ماركت ميلكاستر
خرج سبارجو من مقر صحيفة «ووتشمان» متجهًا إلى مقصد العارفين، وهو مكانٌ خفيٌّ عن أعين السابلة ومجهولٌ لهم، في إحدى ساحات شارع فليت التي لا مثيلَ لها في العالم. ولم يعرفه إلا القليلون. وبالطبع كان ذلك المقصدُ ناديًا، وإلَّا لَما قصده العارفون. أسهل شيء في العالم — أو في إنجلترا على وجه التحديد — هو إنشاءُ نادٍ يضمُّ أصحابَ الميول المتشابِهة. تجمع حولك أكبرَ عددٍ ممكن ممَّن قد يقع عليهم اختيارك من الأصدقاء والمعارف، وتُسجِّلون أنفسَكم تحت اسمٍ من اختياركم، وتتَّخِذون منزلًا وتؤسِّسونه حسب إمكانياتكم وأذواقكم، وتلتزمون بنصوص القانون، وليس ذلك بعسير، وبهذا يتمُّ لك كل شيء. التزِمْ بنص القانون البسيط، وعندئذٍ يُمكِنك فعلُ ما يحلو لك في حدودِ مقرِّك. امتلاكُ جَنَّتك الصغيرة هذه أفضلُ بكثير من التسكُّع في حانات شارع فليت.
النادي الذي كان سبارجو يحثُّ الخُّطى نحوه كان يحمل اسم أكتونيومينوا. ظلت هُوِية مَن سمَّاه بهذا الاسمِ الغريب الذي يجمع بين اللاتينية واليونانية سرًّا دفينًا، ومع ذلك، ها هو الاسم مكتوب على لوحةٍ نُحاسية صغيرة تُواجِهك ما إن تَبلغ بوابةَ النادي. وكان عليك سلْكُ طريقٍ ملتوٍ إن أردتَ الوصولَ إلى النادي. تخرج من شارع فليت عبر زقاقٍ ضيق لدرجةٍ تجعلك تخشى أن يعلق جسمك فجأةً بين الجدران العتيقة. ثم تنفذ منه إلى زقاقٍ آخَر حتى تجد نفسَك في ساحة صغيرة تحيط بك جدرانُها العالية، وتُزكم أنفَك رائحةُ حِبر الطابعات، وتجتاح أذنَيك أصواتُ دوران الطابعات. ومن هناك تَخوض مَدخلًا مُظلمًا يغصُّ برِزَم الورق وصناديق موادِّ الطباعة وبرطمانات الحبر، وبعدما تمضي متعثرًا بين هذه العوائق تصل إلى دَرَج عتيق يصعد بك عدةَ أدوار، ولا تُفارِقك الكآبةُ والتوجُّس في مسيرتك هذه. وبعد الكثير من الانعطافات والمنحنيات تصل إلى أعلى المبنى وتُلاحِظ الستائرَ الكثيرة التي تحجبه عنك. ترفع ستارًا فتجد نفسَك في طابقٍ وسيط صغير مدهونٍ بشيء من الفن، على يدِ عضوٍ ذي ميولٍ فنية جاء الناديَ ذاتَ يومٍ ووضع في هذا الطابق عملَه الفني الأوحد الذي استخدم فيه الكثيرَ من الأخشاب وعبوات الدهان، فحوَّل الخشبَ العتيق إلى ما هو عليه الآن. بعد ذلك تجد اللوحةَ النُّحاسية التي تحمل الاسمَ المهيب، وتحتها إشعارٌ رسميٌّ قانوني بأن هذا الناديَ مسجَّل حسب القواعد وما إلى ذلك، وعندئذٍ يمكنك الدخول إذا كنتَ عضوًا في النادي، وإذا لم تكن يتعيَّن عليك أن تَقْرع جرسًا كهربيًّا وتطلب مقابَلةَ أحد الأعضاء … إذا كنتَ تعرف أحدهم.
