رواية «الهلال»
تأليف: عبد الحميد أفندي كامل
تنقيح: علي أفندي الكسار
العرض الأول بتاريخ ١٠ / ٧ / ١٩٢٣
تنقيح: علي أفندي الكسار
العرض الأول بتاريخ ١٠ / ٧ / ١٩٢٣
الفصل الأول
الجنرال
:
أيها الجنود شكرًا لله فقد انتصرنا على العدو بهمتكم وشهامتكم، والآن
أنعم على بعضكم قائدنا الهمام ببعض الرتب والنياشين، وكلفني بأن أقلدها
لأربابها أمامكم وأنا أشكركم بلسانه أجمعين فهو راضٍ عنكم ومتشكر
لكم.
الجميع
:
ليحيا القائد الشجاع يعيش قائدنا العظيم.
الجنرال
:
سنوزع عليكم هذه النياشين والرتب (للظابط) اقرأ الأسماء.
الضابط
:
حضرة الملازم الأول بتروف.
بتروف
:
أفندم.
الجنرال
:
هذا الضابط الباسل أظهر في هجومنا الأخير شجاعة فائقة وإليه يرجع الفضل
في انتصارنا، وفوق ذلك فإنه هو الذي عالج صديقنا البطل الجنرال أورلوف بعد
أن كادت تودي بحياته أربع رصاصات أطلقها عليه أحد رجال العدو؛ لهذا العمل
العظيم أنعم عليه قائد جيوشنا الهمام برتبة اليوزباشي (يقلد الوسام ويصافحه) مبروك يا أفندم همة
مباركة يا ولدي.
[لحن]:
هنوني يا جماعة على نيشاني، وغنولي وهيصوا علشاني
دا هتافكم زودني شجاعة، وجمد قلبي قوي يا جماعة
أهي دي عندي أحسن ساعة، نستني متاعبي وأشجاني
يا نيشاني المع فوق صدري، علشانك خاطرت بعمري
ياما كنت أتمناك من صدري، واديني طلتك يا نيشاني
يا مجدي يا كل فخاري، يا مزود قيمتي ومقداري
يا أكبر شاهد وأنا أداري، على إني مخلص متفاني
دا شرفنا ما بين إيدينا، وواجبنا عمال ينادينا
أوعوا تخيبوا أمله فينا، واحفظوا كرامتكم يا أخواني
الجنرال
:
كفى كفى يا أولادي.
الضابط
:
الجاويش حسونة عبد الرحمن الفقي.
حسونة
:
أفندم.
الجنرال
:
أنت متطوع؟
حسونة
:
طوع الأمر يا أفندم.
الجنرال
:
كويس خالص أنت أُنعم عليك بشريط رابع، وذلك بناء على طلب ضابط فرقتك الذي
شهد فيك شهادة حسنة.
حسونة
:
والشهادة لله يا أفندم أنه راجل طيب وابن حلال قوي.
الجنرال
(يلبسه الشريط)
:
مبروك يا باشجاويش.
حسونة
:
ربنا يبارك فيك يا سعادة الجنرال.
الجميع
:
ليحيا الباشجاويش حسونة.
حسونة
:
كتر خيركم قوي قوي يا أسيادنا، أهو دلوقت صحيح الواحد ينتفخ بحق وحقيق
بدال النفخة الكدابة دي.
الجنرال
:
غيره.
الضابط
:
الأونباشي عثمان عبد الباسط البربري، عثمان عبد الباسط البربري.
الجنرال
:
يا سلام ماهوش موجود إزاي! يلا كلكم ابحثوا عنه في كل المعسكر.
الضابط
:
الأونباشي عثمان عبد الباسط البربري.
أم أحمد
:
أفندم.
الجنرال
:
شيء مدهش أنتِ عثمان عبد الباسط يا حرمة؟
أم أحمد
:
أنا وهو واحد يادلعدي.
الجنرال
:
إزاي أنتِ وهو واحد؟
أم أحمد
:
يو ما هو أنا مراته يا سيدي.
الجنرال
:
حضرتك زوجته؟
أم أحمد
:
وهو جوزي.
الجنرال
:
شيء غريب … وأنت هنا بتعملي إيه؟
أم أحمد
:
تمرجية يا سيدي.
الجنرال
:
ما شاء الله … ما شاء الله … طيب وعلشان إيه جوزك متغيب عن الطابور بدون
سبب؟ لازم ياخد جِزا … اتكلمي يا حرمة.
أم أحمد
:
والله ماني عارفة المنيل ده راح فين، أما أكدب والسلام أعمل إيه؟
الجنرال
:
مانتيش عارفة؟
أم أحمد
:
لا يا سيدي دا بس بيفك حصر حكم اسم الله على قيمتك معدته كانت واجعاه
النهاردة قام خد شَربَة.
الجنرال
:
ها ها ها، إذًا له حق مش لازم أبدًا إمباشي في الجيش تكون معدته
شرك.
الضابط
:
طيب يلا فتشي عليه المعسكر نقطة نقطة.
أم أحمد
:
على عيني وراسي يا سيدي … يو قطيعة ورايحة أجيب منين المسخم ده؟!
الجنرال
:
يلا قوام.
أم أحمد
:
حاضر يا سيدي أديني خارجة يو حتى أهو جه لوحده … الحق الحق يا عثمان
يا عثمان … عثمان.
عثمان
:
إيه فيه إيه يا حرمة … خبر إيه خبر أسود!
الجنرال
:
ما شاء الله ما شاء الله! حضرتك عثمان عبد الباسط؟
عثمان
:
هيه … أيوة … يا فندم … أي … أي.
الجنرال
:
وإنشاله تكون صحتك اتحسنت؟
عثمان
:
صحتي اتحسنت … ليه … أنا عيان؟
أم أحمد
:
أيوة عيان عيان.
عثمان
:
الله الله عيان إيه يا حرمة؟
الجنرال
:
وحضرتك الشربة اللي أخدتها كانت شربة إيه؟
عثمان
:
أنا؟
أم أحمد
:
أيوة أنت.
عثمان
:
الله الله مش تفهميني إيه العبارة؟
الجنرال
:
وعلشان إيه ما عرطتش نفسك على الحكيم باشا ربما يكون المرض اللي عندك
معدي؟
عثمان
:
مرض إيه ومعدي إيه!
الجنرال
:
أيوة؛ لأن وشك أصفر جدًّا.
عثمان
:
أصفر! من حق أنا وشي أصفر يا حرمة؟
أم أحمد
:
أصفر قوي من العيا أمال إيه.
عثمان
:
يخرب بيتك عيا إيه يا ولية؟
الجنرال
:
هيه … والشربة اشتغلت ولا لأ؟
عثمان
:
لأ.
أم أحمد
:
لا اشتغلت اشتغلت.
عثمان
:
هي إيه اللي اشتغلت يا أم أحمد؟ أنا ماختش شربة يا سيدي.
الجنرال
:
هاهاها حضرتك مكسوف تقول لي أنك أخدت شربة؟ برافو عليك.
الضابط
:
أيوة مختشي.
عثمان
:
أيوة حاكم أنا تمللي مختشي.
الضابط
:
جاوب مش حضرتك أخدت شربة؟
عثمان
:
إيه يمكن بقى خدت شربة ومش حاسس، جنابك صادق على كل حال، واللي تعرفه أنت
ما أعرفوش أنا.
الجنرال
:
كويس خدت شربة إيه يعني؟
عثمان
:
شربة ميه.
الجنرال
:
ميه … أنت مجنون يا إمباشا؟!
عثمان
:
لا عاقل يا أفندي.
أم أحمد
:
يا راجل قول خدت شربة ملح والسلام.
عثمان
:
خدت شربة ملح والسلام.
الجنرال
:
مظبوط لازم كده وعيان بإيه؟
عثمان
:
عيان بإيه! بجيبي يا سيدي.
الجنرال
:
إيه؟
عثمان
:
الله! طيب عيان بداء حب الظهور.
الجنرال
:
إيه؟
عثمان
:
والله مادام حاتعيوني كده بالزور!
الجنرال
:
اتكلم بتعقل يا إمباشا، إيه اللي بيوجعك؟ كان عندك إيه؟ مغص برص رهقان
سرطان تلخلخ في ركبك انحلال في أعصابك ضربات في جنبك خبطات في قلبك وجع في
راسك ألم في أضراسك ضيق في أنفاسك؟ اتكلم اتكلم شيء يفلق!
عثمان
:
كل دول يا أفندم؟!
الجنرال
:
أعوذ بالله!
أم أحمد
:
يا راجل قوله فم المعدة اللي بيوجعني.
عثمان
:
فم المعدة أنت عارفة كده يا ولية؟
أم أحمد
:
أيوة أيوة أنت معدتك بتوجعك قوي.
عثمان
:
طيب ولما أنت عارفة كده كنت ساكتة عليَّ ليه يا حرمة؟ كنت مستنياني لما
أروح في شربة ميه؟ مش كان لازم تقوللي علشان نعالج نفسي نروح لحكيم ناخد
دوا إخص عليك وعلى أصلك!
الجنرال
:
أعوذ بالله! اتكلم يا إمباشا.
عثمان
:
فم المعدة اللي بيوجعني يا أفندي.
الجنرال
:
كويس جدًّا هكذا تكون الإجابة بصراحة بصراحة.
عثمان
:
معلوم، وأنا كمان بحب الصراحة.
الجنرال
:
دلوقت لازم تعرض نفسك على الحكيم.
عثمان
:
مفيش لزوم لحكيم يا أفندي.
الجنرال
:
علشان إيه؟
عثمان
:
لأني شايف صحتي اتحسنت.
أم أحمد
:
لا لا لسه عيان.
عثمان
:
الله الله! عيان إيه يا ولية؟
الجنرال
:
شيء غريب! زوجتك تعرف أكتر منك يا إمباشا.
عثمان
:
هيه لا يا سيدي ما همه بيقولم أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة، وشوف مراتي
أكبر مني بحداشر سنة.
أم أحمد
:
بتقول إيه أنا أكبر منك أنا؟ أنت اتجننت يا راجل ولا إيه؟!
عثمان
:
اتجننت ليه؟ وليه يعني اتجننت؟ أنا كده مش قلت الحق؟!
أم أحمد
:
ياما … ولما أنا أكبر منك بحداشر سنة كنت بتاخدني ليه؟
عثمان
:
يا ولية أنا كنت شفتك قبل ما ناخدك، الله لا يكسبه اللي وقعني فيك يا
شيخة!
أم أحمد
:
إلهي تقع في بير أسود الوش يا زريوق أنت.
عثمان
:
أديني واقع يا أختي في بيرك راح نقع في إيه كمان؟!
الجنرال
:
خبر إيه؟ تأدب يا أمباشا.
عثمان
:
حاضر يا أفندم.
الجنرال
:
اسمعوا أيها الجنود، هذا الإمباشا رجل شجاع؛ لأنه خاطر بحياته وقتل
الأسبوع الماضي اتنين جواسيس من جيش العدو.
الجميع
:
برافو برافو.
الجنرال
:
من أجل ذلك أنعم عليك بشريط ثالث وبنيشان الشجاعة من الدرجة الخامسة
مكافأة سنية.
أم أحمد
:
سنية دي مين يادلعدي … حاتخدوا الراجل مني ولا إيه؟
عثمان
:
أيوة في عرضكم الحقوني بسنية وخلصوني من أم قويق دي.
أم أحمد
:
فشر حد يقدر يخلصك من إيدي إلا الموت، والنبي يا عمري يا عمر اللي اسمها
سنية دي.
الجنرال
:
دي مجنونة.
أم أحمد
:
أبدًا دي اللي تاخد جوزي أخد عمرها.
عثمان
:
بأقولكم دي مرة حرب.
