رواية «سوء تفاهم»
بقلم: أمين صدقي
العرض الأول بتاريخ ١٣ / ٦ / ١٩٢٤
العرض الأول بتاريخ ١٣ / ٦ / ١٩٢٤
الفصل الأول
عوض
(بعد اللحن)١
:
أما كبسة عمد لكن نكته خالص، في الحقيقة أنا بأستغرب على الغيَّة اللي
طالع لي فيها سيدي المحامي صبري بيه، من أنه يجتمع طول النهار هنا على
جماعة مشخصاتية، ورقاصات، وأصبر إيه يكونش ناوي يشتغل تياترجي، وعقله قال
له فضك من الأبكة!
عثمان
(من الخارج)
:
هو راح فين الراجل الفراش ده يخرب بيته؟
عوض
:
آه، وآدي عثمان أفندي وكيل المكتب، بركة اللي ماطبش علينا دلوقت والجماعة
دول هنا؛ لأن المتر منبه عليَّ أني أخبي عليه عبارة الممثلين اللي بيجتمع
بهم هنا دول.
عثمان
(داخلًا وبيده شنطة دويسهات)
:
حضرتك واقف هنا زي الجاموسة وسايب كل الأبواب بتاع المكتب مفتوحين؟ ما
شالله! ما شالله!
عوض
:
لا، ما أنا كنت خارج أقفلهم.
عثمان
:
ولسه جناب المتر ماجاش؟
عوض
:
لا لسه.
عثمان
:
أنا موش فاهم الراجل ده جرى له إيه اليومين دول، متخلبط كيانه خالص، يوم
يحضر المحكمة وخمسة لأ، وأديني نازل له تأجيل في القضايا، وموش فاهم آخرتها
راح يعمل إيه.
عوض
:
أنا موش فاهم أنت بس تاعب نفسك ليه!
عثمان
:
أيوة تاعب نفسي لأني أنا بصفتي وكيله كل زباين المكتب مابيلاقوش حد
قدامهم يسبخوا له غيري، وأهه وشي أسود من الكدب على الناس.
عوض
(ضاحكًا)
:
قال وشه أسود قال!
عثمان
(بغضب)
:
بتضحك على إيه؟ لازم أنت عارف سبب التأخير بتاعه وموش راضي تقول
لي.
عوض
:
أنا؟ لا وشرفك أنا ما أعرف حاجة.
عثمان
:
آه، بقى ما أنتاش حاسس بحاجة بتحصل هنا في المكتب، وبتخبي عني.
عوض
:
عيب يا عم عثمان.
عثمان
:
طيب معلهش، كل شيء راح يبان، ولابد أني أعرف كل حاجة بنفسي، اتفضل أنت
روح شوف شغلك.
عوض
:
أنا مالي (يخرج).
عثمان
:
لازم الراجل ده بيخبي عني حاجات بتحصل هنا، وأنا متوغوش أيوة؛ لأن من مدة
سبع تمن تيام لاحظت أن المتر بيجتمع هنا كل يوم في الأودة دي بواحدة ست
واثنين رجالة ويقفلوا عليهم الباب، ويفضلوا يقولوا لبعضهم قتل وخنق ودم
وموش عارف إيه، لازم في المسألة مؤامرة قتل، لازم بيدبروا عمل جريمة ولابد
أني أكتشفها بنفسي.
المتر
(من الخارج)
:
يا عوض.
عثمان
:
آه، أهه جه بسلامته المتر.
المتر
:
معلهش تعالوا بنا على أودة المكتب اتفضلوا.
عثمان
:
أهه جايب معاه زملاته بتوع كل يوم، اصبر أما أستخبى هنا أسمع وأشوف إيه
جنس ملة المؤامرة الجهنمية بتاعتهم دي (يختفي).
المتر
(داخلًا ومن معه)
:
هو راح فين عوض؟ اتفضلوا.
رياض
:
مرسي.
المتر
:
عال خالص، أهه على بختنا عثمان خدام مكتبي لسه ماجاش يعني نقدر نشرع في
العمل.
روز
:
أما حقة غريبة دي يا متر أنك متخوف للدرجة دي، من وكيل مكتبك عثمان أفندي
ده؟!
رياض
:
صحيح غريبة!
المتر
:
لا، ما هي المسألة لها أصل، حاكم عثمان راجل طيب وضميره نضيف لكني
يا خسارة حتة لطخ لكن مافيش كده.
المتر
:
ثم فوق كده، أنا زي قلبي حاسس أنه بيتجسس علينا؛ علشان يسمع بنقول
إيه.
روز
:
عجيبة دي! الغاية، دلوقت حيث أنه موش موجود هنا، لازم نبتدي، مانضيعش
الوقت.
رياض
:
أيوة؛ لأن الليلة الساعة ٩ لازم نكون على تمام الاستعداد.
المتر
:
طبعًا، إنما أنا موش فاهم بس، الأستاذ عزيز اللي كل الأهمية عليه اتأخر
لحد دلوقت ليه؟
روز
:
معلهش نبتدي أحنا، خد بالك يا سي رياض.
رياض
:
واخد.
المتر
:
بقى حتة المؤامرة دي يا جماعة، حاتكون قاصرة عليَّ … آه من حق استنوا على
فكرة.
روز ورياض
:
إيه؟
المتر
:
راح فين الخنجر اللي كنت بأعمل لكو بروفا عليه إمبارح؟
روز
:
أظن كان هنا فوق المكتب.
رياض
:
لازم يكون هنا حايروح فين؟
المتر
:
لا في عرضكم أحسن أنا مستلفه من واحد من أخواني بعد كل نفس، دوروا عليه
حالًا أنا في عرضكم.
عثمان
(داخلًا فيقع نظره عليهم مطاطين يبحثون)
:
الله! الله هم مطاطين كده ليه؟
روز
:
مافيش خناجر هنا.
رياض
:
ولا الناحية دي.
المتر
:
غريبة دي! القصد، تعالوا ندور الناحية دي كمان، يا خبر!
روز ورياض
:
إيه؟
المتر
:
هس.
روز ورياض
:
ليه؟
المتر
:
رجلين.
الجميع
:
هس (يخرجون).
عثمان
:
يخرب بيتهم، دمي نشف، لازم في المسألة سر، على كل حال أديني استفدت من
تخبيتي تحت الكنبيتة دي؛ لأني لقيت الخنجر ده، خنجر في مكتب واحد محامي!
خليه وياي زي مستند عند اللزوم ودلوقت، إذا سكت وانظبطوا الجماعة دول
ياخدوني وياهم شريك في الجريمة، فالأحسن أني أروح لصاحبي زعتر المخبر في
المحافظة وأفهمه كل شيء من طقطق لسلام عليكم، وأخليه يجيب كل الرجاله
بتوعه، ويجوا يظبطوهم، مافيش غير كده (يخرج).
المتر
(داخلًا)
:
أف! أهه راح تعالوا، صحيح دا شيء يضايق.
روز ورياض
:
أيوة الوقت راح خالص.
روز
:
أنا يا متر ما أقدرش أقعد أكتر من كده، جوزي بيستناني، وأنا مخبية عليه
أني باجي هنا علشان موضوع روايتك دي.
المتر
:
يا سلام! بقى المداموازيل روز الفيلسوفة والممثلة الشهيرة سابقًا، أصبحت
تخاف من جوزها للدرجة دي؟!
روز
:
معلوم؛ لأنه ما اتجوزنيش إلا على الشرط ده، على أني ما اشتغلتش أبدًا
بحاجة اسمها تمثيل.
المتر
:
أهو أنت دلوقت موقفكِ مع جوزك، هو نفس موقفي أنا مع الست بتاعتي.
روز ورياض
:
إزاي بقى؟
المتر
:
أيوة؛ لأنها لاخرة لما عرفت أني أنا غاوي تأليف روايات، وباختلط بممثلين
وممثلات، اشترطت عليَّ من كتر غيرتها، أنها إذا شافتني يوم بألِّف رواية،
والَّا باحتك بأي ممثلة، تروح سايباني وتطفش على طول.
روز
:
ولها حق مادام بتحبك.
رياض
:
طبعًا.
المتر
:
دانا كمان بأعبدها، بس الخازوق أن عليها حتة دين حما، العياذ بالله ورخرة
مراتي بتحبني قوي ولو أني تاني بختها؛ لأنها قبلي كانت متجوزة واحد أرمني
فازي ما تقول، جوزها الأولاني ده، بعد جوازه بها بسنة، سابها وسافر على
بلاد الحبشة علشان مسألة تجارية وبعدين على ما بلغني، يظهر أنه ارتكب جريمة
هناك، ومسكوه حبسوه، ويمكن يكون مات.
روز ورياض
:
ارمي!
المتر
:
فلما انقطعت أخباره عن مصر، يجي سبع تمان سنين وكسور رحت أنا كاتب كتابي
على زوجتي دي.
رياض
:
هي الست أفرنجية موش كده؟
المتر
:
أيوة، إنما تربية هنا.
روز
:
طيب، ولكن بكرة لما تاخد خبر بحكاية روايتك دي، اللي اسمها الجريمة
حاتعمل إزاي؟
المتر
:
ياخي لا، برضه وقتها بكلمتين رقيقين الواحد يراضيها، وتكون المسألة انتهت
ولكن دلوقت إذا خدت خبر، موش بعيد أنها تحكم رأيها أني ما أمثلش الرواية دي
اللي فيها كل شهرتي ومجدي الأدبي.
رياض
:
معلوم لك حق.
المتر
:
فهمتم دلوقت، ليه بأتخوف من الراجل المغفل عثمان ده؟
روز ورياض
:
آه، أتابيك!
عوض
(داخلًا)
:
بردون يا متر، واحد أفندي بره جايب الكارت ده.
المتر
:
كارت إيه وريني؟
روز
:
مسكين سي عزت جوزي، لازم يا كبدي قاعد على نار.
المتر
:
يا خبر زي بعضه!
روز ورياض
:
إيه فيه إيه؟
المتر
:
بسلامته سي عزيز بطل الرواية.
روز ورياض
:
ماله؟
المتر
:
عزيزي المتر صبري بيه، آسف جدًّا طرأ علي طارئ يمنعني من التمثيل في هذا
المساء.
روز ورياض
:
يادي الداهية!
المتر
:
آه يا روايتي ياني! آه يا مغفل يا أعجر ممثلين الأرض أنت! آه يا شهرتي!
يا اسمي يا غيتي!
روز ورياض
:
لا حول الله!
المتر
:
لكني لا موش ممكن أبدًا، لازم أروح حالًا أدور من تحت طقاطيق الأرض على
واحد ممثل دراماتيك غيره يقوم بتمثيل الدور ده حالًا.
رياض
:
طيب طول بالك بس.
روز
:
ولا على روحك يا متر.
المتر
:
يالله طربوشي يا عوض، تعالى معايا أنت يا سي رياض، عن إذنك ربع ساعة بس،
يا مداموازيل، يالله يا عوض، يا عوض.
عوض
(داخلًا)
:
أفندم؟
المتر
:
اعمل قهوة وشاي للست، كون تحت تصرف الست، البيت هنا بيت الست وأنا والست
واحد (يخرج ورياض).
عوض
:
تمام أنت والست واحد.
روز
:
مسكين يا قلبي صعبان عليه روايته، له حق.
عوض
:
أما نكتة قوي المسألة دي! آه من حق، بردون يا مزمزيل.
روز
:
إيه عايز إيه؟
عوض
:
تحبي أشوف لك حاجة كده تضيعي وقتك فيها، جرانيل، مجلات، علبة بودرة،
خطوط، حزمة درة؟
روز
:
لا مرسي، روح أنت شوف شغلك.
عوض
:
حاضر يا سنيورة.
روز
:
آه، مين دا يا ترى؟ دلوقت سي عزت جوزي لما يستغيبني ضروري من كونه حايجي
على هنا حالًا.
عزت
(داخلًا)
:
هي فين بسلامتها الست روز؟
روز
:
آه، أنت جيت؟ أما صحيح أنت ابن حلال.
عزت
:
حلال إيه، وحرام إيه! تعالى فهميني هنا، أنت إيه اللي مخليك فايتة بيتك
وجاية تقعدي هنا بالساعة والساعتين، في مكتب سي المتر ده؟
روز
:
عجيبة! حاقول لك ألف مرة يا أخي لي عنده مسألة خصوصية!
عزت
:
يا ستي بكل صراحة أنا ضميري موش مرتاح أبدًا لكونك تجي عند المتر
ده.
روز
:
يا حبيبي يا سي جوزي، قلت لك ألف مرة، إن المتر صبري بيه ده دايمًا كان
معجب بي، من أيام ما كنت باشتغل في التمثيل.
عزت
:
آه! أيوة قولي كده أمال، كان معجب بك.
روز
:
نعم حانبتدي نعمل المنطاش بتاع كل يوم؟
عزت
:
منطاش وبس؟ دانا لازم أخلي النهاردة كده طيب!
روز
:
بتقول إيه حضرتك؟
عزت
:
قال معجب بها قال! ولما هو معجب بيك للدرجة دي، ما اتجوزتيهش هو
واتجوزتيني أنا ليه؟
روز
:
حاعمل إيه استلطفتك.
