري يعني عايز تخدم على الزباين والَّا موش عايز؟
عثمان
:
عايز بس موش قادر أمشي.
حسن
:
إيه العبارة؟ أنت يا جرسون ياللي هنا.
أنطون
:
أخ يا رمبونا!
عثمان
:
ما تعطلش الناس شوفهم عايزين إيه أنت صغير؟
أنطون
:
طيب أنا أشوف بنفسي، اللهم طولك يا روخ، مبسوط يا شيخ كفتة؟!
عثمان
:
أنا لازم نخرب بيت أبوه.
باولو
:
جرسون، جيبو واخد كنياك وواخد سكر زيادة.
عثمان
:
أنطون.
أنطون
:
وبعدين فري؟
عثمان
:
هات هنا واحد كنياك وواحد سكر زيادة.
أنطون
:
فري اختشي، خلى عندك شوية خساسة.
عثمان
:
أيوة كده اتكلم بالذوق، باللطف بالإنسانية، بتستحلف لي حضرتك؟
أنطون
:
موش بيستحلف اتفضل، عجبك كده يا شيخ كفتة؟!
كفت
:
طول بالك، ماتزعلش أنا أشوف لك حل.
عثمان
:
عاوزين إيه جنابك راجل كويس الكرسي دي فيه.
حسن
:
هات لي واحد سكر زيادة وشوف الخواجة يشرب إيه.
باولو
:
واحد كنياك.
عثمان
:
واحد كنياك الراجل نطق جنبك طلب قهوة ما تشربليش إلا كونياك، خليك بصير
على نفسك تسكر تخسر صحتك، تترمي في الأرض، غفير يتلقح عليك، يوديك في
البوليس تتخانق ويا ولادك.
حسن
:
إيه دا يا شيخ؟ أنت بتحط القهوة في كاس الكنياك؟!
عثمان
:
حصل خير.
باولو
:
إيه دي أنت مجنون!
عثمان
:
يعني القهوة موش أحسن من الكنياك؟
باولو
:
إزاي ده؟
عثمان
:
أحسن ميت مرة، دا كنياك الخواجة بيخرجه على إيده هنا من زعازيع القصب
وقشر البطيخ والبراطيش.
حسن وباولو
:
إخيه أعوذ بالله!
أنطون
:
إيه دي فري عملتو إيه سويتو إيه، إخيه يا ناس إخيه بردون يا خواجات،
مبسوط دلوقت يا شيخ كفتة؟!
كفت
:
تعالى أنا أشوف لك حل.
حسن
:
أهه دا اللي فصل مضحك صحيح، لازم أروح أجيب صاحبنا عزت أفندي من القهوة
اللي قدامنا علشان أفرجه عالمنظر ده.
باولو
:
أيوة ضروري.
عثمان
:
أنستونا ما تبقوش تيجو هنا تاني مرة، لازم أطلع عينهم كده لحد ما
يطردوني.
مرمطون
:
أنت فين يا عم عثمان؟ تعالى لما أقول لك على حكاية تعالى.
عثمان
:
حكاية إيه يا وله؟
مرمطون
:
بقى أنا كنت واقف برش على باب الجنينة الوراني، لقيت الخواجة خارج ويا
الشيخ كفتة وبيتفقوا سوا يجيبوا لك واحد مُحضر، قال علشان يثبت أنك موش
شايف شغلك زي الناس ويدفعولك مبلغ الألفين جنيه.
عثمان
:
آه دي لازم فتوى الشيخ كفت، روح أنت يا وله، لازم راحوا يجيبوا المحضر
اللي بيقعد تمللي في القهوة اللي جنبنا أنا نفرسهم خالص.
حسن
:
تعالى أنا أفرجك على فصل نكتة خالص، أنت ما جيتش هنا أبدًا؟
عزت
:
لا دي أول مرة، إنما فصل زي إيه بس؟
حسن
:
دلوقت تشوف لما يجي الخواجة صاحب القهوة (عثمان
يمسح التربيزة).
عثمان
:
لازم حاجة؟
حسن
:
طول بالك لما نفتكر.
عثمان
:
آه، أهم جابوا المحضر.
المحضر
:
وادي قاعدة.
حسن
:
من فضلك يا مسيو، خلي الجرسون يجيب لي واحد كنياك ولحضرته واحد كفيه
فرنسيه.
عزت
:
لا لا أنا عاوز كازوزة.
حسن
:
اسمع بس، اطلب قهوة، دلوقت تضحك لما تقول بس.
أنطون
:
خد بالك يا حضرة المحضر.
المحضر
:
أيوة واخد بالي.
أنطون
:
عثمان.
عثمان
:
أفندم.
أنطون
:
جيبتو للبهوات دول واخد كنياك وواخد كافيه فرنسيه؟
عثمان
:
حاضر، كونياك كافيه فرنسيه، واحد كونياك واحد كفيه فرنسيه.
أنطون
:
دلوقت شوفوا الشغل المسخرة اللي راح يعمله.
كفت
:
أيوة دلوقت تشوف العجب يا جناب المحضر.
عثمان
:
لازم حاجة لازم كبريت.
عزت
:
إيه اللي بتستغربه في الجرسون ده؟ دا من أحسن وأأدب الجرسونات!
حسن
:
بس طول بالك … قول لي هنا يا جرسون كويس الكنياك بتاعكوا ده … خد
بالك.
عثمان
:
دي كونياك شبانيا خالص، مافيش زيه ولا في شبرد.
حسن
:
موش بيخرجوه من قشر الدوم وجدر النخل وزعازيع القصب؟
عثمان
:
اخرس اوعى تتكلم في البضاعة بتاعتنا، الخواجة بتاعنا يجيب أحسن بضاعة،
راجل يدفع فلوس زيادة علشان يجيب بضاعة كويس؛ علشان اسمه كويس، والَّا إيه
يا خواجة؟
أنطون
:
يخرب بيتك!
عزت
:
هو فين الفصل اللي أنت جايبني أتفرج عليه؟
حسن
:
أما أنا حاتجنن … اسمع هنا يا مسيو، موش دا الجرسون اللي كان هنا قبل
دلوقت؟
أنطون
:
هو بعينه.
عثمان
:
تأمر بايه جنابك؟ عندنا كنياك على كيفك شاي على كيفك، بن على كيفك، أنا
كمان واخد بالي على كيفك.
المحضر
:
اسمع هنا مسيو أنتوا ندهيني ليه؟ دا أحسن جرسون شفته في حياتي، أنتم ناس
مجانين والَّا إيه يالله بنا سلام عليكم.
عثمان
:
وعليكم السلام أنستم وشرفتم (ضجة).
المرمطون
:
إيه دول يا عم عثمان؟
عثمان
:
آه، دول الجرسونات أصحابي أنا كسبت النمرة جايين يهنوني، تعالى يا وله
أنت وهو.