الجنرال
:
علشان إيه زعلانة الست حرمكم يا عثمان؟
عثمان
:
زعلانة يا سيدي من الست سنية اللي أنعمتو عليَّ بيها.
الجنرال
:
مين الست سنية؟
عثمان
:
الله! مش جنابك بتقول أنعم عليَّ بشريط والنيشان والست سنية …
الجنرال
:
اخرس ست سنية في عينك.
عثمان
:
عجبك يا ست؟!
الجنرال
:
مكافأة سنية يعني مكافأة جليلة.
أم أحمد
:
أبدًا مفيش لا سنية ولا جليلة، مفيش غير أم أحمد وبس.
الجنرال
:
تأدبي يا حرمة، واحدة ما تختيشيش، هات يا حضرة الضابط، تعالى يا
إمباشي.
عثمان
:
أفندم.
الجنرال
:
مبروك يا عثمان.
عثمان
:
ربنا يبارك في عمرك يا أفندم.
أم أحمد
:
يا جوزي ياللي فيهم.
الجنرال
:
تأدبي يا حرمة قولوا جميعًا ليحيا الشاويش عثمان عبد الباسط.
عثمان
:
مرسي مرسي أنا ممنون.
الجنرال
:
دلوقت افتح عينك طيب، ودايمًا كون مجتهد ونشيط في عملك.
عثمان
:
ماتخافش أنا على كيفك.
الجنرال
:
اليوزباشي بتروف.
بتروف
:
أفندم.
الجنرال
:
تعالى معي لمقابلة القائد.
بتروف
:
سمعًا وطاعة يا أفندم.
الجنرال
:
إلى الصباح أيها الجنود.
[لحن]:
مين في الوجود زي الجنود، ما يسألوش عن المحن
ما يعرفوش معنى الجمود، حتى إذا جار الزمن
أدحنا جينا كلنا، فايتين عيالنا وأهلنا
مين اللي ينكر فضلنا، مين قدِّنا مين زيِّنا
إن كان سلام ولا خصام، من رأيِّنا من طبعنا نرعى الذمم
لازم نكون طول عمرنا في أرضنا، أهل المروءة والكرم
اطمئنوا اطمئنوا، إحنا عشاق المعالي
أمرها دايمًا نطيع، كل شيء عزيز وغالي
غير شرفنا يضيع يضيع
وبعد انتهائنا نعود للخيام، أمامنا البروجي بيضرب سلام
نلاقي الصحيح يواسي الجريح، ويغسل جروحه بدمعه الصبيب
ويبني الشديد ضريح الشهيد، ويرثي الغريب أخوه القريب
يا أخواننا إن كنا ستات، لا بد ننفع ممرضات
نواسيهم نداويهم، نسهر عالجرحى فيهم
دي الشرقيات لولا العادات، كانا يفوقوا الغربيات
في المدنيَّة والواجبات
حسونة
:
بتضحك على إيه؟
عثمان
:
باضحك عليك.
حسونة
:
كل الضحك عليَّ أنا؟
عثمان
:
شوف لسه مش حاسس!
حسونة
:
الله الله أنا فيَّ حاجة بتضحك؟
عثمان
:
كلك تضحك يا سلام إذا كنت أنا منك لازم أروح أموت نفسي.
حسونة
:
علشان إيه أروح أموت نفسي؟
عثمان
:
يا سلام! لسه مش فاهم علشان إيه تموت نفسك؟
حسونة
:
آه، أظن علشان ماخدتش نيشان زي ده، ماتضحكش المسألة مسألة حظوظ، بكره أنا
راخر يقع في إيدي جواسيس أقتلهم وأخد نيشان قد ده مرتين.
عثمان
:
يا خي لا، هو بعد الاتنين الجواسيس اللي أنا موتهم يقدر أي جاسوس ييجي
عند المعسكر.
حسونة
:
آه يا ناري يا أسود الوش، لكن إحنا موش في كده، أنت كنت فين لما كان جناب
الجنرال بيدور عليك، آه أظن كنت عند البنت الرقاصة اللي في البيريرية اللي
رحنا فيها ديك النهار اللي بتبصبصلك دي؟
عثمان
:
آه يا حسونة.
حسونة
:
آه يا حظ لو دريت أم أحمد!
عثمان
:
كانت تخلي سنتي سودة.
حسونة
:
يا راجل عيب عليك، اختشي وتوبلك يوم.
عثمان
:
يا سيدي سيبك، خلينا نتمتع قبل ما نموت.
حسونة
:
يعني خلاص أنت ضامن أنك حاتموت.
عثمان
:
معلوم، إحنا مش في ميدان الحرب؟ يمكن واحد تيجي له رصاصة ولا مدفع يطيره
يبقى متمتع جاهز.
حسونة
:
والله برضه لك حق، لكن أنا مش داخل مخي إن الست دي بتحبك كده، بس إلا
لازم لسبب.
عثمان
:
سبب! يعني قصدك تقول إيه؟
حسونة
:
قصدي أقول إنها ربما تكون جاسوسة من جيش العدو.
عثمان
:
يا سلام على فلسفتك! جاسوسة وبتعمل رقاصة ليه؟
حسونة
:
والله إنك على نياتك.
عثمان
:
من حق اسمع اسمع أنت تعرف تقرأ؟
حسونة
:
إيه! دانا كنت باشكاتب دايرة.
عثمان
:
طيب خد اقرأ لي الجواب ده يا حضرة الباشكاتب.
حسونة
:
أظن من عندها؟
عثمان
:
بس اقرأ بلاش فلسفة.
حسونة
:
يا ولد يا ولد! دا في وردة، يا ولد يا ولد! لكن دي ملايانة ريحة.
عثمان
:
لا ما هو ورد اصطناعي يا عبيط، اقرأ اقرأ.
حسونة
:
حبيبي وثمرة فؤادي عثمان، ياخي ياخي!
عثمان
:
يا ولد يا ولد!
حسونة
:
ولا فيش عبد الباسط.
عثمان
:
مفيش مفيش.
حسونة
:
الله دا بيعمل كده ليه؟ يا نهار مهبب يا ولاد!
أم أحمد
:
الله الله! يا ترى دي مين دي اللي باعتالك الجواب ده يا سي عثمان؟
عثمان
:
لا دي دي …
حسونة
:
إيه الرأي؟
أم أحمد
:
أظن حاتقولي من عند أمي ولا من عند أختي، أنا واخداك مقطوع لا لك أب ولا
أم ولا أخت ولا عم.
حسونة
:
لا دا من …
عثمان
:
أيوة دا من …
أم أحمد
:
من مين ياسود الوش؟
عثمان
:
لا دا من حضرة القائد الأعظم.
حسونة
:
أيوة من حضرة القائد الأعظم.
عثمان
:
أيوة ياختي من حضرة القائد الأعظم باعتلي تشكراته على خداماتي
الجليلة.
أم أحمد
:
أبدًا يستحيل الكلام ده يخش مخي، طيب اقرأ وسمعني يا شاويش حسونة.
حسونة
:
أخ! إيه الرأي؟
عثمان
:
لا يا شيخة دا مايعرفش يقرأ، قرايته مكسرة خالص.
أم أحمد
:
أبدًا، والنبي زولي ما يفارق زولكم هنا إلا لما تقرأولي الجواب يا أوديكم
في داهية أنتو الاتنين، قال من عند القائد الأعظم! هو القائد الأعظم يقول
حبيبي وثمرة فؤادي؟
حسونة
:
أخ دي سمعت!
عثمان
:
آه ياختي، حبيبي وثمرة فؤادي، يعني بيحبني علشان قتلت الجواسيس.
حسونة
:
أيوة علشان أنه قتل الجواسيس، أف! أنا كان مالي ومال الزنقة دي؟!
أم أحمد
:
طيب أديني الجواب أنا أخلي حد يقرآه لي.
عثمان
:
يا سلام! أديلك سر جناب القائد الأعظم؟
حسونة
:
لا لا، أبدًا يستحيل تطلع الستات على سر جناب القائد الأعظم، أنت بدك
يحكم عليه بالإعدام؟!
أم أحمد
:
إعدام يا ندامة!
عثمان
:
آه يا ختي إعدام، أنت فاكرة أن ده شيء بسيط بس أنا مش راضي نزعلك.
أم أحمد
:
ما أعدمكش أبدًا يا جوزي.
عثمان
:
ما أعدمكش أبدًا يا حسونة.
أم أحمد
:
يوه! يعني بتحبه؟
عثمان
:
معلوم؛ علشان فهمك وخلصني من الإعدام.
حسونة
:
معلوم؛ لأن الراجل كان حايروح في شربة ميه إن ماكنتش أنا فكرته.
أم أحمد
:
إنشالله ما تتسأش لا في عينك ولا في عافيتك.
عثمان
:
أنت كنت جاية كده رايحة فين؟
أم أحمد
:
داخلة المستشفى علشان عندي الوردية الليلة.
عثمان
:
آه روحي ياختي شدي حيلك.
أم أحمد
:
ما أعدمكش يا جوزي، هات بوسة بقى قبل ما أمشي.
عثمان
:
لا لا يا شيخة مش وقته الراجل واقف.
حسونة
:
أيوة أنا واقف.
أم أحمد
:
يو! قطيعة خفيف المضروب.
حسونة
:
هي! إزيك بقى يا حظ؟
عثمان
:
يا سلام أما أنت صحيح نجيت حياتي من المصيبة دي!
حسونة
:
تعال بنا بقى أما نكمل الجواب.
عثمان
:
بس طول بالك لا ترجع تاني.
حسونة
:
لا ما تخفش ما انسبكت عليها العبارة.
عثمان
:
طيب اقرأ.
حسونة
:
حبيبي عثمان.
عثمان
:
استنى استنى … اقرأ بقى.
حسونة
:
الله طيب ما تسيب وداني.
عثمان
:
أيوة علشان تسمع اللي في الجواب اقرأ وأنت كده.
حسونة
:
بس ما تتكاش على وداني قوي، حبيبي وثمرة فؤادي عثمان، مش مش …
عثمان
:
مش إيه؟
حسونة
:
مش مش مش عارف الكلمة اللي بعديها تنطق إيه، أيوة أيوة، مش عارفة قد إيه
حبيتك، من يوم ما شفتك ورأيتك، لطفك أسرني.
عثمان
:
يا ولد يا ولد!
حسونة
:
أي أي!
عثمان
:
كمل كمل.
حسونة
:
وظرفك سحرني وبسرعة دخلت في قلبي.
عثمان
:
يا سلام! دخلت في قلبها في قلبها؟
حسونة
:
آه يا حبيبي فإذا سمحت تعالى لي في القهوة الليلة الساعة تسعة مساء، وأنا
على نار في انتظار تشريفك، الإمضا، حبيبتك، خد يا شيخ خد طيرت صراصيري إلهي
يرزقك بأم أحمد.
عثمان
:
لكن إزاي حاأقدر أقابلها الليلة وأنا عليَّ نباطشية الحراسة هنا؟
حسونة
:
إيه بتقول إيه؟
عثمان
:
اسمع يا حسونة، اعمل فيَّ جميل وأنا أحفظه لك طول مدة حياتي.
حسونة
:
جميل إيه تاني؟
عثمان
:
تستلم أنت الحراسة الليلة دي هنا بدالي علبال ما آجي، أحسن إن ماكنش
نقابل البنت دي الليلة يمكن نطق.
حسونة
:
ما تطق ولا تعرف تعرف شغلك ياخي عليك، بقى أنا أسهر وتطلع عيني وأنت
بسلامتك تروح تبصبص؟!
عثمان
:
في عرضك خد مني اللي أنت عاوزه وخليك محلي وأفهمك على كلمة سر
الليل.
حسونة
:
عارفها يا خويا، ساهر.
عثمان
:
طيب حيث إنك عارفها خليك بقى محلي.
حسونة
:
أبدًا.