عزت
:
استلطفتيني والَّا … استلطختيني؟!
روز
:
الغاية دلوقت أنت قصدك إيه بقى؟ أن ما كنتش مبسوط، اعمل اللي تعمله
فهمت؟
عزت
:
معلهش! الحق على مغفليتي أنا … اللي أنخدع وأتجوز واحدة ممثلة
زيك.
روز
:
ياخي الحق علي أنا اللي اتجوزت واحد موش من جنسي.
(لحن):
ليه بس تتصوري يا حياتي، إن اختلافنا في الجنسية؟٢
روز
:
الغاية دلوقت يا عزيزي، كل اللي أنا طالباه منك، أنك تبقى تخفف من غيرتك
دي شوية.
عزت
:
أخفف إزاي من غيرتي دي يا حياتي؟ دا الراجل اللي مايغيرش على زوجته يكون
عديم الشرف والإحساس.
روز
:
على كل حال، أديني منتظرة المتر قد عشر دقايق كمان، فإذا حبيت يا تنتظر
هنا وياي، يا تروح وترجع تاني بعد شوية.
عزت
:
طيب أديني نازل، وحارجع لك بعد لحظة.
روز
:
وأنا أديني في انتظارك يا روحي.
عزت
(لنفسه)
:
لازم أعرف وأتأكد، إيه علاقتها بالمحامي ده (يخرج).
روز
:
يا سلام! أحبه وأدوب فيه قوي جوزي ده، قلبه طيب وأخلاقه هادية، بس يا
خسارة غيور غيرة يا حفيظ، يا خبر الساعة بقت حداشر ونص! يا ترى المتر غاب
كده ليه؟ إياك بس يكون عتر في ممثل يقوم بتمثيل دوره الليلة.
المتر
(داخلًا)
:
آه بردون يا عزيزتي روز، أظن اتأخرت عليك شوية؟
روز
:
لا معلهش، بس طمني عملت إيه؟
المتر
:
أديني فضلت أدور لحد ما عترت في ممثل دراماتيك، إنما من اللي بيتجولوا في
الأرياف اسمه زناتي أفندي.
روز
:
إخيه! دا من اسمه باين عليه أنه ممثل أرديحي خالص.
المتر
:
القصد بقى حانعمل إيه!
روز
:
تعمل إيه إزاي يعني؟ بقى أنا الممثلة الشهيرة، اللي اشتغلت في أكبر
الأجواق يصح أني أقف مع ممثل ريفي على مرسح واحد؟
المتر
:
الغاية بقى أهي ورطة وخلاص، دلوقت زناتي أفندي الممثل ده زمانه جاي وأهه
أكد لي أن في استطاعته يشتغل الدور على التلقيني.
عوض
(داخلًا بلهفة)
:
يا خبر! الحق الحق يا سيدي.
المتر
:
إيه فيه إيه؟
عوض
:
المدام بتاعتك والست حماتك.
المتر
:
خبر أسود!
روز
:
إيه مالك؟
المتر
:
لا مافيش بس … تعالي خشي هنا يا عزيزتي، لحظة واحدة بس، أحسن فيه زباين
ثقلة شوية، حاصرفهم واجي لك حالًا، خشي هنا، اتفضلي يالله، يالله … روح أنت
استقبلهم يا عوض، يا ساتر استر يا رب.
عوض
:
حاضر (يخرج).
المدام والحما
(داخلتان)
:
هو فين جوزي؟ آه، أهه يا ماما.
المتر
:
لا يا حضرات القضاة، أنا ألفت نظر النيابة، وكل هيئة المحكمة إلى نص
المادة ألف وما أعرفش كام من قانون الحموات الصادر في سنة ١٩٧٠، وحيث إن
أقوال الشهود متناقضة، وحيث إن الحموات زينة الحياة الدنيا وحيث … وحيث …
وحيث …
الحما
:
أنت داحس روحك في إيه؟
المتر
:
آه أنتو هنا؟
المدام
:
شوفي المسكين من كتر مشغوليته، كان ماسك الدوسيه بيقراه بالمقلوب
إزاي؟!
المتر
:
هه، إخص!
الحما
:
لا يا بنتي، حاكم هو لما يكون مستعجل، يقوم يقرا القضية من الآخر.
المتر
:
لا لا يا حماتي، دي بس نقطة قانونية كانت قالبة كياني خالص.
الحما
:
آه، وعلشان كده كنت قالب كيانها أنت لاخر، وبتقراها بالمقلوب.
المتر
:
إنما إحنا موش في كده، أنتوا إيش جابكو هنا النهاردة في المكتب؟
المدام
:
والله كنا فايتين بالصدفة قدام باب المكتب.
الحما
:
وبعدين قلت لها تعالي نشقر على جوزك، مانتاش مبسوط؟
المتر
:
أي يا سلام يا حماتي! دانا حافرقع من الانبساط.
المدام
:
صحيح مالك النهاردة يا روحي؟ باين عليك موش على بعضك!
المتر
:
لا يا روحي على بعضي قوي بس … حاكم يوم السبت ده، تملي كده زحمة وتبقى
القضايا عندي فيه للركب.
الحما
:
سبت إيه؟ سلامة عقلك يا جوز بنتي.
المدام
:
دا النهاردة الحد.
المتر
:
هه، أيوة مظبوط، أنا قصدي أقول الحد بس … إخيه! أنا مالي اتلبخت كده
ليه؟
المدام
:
أنت لازم فيه حاجة شاغلاك يا روحي.
المتر
:
أبدًا أبدًا، بس فيه واحد زبون له قضية، ومستنظراني هنا.
الحما
:
مستنظراك دي زبوناية بقى موش زبون.
المتر
:
هه … لا لا يا حماتي … وبعدين في حماة الكلب دي … دي يا ستي وليه عجوزة
وحتى تطلع من دورك يا حماتي.
الحما
:
من دوري بتقول … وفيها إيه يمكن عجوزة لكن دم فرمبواز خالص.
المتر
:
لا حقة من الجهة دي اطمئنوا، دي دمها يلطش يا حفيظ! ووشها العياذ
بالله!
المدام والحما
:
يا سلام!
المتر
(لنفسه)
:
ماداهية لا تكون صاحبتنا سامعاني.
المدام
:
الغاية يا روحي، اوعى تغيب النهاردة عن ميعاد الغدا أورفوار.
المتر
:
أورفوار يا حياتي، أورفوار يا حماتي، آنست المكتب، أف!
روز
:
يا خبر!
الحما
:
ماشا الله.
المتر
:
يا خبر أسود!
المدام
:
إيه ما تيجي يا ماما.
الحما
:
والله يا سي جوز بنتي، الولية اللي جوه دي، ماهيش عجوزة ولابد.
المتر
:
لا دا … دا بس من لطفك يا حماتي، نهاري أسود!
الحما
:
اصبر أما أنسى الشمسية بتاعتي هنا علشان أرجع أشوف مين اللي مخبيها دي،
أورفوار يا حضرة المتر.
المتر
:
أورفوار يا حماة المتر، ديهدي! من حق استني استني، أنت نسيتي
شمسيتك.
الحما
:
مرسي، آه يا لئيم! برضه مانيش خارجة لازم أرجع وأشوفها.
المتر
:
يا حفيظ من دي حمواية! اصبر أما أطرقهم واجي.
عثمان
(داخلًا)
:
أيوة، أديني رحت فهمت زعتر أفندي كل حاجة، ويا ترى راحوا فين الجماعة
القتلنجية الملاعين دول؟
المتر
(داخلًا)
:
آه أنت هنا يا عثمان؟
عثمان
(لنفسه)
:
آه، آدي قتلنجي نمرة ١، أيوة يا أفندم.
المتر
:
بقى شوف اسمع يا عثمان.
عثمان
:
نعم.
المتر
:
أظن أنت شاعر بالشيء اللي باعمله هنا في مكتبي من أسبوع دلوقت وباخبيه
عنك.
عثمان
(على حدة)
:
أيوة أهه راح يطب … لا والله يا أستاذ أنا موش حاسس بحاجة، ليه هو فيه
حاجة بتحصل هنا؟
المتر
:
أنت فيك من يكتم السر؟
عثمان
:
ما تخافش، اتكلم، خد حريتك.
المتر
:
بقى أنا عايز منك أن كل شيء تسمعه والَّا تشوفه هنا النهاردة كأنه ما
حصلش.
عثمان
:
أيوة فاهم.
المتر
:
المسألة كده باختصار أني أنا شارع اليومين دول، في توضيب عبارة يمكن لو
ما نجحتش فيها يتزعزع مركزي خالص، ويتلوث سمعتي أنا وكل اللي حوالي.
عثمان
:
أخ! والله رحت في داهية يا عثمان!
المتر
:
أنت دلوقت ماهيتك ستة جنيه في الشهر، فلو انتهت المسألة دي، أخليهم لك
ثمانية جنيه.
عثمان
(على حدة)
:
قال عاوز يبلفني الملعون!
المتر
:
دلوقت بقى خلينا في المهم.
عثمان
:
مهم إيه؟
المتر
:
فيه واحد أفندي حاييجي يسأل عليَّ دلوقت؛ لأني على ميعاد وياه فوقت ما
يجي الأفندي ده.
عثمان
:
بالطبع أدخله.
المتر
:
براوه عليك، وإذا حد تاني جه بعد كده؟
عثمان
:
برضه أدخله.
المتر
:
لا لا لا، غير الأفندي ده، ما تدخلش حد أبدًا فاهم؟
عثمان
:
طيب حاضر.
المتر
:
خلي بالك كويس بقى على بال ماجي لك حالًا (يخرج).
عثمان
:
حاضر (لنفسه) شوف الراجل قال قصده
يبلفني ويدخلني وياه في المصيبة بتاعه، قال عاوز يزودني اثنين جنيه مرة
واحدة، يعني بده يرشيني، كويس! ودلوقت لما يجي زعتر أفندي المخبر أقول له
على مسألة الرشوة دي كمان.
زعتر
(داخلًا)
:
إيه هو مافيش حد هنا والَّا إيه؟
عثمان
:
زعتر أفندي؟ أنت جيت، تعالى تعالى.
زعتر
:
طيب هس وطي صوتك، إلا أنا جاي لك دلوقت كده زي الحرامي من غير ما حد
يشوفني، هيه اكتشفت حاجة؟
عثمان
:
أيوة اكتشفت ويا شوم ما اكتشفت!
زعتر
:
يظهر بقى أنها مؤامرة كبيرة؟
عثمان
:
كبيرة وبس! دي أكبر مؤامرة في العالم كله.
زعتر
:
إيه؟ قل لي، لازم اكتشفت شيء غير اللي قلت لي عليه.
عثمان
:
أيوة، بقى بعد ما سبتك وجيت على هنا استلمني المتر ده وعرض علي فلوس
وزيادة ماهية علشان يشركني معاه في الجريمة بتاعهم دي.
زعتر
:
إيه! وقبلت؟
عثمان
:
فشر أقبل! أنا أشرف من الشرف.
زعتر
:
لا برضه ما انتاش حدق، كان لازم تقبل علشان تكشف سرهم، ياخي القصد بقى،
أنا بدي أعرف دلوقت مين هم أفراد العصابة دي.
عثمان
:
هم موجودين هنا، ومنتظرين واحد تاني غايب منهم.
زعتر
:
تفتكر يعني أن الحكاية دي فيها جناية؟
عثمان
:
شيء بسيط، تعالى استخبى هنا، وأنت تشوف وتسمع بنفسك.
زعتر
:
طيب اعتمد عليَّ يا عثمان، أنا أكربس لك أبوهم، واخدهم لك حالًا في
حديد.
عثمان
:
آه، سامع حس رجلين، يالله تعالى استخبى هنا ورا الباب ده وخد بالك
كويس.
زعتر
:
لا ما تخافش عليَّ، دانا كارتر وجه قبلي كله.
المتر
(داخلًا)
:
أما شيء يضايق صحيح! يا ترى إيه اللي عطل زناتي أفندي لحد دلوقت؟ ماحدش
سأل علي عثمان؟
عثمان
:
لا.
المتر
:
طيب أول ما يجي حد دخله من سكات.
عثمان
:
أيوة من سكات (بصوت عالٍ)
فاهم.
المتر
:
هات الشنطة دي اللي فيها الدوسيهات وتعالى ورايا.
زعتر
(يطل برأسه)
:
فتح عينك يا عثمان.
عثمان
:
أرجع لياخد باله، يخرب بيتك (يخرج).
عزت
(داخلًا)
:
إيه ده؟ مافيش حد هنا والَّا إيه؟ لازم بسلامتها روز لسه جوه، لا أحسن
شيء أني أستخبى هنا في أي حته؛ لأن مسألة كون المتر ده معجب بها، دي في
الحقيقة وغوشتني شوية، آه حس رجلين أما أستخبى (يختفي).
الحما
:
أيوة كده، أديني رحت اتدبقت عالملاية دي؛ علشان أتخفى وأجي أشوف إيه
حكاية الست دي اللي شفتها هنا قبل دلوقت، بس الواجب أني أتأكد قبلة، وبعدين
أقول لبنتي على كل شيء، البنية يا كبدي أهه كان بختها نيله خالص مع جوزها
الأولاني ده اللي سافر على بلاد الحبشة، ولا أعرفش حتى جنس فورمة خلقته
إيه، والَّا بسلامته تاني بختها باينه ألعن من الأولاني كمان … آه خدام
المكتب أهه، دلوقت موش حايعرفني بالملاية، اسمع هنا يا بو سمرة.
