نتائج الدراسة
-
(١)
أول عروض مسرحية حديثة شاهدها وجهاء مصر — ومنهم الجبرتي — كانت عروضًا كوميدية، من خلال الحملة الفرنسية على مصر عام ١٨٠٠.
-
(٢)
كان الترفيه المُضحك سمة في احتفالات القلعة في عهد سعيد باشا عام ١٨٥٨، وكانت تقدمه جماعة تقوم بالألعاب البهلوانية من أجل الترفيه والإضحاك.
-
(٣)
أول مسرح يُقام في مصر، كان مسرح الكوميدي الفرنسي بالأزبكية عام ١٨٦٨، وكان مخصصًا لتقديم العروض الكوميدية. وكذلك كان السيرك الذي افتتح عام ١٨٦٩ بالأزبكية، وكان مخصصًا للألعاب البهلوانية وتمثيل البانتومايم من أجل الإضحاك.
-
(٤)
أول مسرحية مدرسية تُعرض في مصر، كانت مسرحية كوميدية باللغة الفرنسية، بعنوان «أدونيس» أو «الشاب العاقل المجتهد في تحصيل العلم الكامل» عام ١٨٧٠. ومثلها طلاب مدرسة العمليات المصرية — أي مدرسة الهندسة — ليكونوا أول هواة مارسوا التمثيل الكوميدي في مصر.
-
(٥)
أول مسرحية كوميدية تُنشر في مصر كتبها محمد عثمان جلال بالعامية بعنوان «الفخ المنصوب للحكيم المغصوب»، ونشرت مجلة «روضة المدارس المصرية» أجزاء منها عام ١٨٧١.
-
(٦)
أول مسرحية كوميدية تُمثل باللغة العربية، كانت مسرحية «الجبان»، مثلتها فرقة يوسف الخياط في مارس عام ١٨٧٨ بتياترو زيزينيا بالإسكندرية.
-
(٧)
أول فصل مُضحك يُمثل باللغة العربية، مثلته فرقة يوسف الخياط أيضًا، في أكتوبر عام ١٨٧٨، وتمَّ تمثيله بعد عرض مسرحية «الأخوين المتحاربين».
-
(٨)
كان امتياز الأوبرا — أي تأجيرها — في عام ١٨٨١ والعامين التاليين، يُعطى لمن يقدِّم على خشبتها الأعمال الكوميدية.
-
(٩)
تُعتبر الفصول المضحكة التي كانت تُقدم بين فصول المسرحيات الأساسية، أو في ختامها، النشأة الحقيقية للكوميديا المسرحية في مصر في أواخر القرن التاسع عشر، ومن أشهر ممثليها: محيي الدين الدمشقي، وجورج دخول، ونمر شيما.
-
(١٠)
كان الجوق الشامي لنقولا مصابني، أول فرقة تخصصت في تقديم الفصول المضحكة في عروض خاصة. وهذا الجوق زار مصر وعرض على مسارحها منذ عام ١٨٩٦ إلى عام ١٨٩٩.
-
(١١)
تراجعت الكوميديا — خصوصًا الفصول المضحكة — في أوائل القرن العشرين، بسبب احتكار فرقة إسكندر فرح للساحة المسرحية بفضل مطربها الأول الشيخ سلامة حجازي، وأيضًا بسبب نجاح عروضها الكلاسيكية الغنائية.
-
(١٢)
عادت الفصول المضحكة للظهور مرة أخرى عام ١٩٠٥، بسبب ظهور التنافس الفني بين فرقتي إسكندر فرح والشيخ سلامة حجازي، بعد انفصال الأخير عن فرقة الأول. وكانت الفصول المضحكة كفة ترجيع بين الفرقتين في فترات كثيرة.
-
(١٣)
يُعتبر عزيز عيد صاحب أول فرقة كوميدية مصرية عام ١٩٠٧. وذلك على الرغم من توقفها بسبب إحجام الجمهور عن مشاهدة عروضها. وعندما أعاد عزيز تكوينها مرة أخرى عام ١٩١٣ قُوبلت بهجوم شديد أدى إلى حلها.
-
(١٤)
أول مُمثلَين مصريين احترفا تمثيل الفصول المضحكة، كانا أحمد فهيم الفار، ومحمد ناجي عام ١٩٠٧.
-
(١٥)
تُعتبر فرقة الأخوين سليم وأمين عطا الله، أول فرقة مسرحية كوميدية، تقوم بتحويل فصول المسرحيات الكلاسيكية إلى فصول مضحكة، وذلك عندما حوَّلت أحد فصول مسرحية «شهداء الغرام» إلى الفصل المضحك «هاهاها» عام ١٩٠٧.