عثمان
:
اسمع مني يا عبيط وكمان لأجل بختك تقتل اتنين جواسيس ذي اللي قتلتهم أنا
وتاخد نيشان.
حسنة
:
لا يا سيدي إن الله الغني، سلام عليكم.
عثمان
:
أخ يا ناري أنا ماكنتش أعرف إن الحب ملهلب للدرجة دي، قسمتي! أما نروح
نجيب عشايا والبارودة بتاعتي ونيجي نترزي هنا.
شنشاو
:
تعالي مفيش حد، كله مشي.
أوشاكا
:
آه الملعون ما نفعتش الحيلة بتاعتي.
شنشاو
:
حيلة إيه؟
أوشاكا
:
أيوة؛ لأني أنا بعت له الجواب ده وفهمته فيه أنه ييجي يقابلني الليلة في
القهوة الساعة ٩.
شنشاو
:
آه يعني هو كان يروح علشان يقابلك في القهوة واحنا نيجي نلتقي السكة
فاضية؟
أوشاكا
:
أهو ده اللي كان في فكري؛ لأنه فهمني أنه هو الديدبان اللي عليه الحراسة
الليلة.
شنشاو
:
وإيه العمل دلوقت نرجع تاني من غير فايدة؟ أنا مش ممكن أسيبه أبدًا
وخصوصًا لما عرفت من كلامه دلوقت أنه هو اللي قتل أولاد عمي، أخ يا ناري
أخ!
أوشاكا
:
هس هس وطي صوتك أحسن باين جاي أهو.
شنشاو
:
أخ أنا لازم نديله باللوفرفر.
أوشاكا
:
لا لا أرجع لا تضيع كل تعبنا.
شنشاو
:
أمال نعمل إيه؟
أوشاكا
:
اسمع أنا جاتني فكرة جهنمية دلوقت.
شنشاو
:
إيه؟
أوشاكا
:
أحسن عبارة أننا نحط له من الدوا المخدر اللي معايا في الزمزمية بتاعته
دي وهو بمجرد ما شرب منها يروح نايم على طول ونعمل شغلنا اللازم.
شنشاو
:
برافو برافو، اديله، أخ يا ناري أخ!
أوشاكا
:
اسمع أنت فهمت كلمة سر الليل؟
شنشاو
:
أيوة، ساهر.
أوشاكا
:
كويس خالص! تعالى بقى أما نستخبه ورا المستشفى لحد ما ييجي ويشرب من
الزمزمية وينام.
شنشاو
:
أخ! بس أنا خايف ما يشربش من الزمزمية.
أوشاكا
:
أخ وأنا خايفة كمان.
شنشاو
:
خايفة من إيه؟
أوشاكا
:
خايفة! لا حبيبي بتروف يكون هو رئيس الحرس الليلة وبسببي يقع عليه ضرر
ومسئولية كبيرة.
شنشاو
:
بقى علشان حبيبك نخسر شغلنا بس بس، دا مش وقت حب ولا كلام فارغ، ومين
عارف، يمكن مش هو رئيس الحرس الليلة.
أوشاكا
:
آه، أهو جه، تعالى نستخبه.
عثمان
:
يا سلام! أظن حبيبتي دلوقت قاعدة على نار في انتظاري، مسكينة ربنا يصبر
قلبها وأنا كمان يصبر قلبي، يا حفيظ! اللقمة مش راضي ينزل من زوري، عندك سر
الليل؟
بتروف
:
ساهر.
عثمان
:
أنت مين؟
بتروف
:
أنا الضابط بتروف رئيس الحرس، إمباشا عثمان؟
عثمان
:
أفندم.
بتروف
:
فتح عينك الحذر من النوم.
عثمان
:
لا ما تخافش عليَّ يا أفندي.
بتروف
:
دستور.
عثمان
:
الله الله الأرض بيلف! الله الله ريقي نشف!
أوشاكا
:
اسمع، خد هدومي البسها وادخل من الجهة دي.
عثمان
:
سر الليل.
شنشاو
:
اخرس ليل في عينك.
أوشاكا
:
استنى استنى شيل قصادي لما نداريه هنا.
بتروف
:
يا إمباشا.
أوشاكا
:
آه آدي اللي كنت حاسباه!
بتروف
:
إمباشا هو راح فين؟ إمباشي عثمان دا مين ده؟
أوشاكا
:
ارجع أنا حبيبتك.
بتروف
:
أوشاكا! أنت إيه اللي جابك هنا دلوقت؟
أوشاكا
:
مش عارف إيه اللي جابني هنا؟ اللي جابني هنا حبك يا حياتي.
بتروف
:
أبدًا أبدًا، لازم في الأمر سر.
أوشاكا
:
ما تظنش أنه فيه سر بيناتنا غير سر الحب يا روحي.
بتروف
:
اقفي مكانك وإلا قتلتك.
أوشاكا
:
بتروف، أنت نسيت حبنا؟
بتروف
:
لازلت أحبك، ولكن الواجب عليَّ في موقفي الحالي، إني أنتقم منك.
أوشاكا
:
تنتقم من حبيبتك؟
بتروف
:
حبي لوطني فوق كل غرام.
[لحن]:
أوشاكا
:
حرام عليك والله يا قلبي، إنه يكون خصمي حبيبي
أشتكيك لمين إلا لربي، أنت السبب في تعذيبي
نسيت قوام ليلة ما حلفنا، على الوفى ميت ألف يمين
لا من سمعنا ولا من شافنا، غير القمر وغير الياسمين
ليلتنا لما اتواعدنا، وهربت أنا من ورا نينة
على الغرام اتعاهدنا، والبدر شاهد علينا
تعالى نهرب يا حبيبي، ونعيش حياتنا في حرية
بعيد عن الحرب وننسى، أهوال وظلم المدنية
بتروف
:
أنا أخون وطني وأفوت، أخواني تموت، أبطال يدافعوا عن
الأوطان
وأهرب معاك عشان حبي، دانا أدوس قلبي، ولا يقولوش عني دا
جبان
مالك ومال كربي ونوحي، دي تطلع روحي، وأنا بقول تحيى
الشجعان
كده أصون شرفي وسيرتي، أنت أسيرتي، فضك بقى من حب زمان
أنا أخون شرفي وأﮐون، عاشق مجنون، مجرم أمام كل الأخوان
أوشاكا
:
بقى عايز تاخدني أسيرة عايز تقبض عليَّ دا آخر حبي لك؟
بتروف
:
قلت لك لا تذكري الحب في موقفي الآن بل اذكري الواجب.
أوشاكا
:
آه يا ربي!
بتروف
:
يا أوشاكا مش ممكن تخدعيني أبدًا أنا عارف أنك رئيسة العصابة اللي بتشن
علينا الغارة من وقت لآخر، عارف أنك بتشتغلي في الجاسوسية.
أوشاكا
:
وعلشان كده بتحتقرني؟
بتروف
:
بالعكس … إنما …
أوشاكا
:
إنما إيه؟
بتروف
:
لا بد من كوني أقبض عليك لأنك ضروري جاية هنا الليلة لأمر خطير.
أوشاكا
:
تقبض عليَّ بأيدك! أنا حبيبتك أنا حبيبتك.
بتروف
:
لكن في موقفك الآن أنت من أكبر أعدائي.
أوشاكا
:
وتسلمني بإيدك لمجلسكم العسكري؟
بتروف
:
مضطر.
أوشاكا
:
ويحكمو عليَّ بالإعدام؟
بتروف
:
حتمًا.
أوشاكا
:
وأنت تكون جلادي؟ أهو كده الحب وإلا بلاش!
بتروف
:
الواجب قبل كل شيء، وإن عشت أحلفلك بشرفي إني أوهب حياتي لواجب غرامك
وأنتحر على قبرك وفاءً بعهدك.
أوشاكا
:
نفس عالية وإحساس شريف … ولكن …
بتروف
:
ولكن إيه؟
أوشاكا
:
لو كنت في مركزي وأنا اللي ظبطك في معسكرنا تفتكر إني كنت أعاملك
المعاملة دي وأسلمك للموت بإيدي؟
بتروف
:
لو ماكنتيش تعملي كده كنت أحتقرك.
أوشاكا
:
وأنت برضه كنت تسلمني نفسك؟
بتروف
:
لا كنت أدافع عن نفسي علشان ما أكنش جبان … أنت كنت فين يا
إمباشي؟
شنشاو
:
كنت كنت، أخ!
أوشاكا
:
رحنا بلاش!
بتروف
:
أجنبي داخل المعسكر … خيانة فظيعة، سلموا أنفسكم.
أوشاكا
:
بتروف.
بتروف
:
اخرسي … آه آه.
[لحن]:
يا هل ترى إيه الخبر، إيه الخبر يا هل ترى
إزاي مافيش حارس هنا، دا شغل إيه المسخرة
ما تلحقوا الظابط قتيل، دمه على الأرض بيسيل
إزاي قتيل إزاي قتيل، لا لا لا لا دا يستحيل
فتشوا جوه المعسكر، وابحثوا في كل مكان
نبهوا الظابط والعسكر، واندهوا لي الديدبان
اندهوا له الديدبان، ما هوش هنا في نقطته
لازم يكون هو اللي خان، وباع ضميره وزمته
يا لَّه بينا يا لَّه بنا، نشيل جريحنا من هنا
وندور نفتش كلنا، ونشوف مين اللي كان هنا
ونظبطه ونربطه، ونبيته في سجننا
ونفهمه إيه واجبه، وإزاي يخالف أمرنا
الفصل الثاني
[لحن]:
قولوا لنا مين شفتوه في حياته، يضحي في الدنيا اللذات
ويقوم بواجب خدماته، زي التمرجي في الحروبات
بالليل سهران بالنهار تعبان، مسكين غلبان داير حيران
شوية بيداوي في جريح، وشوية بيواسي في عيان
وقد إيه بالذمة يا بيه، قلب التمرجية بيتأثر
لما يكون عيان من دول، نايم كده حالته تأثر
اللي يقول آه يا قلبي، اللي يقول آه يا جنبي
واللي يخطرف ويهاتي، ويقول حاموت أنا ياخواتي
لكن بقى مهما أسينا، في شغلنا ومهما تعبنا
راحت ضمايرنا علينا، أكبر مكافأة ياخوانَّا
ماعندناش لا معتقدات، ولا اعتصاب في الجنسيات
قريب غريب كان ولا حبيب، مسلم وقبطي مافيش تكليف
إن كان هلال ولا صليب، مادام يكون القصد شريف
مافيش موانع تمنعنا، عن اعتبار الاتنين أخوان
دي الإنسانية تجمعنا، مهما تفرقت الأديان
الحكيمباشي
:
هيه، كلكم موجودين هنا؟
الجميع
:
أيوة يا أفندم.
الحكيمباشي
:
اسمعوا، أنا بعت لكم دلوقت علشان أديكم التعليمات اللازمة،
فاهمين؟
الجميع
:
فاهمين يا أفندم.
الحكيمباشي
:
بقى أنا دلوقت رايح أمُر على الكردون اللي بره المعسكر، وأطمئن على صحة
العيانين اللي في الخيم وأشوف اللازم لهم، وكل اللي أنا عايزه منكم دلوقت
أنكم تاخدوا بالكم من أخوانكم اللي هنا وتحافظوا على مواعيد اعطاهم الأدوية
لحد ما أرجع، فاهمين؟
الجميع
:
حاضر يا أفندم.
الحكيمباشي
:
وخصوصًا تخلوا بالكم طيب من الضابط بتروف اللي جابوه الليلة هنا مصاب
بالرصاص؛ إذ ربما يحصل عنده حُمَّى، وإذا استلزم حضوري ابعتولي في خيم
الكردون.
الجميع
:
حاضر يا أفندم.