عثمان
(داخلًا)
:
نعم، وإيه دي كمان؟ حضرتك صاحبة قضية عندنا؟
الحما
:
من فضلك كلمني دوغري وبلاش لوع.
عثمان
:
حضرتك مين؟
الحما
:
أنت لازم تكون عديم الإنسانية بالمرة.
عثمان
:
إيه بتقول إيه؟
الحما
:
بأقول لك، عيب على دقنك، أنك تشوف فصول زي اللي بتحصل هنا دي وتصهين
عليها.
عثمان
(على حدة)
:
آه، دي لازم مخبر في المحافظة … بقى شوفي يا حضرة المخبر، أنا لحد دلوقت
ما اكتشفتش حاجة أبدًا، وأنا بنفسي اللي رحت المحافظة وأديت خبر لزعتر
أفندي.
الحما
:
إيه دا بيقول إيه ده؟ وهو فين بسلامته المتر بتاعك ده؟
عثمان
:
المتر بتاعي قال لي إن حد سأل عليه أقول له موش هنا.
الحما
:
آه الغشاش اللئيم! وأنت كمان أغشش وألأم منه.
عثمان
:
لا لا في عرضك يا مدام، وأنا إيه ذنبي؟ هو قال لي قول كده وأنا الواجب
عليَّ أنفذ.
الحما
:
إيه؟ تنفذ بتقول؟ وأنت عارف إيه الحاجات الفظيعة اللي بتتعمل هنا؟
عثمان
:
بقى على كده حضرتك راسي على كل حاجة؟
الحما
:
أيوة، ولازم أأكد كل شيء منك أنت.
عثمان
:
لا وشرفك أنا ما أعرف حاجة غير اللي قلته لزعتر أفندي.
الحما
:
إيه بتغشني؟ طيب أنا لازم أستخبى هنا وأشوف كل شيء بنفسي يالله شوف لي
حته أستخبى فيها.
عثمان
:
أيوة عندك حق، تعالى استخبى هنا (مشيرًا على
الخزنة).
الحما
:
إيه، أستخبى في خزنة حديد؟!
عثمان
:
حديد صفيح، أهي حاجة تستخبى فيها والسلام.
الحما
:
ياخي القصد، موش فيها فلوس دي؟
عثمان
:
فلوس! خليها على الله، مافيهاش غير دوسيهات القضايا اللي أصحابها
اتوفوا.
الحما
:
طيب معلهش، اقفل عليَّ الباب.
عثمان
:
لا لا ارجع، اوعى تقفل أحسن ينسك عليك الباب، ومافيش مفتاح، بعدين يتكتم
نفسك جوه تموت ويبقى ذنبك في رقبتي.
الحما
:
طيب هس اوعى تجيب سيرة.
عثمان
(لنفسه)
:
دي المسألة كبرت قوي، ضروري المتر راح يروح في داهية.
المتر
(من الخارج)
:
عثمان.
عثمان
:
آه أهه جه، نهارك أسود! مخبر من هنا ومخبرة من هنا، تعالى خش في الظبطية
يا حبيبي.
المتر
:
آه من حق، اخطف رجلك روح لحد مكتب زميلي علام أفندي هات لي منه بيان
القضايا بتاعة بكرة ونمر الرول.
عثمان
:
حاضر (وهو خارج) أيوة، أهه على بال ما
أجي يكونوا انظبطوا وظهر كل شيء (يخرج).
المتر
:
في الحقيقة زناتي أفندي مالوش حق يتأخر قد كده.
روز
:
يا ترى ياسي جوزي، رحت ولا رجعتش تاني ليه؟
عزت
:
آه، آهي الملعونة والمتر بتاعها.
المتر
:
أنا آسف جدًّا يا مدام روز، لكن إيه اللي أقدر أعمله في مركزي الحرج ده
يا روحي؟
عزت
:
روحه! آه يا مراتي ياني.
عوض
:
اتفضل يا جناب المتر.
المتر
:
أهو جه يا ستي بسلامته زناتي أفندي، الممثل الهايل، صاحب المؤلفات
العظيمة في علوم التنويم والمغناطيس، ومن أشهر مصورين زمانه.
روز
:
يا حفيظ دا زحمة قوي!
المتر
:
إيه دا يا أخي ده؟
زناتي
:
ألف مليون لا مؤاخذة، اتأخرت شوية، لكن أعمل إيه للمنبه اللي عندي دايمًا
مؤخر، حضرتها تبقى مين؟
عزت
:
مين البأف دا كمان؟
المتر
:
حضرته يا عزيزتي زناتي أفندي اللي حايقوم بالدور الدراماتيك في الجريمة
دي.
زناتي
:
نعم لي في الدرام مواقف النهي كالخندريس في كل كلمة في كل خطوة لي تصفيقة
وبس.
روز
:
تشرفنا.
زناتي
:
لازم حضرتك سمعت عني كتير يا مدام؟
روز
:
أبدًا والله يا مسيو.
زناتي
:
أنا خالق المرسح واسمي زناتي لي شهرة في أغلب الحفلات، من ذا الذي في
الفن يجهل قدرتي، أو في الورى يجهل منولوجاتي؟!
روز
:
طيب روق شوية بس أحسن الوقت ضيق يا بطل وعاوزين نشرع في عملنا
حالًا.
الحما
:
عملكم أسود يا بعدا!
المتر
:
بقى يا سيدي، الدور اللي حاتقوم به حضرتك الليلة، موش صعب قد كده بس
غايته عاوز شوية مهارة وجرأة.
زناتي
:
في جرأة، في مهارة، في شطارة، ثق في أخيك فإنه ذو شأن.
المتر
:
طيب يا سيدي اسمع بقى وخد بالك كويس من الموضوع الهايل ده.
زناتي
:
أهه كده.
المتر
:
أولًا أنت يا حضرة الأستاذة، ما تنسيش أن دورك في الجريمة دي أهم
الأدوار.
روز
:
مفهوم.
زعتر
:
أخ لو أقدر أشوف وشهم بس!
المتر
:
يعني بكل اختصار، زي ما فهمتك إمبارح، أول ما يخش عليك جوزك تروحي مختلقة
له أي مناقشة، أو أي خناقة وتطعنيه بالخنجر تقتليه.
روز
:
كويس.
عزت
:
تطعني أنا؟!
زعتر
:
كده كده.
المتر
:
بالشكل ده تكوني أنت تخلصت منه، وأهه صاحبنا ده يساعدك في القتل.
روز
:
عال عال.
زناتي
:
أهي دي الأدوار اللي تعجب أخيك صحيح.
المتر
:
ودلوقت بقى حيث أني مقيد بموعد مهم مع محل تريولو لو علشان الملابس أبقى
أكمل لكم الشرح ده بعدين.
روز وزناتي
:
وهو كذلك.
المتر
:
أيوة ولا تنسوش أن الميعاد بتاعنا الليلة الساعة ٩ مساءً في القهوة
الصغيرة اللي ورا دار التمثيل، جهة باب الجنينة البحري.
روز وزناتي
:
طيب مفهوم.
المتر
:
بس إحنا عايزين بقى نشوف همتك الليلة يا أستاذ زناتي.
زناتي
:
أخوك تقيل، إنما بس كلمة كده صغيرة في ودنك وخدها ثاني.
المتر
:
بكل ممنونية يا سلام! اتفضل خد دول تحت الحساب مؤقتًا اتفك فيهم.
(زناتي يخرج)
أشكرك يا من بالعطايا والسخا، أغنى رجال في الورى ونساء
بونجور أورفوار ها أنا ذاهب، وميعادنا في الساعة ٩ مساءً
المتر
:
شخصية نكتة قوي زناتي ده، وأنا واثق أن الدور اللي حايقوم به الليلة في
الجريمة دي، حايكون مبدع فيه للغاية.
روز
:
عظيم، إنما أنا دلوقت أظن أقدر أسيبك، أحسن مانيش عارفة حاقابل جوزي
إزاي، أورفوار (تخرج).
الحما
:
آه يا قاتلة!
المتر
:
يا سلام! أما حقة لو ما كنتش عترت في زناتي ده، كان اسمي بقى عيضة وبقت
فضيحتي للجو، أما أدخل بقى أجهز هدومي، وأهه الليلة يا أرتفع لسابع سما،
يا أنخسف في سابع أرض (يخرج).
زعتر
:
يا نهار زي بعضه يا ولاد! أما حتة دين مؤامرة! لكن ريا وسكينا دي صحيح!
بقى الميعاد بتاعهم في القهوة الصغيرة اللي ورا دار التمثيل الساعة ٩
ليلًا! وراهم لا يرقدوا يا بو زعتر، بس آخ لو كنت شفت خلقتهم لكن سيبك أنا
برضه أعرفهم من قفاهم، البركة في القفا (يخرج).
عزت
:
يا حفيظ! أنا كأني خارج من حلم فظيع، بقى مراتي اللي كنت بأعتقد فيها
الحب والطهارة والإخلاص، ألاقيها خاينة للدرجة دي وعايزة تقتلني كمان؟! لا
لا. إذا كانت الحياة كلها نفاق بالشكل ده، أحسن شيء أني أروح أنتحر وأتركها
لضميرها، يا حفيظ على النسوان يا حفيظ!
الحما
:
يا ستار، ركبي سابت خالص، خبر أبيض! شوف نسيت وقفلت باب الخزنة، دلوقت
موش هايعرفوا يفتحوها، ياخي تندعق الخزنة على صاحبها سوا، محامي إيه دا
ياختى اللي يخلي الشابة تقتل جوزها ويسلط الراجل دكهه على كونه، لا لا لا،
لازم أطلق بنتي منه حالًا، دلوقت أروح أخد أول قطر قايم على حلوان من غير
ما أدي خبر ولا لبنتي حتى، وأقابل أخويا هناك، يجي يشوف لنا طريقة مع
الراجل الجهنمي ده، أما أخرج من الباب الوراني ده يا حفيظ يا حفيظ (تخرج).
المتر
(داخلًا)
:
آه، أهه دلوقت يا دوب أروح أقضي الكام مشوار اللي ورايا وأكل لي لقمة،
وعلى دار التمثيل طوالي، يا سلام! دا أتابي تأليف الروايات ده موش حاجة
هينة أبدًا، فين اللوح دا كمان؟ يا عثمان، يا عثمان.
عوض
(داخلًا)
:
أفندم، فيه حاجة يا سيدي؟
المتر
:
لا بس كنت عايز عثمان أفندي علشان، والَّا موش ضروري خد ابقى أدي له
الورقة دي أول ما يجي، قل له يقراها كويس خليه يكتم كل شيء عن مراتي
وحماتي، وخصوصًا حماتي، إذا جات له هنا خليه يوزعها، يخنقها يموتها، إلخ.
خد (يخرج).
عوض
(لوحده)
:
ها ها ها، أما أظن مافيش جنس مخلوق في الدنيا يكره حماته قد المتر بتاعنا
ده، ياخي سيبك برضه له حق لأن دي موش حما وبس، دي حمص وحما، ماهو لاخر الحق
عليه مايشوفلوش جوازة كده سكتو من غير حما ليه؟
عثمان
(داخلًا)
:
يا ساتر استر يا رب، يا ترى تم إيه في العبارة دي؟
عوض
:
أنت جيت يا عم عثمان؟
عثمان
:
أيوة، فين الجماعة أمال؟
عوض
:
خرجوا كلهم مافيش إلا أنا وأنت هنا بس.
عثمان
:
إزاي؟ خرجوا كده لوحدهم؟ مافيش معاهم بوليس ولا سلاسل ولا حديد؟
عوض
:
حديد إيه، ومديد إيه! خد يا شيخ بلا هلوسة، الورقة دي فاتها لك المتر
دلوقت، شوف فيها إيه.
عثمان
:
ورقة إيه وريني (يقرأ) جناب المحترم
السيد عثمان أفندي … يا سيدي يا سيدي على الاحترامات والمقامات، مين عارف
إيه وراها … لا تنسى ما قلته لك اليوم، إذا حضرت حماتي إلى هنا وزعها،
اخنقها موتها … الله الله … لأن حماتي في أغلب الأحيان على ما بلغني بتتخفى
وتلبس ملاية بلدي وتجي تراقبني … يخرب بيتك، بقى لازم الست اللي لابسة
الملاية ومستخبية هنا في الخزنة تبقى حماة المتر وأنا ماعرفتهاش، الله،
الله! باب الخزنة مسكوك يظهر أن الولية قفلت على نفسها، يا دي الداهية، يا
عوض يا عوض.
عوض
(داخلًا)
:
مالك اتسرعت ليه؟
عثمان
:
ماشفتش واحدة عجوزة بملاية خرجت من هنا؟
عوض
:
أبدًا ما شفتش لا عجايز ولا ملايات.
عثمان
:
لا حول الله، لا إله إلا الله!
عوض
:
الله! إيه مالك؟
عثمان
:
ماتت فطيس الولية وأنا السبب.