[لحن الجرسونات]:
يا سي عثمان أدحنا جيناﻟك، يا بطل ياللي كسبت النمرة
أهه ربنا روق باﻟك، وعدل الحال لك يابو سمرة
مبروك عليك وعلينا، إحنا نصافيك بعنينا
وحق من جرسنا، لولاك ما كنا جينا
اتشقلب بقى واتنطط، والبس أفندي واتحطط
واضرب في الدنيا طبنجة، والبس خواتم بتلعلط
أهه ده جرسون وصبح بنكير، ولحد عنده جاله الخير
اغنينا وادينا يا رب كسبنا، إحنا كمان وبلغنا أمانينا
بس اوعى يا عثمان تنسانا، داحنا ورانا عيالنا جعانة
أبدًا وانتم أولاد جنسي، وإذا نسيتكم تبقى خيانة
مساكين السفرجية غلبانين الجرسون
إيمتى حايعدلها سيدك، بس ونعيش في تبات
الجرسنة والخدمة دي، ياما يشوف فيها أفندية
إيمتى تفوت الخدمة وذلها، وتخلص م العبودية
أهه يمكن واحد زيك، ما تعلمش في مدارس
ينفع وطنه وبلاده أكثر، من ستين وارث
لازم نصون أموالنا، لألف مشروع في بالنا
لحد ما تتعدل ونشوف، السعد قبالنا
الفصل الثاني
(رقص)
الأولاد
:
أفكار أهالي مصر.
الجرسون
:
أفكار أهالي مصر، ماعندكوش أفكار أهالي بورسعيد؟
الأولاد
:
لأ.
الجرسون
:
وبكام النسخة؟
الأولاد
:
بقرش صاغ.
الجرسون
:
أمال بتبيعوا الوطن بكام؟
الأولاد
:
الوطن ولا بحياتنا، أفكار أهالي مصر أهلًا وسهلًا يا مسا الفل النيل
كونيلي.
فكتوريا
:
اسمع هنا يا جرسون مافيش واحد بيه أسمراني غامق شوية جه هنا
دلوقت؟
الجرسون
:
لا والله يا مزمزيل.
فكتوريا
:
هو أظنه لسه ماجاش ميعاده، اتفضلوا بنا نستناه.
الأفندي
:
ليه هو ميعاده الساعة كام؟
فكتوريا
:
من بعد الساعة احداشر زي كل ليلة.
طبرة
:
إشمعنى يعني مايجيش إلا الساعة ١١ احداشر؟
فكتوريا
:
والله علمي علمكم!
الأفندي
:
إزاي الكلام دا يا عزيزتي بقى يبقى عثمان بيه ده صاحبك من يجي عشرة
خمسطاشر يوم ولا تعرفيش إيه دخلياته؟!
فكتوريا
:
أهه كل اللي قاله لي، إنه من أعيان كوم أمبو ومن أكبر تجارها، وقال
دايمًا مشغول في التجارة بتاعته من الساعة تمانية صباحًا لحد الساعة احداشر
مساءً.
الأفندي
:
غريبة دي!
فكتوريا
:
بس عيبه الوحيد أنه طالع في عقله، قال لازم يفضل يلعب قمار لحد ما يكسب
ألفين جنيه قال، موش فاهمة أنا ليه يعني الألفين جنيه دول.
الأفندي
:
لكن أظنه واقع فيك خالص يا ست فيكتوريا؟
فكتوريا
:
أوه، دا واقع فيَّ وبيحبني يُدوب.
طبرة
:
ياختى أنا خارجة أسمع شوية مغنى.
فكتوريا
:
أيوة يالله نسلي نفسنا حبة، لك حق (ضجة).
الأفندي
:
إيه دول يا جرسون؟
الجرسون
:
دوله جماعة حشاشين كانوا بيزيطوا جوه عند التخت وباينهم طردوهم، خش يا
أخينا أنت وهو.
[لحن الحشاشين]:
ديك النهار أنا وأبو قورة والواد دقدق
وحق من جعل الكيف دا زي الفذدق
طلعنا كده في الفجرية شوية لقينا عربية
وخيلها كانت خضرة وقوية ومتحنية
وجنب الأسطى واحدة جوه ماسكة كمنجة
وزير دكر سببوبه أصلي وزرين منجة
وعم ويلسن هع كان لابس هاها بلغة
سماتي وبنطلون شبت همايوني مع عمة غباني
أقول لك الحق أنا شفته في العربة
قام دمي فار نطيت بقيت في القرية
أخويا عنترة وصاحب صاحب واد
ماللي الصبوات تفرح به لقيته بيهنكر في الفرزة
رحت ساحبه مشينا حبه قمنا التقينا هع
جهة المحضر حمار بزلومة سلاقي وفاتح محضر
جا يراضيني برطاني رحت فارش قفطاني
والحال طلياني وكان دروسي حاطاني
ومسكوا فيه، آه يا تفانينك ينصر دينك
ضرب لي سفارة خلى الخط اتلم علينا
بقت عادتك الله لا يوريك الناس الَّمه حوالينا
وعنها والقسم ومحضر أو الأصل
كله من تهيآت من تفانين ملة دين التعميرة
فهمتوش أنتوا حاجة من دا كله
أهه سطله ومطله سيبك منها
نفوق ونروق لما نبلغ أملنا
أنطون
:
أما غريبة! راح فين الشيخ كفتة؟
كفت
:
أنا باستنظرك من الصبح، تعالى بقى
ادفع لي حساب المزات اللي أنا أكلتها بره.
أنطون
:
فري فهمني بس علشان إيه كلمتني ييجي هنا الليل في الألدرادو بتاع الرقص
دي؟
كفت
:
يا سيدي ما قلت لك علشان نضايق عثمان الجرسون بتاعك؛ لأنه ييجي هنا لأنه
بعد ما بيخلص وارديته من الشغل عندك، وعامل لي فشر أولاد الذوات.
أنطون
:
طيب وبعدما نضيق عليه؟
كفت
:
طبعًا حايتضايق منا لدرجة أنه يقايس ويدفع لك الألفين جنيه.
أنطون
:
شيخ كفتة، أنا قلبي خاسس بأن البربري عثمان الكلب دي راح يستنى عندي كل
العشرين سنة ويمسك مني كل شهر الخمسطاشر جنيه.
كفت
:
يا سيدي خليك طويل البال، مابين طرفة عين وانتباهتها.
أنطون
:
فري دي موش طرفة عين، دي قلعة عين (يخرجان).
كفتة
:
تعالى بس أنا أفهمك.
الجرسون
:
أهلًا وسهلًا بالسواحين الفل.
الترجمان
:
asseyez vous excellence ah! mais on est tres bien ici
c’est donc. le caffe chantant بقى شوف يابو داوود،
خلي بالك منا أحسن الخواجة ده كونت من البرنسات الكبار بتوع النمسا
eh! Drogman, ou sont vos chanteuses?
أهه الخواجة بيسأل عن الرقصات داحنا ليلتنا ندا، يا سلام يا مدام، أنتوا
ناس أغراب برقبتنا نكرمكم بعنينا صدق من قال الغريب أعمى
L’etranger est aveugl ile dis donc, c’est ou chrinois
que tu parle الله الله! طولي بالك يا سنيورينا، دي
العبارة كلمة ورد غطاها une parole est la reponce de sa
converter mais quelle couverture animal ديهدي ديهدي!
أنا مالي اندعقوا! اخدكوش تشدو يا مدام voulez-vous tirer
quoi! Tirer أهه اتفقوا بقى على خاجة أحسن أنا داخل
أحاسب القاضي je vais regles le juge quell
juge آه، آدي الجمل وآدي الجمال voici
le chameau est le chamelier quoi chameau, il nous traite decha meau,
il faut lui casser la queale.
الجرسون
:
الله الله! مال الجماعة دول ياخويا بيعملوا كده ليه؟!
أم أحمد
:
تعالى يادلعدي يا أمونة.
الجرسون
:
يا خبر دول إيه دول كمان! أنتوا إيه؟
أم أحمد
:
إحنا حية يادلعدي، كنا اتكلمنا إمبارح مع الخواجة علشان نشتغل هنا في
القهوة، قال لنا تعالوا اعملوا بردَّا.
