رواية «الغول»
تأليف: بديع أفندي خيري
العرض الأول بتاريخ ٢٠ / ١ / ١٩٢٥
العرض الأول بتاريخ ٢٠ / ١ / ١٩٢٥
الفصل الأول
(لحن):١
خدمة أهل العز تسلي، وتوكل خرفان وديوك
اسألنا إحنا اللى تمللي، محشورين في وسط ملوك
الداخل نضرب له سلام، خطوة ورا خطوة قدام
خطوة عزيزة يا مولاي، نورك فاجج شوف إزاي
وش سموك جل الصانع، حد يجادل حد يمانع
حط في بالك لجل تعيش، لازم ننحني ونطاطي
الرزق يحب التهويش، يغمه وسبحان العاطي
الذمة هي اللي تجوع، خليك واد حلمنجي ملوع
تلهط في بلوظة وتكوع، على كل الأنواع تتنوع
اوعى تحبرش بص وغطرش، واعمل أطرش
الحق في الأيام دي جريمة، اللي يقوله يتدبقوه
لكن دولته دولة عظيمة، منصورة مهما يعاكسوه
لوغوس
:
أيوة هنا مافيش حد يمكني أكل لما أشبع، غاب عليَّ الوزير طاغور.
طاغور
(من الخارج)
:
مولاي، مولاي.
لوغوس
:
طاغور أنت جيت؟ ادخل مافيش حد (يدخل)
مافيش حد جاي وراك؟
طاغور
:
لأ، يالله كُل قبل اللحمة ما تبرد؛ لأن أغلبها سمين.
لوغوس
:
الحمد لله، دلوقت بلعت ريقي يا طاغور، قد إيه كنت خايف لا تيجي تخش من
هنا، تروح الأميرة ظابطانا من هنا.
طاغور
:
ياخي لا، هي في الحصة اللي زي دي تبقى فاضية لنا أحنا؟ زمانها دلوقت
قاعدة هناك ويا كريمتك الأميرة نوارة في الجنينة، بتعلمها زي عوايدها كل
يوم.
لوغوس
:
طاغور.
طاغور
:
مولاي.
لوغوس
:
عينك عالباب لا تكون جاية.
طاغور
:
كل وانفخ بطنك يا مولاي، وزيرك طاغور عليه جوز عنين، ولو أنهم مدغششين،
لكن بعون من الله يرقموا الجن الأزرق في سابع أرض.
لوغوس
(يأكل)
:
الله الله! شهر تلاتين يوم دلوقت من يوم ما اتجوزتها وأنا محروم من أكل
اللحم، أسناني صدت يا عالم، كل إنسان في الدنيا دي له كيف أتعود عليه، ولا يقدرش يبطله،
وكيفي أنا اللحم ما أقدرش استغنى عنه، وقال إيه بعد السن دا
كله حضرتها بدها تمنعني عن أكل اللحم!
طاغور
:
أن جيت للحق يا مولاي هي خايفة على صحتك.
لوغوس
:
يا سيدي آمنا وصدقنا، مخلصة بتحبني مابانكرش، إنما يعني قبل ما أتجوزها،
ماكانتش زوجتي الأولانية الله يرحمها سايباني حر، أكل لحم زي ما أنا عايز؟
سمعتنيش مرة قلت آه؟ يا عالم دي مضايقة، موش بيقولوا في الأمثال كل ما
يعجبك والبس ما يعجب الناس.
طاغور
:
لكن أنا يا مولاي ما قولش إلا الحق، جولينار دي ماحدش يلاقي ضفرها، وفوق
كده بتحب بنتك نوارة كأنها بنتها.
لوغوس
:
طيب وهو أنا أنكرت فضلها يا طاغور؟! هو أنا غشيم عن حسبها ونسبها بنت
الأمير سمحان؟
طاغور
:
مؤكد، ماحدش اتربَّى تربيتها العالية، ماحدش اتعلم تعليمها
الراقي.
لوغوس
:
بس يا خسارة عيبها الوحيد مسألة اللحم.
طاغور
:
آه، مولاي، سامع دب رجلين في المشاية اللي بره.
لوغوس
:
آه، ما داهية لا تكون هي، إيه العمل يا طاغور؟ غطي الصحن دا حالًا، وشوف
له حتة داريه فيها.
طاغور
:
حاضر يا مولاي ربنا يستر.
جولينار
(داخلة)
:
ديهدي، أنت هنا يا مولاي وأنا دايرة ألف عليك من الصبح، يعني فايت أود
القصر كلها وجيت تقعد هنا؟
لوغوس
:
حاكم بقى ماتأخذنيش، عقلي قال لي هنا أروق شوية.
طاغور
:
أيوة بعيد عن الزيطة والدوشة والكركبة بتاعة القصر.
لوغوس
:
ومن جهة تانية فاهم أن الحصة اللي زي دي عادة ما بتكونيش فاضية.
طاغور
:
أيوة، بتكوني في الجينينة، ويا الأميرة نوارة بتعلميها زي العادة، قراية،
كتابة، آداب، فلسفة.
جولينار
:
بس بس بلا آداب بلا فلسفة، هو اللي عملته معايا النهاردة خلاني عرفت أكمل
قعدتي وياها زي كل يوم؟ أنا لسه يا دوب مالحقتش أعلمها طريقتين تلاتة، من
كيفية استقبال الملوك وتحية الملكات، إلا وراحت ناطة، وإيديها دغري على
الأقفاص الدهب اللي في الجنينة، وهات فتح أبوابها، خلت البلابل، النسور،
الهداهد، العصافير، الطيور الجميلة، اللي مافيش ريشة من ريشها، عند أي ملك
من ملوك الأرض، كلهم في دقيقة واحدة، فردوا أجنحتهم في الهوا وقالوا
القيام، هم من فوق يكركروا ويزقزقوا، وهي بسلامتها مبسوطة قوي، وبتضحك
وبتسقف ومفرفشة، كل دا وأنا واقفة جنبها، اللي يضربني بفولة أطق.
لوغوس
:
وليه يا عزيزتي؟ المسألة ما تحوجش لزعل قد كده.
جولينار
:
إزاي ما تحوجش لزعل؟
لوغوس
:
أيوة؛ لأن البنت على نياتها، فتَّحت عينها، لقت نفسها ربنا واهب لها
الحرية، ودول قدامها محبوسين مظلومين، فاصعبوا عليها سيبتهم.
جولينار
:
لا لا لأ، أنا ما يعجبنيش الحال المايل ده، دى ما بقتش صغيرة؛ علشان تسكت
لها عالهبل والجنان ده كله، دي بقت شابة اسم الله على وش جواز، الله إيه
ده؟
لوغوس
:
طاغور.
طاغور
:
والله اتفقست لعبتنا يا مولاي، أنا ماليش دعوى (يخرج).
جولينار
:
ما شاء الله! إيه ده يا مولاي؟ لحمة؟! دا الكلام اللي بقوله لك كل يوم؟
يظهر أنك مقايس على معدتك.
لوغوس
:
يا ستي أنا معدتي عارفها ومجرَّبها، وصحتي بتيجي عاللحمة يا خواتي، أنت
عاوزة كل الناس اللي في الدنيا يكونوا نباتيين زيك؟
جولينار
:
أيوة؛ لأن أكل اللحمة ده يُعد وحشية، وزي الملك ما هو مسئول عن راحة
رعيته، الست في بيتها مسئولة عن راحة زوجها.
لوغوس
:
كل دا كويس.
جولينار
:
معلوم؛ لأن قصرك ده قبل ما أخُشه، كان مركب من غير ريس، لكن بعد وجودي
فيه، مابقتش أسمح للمركب تغرق في وسط الأمواج، وأنا واقفة أتفرج.
لوغوس
:
جولينار، سمحيني، وبعد كده مابقتش أدوق اللحم أبدًا. (تحدف ﮐورة) إيه ده؟
عثمان
:
أنا ماليش دعوى يا مولاي هو اللي حدفه (تدخل
نوارة ضاحكة).
جولينار
:
ما شاء الله! ما شاء الله!
لوغوس
:
إيه ده يا نوارة يا بنتي؟
نوارة
:
دا عم عثمان وأهه مستخبي أهه.
عثمان
:
لا وشرفك يا مولاي موش أنا.
جولينار
:
ماحدش مخسَّر أخلاق البنت دي، غير الراجل العبيط ده.
لوغوس
:
أعمل إيه؟ إذا كانت بتحبه نظرًا لكونه مربيها من الصغر.
نوارة
:
أيوة باحبه، أحبه أحبه أحبه.
لوغوس
:
يا عم عثمان!
عثمان
:
أنا قلت موش أنا يا مولاي، موش أنا اللي حدفت الكورة هو اللي
حدفه.
لوغوس
:
طيب تعالى هنا.
نوارة
:
إيه! راح تضربوه والَّا إيه؟ لا أبدًا دا بتاعي (تخرج وتعود به).
جولينار
:
يعني مبسوط كده كويس؟!
عثمان
:
مظلوم وشرفك يا مولاي، اللي حدفه الأميرة نوارة.
نوارة
:
أيوة أنا غصب عني.
جولينار
:
يعني ما كفاكيش اللي عملتيه الصبح؟
نوارة
:
إيه عملت إيه أنا مالي!
عثمان
:
يعني عملت إيه؟ لها حق.
جولينار
:
إيه بتقول إيه؟ طيب هس اخرس أنت.
عثمان
:
أهه أنت تمللي كده، اللي يقول الحق عندك يكفر.
جولينار
:
هو أنا باكلمك يا راجل؟
عثمان
:
ما بتكلمنيش لكن كلام الحق بيحرقني، واقف تعزَّر فيه، نسيت اللي عملته
الصبح؟ نسيت اللي عملته الضهر؟ شيء حصل وخلاص، كل دا لزومه إيه؟ كل ساعة
تأنيب تعزير، كل البنت ما صحته يتحسن ويجي يسمن شوية، يروح مكششه
تاني.
جولينار
:
عاجبك كده؟
لوغوس
:
عثمان، هه!
عثمان
:
هه إيه، دا حرام يا مولاي، أنت عندك كام بنت! دي بنت عمية، والَّا علشان
أكمن أمها ماتت، تقوموا تعملوا فيه كده؟!
جولينار
:
هه، إزاي البنت تسمع كلام زي ده، وحد يعرف يقول لها حاجة؟ هو حد متخَّن
ودنها إلا أنت.
نوارة
:
إيه الكلام ده؟ عليَّ يا عم عثمان؟
عثمان
:
أيوة عليك.
نوارة
:
ليه بقى؟
عثمان
:
حضرتها زعلان علشان أنك فتحت الأقفاص، بتوع الطيور اللي كانوا في
الجنينة.
نوارة
:
ودا يبقى ذنب يعني؟ موش حرام لما الفجر يشقشق، ويبصوا من قفصهم بصِّت
المسجون الذليل، ويشوفوا الطيور اللي زيهم يسبحوا في الفضا حرين مبسوطين،
وهمَّ يا كبدي عليهم من جوه القفص يشاشوا، يرفعوا رءوسهم لفوق طالبين
الخلاص، تروح الحواجز رداهم تاني، يرجعوا حزانة مكسورين الخاطر، ينوحوا،
يتحسروا، الندب اللي يندبوه ننطرب له، العديد اللي يعددوه ننبسط منه، نضحك
لبكاهم، نفرح لحزنهم، ياخواننا ارحموا الطير المظلوم، سيبوه وربنا يتكفل
به، آه العدل الرحمة!
عثمان
:
يا سلام! الله يرحم أمك يا بنتي، حنينة زي أمها.