لم يكن سبارجو عضوًا في النادي، لكنه كان يعرف الكثير من الأعضاء، فقرع الجرسَ وسأل الساعيَ الذي أجابه عن السيد ستاركي. وكان السيد ستاركي شابًّا مفتولَ العضلات كمُقاتِل محترف، وشعرُه أجعد مثل البطل أنطونيوس، وأسرع الشابُّ إلى سبارجو وصافَحَه بقوةٍ حتى اصطكَّت أسنانه بعضها ببعض.
قال السيد ستاركي: «لو علمنا بقدومك لَاستأجرنا فرقة نُحاسية نستقبلك بعزفها على الدَّرَج.»
قال سبارجو: «أريد الدخول.»
قال السيد ستاركي: «بكل تأكيد! هذا ما جئت من أجله.»
قال سبارجو: «أفسِحِ الطريقَ إذن وَلْندخل.» وواصَل حديثَه عندما دخلا قاعةً صغيرة: «اسمع، أَلَا يأتي العجوز كروفوت إلى هنا في هذا الوقت تقريبًا كلَّ ليلة؟»
قال ستاركي: «كلَّ ليلة، بانتظام كالساعة يا سبارجو، يدسُّ كروفوت أنفَه من المدخل في تمام الحادية عشرة، بعد أن ينتهيَ من كتابة العمود اليومي الذي يُطلِع فيه الجمهورَ على فُرَصهم في اختيار الحصان الفائز في اليوم التالي. لم يَتبقَّ إلا خمس دقائق على موعد وصوله. تعالَ وَلْنشرب شيئًا حتى يأتي. أتريده في أمرٍ ما؟»
أجاب سبارجو: «أريد الحديث معه. لن أُطيل عليه.»
تبع سبارجو ستاركي إلى غرفةٍ أعاق الدُّخَانُ الكثيف والضوضاءُ الصاخبة اللذان ملآها الرؤيةَ والسمعَ تمامًا. لكن الدُّخَان كان يرتفع ويتحوَّل سريعًا إلى ما يُشبه مظلةً تمكَّن سبارجو أن يرى تحتها مجموعاتٍ متعددةً من الرجال من كل الأعمار، يجلسون حول طاولات صغيرة ويُدخِّنون ويحتسون الشراب، ويتحدَّثون جميعًا كما لو كان هدفهم الأسمى في الحياة هو أن يُصدِروا من أفواههم أكبرَ عددٍ من الكلمات في أقصرِ وقتٍ ممكن. وكان في الركن البعيد مَشربٌ صغير، سحب ستاركي سبارجو إليه.
قال ستاركي: «اطلب ما تريد يا بني. جرِّب المشروبَ الخاص جدًّا لنادي أكتونيومينوا.» وخاطب النادل: «كأسَين منه من فضلك يا ديك.» والتفت لسبارجو وواصَل: «هل أتيتَ تلتمس الانضمامَ لعضوية النادي يا سبارجو؟»
رد سبارجو وهو يأخذ كأسه: «سأُفكِّر في الانضمام لعضوية غرفة الانتظار في هذا المكان القميء عندما تُشغلون مروحةً للتهوية وتُمِدون الأعضاءَ بخارطةٍ لطريق الوصول إليه من شارع فليت. يا لها من أجواء!»
قال ستاركي: «نفكِّر بالفعل في تركيبِ مروحةٍ للتهوية. فأنا في لجنة إدارة النادي الآن، وقد طرحتُ هذه المسألةَ بالتحديد في الاجتماع الأخير. لكن تمبلسون الذي يعمل في صحيفة «بوليتين» — لا شكَّ أنك تعرفه — يقول إن ما نحتاج إليه هو مبرِّد للجِعَة لوضعه تحت هذا المشرب الجانبي، ويقول إن أيَّ نادٍ لا يكتمل إلا بمبرِّد الجعة، وإنه يعرف رجلًا يبيع المنتجاتِ المستعمَلةَ لديه مبرِّدٌ ممتاز. والآن ماذا كنتَ ستختار لو كنتَ عضوًا في لجنة إدارة النادي يا سبارجو: مبرِّد الجِعَة أم مروحة التهوية؟»
قال سبارجو: «ها هو كروفوت. نادِه إلى هنا يا ستاركي قبل أن يُبادِئه أيُّ شخصٍ آخَر بالحديث.»