الجرسون
:
صبية إيه دول ياخويا! أنتوا عوالم والَّا أدباتية؟
أم أحمد
:
أدباتية وقرداتية وقباحتيه وكل حاجة، أسمعك؟
الجرسون
:
سمعينا كده أما نشوف.
أم أحمد
:
دوري الأسطوانة يادلعدي.
[لحن يا بهوات أنستم]:
يا بهوات أنستم، دي ليلة بيضة بوجودكم البركة فيكو أنتم
أشيا رضى نشكركو نقول لكوا إيه من زينا احنا فشر
دي الليلة ليلة أربعطاشر، خفة وحاجة لطافة نشكرﮐوا
نقول لكوا إيه، وحياتك احنا اللي فيهم والكلمتين نطفيهم
ابقوا تعالوا أغني لكم الاعربو الافرنسية
الجرسون
:
الله الله! اتفضلوا معايا، وسعوا يا جدعان للعوالم الأبهة الأصلي خالص،
اتفضلو يا أسطى.
أم أحمد
:
والله قبلنا في الامتحان يا جماعة.
فكتوريا
:
أما صوتها كويس خالص الولية دي!
الأفندي
:
والله كان حقنا شوية نسمع منها حاجة.
فكتوريا
:
قبل كل شيء أنا عايزة ألحق أكل لي لقمة قبل ما تشطب اللوكندات.
الأفندي
:
طولي بالك أما يجي صاحبك عثمان ووقتها نبقى نتعشى سوا كلنا … يا جرسون
هات تلاتة مارتيل.
الجرسون
:
ثريا مارتيل ثريا، أهلًا وسهلًا سيدنا البيه.
(عثمان يسلم ويتفضل.)
فكتوريا
:
إيه دا يا شيخ! أنت كنت فين؟
عثمان
:
فين إيه! أنا فاضي زيكو أنا بس علشان نقعد نقرا الجوابات اللي بتيجي لي
من التجار والعملا بتوعي بدى تلاتين ساعة في اليوم.
الأفندي
:
يا سلام! بقى حضرتك تاجر بتشتغل في التجارة؟!
عثمان
:
هو، حضرتي أكبر تاجر في كل الدنيا وضواحيها كمان.
فكتوريا
:
أهه أنا بقى لي وياه دلوقت زي خمسطاشر يوم ولانيش عارفة أتمتع به أبدًا،
لكن حاعمل إيه قسمتي!
عثمان
:
معلهش قسمتك سودة، تشربوا إيه هو راح فين الجرسون؟
الأفندي
:
جرسون.
عثمان
:
أفندم، إخص أنا افتكرت نفسي في الشغل.
طبرة والأفندي
:
الله! إيه ماله ده؟!
فكتوريا
:
ما تيجي تقعد، جرى لك إيه؟
عثمان
:
لا بس عايز الجرسون، يا ولد يا جرسون، يا جرسون، دلوقت ننفضح يا
جرسون.
فكتوريا وطبرة والأفندي
:
إيه مالك يا بيه؟
أنطون
:
سعيدة فري عثمان.
عثمان
:
سعيدة فري أنطون.
فكتوريا
:
دا مين الراجل قليل الأدب ده؟
عثمان
:
لا دا واحد جرسون، كنت بعته في مشوار.
فكتوريا
:
جرسون، جرسون ويقول لك يا عثمان كده حاف؟!
عثمان
:
لا مأهه، حاكم أصله كان الخوجة بتاعي في المدرسة، خوجة حساب.
فكتوريا
:
أيوة أنا عارفة حسابك، الراجل ده لازم تكون باعته لواحدة وجاي لك بالرد
بتاعها، امشي اطلع بره يا راجل يا هلس يا دون أنت، أنا لازم أقول لصاحب
القهوة، يدي لك حسابك حالًا.
أنطون
:
فري عثمان ماله الست دي؟
عثمان
:
معلهش حقك عليَّ، وأدي راسك.
فكتوريا
:
إيه دا كمان! بتبوس راسه؟!
أنطون
:
فري أنت تعرف دا مين؟
عثمان
:
يا سيدي مافيش لزوم، حد سألك يا بارد؟
أنطون
:
دي الجرسون بتاعي خدامي.
فكتوريا
:
إيه خدام؟!
عثمان
:
لا يا ستي يخرب بيتك، خدامه بالرومي يعني تلميذه.
أنطون
:
يالله امشي فري، تعالى خد الحساب بتاعك.
فكتوريا
:
الحساب!
عثمان
:
هه، صدقت بقى أنه خوجه حساب؟ معلهش اتفضل أنت دلوقت، دي وليه
مجنونة.
أنطون
:
طيب أنا أعرف شغلي.
الجرسون
:
اسمع يا خواجتنا، الأستاذ اللي كان وياك دا، حسابه عند مين؟
أنطون
:
عندي أنا علشان إيه؟ هو فني فري علشان تطلع عينه.
فكتوريا
:
والله أنا كنت رايحة أضربه.
عثمان
:
لا مافيش لزوم، هو راجل مجنون، أمال هم طردوه من المدرسة علشان إيه … يا
جرسون هات شبانيا وخليهم يسمعونا دور مغنى كويس.
الجرسون
:
حاضر يا بيه.
فكتوريا
:
أما دلوقت سمعنا حتة واحدة من اللي بيغنوا هنا يا عثمان بيه، لكن صوت
إيه، حاجة حليوة صحيح، بس يا خسارة!
عثمان
:
خسارة إيه؟
فكتوريا
:
المعلمة بتاعتهم وشها موش حلو.
عثمان
:
مشو حلو، خازوق! لا تكون المرة أم أحمد … ودي طويلة والَّا قصيرة؟
فكتوريا
:
لا متوسطة، بنت بلد لابسة برقع وملاية.
عثمان
:
برقع ملاية لازم هي، رحنا في داهية … لكن إحنا حانستنى هنا كتير يا
روحي؟
فكتوريا
:
أيوة لحد التشطيب؛ علشان أنا الليلة نفسي مفتوحة للسمع والقعاد هنا لحد
الصبح.
كمان؟
كمان؟
الأفندي
:
يا سلام لحد الصبح (ضجة صوت أم
أحمد).
عثمان
:
ارمي … عن إذنكوا أنا مروح.
فكتوريا
:
يالهوي تروح إزاي!
عثمان
:
أيوة بس الموال اللي بيغنوه جوه ده، كان تمللي يغنيه المرحوم أبويا موش
قادر أسمعه أبدًا.
فكتوريا
:
مسكين قلبه رقيق خالص!
عثمان
:
أيوة رقيق خالص!
فكتوريا
:
طيب اقعد دلوقت نسكت اللي بتغني دي.
عثمان
:
لا موش قادر أقعد خالص، يا جرسون تعالى خد حسابك قوام.
فكتوريا
:
لا يا سيدي موش ممكن، لما نشرب الدور اللي طلبناه اسمع يا جرسون، لما
يطلب منك الحساب ابقى صهين وقول للي بتغني دي، تغير الدور اللي
بتغنيه.
عثمان
:
يا وله بأقول لك شوف الحساب كام يا وله؟
فكتوريا
:
يعني أنت حاتقعد زي الناس والَّا أفوتك وأمشي، إن كان على المغنى اللي
أنت متضايق منها، أدحنا بعتنا سكتنا الولية خلاص سكتت.