جولينار
:
عال خالص! يعني إحنا اللي مجانين وأنت اللي عاقلة؟! بأحسب أمال على كده،
اتشطرتي وحفضتي اللي أنا قلت لك عليه؟
نوارة
:
هو أنا لسه صغيرة حاتعلم من جديد؟ أنا واحدة النهاردة تمَّت التسعطاشر
سنة، ومن بكره أخش في العشرين، مابقاش يليق لي حاجات زي دي، من حق قول لي
يا بابا، صحيح الطباخ بتاعنا خد حسابه وطلع؟
لوغوس
:
إيه بتقولي إيه! ومين اللي طلعه؟
عثمان
:
حضرتها اللي طلعته.
لوغوس
:
علشان إيه؟
عثمان
:
قال علشان ظبطته ديك النهار بيسلق لحمة، للسبب ده خرجته، شهر دلوقت
مِلوِّدانا من قلة الزفر، قال عند أبوه ماكانش بياكل لحمة، إحنا مالنا يمكن
أبوك بخيل جبان.
جولينار
:
قلت لكو أنا اللي طلَّعته، ويجي غيره أحسن منه.
عثمان
:
غيره! ودا فيه زيه! يا سلام على فطوراته، على خشافاته، على خضاراته، على
لحماته.
جولينار
:
إيه؟
لوغوس
:
صحيح، دا كان صدفة في الطباخين، ونادر لما الواحد يلتقي زيه.
عثمان
:
وفوق كده أمين ونضيف، وكان تمللي كل ما يشوفني فايت من قدام باب المطبخ
يغمزني بهردومه.
جولينار
:
أنتو مالكوش دعوى، زي ما طردته عليَّ أجيب لكم سيد سيده.
نوارة
:
سيد سيده؟ سم دم كُبه (تخرج).
لوغوس
:
مين يقول راجل في خدمتنا عشرين سنة، ونطرده كده من غير ذنب؟!
جولينار
:
أنا اللي طردته وأنا اللي عليَّ أجيب لكم غيره، وأديني مدورة المناديين
في الخمس مداين اللي حوالينا، ينادوا علشان طباخ تاني، يجي يحل محله، وأهه
بكرة تشوفوا، أن ماكنتش أنقي لكم طباخ أحسن منه تاكلوا من أيده وتدعوا لي
مابقاش أنا.
عثمان
:
ناكل من أيده! هئ! موت يا حمار.
جولينار
:
إيه بتقول إيه؟
عثمان
:
لا، بقول يعني إذا كان يجينا ضيف دلوقت ولا فيش طباخ ياكل منين؟
لوغوس
:
وهم صبيانه موش موجودين.
عثمان
:
هي خلت حاجة؟ دي كانت حاتطرد الحلل رُخرين.
لوغوس
:
يا سلام! لا لا لا.
عثمان
:
وخصوصًا الخطاب كل يوم رايحين جايين؛ علشان الأميرة نوارة.
لوغوس
:
أيوة، والنهاردة جاينا الأمير رنجون ابن ملك خورشيا؛ علشان يطلب مني بنتي
نوارة، ومعاه عماته الاتنين.
عثمان
:
خد ياخي، ياكلوا إيه دول؟
جولينار
:
ويعني هي راضية تتجوز، ما جالها ميت عريس وهي ترفض.
لوغوس
:
يمكن ربنا يهديها وتقبل بالعريس اللي جاي لها.
جولينار
:
طيب وهو ابن أمير خلدونا والأمير بارباروز، كانوا وحشين لما
رفضت؟!
عثمان
:
أيوة، واحد قالت عليه دمه تقيل وكرشه كبير، والثاني أخنف، هو أن ما كانش
العريس يكون دمه خفيف وملحلح كده، تقبله العروسة! الرك كله عالدم.
جولينار
:
بس اسكت أنت، أنا موش بأسألك.
عثمان
:
هه، جالك كلامي، أهه علشان أنت بستتقل دمي، موش قابل مني كلام، لكن لو
كنت بتستخف دمي بقى، كنت تمللي تتمحلس لي، وتقول لي تعالي قل لي حكايات
وحواديت.
لوغوس
(ضاحكًا)
:
الله يجازيك يا عم عثمان (يضربه).
عثمان
:
إخص! الله ينعل أبو هزارك يا مولاي.
لوغوس
:
المهم دلوقت أننا نخليها تقبل بالعريس اللي جاي النهاردة.
جولينار
:
ما هو أنا بس موش فاهمة، إيه السر اللي بيخليها ترفض، كل أولاد الأمراء
اللي زيها اتجوزوا، وعايشين في تبات ونبات، وخلفوا صبيان وبنات.
لوغوس
:
يا ستي دي شكل وهم شكل تاني.
جولينار
:
يعني إيه فيه سر؟
لوغوس
:
أيوة سر مهم، وموش ضروري تبحث فيه دلوقت.
جولينار
:
سر هنا وأنا ما أعرفوش! لازم تحكوا لي عليه.
عثمان
:
ما هو دا يا مولاتي موش من الأسرار اللي يتحكي عنها؛ لأن اللي قال لنا
عليه، موصينا ما نعرفوش لحد أبدًا.
جولينار
:
أنا أظن مابقتش غريبة عن القصر، ومانيش قادرة أفهم، إزاي فيه أسرار بينكم
وبين بعض وتكتموها عني لحد النهاردة، يظهر أنكم مستخونني!
عثمان
:
العفو يا مولاتي أستغفر الله، إنما بس أبراجوش.
جولينار
:
أبراجوش! أبراجوش دا إيه لاخر؟
لوغوس
:
ما قلنا السيرة دي ما تفتحوهاش يا عالم، كل ما أجي أنساها تفكروني
تاني.
جولينار
:
أما غريبة! قد كده المسألة دي مخيفة، وبدكوا تفضلوا مخبينها عني كمان،
شيء له العجب! أمال على كده قاعدة معاكم أعمل إيه؟!
لوغوس
:
يا ستي إيه يهمك بس أن عرفتي أبراجوش والَّا ما عرفتهش؟ أبراجوش دا راجل
سحار، من الجماعة اللي يحبوا النجم، ويقولوا لك على اللي جرى لك في الماضي،
واللي حايجرى لك في المستقبل، هه، استريحتي بقى؟
جولينار
:
ودا موجود فين؟
عثمان
:
هنا في البلد، ولكن بعيد في بطن الجبل، عايش لوحده جوه المغارة بتاعه
قاعد ليل ونهار يحسب الطوالع، يرصد النجوم، يحضر الجن، يخاطب الأرواح،
واللي ماسمعش عن عجايب أبراجوش، كأنه موش عايش في الدنيا.
جولينار
:
صحيح؟ حاجة مدهشة خالص! لكن إيه السر اللي حكى لكم عنه من جهة نوارة،
ووصاكم ما تجيبوش سيرته لحد؟
عثمان
:
السر ده حكاية ربنا ما يحكم عليك بيها.
لوغوس
:
يا ناس ارحموني، السيرة دي كل ما بأسمعها، الدم يجمد في عروقي، خلوا
الطابق مستور، أحسن يالله السلامة نكون أحنا في الحكاية، والبنت تخش على
غفلة، تاخد خبر بالمسألة، تروح البنت منا في شربة ميه.
جولينار
:
يا حفيظ! خطر بالشكل ده ولا أعرفوش! إزاي؟
عثمان
:
أنا أعرفك، بقى من اتناشر سنة، الأميرة نوارة كان اعتراها مرض، وغلبت كل
الأطبة فيه.
جولينار
:
هه، وبعدين؟
عثمان
:
وبعدين بعتني مولاي الأمير عند أبراجوش الساحر ده، واداني ورقة مكتوب
فيها اسمها ويوم ما اتولدت؛ علشان يحسب لها النجم، ويشوف المكتوب لها في
طالع الفلك.
جولينار
:
طيب وبعدين؟
عثمان
:
وبعدين أنا خدت بعضي ورحت لأبراجوش، وبُست الأرض بين إيديه، وفهمته
المأمورية اللي أنا جاي بخصوصه.
جولينار
:
كويس وقال لك إيه؟
عثمان
:
فكر شوية، وبعدين خطط عالرمل بصباعه، بخر وعزم، وخبط الأرض برجله، انشقت
قدامه وطلع منها دخان أخضر زي البرسيم.
جولينار
:
يا حفيظ!
عثمان
:
أنت لسه سمعت إيه!
جولينار
:
هه، احكي احكي.
عثمان
:
سمعت يا مولاتي من جوه الدخان صوت.
جولينار
:
يا حفيظ يا حفيظ!
عثمان
:
أكمل والَّا بلاش؟
جولينار
:
لا كمل كمل.
عثمان
:
وبعدين أبراجوش كلم الصوت اللي من جوه الدخان رد عليه.
جولينار
:
وقال إيه؟
لوغوس
:
ما قدرش أسمع ماقدرش أسمع (يخرج).
عثمان
:
قال كده بالحرف الواحد، النجم هوائي، الطالع مخيف، البنت صاحبة الطالع
ده، حاتعيش طيبة القلب على نياتها، لحد ما تبلغ من العمر تسعطاشر
سنة.
جولينار
:
وبعد التسعطاشر سنة؟
عثمان
:
بعد التسعطاشر سنة، قدامها اتناشر شهر تانين، وفي آخر يوم من أيام
الاتناشر شهر دول، مكتوب عليها ومقدر تعرض حياتها للهلاك على يد وحش مفترس،
يجي لها من البحر من جهة الشرق.
جولينار
:
نوارة، يا حرام يا مسكينة!
عثمان
:
أيوة، وإذا اجتمعت جيوش الأرض كلها في سِكِّته، ما تمنعوش عن مهاجمتها،
إلا إذا اتجوزت قبل ما يحل عليها اليوم الموعود.
جولينار
:
وبعدين؟
عثمان
:
وبعدين أبراجوش قال لي روح فهم مولاك باللي سمعته، وقل له الحذر ما يمنعش
قدر.
جولينار
:
لا لا يستحيل، لازم نجوزها غصبٍ عنها، قبل حلول الميعاد.
عثمان
:
هو أنا ليَّ شغلانة ليل ونهار يا مولاتي، غير كوني أأثر عليها بخصوص
مسألة جوازها.
لوغوس
:
أنتو لسه بتتكلموا في الحكاية؟ البنت جاية أهي ماحدش يغلط قدامها، لا
تعدموا لي البنت اللي ماحلتيش غيرها.
نوارة
(داخلة)
:
بابا، خالتي، عم عثمان.
عثمان
:
نعم، إيه فيه إيه؟
نوارة
:
حكاية حاسألكم فيها، تجاوبوني والَّا لأ؟
جولينار
:
قولي يا حبيبتي قولي.
نوارة
:
إذا كانت الواحدة جعانة، والقصر مافيهش طباخ، تعمل إيه؟
جولينار
:
تروح بالزفة والمزيكة على قصر غيره، تلاقي هناك العريس بتاعها، محضر لها
فيه بدال الطباخ ألف.
نوارة
:
أنتوا موش حاتبطلوا الكلام ده؟ يعني أهون عليكم تبعدوني عنكم، تبقوا
أنتوا كلكم ويا بعض في ناحية، وأنا لواحدي في ناحية تانية، وتحرموني كمان
من عم عثمان بتاعي، اللي ماحدش بيسليني غيره.
عثمان
:
دا شيء بسيط، إن كان العبارة متوقفة عليَّ أنا، نشرط على العريس اللي راح
يتجوزك، ياخدنا إحنا الاتنين بيعة واحدة.
نوارة
:
لا لا لأ، أنا موش عاوزة.
جولينار
:
وأنت يهون عليك أبوك، يفضل كده زعلان وواخد على خاطره منك؟!
نوارة
:
قال صحيح يا بابا أنت زعلان؟
لوغوس
:
أمال ما أزعلش يا نوارة، لما أشوف الأبهات كلهم يفرحوا ببناتهم وأنا اللي
من دونهم، ما أبلغش يوم أشوفك فيه أميرة عظيمة، مرات أمير عظيم؟!
نوارة
:
لا، أنا كل شيء أقدر عليه إلا زعلك، ما يخلصنيش أبدًا، يتغير قلبك من
جهتي، أنت أبويا وأنا بنتك، اللي يترآى لك أعمله.