عوض
:
هي مين اللي ماتت؟
عثمان
(يقترب من الخزنة)
:
أنت يا ست، ردي عليَّ، قطعت قلبي، الطف بعبدك عثمان يا رب، سامح عثمان،
اغفر لعثمان، آه يا ربي (يجلس
ويبكي).
(لحن ختام الفصل الأول.)
الفصل الثاني
(رقصة، لحن):
فوقي لروحك فوقي، انسي الهم وروقي
طول بالك تعدل حالك، شي لله يا دسوقي٣
أم أحمد
:
ما شاء الله ما شاء الله!
الخدم
:
خالتي أم أحمد؟
أم أحمد
:
بقى كده يادلعدي أنتو هنا هايصين واحنا بره لايصين، ما تعرفوش أن بسلامة
سيدي البيه بايت بره، وأديني أنا والدلعدي ستي، دايرين نسأل عليه لما قلبنا
انقطع؟ يالله كل واحدة منكم تروح لشغلها، عمى في عينك منك لها لها لها
إلخ.
الخدم
:
حاضر حاضر يا خالتي أم أحمد (يخرجن).
أم أحمد
:
قطيعة، أهي كل الرجالة كده ماركة واحدة، حتى بسلامته اللي قال اسمه متر
قد الدنيا، سايب البنية مسكينة ترن، ومطبق مين عارف في أنهي
أندرادو!
فردوس
:
أهه يا كبدي يظهر أن بختها كان مايل برضه مع جوزها الأولاني وبيقولوا إنه
كان فلاتي قوي.
أم أحمد
:
وراخر يستاهل، أهي كانت أخرته أنه اتحبس قال، في بلاد الحبش والَّا عند
بتوع نم نم، واللي يدور يلاقيهم زمانهم كلوه.
فردوس
:
يا ترى كان شكله إيه جوزها الأولاني ده؟
أم أحمد
:
لازم شكل مجرمين، شوفي أنت شكل المجرمين يبقى إيه، لا والأنكت أن الست
الكبيرة رخرة ماشافتش خلقته؛ لأنه اتجوز بنتها وهي مسافرة ما أعرفش
فين.
فردوس
:
غريبة الحكاية دي!
عثمان
:
هي فين الولية أم أحمد؟
أم أحمد
:
آه، دا الراجل عثمان أفندي بتاع سيدي المتر بسلامته، روحي أنت يا فردوس
قولي للخدامين، يروحوا كلهم يسألوا في بيوت الستات معارفنا، لحد ما يجيبوا
لنا خبر الست حماة البيه.
فردوس
:
حاضر.
عثمان
:
أنت هنا يا أم أحمد؟
أم أحمد
:
أيوة هنا يادلعدي.
عثمان
:
تعالى طمني.
أم أحمد
:
أطمنك على إيه؟!
عثمان
:
الست الكبيرة حماة المتر موش موجودة هنا؟
أم أحمد
:
أبدًا، أهه من إمبارح من ساعة ما خرجت مارجعتش ولا حدش عارف راحت
فين.
عثمان
:
كفاية كفاية ما تكمليش، الطف بعثمان يا رب!
أم أحمد
:
يا حوستي، إيه العبارة مالك مفحوم كده ليه؟ ما تتكلم.
عثمان
:
أتكلم إيه! الله يرحمها بقى، ويرحمني أنا كمان الأحسن أنك ما تعرفيش
يا أم أحمد، دي مصيبة كبيرة يا خسارة كانت وليه أميرة!
أم أحمد
:
باين الراجل اتلحس! تعالى خد رايح فين؟
عثمان
:
سيبيني خليني أروح في حالي، أصبر نفسي على مصابي، يا حفيظ يا حفيظ
(يخرج).
أم أحمد
:
يا لهوي! ده جرى له إيه ده؟ ياختى قطيعة أنا مالي أما أخش أشوف الشابة
أحسن سيبتها جوه لوحدها، كبدي يا ستي، والنبي صدق اللي قال، فتش عليها
تجدها من الرجال كانت قطيعة (يخرج).
المتر
(داخلًا)
:
يا ساتر يا رب، إياك ماحدش ياخد باله، أن البالطو ده موش بتاعي، خلاص
ضاعت آمالي، وبكرة تبقى فضيحتي في كل الجرايد، يا دوب إمبارح رفعنا الستارة
ومثلنا أول فصل، وعنها وراح الشعب منقسم إلى قسمين، قسم استحسن الرواية
وقسم استهجنها، بس وعلى أثر كده، هاجت الصالة ودار الضرب، وبعض المتفرجين
نط على المرسح، فما كان مني أنا وبعض الممثلين، إلا ورحنا زايغين من الباب
الوراني بتاع التياترو في الضلمة، وخدنا أول تاكسي في سكتنا، بس الخازوق
أني وأنا بأركب التاكسي، راح طاير بنا على طول، وأنا من وهجتي، وقعت مني
جاكيتتي وصديريا، اللي كنت شايلهم تحت باطي، يا حفيظ! أعوذ بالله من دي
كانت ليلة! الغاية أهو فضلت كده في دوشة ونقير، مع الكام ممثل اللي زاغوا
وياي، ولا عرفتش أخلص منهم إلا لما طلع النهار، إنما غريبة! مانيش سامع حس
حماتي يعني؟ حقة دلوقت أول ما تشوفني، ضروري حاتخلي نهاري أسود
خالص.
أم أحمد
:
يو، أنت جيت؟
المتر
:
آه يا خالتي أم أحمد، تعالي الحقيني تعالي.
أم أحمد
:
ألحقك إيه يا سيدي؟ أنت كنت بايت فين، والشابة المسكينة في حالة يعلمها
ربنا؟
المتر
:
يا سلام وحماتي؟ قالت إيه حماتي؟
أم أحمد
:
حماتك مين؟ هو حد عارف لها طريق جرة من إمبارح.
المتر
:
إزاي ده؟
أم أحمد
:
أنا عارفة إزاي؟ أهه ما حدش عارف راحت فين؟ وعاديك ليلة إمبارح كانت ليلة
سودة.
المتر
:
أيوة، زي ما نهاري حايبقى أسود النهاردة.
المدام
(من الخارج)
:
هو جه بسلامته؟
المتر
:
هس في عرضك يا أم أحمد.
المدام
:
كنت فين حضرتك إمبارح يا مسيو؟ مابقاش إلا البيات بره كمان؟!
المتر
:
لا بس …
المدام
:
كده تخليني أدور ألف عليك في كل تُمن شوية؟!
أم أحمد
:
حقة يا كبدي!
المتر
:
لا يا روحي المسألة في غاية البساطة، بس هدي أخلاقك وخدي مني، بقى إمبارح
زي ما تقولي، نزلت من المكتب بتاعي، وماشي أحلم بسهرتي اللذيذة، بين مراتي
وحماتي، وبعدين أقول لك الحق، افتكرت أني لو مريت في شارع فؤاد الأول حتمًا
من كوني حاقابل في سكتي، قد عشرة خمسطاشر صاحب.
أم أحمد
:
بعشرة خمسطاشر أو …
المدام
:
مظبوط.
المتر
:
فاعلشان كده قلت في عقلي يا واد خدها من قصيره، وعنها ورحت مخرم من شارع
عباس، على شبرا، على قصر النيل، على الزمالك.
أم أحمد
:
أيوة، وبعدين راح مخزن!
المتر
:
هه.
أم أحمد
:
دا باين المتر بيشتغل ترمواي بالليل!
المدام
:
وبعدين؟
المتر
:
بس يا ستي، وبعدين وأنا ماشي على التلتوار، رجلي جات على قشرة بطيخ، رحت
واقع على بوزي، وعنها مافقتش إلا وش الصبح وأنا في الإسعاف.
أم أحمد
:
كبدي يا عين أمك!
المدام
:
أما شيء لطيف خالص! بقى بزمتك صحيح الحكاية دي؟
المتر
:
يا سلام يا روحي! حاكدب عليك كمان؟!
أم أحمد
:
يعملوها وينطلوا.
المدام
:
طيب معلهش، يالله اقلع البالطو بتاعك، واقعد كل لك لقمة، يالله يا أم
أحمد خشي حضري له الفطور، شوية شاي وشوية لبن.
أم أحمد
:
من عيني، بس اوعى تتزحلق يا ويكة.
المتر
:
برضه لك حق يا روحي؛ لأني صابح ريقي ناشف خالص.
المدام
:
بس اوعى يا عزيزي تكون درت تبرم طول الليل، والَّا تكون بيَّت عند واحدة
صاحبتك.
المتر
:
لا لا يا شيخة أعوذ بالله! أنا كنت في إيه والَّا في إيه أنت حاتبتدي
تسيئي الظن فيَّ يا روحي زي نينتك؟
المدام
:
آه من حق نينتي، دانا من إمبارح زي المجنونة، موش عارفة غطست راحت
فين.
المتر
:
ياخى لا ما يكونش عندك فكرة؛ لأن حماتي من الصنف اللي ما يتخافش
عليه.
المدام
:
ربنا يسمع منك.
المتر
:
يا ترى راحت في أنهي داهية؟
المدام
:
خد البوسطة والجرايد بتاعتك أهه، جريمة الأمس.
المتر
:
لا لا يا شيخة، سيبي اسطبحي، بلاش سيرة الجرايم دي دلوقت.
المدام
:
الله ماله ده؟ بقى تبقى محامي وطول عمرك في الجرايم، وتكش من حوادث زي
دي؟
المتر
:
لا موش القصد ولكن …
المدام
:
عجيبة! مالك وشك اصفرَّ كده ليه؟
المتر
:
لا دا من … بس هدر إمبارح.
المدام
:
طيب اقلع البالطو بتاعك … الله بالطو مين ده؟
المتر
:
هه، لا لا خليه دلوقت، أحسن إمبارح خدني برد وباكح، أحم أحم، حاكم كانت
الدنيا رطوبة إمبارح، قمت استلفته من واحد صاحبي، أحم أحم.
المدام
:
أحسن، تستاهل أكتر من كده كمان، تروح تسهر لي طول الليل، وتجي هنا تكح
لي!
أم أحمد
:
ادلعدي يا سيدي، عم عثمان بره وعايزك قال من كل بد.
المتر
:
عثمان إيه وزفت إيه دلوقت! انزلي قولي له إني جيت، وبعدين خرجت وإنك
ما تعرفيش حارجع إيمتى.
المدام وأم أحمد
:
يا سلام!
المتر
:
ويمكن ما أرجعش تاني، موش أرجع أبدًا!
المدام
:
وليه كده ما تقابله؟
أم أحمد
:
دا عايزك ضروري يا سيدي، ووشه مقلوب وحالته عيضة خالص، وقاعد يقول حصلت
لي مصيبة، وماتت وماعرفش إيه.
المتر
:
آه، مصيبة وماتت! دا لازم على رواية إمبارح، يا ولية اسمعي الكلام وقولي
له خرج، مانيش عايز أشوف وش عثمان ده دلوقت، مانيش عايزه يطلع هنا أبدًا،
يالله.
المدام
:
عجيبة! بتنكر نفسك ليه بس؟ قل لي هنا أنت عملت إيه؟ الله! مالك بلمت
كده؟
المتر
:
يا ستي مافيش حاجة بس المسألة …
عثمان
(من الخارج)
:
أبدًا يستحيل لازم أقابله.
المدام وأم أحمد
:
يا خبر الراجل طلع!
المتر
:
أنا في عرضكوا قولوا له أنا موش هنا، المسألة فيها سر يا روحي، بعدين
أرسيك عليه، وزعوه ما تسمعوش منه شيء، الله، يبتليك بداهية يا عثمان
(يخرج).
المدام
:
الله ماله ده؟!
عثمان
(داخلًا)
:
هو فين جنابه؟
المدام
:
إيه مالك عاوز إيه يا عثمان؟
عثمان
:
عاوز جناب المتر.
المدام
:
عاوزه ليه؟
عثمان
:
عاوزه في مسألة مهمة قوي، مسألة فيها ميت، فيها اختناق، فيها
فطسان.
المدام وأم أحمد
:
أعوذ بالله!
عثمان
(على حدة)
:
آه لو عرفت المسكينة اللي جرى لأمها، إلا قول لي يا ست، حضرتك بتحبي أمك
كتير؟
المدام
:
يا سلام! معلوم بأحبها قوي قوي.
عثمان
:
لا حول الله!
المدام
:
وليه السؤال ده؟
عثمان
:
لا بس، مافيش حد في الفاملية بتاعكم مات جوه خزنة؟
المدام
:
بيخطرف بيقول إيه ده؟ أنت جاي عاوز إيه دلوقت؟
عثمان
:
عاوز مفتاح الخزنة يا مدام، هو موش وياك؟
المدام
:
مفتاح إيه؟ دا اتجنن دا والَّا إيه؟!
أم أحمد
:
مسكين يا عم عثمان الراجل اتلحس!
عثمان
:
اللهم طولك يا روح، بأقول لك يا مدام عاوز مفتاح الخزنة — اللي فيها
المرحومة.
المدام
:
مرحومة مين بس ما تتكلم!
عثمان
:
الطف بعبدك عثمان يا ربي، مظلوم بريء.
