فندق يلو دراجون
بدَّل سبارجو ملابسه، ونفض عن نفسه غبارَ السفر، ومكَث في غرفته القديمة الطراز المشبعة برائحة اللافندر، مستغرقًا في التفكير في خطته في ماركت ميلكاستر. لم تكن لديه خُطةٌ واضحة محددة. الشيءُ الوحيد الذي كان متأكدًا منه هو أنه هو وراثبري عثرا في العُلْبة الجلدية القديمة — التي أودعها الرجل الذي كان يعرفه باسم جون ماربري في شركة لندن آند يونيفرسال لصناديق الإيداع الآمنة — على إحدى التذاكر الفِضية القديمة لحلبة سباق ماركت ميلكاستر، وأنه جاء إلى ماركت ميلكاستر بعد موافَقة رئيس التحرير ليُحاوِل تتبُّعَ أثرها. ولكن، كيف سيشرع في هذه المهمة الصعبة؟
خاطَب سبارجو نفسَه وهو يعقد رابطةَ عنقٍ جديدة: «أول شيء هو أن آخذ جولةً في الجوار. لن يستغرق ذلك طويلًا.»
كان قد لاحَظ وهو يقترب من البلدة — وكذلك وهو في السيارة من المحطة إلى فندق يلو دراجون — أن ماركت ميلكاستر بلدة صغيرة جدًّا. تتكوَّن في الأساس من جادَّةٍ رئيسية واحدة طويلة وواسعة اسمها هاي ستريت، تتفرَّع منها على الجانبَين شوارعُ أصغر. بدا أن جادَّة هاي ستريت تشمل كلَّ ما يُمكِن رؤيته في البلدة؛ الأبرشية القديمة، ومجلس البلدة، والسوق، والمنازل والمتاجر الرئيسية، والجسر الذي تجري من تحته مياهُ النهر الذي كانت السفن يومًا ما تُبحِر فيه قادمةً إلى البلدة، قبل أن يمتلئ مَصبُّه الذي يبعد عن البلدة بأربعة أميال بالطمي لدرجةٍ تَحُول دونَ حركة السفن. كانت بلدةً صغيرة مبهجة نظيفة، ومع ذلك لم يكن فيها إلا القليل من آثار التجارة، ولاحَظ سبارجو سريعًا قلةَ ما يُمكِن الانشغالُ به من أنشطةٍ في فندق يلو دراجون، بالرغم من اتساعه وترامي أطرافِه على نحوٍ يُذكِّر بأيام التدريب القديمة. كان قد تناول غداءه فور وصوله في المقهى الذي كان يَسَعُ مائةً وخمسين شخصًا، ومع ذلك لم يكن في المقهى معه سوى رجلٍ عجوز وابنتِه يبدُوَان سائحَين، وشابَّين يتحدَّثان عن الجولف، ورجلٍ بدَت عليه هيئةُ الفنانين، وثنائيٍّ لم يكن من شك أنهما في شهر العسل. ولم يكن في الشارع الواسع الذي كانت تُطِل عليه نافذةُ سبارجو الكثيرُ من المَرْكبات، كما قلَّ السابلةُ على الرصيفَين، فهنا أحد أبناء البلدة يجر بقرةً كسولًا بتكاسُلٍ مماثِل، وهناك مُزارِع يجلس على عربة خفيفة ويتجاذب أطرافَ الحديث مع تاجر يرتدي مِئزرًا ترك متجره ليحدِّثه. وساد كلَّ هذا المشهد الهدوءُ الذي أضفَتْه أشعةُ الشمس الصيفية بعد ظهيرة ذلك اليوم، وتسلَّلَت عبر النوافذ المفتوحة رائحةٌ حلوة خفيفة من العشب المجزوز حديثًا في المروج المحيطة بالمنازل القديمة.