دخل من نفس الباب الذي دخل منه سبارجو منذ دقائق قليلة رجلٌ، ووقف الرجل لِلَحظةٍ يرمش بعينَيه متأثرًا بالدُّخَان والأضواء. كان رجلًا طويلَ القامة، متقدمًا في السنِّ، له بِنيةُ جندي وشاربٌ كثٌّ كبير فوق فكٍّ مربع حادٍّ وتحت أنفٍ بارز، وأطلَّت من تحت شعره الأشعث عينان زرقاوان نافِذتان. لم يعتمر قبعةً من أي نوع، وكان يرتدي بِذلةً غيرَ مهندمة من نوع نورفولك مصنوعةً من الصوف البُني، لم يكن شديدَ الهندام ولا شديدَ الشَّعث. كان قميصه المصنوعُ من نسيج الفانيلا موشًّى بالألوان المميزة لأحد أشهر نوادي الكريكيت في العالم، وكان الجميع يعلمون أن مَن كانوا يرتدون قميصَ ذلك النادي عندما كان في أَوْجِه، كان العامةُ ينظرون إليهم بعين الإكبار.
اخترق صوتُ ستاركي ضجيجَ الأصوات المتداخِلة عندما صاح: «أهلًا كروفوت! كروفوت! كروفوت! تعالَ إلى هنا، هناك رجلٌ يَتُوق إلى لقائك!»
قال سبارجو: «نعم، هذه هي طريقةُ جذبِ انتباهه، الطريقة المُثْلى، أليست كذلك؟ هاك، سأذهب لإحضاره بنفسي.»
وعبَر سبارجو الغرفةَ وفاتَحَ الصحفيَّ العجوز الرياضي.
قال: «أريد أن أتحدَّث معك في هدوء. لكن هذا المكان مليء بالضوضاء.»
قاده كروفوت إلى كرسيٍّ جانبي وطلب مشروبًا.
وقال وهو يتثاءب: «هذا المكان يكون دائمًا هكذا في هذه الساعة. لكن به أُلْفة حميميَّة، ما الأمر يا سبارجو؟»
أخذ سبارجو رشفةً من الكأس التي كانت معه وقال: «لا يوجد مِن بينِ مَن يكتبون في شئون الرياضة مَن هو أعلمُ منك بها، صحيح؟»
رد كروفوت: «حسنًا، أعتقد أنك محقٌّ في ذلك.»
قال سبارجو: «ماذا عن الشئون الرياضية القديمة؟»
التمعَتْ عينا الرجل الآخَر ورد: «نعم، حتى الشئون الرياضية القديمة. مع أنها لا تُهم الأجيالَ الجديدة كثيرًا، كما تعرف.»
قال سبارجو: «حسنًا إذن، هناك أمر يُثير اهتمامي بشدة حاليًّا على أي حال. وأعتقد أن له صلةً بالشئون الرياضية القديمة. وجئتُ إليك أحاوِل التوصُّلَ إلى أي معلومات عنه؛ إذ أعتقد أنك الرجل الوحيد ممَّن أعرفهم الذي يُمكِنه الإفادةُ في هذا الصدد.»
سأل كروفوت: «وما الأمرُ الذي تريد أن تسأل عنه؟»
أخرج سبارجو مظروفًا، وأخذ منه البطاقةَ الفِضية الملفوفة بعناية. وأزال اللفافةَ التي كانت تحيط بها ووضَعها على راحةِ يدِ كروفوت الممدودة.