المدام
:
ياختى الراجل حايهوسني جنبه أعوذ بالله (تخرج).
أم أحمد
:
ياختي قطيعة أنا قربت أتجنن جاك نايبة.
عثمان
:
وهو فين المتر؟ الظاهر أنه بينكر نفسه مني، ودا دليل على أن المؤامرة
بتاعتهم تخنت قوي، يا ترى مين عارف أي جريمة ارتكبوا إمبارح، ولحد دلوقت ما
شفتش المخبر زعتر أفندي ولا أفهمش إيه اللي تم.
أم أحمد
:
قطيعة ياختى، دانا بقيت سراية خالص.
عثمان
:
قول لي، هو صحيح جناب المتر ما جاش؟
أم أحمد
:
جه النهاردة الصبح من غير هدومه.
عثمان
:
إزاي؟ جه عريان بلبوص؟!
أم أحمد
:
لا يا نيلة، جه من غير جاكيته ولا صديري، وبعدين إداني البالطو ده، وقال
لي احرقيه.
عثمان
:
قال لك احرقيه حرق؟
أم أحمد
:
أيوة حرق، لكن على إيه حاحرقه، أهه لسه فيه الرمق خد البسه.
عثمان
:
ارجع، خليه بعيد.
أم أحمد
:
ياباي! مالك اتسرعت كده؟
عثمان
:
آه، دا لازم بلطو الجريمة، بالطو القاتل أو المقتول.
أم أحمد
:
مقتول! ياام!
عثمان
:
يا ولية شيليه من هنا، شيليه من قدامي، خده روح ارميه في صفيحة الزبالة،
شوف راح يتحرك، خليك بعيد.
أم أحمد
:
ياام! ركبي سابت أعوذ بالله!
عثمان
:
حاسس الله أكبر، يا ساكن البالطو المزفر، يا خلنجان يا بدنجان، اظهر وبان
عليك الأمان.
أم أحمد
:
أشتاتًا أشتاتًا.
عثمان
:
قرب عليه شيليه يا ولية.
أم أحمد
:
قرب أنت أمال راجل إيه؟
عثمان
:
يا جناب المحترم عفريت المرحوم، أقسمت عليك بهام هيم هوم ولقمة الزقوم،
وسوق الكانتو وما فيه من الهدوم، لا تؤذينا ولا نؤذيك، ولا تمسنا بسوء؛
لأننا حانكون دراعك اليمين ونكشف لك سر المجرمين، يا رفاعي مدد.
أم أحمد
:
تسلم لي يا أبو العثامين.
عثمان
:
أهه دلوقت بقى معايا جوز مستندات، الخنجر والبالطو، فين أنت يا زعتر
فين؟
أم أحمد
:
هو بيكلم روحه بيقول إيه ده ياختى؟! الله يعني إن كنت فاهمة حاجة.
عثمان
:
تسمعي مني يا أم أحمد؟
أم أحمد
:
إيه يابو عفان.
عثمان
:
المسألة دي أخرتها مصيبة، ولابد فيها سر يشيب الجنين في بطن أمه.
أم أحمد
:
يا حفيظ!
عثمان
:
ومن الجايز أنهم بكره يطلبونا زي شهود في المحكمة وندخل في سينات وجيمات،
لحد ما ينكشف السر المستخبي ده.
أم أحمد
:
يا حوستي! دانا يا قلب أمي عمري ما عتبتش محاكم، غير المحكمة الشرعية خمس
ست مرات، في قضايا الطلاق بتوعي.
عثمان
:
يالله خشي أنت شمشمي لي عليه، وتعالي فهميني.
أم أحمد
:
طيب اصبر يا عثمان، أما أخش أشوف لك إيه الحكاية المقندلة دي.
عثمان
:
مسكينة الست مراته لا حول الله! خلصت من جوزها الأولاني، اللي كانوا
بيقولوا عنه مجرم، ومحبوس في بلاد الحبشة والا بتوع نم نم، ووقعت في جوز
أجرم منه كمان، يخرب بيت الجوز.
زناتي
(داخلًا)
:
أين المتر؟
عثمان
:
ودا إيه ده كمان؟
زناتي
:
قل لي يا هذا، أين ذا المتر الذي، قضت الظروف بأن يكون منعمًا، وأنا أكون
مفلسًا متمحلسًا، وفؤادي بالأحزان أضحى مفعمًا؟
عثمان
:
الله جاتك العما!
زناتي
:
اخرس ولا تشتم، تكلم بالتي هي أحسن، تكسب رضاي وتنعم، هيهات أن تجد الورى
كبراعتي، في مصر والحبشة وفي بتوع نم نم.
عثمان
:
حبشة وبتوع نم نم! آه، دا لازم جوز مرات المتر، جوزها نمرة واحد.
زناتي
:
عجبًا ألم تفهم كلامي قل له، يأتي والَّا أعمل لكم عملية
أنا لي هنا حق حقوق قل لهم، فوتي بنا يادلعدي يا مريا
عثمان
:
مالي أنا يصطفلوا ياكلوا بعضهم، مادام إله عندهم حقوق زوجية يخرب بيتهم
كلهم، جماعة هواسنجية لحسانجية عباسية (يخرج).
زناتي
:
إزاي! إزاي الراجل ده يفوتني كده ويمشي؟ دا احتقار للفن
والعبقرية.
المدام
:
مين دا اللي بيزعق كده؟
زناتي
:
أنا يا مدام.
المدام
:
يا حفيظ! أنت إيه يا مسيو؟
زناتي
:
أنا عبقري فني عظيم يائس، في كوميدي في تراجيدي تجدني
إن كنت عايزة تعرفي من أنا، فاسألي المراسح في عماد الدين
المدام
:
ياختي بيقول إيه ده؟ مانيش فاهمة، أنت مين وبتشتغل في إيه؟
زناتي
:
شغلي صاحب الدور المهم في كل مأساة مفجعة، ماليش مثيل في أدوار الخنق
والقتل وسفك الدم.
المدام
:
يا حفيظ دا باينه مجنون!
زناتي
:
مين حضرة الست أولًا؟
المدام
:
أنا المدام بتاعة المتر صبري بيه.
زناتي
:
إذًا اسألي جوزك عني يا مدام، اسأليه يقول لك إني بمجرد
ما أفتح بقي في أي موقف محزن، أنزل الدموع من العيون
أطلع الزفرات من صدور الحاضرين، أملأ الجو حولي بكاء ونحيب
وأنين
المدام
:
إخص! دا لازم معددة، طيب وحضرتك عاوز إيه من جوزي بقى؟
زناتي
:
عايز أجرة اشتراكي معه في الحادثة الزفت بتاعة إمبارح.
المدام
:
يا خبر! حادثة إيه فهمني؟
زناتي
:
صدقيني يا مدام، إن لولا خلو جيب محسوبك، ماكنتش اشتركت معه في مأساة
بسيطة، بل في جريمة بايخة زي دي.
المدام
:
جريمة بتقول؟ أنا في عرضك قل لي إيه المسألة؟
زناتي
:
المسألة يا مدام، أننا كنا حانروح في داهية أنا وجوزك.
المدام
:
وجوزي كمان؟
زناتي
:
أي نعم؛ لأنه حطني في موقف مضطرب ومكروه، وبسلامتها شريكتي في الجريمة
اتلخمت، ومابقتش عارفة تطعن المجني عليه بالخنجر.
المدام
:
نهارك أسود يا جوزي! الراجل ده يا يكون صادق في كلامه، ويكون جوزي قاتل،
يا يكون كذاب والَّا معتوه، اصبر أما أشوف أخرتها، طيب ودلوقت فاضل إيه
بينك وبين جوزي بقى؟
زناتي
:
فاضل تصفية الحساب، عاوز بقيت أتعابي.
المدام
:
يا حفيظ على دا دم! طيب بسلامته كان متفق معاك على كام؟
زناتي
:
ميه وخمسين صاغ.
المدام
:
إخص! دانت أتابيك وقيع خالص، بقى تعمل عملية فظيعة زي دي، علشان مية
وخمسين قرش؟!
زناتي
:
الفن يا مدام.
المدام
:
أعوذ بالله! الراجل ده مخيف، لازم أطرقه حالًا، قل لي من فضلك.
زناتي
:
ماذا يا مدام؟
المدام
:
أنا في عرضك ما تجيبش سيرة بالشيء اللي حصل ده أبدًا.
عثمان
(داخلًا)
:
إيه إيه إيه؟
المدام
:
ثم أنا من جهتي حاخبي حتى عن جوزي، إنك أنت جيت هنا.
زناتي
:
فليكن.
عثمان
:
نهارك أسود!
المدام
:
خد آدي الكيس بتاعي أهه باللي فيه، بس ما توريناش وشك هنا أبدًا، واكفي
عالخبر مجور.
عثمان
:
يخرب بيتها!
المدام
:
تعالى اخرج بقى من السلم الوراني ده؛ علشان ماحدش يشوفك.
زناتي
:
أما الآن وقد أسرتيني بلطفك يا مدام، مافيش عندي شيء أقدر أقدمه لك، أعز
من العنوان بتاعي ده، حارة أبو طبق نمرة ١١ بالدور الثاني.
المدام
:
تشرفنا مرسي.
عثمان
:
يخرب بيت دي فاميلية كلها أسرار وجرايم، وأنا إيه اللي كان وقعني في وسط
الناس الغشاشين دول؟ قال الولية بتتفق مع جوزها القديم، وتدي له فلوس
وتسربه، أنا مالي يندعقوا في بعض، المهم أني أروح أضرب تلفون للمخبر زعتر
أفندي، وأخليه يجي حالًا (يخرج).
روز
:
أما عجيبة المسألة دي! جماعة يقولوا لي إن المتر هنا، وجماعة يقولوا لي
موش هنا، إزاي بيخبي نفسه مني الراجل ده؟ فين الست بتاعته؟
المدام
:
أف! آه، حضرتك عايزة مين يا مدام؟
روز
:
حضرتك مدام صبري بيه المحامي؟
المدام
:
أيوة، فيه حاجة في الخدمة.
روز
:
المسألة بكل اختصار، أني أبقى مراته وهو جوزي.
المدام
:
هه، بتقولي إيه حضرتك؟ أنا موش فاهمة.
روز
:
فين جوزك؟
المدام
:
جوزي أنا؟
روز
:
عجيبة! اللي يشوف استغرابك ده يا مدام، يفتكر أنك موش متجوزة، لكن دا شيء
ما يهمنيش.
المدام
:
بالعكس، دا يهمني خالص.
روز
:
أنت لكن أنا لأ، المهم عندي أنا دلوقت، أني أعرف من جوزك إيه اللي عمله
في جوزي.
المدام
:
عجيبة! أنت عايزة يعمل إيه فيه بس؟ بردون يا مدام، أنت لازم عقلك طار
منك!
روز
:
آه يا جوزي! يا حبيبي يا حيلتي! أستاهل أنا اللي سبت بيتي ورحت اشتركت في
الجريمة البايخة بتاعت إمبارح دي.
المدام
:
بتقولي إيه؟ تكونش دي مرات الراجل أبو شعر منكوش اللي كان هنا دلوقت؟ بقى
على كده صحيح، كلام الراجل كان في محله.
روز
:
يعني كل اللي أنا عملته إمبارح دا يا مدام، كان علشان خاطر جوزك؟ وآدي
جزاتي أنه بيخبي نفسه مني؟ بس قولي لي هو فين، قابليني به أنا أبوس أيدك،
أحسن جوزي من إمبارح ما أعرفش غطس راح فين.
المدام
:
آه، خدي أنت بنت حلال.
روز
:
إيه ده؟
المدام
:
العنوان بتاعه؛ لأنه كان هنا من لحظة بس واداهولي.
روز
:
أوه، مرسي يا مدام، حارة أبو طبق نمرة ١١ بالدور التاني، دلوقت روحي ردت
فيَّ تاني، مرسي يا مدام مرسي مرسي (تخرج).
المدام
:
مسكينة! لازم رخرة زيي، جوزها مخبي عنها الجريمة دي، اللي اشترك فيها مع
جوزي، آه يا مصيبتي ياني! أنا أبقى مرات راجل مجرم بالشكل ده هو فين بس
الوحش القاتل ده؟
المتر
:
إيه يا روحي؟
المدام
:
روحك؟
المتر
:
فين الراجل اللي كان عاوزني؟ الله مالك؟
المدام
:
ارجع خليك بعيد.
المتر
:
إيه؟ بعيد ليه يا روحي؟
المدام
:
شيل إيدك، إيدك النجسة، خلاص فيه بيني وبينك جريمة، شبح قتيل، قبر مفتوح،
يا مجرم يا مجرم (تخرج).
المتر
:
الله الله! الولية اتجننت والَّا إيه؟ شبح قتيل إيه وقبر مفتوح إيه! إيه
الحكاية؟
عثمان
(من الخارج)
:
يخرب بيته زعتر أفندي.
المتر
:
تعالى هنا يا عثمان.
عثمان
:
أفندم.
المتر
:
إيه اللي حصل هنا دلوقت وأنا كنت جوه، مين الراجل اللي كان عايزني
وخرج؟
عثمان
:
اللي كان هنا ده شريك قديم.