الحكيمباشي
:
ثم الراجل عثمان الشاويش الأسود ده لما يتنبه لنفسه خلوا بالكم منه لا
يهرب؛ لأنه تحت المحاكمة، وعلى كل حال أنا مش رايح أغيب ودلوقت اتفضلوا كل
واحد يروح يشوف شغله.
عثمان
:
إيه ده! أنا فين؟ فين هدومي؟ الله الله! دا أنا في الاستبالية، واللي
جبني هنا إيه؟ يا جماعة ياللي هنا، يا عيانين يا نايمين يا صاحيين، أما
غريبة! مكونش أنا بحلم؟
أم أحمد
:
أنت فقت يادلعدي؟
عثمان
:
تعالي هنا يا حرمة.
أم أحمد
:
إيه فيه إيه؟
عثمان
:
اللي جبني هنا إيه؟
أم أحمد
:
لسه مش عارف اللي جابك هنا إيه؟!
عثمان
:
أبدًا.
أم أحمد
:
شوفي يا اختي! قال كل اللي حصل ده ولا هو مش عارف؟!
عثمان
:
حصل إيه بس مش تعرفيني؟
أم أحمد
:
أحسن ما تعرفش، آه يا جوزي ياللي ما ليش غيرك يا جوزي!
عثمان
:
الله الله أنا مُت؟
أم أحمد
:
آه يا عزبة ومقطوعة ياني، سامحني يا عثمان، نفسكش في حاجة يا خويا
أجيبها لك؟
عثمان
:
يا حرمة بلاش الهزار البارد ده.
أم أحمد
:
أحييه! قال هزار! قال هزار! قال هزار!
عثمان
:
يخرب بيت أبوك، موش تعرفيني بس إيه السبب؟
أم أحمد
:
أنت كنت فين إمبارح؟
عثمان
:
كنت ديدبان.
أم أحمد
:
ومين كان رئيس الحرس؟
عثمان
:
الضابط بتروف وأنا فاكر أنه كان بيكلمني ويوصيني أني ما أنامش، وبعد كده
ما أعرفش إيه جرى لي.
أم أحمد
:
جرى لك يا شوم ما جرى لك، لقُوك مرمي ورا باب الاستبالية البراني عريان
زي ما أنت كده والجواسيس خدوا هدومك وضربوا الضابط بتروف بالرصاص.
عثمان
:
يا خبر أسود! ومات؟
أم أحمد
:
ما أعرفش مات ولا لسه فيه الروح، وآهه في الأودة دي، وآهه ضروري لازم
يحكموا عليك بالإعدام.
عثمان
:
إعدام! تفي من بقك يا شيخة!
الدكتورة
:
يأم أحمد.
أم أحمد
:
حاضر يا ست أديني جاية.
عثمان
:
دي مين دي؟
أم أحمد
:
حاضر يا ست أديني جاية، دي الست الدكتورة، هات بوسة قبل ما أمشي أحسن
يمكن ما أشوفكش الوداع يا جوزي.
الدكتورة
:
يا أم أحمد.
أم أحمد
:
حاضر يا ست.
عثمان
:
أنا يستحيل أتنقل من قدام باب الأودة دي لحد ما يخرج الضابط بتروف
وأستفهم منه عن كل حاجة.
الباشتمرجي
:
ده دي! أنت بره هنا تعمل إيه؟
عثمان
:
أنت إيه؟
الباشتمرجي
:
أنا الباشتمرجي.
عثمان
:
وأنا إيه؟
الباشتمرجي
:
أنت مريض وتحت الحكم.
عثمان
:
مضبوط كلام أم أحمد تمام، متعرفش حيكموا عليَّ بإيه؟
الباشتمرجي
:
أهه غايته بالإعدام، وهوه فيه حكم أقل من كده؟!
عثمان
:
يا سلام! دا حكم الرأفة!
الباشتمرجي
:
أيوة لأن جريمتك فظيعة جدًّا لأنك اتفقت مع الجواسيس ومكنتهم من مهاجمة
المعسكر بالليل، وأزيت الراجل الطيب الدكتور بتروف وخليت حياته في خطر يا
خاين، إخص على عديم الشرف ودلوقت اوعى تخرج من باب الاستبالية لأن الحكيم
باشي منبه عليه وعلى الحرس بعدم خروجك، آه يا أسود الوش!
عثمان
:
لحد دلوقت أنا مش مصدق العبارة دي، أنا خاين؟ أبدًا! أنا ندخل الجواسيس؟
كلام فارغ، أنا اتجننت آه دا جايز لكن مش ممكن، لازم نستفهم من الضابط
بتروف بنفسه، وأحسن عبارة أني آجي جنب الأودة بتاعته وأعمل دوشة علشان يصحى
وأستفهم منه لأني أنا مش قادر أصبر.
بتروف
:
دا مين اللي بيخبط بره ده؟
عثمان
:
أيوة أهه صحي.
بتروف
:
إيه ده عثمان؟
عثمان
:
أيوة أنا عثمان، سلمتك يا سيدي إيه العبارة؟
بتروف
:
مش عارف إيه العبارة؟ آه يا خاين!
عثمان
:
متقلش خاين، لو كنت خاين مكنتش أتطوع وأوهب نفسي للخدمة.
بتروف
:
أنت مش كنت ديدبان إمبارح؟
عثمان
:
أيوة يا أفندم.
بتروف
:
كل اللي حصل ده لازم يكون باتفاقك وحتمًا من الحكم عليك بالإعدام.
عثمان
:
اتفاقي أنا!
بتروف
:
أيوة لأن الجواسيس مدخلوش المعسكر إلا بقسك أنت.
عثمان
:
يا خواتي أنا حتجنن!
بتروف
:
مع إني قبل ما تحصل الحادثة بخمس دقائق كنت بأحظرك بعدم النوم.
عثمان
:
أهه أنا فاكر لحد كده بس وبعد ما حظرتني محستش بنفسي إلا هنا.
بتروف
:
وظبطوك فين؟
عثمان
:
أم أحمد مراتي بتقول لي إنهم لقوني مرمي ورا باب الاسبتالية البراني،
وأنا بالحالة اللي أنت شايفها دي.
بتروف
:
ما شاء الله بقى حضرتك تظاهرت بالنوم علشان تنفي التهمة عنك! يستحيل لأنه
باين على وشك الغدر والخيانة.
عثمان
:
أنا! آه يا ربي أنا خاين أنت عالم … أنا بريء.
بتروف
:
إذا كنت بريء زي ما بتقول حتمًا ربنا يخلصك، أما إذا كنت خاين ضروري تقع
في شر أعمالك.
عثمان
:
آه يا ربي أنت عالم.
بتروف
:
مسكين الراجل ده صعبان عليَّ خالص!
أوشاكا
:
هست هست.
بتروف
:
أوشاكا في الاسبتالية أيش جابك هنه؟
أوشاكا
:
جاية أسلمك نفسي وأكفر عن ذنبي يا حياتي.
بتروف
:
أوشاكا متظنيش بعد كده يمكنك تخدعيني، الأحسن تهربي من هنه وتخلصي بحياتك
وأنا إذا عشت وشفيت من الجرح اللي جرحتيه ليَّ حتمًا إني أهاجمك في معسكرك
وأنتقم لنفسي.
أوشاكا
:
وأيه المانع دلوقتي؟
بتروف
:
لا مش وقته فالأحسن تهربي.
أوشاكا
:
يستحيل أهرب وأفوتك كده جريح محموم، إيه يهمني من الموت لو كنت خايفة على
حياتي مكنتش آجي لك هنا علشان أطمئن عليك وأسلمك نفسي تعمل فيها زي ما أنت
عايز.
بتروف
:
يا سلام! بتحبيني بالدرجة دي!
أوشاكا
:
بقى منتش عارف؟
بتروف
:
أيوة عارف قوي بدليل أن إيديك مرتجفتش وأنت بتضربيني بمسدسك.
أوشاكا
:
إيه وليه ماتقلش أنك حي لحد دلوقت؛ لأنه كان في إمكاني أضرب في القلب
ولكني اكتفيت بجرحك في كتفك.
بتروف
:
يا سلام!
أوشاكا
:
أيوة لأنك وقتها سديت في وشنا كل أبواب الهرب.
عثمان
:
آه يا ربي يا أم أحمد يا ثمر حبيبي.
بتروف
:
أخ!
أوشاكا
:
ده مين؟
بتروف
:
دا ضحيتك الشويش عثمان اللي تحت المحاكمة.
أوشاكا
:
البربري؟
بتروف
:
أيوة البربري اللي اتفقتي معاه وبواسطته أمكنك تدخلي المعسكر علشان تنفذي
أغراضك، وبعدها حضرته تظاهر بأنه نايم ولا سكران ولا معرفش إيه علشان ينفي
التهمة عن نفسه.
أوشاكا
:
أبدًا، دا مظلوم لأني أنا اللي حطيت له المخدر في زمزمية الميه اللي
بيشرب منها والهدوم اللي عليَّ دي هدومه هوه وعملت وياه حجات تانية بعدين
أقولك عليها.
بتروف
:
على كده عثمان مظلوم؟
أوشاكا
:
بكل تأكيد.
حسونة
:
أيوة أنا عايز جناب الحكيمباشي.
بتروف
:
إيه الرأي دلوقت أوديكي فين؟ اسمعي اسمعي خشي استخبي في الأودة
دي.
حسونة
:
يا ترى هو فين اللي هنه، مفيش حد هنه وإلا إيه ياللي هنه.
عثمان
:
إيه الظيطة دي إيه ده؟
حسونة
:
عثمان! قلبي عندك يا شيخ والله مصيبتك قطعت فيَّ خالص.
عثمان
:
آه يا حسونة لحد دلوقت أنا مش فاهم إيه اللي جرى لي.
حسونة
:
جرى لك! أهم لقوك يا ولداه ملقح ورا باب الاسبتالية من غير هدوم.
عثمان
:
آه يا حسونة!
حسونة
:
أنا مش صعبان عليَّ إلا الشريط والنشان، يا ولداه ملحقتش تتهنى
بيهم!
عثمان
:
لكن بفكرك أنت، متعرفش مين اللي عمل فيَّ كده؟
حسونة
:
هوه مفيش إلا البنت اللي بعتت لك الجواب دا، ولازم لها يد في
العبارة.
عثمان
:
يا شيخ بس بلا كلام فارغ، طب دي لو تشوفني وأنا في الحالة دي كانت تموت
نفسها علشاني.
حسونة
:
طيب أمال مين اللي حيعمل فيك كده؟
عثمان
:
أهه ده اللي مجنني ومطير مخي خالص، أنت كنت جاي هنه علشان إيه؟
حسونة
:
جايب جواب من جناب القائد لجناب الحكيمباشي.
عثمان
:
جواب متعرفش فيه إيه؟
حسونة
:
معرفش علشان دا مختوم بالشمع الأحمر.
عثمان
:
آه! لازم الجواب ده بخصوصي أنا.
حسونة
:
بخصوصك؟
عثمان
:
أيوة لازم فيه صورة حكم ولا أمر للحكيمباشي أنه يديني سم ولا
حاجة.
حسونة
:
مسكين يا عثمان!
عثمان
:
تعملش فيَّ معروف وتمزعه؟
حسونة
:
أمزعه! أنت بدك توديني في داهية أنا راخر؟
عثمان
:
اعمل معروف أنا أبوس إيدك.
حسونة
:
بس يا راجل بلا كلام فارغ، أما أروح أدور على الحكيمباشي في الكردون اللي
بره وأدي له الجواب.
عثمان
:
آه يا ربي! بقى مش حعرف أخلص من هنه، لا لا مش ممكن لازم أشوف الطريقة
اللي تخلصني من هنا حالًا، أنت إيه كمان؟
أوشاكا
:
أنا عيان، خازوق ليعرفني!