عثمان
:
طيب اسمحوا لي بس أروح لحد الأخزخانة أجيب برشامة كالومين أحسن عندي
مغص.
فكتوريا
:
أيوة أنا فاهمة برشامتك، جنابك عايز تزوغ وتروح في الميعاد بتاع الراجل
الرومي دا اللي كان هنا دلوقت، أنا لازم أخلي الخواجة صاحب القهوة يضربه
ويطرده.
عثمان
:
شوف الولية رايحة تجيب لنا فضيحة!
الأفندي
:
بتغير عليك لأنها بتحبك قوى.
عثمان
:
تغير إيه يا سيدي؟
طبرة
:
بكل تأكيد؛ لأني أنا باشوفها تمللي تشكر فيك في غيابك.
عثمان
:
لكن موش عيب تروح دلوقت تمسك في الراجل، ودا واحد مجنون … واحد
واحد.
أم أحمد
:
هو أنت!
عثمان
:
أيوة أنا.
أم أحمد
:
بتعمل إيه هنا؟
عثمان
:
لا أنا بس … شغال جرسون هنا، وانت إيه اللي جابك هنا؟
أم أحمد
:
جايبني! مادام مانتش راضي تردني، أديني جيت أشتغل مغنية هنا من الليلة
وانت جرسون هنا من إيمتى؟
عثمان
:
برضه أنا كمان جرسون هنا من الليلة.
أم أحمد
:
والله بقيت قيافة وعليك القيمة يا مسخم، بقى على كده فت الخواجة صاحب
القهوة اللي كنت فيها؟
عثمان
:
لا لسه عنده باشتغل هناك بالنهار لحد الساعة احداشر مساءً بالليل واجي
أستلم هنا.
أم أحمد
:
ومالك واقف بترتعش كده ليه؟
عثمان
:
لا بس من البرد.
أم أحمد
:
برد! أنت تبرد والَّا عندك دم، إذا كنت بتبرد والَّا بتختشي ما كنتش
تغضبني وتحوجني أرجع لكاري القديم وأشتغل.
عثمان
:
معلهش بكره أنا أجيلك في البيت وأردك، ولا أخلكيش تشتغلي في
القهوة.
أم أحمد
:
دا عيب عليك! هي دي عشرة يوم يا عثمان دانت شقى العمر كله.
عثمان
:
معلهش دي قهوة مغنى موش قهوة عياط.
الأفندي وطبرة
:
جرى إيه يا سي عثمان؟
عثمان
:
يا ستي روحي بقى دلوقت، خلينا نشوف الناس.
أم أحمد
:
تعالى هنا، ناس مين، أحسن مني الناس دول والَّا إيه؟!
عثمان
:
يا ستي حرام عليك تقطعي عيشي.
الترجمان
:
يا جرسون تعالى شوف الزباين.
عثمان
:
كده كويس؟
فكتوريا
:
إيه ده! واقف يضرب عشرة اخدت مع الولية دي ليه أنت يا سي عثمان؟
أم أحمد
:
يه! ودي عارفة اسمك منين دي؟
عثمان
:
لا ما هو حاكم الستات بتوع القهوات دول يعرفوا قوام أسامي الجرسونات …
حاضر أديني جاي.
أم أحمد
:
آه أنا كنت باحسب حاجة تانية، كنا حارقعها رقعة وانت عارف.
عثمان
:
أيوة أنا وله كل علقك.
أم أحمد
:
قطيعة أنا مكسوفة.
عثمان
:
مكسوفة من إيه؟
أم أحمد
:
كنت داخلة ألم النقطة ولما شفتك انكسفت.
عثمان
:
لا ما تنكسفيش روحي لمي النقطة، أحسن الناس يفهموا أنك أنت مراتي
عيب.
فكتوريا
:
الله أنت يا سي عثمان.
عثمان
:
حاضر، لمي النقطة، فتحي عينك للنقطة اللي جاية لك.
فكتوريا
:
إيه كنت بتقول لها إيه الولية دي؟
عثمان
:
لا بس كنت باسألها على خوجة بيانو.
الأفندي
:
ودي وش بيانو؟!
فكتوريا
:
لما تيجي تاخد النقطة ادي لها جنيه.
عثمان
:
جنيه جنيه؟!
فكتوريا
:
أيوة؛ علشان أنا بعت سكتها وهي بتغني … ما تقعد واقف كده ليه؟
عثمان
:
طولي بالك يا ستي أحسن رجلي منمل.
أم أحمد
:
عثمان الجماعة دول ادوني خمسطاشر مصيغ، أما ألم من دول.
فكتوريا
:
اديلها جنيه يا بيه.
أم أحمد
:
بيه إيه وجنيه إيه! فهمني إيه العبارة؟
عثمان
:
لا يا ستي، حاكم الست دي جت ويا واحد بيه زبون، وهي سكرانة فاكراني أنا
البيه بتاعها أنا مالي، أنا ندفع وبعدين أنا أخد من البيه بتاعها كل شيء
بالحساب.
أم أحمد
:
أيوة فتح عينك، اوعى تبص لمرة من النسوان الركش اللي هنا دول أحسن أقطع
خبرك، خد خلي الجنيه ده معاك علشان تبقى تديه للمأذون رد اليمين، أنا خارجة
أهه.
عثمان
:
يخرب بيتك!
فكتوريا
:
بس أنا بدي أفهم، أنت واقف مسمر عندك ليه؟
عثمان
:
بس أنا عندي روماتيزم والدكتور قال لي لما يجي لك الروماتيزم ابقى
اتمشى.
فكتوريا
:
طيب تعالى، خد اشرب كاسك.
عثمان
:
لا أنا ماليش نفس نفسي مفتوحة للمشي بس.
فكتوريا
:
مالكش نفس! آه لازم فكرك مشغول في واحدة تانية، بقى شوف، اعمل حسابك إني
بحبك، واليوم اللي تفتكر فيه إنك تسيبني، لازم أضربك سكينة أنزل
مصارينك.
عثمان
:
يخرب بيتك! دي أسخم من أم أحمد يا خويا!
فكتوريا
:
إيه! أم أحمد! أم أحمد مين؟
عثمان
:
لا دي، إخص عليَّ وحلت نفسي تاني، لا دي أم واحد خدام بيشتغل عندي في
البيت.
فكتوريا
:
الغاية، أنت حاتقعد بقى والَّا لأ؟
أم أحمد
:
عثمان، جماعة جوه ادوني خمسة وسبعين قرش ومعاك مني جنيه يبقوا ميه خمسة
وسبعين قرش خلهم وياك.
فكتوريا
:
آه الولية المغنية أهه، أما ننده لها تغني لنا حاجة كده تفرفشنا.
طيرة
:
اسمعي هنا يا … اسمك إيه؟
أم أحمد
:
اسمي أم أحمد على سن الرمح.
فكتوريا
:
اتفضلي اقعدي هنا يا ست أم أحمد، بس عايزينك تغني لنا بقى حاجة تكون
فرايحي قوي من اللي على ذوقك أنت.
عثمان
:
يا ست دي ما تعرفش تغني، دي معددة (توقعه على
الترجمان).
الترجمان
:
ردح إيه ده يا وليه، اخرسي.
عثمان
:
عمى في عينك، أم أحمد، أخليها تاكلك يابن المركوب.
أم أحمد
:
من عيني الاثنين يا ماما، بس أمانده لصبياني، بت يا أمونة، يا
ستوتة.