المتر
:
قديم إيه وجديد إيه فهمني.
عثمان
:
حضرتك ما تتذكرش، إن لك خازوق في بلاد الحبشة والَّا نم نم؟
المتر
:
خازوق!
عثمان
:
آه، بقى يعني مانتش فاهم؟!
المتر
:
أبدًا فهمني إيه.
عثمان
:
الست مراتك لها كام جوز ما بين مصر والحبشة وكل الخط.
المتر
:
كام جوز إزاي؟ آه، جوز واحد وبس، أنا.
عثمان
:
أبدًا يا متر لها جوز.
المتر
:
آه، أتاريك! أنت قصدك الراجل جوزها الأولاني اللي …
عثمان
:
أيوة، جوزها الحبشاوي النمنماوي.
المتر
:
طيب وإيه ماله ده؟ دا ما باينه اتحبس ومات في بلاد الحبشة وحتى شبع موت
هناك.
عثمان
:
غلطان جنابك.
المتر
:
إزاي ماماتش؟
عثمان
:
لا استأنف يا متر.
المتر
:
أما غريبة دي!
عثمان
:
وهو اللي كان هنا بيسأل عليك.
المتر
:
وبعدين؟
عثمان
:
وبعدين اتقابل مع الست، وهي اترجته أنه ما يجبش سيرة لحد، وراحت مناولاه
كيس مليان فلوس؛ علشان ما يرجعش تاني هنا.
المتر
:
أما حتة دين فصل! الغاية روح أنت اخطف رجلك لحد المكتب، شوف مين جه سأل
عليَّ.
عثمان
:
مكتب آه، دلوقت أول ما نروح نشوف شبح الست حماة المتر واقف قدامي يقول لي
تذكر يا عثمان، آه يا ربي (يخرج).
المتر
:
كده بقى! أتابي مراتي بتقول لي، بيني وبينك جريمة وشبح مقتول وقبر مفتوح،
لازم قصدها شبح المقتول جوزها، والقبر المفتوح، النقرة اللي كان مخمود فيها
زي ما كنا فاكرين.
عزت
:
هو فين الوحش ده؟
المتر
:
هه.
عزت
:
قل لي هنا يا ندل، فين مراتي فين؟
المتر
:
آه، دا لازم جوز مراتي القديم.
عزت
:
رد عليَّ هنا ماتغالطش ضميرك يا سافل، أنا عارف أنها حطمت قيود الزوجية،
وأن نفسها دنيئة زي نفسك، ولكن لازم أنتقم لشرفي.
المتر
:
طيب موش كده، بس روق دمك نتفاهم.
عزت
:
إيه نتفاهم؟
المتر
:
إنما أنا كنت فاكر أنك مت.
عزت
:
بالعكس، أديني حي أهه، وربنا خيب أملك والخاينة مراتي، لازم أنتقم منك
وأقتلك.
المتر
:
بس طول بالك يا أخينا موش كده، خليني أفهمك أصل الموضوع.
عزت
:
مافيش لزوم، قل لي هي فين؟ أنا فاهم كل شيء.
المتر
:
طيب حيث أنك فاهم كل شيء، أنا أترك الحكم لضميرك لازم تكون فاهم حرج
مركزي.
عزت
:
حرج مركزك يا سافل يا غشاش! يالله قل لي هي فين قوام، فين شريكتك في
جريمتك دي فين؟
المتر
:
الغاية جريمتي والَّا عيرة، أهي برضه مراتي سبحان الله!
عزت
:
إيه وكمان بتقول مراتك؟
المتر
:
يا سيدي بزيادة بقى اخزي الشيطان.
عزت
:
يستحيل لازم أموتك.
المتر
:
يا خبر! لا بقى مايجيش منه، جاي الحقوني يا هو، حوشوا المجنون.
عزت
:
آه يا دماغي يابن اﻟ… (يخرجان).
أم أحمد
:
يا حوستي! إيه الزيطة دي قطيعة؟ الغريبة لسه ما حدش رجع من الأولاد
الخدامين، يا ترى عتروا في الست الكبيرة والا لسه؟
زعتر
:
أسطب عندك هنا يا حرمة.
أم أحمد
:
يو! بسم الله الرحمن الرحيم، أنت إيه يادلعدي؟
زعتر
:
خشي ابعتي لي ستك المتراية هنا.
أم أحمد
:
ياباي! إيه دا كمان ياختي ده؟!
زعتر
:
قولي لها زعتر أفندي، ولا تقولي لهاش أنا من المحافظة.
أم أحمد
:
من المحافظة حتة واحدة! يا أختي قطيعة، البيت النهاردة حايبقى فشر كركون
المنشية (تخرج).
زعتر
:
أما صحيح أن الصدف هي كل شيء في البوليس يا أولاد، يا دوب إمبارح قعدت في
القهوة اللي ورا دار التمثيل، أمزمز في واحد ماتكساه والتاني، وعنها ورحت
سامع زعيق، ولقيت جماعة أفندية بيجروا هربانين في الضلمة، وراحوا ناطين في
أول تاكسي لاقوه، وقالوا للتاكسجي سوق، إنما واحد منهم وهو جاي ينط في
التاكسي، وقعت منه الهدوم دي، اللي كان شايلها تحت باطه وهربان بها، فأنا
أسرع من البرق رحت متلايم عليها، أتابيها هدوم المجني عليه، اللي كانوا
أفراد العصابة هربانين بها، وآدي كارت المرحوم أهه لقيته في هدومه، المتر
صبري بيه.
المدام
:
مين دا اللي عايزني؟
زعتر
:
أنا يا صنيورة، بس اقفلي الباب إلا المسألة غليضة قوي وعايز أستخلي
بيك.
المدام
:
يا ساتر استر يا رب!
زعتر
:
أهي دي اللي قتلت جوزها، اصبر أما نوقعها، بقى محسوبك أنا يا مدام، زعتر
أبو سليمان سالم الحبشي الليثي.
المدام
:
تشرفنا وعايز إيه؟
زعتر
:
ووظيفتي بوليس سري في المحافظة، وجاي أستنطأك.
المدام
:
آه يا ربي!
زعتر
:
جنابك ليك معرفة بالهدوم دول؟
المدام
:
يا خبر! هدوم جوزي.
زعتر
:
هه، ما تردي سكتانة ليه؟
المدام
:
لا ما أعرفهمش أبدًا.
زعتر
:
عجيبة! حضرتك موش مدام صبري بيه المجني عليه؟
المدام
:
المجني عليه؟
زعتر
:
يا ولية انطقي، أنت جماعة صبري بيه والَّا لأ؟
المدام
:
أيوة للأسف!
زعتر
:
طيب أمال بتنكري ليه، أنك تعرفي الهدوم دول؟
المدام
:
ولازلت أنكر، لازم حضرتك غلطان.
زعتر
:
بقى يا حرمة عايزة برهان، أكتر من الكارت اللي باسم جوزك ده، اللي كان في
جيب المرحوم؟
المدام
:
أما غريبة على اللي بده يموت جوزي بالزور ده!
زعتر
:
هه، اعترفت دلوقت والَّا لأ؟
المدام
:
أف! أنا عارفة اصطبحت بوش مين النهاردة؟
زعتر
:
يا تعترفي بكل شيء كده بالتي هي أحسن، يا أروح أجيب لكوا قوة عسكرية
تكربسكوا هنا.
المدام
:
الغاية يستاهل جوزي، يا حضرة المخبر.
زعتر
:
يا عين المخبر!
المدام
:
روح هات عساكر، هات كلبش، هات جيش بزيه، اعمل كل ما يترآى لك.
زعتر
:
وهو كذلك، بس اوعى حد منكوا يتعتع من هنا لا أوديكوا في داهية (يخرج).
المدام
:
آه يا مصيبتي السودة ياني! مابقاش كمان إلا تموت يا سي جوزي ونينتي
يا كبدي اللي ما حدش عارف غطست فين! آه لو كانت هنا دلوقت جنبي! آه يا نينة
يا نينة! أهم، الخدامين ماخلوش ولا بيت من بيوت معارفنا إلا سألوا فيه عن
نينة، أنا خايفة لا يكون جرى لها حاجة، يا ترى راحت فين بس (تخرج).
عزت
:
هو فين الجبان اللي يضرب ويهرب ده؟
المدام
:
إيه دا كمان؟
عزت
:
يستحيل أسيبه أبدًا، لازم أضحضحه.
المدام
:
هو مين اللي تضحضحه؟ حضرتك عاوز مين؟
عزت
:
عايز المتر اللي هنا.
المدام
:
طيب أنا الست بتاعته، فيه إيه؟
عزت
:
حضرتك! عال خالص! إذًا اسمعي يا مدام، دلوقت يكون في معلومك أن حياتي
وحياتك متعلقين في خيط والخيط ده إذا انقطع، رحنا في داهية إحنا
الجوز.
المدام
:
خبر أسود!
عزت
:
لازم جوزك الملعون ده، فيه شيء بينه وبين مراتي.
المدام
:
صحيح؟
عزت
:
أيوة؛ لأني سمعته بودني في المكتب بتاعه، وهو يحرضها على كونها
تقتلني.
المدام
:
كمان؟ يا حفيظ يا رب!
عزت
:
وكل ده علشان يخلى له الجو، ويتجوزها بعد موتي.
المدام
:
طيب هس وطي صوتك، دلوقت حيث أنك عارف تفصيلات الجريمة بتاعته دي كلها،
عايزاك تقول لي عليها بالتفصيل أحسن أنا حاتجنن.
عزت
:
طيب، إنما المهم دلوقت، أنك تكوني على حذر من جوزك كويس لأنه موش بعيد
أنه يسمك؛ علشان يتجوز مراتي الخاينة دي.
المدام
:
معلوم لك حق، مادام مجرم للدرجة دي، موش بعيد أنه يعمل كده.
عزت
:
قبلة أنت فطرتي والَّا لأ؟
المدام
:
شربت فنجال شاي.
عزت
:
وكان جوزك هنا وقتها؟
المدام
:
أيوة.
عزت
:
لا حول الله!
المدام
:
ليه؟
عزت
:
خدي، خدي، اشربي الدوا ده يا مسكينة؛ علشان بطنك تمشي وما يسريش السم في
معدتك.
المدام
:
السم!
عزت
:
أيوة، اللي حايسمك به جوزك، اوعي تأكلي من أيده حاجة، قبل ما تدوقيها
لخدم من الخدامين قبلة، قوام اشربي الدوا ده.
المدام
:
آه يا إلهي أنا خايفة.
عزت
:
يالله أمال ما تخافيش.
المدام
:
لا لا موش عايزة، خلي السم يسري في جسمي أحسن، خلاص ما بقى ليش أمل في
الحياة.
زعتر
:
اضبط.
المدام وعزت
:
يا خبر!
زعتر
:
آدي المجرمة وآدي شريكها، زنق عليهم.
عزت
:
اوعى سيبني أنت وهو.
زعتر
:
اخرس يا مموتاتي يابن اﻟ… كنت عاوز تسم الولية لأجل ما تخلصها من
المحاكمة؟!
المدام
:
أبدًا أبدًا، أنا في عرضكم يا هو.
عزت
:
يا سيدنا فهمني بس، إيه التهمة بتاعتنا؟
زعتر
:
تهمة! بقى عايز تهمة ألعن من قتل صبري بيه صاحب البيت ده؟!
عزت
:
يا خبر هو مات؟ لازم بقى من كتر ضربي فيه بالشلاليت.
زعتر
:
أيوة كده اعترف، أنا عارفك من إمبارح من قفاك.
المدام
:
يا هو أنا حاتجنن! سيبوني أنا في عرضكم الحقوني يا ناس.
الخدم
:
إيه العبارة؟ سلامتك يا ستي؟
(لحن ختام الفصل الثاني.)
الفصل الثالث
عثمان
(داخلًا)
:
أما أنا راح نتجنن لحد دلوقت موش فاهم ليه البوليس قبض على الست مرات
المتر! يمكن لها يد في الجريمة، بس لو كنت قابلت الراجل المخبر زعتر أفندي
كنت قدرت أستفهم منه عن كل حاجة، لا حول الله مسكينة! ويلها السجن وويلها
اختناق أمها، دلوقت لو البوليس عرف أني أنا السبب في موت أمها، ضروري يقبض
عليَّ أنا لاخر، لا، أنا وقتها إذا اتهموني، أدافع عن نفسي قانونيًّا،
وأقدم للمحكمة الورقة اللي كان كتبها لي المتر بخطه.
الحما
(من الخارج)
:
أيوة بأقول لك جاية من حلوان، روحي أنت اصرفي العربجي.
عثمان
:
إيه! ده زي صوت المرحومة! شوف من كتر مانا دايمًا متذكرها بأسمع صوتها،
وأشوف خيالها كأنها قدامي تمام، لا حول الله!
الحما
(داخلة)
:
أيوة زي ما قلت لك، عثمان.
عثمان
:
أنا في عرضك يا روح المرحومة.
الحما
:
بيقول إيه ده؟
عثمان
:
أيتها الروح السماوية الحماوية البقلاوية، سواء هبطي من دار النعيم، أو
حدفت بك نيران الجحيم.
الحما
:
الله الراجل اتجنن والَّا إيه؟!