عثمان
:
أيوة كده يا بنتي، أهه دلوقت ريحتِ أبوك الله يريح قلبك.
باشمس
(داخلًا)
:
الإذن يا حامي البرين وحاكم البحرين.
لوغوس
:
إذنك معاك يا باشمس.
باشمس
:
سمو الأمير رنجون ابن ملك خورشيا، وصل باب القصر بموكبه العظيم طالب
الشرف بالدخول.
لوغوس
:
استقبلوه معزز مكرم واسمحوا له بالدخول.
جولينار
:
وأنت يا نوارة، خدي عم عثمان واتمشي شوية في جنينة القصر، ولما يجوا
الخطاب ابقى تعالي خشي علينا، كأنك مانتيش عارفة حاجة، بس في عرضك ابقى
قابلي العريس مقابلة أمراء ولا تعمليش زي عوايدك مع التانيين.
نوارة
:
عارضت والَّا ما عارضتش مافيش فايدة (تخرج).
عثمان
:
أيوة الله يهديك، استني أما ناخد الحتتين اللحم دول.
لوغوس
:
أنا خايف لا البنت تعمل زي عوايدها وتسود وشي.
جولينار
:
الله لا يقدر، ربنا يهديها وتنجي نفسها من المصيبة اللي مغموسة لها
(ضجة).
طاغور
:
حضر يا مولاي سمو الأمير رانجون.
(لحن ورقصة):
الحرير ما يعزش فرشه، تحت رجلين الأجاويد
والماورد ما يحلاش رشه، والأمارة قدومهم عيد
أما فرحة ملوكي ونلناها، الحبايب شرفونا
طاغور
(مقدمًا)
:
سمو الأمير رنجون، مولاي الأمير لوغوس، مولاتي الأميرة جولينار حرم مولاي
الأمير.
رانجون
:
عماتي، عمتي الكبيرة أيلولة، عمتي الصغيرة أختاشير.
لوغوس
:
أهلًا وسهلًا، المدينة كلها نورت، شرفتوا البلاد وأنستوا أهل
البلاد.
العمتين
:
محروسة البلاد لأميرها، ومحفوظة لأميرتها.
رانجون
:
يا أمير الزمان وبهجت العصر والأوان، اجتمع مجلس عائلتنا الملوكية في
خورشيا، بوجود أبويا وحضور عماتي السبعة، وتناقشوا وتباحثوا في مسألة
جوازي، وقرروا أخيرًا، أني أختار لي زوجة تشاركني في حياتي من بنات
الأمراء، وفوضوا الأمر لعماتي اللي في صالحي يعملوه، جينا لحد عندك، طالبين
القرب منك في بنتك الأميرة نوارة، دخلنا قصرك العامر وأملنا عظيم أننا موش
خارجين منه إن شاء الله، إلا واحنا مستبشرين بالقبول.
لوغوس
:
نسب الأجاويد شرف ما عليه من فريد، نعرض الأمر على بنتي، ونهار المني يوم
ما ربنا يوفق القلوب.
عثمان
(من الخارج)
:
وسعوا السكة يا جماعة لستي الأميرة نوارة.
الجميع
:
أهلًا وسهلًا.
نوارة
:
الطريق للضيوف العزاز، ينفرش بالزمرد والألماز.
جولينار
:
بسلامتها الأميرة نوارة.
رانجون
:
الله!
أيلولة
:
بسم الله ما شاء الله!
أختاشير
:
تبارك الخلاق فيما خلق.
أيلولة
:
تروح فين عيون الغزلان جنب دي؟
أختاشير
:
الخدود ورد مفتح.
رانجون
(لأيلولة)
:
كلمة في ودنك، أنا قتيل السراية دي.
أيلولة
:
الله يكملها بعقلها، دي لقية ولقيناها.
أختاشير
:
أهي دي اللي وشها جوهرة وبقها سكرة.
لوغوس
:
قولي لي، العقل ده جالها منين؟!
جولينار
:
دا ستر من ربنا.
أيلولة
:
حقة يا رنجون يابن أخويا طبل طبلك وزمر زمرك، أهي دي صحيح الست اللي يمشي
الراجل تحت رأيها.
عثمان
(داخلًا)
:
هه، إزاي الحال؟
لوغوس
:
لحد دلوقت كويس، ادعي في سرك.
عثمان
:
يا نفيسة العلم.
نوارة
:
عم عثمان أنت جيت؟
عثمان
:
أيوة يا ست.
نوارة
:
عم عثمان المربي بتاعي، ولا أقدرش أبدًا أعيش من غيره.
الضيوف
:
أهلًا وسهلًا نكرمه كلنا بعنينا.
عثمان
:
الله يكسفك يا دي البت.
رانجون
:
الخاتم داهو، ما اتجوزتش ملكة من ملكات خورشيا العظيمة، إلا وكانت لابساه
في صباعها يوم خطوبتها، قد إيه أكون سعيد إذا اتعطفت الأميرة وزانت به
صباعها الكريم.
نوارة
:
كنت أود من كل قلبي.
عثمان
:
ليه بقى؟
نوارة
:
نوال الشرف العظيم ده، لسه ما أذنش به ربنا، لسه ماعرفتوش أنا إيه،
أحوالي إيه، خصايلي إيه.
عثمان
:
الله الله! دي حاتهجص.
رانجون
:
قابلين كل حاجة.
نوارة
:
بقى شوفوا، أنا أكون واقفة قدامكم زي مانتو شايفيني كده عاقلة، كاملة،
رايقة، لا بيَّ ولا عليَّ، يهف عليَّ نسيم البحر، تبصوا تلاقوني على غفلة
اتغيرت، اتمزجت بالغضب، زعقت، صرخت، المية المالحة أتصورها دمي يتعكر،
الأمواج هياجها يدوي في وداني، جتتي تتلبش من أول شعر راسي، لحد ضفر
رجليَّ.
رانجون
:
يعني إيه موش فاهمين حاجة؟
عثمان
:
لا لا ما تسمعوش كلامها، دي بس بتخزي العين عنها.
جولينار
:
يا حوستي يا حوستي دي راح تفضحنا!
لوغوس
:
تيجي عالا واخر وتعملي العمل ده يا نوارة؟
عثمان
:
أما حتة فصل يدوخ، سمو الأميرة ما تؤاخذوهاش، موش عارفة تتكلم من كتر
الفرح اللي عندها.
نوارة
:
آه، مالي دلوقت، زي اللي حاسة أن البحر اتغير وأنا بأتغير معاه، أف! لما
أفرد القلوع قبلة، هه، حاعوم أهه.
عثمان
:
وأنا حاهرب أهه.
نوارة
:
اسمعوا، تيجوا تسابقوني، بالكم الريح الطاير موش حايحصلني، وحافضل أجري
أجري، لحد ما أطلع فوق الموجة البيضا دي، يا واحد وستين، ياللي في وشي اخلي
لي (يجري الضيوف خلفها ويخرجون).
لوغوس
:
يادي الداهية! إزاي الفضيحة دي بقى؟!
جولينار
:
أنا زي اللي كان قلبي حاسس بده، يادي الفضيحة، نودي وشنا فين من
الناس؟
نوارة
(داخلة ضاحكة)
:
أما حتة منظر، لو شفتوه كنتوا تفطسوا من الضحك، الأمير بيجري زي الفريرة،
وعماته الاتنين وراه بالمشوار، قال فاكرين إنهم حايحصلوني قال.
لوغوس
:
وبتضحكي كمان! بزمتك موش مكسوفة من الفصل البارد ده؟!
جولينار
:
برضه هي دي التحية اللي تقابلي بها ابن أمير؟!
لوغوس
:
أنت موش متعهدة على روحك قدامي، إن الجنان ده خلاص بطلتيه، ولانتيش
حاتعارضي في مسألة الجواز، دلوقت أودي وشي فين من الأمير رانجون هو وعماته؟
يقولوا إيه يا ترى؟
جولينار
:
طبعًا موش حايقولوا إلا مجنونة.
نوارة
:
كويس، إن فهموا كده يحمدوا ربنا اللي ماوقعوش فيَّ؛ علشان مايندموش في
الآخر.
لوغوس
:
شوفي يا بنتي، دلوقت مافيش حل يصلح الحكاية دي، إلا أنك تتلطفي مع الأمير
وعماته، وتخليهم يفهموا أن العملة اللي عملتيها دي، قاصدة بها الضحك
معاهم.
جولينار
:
أيوة يا حبيبتي؛ علشان نداري الكسوف اللي حصل ده، وتفهميهم أنك قبلتي
الجواز.
نوارة
:
مين؟ أنا موش ممكن أبدًا أتجوز.
جولينار
:
بس بلاش كلام فارغ، أنت حاتطققي الراجل بعمايلك دي، ودلوقت حالًا لازم
تروحي تراضي الأمير وعماته، وتجيبيهم وتنك جاية على هنا.
لوغوس
:
اسمعي كلامها يا نوارة.
نوارة
:
أنا موش رايحة، أما أشوف رايحين تعملوا فيَّ إيه؟
جولينار
:
دي دلوقت موش بتعاندني أنا، دي بتعاندك أنت.
لوغوس
:
أنت موش حاتتهدي بالتي هي أحسن؟
نوارة
:
يا بابا دا شيء من شئوني أنا، ما حدش شريكي في نفسي.
لوغوس
:
ما شاء الله! أمال أنا أبقى صنعتي إيه؟ موش أبوكِ؟ مانيش مسئول
عنك؟
نوارة
:
أنا حرة في روحي، فيه حد يجبرني؟
لوغوس
:
أنا أجبرك.
نوارة
:
لا ما أهونش عليك.
لوغوس
:
تهوني، واللي أأمرك به لازم تنفذيه.
نوارة
:
وإن ما نفذتوش، تطردني من قصرك؟
لوغوس
:
ولا حاجة.
نوارة
:
آه، ما كنتش أفتكر أن بعد موتك يا أمي، حاييجي يوم أسمع فيه الكلام ده من
أبويا، آه يا ميلة بختك يا نوارة! اتيتمتي بعد أمك، حتى البيت اللي كان
متاويك يا مسكينة، حاتنطردي منه ذليلة حقيرة، طردة الكلب المبكي اللي
رامينه أسياده القاسيين (يبكي
لوغوس).
جولينار
:
اثبت ما تضعفش قدامها، افتكر كلام أبراجوش السحار، افتكر الوحش اللي
موعودة به، دلوقت عدوها اللي يطاوعها، وحبيبها اللي يخالفها، صمم رأيك،
خوفها.
لوغوس
:
نوارة، وحق السبع أيمان المقدسة، الأرض والسما، والنار والهوى، والشمس
والقمر والنجوم، عقابا لك على مخالفتي، لأكون مجوزك غصبٍ عنك، لأول واحد
يحط رجله هنا في قصري النهاردة، أمير حقير، غني فقير، على حد سوا.
نوارة
:
آه يا ربي! دلوقت مافيش طريقة غير كوني آخد عم عثمان وقطتي وأمشي بلاد
الله لخلق الله، آه، الوداع يا قصر أبويا العزيز (تخرج).
لوغوس
:
أنا خايف لا البنت تعمل في نفسها حاجة، والَّا تخرج من باب القصر.
جولينار
:
هو أنت فكرك أن عم عثمان حايطاوعها؟
لوغوس
:
وفيها إيه؟ أهه راخر أجن منها، وأحسن شيء أأمر الحراس ياخدوا بالهم منهم،
باشمس.
باشمس
(داخلًا)
:
مولاي.
لوغوس
:
اؤمُر جميع الحراس وخدم القصر وكل الجواري، ياخدوا بالهم من عم عثمان
والأميرة نوارة، واحذروا أنكم تمكنوهم من الخروج.
باشمس
:
أمرك يا مولاي (يخرج).