الجرسون
:
عايزني يا بيه؟
أم أحمد
:
يه بيه مين؟ يالهوي! هم بيكترولك ليه من قولة بيه ليه فهمني؟
عثمان
:
لا دا بس سألني على واحد بيه زبون تملي يجي هنا.
فكتوريا
:
يا الله اقعد أمال يا عثمان.
عثمان
:
أيوة أهه.
أم أحمد
:
يقعد إيه يا ندامتي!
عثمان
:
الجماعة سكرانين شوية، لازم نوافقهم أحسن ياخدوا على خاطرهم.
الأفندي
:
عجيبة ما تقعد يا أخينا!
عثمان
:
يخرب بيتهم دول طينة خالص قال يقعدوا الجرسون معاهم قال.
فكتوريا
:
أنت بتوشوش الولية دي بتقول لها إيه؟
أم أحمد
:
لا لا لا … استني يا بت أنت وهي، أنت بتشدي الراجل كده ليه يا
حرمة؟
عثمان
:
آه! رحنا في داهية.
فكتوريا
:
حرمة إيه يا مرة يا دون أنت!
أم أحمد
:
أنا اللي دون يا مرة يا وحشة يا ناشفة يا عدوة السماوي.
فكتوريا
:
كده تشتمني قدامك وتسكت يا لوح أنت!
أم أحمد
:
لوح يا مرينة، إزاي يا مرة تشتمي الراجل بتاعي؟
فكتوريا
:
الراجل بتاعك! حضرتك الراجل بتاعها يا بيه؟
عثمان
:
بس طولوا بالكم يا ناس، موش كده.
أم أحمد
:
موش ممكن، سيبوني عليها بس، وأنا أنهش وشها المنحوس ده.
[الخناقة]:
يالله امشي يا حرمة لحالك، بس جيتي قلقتي مزاجنا
اوعي تتنفسي والَّا تردحي، أحسن أجيب لك نفية
وافضل نازل فيك، طحن لحد ما اهريك
الفصل الثالث
مدموازيل
:
يا حسن، روح غير هدومك وتعالى خدم على الزباين، أحسن فيه زباين
جايين.
رئيس النقابة
:
لا يا أفندم دا شي وحش يقينا، ثم أنا بصفتي رئيس نقابة الجرسونات، لازم
أشوف مصالحهم؛ لأن دا توحش دا شي ضد الإنسانية.
الصحافي
:
مظبوط يا عزيزي لك حق، بس تسمح لي جنابك أخد بعض مذكرات في
الموضوع.
الرئيس
:
اتفضل خد، ثم حضرتك بصفتك رئيس تحرير أكبر جرائد العاصمة يجب عليك أنت
وزملائك تكتبوا في الموضوع ده بكل جوراحكم.
الصحافي
:
بقى سيادتك رئيس نقابة الجرسونات موش كده؟
الرئيس
:
أيوة رئيس النقابة، أدحنا أهه دخلنا صدفة في القهوة دي، دلوقت تشوف جنابك
قد إيه الجرسونات الغلابة دول بيقاسوا في مقت وغلب، ويفضل الواحد منهم يمحط
كده من الساعة تمانية صباحًا لحد نص الليل.
الصحافي
:
وهو فين أمال الجرسون؟
الرئيس
:
دلوقت يجي حالًا … بردون يا مدموازيل، فين الجرسون بتاعكم؟ موش يجي يخدم
عالزباين؟
مدموازيل
:
أنا موش عارفة اتأخر كده ليه … آه حس عربية وقفت لازم يكون هو.
الصحافي
:
إزاي ييجي في عربية؟
الرئيس
:
ياخي لا بس يمكن العربجي صاحبه، والَّا بيفوته من الشاويش.
عثمان
:
صباح الخير يا مزمزيل.
مدموازيل
:
إيه ده يا عثمان؟ شوف الزباين من الصبح مستنين.
عثمان
:
من الصبح أيوة من الصبح أمال إحنا إيمتى دلوقت، الضهر؟
مدموازيل
:
يالله شوف الزباين.
الصحافي
:
إزاي ده! هو دا الجرسون؟!
الرئيس
:
والله …
عثمان
:
سلام عليكم أنتوا جايين بدري كده ليه؟ بتبيعوا مدمس عايزين إيه؟
الصحافي
:
غريبة دي! هات اتنين قهوة سكر شوية.
عثمان
:
يا وله يا حسن.
حسن
:
نعم يا عم عثمان.
عثمان
:
خد التلاتة جنيه دول اديهم للسواق بتاع الأوتومبيل اللي واقف بره.
حسن
:
حوش يا عم عثمان، فيه ورقة بخمسين قرش وقعت منك.
عثمان
:
لا خليها علشانك.
الصحافي
:
بيقول إيه ده! جرسون ويدفع تلاتة جنيه أجرة أوتومبيل؟!
الرئيس
:
موش ممكن دا لازم يكون لواحد زبون.
عثمان
:
اسمع يا وله، هات الفوطة بتاعي من جوه قوام.
حسن
:
حاضر.
عثمان
:
اسمع، وهات المركوب كمان وياك … يا سلام أنا ما بستريحش إلا الكام ساعة
اللي باكون موجود فيهم هنا … شيل الجزمة والجاكتة جوه، استنى يا وله أما
ناخد دفتر الشيكات.
الصحافي
:
إيه هو! دفتر الشيكات إيه؟!
الرئيس
:
لا يا عزيزي ماتاخدش بالك، دي لازم اصطلاحات بين الجرسونات وبعضها، أظن
دفتر الشيكات يعني دفتر الماركات، والا دفتر بوستة، يمكن محوش له قرشين في
البوستة.
الصحافي
:
طيب اصبر أما أشوف … اسمع هنا يا جرسون.
عثمان
:
أفندم.
الصحافي
:
أنت بتحط فلوسك اللي بتحوشها فين؟ في البنك والَّا في البوستة؟
عثمان
:
في البوسطة! ليه أنا مجنون أحط ألافات الجنيهات في البوسطة؟
الصحافي
:
أمال بتحطها فين؟
عثمان
:
في البنك.
الصحافي
:
بنك! أي بنك؟
عثمان
:
باحطها فين ليه ما عندناش بنك؟ البركة في البنك المصري بتاعنا.
الرئيس
:
بيقول إيه ده؟
الصحافي
:
بقى يعني أنت على كده مبسوط؟
عثمان
:
لا من جهة مبسوط، موش مبسوط أبدًا.
الرئيس
:
هه، شفت يا أفندم، قول لحضرته إيه المقت والتعب والمرمطة اللي بتشوفها
وحيات أبوك.
عثمان
:
عيشة كلها تعب في تعب.
الصحافي
:
إزاي بقى؟
عثمان
:
تصدق جنابك، إني أنا ما دقتش النوم ليلة إمبارح ونمت بهدومي كمان؟
الرئيس
:
شايف يا سيدي، جالك كلامي؟ موش حرام ده، أهه طيب قوللي؟
الصحافي
:
وانت بتروح من هنا الساعة كام؟
عثمان
:
بنروح الساعة احداشر، وبعدها تلاقيني شوية في الألف ليلة، شوية في
البوسفور صفية حلمي في قهاوي تانية كمان.
الصحافي
:
غريبة! بقى يعني بعد ما بتخلص من شغلك هنا بتروح تشتغل جرسون في قهاوي
تانية كمان؟!
عثمان
:
أشتغل جرسون، يا ريت كنت بشتغل جرسون، أقله كنت أوفر الفلوس اللي بتروح
مني هدر، ولا كنش حد يبهدلني ويلعن لي أبو خاشي زي ليلة إمبارح.