-
(١٦)
ابتداءً من عام ١٩١٠ ظهرت بشائر تعدد الفرق الكوميدية في مصر، ومنها فرقة حسن كامل، وفرقة محمد كمال المصري (شرفنطح).
-
(١٧)
بدأ اسم علي الكسار يتردد في الصحف المصرية عام ١٩١٤، عندما كان يعرض الفصول المضحكة في ختام عروض الأشرطة السينمائية بتياترو فيوليت وسينما إيديال بعماد الدين. كما ذُكر في العام نفسه اسم الحاج سيد قشطة عام ١٩١٤، عندما كان يقدم أعماله في حديقة لونابارك بمصر الجديدة، وكازينو الكورسال.
-
(١٨)
بدأت الصحف تذكر اسم فوزي الجزايرلي في أوائل عام ١٩١٥، عندما كان يلقي الفصول المضحكة. أما نجيب الريحاني فبدأت تذكره الصحف في مايو ١٩١٥ ضمن ممثلي فرقة عزيز عيد الكوميدية. تلك الفرقة التي قدمت عروضًا فودفيلية قُوبلت بهجوم كبير من قبل الكُتاب والصحافيين، وأصبحت قضية رأي عام. وأخيرًا ذكرت الصحف اسم مصطفى أمين بوصفه ممثلًا كوميديًّا في نوفمبر ١٩١٥، عندما كان يمثل أغاني وأصوات مناداة باعة الذرة والعنب والبلح، ويلقي أغاني شامية وتونسية، ويقدم الفصول المضحكة.
-
(١٩)
ألَّف الريحاني فرقته الأولى عام ١٩١٦، ولاقت عروضها نجاحًا كبيرًا بفضل شخصية كشكش بك، التي استدعاها الريحاني من التاريخ المصري. حيث إن شخصية كشكش بك شخصية تاريخية ذكرها الجبرتي في تاريخه، واسمها الحقيقي الأمير حسين كشكش بيك القازدغلي، وكان أسمر اللون جهوري الصوت عظيم اللحية يخالطها الشيب، ويميل طبعه إلى الحظ والخلاعة.
-
(٢٠)
أول مسرحية — تبعًا لما بين إيدينا من وثائق وأخبار — مثَّلها علي الكسار وقام فيها بدور البربري، كانت مسرحية «زقزوق وظريفة» يوم ٢٣ / ١٠ / ١٩١٦، عندما كان ممثلًا بجوق الأوبريت الشرقي بكازينو دي باري.
-
(٢١)
أول مسرحية كوميدية كتبها علي الكسار — رغم أُميته — مسرحية «اللي في الدست تطوله المغرفة»، في فبراير ١٩١٧.
-
(٢٢)
بسبب نجاح الكسار في تمثيل شخصية البربري، أصبح شريكًا لمصطفى أمين في إدارة الجوق الشرقي بكازينو دي باري في أواخر عام ١٩١٧. وفي هذا الوقت كان الريحاني ناجحًا أيضًا في تمثيل شخصية كشكش بك، وكانت عروضه الناجحة تُمثل على أكثر من مسرح في فترة واحدة، رغم اختلاف المقالات النقدية التي نُشرت عن هذه العروض، والتي تنوعت بين المدح والقدح.
-
(٢٣)
اشترك الكسار مع أمين صدقي في تكوين فرقة مسرحية كوميدية، اتخذت مسرح الماجستيك مسرحًا جديدًا لها، وافتتحته بمسرحية القضية رقم ١٤ يوم ٦ / ١ / ١٩١٩. وذلك مقابل غلق السلطة العسكرية لمسرح الريحاني، وقيام فرقة أمين عطا الله وكاميل شامبير بتمثيل مسرحيات تعتمد على شخصية كشكش بك، دليلًا على أن الريحاني في هذا الوقت — ورغم توقفه — كان مثالًا يُحتذى من قبل الفرق الأخرى.
-
(٢٤)
في أغسطس ١٩١٩ بالإسكندرية، حدثت أول مواجهة فنية بين الريحاني والكسار؛ حيث هرعت الجماهير لمشاهدة الكسار، الذي ربح كثيرًا، بعكس الكساد المادي الذي لحق بالريحاني؛ لعدم الإقبال الجماهيري لمشاهدة عروضه. وعندما حاول الريحاني تعويض هذه الخسارة في ميت غمر، ابتعدت عنه الجماهير، فذهب إلى الزقازيق فلم يجد الإقبال الجماهيري، فرحل إلى طنطا فقابلوه التلاميذ عند المحطة وطالبوه بعدم التمثيل، فتوقفت فرقته عن التمثيل فترة طويلة.