وسأل: «هل يُمكِنك إخباري ما هذه؟»
التمعَتْ عينا الرياضي العجوز فجأةً، وقلب البطاقةَ الفضية إلى وجهها الآخَر في حماس.
وصاح متعجبًا: «يا إلهي! من أين لك بهذه؟»
رد سبارجو: «لا تنشغِلْ بذلك الآن على الأقل. هل تعرف ما هي؟»
قال كروفوت: «بالتأكيد أعرف ما هي! لكن … رباه! لم أرَ واحدةً منها منذ عدد من السنوات لا يعلمه إلا الرب. إنها تجعلني أشعرُ بالعودة إلى شبابي من جديد! رَيْعان شبابي!»
سأل سبارجو: «لكن، ما هي؟»
قلب كروفوت البطاقة، وأظهَرَ الجانبَ الذي كان عليه شعارُ النبالة الذي كاد ينمحي.
وقال: «إنها إحدى تذاكر الوقوف الفِضية الأصلية لحضور سباقات الخيل القديمة التي كانت تُقام في ماركت ميلكاستر. هي كذلك. إحدى تذاكر الحضور الفِضية الأصلية. وها هو شعار ماركت ميلكاستر، أتراه؟ كاد ينمحي من فرْطِ الكشط، وانظر هنا، على الوجه الآخَر، شكل حصان يجري. نعم، إنها هي حقًّا! يا إلهي! … هذا مثير للغاية.»
سأل سبارجو: «أين ماركت ميلكاستر؟ لا أعرف هذا المكان.»
رد كروفوت وهو يُواصِل تقليبَ التذكرة الفضية على وجهَيها: «ماركت ميلكاستر هي ما يُسمِّيه متخصِّصو الطوبوغرافيا بالبلدة المضمحلَّة في إلمشاير. لقد أخذتْ في الاضمحلال منذ امتلأ النهر الذي كان يمر بها تدريجيًّا بالطمي. كان يُقام فيها سباقٌ شهير في يونيو من كل عام. مر نحوُ أربعين عامًا منذ توقف هذا السباق، كنتُ أحضره كثيرًا أيام صباي، كثيرًا!»
سأل سبارجو: «وتقول إن هذه تذكرةٌ لحضور السباق؟»
رد كروفوت: «هذه واحدة من خمسين تذكرةً فضية — أو إذنَ دخول أو أيًّا كان اسمها — كانت لجنة السباق تمنحها لخمسين من مُواطِني البلدة. وكانت حيازةُ تذكرة فضية شرفًا كبيرًا على ما أتذكَّر. كانت تمنح حامِلَها إذنًا يسمح له مدى الحياة — وانتبِهْ للآتي — يسمح له مدى الحياة بدخول المدرَّجات وحظائر الخيل والحلبة، كل الأماكن. وكانت أيضًا تضمن لحامِلها مكانًا في عشاء السباق السنوي. من أين لك بها يا سبارجو؟»
أخذ سبارجو التذكرةَ وأعاد لفَّها برفق، ووضعها هذه المرة في محفظته.
وقال: «أنا ممتنٌّ لك بشدة يا كروفوت، لكني في حقيقة الأمر لا أستطيع الآن إخبارَك من أين حصلتُ عليها، ومع ذلك أعِدُك بأني سأخبرك بكل ما في الأمر فورَ أن أتمكَّن من ذلك.»
قال كروفوت: «هناك لغزٌ ما، أليس كذلك؟»
قال سبارجو: «لغز كبير. لا تُخبِر أحدًا أني أريْتُك إياها. ستعرف كلَّ شيء في النهاية.»