قال سبارجو متفكِّرًا: «إنها مثل سليبي هولو حقًّا. فَلْأنزل إلى الشارع وأحاول العثورَ على شخصٍ يُمكِن أن أتحدَّث معه. يا للعجب! فقد كنتُ في أجواء أكتونيومينوا السامَّة منذ ستَّ عشرةَ ساعةً فقط!»
وبعد أن هام سبارجو على غير هُدًى في العديد من الممرات والمسالك، وصل أخيرًا إلى البهو الفسيح ذي الأرضية الحجَرية بالفندق القديم، وبغريزةٍ فِطرية قصد غرفةَ ضيوفٍ كان قد رآها ما إن دخل المكان. وكانت الغرفة واسعةً مريحة ذاتَ نوافذَ بارزةٍ للخارج تُطِل على جادَّة هاي ستريت، وكانت مؤثَّثة ومُزْدانة ومزوَّدة باللوازم المعتادة في فنادق البلدات الريفية. وكانت في الغرفة كراسيُّ وطاولاتٌ وأخونة وخِزانات كلها قديمة، لا بد أن قرنًا من الزمان قد مضى على صناعتها، وبدا من المرجَّح أن تظلَّ على حالها لقرنٍ آخَر أو قرنَين؛ وكانت هناك مطبوعاتٌ قديمة للطريق ومسارات الصيد، ولوحةٌ زيتية أو اثنتان يظهر بها رجالٌ حُمر الوجوه يرتدون معاطفَ وردية. وكانت على الحائط أقنعةٌ على شكلِ وجوهِ الثعالب، وسمكة زنجور ضخمة في إناء زجاجي على طاولة جانبية، وشمعدانات قديمة على رفِّ المدفأة بينها علبةُ نشوق عتيقة. وكان في ركن الغرفة مَشربٌ صغير قديمُ الطراز تجلس وراءه شابةٌ ذاتُ هيئةٍ عصرية تتثاءب وهي تنسج قطعة فنية بالإبرة، وعندما دخل سبارجو نظرَت إليه كنظرة الجميلة أندروميدا إلى بيرسيوس عندما وصل بحِصانه المجنَّح إلى صخرتها لإنقاذها في الأسطورة الإغريقية. لاحَظ سبارجو النظرةَ وهو يجهِّز لنفسه مشروبًا مناسبًا ويُشعِل سيجارًا معه، ثم جلس على أقرب كرسي.
قال سبارجو وهو ينظر إلى الفتاة في استفهام: «يبدو هذا المكانُ هادئًا للغاية.»
فقالت الفتاة: «هادئ! هادئ؟»
قال سبارجو: «هذا بالتحديد ما قلتُه. إنه هادئ. وأرى أنكِ تُوافِقينني الرأي. وأعربتِ عن موافَقتكِ بطريقتَين: المفاجأة والامتعاض. يُمكِننا أن نستنتج حتى الآن أن المكان هادئٌ بلا شك.»
نظرت الفتاة إلى سبارجو كما لو كانت تنظر إلى كائنٍ جديد، ثم أخذت قطعةَ النسيج وغادَرت المَشْرب متوجِّهةً إلى داخل الغرفة وجلست على كرسيٍّ بالقرب منه.
وقالت: «هنا يَسْعد المرءُ لو رأى جنازةً حتى. فهذا كل ما يُمكِن رؤيته تقريبًا.»
سأل سبارجو: «وهل تُقام الكثير من الجنازات؟ أعني هل يموت السكان كثيرًا نتيجة للخمول؟»
حدجَته الفتاة مجددًا بنظرةٍ متفحِّصة.
وقالت: «أنت تمزح! لكن لك الحق في ذلك. فلا شيءَ يحدث هنا أبدًا. هذا المكان كإصدارٍ قديم من صحيفة.»