الرئيس
:
هه، شايف يا سيدي شايف إنه بيتلعن أبو خاشه؟
الصحافي
:
طيب، سيبنا من شغل الليل ده، واحكي لي إيه الغلب اللي بتشوفه بالنهار
هنا؟
عثمان
:
بالنهار هنا؟ وهو أنا أعرف أستريح، ولا أشم نفسي إلا بالنهار هنا في
القهوة دي؟
الرئيس
:
إخص الله يكسفك!
الصحافي
:
اصبر أما أكتب دول.
الرئيس
:
يا سيدي استنى بس، سيبك من ده، دا راجل مغفل اتفضل بنا نروح أي قهوة
تانية، وانت تسمع عكس كده بالمرة.
أنطون
:
جرى إيه فري عثمان؟ زعلانين من إيه يا بيه فيه إيه؟
الرئيس
:
فيه إيه! فيه إن واحد صاحب قهوة زيك، لازم يشوف له جرسون زي الناس، موش
واحد نطع زي ده، واحد وش سلطة.
عثمان
:
سلطة! بتشتم بالسياسة باشاويش؟
الرئيس
:
أنت لازم تكون بتشغله عندك ببلاش الجرسون ده؟
أنطون
:
بلاش، فري ده بيمسك ماهيه خمسطاشر جنيه في الشهر وعنده كنتراتو بعشرين
سنة.
الصحافي
:
يا سلام! اصبر لما أخد مذكرة.
الرئيس
:
يا سيدي حاتكتب إيه بس، دا لاخر أجن وأغفل من الجرسون بتاعه، جاتكم داهية
في قهوتكم سودتوا وشي.
أنطون
:
أخ موريه مبسوط حضرتك من الشتيمة دي؟ كل الخوتة دي من تحت راسك يالله خش
جوه املا الفياسكو بتاع النبيت.
عثمان
:
اوعى تحط إيدك عليَّ لحسن نطلع عينك ونخرب بيتك، أنا موش كارمك إلا علشان
خاطر بنتك بس.
أنطون
:
أخ يا رمبونا يا ربنا!
الشاهد الأول
:
هو متخد القهوة دي محلًا مختارًا والَّا إيه؟
الثاني
:
والله علمي علمك يا رفعت بيه، لكن إيه أصل الحكاية دي أنت شفت الراجل
الأسمر دا اللي اسمه عثمان بيه لما ضرب الكونت صاحبك دا بالقلم؟
الأول
:
بكل تأكيد، إنما الأنكت من كده، إن الكونت محكم رأيه لازم يبارز البيه
البربري ده، وغلبت أفهمه إن الجماعة دول ما يعرفوش حاجة اسمها دويللو ولا
غيره، لكن حاقول لمين!
الثاني
:
أما مغفل صحيح!
الأول
:
آه، آدي القهوجي أهه أما نسأله عنه … اسمع يا خواجة هات لنا اتنين قهوة،
إنما قبلة إحنا جايين نسأل عن واحد أسمر ييجي هنا تمللي، اسمه عثمان ﺑ…
أنطون
:
عثمان عثمان، يجي خالًا.
الأول
:
هو بيتوجد تملي هنا.
أنطون
:
هو من الصبح لحد الساعة احداشر، ليه علشان إيه؟
الأول
:
لا بس إحنا جايين بصفة شهود من طرف واحد كونت؛ علشان كان اتخانق وياه
إمبارح في قهوة رقص، وعايز يعمل وياه دويللو.
أنطون
:
دويللو ويا عثمان، يخرب بيته!
الأول
:
أنا نسيت عن إذنك يا بيه لما أصرف العربجي.
أنطون
:
اتفضل اتفضل، شوف حضرتهم عايزين إيه؟
عثمان
:
أنت جرى لك إيه جنابك عايز مين؟
الثاني
:
عايز واحد اسمه عثمان بيه.
عثمان
:
آه، دا لازم أنا، حضرتك عايز عثمان مين فيهم؟
الثاني
:
ليه هم كام عثمان؟
عثمان
:
فيه هنا عثمانين، عثمان بيه التاجر الغني الكبير بتاع كوم أمبو وفيه
عثمان الجرسون زيرو، عايز مين فيهم بقى؟
الثاني
:
لا إحنا عايزين عثمان بيه بتاع كوم أمبو.
عثمان
:
كويس تعالى له الساعة احداشر بعد التشطيب.
الثاني
:
بعد التشطيب؟!
عثمان
:
أهه أنا عثمان بيه، إنما من الساعة احداشر مساءً لحد الساعة تمانية
صباحًا، أماذا جيت بالنهار مافيش غير عثمان الجرسون حاف.
الأول
:
ديهدي دا موش هو والَّا إيه؟!
عثمان
:
عن إذنكم أحسن فيه زباين.
أنطون
:
عملت إيه فري عثمان؟
عثمان
:
في إيه؟
أنطون
:
حضرتك رايخ تخش دويللو ويا واحد كونت؟!
عثمان
:
دويللو دي إيه كمان!
أنطون
:
يعني تخش وياه في البراز.
عثمان
:
براز، إخص الله يقرفك!
الثاني
:
إيه العبارة أنت بتقول بيه والَّا جرسون؟
أنطون
:
حضرتهم جايين زي شاهد من الطرف بتاع الكونت، اللي حضرتك عملت شمطة وياه
إمبارح.
عثمان
:
حضرتكو شهود من طرف الكونت اللي اتخانق معايا إمبارح؟
الاثنين
:
أيوة لكن …
عثمان
:
مالاكنش ولا حاجة … وله يا إدريس، وله يا عبد الحفيظ تعالى يا ولد …
اتفضلوا دي الشهود بتاعي.
الاثنين
:
إيه هو ده؟ طول بالك.
عثمان
:
ما أطولش ولا حاجة، عاوز يبارزني أنا أبارز أبوه كمان.
الأول
:
لا يا سيدي إحنا عدلنا.
عثمان
:
موش ممكن دي حقوقنا لازم نطالب بها.
الأول
:
يا أخينا تبقى أنت اللي ضاربه، وكمان موش عاوز تسكت؟!
عثمان
:
لا هو إلا اتعدى علي وضرب البوليس راخر.
الأول
:
ماعلهش الراجل تنازل، واحنا بنقول لك أهه بالنيابة عنه بصفتنا الشهود
بتوعه.
البربري
:
معلهش يا عثمان المسامح كريم.
عثمان
:
طيب حيث إن الراجل ده راجل غريب، إحنا نسامحه ودا برضه برهان كبير على
كرم المصريين.
الاثنين
:
الحمد لله، سلام عليكم.
عثمان
:
اقعد يا وله أنت وهو، يمكن يجي لنا دويللو تاني (يسمع صوت أم أحمد).
أم أحمد
:
هو فين الدلعدي عثمان؟
عثمان
:
آه، آدي الديويللو الأصلي بقى.
أم أحمد
:
أيوة أنا لازم أسأل وأطقس، تعالى هنا يا أسود الوش أنت، بقى حضرتك ورثت
ولنتاش راضي تقول لي، بقى ما تعرفنيش إلا وانت فقير جربوع صدمان
ندمان؟!
عثمان
:
أنت جاية ليه دلوقت؟ أنا كنت جاي لك، خدي آدي عشرة جنيه وروحي هاتِ اللي
إنت عاوزاه ونضفي البيت، أنا رايح نجيب المأذون وكل الرجالة.