عثمان
:
عيان كده سادة ولا لقوك نايم عريان أنت راخر؟
أوشاكا
:
لا أنا عيان بس عندي حرارة في وشي، وأنت عندك إيه؟
عثمان
:
وأنا عندي حرارة في مصريني، غريبة الصوت ده أنا سمعته فين؟
أوشاكا
:
شيء بسيط بكرة الدكتور يديك شربة صحتك تتحسن من أول مجلس.
عثمان
:
مجلس! دا بقى مجلس عسكري حضرتك مش راضي تبص لي على شان إيه؟
أوشاكا
:
لا، بس الحرارة موقفة رقبتي ولا أقدرش أحركها.
عثمان
:
غريبة شبها تمام!
أوشاكا
:
شبه مين؟
عثمان
:
أنت ملكش أخت؟
أوشاكا
:
أبدًا لا أخت ولا أخ.
عثمان
:
متعرفش حد رقاصات؟
أوشاكا
:
أبدًا.
عثمان
:
عمركش رقصت؟
أوشاكا
:
رقصت!
عثمان
:
واسم حضرتك إيه؟
أوشاكا
:
اسمي الشاويش مراد.
عثمان
:
برده أنا كنت زيك.
أوشاكا
:
يعني شويش؟
عثمان
:
أيوة، وكان عندي ثلاث شرايط زي دول تمام، وكان عندي نشان في الحتة دي
وتقدر تقول إن السترة بتاعتي روح وتعالى على السترة بتاعتك مظبوط، إلا قول
لي جنابك معندكش خبر بالحادثة بتاعتي؟
أوشاكا
:
هو أنت الشويش عثمان المتهم بدخول الجواسيس في المعسكر؟
عثمان
:
غريبة! بقى برده فاكرين إن أنا اللي دخلت الجواسيس أما دي مصيبة!
أوشاكا
:
مسكين لازم أنت مظلوم في العبارة دي؟
عثمان
:
ربنا عالم، أخ يا ناري إذا كان أنا نعتر في الجواسيس اللي جاب لي المصيبة
دي وأخذ هدومي كنت نفرتكهم حتت، جنابك رايح على فين؟
أوشاكا
:
أتمشى في الحوش البراني أشم شوية هوه.
عثمان
:
أشمعنه أنا مش راضيين يخلوني أخرج أشم هوه؟
أوشاكا
:
أيوة؛ لأنك تحت الحكم، عن إذنك أحسن مش قادر أقف.
عثمان
:
غريبة! بقى دي مش السترة بتاعي؟ تمام زيه تمام، خازوق ليكونوا جيين
يحاكموني، أحسن نستخبه في الأودة ونعمل نايم.
أم أحمد
:
طيب استنم عندكم.
الدكتورة
:
إيه الظيطة دي يا أم أحمد؟
أم أحمد
:
دول الأولاد الأيتام اللي أهاليهم ماتم في الحرب جايين يستلموا التعينات
تبعهم.
الدكتورة
:
آه يا أم أحمد أنا ما طقش أشوف الأولاد دول؛ لأنهم بيفكروني ببنتي اللي
سرقوها من وهيه صغيرة، دخليهم وأنا حنبه أنهم يذودم لهم التعيينات
بتوعهم.
أم أحمد
:
خش يدلعدي أنت وهيه.
[لحن]:
فين يا ناس أهل الشهامة والكرم والإنسانية
لأجل ما يواسوا اليتامى ويظهروا النفس الأبية
كانت الأيام جميلة، قبل ما نصبح غلابة
والعيون كانت بخيلة، بالدموع في عزِّ بابا
آه من ذكرى الطفولة، آه من موت القرابة
فين جاهنا يا إلاهنا، راح نعيش كل حياتنا
محتاجين فين هم المحسنين
مات أبويا في شبابه، خالد الذكرى كريم
وانتهى عمره في جهاده، راح إلى دار النعيم
للزمن تارك ولاده، بعده أصبحت يتيم
ماتت أمي ومات أبويا، اتوفى عمي ومات أخويا
أعمل إيه يا مسلمين، فين هما المحسنين
(الدكتورة داخلة باكية.)
أم أحمد
:
متعيطيش يا ستي ربنا يصبر قلبك، ودي سرقوها منك إزاي؟
الدكتورة
:
سرقوها وهيه طفلة عمرها سنتين.
أم أحمد
:
يا كبدي! ولعرفتيش مين اللي سرقها؟
الدكتورة
:
أبدًا يا أم أحمد، لكن مفيش إلا الجماعة الغجر اللي خطفوها ولازم يكونوا
باعوها في بلد تانية.
أم أحمد
:
كبدي!
الدكتورة
:
ومين عارف دلوقتي عايشة ولا ماتت ولا خدامة في بيت ولا بتاجر في عرضها
وعفافها، آه يا بنتي!
أم أحمد
:
الله يصبر قلبك يا ستي، ميجيش منه لكن أنتِ ما كان لكيش علامة
فيها؟
الدكتورة
:
أيوة يا أم أحمد لأن لما ظهر في ضواحي بلدنا الجماعة الغجر اللي بيخطفوا
الأولاد قمت دقيت لها على دراعها اليمين الحرف الأول من اسمها، والحرف
الأول من اسم أبوها والحرف الأول من اسمي يعني ثلاث حروف أ. ف. ر ومعناهم
أفكار فريد روقية.
أم أحمد
:
هيه بسلامتها اسمها أفكار؟
الدكتورة
:
أيوة.
أم أحمد
:
وتبقى بنت سعادة الحكيمباشي برده؟
الدكتورة
:
هو أنا خدت غيره؟ ما هوه أول بختي.
أم أحمد
:
ربنا يصبر قلبك ويدلك عليها يا ست.
الدكتورة
:
ما أظنش يا أم أحمد بعد المدة الطويلة دي عشرين سنة دلوقت وعيني تشوفها
تاني!
الحكيمباشي
:
أيوة ابعت لي الباشتمرجي بسرعة.
أم أحمد
:
بس بس يا ستي أحسن سيدي البيه الحكيمباشي جه.
الحكيمباشي
:
نهارك سعيد يا هانم.
الدكتورة
:
نهارك سعيد يا بيه.
الحكيمباشي
:
سلامتك مالك فيه إيه؟ فيه إيه يا أم أحمد؟
أم أحمد
:
مسكينة يا سيدي! افتكرت بنتكم الصغيرة اللي اتسرقت.
الحكيمباشي
:
يا سلام! أنا مش قلت لم ميت مرة ما تفكريش في الحكاية دي، فايدته
إيه؟
الدكتورة
:
غصب عني أعمل إيه؟
الحكيمباشي
:
ولكن مافيش فايدة الأحق أننا نترك الظروف تتصرف لوحدها في سير الحوادث
ومين يعلم … ربما مع طول الأيام نشوفها.
الدكتورة
:
ما أظنش يا عزيزي.
الحكيمباشي
:
نعم مش لازم نيأس أبدًا، يا باشتمرجي.
الباشتمرجي
:
أفندم.
الحكيمباشي
:
اسمع يا باشتمرجي حالًا تروح تجهز ثلاث صناديق، صندوق شاش وصندوقين أدوية
للمستشفى النقالي حسب الجواب ده وهاته لي تاني وهاتلي الصندوق الثاني أشوفه
هنه.
الباشتمرجي
:
حاضر يا أفندم.
أم أحمد
:
والنبي يا ستي توصي الحكيمباشي يشوف لي طريقة في حكاية عملة جوزي.
الحكيمباشي
:
إيه بتقول إيه أم أحمد؟
الدكتورة
:
بتترجاني أوصيك على عثمان جوزها المسكين ده.
الحكيمباشي
:
والله أنا آسف يا أم أحمد على المسألة دي ماكانش بودي يحصل له
كده.
أم أحمد
:
والنبي هو مظلوم يا سيدي.
الحكيمباشي
:
وهو إزيُّه لسه ما فاقش؟
أم أحمد
:
لأ أهه مسكين يا قلبي نايم في السرير ورايح راس في راس.
الحكيمباشي
:
لا ماتخافيش دلوقت أنا أعمل العلاج اللازم وأطمنك على صحته.
أم أحمد
:
أيوة ربنا يخليك يا سيدي؛ لأن إحنا ناس أغراب.
الدكتورة
:
بس بس ماتفكرنيش بالغربة يا أم أحمد ربنا يرد كل غريب لأهله
وبلاده.
أم أحمد
:
يا رب يا ستي يا رب.
الحكيمباشي
:
اسمعي يا أم أحمد.
أم أحمد
:
نعم يا سيدي.
الحكيمباشي
:
خشي مع الست وحضروا قطن وشاش وحقن علشان حاعمل مرور على
الاسبتالية.
أم أحمد
:
على عيني.
الدكتورة
:
تعالي يا أم أحمد.
الحكيمباشي
:
هه، والشاش ده.
الباشتمرجي
:
أيوة يا أفندم.
الدكتورة
:
افتح وريني عينته.
(الباشتمرجي يفتح الصندوق.)
الحكيمباشي
:
عظيم اقفل وهات الصندوقين التانيين وسلمهم للأنفار اللي جايين يستلموهم
وخد وصل بتسليمهم وحصلني بسرعة؛ لأني حاامر عالعيانين.
الباشتمرجي
:
حاضر يا أفندم.
عثمان
:
يا ترى عمل إيه جناب الحكيمباشي في الجواب اللي جاله بخصوصي؟ ودا إيه
كمان؟ آه دا لازم الصندوق اللي حايموتوني فيه، آه ياني إلى رحمة الله، وحتى
محضرين لي الكفن كمان، لكن دا كلام فارغ أنا لازم أدافع عن نفسي لأني
مظلوم.
أم أحمد
:
أنت بتعمل إيه ياادلعدي؟
عثمان
:
أعمل إيه ماأنتش شايفة محضرين لي الخشبة والكفن جايبين لي الكفن
فتافيت.
أم أحمد
:
دا صندوق شاش وصندوقين أدوية طلبهم الحكيمباشي علشان يبعتهم للمستشفى
النقالي.
عثمان
:
إزاي ده؟ بقى مش محضرينه علشاني؟
أم أحمد
:
مسكين الراجل من يومين اتبدل!
عثمان
:
معلوم اتبدلت خالص وأنا عثمان بتاع أول إمبارح فين وشي فين جسمي؟ إلا قل
لي ما سمعتش الحكيمباشي بيقول عليَّ إيه؟
أم أحمد
:
لا ما سمعتوش قال عليك حاجة، وأديني دلوقت كنت بأكلمه هو والست الدكتورة
من خصايصك، والراجل زعلان علشانك قوي وقال لي ماتزعليش يا أم أحمد دلوقت
أعمل له العلاج اللازم وأستوف صحته، وأما من جهة محاكمته دا شيء ما ليش دخل
فيه.
عثمان
:
اسمع يا أم أحمد هما رايحين يودوا الصناديق دول إيمتى؟
أم أحمد
:
أهو قال لهم دلوقت حالًا.
عثمان
:
طيب إذا كنت بتحبني صحيح وقلبك عليَّ تساعدني في اللي رايح أقول لك
عليه.
أم أحمد
:
أساعدك بعيني ولو أموت نفسي علشانك، يا ندامة وأنا ليَّ مين غيرك هنا
متشحططة وجاية هنا علشانه؟!
عثمان
:
كتر خيرك تشيلي وياي الشاش اللي في الصندوق ده، وأنا أخش في قلبه وتسدي
عليَّ وبالطريقة دي نعرف نهرب.
أم أحمد
:
تهرب وتفوتني هنا؟
عثمان
:
معلهش، لو كان الصندوق يساعنا إحنا الاثنين كنا هربنا سوا اعملي معروف،
وأنا لما نخلص بجلدي من هنا نسعى في خلاصك أنت كمان.
أم أحمد
:
بس لأجل خايفة أحسن أول ما تخلص ما تسألش عني هنا وبعدين أقع في سين وجيم
علشانك؟
عثمان
:
أسيبك! أظن كنت أبقى ماعنديش شرف.