جولينار
:
أنا جات لي فكرة كويسة، وإن شاء الله حايكون فيها فايدة.
لوغوس
:
إيه هيَّ؟
حولينار
:
البنت ما بتحبش حد هنا في القصر غير عم عثمان.
لوغوس
:
فاهم اللي حاتقوليه، أظن حاتقولي نسلطه على البنت علشان يخليها
تقبل.
جولينار
:
مظبوط.
لوغوس
:
ياما كلمها وياما قال لها، وكل ده ماجاش منه فايدة (يدخل عثمان).
لوغوس
:
إيه ده؟
عثمان
:
أنا عارف، أهي حاجات ادتها لي، وبتقول لي يالله من هنا، أحسن طردونا،
أنتو طردتونا صحيح؟ وأهي دايرة تدوَّر على قطتها موش لاقياها (تدخل نوارة).
جولينار
:
برضه كده يا نوارة دا يصح؟
نوارة
:
ما هو أنا موش ممكن أتجوز.
عثمان
:
هي موش حاتقبل الجواز، إلا إن كانت تفهم السبب، اللي به حتمًا من
جوازها.
جولينار
:
فهموها يا خواتي.
لوغوس
:
لا أنا في عرضكم لا البنت يجرى لها حاجة.
عثمان
:
راح نستني لحد إيمتى يا مولاي؟ بقى شوفي يا بنتي، أنت لحدالنهاردة بلغتي
من العمر تسعطاشر سنة، وبكرة أول العشرين، وأن ما كنتيش في بحر اتناشر شهر،
قبل كمالة العشرين سنة تتجوزي بأيها رجل يكون، افهمي أن مكتوب لك تكوني من
قسمة غول يفترسك، يجي لك من البحر من جهة الشرق.
نوارة
:
مين أنا؟
عثمان
:
أيوة أنت.
نوارة
:
آه آه (يُغشى عليها).
لوغوس
:
كده عجبكم؟ موش قلت لكم ما تفسروش في وشها يا ناس.
أبراجوش
(داخلًا)
:
النجوم في كبد السما غضبانة عليَّ من تحت راسكم يا عالم، وموش عارف إيه
السبب.
عثمان
:
آه، أبراجوش السحار.
لوغوس
:
آه، أبراجوش، أظن جيت تفكرنا أنالنهاردة أول يوم في الاتناشر شهر السود
بتوع نوارة.
أبراجوش
:
لا، الاتناشر شهر السود دول أولهم بكره.
لوغوس
:
لا أبدًا، دا شيء مثبوت عندنا في سجلات المملكة، بالساعة والدقيقة
والثانية.
أبراجوش
:
إذا كان صحيح وقت الولادة زي ما فهمتوني، يكون أول الخطر بكرة موش
النهاردة.
لوغوس
:
الأميرة نوارة مولودة قبل شروق الشمس.
أبراجوش
:
قبل شروق الشمس، آه، الأفلاك ما كدبوش عليَّ، أنا اللي ضللتهم، دلوقت بس
عرفت ليه الأبراج متمردة عليَّ، قبل شروق الشمس، وتقولوا لي بعد غروبها،
خدعتوني، خدعتوني، البنت في خطر، البنت في خطر (يخرج).
لوغوس
:
آه يا بنتي!
عثمان
:
آه، يا ستي!
الفصل الثاني
(رقصة، لحن):
فوقي لروحك فوقي، انسي الهم وروقي
طولي بالك تعدلي٢
نوارة
:
آه يا ربي! إيه اللي ينسيني همومي، كان ليَّ فين دا كله؟
عثمان
:
كل دا مافيهش فايدة يا بنتي، أحسن لك تسمعي كلامنا، وتتجوزي أي عريس يجي
لك، وأنت تنجي نفسك من الخطر اللي أنت فيه.
نوارة
:
آه، اعذروني موش بإيدي، كل ما بأسمع سيرة الجواز بأتوه، بأتجنن، ما أعرفش
إيه اللي بيجرى لي.
عثمان
:
وإيه الرأي دلوقت وأبوك حلف بالسبع أيمان المقدسة، بأنه يجوزك لأول واحد
يحط رجله هنا في القصر، أمير غني فقير على حد سوا، ودلوقت إن رفضتي حايغضب
عليك أبوك، وتفضلي كده في الخطر والوهم اللي أنت فيه شوفي من إمبارح
للنهارده خسيت التلات تربع إزاي؟
نوارة
:
آه، غرضي ومُنى عيني نهار ما أفارق الدنيا، ما أتركش ورا مني حد قلبه
متغير من جهتي، آه أمانة عليكم تبقوا تترحموا على الزهرة اللي دبلت، وانفرط
ورقها قبل الأوان (تخرج).
عثمان
:
لا حول الله مسكينة! ولا حدش يعمل لها حجاب والَّا ورقة، أول ما تلبسه
تقول أتجوز على طول.
جولينار
(داخلة)
:
أنت هنا يا عم عثمان؟
عثمان
:
أيوة يا ست.
جولينار
:
فين نوارة أمال؟
عثمان
:
كان وياي هنا وخرجت وهي بتبكي.
جولينار
:
ليه؟ أنت قلت لها حاجة؟
عثمان
:
أيوة، كلمتها بخصوص جوازها، راحت قايلة لي كلام شعر وأمثال، وخرجت وهي
بتعيط.
جولينار
:
وبعدين يا عم عثمان، تروح مننا البنت كده هدر، ولا نقدرش نأثر
عليها.
عثمان
:
لأ وخصوصًا اليمين اللي حلفه مولاي الأمير، ضروري لازم ينفذه.
جولينار
:
أما حقة أنا حاتجنن يا خواتي.
باشمس
(داخلًا)
:
تأمر مولاتي الأميرة، بدخول الطباخ اللي جاي عارض نفسه للخدمة.
جولينار
:
أيوة، أيوة، هو فين؟
باشمس
:
موجود بره يا مولاتي.
عثمان
(لباشمس)
:
اسمع، هو الطباخ ده أول واحد يدخل القصر؟
باشمس
:
أيوة.
عثمان
:
خازوق! دخَّله.
جولينار
:
بس إياك على الله يا عم عثمان، يكون الطباخ ده شاطر وأمين أحسن مولاك
الأمير بيقول، موش ممكن نلاقي طباخ زي اللي كان عندنا.
عثمان
:
والله يا ست إن جيتي للحق، إنه كان نادرة في الطباخين، ما شفتش زيه إلا
واحد، كان موجود في سراية مولاي الأمير هاتور، ملك هونولولو.
جولينار
:
وأنت إيش عرفك بالملك هاتور؟
عثمان
:
إيش عرفني؟ أنا قبل ما نجي هنا موش كنت عنده، ومربي ابنه الأمير سندس،
وفته وهو عمره أربع سنين لما مسكت فيَّ المرحومة أم الأميرة نوارة، ومن
يوميها وأنا هنا ما شفتهمش خمسطاشر سنة دلوقت، لكن يستحيل أنسى خيرهم ولا
فضلهم عليَّ.
باشمس
:
تعالى يا جدع يا طباخ، اقف هنا عندك، ولما تنسأل ابقى رد بأدب (يخرج).
كوكب
:
عبد طايع ماله مراد، غير العطف والرضي من الأسياد.
عثمان
:
ديهدي ديهدي! دا غلباوي.
جولينار
:
يظهر يا عم عثمان، إنه اشتغل في بيوت أعاظم كتير؛ لأن الألفاظ دي، موش
ألفاظ طباخين كل شي إن كان، اسمع.
كوكب
:
خدام الأمارة رهين الإشارة.
جولينار
:
قبل كل حاجة، أنت فاهم الطباخ اللي يعوزه قصر زي ده، لازم يكون جنسه
إيه؟
كوكب
:
بليغ فصيح إذا انسأل، أخرس وأطرش إذا انشتم، في طريق الشر أعمى في طريق
الخير مفتح، الخضوع والطاعة لتنين، ربنا في السما وأسياده في الأرض.
عثمان
:
دا موش طباخ.
جولينار
:
واسمك إيه يا شاطر؟
كوكب
:
عبدكم يا منبع السعادة، كوكب محسوب السيادة.
عثمان
:
كوكب! بقى دا اسم طباخين بالذمة؟!
جولينار
:
اسم جميل.
كوكب
:
في طلعة البدور، لا ضيا للكواكب ولا نور.
عثمان
:
يا ولا يا ولا يا ولا!
جولينار
:
ومن أنهي بلد؟
كوكب
:
كل بلد تطلع عليها الشمس بلدي، كل مؤمن صاحبته أخويا، كل محب وثقت منه
أبويا، من كلت عيشه بخدمة إيدي، حفظت جميله، وقلت له يا سيدي.
عثمان
:
آه مجنون ليلى.
جولينار
:
قل لي.
كوكب
:
القول للأكابر، والسمع للأصاغر.
عثمان
:
بغبغان الملعون.
جولينار
:
تكفيك ماهية قد إيه؟
عثمان
:
أي، شوف الغلبة دي تسوى كام بقى.
كوكب
:
لا يا مولاتي، اللي يشتري النفوس، ما يدورش على الفلوس، وحياة عزيز راسك
عبدك ما تنحسب له ماهية، إلا يوم ما تحكم القسمة وتستغنوا عن خدمته، يبقى
اللي يطلع من زمتكم، توهبوه لي بسماح نية، رزق يبارك لي فيه ربنا جملة
واحدة، ديك الساعة أصلح به حالي وأدعي لكم بخير.
عثمان
:
أنت سبق لك قبل كده خدمت في قصر من قصور الملوك؟
كوكب
:
معلوم، وآخر قصر طلعت منه الحمد لله شاكر مشكور، كان قصر مولاي الأمير
هاتور ملك هونولولو.
عثمان
:
سيدي هاتور ابن مندلاي؟
جولينار
:
حقة كل صدفة خير من ميت ميعاد، خليك هنا وياه لحد ما أروح أنده لمولاك
الأمير يشوفه، بس اعمل كل جهدك أنك تحببه في خدمتنا.
عثمان
:
ما تخافيش، خليه على الله وعليَّ.
جولينار
(لكوكب)
:
انتظر هنا لما أرجع لك (تخرج).
عثمان
:
بقى أنت صحيح كنت طباخ، في قصر مولاي الأمير هاتور؟
كوكب
:
أيوة وشرفك.
عثمان
:
يا سلام! أنت دلوقت فكرت عليَّ ريحة الحبايب.
كوكب
:
إزاي بقى؟
عثمان
:
بالك الأمير هاتور ده ابنه …
كوكب
:
الأمير سندس.
عثمان
:
أنا اللي مربيه، وهوه لسه في اللفة، لحد ما بقى عمره أربع سنين، يا سلام
عالذوق والرقة والكرم، إن كان من أمه والا من أبوه، ناس ما ينشبعش من
عشرتهم.
كوكب
:
صحيح أنت اللي مربيه؟
عثمان
:
ياما شخ عليَّ ياما لعب في دقني.
كوكب
:
الظاهر عليك أنك أصيل، وطمران فيك العيش والملح.
عثمان
:
لكن قول لي، دلوقت بقى قد إيه بسلامته الأمير سندس؛ لأني من خمسطاشر سنة،
من يوم ما فتهم وأنا ماشفتوش لحد دلوقت؟
كوكب
:
تحب أقول لك الحق …
عثمان
:
إيه سكت ليه؟ هو ماله جرى له حاجة؟
كوكب
:
لأ، بخير وعافية.
عثمان
:
إخص الله ينعلك، كركبت مصاريني يا ملعون.
كوكب
:
لا، أنا بس كان قصدي أقول لك إن سندس ده، مادام أنت بتحبه المحبة دي
كلها، بالطبع إذا كان يوم من الأيام لازمه خدمة تقدر تنفعه بها، أظن موش
حاتتأخر لو قلتها لك أنا بلسانه؟
عثمان
:
أنا موش فاهم، أنت بتتكلم بالألغاز.