أم أحمد
:
يا حلولي يا حلولي، حاسلطح يا ولاد!
عثمان
:
الحرمة اتجننت والَّا إيه؟!
أم أحمد
:
اسمع أنت معاك منى ميه خمسة وسبعين قرش، حاتحسبهم من العشرة جنيه اللي
إديتهم لي، والَّا غيرهم؟
عثمان
:
لا يا ستي غيرهم الله يوقف حالك.
أم أحمد
:
آه طب دول موش حايكفوا دلوقت، عايزين لحمة ورز وسمن وسكر
للمعازيم.
عثمان
:
لا موش حانسقيهم سكر.
أم أحمد
:
أمال حانسقيهم إيه؟
عثمان
:
حانسقيهم شربة يالله …
عثمان
:
إيه الرأي بقى دلوقت عايزة تسطلح؟
البربري
:
اصطلح يا عم عثمان، الصلح خير.
عثمان
:
طيب، خدوا الكام قرش دول اتفكوا فيهم، ولما تزنقوا ابقوا تعالو لي
تاني.
البرابرة
:
والله مزنوقين قوي يا عم عثمان.
عثمان
:
الله يسهل لكوا.
مدموازيل
:
إيه مالك يا عثمان؟ أم أحمد بتقول لك إيه؟
عثمان
:
بتقول إيه، عاوزة تسطلح!
مدموازيل
:
وانت فكرك إيه؟
عثمان
:
فكري الصلح مافيش أحسن منه؛ علشان هي لها الحق، هي أصلها مراتي وأنا
فقير، فلازم تكون مراتي وأنا غني.
مدموازيل
:
طب اسكت، أحسن فيه زباين أهم.
عثمان
:
اصبري لما نجيب الفوطة من جوه.
مدموازيل
:
اتفضلوا يا ستات.
فكتوريا
:
بونجور يا مدموازيل فيه واحد أسمراني اسمه سي عثمان ماجاش هنا
النهاردة؟
مدموازيل
:
أيوة دلوقت يجي حالًا … عثمان.
عثمان
:
أفندم.
فكتوريا
:
إيه ده يا حفيظ!
طبرة
:
جرسون؟
عثمان
:
أيوة جرسون! ماله الجرسون؟! موش بيشتغل بشرف وياكل من عرق جبينه؟!
فكتوريا
:
خلاص، دلوقت أنا سقطت في نظر كل الناس.
عثمان
:
سقطتِ، نبعت نجيب لك الداية.
عفيفة
:
بقى كنت مرافقة جرسون حضرتك؟!
فكتوريا
:
لا موش ممكن أبدًا، يستحيل إني اسكت على كده، أنت دلوقت بقيت نقطة سودة
في تاريخ حياتي، فلازم تتجوزني.
عثمان
:
ارمي! وأدي جوازة نمرة اتنين كمان!
فكتوريا
:
أهه اعرف شغلك بقى.
عثمان
:
لا يا ستي موش ممكن، اطلبي أي حاجة غير الجواز.
فكتوريا
:
إزاي؟
عثمان
:
جوازتين في الراس توجع.
فكتوريا
:
يستحيل اعرف شغلك.
عثمان
:
يا ستي بالمفتوح، أنا دلوقت جوز على المشاع، فيه واحدة غيرك كمان مقدمة
طلب جواز مع التنفيذ آه، أهه جت.
أم أحمد
:
أديني حضرت السكر وكل حاجة، والورقة أهه في إيدي أهه.
عثمان
:
اتفضلي اتفقي أنت والست على رأي.
فكتوريا
:
يالهوي المرة بتاعت الخناقة!
أم أحمد
:
يا لهوي هو أنت يا مزمزيل عصاعيص؟!
عثمان
:
بقى شوفي يا ست، الحرمة دي تبقى مراتي سابقًا، وحضرتك دلوقت جاية على
شروع في جواز، فأحسن شيء أنكم تبقوا ويا بعض، تشوفوا اللي لها الحق فيَّ
مين فيكم.
أم أحمد
:
الحق، دي ورقتي أهه يا حرمة، سيبهالي وأنا أسلمها للبوليس.
عثمان
:
اتناقشوا ويا بعض، سيبك مادام المسألة دخلت في دور المناقشة تبقى حبالها
طويلة.
أنطون
:
يا سلام! أنا كمان شوية نروح برجلي في السراية بتاع الملاحيس بس فين هو
الشيخ كفتة الخنزير ده؟!
كفت
:
ابن حلال.
أنطون
:
أنت فين يا شيخ كفتة؟ أنا عاوزك.
كفت
:
عاوزني! ليه فيه كنتراتو تاني؟!
أنطون
:
كنتراتو إيه وزفت إيه، كل المصايب يجي مرة واحدة.
كفت
:
ليه فيه مصيبة غير مصيبة عثمان؟
أنطون
:
أيوة دي مصيبة تاني في حكومة.
كفت
:
حكومة إيه كمان؟
أنطون
:
اتفضل يا سيدي، آدي إنزار حكم بالحجز؛ علشان بيع المحل بتاعي.
كفت
:
المحل بتاعك ده؟!
أنطون
:
أيوة، دي أصله القضية بتاع الدين اللي كان عليَّ للخواجة خرالمبو، تلتمية
جنيه.
كفت
:
أيوة أيوة، أنت كنت قلت لي، إنما معلهش، برضه تعوضهم من الألفين جنيه
التعويض اللي خاناخدهم من عثمان.
أنطون
:
لا لا أنا بعت البنت بتاعي، اديته المفاتيح علشان يروح في البيت يمسك كل
الفلوس اللي في الخزانة بتاعي أهه بعد كده مافيش في الخزانة ولا قرش غير
الكنتراتو بتاع عثمان.
المدموازيل
:
يا بابا.
أنطون
:
فيه إيه؟
المدموازيل
:
رحت البيت لقيت الخزنة مكسورة مافيش فيها لا فلوس ولا ورق، ولا الكنتراتو
بتاع عثمان.
كفت
:
آه، الراجل سورق، كباية ميه، واحد كونياك، آه دلوقت لو الحكاية دي بلغت
عثمان، ما يدفعلكش ولا مليم.
أنطون
:
آه، أنا خايف لا يكون المرمطون دي سمع الكلام بتاعنا، اسمع هنا فري حسن،
أنت مستني هنا من إيمتى؟
حسن
:
دلوقت أهه يا خواجة.
أنطون
:
فري سمعتوا أنا بيقول إيه؟
حسن
:
لا أنا شايفك بتتكلم مع الشيخ كفتة، لكن مانيش فاهم حاجة.
أنطون
:
أحسن شي نطرده، يالله فري خد الحساب بتاعك وامشي روح لحالك.
حسن
:
الله! ليه بس يا خواجة؟
أنطون
:
امشي موريه كلفتي، يالله جاي تسمع الكلام بتاعنا يالله امشي.
أنطون
:
موش أحسن كده شيخ كفتة؟
كفت
:
برضه عملت طيب، إنما احذر بقى من أن عثمان يعرف حكاية الكنتراتو ده
(يدخل عثمان).
أنطون
:
أهه أنا موش مطلع ديني إلا عبارة الكنتراتو دي.
عثمان
:
كنتراتو، أنتوا عايزين تعملوا كنتراتو تاني؟
كفت
:
لا يخي أنا كنت باكلم لك الخواجة أنطون؛ علشان يتنازل لك عن نص مبلغ
التعويض، يعني يسيب لك ألف جنيه، وياخد ألف جنيه.