أم أحمد
:
طب لما يسكوا عليك تخرج إزاي؟
عثمان
:
آه أهو دا الخازوق! نخرج إزاي وإن ما خرجتش نموت فطيس هو باين ضروري أني
ميت ميت.
أم أحمد
:
اسمع اسمع خد المفاتيح دول ولما تبقى جوَّه مطرح ما يرسي الصندوق افتح
بأي مفتاح من دول بس حسك عينك تنظبط أحسن تكبر مصيبتك وتروح في
داهية.
عثمان
:
لا ما تخافش مادام أنا مظلوم لازم ربنا يخلصني شيلي ويايا شيلي.
الباشتمرجي
:
خشوا وآدي الصندوق الثالث أهو.
الحكيمباشي
:
هه دول الصندوقين التانيين؟
الجميع
:
أيوة يا أفندم.
الحكيمباشي
:
سكهم يا باشتمرجي، وأنتم اندهوا لباقي الأنفار اللي وياكم وشيلوهم وصلوهم
بسرعة، بس حافظوا عليهم طيب.
[لحن]:
تعالوا يا جماعة، آهه الصناديق جهزناها، يالله شيلوها
إزاي رايحين ياخدوها منا، دي إهانة في حقنا يا خواننا
دا إحنا بأرواحنا نفديها، لو كانوا ميت ألف مهاجمنا١
واحنا كلنا كده حواليها، إزاي يقدروا يسطوا عليها
أهه دا أملنا يا أخوانا، وعشمنا يا شبابنا٢ فيكم فيكم
إياك ربنا يصلح حالنا، ونبقى بقلوبنا نحييكم
بالنفوس دي بالقلوب دي، ندعي دايمًا ربنا
حقنا ناخده وندي، حق غيرنا زينا
وننشهر ونفتخر، بعزنا ومجدنا
ووقتها نكون كلنا، حافظين كرامة بعضنا
(انتهى الفصل الثاني.)
الفصل الثالث
[لحن]:
برافو علينا، برافو علينا
أدحنا رحنا، حاربنا وجينا
حاربنا وجينا، ياما عملنا ونهبنا
أنا ومخالي، والست روزيتا
والصناديق دي، مسكتو لينا
برافو علينا، الله يحمينا
شنشاو
:
يا جماعة حيو رئيستنا أوشاكا ممنوع الظيطة والشوشرة؛ لئلا تستلفتو لنا
أنظار العدو.
الجميع
:
تعيش رئيستنا أوشاكا.
شنشاو
:
وخصوصًا أن اليوم ده يوم ميعاد وصول الملازم الأول شنشن لاستلام التقارير
والمعلومات اللي أمكنا نتحصل عليها.
أحدهم
:
وأظن حاتسلموه الثلاث صناديق دول اللي اغتصبناهم من رجال العدو؟
شنشاو
:
بالطبع.
أحدهم
:
لكن ياترى دول فيهم إيه؟
شنشاو
:
فيهم اثنين دوا وواحد شاش.
أحدهم
:
ومنين عرفت؟
شنشاو
:
من رئستنا أوشاكا.
أحدهم
:
يا سلام! أنا لسه ماشفتش واحدة بنت عفريتة زي المدموازيل أوشاكا دي، طيب
مش يصح يخلوهم لنا هنا يمكن واحد منا يتجرح ولا يتعور؟
شنشاو
:
الأمر ده يخص حضرة الرئيسة أوشاكا، أخ يا ناري!
أحدهم
:
فيه إيه؟
شنشاو
:
كنت عاوز يقع في إيدي الأسود الملعون اللي قتل أولاد عمي، بقيت أدور عليه
في وسط العساكر اللي حارسين الصناديق دول إني أشوفه مش ممكن أبدًا، معلهش
برضه يمكن يجي يوم ويقع في إيدي.
أحدهم
:
لكن مين اللي عرف أوشاكا حكاية الصناديق دول؟
شنشاو
:
يا سلام! هي أوشاكا يستخبى عليها حاجة تعرف كل شيء يحصل في جيش
العدو.
الجميع
:
تعيش رئيستنا أوشاكا.
شنشاو
:
يلا بنا كلنا نشرب لنا كاس في حياة الرئيسة.
عثمان
:
إيه ده؟ دي المستشفى النقالي، مستشفى إيه دي دي تربة، نكونش أنا مت
ودلوقت في الآخرة، آهن فيه ناس جايين نستخبى هنا ونشوف أنا فين.
الجميع
:
فليعيش حضرة الملازم شنشن.
عثمان
:
شنشن! أنا هنا في شنشن لازم أستخبى هنا وأشوف إيه العبارة.
الجميع
:
أيوة هنا.
عثمان
:
الله الله مين اللي هنا؟ عليَّ الكلام ده؟ لا نستخبى.
شنشان
:
وهي فين؟
ماريتانيا
:
هي في مكمنها علشان تعبانة من سهرة إمبارح بخصوص الصناديق دول.
شنشن
:
برافو برافو تقدري دلوقت تروحي تديها خبر تقولي لها الملازم شنشن جه
علشان يقابلك.
ماريتانيا
:
حاضر.
شنشن
:
ماريتانيا.
ماريتانيا
:
أفندم.
شنشن
:
اسمعي جهزي لي شيء من الأكل؛ لأني جعان خالص وبعد كده حضرلي فرشة نضيفة؛
لأني مش حايمكن أرجع المعسكر الليلة وبكره الصبح …
ماريتانيا
:
إيه كمان؟
شنشن
:
والَّا روحي أنت وابعتيها لي هنا.
ماريتانيا
:
حاضر.
شنشن
:
طيبة قوي الولية دي، يلزمني ألاطفها علشان تساعدني عند أوشاكا؛ لأنها هي
المربية بتاعتها من صغرها وصاحبتنا تسمع كلامها خالص ولا تعملش شيء من غير
ما تشاورها، آه يظهر أنها جاية، أما أتنفخ وأظهر العظمة قدامها
يمكن.
أوشاكا
:
ما تآخذنيش علشان أنا اتأخرت عليك شوية، حمد لله على السلامة.
شنشن
:
الله يسلمك، إيه ده اللي معاك؟
أوشاكا
:
دي هدوم إمباشا بربري من جيش العدو كان له معايا حكاية كبيرة بعدين أفهمك
عليها، هيه وإزاي الأخوان؟
شنشن
:
كلهم بخير والحمد لله، وجناب المارشال كلفني رسمي إني أبلغك سلامه
الخصوصي.
أوشاكا
:
أشكرك، وإزاي صحة جنابه؟
شنشن
:
عال خالص ومشتاق لك كتير، ولكن أظن مش حايكون أكتر مني.
أوشاكا
:
يا سلام، دا بس من لطفك وظرفك.
شنشن
:
بقى أنت شايفة إني لطيف وظريف يعني أنا في نظرك …
أوشاكا
:
أظن جنابك جيتالنهاردة علشان تستلم تقريرنا زي عادتك؟
شنشن
:
طبعًا جيت علشان التقارير وكمان فيه حاجة تانية أهم.
أوشاكا
:
حاجة إيه تاني؟
شنشن
:
علشان أشوفك.
أوشاكا
:
أشكرك، أنا المرة دي عندي معلومات مهمة خالص.
شنشن
:
إيه هي المعلومات دي؟
أوشاكا
:
منها إني رسمت خرطتين عن معسكر العدو من الداخل ومن الخارج.
شنشن
:
كويس خالص.
أوشاكا
:
وفوق كده عرفت أن العدو راح يبعت لمستشفى جيشه النقالي تلات صناديق،
اتنين أدوية وواحد شاش، وفهمت الطريق اللي حايمرو منه.
شنشن
:
إيه وبعدين؟
أوشاكا
:
وبعدين لما عرفت كده بعت لهم ستين راجل من عصابتي كمنو لهم في الطريق
وعند مرورهم هاجموهم وجرحوا اللي جرحوه وموتوا اللي موتوه وخدوا الصناديق
منهم بالقوة.
شنشن
:
يا سلام على نباهتك أنا لازم أبوسك من عينيك.
أوشاكا
:
لا لا.
شنشن
:
طب أبوس إيدك.
أوشاكا
:
ولا إيدي.
شنشن
:
بالله تسمحي لي.
أوشاكا
:
مفيش داعي.
شنشن
:
آه يا أم قلب قاسي.
أوشاكا
:
يعني إيه؟
شنشن
:
لحد دلوقت لسه ما تعرفيش يعني إيه؟ يعني بأحبك.
أوشاكا
:
إيه بتقول إيه بتحبني! أنت سكران ولا جرى في عقلك إيه؟ بص لنفسك وشوف أنت
بتكلم مين.
شنشن
:
إيه بأكلم مين؟ بأكلم أوشاكا البنت المغرورة بنفسها ولا تفهمش إيه
أصلها.
أوشاكا
:
يا جناب الملازم حاسب في كلامك، ولا تنساش أنك بتكلم بنت واحد مارشال من
أكبر رجال الجيش.
شنشن
:
مارشال يا سلام! مغرورة علشان ما تعرفيش أصلك …
أوشاكا
:
إيه أصلي؟
شنشن
:
اسمعي يا حضرة بنت المارشال يكون في علمك أن جناب المارشال ده مش أبوك زي
ما أنت فاهم.
أوشاكا
:
مش أبويه؟
شنشن
:
أيوة مش أبوك، وإذا كنت عايزة تعرفي أصلك وفصلك مش ضروري أقولك، اسألي
ماريتانيا المربية بتاعتك وهي تفهمك كل شيء، وعيب علشان واحد زيِّ يتنازل
ويحب بنت لقيطة زيك.
أوشاكا
:
آه يا ربي إيه الكلام ده؟ لازم أستفهم من ماريتانيا عن الحقيقة.
ماريتانيا
:
الله همه راحو فين؟ مسيو شنشن،
أوشاكا، يختي خليهم هنا لما أشوفهم فين.
عثمان
:
يا سلام! دي البتاعة دي تتوه خالص تكونش دي ليونبارك يعني بيت جحا اللي
بيقولوا عليه؟ الله الله! إيه دي! عثمان عبد الباسط! دي هدومي! لا لازم
البيت ده بيت واحد سمسار ولا ملكة من ملوك الجن بتحبني وجابتني هنا على
مرتين، مرة هدومي ومرة أنا، ودي إيه دي كمان؟ دا أكل يا سلام! ومحضرة لي
الأكل كمان! شوف وعارفة إيه اللي نفسي فيه لأني أنا كان نفسي في المكرونة
من سنة دلوقت هو لازم ربنا بيحبني وخلصني من الولية أم أحمد المعلونة،
أما نلبس بقى وناكل الأكل العفريتي ده
يا سلام بكره لازم أبقى ملك من ملوك الجن، ربنا صحيح جعل لكل شيء سبب، لكن
مفيش ميه وإزاي جايبين الأكل من غير ميه؟!
صوت
:
طيب حاضر.
عثمان
:
يا سلام حالًا الطلبات، دا فشر الكونتنتال، اخلص قوام يا جرسون
الجان.
شنشاو
:
أنت إيه إش جابك هنا؟
عثمان
:
هو أنت؟ خضتني يا شيخ، أنتو نقلتوا القهوة بتاعتكم هنا؟ فين الرقاصة اللي
كان وياك؟
شنشاو
:
اخرس رقاصة في عينك وقعت يا ملعون، والنهاردة أخد بتاري وتار أولاد عمي
اللي قتلتهم.
عثمان
:
الله الله قتلتهم أنا؟
شنشاو
:
أيوة أنت وأنا حاانزل مصارينك وحاأشرب دمك وحاأسلخ جلدك حاكل لحمك سلم
نفسك.