كوكب
:
لا سندس أنا، أقول لك.
عثمان
:
دا موش طباخ دا مصيبة! أنت الظاهر عليك جاسوس، تعرف أن ما قلتليش
الحقيقة، راح نجيب لك مصيبة تخرب بيتك.
كوكب
:
بس طول بالك أنا أفهمك كل حاجة.
عثمان
:
اتكلم.
كوكب
:
طيب اسمع، أنت موش تعرف شبه سندس كويس؟
عثمان
:
أما مغفل! إذا كنت بقول لك أني أنا سايبه وهو عمره أربع سنين، إزاي دلوقت
حايمكني أعرف شكله؟!
كوكب
:
ما تعرفش أي علامة فيه؟
عثمان
:
أيوة، ليَّ علامة في دراعه اليمين.
كوكب
:
وإن بصيت لقيت سندس هنا قدامك، تعمل إيه؟
عثمان
:
هنا، نبوسه من عينيه، نحطه في رموش عيني.
كوكب
:
بوسني أنا.
عثمان
:
أنت إيه؟
كوكب
:
أنا سندس، أهه العلامة أهه.
عثمان
:
سندس (يضمه).
عثمان
:
سندس، وعامل في روحك كده ليه؟
كوكب
:
لسبب بعدين أقول لك عليه.
عثمان
:
وخرجت من قصر أبوك بالشكل ده؟
كوكب
:
لا بهدومي المكوية.
عثمان
:
وهيَّ فين هدومك؟
كوكب
:
سيبتهم عند واحد خياط هنا في المدينة، وخدت منه البدلة دي، ودلوقت حاقول
لك على مسألة، إذا وافقتني عليها، قعدت معاك هنا في القصر، وإن ما
وافقتنيش، أرجع من مطرح ما جيت، ولا ينوبكش إلا غضبي عليك.
عثمان
:
إيه هيَّ المسألة؟ قول، اؤمُر، يوم عيد لما تؤمرني بأي خدمة،
سندس!
كوكب
:
بقى السر اللي حاقوله لك، موش عايز تطلعه لحد أبدًا.
عثمان
:
قول اتكلم، أنا بأحلم؟
كوكب
:
بقى الليلة اللي فاتت جاني هاتف في المنام، وسمعته يناديني يا سندس
يابن هاتور، لك في مملكة سيمون بنت بنوت، اسمها نوارة بنت الأمير لوغوس
الساعة اللي اتولدت فيها البنت دي، هي بعينها نفس الساعة اللي اتولدت أنت
فيها.
عثمان
:
مظبوط.
كوكب
:
يعني لا دقيقة ناقصة ولا ثانية زايدة، ومرصود لها في عالم الأفلاك، أنه
يقضي على حياتها غول مخيف، يجي متحفز لها مخصوص، عايم في البحر من جهة
الشرق.
عثمان
:
هه، كمل كمل.
كوكب
:
وإذا كان فيه أمل لنجاتها، يجوز يكون على إيديك أنت؛ لأن مواليد ساعة
واحدة، ربما يفكوا نجم بعض، بس أنا سمعت كده، قمت مفزوع من النوم، واستعذت
بالله ونمت تاني.
عثمان
:
هه، وبعدين؟
كوكب
:
وبعدين رجع الهاتف تاني، قال لي قوم ماتنامش، إن مالحقتش البنت دي، بحيث
أنك تكون بكره بالنهار عندها، قول على حياتها يا رحمن يا رحيم.
عثمان
:
غريبة! الكلام اللي بتقوله ده هو اللي حصل، زي ما تكون ويانا وفاهم كل
حاجة.
كوكب
:
وقال لي لازم تصبح تسافر من الفجر، على شرط يكون وصولك في مدينة سيمون،
عندما تتوسط الشمس كبد السما، وتدخل البلد من بابها الشرقي، وبعد ما تمشي
مقدار تلتمية دراع، تصادفك تربة مهجورة عليها قبة مكتوب عليها بالكوفي
سيناي ابن وداي، تنبش في التراب اللي حواليها، لحد ما أيدك تعتر في حلقة من
النحاس الأصفر، تشد الحلقة تسمع صوت من جوه وما تشوفش اللي بيتكلم مين، جيت
يا موعود، قل له مندريلا، وتمد أيدك وأنت مغمض، يناولك بوق من الصدف، خذه
من أيده وتنك قاصد قصر الأمير، وتخش فيه بصفة طباخ اسمه كوكب، جاي طالب
شغل، يدخلوك القصر، وأول مأموريتك تطلع البوق اللي وياك، وتنفخ فيه تلات
نفخات، بين كل نفخة والتانية تقول مندريلا، تبص تلاقي واحد من الجن تحت
خدمتك في كل ما تريده، بعد كده الباقي تعرفه بعدين.
عثمان
:
أنت عاوز الذمة، أنا دلوقت زي في حلم، وعملت كل ده؟
كوكب
:
نعم، والبوق تحصلت عليه، ولكن السر اللي قلت لك عليه ده، ما بحتش به لحد
غيرك، وأنا جاي بطولي هنا في بلاد الغربة، من غير لا خدم ولا حشم، وافهم
طيب، إن طلع السر ده بره، حاتكون جنيت على حياة اتنين في آن واحد.
عثمان
:
اتنين مين هم؟
كوكب
:
يعني أنا ونوارة، واقسم أعظم قسم، إن السر ده ما تبوحش به إلا إذا مت
أنا.
عثمان
:
مت! أموت أنا وتعيش حياتك وحياة نوارة.
كوكب
:
اقسم.
عثمان
:
أقسم لك برب الإنس والجان، وبخاتم سيدنا سليمان، أني لا أبوح بسرك إلا
إذا آن الأوان.
كوكب
:
عظيم! دلوقت بعد القسم ده اطمأنيت من جهتك، وعايزك تاخد بعضك وتقف بره
عالباب، تلاحظ اللي رايح واللي جاي، أحسن بعدين حد يدخل وأنا بأحضر الجن زي
ما قال الهاتف.
عثمان
:
شوف شغلك ربنا وياك، وأنا رايح ولما تسمعني أقول عندك، تفهم إن حد
جاي.
(لحن):
يا دنيا حالك عجب، وحتى في الأحلام
وعد وعليَّ انكتب، يا خوفي ملالآلام
يمكن سعادة وآن الأوان، يمكن تعاسة وفيها الهوان
اللي انقسم من قسمتي، كابن وجيت له في غربتي
قادر إلاهي يجعل منامي، صدفة لهناي وبلوغ مرامي
لما يريد من غير سؤال، ساعة الرضى ياما تجي آمال
كوكب
:
تكالي واعتمادي عليك يا رب، يا مسير السحاب يا رازق العباد، يا منجي
الشباب من العذاب، توفقني لما فيه الصواب، مندريلا، مندريلا، مندريلا
(ظلام).
حواش ولواش
:
شبيك لبيك، عبيدك بين إيديك، إيش تطلب؟
كوكب
:
أطلب، أطلب تجاوبوني على سؤالي.
لواش
:
اطلب تجد.
حواش
:
اسأل تُجاب.
كوكب
:
الغول المرصود في طالع نوارة بنت لوغوس، ملكوني القوة اللي أحكمه
بها.
حواش
:
طلبك عند غيرنا، أمرنا ما نتعداهش، كل ما طلبته في عالم الإنس
تطوله.
لواش
:
بعد ما تصرفنا غمض عنيك وقول، بحق هاهي شراهي أرناءوط عزراؤط، اظهر وبان
عليك الأمان يا فنتان، اللي يرد عليك اسأله، ائذنا … مندريلا.
كوكب
:
مندريلا، أف حاجة تخوف! أما أقولهم تاني، بحق هاهي شراهي أرناءوط عزراؤط،
اظهر وبان عليك الأمان يا فنتان (ظلام).
فنتان
:
من الإنس من الجن من أي قوم، اللي قلق فنتان من النوم؟
كوكب
:
الغول المرصود في طالع نوارة بنت لوغوس، ملكني القوة اللي أحكمه
بها.
فنتان
:
الغيلان من ألفين سنة انفصلوا عن مملكة الجن، ماليش عليهم لا قوة ولا
سلطان، شيء واحد أقدر أنفعك بيه، خد، السيف ده، إن حميته حماك (يناوله سيفًا).
كوكب
:
انصرف، الوحاحا، العجل العجل الساعة الساعة.
فنتان
:
مندريلا.
كوكب
:
مندريلا، أيوة، أهه ده السيف اللي أقتل به الغول.
عثمان
:
عندك.
كوكب
:
أيوة (يدخل جولينار ونوارة ولوغوس
وعثمان).
جولينار
:
اتقدم بين أيادي مولاك الأمير.
كوكب
:
سعادة قليل من طالها، طباخ صغير نالها.
لوغوس
:
أما صحيح عرفتي تنقي.
نوارة
:
هو دا الطباخ؟
كوكب
:
أنا بذاتي عبدك يا مولاتي.
نوارة
:
شكله جميل، بقى اللي زي ده يتمرمط في مطبخ، يا حرام!
عثمان
:
والله لها حق.
لوغوس
:
تعرف تطبخ أصناف لحمة كويسة؟
جولينار
:
إيه!
عثمان
:
تعرف تطبخ أصناف بصارة كويسة؟
كوكب
:
بعون من الرحمن، أطلع من كل صنف عشر ألوان.
لوغوس
:
عظيم عظيم، عز الطلب.
نوارة
:
ودا يقف جنب النار! مسكين! النار صعبة عليه.
عثمان
:
معلهش، أكل العيش يحب يا بنتي، أقام العباد فيما أراد.
جولينار
:
يالله معايا علشان أسلمك العهدة اللي في المطبخ.
لوغوس
:
لكن افهم طيب أهم شيء الأمانة؛ لأن الكرار الملوكي اللي حتتسلمه مليان
تحف، ماتتقدرش بالأموال.
عثمان
:
اللي عند أبوه أكتر.
كوكب
:
الخوف يا مولاي من الطباخ اللي يخون، موش على الأطباق والصحون، الدهب إذا
انسرق يتعوض، يا مأمن الغدار على مالك، إن غدرك في أموالك تهون، يا مأمن
الطباخ على روحك، حاذر وزيد خوفك، لا السم من أيده يوصل لجوفك.
عثمان
:
عاش النفس يا تربية الأمرا.
نوارة
(لعثمان)
:
دا لقيوه فين جابوه منين؟ الكلمة اللي بتطلع من بقه، موش ودني اللي
بتسمعها، قلبي اللي بيتلقاها من جوه.
عثمان
:
أهه كده الجد.
باشمس
:
الإذن يا حامي البرين وحاكم البحرين.
لوغوس
:
إذنك معاك يا باشمس.
باشمس
:
وصل رسول من طريق جبل مكاو، يعلن بأن الأمير سندس ابن الملك هاتور، صاحب
مملكة هونولولو، حايكون هنا في حضرة مولاي الأمير بعد نص ساعة.
عثمان
:
سندس، إيه الكلام الفارغ ده؟!
كوكب
:
هس.
لوغوس
:
عظيم، اعملوا الترتيبات الفخيمة لاستقباله، بشكل يناسب مقامه
المملوكي.
باشمس
:
سامع طائع (يخرج).
لوغوس
:
قد إيه أنا كنت خايف بعد اليمين اللي حلفته، بخصوص جواز نوارة.
جولينار
:
كنت فاكر أن المسألة حاتمشي سبهللي، يعني باب القصر يفضل زي عوايده
مفتوح، اللي يخش يخش، علشان يالله السلامة تقع القسمة، في أول واحد يكون
جربوع، تقوم الجوهرة ترميها في مزبلة، ياخي ديهدي!
لوغوس
:
ساعة غضب واتحكم فيها الشيطان، ما اعرفش إيه اللي كان غصبني على يمين زي
ده! لكن الحمد لله اللي ربنا ستر وجات العواقب سليمة (يتهامس عثمان وكوكب).