تمتم سبارجو: «حتى الإصداراتُ القديمة قد تكون قراءتها ممتعةً أحيانًا. والانعزال عن الحياة يُجدِّد الحيوية.» وأضاف بصوتٍ أعلى: «لا شيءَ يحدث في هذه البلدة إذن؟»
ردَّت رفيقته: «لا شيء! هي بلدة نائمة. جئتُ إليها من برمنجهام، ولم أكن أعرف ما أنا مُقبِلةٌ عليه. في برمنجهام قد تُصادِف في عشر دقائق عددًا من الناس تراه هنا في عشَرة أشهر.»
قال سبارجو: «أوه! ما تُعانِينه هو الكآبة. ولا بدَّ لكِ من ترياق.»
قالت الفتاة في انفعال: «الكآبة! هذه هي الكلمة المناسبة للتعبير عن ماركت ميلكاستر. ليس فيها إلا القليل من الزبائن القُدامى الذي يأتون إلى هنا في الصباح، بين الحادية عشرة والواحدة. وقد يأتي زائرٌ ضلَّ طريقَه بعد الظهر. وفي الليل يأتي الكثير من كبار السنِّ إلى هنا ويجلسون في طرَف الغرفة للحديث عن الأيام الخوالي. ويا لها من أيام! المفتقَد في ماركت ميلكاستر هو أيام الحاضر.»
انتبه سبارجو فجأةً.
وقال: «لكنَّ الاستماعَ إلى كبار السن وهم يتحدَّثون عن الأيام الخوالي مثيرٌ بالنسبة إليَّ. أحب ذلك!»
قالت الفتاة: «إذن يُمكِنك الاستماع لما يَكْفيك من حديثهم هنا. تعالَ إلى هنا الليلةَ في أي وقتٍ بعد الساعة الثامنة، وإذا لم تتعرَّف على المزيد عن تاريخ ماركت ميلكاستر قبل العاشرة فلا بدَّ أن تكون أصمَّ. يأتي بعض الشيوخ إلى هنا كلَّ ليلة بانتظام كالساعة، ويبدو أنهم لا يستطيعون النومَ قبل أن يتحاكَوا بقصصِ الأيام الخوالي التي أظنُّهم سمعوها ألفَ مرةٍ قبل ذلك!»
سأل سبارجو: «أهُمْ شيوخٌ طاعِنون في السن؟»
ردت الفتاة: «نعم. منهم السيدُ كوارتربيدج الساكن على الجانب الآخر من الشارع، كان مديرًا للمزادات، لكنه لا يُمارِس أيَّ عملٍ الآن … يقولون إنه في التسعين من عمره، لكني متأكِّدةٌ أنك لن تتوقَّع أن تكون سنُّه أكبرَ من السبعين. وهناك السيدُ لوميس الساكن في هذا الشارع أيضًا، لكن مسكنه أبعدُ بعضَ الشيء، عمرُه واحدٌ وثمانون عامًا. ومنهم أيضًا السيدُ سكين والسيدُ كاي، هم من الشيوخ المتردِّدين على المكان. لقد سمعتُ مِن حديثهم وأنا جالسة هنا ما يَكْفيني لكتابة كتابٍ عن تاريخ ماركت ميلكاستر منذ عامها الأول.»
قال سبارجو: «أتصوَّر أن هذا عملٌ مُبهِج ومُربِح.»
واصَل سبارجو الحديثَ مدةً حاوَل خلالها التسريةَ عن النادلة، ثم خرج يتمشَّى في أرجاء البلدة حتى الساعة السابعة التي يُقدَّم فيها العشاء في فندق يلو دراجون. ولم يكن في المقهى الفسيحِ أحدٌ غير مَن كانوا فيه وقتَ الغداء، وما إن فرغ سبارجو من تناوُل وجبته وحيدًا، حتى توجَّه إلى غرفة الضيوف متحمِّسًا، حيث تناوَلَ قهوتَه في ركنٍ فيها بالقُرب من الجزء الأثير الذي علم أن شيوخ البلدة يجلسون فيه.