عثمان
:
سلامتك أنت جرى لك إيه دانا تمللي زبون عندك، خد بالك مني طيب، مش كنت
تمللي بجي لكم من النقطة بعد بنتك ما ترقص، خليك راجل طيب بنتك بتحبني وأنت
تكرهني ليه؟ هي فين أحسن أنا نفسي أشوفها لأنها كانت بعتت لي جواب علشان
أقابلها، لكن ماحصلش قسمة.
شنشاو
:
تشوفها! حالًا تشوفها بعينك.
عثمان
:
أيوة، دلوقت لما أشوفها ترد روحي، تحوش عني أبوها المجنون ده.
شنشاو
:
أديني جاي.
عثمان
:
أيوة أهي جاية، الله الله هي فين؟
شنشاو
:
أهيه وأهيه.
عثمان
:
دا اتجنن دا ولا إيه! أنا بسألك عن بنتك.
شنشاو
:
آهي دي بنتي، ودي أختي، اخترلك موتة من الاتنين.
عثمان
:
بس إيه السبب؟
شنشاو
:
لسه مش عارف إيه السبب؟ أولاد عمي اللي قتلتهم من غير رحمة ولا شفقة ولسه
بتقول إيه السبب؟
عثمان
:
أولاد عمك! حقيقتهم إيه دول؟ رقاصين روخرين؟
شنشاو
:
اخرس أولاد عمي الجواسيس اللي قتلتهم وخدت بسببهم نيشان، وأنا دلوقت
حاأخد عمرك، الأحسن خد موت نفسك.
عثمان
:
الله الله مال الموت مش راضي يسيبني كده ليه؟ خلصت من موتة وقعت في ألف
منها.
شنشاو
:
اخلص موت نفسك وخليني أشرب من دمك.
عثمان
:
دمي! أنا بقى فيَّ دمي حاتشربه؟
شنشاو
:
وأظن حضرتك جاي هنا علشان تاخد معلومات عننا؟
عثمان
:
معلومات عنكم! أنت صنعتك إيه جاسوس؟
شنشاو
:
من أكبر الجواسيس، ومن بختي أنك وقعت في إيدي.
عثمان
:
والله أنك عبيط دانا يا شيخ دخت وأنا بأدور عليك؛ علشان أديلكم معلومات
عن الجيش تهمكم خالص لأني هربت بسبب بعدين أعرفكم عليه.
شنشاو
:
عرفني حالًا وإلا أخلص على عمرك.
عثمان
:
بس طول بالك، أعرفك إزاي وأنت عمال تهددني بالشكل ده، روق دمك شوية وأنا
أعرفك على كل شيء.
شنشاو
:
بقى صحيح، أنت جاي هنا علشان تدينا معلومات زي ما بتقول ولا جاي لغرض
تاني؟
عثمان
:
غرض إيه؟ وأنا منين نعرف أني كنت حاعتر فيكم؟ أنا هربن في الصندوق ده،
وجاي مخصوص علشان ندي التعليمات اللي ويايا للرئيس ولا القائد بتاعكم علشان
أخد مكافأة وأسافر على بلدي؛ لأن أنا راح يخصني إيه إذا كان أنتم تنتصروا
ولا هما ينتصروا؟
شنشاو
:
ليه أنت الأصل بتاعك مش من أصل جيش العدو؟
عثمان
:
أبدًا، أنا جنس وهما جنس ودخلوني كده وياهم بالزور.
شنشاو
:
برافو برافو أهو أنا صدقتك دلوقت بس.
عثمان
:
بأقولك، أنا حاأقولك على حاجات تنبسط منها خالص ويمكن إذا كنتم ناس طيبين
أستنى عندكم على طول.
شنشاو
:
تستنى! استنى جوه في عنينا.
عثمان
:
مرسي أنا ممنون.
شنشاو
:
هيه، قوللي بقى على المعلومات اللي عندك دي إيه؟
عثمان
:
فيه أمان؟
شنشاو
:
إيه بتقول إيه؟
عثمان
:
يعني أضمن حياتي؟
شنشاو
:
مين يقدر يكلمك ولا مين يقدر يتعدى عليك مدام أنت جاي تساعدنا؟
عثمان
:
أيه، أساعدكم قوي، بقى المعلومات اللي عندي أنا يا سيدي، حدش واخد
باله؟
شنشاو
:
لا لا ماتخفش قول قول.
عثمان
:
اسمع بقى هما محضرين عندهم ميت صندوق زي دول من ضمنهم خمسة وعشرين ملانين
فلوس، لكن أنا خايف.
شنشاو
:
خايف من إيه؟
عثمان
:
أيوة، ربما تاخد المعلومات اللي ويايا وبعدين تقتلني.
شنشاو
:
لا أنا لحلفلك بشرفي أني أضمن حياتك.
عثمان
:
لا مش كفاية؟
شنشاو
:
أمال أنت إيه اللي أنت عاوزه؟
عثمان
:
اللي عايزه تديني اللوفرفر والبلطة والخنجر دول، وبالطريقة دي أكون أمنت
على حياتي.
شنشاو
:
بس كده! آدي الخنجر وآدي البلطة واللوفرفر معمر.
عثمان
:
زي بعضه، معمر ولا مش معمر أنا راح نعمل به إيه.
شنشاو
:
كده مبسوط؟ قول بقى.
عثمان
:
بقى يا سيدي الميت صندوق منهم خمسة وعشرين ملانة فلوس.
شنشاو
:
يا سلام!
عثمان
:
بس طول بالك أنت لسه سمعت حاجة؟
شنشاو
:
هي قول قول.
عثمان
:
والفلوس دول باعتنهم لجماعة من جنسهم في البر التاني يستفيدوا بهم وقت
اللزوم وباقي الميت صندوق، يعني خمسة وسبعين صندوق دول، في كل صندوق منهم
رجالة وحايمشوا بهم زي قفلة بتاع تجار علشان يوصلوهم للمركب اللي
مستنياهم.
شنشاو
:
غريبة! وعلشان إيه الرجالة دول في قلب الصناديق؟
عثمان
:
أيوة علشان إذا حد اتعرض لهم في الطريق يطلعوا الرجالة دول ينسفوهم نسف،
وإذا ما حدش اتعرض لهم تسافر الصناديق والفلوس والرجالة.
شنشاو
:
كلام فارغ.
عثمان
:
ليه بقى كلام فارغ؟
شنشاو
:
أيوة علشان مش معقول صندوق زي ده يسع ست رجالة!
عثمان
:
والله أنك عبيط، دول عاملينهم صناديق مسحورة وإن ماكنتش مصدقني تعال ننزل
أنا وأنت في الصندوق وأنا أوريك السر بتاعه.
شنشاو
:
وإذا كان الكلام مش تمام؟
عثمان
:
أيوة إذا الكلام مش تمام موتني واعمل فيه زي ما أنت عايز.
شنشاو
:
طيب إذا كان الكلام مش تمام أنا راح أخد عمرك.
عثمان
:
عيب يا شيخ أنا راح نضحك عليك! اتفضل خش أنا أوريك تمام ولا مش
تمام.
شنشاو
:
يللا أوريني!
عثمان
:
دخل راسك لجوه، حط إيديك جنبك، غمض عينيك، غمضت؟
شنشاو
:
أيوة.
عثمان
:
عايز تعرف السر بقى؟
شنشاو
:
أيوة.
عثمان
:
أهو ده السر يا خويا، خليك هنا بقى لما نشوف مين فيكم اللي نيمني وسرق
هدومي يا تور، آه فيه ناس جايين، أما ناخد معايا الجينمانة دي
ونستخبه.
ماريتانيا
:
إيه ده! الأكل ده لازم حد لعب فيه، غريبة! لكن ماحدش هنا.
أوشاكا
:
أنت هنا؟
ماريتانيا
:
أيوة يا بنتي.
أوشاكا
:
آه يا ربي.
ماريتانيا
:
يا سلام! إيه مالك فيه إيه؟
أوشاكا
:
آه يا دادة إمبارح شفت في المنام منظر لكن حزنني خالص.
ماريتانيا
:
إيه هو يا بنتي؟
أوشاكا
:
شفت يا دادة أنه جاني راجل طويل وفي أيده حربة وقاللي قومي اسألي عن أمك
وأبوك الحقيقيين، واللي تدلك على الحقيقة مربيتك ماريتانيا وإن ما بحيتش
مفيش غير ضميرك، وبعدها فتحت عيني وصحيت من النوم وأنا زي المجنونة، وضروري
دلوقت تفهميني عن الحقيقة.
ماريتانيا
:
مسكينة مسكينة! دي حاجات هلوسة يا بنتي بتحصل للإنسان كتير.
أوشاكا
:
يعني مش حاتقولي لي عن الحقيقة.
ماريتانيا
:
حقيقة إيه يا بنتي؟ أنت فيه حد قالك حاجة؟
أوشاكا
:
أيوة بالعربي الظابط شنشن، قال إن أبويا مش أبويا ولا أمي أمي، وأنت
بصفتك مربيتي لازم تعرفي الحقيقة، وإن ماكنتيش تقولي لي على الحقيقة دلوقت
حالًا حاأشرب من دمك خصوصًا أنه فهمني أني لقيطة.
ماريتانيا
:
يا حرام!
أوشاكا
:
اتكلمي.
ماريتانيا
:
لا، مدام يا بنتي أنك مش حاترتاحي إلا أن كنت أفهمك، الحقيقة أنك مش
لقيطة، ومن عائلة طيبة وخطفوك الغجر من أهلك وأنتِ بنت سنتين وباعوك
للمرشال؛ لأن مراته ماكنتش بتخلف فخدوك من الغجر دول وعملوك بنتهم وجبوني
أنا علشان أقوم بتربيتك.
أوشاكا
:
آه يا ربي!
ماريتانيا
:
سلامتك يا بنتي أوشاكا!
أوشاكا
:
هاتيلي كباية ميه يا دادة.
ماريتانيا
:
حاضر يا بنتي مسكينة!
أوشاكا
:
أبدًا أحسن شيء إني أموت نفسي.
عثمان
:
ارجعي.
أوشاكا
:
أنت إش جابك هنا؟
عثمان
:
اللي جابني هنا حبي لك لأن جوابك اللي بعتيه لي شغلني خالص ومن يومها ما
بانامش، وداير أدور عليك والحمد لله عترت فيك، عايزة تموت نفسك علشان
إيه؟
أوشاكا
:
شيء ما يخصكش.
عثمان
:
ولكن حياتك تهمني.
أوشاكا
:
مسكين أنا ضروري أموت نفسي، وأنت حيث إنك خايف على حياتي الأحسن لك اهرب
من هنا حالًا.
عثمان
:
أهرب من هنا ليه؟ أنا فين؟
أوشاكا
:
أنت هنا في مكمن الجواسيس، وأما أنا حيث إني ما أعرفليش أم ولا أب ضروري
أموت روحي، مادام أصبحت يتيمة غريبة لا أب ولا أم.
عثمان
:
مسكينة! أيوة لأني كنت سامع كل اللي قلتوه وأنا مستخبي هنا هو، وحكايتك
دي فكرتني بحكاية سمعته زيه تمام.
أوشاكا
:
حكاية إيه؟
عثمان
:
أيوة، ناس كان لهم بنت زيك كده وسرقوها منهم الغجر اللي بيسرقوا الأولاد
من عشرين سنة، وكان عمرها سنتين ولحد دلوقت ماعرفوش يستدلوا عليها
أبدًا.
أوشاكا
:
مساكين!
عثمان
:
لكن إذا كان يشوفوا البنت دي ضروري هما حايعرفوها.
أوشاكا
:
بعد عشرين سنة يعرفوها أظن مستحيل؟
عثمان
:
لا؛ لأن لهم فيها علامة.