قال كروفوت: «حسنًا يا بني، حسنًا. تَحدُث الأمور بطريقة غريبة، صحيح؟ أُراهِن بأي شيء أنه لا يوجد خارجَ ماركت ميلكاستر نفسها ولو نصفَ دزينة من هذه التذكرة القديمة. فكما قلت، لم يكن موجودًا منها إلا خمسون فقط، وكانت في حوزة أهل البلدة. كانت تَلقى اهتمامًا شديدًا؛ نظرًا إلى مكانتها في أعين الناس. زرت ماركت ميلكاستر بنفسي بعد توقُّف السباقات، ورأيت هذه التذاكرَ مؤطَّرةً بعناية ومعلَّقة فوق أَرفُف المدافئ … حقًّا!»
خطرَت لسبارجو فكرة.
فسأل: «كيف يُمكِن الوصول إلى ماركت ميلكاستر؟»
رد كروفوت: «عن طريق بادنجتون. فهو طريقٌ جيد نوعًا ما.»
قال سبارجو: «أتساءل إن كان هناك عجوز مهتم بالرياضة قد يتذكَّر … أي شيء. أي شيء عن هذه التذكرة على سبيل المثال.»
قال كروفوت: «عجوز مهتمٌّ بالرياضة! يا إلهي! … لا، فلا بد أنه مات على أي حال، إن لم يكن قد مات فلا شكَّ أنه كبيرُ القوم هناك. عليك بالعجوز بن كوارتربيدج، كان مديرَ مزادات في البلدة، ورياضيًّا نادرَ المثال.»
قال سبارجو: «قد أذهب إلى هناك. وسأعرف ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة.»
قال كروفوت: «إذا كنتَ ستذهب إلى هناك، فاذهب إلى فندق يلو دراجون في جادة هاي ستريت، فهو مكان قديم راقٍ. كان مكتب كوارتربيدج ومنزله قبالةَ فندقِ دراجون مباشَرةً. لكني أخشى أن تجده قد مات، فقد مضَت خمسةٌ وعشرون عامًا منذ آخِر مرة كنتُ في ماركت ميلكاستر، وكان حينها عجوزًا. لنَرَ إذن. إذا كان العجوز بن حيًّا، فسيكون عمره تسعين عامًا يا سبارجو!»
قال سبارجو: «كنت أعرف رجالًا في عمر التسعين ظلوا محتفِظين بحيوية كافية، على قدر تجربتي المتواضِعة. وهكذا حالُ جدِّي الآن أيضًا. على أي حال، شكرًا جزيلًا يا كروفوت، سأخبرك بكل شيءٍ يومًا ما.»
قال كروفوت: «ألن تحتسي كأسًا أخرى؟»
لكن سبارجو استأذن للانصراف. قال إنه سيعود إلى المكتب، فقد كانت لديه مهمةٌ أخرى يريد إنجازَها. فخرج من أكتونيومينوا، على الرغم من محاوَلة ستاركي فتْحَ نقاشٍ عامٍّ حول الطريقة المُثْلى لإنفاق ميزانية النادي، وعاد إلى مقر صحيفة «ووتشمان»، ولما وصل إلى هناك طلب مقابَلةَ رئيس التحرير، وعلى الرغم من أنه كان شديدَ الانشغال في هذه الساعة، قابَله وانفرد به عشرَ دقائق كاملة، ولم تكن تلك بالمدة القصيرة. وبعد ذلك عاد سبارجو إلى منزله وخلد إلى النوم.
وفي وقتٍ مبكر من صباح اليوم التالي، كان على رصيفِ المغادَرة في محطة بادنجتون، في يده حقيبته، وفي جيبه تذكرةٌ إلى ماركت ميلكاستر، وبعد ظهر ذلك اليوم وجد نفسَه في غرفةِ نومٍ قديمةِ الطراز تُطِل على جادَّة هاي ستريت في ماركت ميلكاستر. ومن هناك وجد أمامه تمامًا منزلًا عتيقًا من الطوب القديم يُغطِّيه اللبلاب، بجانبه مكتبٌ مكتوب على بابه اسم: بنجامين كوارتربيدج.