قالت النادلة محذِّرة: «لا تجلس على أيٍّ من كراسيِّهم. فلكلٍّ منهم كرسيُّه الخاص وغليونه الخاص الذي يأخذه من فوق هذا الرف، وأتوقَّع أن يُقيم أيٌّ منهم الدنيا ولا يُقعِدَها إذا مسَّ شخصٌ غليونَه أو كرسيَّه. لكن لا بأسَ في جلوسك في هذا المكان، ستسمع كلَّ ما لديهم.»
بدَت لسبارجو مجرياتُ تلك الأمسية التي قضاها في غرفة الضيوف بفندق يلو دراجون في ماركت ميلكاستر كانتقالٍ مفاجئ إلى القرن الثامن عشر؛ إذ لم يكن قد شهِدَ أيَّ شيءٍ مشابهٍ لها، وكان منذ أربعة وعشرين ساعة فقط يحسب ما شهِده بنفسه مستحيلًا. فعندما قُرِع جرسٌ في مكانٍ ما في أعطاف جادَّة هاي ستريت في تمام الثامنة، دخل رجلٌ مُسِنٌّ، فحدجت النادلة سبارجو بنظرةٍ أخبرَته بها أن العرض سيبدأ للتو.
قالت النادلة: «طاب مساؤكَ يا سيد كاي. أنت أول الحاضرين الليلة.»
قال السيد كاي: «طاب مساؤكِ!» وأخذ كرسيًّا، ونظر حوله مقطبًا، ثم لزم الصمت. كان السيد كاي عجوزًا طويلَ القامة نحيلًا يرتدي ملابسَ سوداء استحالتْ أجزاءٌ منها إلى اللون البنِّي المحمر، وكانت ياقتُه مدبَّبةً تمتدُّ على جانبَي فودَيه الرماديَّين والوشاح الأسود الثقيل المَطْويِّ عدةَ مراتٍ حول عنقه، وبدا من التعبير الذي علا وجهَه أنه يميل لحدةِ الطِّباع في مواجَهة معترك الحياة. سأل النادلة: «ألم يأتِ أحدٌ بعدُ؟» فردَّت: «كلا، لكن ها هما السيد لوميس والسيد سكين مُقبِلان.»
دخل رجلان عجوزان غرفةَ الضيوف. الأولُ مهندمُ الهيئة يرتدي ملابسَ ذات قَصةٍ رياضية واضحة، عليها رسوم مبهرجة، ورابطة عنق لونها أزرقُ فاتح، ويضع في ياقته وردة، ويعتمر قبعةً بيضاء طويلة بزاوية تزيد من أناقةِ مظهره. والآخَر رجلٌ ضخم، ممتلئُ الجسم، مَرِحُ النظرات، له لحية، وفي هيئته خُيَلاء تُذكِّر بشخصية جون فالستاف الشيكسبيرية، ناكَفَ النادلةَ وهو يدخل ولمسها أسفل ذقنها في ودٍّ وهو يمر من أمامها. جلس الاثنان كلٌّ في كرسيِّه الذي بدا مصمَّمًا خِصِّيصى له، ولمس الرجل الضخم ذراعَي كرسيِّه بالودِّ نفسِه الذي حيَّا به النادلة. ثم نظر إلى صديقَيه.
وقال: «حسنًا؟ ها قد أصبحنا ثلاثة. وهناك موضوعٌ نتحدَّث عنه.»
فقال الرجل النحيف: «انتظر لحظة، انتظر لحظة. سيأتي الجَدُّ إلى هنا بعد دقيقة، سنبدأ عندما يأتي.»
نظرت النادلة من النافذة.
ثم قالت: «ها هو السيد كوارتربيدج يَعْبر الشارع الآن. هل أضع الطلباتِ المعتادةَ على الطاولة؟»
رد الرجل الضخم: «نعم، فَلْتأتينا بها عزيزتي، ائتينا بها! جهِّزي كل شيء.»