أوشاكا
:
علامة! علامة إيه؟
عثمان
:
لهم فيها علامة في إيدها تلات حروف، الحرف الأول من اسمها والحرف الأول
من اسم أمها والحرف الأول من اسم أبوها وهما ألف ف. ر.
أوشاكا
:
إيه بتقول إيه؟ مش هما دول؟
عثمان
:
غريبة! مظبوط أنت أنت تمام أنت بنتهم وهما أمك وأبوك.
أوشاكا
:
هما فين موجودين؟
عثمان
:
موجودين قوي، الدكتورة وجناب الحكيم باشا في الجيش بتاعنا ولازم أوصلك
لهم، وللسبب دا أخد مكافأة وابتراء من حكم الإعدام.
أوشاكا
:
إعدام إيه؟
عثمان
:
أيوة؛ لأني أنا متهم بدخول الجواسيس في الجيش وكنت تحت الحكم وبعدين هربت
في الصندوق دا هو، ولأجل بختي وبختك الظروف جمعتنا هنا علشان أوصلك
لأهلك.
أوشاكا
:
لا ماتخفش أهو إذا كان كلامك دا صحيح ووصلتني لهم زي ما بتقول أنا أنفي
عنك التهمة وأبرئك؛ لأن تهمتك دي أنا عارفاها.
عثمان
:
طيب حيث كان يللا بنا نهرب من هنا حالًا قبل ما حد يطب علينا.
أوشاكا
:
أيوة، وأدي أوراق الخرط والمعلومات اللي كنت واخداها عن جيشكم أهي، أما
أخدهم ويايا علشان ماحدش يعرف السر اللي فيهم، لكن اسمع اسمع، إزاي حاتعرف
تهرب من هنا أنا وأنت وخصوصًا إذا شافوك ويايا؟
عثمان
:
شيء بسيط … إحنا نعملهم حاجة يتلهو فيها عقبال ما نهرب.
أوشاكا
:
حاجة زي إيه؟
عثمان
:
نولع النار في المكمن ده وبالطبع هما راح يخشم علشان يطفو النار دلوقت في
الوقت ده نهرب أحنا.
أوشاكا
:
برضه فكرة، تعالى، أول ما تولع تولع برميل البارود اللي بره ده.
عثمان
:
أهو كده الجد.
المنظر الثاني
الجنرال
:
أيها السادة، تعلمون حضراتكم أننا اجتمعنا هنا الآن بأمر سعادة
قائدنا الهمام للنظر في قضية الشاويش عثمان عبد الباسط الهارب من
مستشفى الجرحى في صبيحة اليوم الثامن من شهر مارث والمتهم بالإهمال
والخيانة وإدخال الجواسيس في معسكرنا في مساء اليوم السادس من الشهر
المذكور أعلاه، وللتحقيق أيضًا مع الحرمة أم أحمد زوجته لاتهامها
بمساعدته على الهرب، ولسماع دفاع اليوزباشي بتروف عن نفسه لنفي ما
سمعناه عن حضرته بأن له علاقات سرية غرامية مع الجاسوسة أوشاكا رئيسة
العصابة التي تتجسس علينا لحساب أعدائنا، والذي أطلبه منكم بناء على
الأوامر المشددة الصادرة لي من القائد أن تقسموا جميعًا على أنكم
تنصفون المتهمين في الأحكام.
الجميع
:
نقسم بالله ثلاثًا على العدل والإنصاف.
الجنرال
:
أحسنتم.
الملازم
:
يوزباشي بتروف.
بتروف
:
أفندم.
الجنرال
:
يا جناب اليوزباشي بتروف، هل تعترف بأن لك علاقة غرامية بالجاسوسة
أوشاكا؟
بتروف
:
أيوة يا أفندم.
الجنرال
:
غريبة! تعترف، إذًا كان عندك خبر بقدومها إلى المعسكر؟
بتروف
:
لا يا أفندم ماكنتش أعرف.
الجنرال
:
طيب اشرح لنا هذه العلاقة.
بتروف
:
سبب علاقتي بها هو أني كنت أتعاطى مهنتي بصفة طبيب وذلك قبل تطوعي في
الجيش، وكانت المذكورة مريضة بنظرها وقررت جميع الأطباء بعدم نجاحها
وشفاها، وقد تعهدت أنا لعائلتها بإجراء اللازم وعلاجها وشُفيت على يدي،
وفي أثناء ذلك نشأت بيننا رابطة الحب الشريف، وهذه كل علاقاتي معها،
ولما عرفت إنها من جنسية المحارب لنا تركت حبها وتناسيت كل علاقة
بيننا.
الجنرال
:
تقسم؟
بتروف
:
أقسم بالشرف، إن ما أقول حق.
الجنرال
:
الحكم بعد المداولة، نادي المتهم الثاني.
الملازم
:
الحرمة أم أحمد.
أم أحمد
:
أفندم.
الجنرال
:
هل ساعدت جوزك على الهرب؟
أم أحمد
:
أبدًا يا سيدي.
الجنرال
:
هل عندك دليل يثبت عدم اشتراكك في هروب عثمان؟
أم أحمد
:
أيوة يا سيدي.
الجنرال
:
إيه هو؟
أم أحمد
:
لأني، لو كنت أعرف أنه حايهرب كنت مسكت في خناقه وهربت وياه، أنا
أستغنى عنه يا سيدي؟
الجنرال
:
نادي الشهود.
الملازم
:
جناب الحكيم باشي.
الحكيمباشي
:
أفندم.
الجنرال
:
إيه اللي تعرفه بخصوص أم أحمد وهروب زوجها؟
الحكيمباشي
:
أخلاقها مرضية ولا بأس بها.
أم أحمد
:
ينصرك على من يعاديك ولا يشمت عدو فيك.
الجنرال
:
هس اخرسي يا حرمة، هل تظن حضرتك أنها ساعدت زوجها على الهرب؟
الحكيمباشي
:
لا أعرف تمامًا، ولكن يجوز، ربما.
أم أحمد
:
لا لا ربنا ما يسيئك خليك راجل طيب على طول.
الجنرال
:
إذًا أنت لا تجزم بصحة ذلك؟
الحكيمباشي
:
لا يا أفندي.
الجنرال
:
الشاهدة الثانية.
الملازم
:
جناب الدكتورة.
الدكتورة
:
أفندم.
الجنرال
:
ما رأي الهانم في هذه المرأة؟
الدكتورة
:
طيبة للغاية.
أم أحمد
:
ربنا يسترك ويجبر بخاطرك ويطمن قلبك.
الجنرال
:
اسكتي يا حرمة، وهل تظني حضرتك أنها ساعدت جوزها على الهرب؟
الدكتورة
:
أعتقد أنها بريئة.
الجنرال
:
الحكم بعد سماع أقوال المتهمين وسماع شهادة الشهود، حكمت المحكمة
(ضجة من الخارج).
حسونة
:
يا جناب الجنرال، عثمان جه بره.
الجنرال
:
عثمان المتهم؟
حسونة
:
أيوة يا أفندم، ومعاه واحدة ست.
أم أحمد
:
ست! ست مين دي يادلعدي؟
الجنرال
:
اخرسي يا حرمة.
أم أحمد
:
طيب لما أشوف ست مين دي.
الجنرال
:
هاته هنا يا شاويش.
عثمان
(داخلًا)
:
سلام عليكم، مراتي! أنت هنا بتعملي إيه؟
أم أحمد
:
تحت الحكم.
عثمان
:
حكم! روحي أنت أنا جيت أهو.
الجنرال
:
أنت هربت ليه من تحت الحكم؟
عثمان
:
لا يا أفندم، أنا رحت أجيب المستندات اللي تثبت أني أنا بريء.
الجنرال
:
بأيه يمكنك تثبت براءتك؟
عثمان
:
اللي يثبت براءتي أني جبتلكم الجاسوسة نفسها اللي كانت خدت هدومي
وضربت جناب اليوزباشي بالرصاص.
الجنرال
:
يا سلام! جبت الجاسوسة نفسها؟
عثمان
:
مش بس الجاسوسة.
الجنرال
:
إيه فيه حد تاني؟
عثمان
:
الجاسوسة والأوراق اللي مع الجاسوسة واللي جسجس الجاسوسة وأبوها
وأمها هنا كمان.
الجنرال
:
إيه! أمها وأبوها كمان؟!
عثمان
:
لا مش جبتهم ويايا، دول موجودين هنا في وسط المعسكر بتاعكم.
الجنرال
:
موجودين في وسط المعسكر! ياللخيانة الفظيعة! فين دول الخاين؟
عثمان
:
لا لا يا أفندم، ما تقولش خاين أحسن دول من أشرف ناس في
الجيش.
الجنرال
:
إزاي الكلام ده؟
عثمان
:
أيوة؛ علشان أم الجاسوسة وأبوها، هما جناب الدكتورة وجناب الحكيم
باشا.
الدكتورة
:
إيه بنتي؟
الحكيمباشي
:
إيه بتقول إيه؟
عثمان
:
أيوة يا أفندي.
الحكيمباشي والدكتورة
:
فين فين؟
الجنرال
:
شيء مدهش الشاويش دي شيطان! وأيه اللي يثبت صحة كلامك؟
عثمان
:
اللي يثبت صحة كلامي، العلامة اللي في ذراعها، وبعد كده هي حاتقول
لكو على كل شيء عملته فيه، وبالسبب ده تظهر براءتي.
الجنرال
:
وهي فين؟
عثمان
:
موجودة بره يا أفندم.
الجنرال
:
روح هاتها ياباش شاويش.
الباشاويش
:
حاضر يا أفندم.
عثمان
:
وكمان يا أفندي جناب اليوزباشي مظلوم في العبارة دي، ولما تيجي
حاتقولكم على كل حاجة عملته (تدخل
أوشاكا).
الجنرال
:
أنا الجاسوسة أوشاكا سابقًا.
عثمان
:
اكشفي دراعك (تكشف
ذراعها).
الدكتورة والحكيم باشي
:
بنتي بنتي!
الجنرال
:
شيء غريب!
عثمان
:
شوف برضه الدم بيحن.
أوشاكا
:
يا جناب الجنرال، كل حاجة عملتها هي للوطن اللي كنت أعتقد فيه أنه
وطني؛ وللسبب ده أنا معذورة وآدي الأوراق اللي فيها المعلومات اللي
أخدتها عنكم، وفيما بعد أفهمكم على كل شيء.
الجنرال
:
لا يا بنتي ماتزعليش، اللي دفعك على كده هو الدم اللي بيجول في
عروقك، والآن أهني جناب الحكيم باشا وجناب الدكتورة باجتماعهم بابنتهم
المفقودة، وأما أنت يا عثمان حيث إنه ظهر براءتك من التهمة المنسوبة
إليك حكمنا لك بالبراءة، وإنشالله سينعم عليك برتبة الملازم مكافأة لك
على صبرك وإخلاصك.
الحكيمباشي
:
وأما أنا إنشالله سأجري زواج ابنتي بجناب اليوزباشي إذا كان يفضل
ذلك.
بتروف
:
العفو يا أفندم، لي الشرف، كنت أود ذلك من زمن مديد والحمد لله تحققت
آمالي على يد الراجل البطل ده.
عثمان
:
كلكم قولوا فليحيا العدل.
الجميع
:
فليحيا العدل.
[لحن]:
اهتفوا باسم العدالة، وارفعوا كل الرايات
ياللا بينا شيلة بيلا، ياللا ياللا يا بنات
أهه ربنا ريح قلبنا، وجمع شملنا وهدا سرنا
يا رب تصلح لنا الأحوال، ونعيش جميعنا في راحة بال
ويعزنا بفضل أجيال، مادام يرفرف فوقنا هلال
(انتهت الرواية)
١
هذا السطر تم شطبه من قبل الرقيب.
٢
شطب الرقيب كلمة «شبابنا»، ووضع بدلًا منها كلمة
«رجالنا».