عثمان
:
وأظن مولاي الأمير متمسك بيمينه، ويجوز الأميرة نوارة، لأول واحد يخش
القصر.
لوغوس
:
بالطبع؛ لأني أقسمت بالسبع أيمان المقدسة، ودا أعظم قسم وعيب في شرفي لما
أحنث به.
كوكب
:
مولاي الأمير صدر منه اليمين ده صحيح؟
عثمان
:
أيوة؛ لأن دمه كان فاير ساعتها موش مالك نفسه.
كوكب
:
دا مايمنعش أن اليمين صدر.
جولينار
:
صدر ما صدرش، إيش حشرك أنت؟
عثمان
:
أي، كل واحد بيدور على حقوقه.
جولينار
:
حقوقه يعني إيه؟
كوكب
:
أيوة؛ لأن ده شيء يخصني قبل كل واحد.
لوغوس
:
إيه بتقول إيه؟
كوكب
:
بقول كلام الملوك ملوك الكلام، ممالك ودول، لفظة واحدة من بق ملك، يا
عمرتها وصبحت جنة، يا خربتها وصبحت رماد، وأنا يا طباخ يا صغير أتقدم إلى
أعتابك، طالب عدلك ووفاك بوعدك، في شرع الأنصاف عند الأمرا الكرام، ما
تتفرقش راس السيد من راس الخدام.
جولينار
:
إيه بتقول إيه، لا دي قباحة دي سفالة، واحد زيك يتجاسر بكل تبجح، على
كلام زي اللي بتقوله ده؟
عثمان
:
أي، صاحب حق يا مولاتي.
نوارة
:
يا نهار! طباخ؟ ما بقاش كمان إلا أتجوز طباخ (تخرج).
لوغوس
:
رأيك يا أميرة؟
كوكب
:
قسم ملوك موش لعب عيال، والَّا إيه يا أبويا؟!
عثمان
:
أي، دي عايزة كلام يا ابني؟!
لوغوس
:
آه يا ربي! أنا دلوقت بين نارين، موش عارف إيه اللي أعمله، واحدة من
الاتنين، يا أضيع شرفي يا أضيع بنتي، لا الكرامة تنداس ولا الضنى
ينباع.
جولينار
:
المسألة موش حاوجه لده كله، نعمل عقلنا بعقل واحد زي ده، نخليه يقف
يشارعنا ونشارعه، واحنا لو جينا نحتحته، ما حدش يمانعنا في جتته.
عثمان
:
أف! أنا راح نتفرتك، فهمهم الحقيقة أحسن أنا بعد كده، موش قادر
اسكت.
كوكب
:
الصبر طيب، يروح فين القوي؟ والضعيف له رب يمهل ولا يستمهل، وعدك يا
مولاي الأمير أسعد به حياتي، العطية اللي اتوهبت لي من عند ربي ما تحرمنيش
منها، الغني ينخدع بالقريب والنسيب، والفقير يسعد بالقسمة والنصيب.
لوغوس
:
موش قادر أجاوب، الحق وياه والغلط عليَّ.
جولينار
:
وليه بتضايق نفسك؟ إحنا نطرده من هنا حالًا.
عثمان
:
عظيم! تطردوه يخرج يشتري طبلة ويعلقها في رقبته، مولاي الأمير أقسم قسم
وكذب فيه!
جولينار
:
نموته ولاحدش يقدر يعارضنا في جتته.
كوكب
:
تسألوا عني بين أيادي الله.
عثمان
:
أما أنا راح نتجنن يا هو، بس لو ماكنتش حلفت اليمين الجامد داهو؟!
لوغوس
:
آه يا عثمان، حلفت اليمين غصب عني، وكل دا لاجل تعب قلبي.
عثمان
:
يا أخي قول لهم الحقيقية أنت مين.
جولينار
:
مين؟
كوكب
:
خادمكم كوكب الطباخ وغير كده مافيش، كل واحد أقسم قسم لازم يبريه كل واحد
عنده سر لازم يحافظ عليه، موش كده والا إيه يا عم عثمان؟!
عثمان
:
لحد إيمتى يا أخي أنا قربت أطق.
جولينار
:
عم عثمان.
عثمان
:
مولاتي.
جولينار
:
طلع الولد ده بره حالًا.
عثمان
:
مين؟ أنا اللي يطلعه؟!
جولينار
:
أمال أنا؟!
عثمان
:
مولاي هو اللي يطلعه.
جولينار
:
ايشمعنى مولاك اللي يطلعه؟
عثمان
:
علشان لما يطلعه هو، يبقى يستحق الجُرسه اللي راح يتجرسها في كل الخمس
مداين اللي حوالينا.
جولينار
:
لحد دلوقت موش قادرة أفهم قصدك تقول إيه؟
عثمان
:
قصدي أقول أن مولاي حلف بالسبع أيمان المقدسة، بأن أول واحد يدخل القصر،
يجوزه الأميرة نوارة، والطباخ ده أول واحد دخل القصر، له حق في الجواز،
وإذا انطرد من هنا، أظن مولاي عارف إيه اللي حايحصل من أصناف الجُرس
والهتايك.
لوغوس
:
آه يا عثمان، بس بس.
عثمان
:
ما هو الحق عليك، لازم تحلف بالسبع أيمان! احلف بيمين واحد؛ علشان يبقى
جايز فيه الحمرقة.
جولينار
:
وبقى بعقلك أنت، مولاك يجوِّز بنته لواحد زي ده؟!
عثمان
:
يا ستي، يوضع سره في أطبخ خلقه، مين عارف يمكن النهاردة طباخ، بكره يصبح
ابن أمير عظيم، أنا حاتفرس يا أخي.
جولينار
:
الظاهر أنك خرفت يا عم عثمان.
عثمان
:
هه مبسوط، شايف التمسك باليمينات بيعمل إيه؟
جولينار
:
يالله امشى اخرج من هنا حالًا، قبل ما أأمر الخدم يقطعوا جلدك ويرموك
بره.
كوكب
:
خير ما تعملي، ولكن أخرج من هنا على قيد الحياة موش ممكن، أديني بين
إيديكم، اعملوا فيَّ زي ما أنتو عاوزين، أنتم الأسياد وأنا العبد، كلامكم
فوق رقبتي، ولكن كلام الملوك والملكات فوقه مقام تاني.
جولينار
:
مقام تاني؟
كوكب
:
نعم، مقام العدل والإنصاف.
لوغوس
:
أنا فاهم تمسكه ده طمعان في إيه، معلوم اللي يكون مناسب واحد أمير زيي
ويتجوز بنته، قد إيه يكون باني العلالي والقصور، على الغنى والمال اللي
حايوصل له، من غير ما يتعب فيه، لكن دا مايمنعش أني أحل المشكلة بطريقة
تريَّح الطرفين.
عثمان
:
وإيه الطريقة دي؟
لوغوس
:
أدي له من المال اللي هو طمعان فيه، وإذا حكم الأمر، أتاقلها له
بالجواهر.
عثمان
:
مال! هئ! هو ناقص، دي أمه بترمي الجواهر للفراخ.
كوكب
:
أبو عنين فارغة هو اللي تبهره جواهر مولاي الأمير، المال اللي بتتعطف به
سموك، لله الحمد أنا موش محتاج إليه، أنا موش طمعان في مالك، أنا طمعان في
وفاء وعدك.
عثمان
:
وعدك يا مولاي والسبع أيمان المقدسة.
باشمس
(داخلًا)
:
مولاي، وصل الأمير سندس ابن الأمير هاتور إلى باب القصر.
عثمان
:
يا خواتي أنا حاتجنن يا هو، سندس أهه.
لوغوس
:
طيب استقبلوه بالنيابة عني.
باشمس
:
أمر مولاي (يخرج).
جولينار
:
ودلوقت إيه الرأي في الصدغ ده؟ حايفضل واقف هنا بشكله الوسخ ده، ويشوفه
الأمير سندس، نقول إيه يا ترى؟
لوغوس
:
مافيش طريقة غير كوننا نلبسه حاجة يداري بها هدومه، ادي له جبتك يا عم
عثمان.
عثمان
:
على عيني.
كوكب
:
أنا موش ممكن ألبسها، اللي ما ترفعه نفسه ما يغيره لبسه يا عم
عثمان.
باشمس
(داخلًا)
:
الأمير سندس ولي عهد هونولولو.
كوكب
:
الله دي هدومي!
عثمان
:
هدومك؟ وإيه اللي اداهم له؟
كوكب
:
بس اسكت.
لوغوس
:
قدوم سعيد يا سمو الأمير.
سنقر
:
ممنون من سعادة جنابت سيادتكم.
عثمان
:
يا سيدي على أولاد الأمرا يا سيدي!
سنقر
:
سلامات إزاي الحال، طيبون؟
لوغوس
:
سمو الأميرة.
سنقر
:
يا ميت فل على عيونها النوارة.
لوغوس
:
ودا (مشيرًا على كوكب).
عثمان
:
بالطبع سمو الأمير عارفه، دا الطباخ اللي كان في قصر سعادة جنابت سيادة
سموكم، سموكم الله يسمكم.
سنقر
:
إيه، دا كان في قصر سمونا ده؟ أبدًا ولا عمري شفت وشه إلا دلوقت.
جولينار
:
إيه! أمال إزاي بتكدب علينا وبتستغفلنا للدرجة دي؟ والله بعد كده مانت
مستني هنا في القصر ولا دقيقة، امشي اخرج حالًا.
لوغوس
:
يخرج يروح فين يا ستي؟ أمال ضيفنا ده اللي حايطبخ له مين؟ على رأي المثل،
إن كان لك عند الكلب حاجة قل له يا سيدي.
نوارة
(داخلة)
:
هو لسه الطباخ ده هنا، أما تلم صحيح! إيه الصداغة دي يا واد أنت؟ بقى أنت
فاكر صحيح أني أنا أتجوزك؟ هو الجواز بالنبوت؟ يا سم!
سنقر
:
أظن حضرتها تبقى خطيبتي الأميرة نوارة؟
نوارة
:
ياختي! ودا إيه ده كمان؟
لوغوس
:
حضرته الأمير سندس ولي عهد مملكة هونولولو.
نوارة
:
إيه بقى حضرته ده ولي عهد؟
سنقر
:
أمال، ولي عهد وأبو ولي عهد كمان.
نوارة
:
إخص! دا قليل الأدب قوي، ولي عهد إيه دا كمان؟
عثمان
:
ولي عهد قنطرة اللي كفر.
نوارة
(لكوكب)
:
طيب ودا مستني إيه دلوقت؟
كوكب
:
مستني علشان خاطر عيونك، وإكرامًا لخاطرك، حاقدم برهان جديد على إخلاصي
لا عتاب والدك، وحاستره قدام ضيفة بحتة عزومة ملوكي، يستغرب لها كل من
حضرها.
عثمان
:
بالطبع تربية أمرا.
جولينار
:
لسه بيقول تربية أمرا، ما هو ولي العهد اللي بيدعي أنه كان عندهم، بيقول
إن عمره ما شاف وشه.
سنقر
:
بأقول لكم عمره ما عتب لنا بيت ولا شفناله خلقة.
عثمان
:
يمكن يا مولاي علشان أنت مابتنزلش مطبخ سموك، للسبب ده ماشفتوش.
سنقر
:
هه، آه صحيح، طبعًا أن وليَّاة العهود اللي زيي، مايتوطوش ويشوفوا ناس زي
دول بلا قافية.
عثمان
:
بلا قافية! أهه بقى ولي عهد بلا قافية.
نوارة
:
إخيه! دي ألفاظ بايخة قوي، دا الطباخ متربي أحسن منه، ميت مرة (تخرج).
لوغوس
:
ودلوقت ودوا الطباخ عالمطبخ علشان يجهز العزومة، وخدوا الأمير ولي العهد
لغرفة الاستقبال الكبرى، بالاحتفال اللايق بمقامه.