-
(٢٥)
كان غياب الريحاني سببًا مباشرًا في تألق جوق صدقي والكسار، وأيضًا في انتعاش بعض الفرق الكوميدية الأخرى، مثل: فرقة عزيز عيد، وفرقة فوزي الجزايرلي، وفرقة شرفنطح، وفرقة أمين عطا الله وكاميل شامبير، وفرقة حسن فايق، وفرقة محمد ناجي، وفرقة جلبي فودة. وعروض هذه الفرق أفرزت هجمة صحافية ضدها، ووصفت أعمالها بالتمثيل الهزلي الشائن، مقابل وصف أعمال جوق صدقي والكسار بالتمثيل الهزلي الراقي؛ لأنه تمثيل هزلي في شكله، جديٌّ في مضمونه سامي المعاني في مقصده. وبذلك تربع جوق صدقي والكسار على عرش الكوميديا في هذه الفترة بلا منافس.
-
(٢٦)
في أواخر عام ١٩١٩ عاد الريحاني بفرقته من جديد، فواجهت عروضه حملة صحافية تنوعت مقالاتها بين الرفض والقبول، ومن ثم بدأ التراشق بعناوين المسرحيات بين فرقة الريحاني وجوق صدقي والكسار. وفي أواخر عام ١٩٢٠، أصبحت أعمال جوق صدقي والكسار مثالًا يُحتذى عند الفرق الأخرى. وبدأت أصداء نجاح الجوق تصل إلى أسماع كبار الشخصيات، فحضر بعض عروضها أمير الشعراء أحمد شوقي وجعفر باشا والي.
-
(٢٧)
اهتزت مكانة الريحاني بعض الشيء مقابل تألق الكسار، ولكن هذا الاهتزاز لم يفقد الريحاني بريقه، حيث ظلت شخصيته (كشكش بك) مثالًا للتقليد الكوميدي من قبل بعض الفرق الأخرى، بجانب شخصية البربري عثمان. وخير مثال على ذلك أن فوزي منيب عندما سافر إلى سورية أواخر ١٩٢٠، أطلق على فرقته اسم جوق كشكش البربري، ومثَّل مسرحية «اسم الله عليه» لأمين صدقي، وأطلق على نفسه لقب بربري مصر الوحيد، وهو لقب علي الكسار.
-
(٢٨)
في الفترة ما بين مارس ١٩٢١ ومارس ١٩٢٣، قدم جوق صدقي والكسار أكثر من إحدى عشرة مسرحية جديدة، بالإضافة إلى مئات الحفلات التي أعاد فيها مسرحياته السابقة. أما الريحاني فقدم — في الفترة نفسها — عددًا أقلَّ من منافسه.
-
(٢٩)
قامت جريدة البشير في مايو ١٩٢١ — ولمدة أربعة أشهر — بأكبر هجوم صحافي على الفرق الكوميدية، خصوصًا فرقة الريحاني وفرقة محمد بهجت وجوق صدقي والكسار. فهاجمت فرقة الريحاني هجومًا شرسًا، خففت من وطأته في هجومها على فرقة محمد بهجت، وكاد هجومها يتلاشى عندما مست الكسار مسًّا خفيفًا. وكان من نتيجة هذا الهجوم، ابتعاد الريحاني بعروضه في الأقاليم ثم السفر إلى سورية، وقيام محمد بهجت بحلِّ فرقته والانضمام إلى جوق صدقي والكسار، ذلك الجوق الذي لم ينجح الهجوم في عرقلته.
-
(٣٠)
في مارس ١٩٢٣ ظهرت فرقة رمسيس ليوسف وهبي، فكانت بمثابة طوفان أطاح بأغلب الفرق المسرحية في مصر، حيث جذبت مسرحياتها أغلب الجمهور المصري، الذي كان متشوقًا لرؤية العروض المتكاملة. ولم يبقَ من الفرق الكوميدية العاملة غير خمس فرق، ثلاث منها كانت تقوم بتقليد شخصيتي البربري عثمان وكشكش بك، وهي: فرق فوزي الجزايرلي، وفوزي منيب، ويوسف عز الدين. والفرقة الرابعة كانت فرقة الريحاني التي لم تصمد طويلًا أمام طوفان يوسف وهبي، فحلَّ الريحاني فرقته وسافر إلى أميركا الجنوبية. ولم يبقَ في هذا الوقت غير جوق صدقي والكسار، الذي نجح في إثبات وجوده باعتباره أقوى وأنجح الفرق الكوميدية، التي استطاعت أن تصمد حتى النهاية.