عثمان
:
أنا ماليش ذنب وحق من خنقك.
الحما
:
خنقني؟
عثمان
:
الذنب كله على المتر، هو اللي قال لي اخنقها، ادبحها موتها، وآدي المستند
أهه.
الحما
:
يا ندامتي! جوز بنتي اللي قال لك كده؟
عثمان
:
أيوة وحق من أماتك، ولما ترجعي تاني لعالم الأموات، بلغي المرحومة سلامي،
الله يرحمها كانت ست الحموات اللي في الدنيا وقولي لها في عرضك
تسامحني.
الحما
:
إيه العبارة ياختي؟ الراجل لازم يا سكران يا اتجنن، أصبر أما أسايسه، سد
يا خويا سد، روق دمك يا عثمان، يا ختي عليها وعلى قطاقيطها.
عثمان
:
يا سلام! شوف قد إيه حموات الآخرة أرق من حموات الدنيا!
الحما
:
أيوة كده روق دمك وقول لي بقى، صحيح جوز بنتي هو اللي قال لك اقتلها
اخنقها؟
عثمان
:
أيوة إمبارح وحياة المرحومة في نومتها.
الحما
:
يا راجل حط عقلك في راسك، أنا ستك الكبيرة بلاش هلوسة.
عثمان
:
هلوسة! بقى أنت موش المرحومة؟
الحما
:
مرحومة مين يا راجل؟ أنت جرى لك إيه؟
عثمان
:
غريبة! بقى أنت بني آدمة زينا؟
الحما
:
يو قطيعة الراجل باين اتجنن!
عثمان
:
بقى بزمتك، أنت دلوقت حية؟
الحما
:
أيوة حية.
عثمان
:
موش ميتة؟
الحما
:
أبدًا.
عثمان
:
بقى مانتيش روح من الأرواح، روح الموز، روح النشادر؟
الحما
:
وبعدين بقى يا راجل! أنت عقلك فين؟ أحسن شيء دلوقت، تروح تاخد لك فنجان
قهوة والَّا شاي؛ علشان إذا كنت مخدر تفوق، يالله روح.
عثمان
:
أديني رايح، شيء عجيب والله! برضه موش مصدق، يحيي العظام وهي جوه خزانة
(يخرج).
الحما
:
الله يخيبك يا عثمان! هو الراجل غاية ما هناك مونن حبة، لكن أقول لكو
الحق، أنا اتوغوشت برضه، من عبارة أن المتر قال له، اقتلها اخنقها موش
عارفة إيه؛ لأن الراجل عثمان ده، مايعرفش حاجة اسمها كدب أبدًا، لازم جد
شيء هنا في غيابي.
أم أحمد
(داخلة)
:
أديني صرفت العربجي يا ستي.
الحما
:
تعالي اسمعي هنا يا أم أحمد.
أم أحمد
:
أفندم.
الحما
:
قولي لي إيه اللي حصل هنا في غيابي، من إمبارح لحد دلوقت؟
أم أحمد
:
حصل وبس، حصل أننا دخلنا، وقلبنا البلد كلها عليك.
الحما
:
يا سلام! وبنتي فين أمال؟
أم أحمد
:
آه يا ستي! حاقول لك إيه وأعيد لك إيه يا حسرة!
الحما
:
جرى إيه يا ولية خضتيني، اتكلمي.
أم أحمد
:
موش جه البوليس هنا من يجي ساعة دلوقت، وخدوها حبسوها يا كبدي!
الحما
:
يا ندامة! حبسوها ليه؟
أم أحمد
:
أهه كل اللي فهمته من البوليس، أنها قال متهومة بقتل سيدي مع واحد
تاني.
الحما
:
يا مصيبتي قتلت جوزها؟
أم أحمد
:
يظهر كده.
الحما
:
طيب وبعد كده حصل إيه بقى؟
أم أحمد
:
حصل أن البوليس جه هنا تاني من ربع ساعة، ودور على القتيل علشان يقبض
عليه.
الحما
:
طيب وهو فين دلوقت المرحوم؟
أم أحمد
:
مين عارف بقى، أهه هو وقسمته، وأهه من ساعة ما خرج بعد الضهر مارجعش،
كبدي يا سيدي!
الحما
:
طيب ويقبضوا على القتيل ليه؟
أم أحمد
:
أهه يظهر أن عثمان بلغهم أن المرحوم قتلك قال.
الحما
:
قتلني أنا؟
أم أحمد
:
أيوم يا ستي، يظهر أنهم كلهم هنا متهمين بقتل بعض!
الحما
:
شيء لطيف!
أم أحمد
:
حتى البوليس نبه عليَّ قبل ما تجي دلوقت، وقال أني لو اكتشفت في العيلة
حوادث جديدة، أروح مبلغاهم على طول.
الحما
:
طيب بس بس، روحي أنت لشغلك أحسن أنا قربت أتهوس.
أم أحمد
:
أمال أنا أقول إيه يا كبدي! دانا بقيت مرستان أصلي قطيعة!
الحما
:
لا لا حيث كده، لازم أطير حالًا عالقسم، وأشوف إيه حكاية بنتي دي، كبدي
يا قلب أمك!
عثمان
:
فين الست؟ تعا الحقي الحقي.
الحما
:
يو جرى إيه سرعتني؟
عثمان
:
الخازوق الخازوق!
الحما
:
الخازوق؟
عثمان
:
أيوة الخازوق بتاع نم نم رجع تاني.
الحما
:
بيقول إيه ده ياختي! خازوق إيه بس ما ترسيني.
عثمان
:
الراجل المجنون جوز بنتك القديم.
الحما
:
جوز بنتي القديم! ماله؟
عثمان
:
كان جه النهاردة الصبح، وأهه رجع تاني.
الحما
:
يا راجل أنت عاوز تهوسني جنبك، هي الأموات بتصحى تاني؟
عثمان
:
اشمعنى أنت صحيت تاني؟
الحما
:
وبعدين بقى في النهار المطين ده يا هو!
عثمان
:
بأقول لك جوز بنتك نمرة واحد جه النهاردة هنا، وحتى بالأمارة اتقابل مع
بنتك.
الحما
:
أعوذ بالله! داحنا على كده بقى، لازم نكون في أيام المعجزات، طيب خليه
يجي لي هنا، أما أشوف جنس فرمة خلقته إيه ده.
عثمان
:
حاضر (يخرج).
الحما
:
يا ترى شكله إيه دا كمان؟ لكن أنا بأستغرب! إزاي كانوا بيقولوا أنه ارتكب
جريمة في بلاد الحبشة واتحبس هناك، وناس قالوا لنا إنه مات، وإزاي رجع لنا
دلوقت بعد تمان سنين؟ أنا والله ما تؤخذونيش بقيت في توهة خالص.
زناتي
(داخلًا)
:
إلى الوراء.
الحما
:
ياباي! دا ماله بيشوح كده ليه؟ أنت يا هو مين حضرتك؟
زناتي
:
حضرتي أنا بطل الضحك والبكاء، ممثل، صحفي، خطيب، مطرب، شاعر، ناشر
مصور.
الحما
:
يو بس بس بس.
زناتي
:
أما ألزق لها كام صورة.
الحما
:
إخيه! بقى دا جوز بنتي أول بختها ده؟!
زناتي
:
قولي لي فين المدام يا مدام؟
الحما
:
قول لي أنت قبلة، حضرتك جاي هنا ليه وإيه علاقتك ببنتي؟
زناتي
:
علاقتي بها يا مدام، علاقة قلبية غرامية، تصدر مرتين في الأسبوع.
الحما
:
أما عجيبة دي! أنت موش كنت مت والَّا اتحبست، على أثر الجريمة دي اللي
اشتركت فيها؟
زناتي
:
آه، دي بتقول على دوري في رواية إمبارح، أيوة مضبوط يا مدام.
الحما
:
يا حفيظ يا رب! سبحان من خلص بنتي منه!
زناتي
:
يا سلام! أما كان عندي كل مشهد ومشهد.
الحما
:
مشهد ومشهد إيه؟ يكونش ده حانوتي؟
زناتي
:
دا كان شيء لذيذ، تصوري يا مدام، بقى البوليس جاررني للسجن، والناس هات
يا تسقيف، هات يا استحسان، هات يا …
الحما
:
الغاية دلوقت، حضرتك جاي هنا علشان إيه؟ علشان تنغص على بنتي المسكينة
دي، وتلخبط كيان عيشتها تاني؟
زناتي
:
أبدًا ثم أبدًا، أنا جاي أهاديها بصورة من صوري دول.
الحما
:
طيب طيب، حط الصورة دي عندك هنا واتفضل أنت.
زناتي
:
طيب خلي الصورة دي هنا على سبيل التذكار أورفوار أيها أورفوار (يخرج).
الحما
:
الراجل ده لازم مجنون، ودلوقت لازم أطير حالًا عالقسم أنا وأم أحمد،
وأشوف إيه حكاية بنتي دي (تخرج
شمالًا).
روز
(من الداخل)
:
هو فين المتر موش هنا؟
المتر
:
أعوذ بالله! إيه الحكاية الجنان دي اللي بلغتني دلوقت؟ قال إيه مراتي قبض
عليها البوليس، وبيتهموها قال إنها قتلتني، وإني أنا متهم بمعرفش إيه أما
دا شيء يجنن صحيح!
روز
:
آه، أنت فين يا شيخ؟
المتر
:
روز.
روز
:
الحقني أنا في عرضك، دا حرام عليك، كل اللي جرى لي من تحت راسك
أنت.
المتر
:
إيه هو بس؟ هدي أخلاقك، إيه المسألة؟
روز
:
جوزي جوزي.
المتر
:
ماله؟ جرى له إيه؟
روز
:
فين هو؟
المتر
:
فين هو! أنا عارف لك.
روز
:
أنت عارف لي إزاي؟ أنت لازم تعرف هو فين، آه يا حبيبي يا جوزي!
المتر
:
والله يا عزيزتي روز، أنا ما أعرفش جوزك ده حتى شكله إيه.
روز
:
أهه من ساعة ما كنت أنا عندك في المكتب إمبارح، مارجعش البيت، وسأﻟت عليه
في كل حتة ما لقيتوش، لازم طفش، لازم موت نفسه، لازم انتحر.
المتر
:
لا يا شيخة يستحيل!
روز
:
يستحيل إيه؟ دا موت نفسه مرة قبل دي، أنت بس ما تعرفش أخلاقه، الله يقطع
جريمتك المقندلة دي.
المتر
:
بس بس ما تجيبيش سيرتها اعملي معروف، استريحي أنت وأنا أجيب لك جوزك من
تحت الأرض، قولي أوصافه بس قوام؛ علشان أضرب تلفون للإسعاف وجميع الأقسام،
هو قصير شوية؟
روز
:
لا متوسط، لكن باين عليه أنه طويل.
المتر
:
باين عليه أنه طويل، وعيونه عسلية موش كده؟
روز
:
لأ سودة زي وقعتنا دي.
المتر
:
سودة زي وقعتنا دي، ولابس بدلة رمادي؟
روز
:
بدلة بني وجزمة بني.
المتر
:
بدلة بو … هه.
روز
:
إيه مالك؟
المتر
:
يكونش دا الراجل اللي اتضاربت وياه، جوز مراتي الأولاني هو جوزك موش كان
جوز مراتي الأول؟
روز
:
أنا عارفة موش بعيد.
المتر
:
لازم هو، طيب استني أنت عندك في الصالون ده، أما أضرب تلفون قبلة أستفهم
عن حكاية مراتي دي، دقيقة واحدة بس (يخرج).
روز
:
آه يا حبيبي يا جوزي! يا من يجيبك لي دلوقت، وأنا أقول لك على كل
شيء.
عثمان
:
أيوة من هنا، خشوا بانتظام، ييرهيك، ييرهيك، ييرهيك، دور، بشويش يخرب
بيتكم، تعالى اقف أنت هنا، وأنت هنا زي الزهريات، واوعوا تتحركوا.
العساكر
:
حاضر يا أفندم.
عثمان
:
وأنت اسمع جيب السترة بتاعك دي وخد السترة بتاعي البسه واقف بره على
الباب؛ علشان ماحدش يعرف أنك بوليس، واللي يجي داخل دخله واللي يخرج ما
تخرجش.
العساكر
:
حاضر يا أفندم.
عثمان
:
دلوقت ما بقاش فيه لزوم لزعتر أفندي ولا لكمون أفندي، أهم طلبوني في
المحافظة، وقلت لهم على كل معلوماتي، وبعدين أدوني العساكر دول؛ علشان
يكونوا تحت تصرفي، أيوة، أديني دلوقت بقيت صاحب كركون، ويمكني أضبط اللي
أنا عاوزه في البيت ده.
المتر
(من الخارج)
:
أعوذ بالله تمللي السكة مشغولة!
عثمان
:
الله! دا صوت المتر! وإزاي بيقولوا مات وهو مخبي نفسه هنا؟ طول بالك،
شاويش اتنفخ أنت وهو، واستعدوا لتنفيذ الأوامر اللي حاتنزل عليكم
سامعين؟
العساكر
:
حاضر يا أفندم.