[لحن]:
أهلًا سيدنا وتاج راسنا، شرفت القصر٣
الفصل الثالث
كوكب
:
يا ترى راح فين عم عثمان؟ فتشت عليه في السراية كلها موش لاقيه، وحبيبتي
كمان غاضة النظر عني، موش فاهم المسألة دي حاتنتهي على إيه. آه …
[لحن]:
جنيت يا قلبي عليَّ، نهايته الله يسامحك
المر لأجل الحلو شربته، والذل بعد العز أسيته
وويل الحبيب والقاتلة حبيبته، ياريت ما داق الحب يا ريته
لُقاها جنة نوالها بعيد، فراقها نار والنار بتزيد
يا رب هو القلب حديد، يغلب يواري وإزاي يداري
والحب سلطان واحنا عبيد
كوكب
:
أما أروح أشوف عم عثمان راح فين (يخرج).
سنقر
:
يا سلام! البدلة زي اللي مفصلة عليَّ، هو لازم الواد سندس صاحبها قدي
تمام، سيبك، المهم دلوقت أني أتجوز الأميرة نوارة وأبقى نسيب الأمير، بعد
كده أبقى أغنى أولاد حتتنا، وأروح على أبويا أقول له، قوم سُك الدكان
ماتشتغلش، اقعد في البيت وأنا أصرف عليك، الله كده تمام.
جولينار
(داخلة)
:
أنت هنا لوحدك، يا سمو الأمير؟
سنقر
:
أيوة يا أميرة، يادوب فركت إيدي من الأكل، وتني جاي على هنا
طوالي.
جولينار
:
وإيه المسألة اللي كان بدك تقولها واحنا قاعدين بناكل؟
سنقر
:
ديهدي! هو أنتو لسه موش فاهمين لحد دلوقت؟
جولينار
:
هو سموك فاتحتنا في حاجة لسه؟!
سنقر
:
من غير ما أفاتحكم دا شيء مفهوم، محسوبك لسه مادخلش دنيا، والباب اللي
حاخش منه الدنيا دي، مفتاحه في إيد مين، في إيد الأميرة نوارة.
جولينار
:
بالطبع.
سنقر
:
آه؛ لأن واحدة زي دي دلوعة بنت عز، موش حايعجبها إلا واد محفلط مقطقط،
مسمسم زي العبد لله، المزموزة دي إن كان لها بخت وهاودتني، والله انحظت
واتفرفشت والذي منه أربعة وعشرين قيراط، ماهاودتنيش بقى وساقت على أمور
التقل، ترجع تندم وتقول ياريت اللي جرى ما كان.
جولينار
:
يا سلام! إحنا في ديك الساعة يا سمو الأمير؟ أبو مين اللي ما يهنينا
النهاردة، بالشرف العظيم ده!
سنقر
:
إلا قولي لي يا أميرة، عندكوش حتة مراية الواحد يصلح فيها قيافته، آه
أحسن العروسة تتقل والَّا حاجة.
جولينار
:
يا سلام مراية واحدة! ميت مراية اتفضل (يخرجان).
عثمان
(داخلًا ونوارة)
:
موش بزيادة يا بنتي؟
نوارة
:
آه يا عم عثمان، غيرك أنت مافضليش حبيب في القصر ده، أنت اللي شايل همي،
أنت اللي مشاركني في أحزاني.
عثمان
:
أهو إذا كنت بتحبيني صحيح، تقبلي نصيحتي اللي بقول لك عليه.
نوارة
:
إيه؟ يعني أتجوز كوكب الطباخ ده، الظاهر أنك خرفت، هو صحيح خفيف وكلامه
رقيق، وما أعرفش قد إيه قلبي حبه، لكن طباخ طباخ!
عثمان
:
أمال عايز تتجوز الجدع الثاني ده؟
نوارة
:
مين اللي اسمه سندس؟ ضربة في قلبه وجع يخزق عينه.
عثمان
:
بس بس، تف من بقك.
نوارة
:
يعني إيه؟ موش هاين عليك سندس الكلب ده؟
عثمان
:
أيوة الأصلاني.
نوارة
:
أصلاني؟ هو فيه هنا سندسين أصلاني وبراني؟!
عثمان
:
إخص! أنا بايني قربت أخرف، لا يعني قصدي أقول لك العريس الأصلاني.
سنقر
(من الخارج)
:
يا سلام مستنياني جوه! أديني جت أهه يا أمورة.
نوارة
:
إيه ده؟
عثمان
:
دا بسلامته ولي العهد.
نوارة
:
والله لانا فايته له الحتة دي، وتغور لاجل خلقته (تخرج).
عثمان
:
ما هو أنا بس موش فاهم، دا جالنا من أنهي داهية، ومنين قدر يتحصل على
هدوم مولاي الأمير سندس، مع أنه بيقول إنه سايبهم عند واحد خياط هنا في
المدينة؟ معلهش، أنا دلوقت لازم أوقعه في الكلام، وأرسي منه على كل
حاجة.
سنقر
(داخلًا)
:
هي فين؟ أنت يا والدي.
عثمان
:
أهلًا وسهلًا بسمو الأمير.
سنقر
:
الله يحفظك، هي راحت فين الأميرة نوارة؟ دول قالوا لي إنها بتستناني
هنا.
عثمان
:
جايز كانت هنا وخرجت.
سنقر
:
إيه! وتخرج إزاي موش تستناني؟ دا يبقى معناها عدم استعنى.
عثمان
:
معلهش ما تزعلش نفسك، اقعد ارتاح وهي ضروري حاترجع تاني.
سنقر
:
آه، أستناها لما تيجي، ونشوف لنا رأي بقى وننتهي.
عثمان
:
لكن تعرف، أنا موش غايظني إلا الواد الطباخ الملعون ده، اللي بيدعي أنه
طباخ، في قصر سموكم بالزور.
سنقر
:
وبرضه يخش في عقلك أنت، أننا نجيب عندنا واد هلفوت زي ده، ونعمله
طباخ.
عثمان
:
يا سلام! أظن الطباخ بتاعكم حاجة مهولة.
سنقر
:
بخاطرك بقى، شوف القيافة والأبهة دي، طباخهم يبقى جنسه إيه؟
عثمان
:
صحيح، أنا عاجبني تفصيل البدلة بتاعك دي.
سنقر
:
الله! تفصيل إيد أبويا؟
عثمان
:
أبوك! ليه أبوك خياط؟
سنقر
:
هه! لأ … يعني أبويا الملك هاتور، من كتر حبه فيَّ، هو اللي بيفصل لي
هدومي بأيده، ودا علشان مايحبش واحد خياط تاني يحط أيده عليَّ.
عثمان
:
ولكن إزاي أبوك يبعتك هنا لوحدك، من غير ما يكون معاك حرس والَّا
خدامين.
سنقر
:
هه! آه، لا ماهو أبويا عارف أني واد عترة مايخافش عليَّ.
عثمان
:
بقى بالذمة دي ألفاظ أمرا؟ الله يخرب بيت أبوك!
سنقر
:
إيه بتقول إيه؟
عثمان
:
ما هو أنت أن ماكنتش تاخد بعضك وتنك خارج من السراية دي ولاتورنيش وشك
فيها، راح أفضحك وأخرب بيت أبو اللي نفضك.
سنقر
:
إيه بص شوف أنت بتكلم مين.
عثمان
:
بأكلم مين؟ بأكلم ولد مغفل جاي يستغفل الناس، ويسمي نفسه سندس بالزور،
ولكن أنا وحدي هنا، اللي عارف سندس الحقيقي فين.
سنقر
:
فين! طيب إن كنت صبوه وكلامك ده صحيح، قول لي كده هو فين؟
عثمان
:
أخ يا ناري لو ماكنتش حلفت اليمين اللي مقيد لساني ده.
سنقر
:
هه، أدحنا فيها أهه، طلعولي سندس بتاعك ده.
عثمان
:
معلهش، بعدين تعرف كل حاجة لما هو يظهر نفسه.
سنقر
:
لأ الشطارة أنك تجيبه لي هنا دلوقت، وأنا شوف أعمل فيه إيه قدامك علشان
تصدق، يا عم خليها على الله.
عثمان
:
طيب إن ما كنتش نكشف سترك، ونخلي البراطيش تشتغل على دماغك ودماغ اللي
نفضك كمان، طول بالك (يخرج).
سنقر
:
الله الله! البربري ده بيعمل كده ليه؟ يكونش عارفني صحيح؟ لكن سيبك دانا
هوشت إمارة من بابها، حايجي حتة بربري زي ده يهوشني، سيد من يطلع فيها ويخش
في عنيهم كلهم، موش غايته لما يعرفوا إني سنقر بن الأسطى زروق الخياط
يطردوني بعد ما يرقعوني العلقة، علقة وتفوت ما حد يموت، لكن والله خسارة
البت نوارة دي تفك من إيدي، آه، أهه أبوها الأمير جاي هو وصبيه، ما داهية
لا يكون البربري فهمه حاجة، لكن سيبك.
لوغوس
(داخلًا وطاغور)
:
يا حفيظ! دماغي اتقلبت من رغيكم، سيبوني لوحدي يا عالم أستريح شوية، ده
شيء يكفر.
سنقر
:
والله ابن حلال يا مولاي، أنا كنت رايح أدور عليك.
لوغوس
:
اعمل معروف يا سمو الأمير، إن كان عندك كلام والَّا حديت ماتفاتحنيش فيه
دلوقت، أحسن مخي موش معايا الساعة دي.
سنقر
:
بس يعني المسألة مهمة ومستعجلة قوي.
لوغوس
:
أهي الأميرة قدامك هناك، اتفضل على مقصورتها، واللي عايز تقوله لي أنا،
قوله لها هي وخليني أستريح من فضلك.
سنقر
:
على هواك، تعرف شغلك، أديني رايح عند الأميرة، وإذا سموك عزتني والَّا
حاجة تلتقيني هناك (يخرج).
لوغوس
:
قال علشان ده أمير ابن أمير، عايزني أجوزه بنتي، أجوز بنتي لنطع زي ده،
ما يعرفش يتكلم تلات كلمات على بعض، آه، مسكين اللي يخلف بنات، يتحرم من
الراحة طول حياته، العرض موش هين، نهار ما ينجرح بكلمة، والَّا يتمس بشيء،
قول للقلوب المرتاحة ودعي السعادة، واستقبلي الفضيحة، والشقا
والعذاب.
عثمان
:
أنت هنا يا مولاي؟ مولاي، مولاي.
لوغوس
:
إيه عثمان؟
عثمان
:
سلامتك يا مولاي.
لوغوس
:
إيه فيه حاجة؟
عثمان
:
أيوة، أنا جاي أقول لك على مسألة مهمة؛ لأن الحقيقة هي …
لوغوس
:
أوه، قال لي طاغور الوزير قبل منك.
عثمان
:
لا يا مولاي، دا سر ما حدش يعرفه إلا أنا بس.
لوغوس
:
موش عايز أسمع موش عايز أسمع (يخرج).
عثمان
:
دا سك الباب عليه، افتح يا مولاي دول كلمتين يهموك، مولاي، أحسن شيء
نكلمه من الخرم بتاع الباب، اسمع يا مولاي، بقى الولد الملعون ده، اللي
بيدعي أنه الأمير السندس، دا لا هو أمير ولا غفير، دا ولد نصاب كدهب ابن
مركوب، وأن ماكنتش مصدقني أنا مستعد نثبت لك حالًا، واحذر أنك تجوزه بنتك،
مولاي، ما داهية لا يكون انتقل في أودة تاني، وموش سامع مع كل كلامي
ده.
جولينار
(داخلة)
:
أنت هنا يا عم عثمان؟
عثمان
:
أيوة يا مولاتي.