عثمان
:
بتوع إيه؟
كفت
:
بتوع الغرامة بتاع الكنتراتو اللي عليك.
عثمان
:
آه دا الكلام ده إن كنت عاوز أخرج، لكن أنا موش عاوز أخرج اللي عايز
يخرجني من هنا يديني ألفين جنيه موش ألف جنيه.
أنطون
:
يا شيخ كفتة، أنا موش قادر أستنى، تعالى ويايا نروح في البيت بتاعي نشوف
كل الحاجات اللي انسرقت، آخ!
كفت
:
أنا كان قصدي إني أكسيك قرشين ولكن العبارة جت بالعكس.
عثمان
:
وله يا حسن، هو راح فين الولد الخدام؟
حسن
:
نعم يا عم عثمان.
عثمان
:
أنت كنت فين يا وله؟
حسن
:
كنت عالقهوة بره، ليه أنت موش عارف اللي حصل؟
عثمان
:
حصل! حصل إيه؟
حسن
:
الخواجة طردني.
عثمان
:
طردك! طردك علشان إيه؟
حسن
:
اسمع قبلة بقى علشان خاطر العيش والملح، حاقول لك على مسألة تهمك خالص،
اللي بسببها طردني الخواجة.
عثمان
:
طيب قول يمكن بسببها يطردني أنا لاخر.
حسن
:
بقى أنا كنت واقف باكنس هنا، والخواجة واقف بيتكلم مع الشيخ كفت في الحتة
دي، وبيقول له إن الخزنة بتاعته انسرقت من البيت ومن ضمنها الكنتراتو بتاعك
اللي فيه غرامة الألفين جنيه، بعدين الشيخ كفت فهمه ما يديلكش خبر؛ علشان
يبلفوك وياخدوا منك المبلغ، ولما شافوني واقف هنا خافوا أحسن أديك خبر راحو
طردني.
عثمان
:
كتر خيرك، وحيث إنك انطردت بخصوصي خد آدي … محفظة فيها تلاتين جنيه افتح
لك محل بيع وشرا ولا تخدمش أبدًا.
حسن
:
ربنا يخليك يا عم عثمان.
عثمان
:
دا واجب، لازم الجميل بالجميل، والله طيب يا كفتة الكلب والله طيب، إخص
نسيت دفتر الشيكات أما أروح أجيبه، لكن مين اللي خايخلي باله من القهوة،
ينفلق القهوة على أصحابه، على راس الكفتة كمان، الله إيه الناس دول! خدوا
بالكم أنا حانرجع حالًا.
أنطون
:
أخ يا كتينة أهم جايين ينفذوا الحجز، لا حول ولا قوة إلا بالله.
كفت
:
إيه الزيطة دي؟
المحضر
:
فين شيخ الحارة؟
شيخ الحارة
:
أديني يا أفندم.
المحضر
:
دا محل الخواجة أنطون روكفوريادس؟
شيخ الحارة
:
أيوة هو يا فندي دا الخواجة قاعد أهه.
المحضر
:
وأدي صورة الحكم.
المحضر
:
بناء على الحكم الصادر من محكمة مصر المختلطة بتاريخ ١١ نوفمبر سنة ١٩٢٠
لصالح الخواجة خرالمبو جميارينادس، حضرنا لتنفيذ هذا الحكم وإشهار المزاد
العلني، وذلك لسداد مبلغ تلتماية خمسة وأربعين جنيه، يالله اشهر المزاد ألا
أونا ألا دوي إلخ … يصير بيع منقولات قهوة الخواجة أنطون روكفوريادس
بالمزاد العلني وبالمبلغ تلتماية خمسة وأربعين جنيه للخواجة خرالمبو
جميارينادس.
أنطون
:
فري عثمان، أنا في عرضك عايزين يحجزوا المحل يبيعوا المحل بتاعي.
عثمان
:
يحجزو إخص، الجزمة والجاكيتة بتاعي جوه، استنى أنت وهو فين الخواجة صاحب
الفلوس؟
خرالمبو
:
أنا صاحب الفلوس.
عثمان
:
أنت صاحب الفلوس والَّا صاحب عيال، فلوسك كام؟
خرالمبو
:
تلتمية جنيه، وخمسة وأربعين مصاريف.
عثمان
:
بس كده اسمع يا خواجة إحنا صحيح ناس صغيرين، لكن وقت اللزوم قلوبنا
كبيرة، اتفضل خد آدي تحويل عالبنك، لازم تشربوا حاجة على حسابي.
أنطون
:
يا سلام يا عثمان! أنا لازم تموت نفسي علشان نردلك التلتمية جنيه
دول.
عثمان
:
مافيش لزوم تموت نفسك ولا حاجة، أنا دفعت عنك دلوقت تلتمية خمسة وأربعين
جنيه، أديني الكنتراتو بتاعي وأنا أكمل لك على الألفين جنيه التعويض؛ علشان
أنا خلاص موش عاوز أشتغل جرسون.
أنطون
:
يا خسارة لو كان الكنتراتو موش انسرق، شوف يا حبيبي عثمان، موش ضروري
الكنتراتو، ادفع أنت الفرق بتاع الألفين جنيه وامسك منى واخد تنازل.
عثمان
:
شوفوا الراجل وطرقه البطالة! اسمع يا خواجة.
أنطون
:
أفندم.
عثمان
:
بقى حضرتك ضحكت علي أول مرة وكتبتني كنتراتو علشان تاخد منى ألفين
جنيه.
أنطون
:
صحيح.
عثمان
:
ودلوقت كمان بعد الجميل اللي عملته معاك كله، جيت تضحك علي مرة
تانية.
أنطون
:
إزاي؟!
عثمان
:
علشان الكنتراتو بتاعي كان جوه الخزنة اللي انسرق.
البنت
:
أيوة.
أنطون
:
إيه حضرتك عارف؟
عثمان
:
بقى يا راجل يا غبي فاكر إن واحد خواجة زيك، يضحك على واحد زيي مصري
ويستغفله؟!
أنطون
:
إزاي أنا موش فاهم!
عثمان
:
فهموه … لكن أنا برضه مع كل اللي حصل، بصفتي دلوقت صاحب القهوة دي،
حتنازل لك عنه علشان خاطر بنتك المسكينة دي.
أنطون
:
مرسي مرسي، أخ يا عثمان، لو كان حضرتك موش بربري وأنا رومي، كنت جوزتك
بنتي كتينة.
عثمان
:
لا يا خويا موش عاوز الكتينة بتاعك، أنا عندي أم أحمد مراتي أحسن من ألف
كتينة ومنبه.
أم أحمد
:
إيه العبارة ياختي؟
عثمان
:
استني هنا يا ولية، لكن تعرف الألفين جنيه اللي أنت كنت عايز تاخدهم منى
بالأونطة دول، رايح نديهم لملجأ والا مدرسة علشان نعلم فيها أولاد الفقرا،
ولا نحرمهمش من نصيبهم في خدمة البلاد.
يا نوم يا نوم يا نوم، نوم نوم يا نوم يا نوم
سواد عيونك جنني، ولحظك الماضي جارح
يا أغلى م العين والنني، أنا فيك بالروح سايح
يالله السؤال عني يهمك، وتقول عذاب السجن قليل
اسأل لساني حالي يقوﻟك، الحبس ياما فيه سجانين
١
كُتب على غلافها بتوقيع بباوي الآتي: مُثلت بالهمبرا بالإسكندرية ليلة
الإثنين ٢٣ مايو سنة ١٩٢١.