عندئذٍ وضعتِ النادلةُ طاولةً دائرية أمام الكراسي المقدَّسة، ووضعت عليها سلطانيةً لإعداد شراب البنش وعددًا من مكوناته المتنوِّعة، وعلبة سجائر، وعلبة تبغ قديمة مصنوعة من الرصاص، وما إن فرَغَت من إعداد هذه المكونات الافتتاحية لأحاديث الأمسية حتى فُتِح الباب مجددًا ودخل واحدٌ من أكثر العجائز الذين شاهَدَهم سبارجو إثارةً للاهتمام. ولما كان سبارجو يعلم أن هذا الوافد الجديد هو السيد بنجامين كوارتربيدج المبجَّل الذي أخبره كروفوت عنه، فقد تأمَّله بعنايةٍ وهو يأخذ مكانَه بين أصدقائه الذين استقبَلوه بابتهاجٍ بدا صِبيانيًّا.
كان السيد كوارتربيدج تسعينيًّا مفعمًا بالشباب، متوسطَ الحجم قويَّ البِنية، قامتُه منتصبةٌ كالسهم، ولم تَزَل الحيوية تدبُّ في أطرافه، وكانت عيناه ثاقبتَين وصوتُه جهوريًّا. وكان وجهُه الحليق نَضِرًا كتفاحةٍ لفحتها الشمس فأدفأتها، ولم يَنَل الشيبُ من شعره إلا القليلَ فصار فِضيًّا؛ وكانت يده صلبة كالصخر. كانت ملابسه المصنوعة من قماشٍ مضلَّع ضاربٍ إلى الصُّفرة أنيقةً ومهندمة، وكان وشاحُ رقبته مُبهِجَ المظهر كما لو كان الرجل ذاهبًا إلى أحد المعارض. بدا لسبارجو أن السيد كوارتربيدج لم يزَل في سِنِي عمره الكثيرُ حتى في هذه السن.
جلس سبارجو في ركنه منبهرًا في حين بدأ الشيوخ حديثَهم. انضمَّ إليهم خامسٌ في مؤخرة غرفة الضيوف التي أصبحت الآن منطقتَهم الخاصة. وأعدَّ السيد كوارتربيدج شرابَ البنش في رزانة ووقار، وعندما وُزِّع منه عليهم أشعل كلٌّ منهم غليونَه أو سيجارَه، وبدأت ألسنتُهم تَلُوكها. دخل أشخاصٌ آخرون وخرَجوا، لكن جماعة الشيوخ لما يلتفتوا لشيءٍ غير حديثهم. ومن وقتٍ لآخَر كان يدخل شابٌّ من البلدة ليطلب نصفَ لترٍ من الجِعَة المُرَّة أو ليتلكَّأ في حضور النادلة؛ وكان هؤلاء ينظرون إلى الشيوخ بمهابة؛ أما الشيوخ أنفسُهم فكانوا منهمكين في أحاديث الماضي.
بدأ سبارجو يُدرِك ما كانت النادلة تَعْنيه عندما قالت إنها تعتقد أنَّ بمقدورها كتابةَ تاريخ ماركت ميلكاستر منذ عامها الأول. فبعد التطرُّق إلى شئون الطقس والأحداث المحلية التي جرَت ذلك اليوم، والشئون الشخصية المتنوِّعة، بدأ الشيوخ يَنهَلون من مَعين الماضي، فيحكون القصةَ تِلوَ الأخرى، ويستذكرون واقعةً بعد واقعة مما جرى منذ سنين طويلة. وأخيرًا أتوا إلى ذِكر أيام السباقات التي كانت تُقام في ماركت ميلكاستر. وعندئذٍ أَقدَم سبارجو على خطوةٍ جريئة. فقد حان الوقت لجمع بعض المعلومات. أخرج البطاقةَ الفِضيَّة من محفظته ووضعها في راحة يده موجِّهًا شعارَ النبالة إلى الأعلى، واقترب من جماعة الشيوخ وانحنى لهم في أدب، ثم قال بصوتٍ هادئ:
«أيها السادة، هل يُمكِن لأحدكم إخباري بأي شيءٍ عن هذه؟»