جولينار
:
أمال فين مولاك الأمير؟
عثمان
:
دخل جوه هنا وسك عليه الباب، وموش راضي يرد أبدًا.
جولينار
:
موش راضي يرد ليه؟
عثمان
:
ما أعرفش باين راسه بتوجعه والَّا إيه.
جولينار
:
يا ندامة! مولاي مولاي.
عثمان
:
أنا مشيت يا مولاي.
جولينار
:
افتح أنا جولينار، ما داهية لا الراجل من زعله يكون جرى له حاجة، حالًا
روح هات لي واحد يفتح الباب.
عثمان
:
اؤمُري وأنا أكسر لك أبوه كمان.
جولينار
:
تقدر؟
عثمان
:
اؤمُر.
جولينار
:
اكسر.
عثمان
:
يا محمدي، مولاي جاي يجري وفي أيده سيف، أنا حاهرب أنا (يخرج).
لوغوس
:
أنا لازم أقطع رقبتك، آه الأميرة!
جولينار
:
سلامتك بعد الشر عليك، حاسس بإيه؟
لوغوس
:
ليه أنا عيان؟
جولينار
:
أيوة، عثمان قال لي دلوقت إن راسك بتوجعك.
لوغوس
:
أيوة، راسي بتوجعني من كتر الرغي اللي بأسمعه، وجاي بسلامته سي عثمان
بتاعكم يكمل عليَّ، سيبته وتني داخل، وسكيت الباب ودخلت في الأودة
الجوانية، ولما سمعت الباب انكسر، سحبت السيف وجيت؛ علشان أقطع رقبته وأخلص
من رغيه.
جولينار
:
ماتزعلش نفسك قد كده، خد امضي الجواب ده.
لوغوس
:
جواب إيه اللي أمضيه ده، إلى رئيس حرس إمارة سيمون، حكمنا على حامل هذا
بالموت، بمجرد وصوله اقطعوا رقبته، إيه ده؟
جولينار
:
بس امضي أنت من غير ما تسأل.
لوغوس
:
أمضي من غير ما أسأل إزاي؟ هي إمضة الأمرا كده حبر على ورق، ماتعرفيش أن
الحروب اللي اندكت منها الجبال وانخربت منها مداين، أصلها تكون إمضة أمير،
المظالم اللي اشتكى منها التاريخ، الأهوال اللي ضجت منها الإنسانية، سببها
إمضة أمير، ماتعرفيش يا جولينار أن الإمضا دي، اللي أنت فاكراها حاجة
بسيطة، اللي أنت فكراها حبر على ورق، الأمير مسئول عنها أمام ضميره، أمام
شعبه، أمام ربه سبحانه وتعالى.
جولينار
:
إيه هو! أنت فاكر الحكاية على مين، دا الواد الطباخ …
لوغوس
:
ما هو أنا بس موش فاهم، الطباخ المسكين ده عمل لكوا إيه كلكم ضده، طيب
أنا أقسم بشرفي، اللي حاسمعه يجيب سيرة الطباخ ده على لسانه، مافيش غير قطع
رقبته، سامعة (يمزق الجواب).
جولينار
:
طيب طيب ماتزعلش يا مولاي.
باشمس
(داخلًا)
:
الإذن يا حامي البرين وحاكم البحرين.
لوغوس
:
إذنك معك يا باشمس، إيه فيه إيه؟
باشمس
:
أبراجوش المنجم حضر يا مولاي وهو ساخط غاضب، ولا نعلمش إيه السبب.
لوغوس
:
إيه يا ترى فيه إيه؟٤
كوكب
:
مولاي، إذا حبيت تتم جميلك، تسمح لعبدك بكلمة.
عثمان
:
يا أخي ما تقول له بقى فرستني.
كوكب
:
تطمع في بنت الملوك وإيش وصلك، يا صعلوك.
عثمان
:
يا أخي ما بلاش الشعرية دلوقت واتكلم سادة.
كوكب
:
بعد أمرك يا مولاتي أنا رايح من هنا، والفراق قسمة واللقا نصيب، وإن رجعت
أرجع مرفوع الراس، وإن مت أموت في سبيل الواجب.
عثمان
:
يالله بنا ربنا معانا واللي في علم الله يكون (يخرجان).
سنقر
:
اسفخص على كل واحد قفا، مستعجلين عالزوغان بالكو ليه؟
الجميع
:
ليه؟
سنقر
:
علشان ينفدوا بجلدهم قبل ما يطب علينا الغول، الله يلعن قليل المروءة،
أما أروح أنا بقى أشوف لكم مسألة الغول دي.
كوكب
:
طيب يا سمو الأمير، موش على الأقل تسلح.
سنقر
:
لا أبدًا مافيش لزوم، إيدي فيها البركة (حدة) أما أزوغ من هنا دلوقت، على بال ما يشوفوا لهم طريقة
في غولهم ده، دلوقت حاتشوفوا فرق الجدعان من بعضها، سلام عليكم (يخرج).
باشمس
(داخلًا)
:
الغول يا مولاي هاجم عالبلد بشكل فظيع، عينيه بتقدح شرر، ما أظنش أن حد
يقدر يقف قدامه من هيئته المرعبة وشكله المخيف.
لوغوس
:
آه وقعنا في المحذور، يا ساتر استر يا رب.
نوارة
:
آه يا وعدي ياني! مابقاليش أمل في الحياة (يجلس).
لوغوس
:
روح يا باشمس اؤمُر العساكر والحراس يقاوموا قد ما يقدروا وربنا
معاهم.
باشمس
:
أمرك يا مولاي (يخرج).
لوغوس
:
آه، أهه الوحش آه، دا شكله مرعب أعوذ بالله! أهه فيه واحد جاي عالغول،
وفي أيده سيف بيهزه بقوة.
جولينار
:
دا لازم الأمير سندس.
لوغوس وسندس
:
وجاب السيف منين؟
جولينار
:
دا لازم خده من حد من العساكر.
لوغوس
:
لا لا أبدًا، دا كوكب الطباخ ووراه عثمان البربري أهه.
نوارة
:
آه، بقى كوكب هو اللي بيدافع عني، كوكب اللي معرض نفسه للخطر، هو وعم
عثمان مافيش غيرهم، صحيح باين عليه المروءة، باين عليه الشهامة.
لوغوس
:
آه، أهه الغول راجع وحده أهه.
جولينار
:
خلاص ضاع كل أملنا.
لوغوس
:
الظاهر أنه قتل كوكب وعثمان، لا حول الله!
نوارة
:
كوكب اللي بيدافع عني راخر مات، آه!
لوغوس
:
بنتي حبيبتي، مين ياخد أموالي ويخلصها لي، أرفعه على عرش وأخدمه أأمر
الجميع وأقدمه، أدي تاج الإمارة للي يخلص بنتي نوارة.
باشمس
:
مولاي كوكب اللي انتصر.
لوغوس
:
كوكب الطباخ؟
باشمس
:
أيوة يا مولاي.
لوغوس
:
هاتوه في هيئته وأنعم عليه، هاتوه يتمنى عليَّ.
[لحن]:
عشان حبيبتي نوارة، أنا عملت اللي عليَّ
الغول ده عامل غارة، وأنا أفتديها بعنيَّ
سنقر
:
الحقوني أنا في عرضكوا يا هو!
زروق
:
تعالى، في عرض مين يا نوري؟ سودت وشي مع الناس يا كلب.
الجميع
:
إيه هو ده؟
زروق
:
أقول إيه لمولاي سندس لما يجي يطلب مني هدومه؟
لوغوس
:
إزاي يا راجل بتضرب جناب الأمير؟
زروق
:
أمير؟ دا ابني يا مولاي وسارق الهدوم دي.
لوغوس
:
أنت إيه؟!
زروق
:
أنا محسوبك الأسطى زروق الخياط، والواد سنقر ده يبقى ابني يا مولاي،
والهدوم دي بتاعة الأمير سندس ابن هاتور، جه حطهم عندي أمانة، وخد بدلة
طباخ لبسها وقال لي أنا راجع تاني، وبعدين يا مولا … آه. أهه مولاي الأمير
سندس أهه، أنا في عرضك يا مولاي، الواد دا هو اللي سرق هدومك، اقلع يابن
الصرمة (يقلع) اطلع قدامي أنا
أوريك.
لوغوس
:
بقى أنت الأمير سندس ابن صديقي وعزيزي الأمير هاتور؟!
كوكب
:
أيوة أنا مولاي.
جولينار
:
لكن يا سمو الأمير ليه كنت مخبي نفسك علينا، وفهمتنا أنك طباخ؟
عثمان
:
أيوة؛ لأنه حب يتجوز حبيبته، بشهامته وشجاعته وهمته، موش باسم أبوه وغناه
وثروته.
لوغوس
:
أظن بعد اللي شفته من علو نفسه وشجاعته وهو طباخ، ما يخلنيش أبخل عليه
بجواز بنتي، ايشحال لما عرفت دلوقت أنه أمير!
نوارة
:
بقى أنت الأمير سندس؟
كوكب
:
أنا يا حياتي.
نوارة
:
يا فرحتي يا فرحتي!
لوغوس
:
اؤمُر يا طاغور المنادي ينادي في الخمس مداين أن بكره حايكون زواج بنتي
نوارة، بالأمير سندس ابن هاتور، وأنت يا عم عثمان من دلوقت جعلتك رئيس
قصري.
عثمان
:
قولوا ككلم فليحيا الأمير سندس.
الجميع
:
فليحيا الأمير سندس.
[اللحن الختامي]:٥
ليلة وحليت فيها الظيطة، لازم بقى نفرح ونقول
انجلي يا حليوة يا قطيطة، لا فيه بعبع ولا فيه غول
مين قدك شفي ورفي، بكره المغرب تتزفي
والبربري خدامك، يترقص لك قدامك
حقة جارية سودا غطيس، ونخليه بسلامته عريس
ياما الفرح بشايره جميلة، تمه يا رب علينا الليلة
يالله اهدينا يالله احمينا، وانصرنا على من يعادينا
١
هذا الزجل من تأليف بديع خيري ومن تلحين زكريا أحمد، ولم يُذكر منه في
أصل مخطوطة المسرحية غير أول سطرين فقط، وقد كُتبا بالقلم الرصاص بخلاف نص
المسرحية المكتوب بالريشة والمداد الأسود. وبقية أسطر الزجل مأخوذة من مجلة
«التياترو» التي نشرت الزجل الختامي كاملًا. وحول ذلك يُنظر: مجلة
«التياترو المصورة»، عدد ٥، ١ / ٢ / ١٩٢٥، ص٣٤–٣٦.
٢
الموجود في مخطوطة المسرحية مقدمة الزجل فقط، كما هو مذكور في
المتن. وهذه المقدمة مكتوبة بالقلم الرصاص، بخلاف نص المسرحية
المكتوبة بالريشة والمداد الأسود.
٣
الموجود في مخطوطة المسرحية مقدمة الزجل فقط، كما هو
مذكور في المتن. وهذه المقدمة مكتوبة بالقلم الرصاص، بخلاف
نص المسرحية المكتوبة بالريشة والمداد الأسود.
٤
واضح من كراسة مخطوطة المسرحية في هذا الموضع، وجود تمزيق لورقة
أو أكثر، وهذا سبب عدم توافق الحوار في هذا الموضع مع الحوار
التالي له؛ لذلك وجب التنويه.
٥
هذا الزجل من تأليف بديع خيري ومن تلحين زكريا أحمد، ولم يُذكر
منه في أصل مخطوطة المسرحية غير أول سطرين فقط، وقد كُتبا بالقلم
الرصاص بخلاف نص المسرحية المكتوب بالريشة والمداد الأسود. وبقية
أسطر الزجل مأخوذة من مجلة «التياترو» التي نشرت الزجل الختامي
كاملًا. وحول ذلك يُنظر: مجلة «التياترو المصورة»، عدد ٥،
١ / ٢ / ١٩٢٥، ص٣٤–٣٦.