المتر
:
أما نكتة قوي اﻟ… هه، إيه دول كمان؟ ومين العسكري الملخبط ده؟ الله
عثمان؟!
عثمان
(بعظمة)
:
أيوة عثمان، لكن موش عثمان وكيل المكتب اللي بالك منه.
المتر
:
الله! أمال إيه؟
عثمان
:
لا، أنا عثمان الظبطنجي.
المتر
:
ظبطنجي! ظبطنجي إيه؟
عثمان
:
ظبطنجي الأموات.
المتر
:
بيقول إيه ده؟
عثمان
:
دلوقت أنا عندي أمر رسمي من المحافظة، أني أظبط كل إنسان أشك فيه وأحقق
وياه.
المتر
:
مسكين! الراجل باين اتجنن.
عثمان
:
ودلوقت مافيش لزوم لكلام فارغ، أديني منطق لسانك بصفة رسمية حكومية، وآدي
معايا اتنين شاويشية.
المتر
:
أما شيء لطيف! الغاية أما أشوف أخرتها معا!
عثمان
:
قبل كل شيء قل لي، حضرتك متأكد أنك أنت المتر صبري بيه والَّا واحد
تاني؟
المتر
:
واحد تاني! واحد تاني إزاي يا مغفل؟
عثمان
:
مغفل سامعين (يكتب) مغفل سب
علني.
المتر
:
أنت جرى لك إيه يا عثمان؟
عثمان
:
هوم راح تجر ناعم، اقف دغري واسمع الأمر.
المتر
:
حاضر يا أفندم.
عثمان
:
دلوقت بالاختصار الست مراتك متهم رسمي بأنها قتلت حضرتك، وحضرتك دلوقت من
تلامتك، بتدعي أنك حي ومامتش، فإيه رأيك، حضرتك ميت والَّا صاحي؟
المتر
:
أقول لده إيه بقى؟ بقى تبقى بتكلمني يا لوح، وبرضك شاكك في أني
حي؟!
عثمان
:
لوح! تعدي بإكراه، وبعدين بقى أنت دلوقت في نظر الناس والحكومة، ميت
وشبعان موت، بدك تكدب الحكومة كمان؟
المتر
:
طيب الغاية دلوقت، أنت قصدك إيه يا حضرة المحققاتي؟
عثمان
:
قصدي مادمت جيت بعد الموت، تتفضل تشرف ويايا عالمحافظة.
العساكر
:
أيوة أمال.
المتر
:
يا سلام! ليه فيه تهم تانية منسوبة لي، غير كوني أنا المجني عليه؟
عثمان
:
دلوقت يا متر، أنا موش جاي أقبض عليك بصفتك المجني عليه، بل بصفتك خنقنجي
قاتل.
المتر
:
قاتل! أنا قتلت؟
عثمان
:
أيوة قتلت وكسور.
المتر
:
خبر أسود! لازم الراجل اللي اتضاربت وياه، مات من كتر ضربي فيه!
عثمان
:
بتكلم نفسك تقول إيه؟
المتر
:
بقى صحيح يا عثمان مات الجدع ده صحيح؟
عثمان
:
إيه إيه!
المتر
:
يا خسارة! والله لو كنت عارف أنه حايموت، ماكنتش ضربته ولا موته.
عثمان
:
مين هو اللي موته؟
المتر
:
جوز مراتي الأولاني.
عثمان
:
آه، وآدي جريمة جديدة تاني.
المتر
:
لا حول الله! شوف كل ده قال، والمسكينة مراته زي المجنونة هنا بتسأل
عليه!
عثمان
:
مرات مين؟
المتر
:
مرات جوز مراتي الأولاني، المدموازيل روز أم شعر دهبي، اللي كنت بتشوفها
بتيجي عندي في المكتب.
عثمان
:
إيه، بقى جوز مراتك الأولاني بتاع نم نم، يبقى جوز المزمزيل روز؟
المتر
:
أيوة يا سيدي، آه التلفون، اصبر أما أشوف.
عثمان
:
تعالى هنا.
المتر
:
يا شيخ اتلهي!
عثمان
:
وراه يا شاويش، أنت وهو اوعى يهرب منكم.
العساكر
:
يستجري.
عثمان
(ضاحكًا)
:
الراجل اتكركب مصارينه، أيوة ضروري يروح في داهية، جريمتين، قاتل جوز
مراته وخانق حماته!
روز
(داخلة)
:
هو راح فين ياختي؟ آه، عثمان أنت عامل كده ليه؟
عثمان
:
عامل علشان أضبط المجرمين.
روز
:
طيب اعمل معروف طمني قبلة، أنت ما تعرفش حاجة عن جوزي؟
عثمان
:
جوزك؟
روز
:
أيوة.
عثمان
:
الله يرحمه بقى.
روز
:
بتقول إيه! مات؟
عثمان
:
وشبع موت، أمال أنا لابس كده ليه.
روز
:
يا دي الداهية! قول كلام غير ده يا شيخ، صحيح مات والَّا …
عثمان
:
دا مات وبقى ديله سبع سبع لفات، وبدك تعرفي مين اللي موته يا
مزمزيل؟
روز
:
قل لي بس مين ده، وأنا أشرب من دمه.
عثمان
:
بسلامته المتر.
روز
:
صبري بيه؟ آه آه آه (ترتمي).
العساكر
(داخلين)
:
إيه فيه إيه جرى إيه؟
عثمان
:
لا مافيش حاجة، ما داهية لا يقولوا أنا اللي موتها، أنت يا ست اصحي بلا
كلام فارغ.
زناتي
(داخلًا)
:
عفوًا أيها السادة.
عثمان
:
الله، جوزها!
زناتي
:
قل لي يا هذا، أين المتر الذي …
عثمان
:
أنت إزاي مامتش؟
زناتي
:
مت؟ عجبًا! كلهم هنا يريدون موتي في هذا البيت.
عثمان
:
تعالى فهمني هنا، موش أنت اللي كنت جوز مرات المتر؟
زناتي
:
أنا؟
عثمان
:
أيوة أنت، فهمني إيه علاقتك بصبري بيه؟
زناتي
:
علاقتي أني صاحب الدور المهم في الجريمة.
عثمان
:
الجريمة! امسكه يا شاويش.
العساكر
:
أيوة.
زناتي
:
ويحكم ارجعوا.
العساكر
:
هس جاك ضفر، اتفضل معانا قدام جناب المأمور علشان يستنطقك.
زناتي
:
يستحيل اتركوني.
عثمان
:
كلبشوه.
العساكر
:
أيوة أمال.
زناتي
:
آه يا إيدي اوعى كده، آه آه آه (يرتمي).
عثمان
:
إخص! دا سخسخ راخر دلوقت حيث أنه اعترف، بأن له يد في جريمة المتر،
اربطوهم هم الاتنين مع بعض، وأنا رايح عالمحافظة أقول لهم، يجيبوا عربية
المساجين علشان تاخدهم، وأنتو اقفوا على باب البيت، ولا تخلوش أي إنسان يخش
والَّا يخرج، الاربة مارش (يخرجون).
زناتي
:
آه، شيل الكلبش من إيدي، الكلبش الكلبش، أنا فين؟ آه، أنت هنا يا
أوفيليا، شوف الولية من حبها فيَّ ربططتني فيها إزاي!
روز
:
آه، الله أنا فين؟
زناتي
:
أنت فين! في حديد يا عزيزتي.
روز
:
يا خبر!
زناتي
:
مرحبًا بك أيتها السلاسل والقيود.
روز
:
يو حاسب، دراعي حاتملخه.
زناتي
:
آه، بردون.
روز
:
آه يا ربي! فين جوزي يا زناتي؟ جوزي جوزي.
زناتي
:
ماله جوزك؟
روز
:
مات مات.
زناتي
:
معلهش البركة فيَّ أنا، إذا كان لازمك جوز تاني، أنا أجوز من
أبوه.
روز
:
أف! وبعدين بقى؟ مين بس الخنزير ده اللي عمل فينا كده مين؟
زناتي
:
أيوة مين؟
روز
:
إزاي يحط واحدة ست في حديد إزاي؟
زناتي
:
أيوة صحيح إزاي؟
المتر
:
أما نكتة على كده (يدخل
المتر).
روز
:
آه، أهه القاتل الوحش أهه.
المتر
:
بتقول إيه؟
روز
:
قل لنا هنا يا قاتل جوزي، كان عمل فيك إيه عمل فيك إيه جوزي؟
زناتي
:
أيوة عمل فيك إيه جوزي؟
روز
:
يا سافل يا منحط يا دون.
زناتي
:
يا سافل يا منحط يا دون.
المتر
:
الله الله! الجماعة اتلحسوا والَّا إيه؟!
زعتر
(داخلًا)
:
هو فين المتر صبري بيه؟
المتر
:
إيه ده كمان؟ أهه أنا صبري بيه، إيه فيه حاجة؟
زعتر
:
أيوة، بقى أنا محسوبك زعتر سالم سليمان الحبشي الليثي، ومخبر في
المحافظة.
روز
:
في المحافظة؟ تعالى أمال فكنا تعالى.
زناتي
:
أيوة، لازم نتفك حالًا.
زعتر
:
طيب، يا سلام بس كده (يفكهم).
المتر
:
إيه العبارة يا خويا؟ دلوقت أظن حضرتك كمان، جاي تقبض عليَّ يا حضرة
المخبر؟
روز
:
ضروري.
زعتر
:
العفو يا أفندم، أنا جاي أستعذر لك دلوقت، ألا العبارة أصلها كان فيها
سوء تفاهم.
المتر
:
سوء تفاهم إزاي فهمني؟
زعتر
:
أصل العبارة كده بالمختصر، أني فضلت أستقصي لحد ما عرفت، أن الجماعة اللي
كانوا هربانين ليلة إمبارح في الضلمة دول، أتابيهم جماعة مشخصتية وأنا كنت
فاكرهم الجماعة دوكهم بتوع المؤامرة.
المتر
:
مؤامرة! مؤامرة إيه؟
زعتر
:
أيوة، حاكم الراجل عثمان المغفل ده، كان مفهمني أنكوا كنتوا بتجتمعوا في
المكتب بتاعك وتستآمروا ويا بعضكم.
المتر
:
إخص على مغفلينك يا عثمان!
الجميع
:
أما نكتة المسألة دي!
زعتر
:
الغاية دلوقت، أديني شرحت لهم كل شيء في المحافظة.
المتر
:
إنما والست بتاعتي فين أمال؟ لسه محبوسة؟
زعتر
:
لا، دلوقت زمانها جاية هي وأمها، والجدع المتهم دكها اللي اسمه
عزت.
روز
:
إيه! جوزي؟
عزت
:
هي فين مراتي حبيبتي فين؟
روز
:
آه يا جوزي يا روحي تعالى.
المتر
:
الله! جوز مراتي القديم؟ أنت مامتش يا أخينا؟
عزت
:
يا شيخ اتلهي!
المتر
:
أما غريبة دي!
المدام
:
هو فين بسلامته جوزي؟
الحما
:
ما شاء الله يا سي جوز بنتي!
المدام
:
بقى كده يادلعدي كنت عامل رواية وبتمثلها، وكنت مخبي علينا؟
الحما
:
يستحيل، لازم أطلق بنتي منك حالًا، البنية يا كبدي شافت منكوا المر، إن
كان معاك أنت والَّا مع أول بختها النيلة ده.
زناتي
:
مين أنا؟
المدام
:
هو مين يا نينة؟ دا موش جوزي الأولاني أنت غلطانة.
الحما
:
إزاي؟
عثمان
:
الله يلعن أبو دي حتة دين لخبطة!
الجميع
:
عثمان!
المتر
:
تعالى هنا أنت يا طور يا مغفل.
عثمان
:
لا مؤاخذة، والله أنا كنت فاهم العبارة غير كده، والحمد لله أهم قالوا لي
في المحافظة على كل شيء بالتفصيل.
المتر
:
وإيه اللي كان قال لك تعمل كده؟
عثمان
:
اللخبطة بتاع الرواية بتاعك.
الحما
:
لكن إحنا موش في كده دلوقت، الراجل ده موش يبقى جوز بنتي
الأولاني؟
زناتي
:
أبدًا يا مدام، أنا عمري ما دخلت دنيا.
المتر
:
وأنا عمري ما بقيت أألف روايات.
زعتر
:
وأنا عمري ما بقيت أسمع كلام مغفلين زي ده.
عثمان
:
وأنا عمري ما بقيت أبلغ عن حد أبدًا، ودلوقت نحمد ربنا اللي جات على كده
وأنت يا حضرة المتر، تاني مرة لما تجي تألف رواية، اختار لها اسم واسم
كويس، اختار لها اسم يكون.
المتر
:
زي إيه يا سيدي؟
عثمان
:
كان لازم تسميها سوء تفاهم.
الجميع
:
برافو.
١
لم أجد أية ألحان كاملة مرفقة بأصل المسرحية.
٢
هذا المطلع من الزجل هو المكتوب فقط، وبخط مختلف عن خط
ناسخ المسرحية، ومكتوب بالقلم الرصاص أما المسرحية فمكتوبة
بالريشة والمداد الأسود.
٣
هذا هو مطلع الزجل الموجود فقط والمكتوب بالقلم الرصاص.