القبلة الأخيرة
«وأنا الذي طرتُ في السماء ليَتعلَّموا مني الطيران، حلَّقتُ بجناحَيَّ فوق كل السجون لكي يَسخروا من كل السجون، أردتُ أن أثبت لهم أن الإنسان يُمكِن أن يَتحوَّل إلى نَسر أو صقر، أو حتى عصفور يعلو فوق الطُّغاة والمعذِّبين والجلَّادين، يُبدِّل أرضًا بأرض، وسماءً بسماء، ويُرفرِف فوق القرى والمدن والغابات.»
عبر مجموعةٍ قصصية بلغَت اثنتين وعشرين قصةً قصيرة، راح الفيلسوفُ والقاصُّ «عبد الغفار مكاوي» يرسم لنا عوالمَ مختلفة في أزمنةٍ متعددة، مُستخدمًا التصريحَ حينًا والرمزيةَ أحيانًا، ليُشكِّل لوحةً مُتجانِسة عن حياةِ بُسطاء الناس وطرق تفكيرهم، في المدينة والريف، وينتقل بخِفة بين قصةٍ وأخرى؛ فمن «عتريس» القزم الذي يلجأ دائمًا إلى «أم العواجز»، إلى مُحاوَلاتِ رجلٍ من العامة يريد أن يرفع شكوى إلى قيصر روما في عصورِ ما قبل الميلاد، ومن ممثِّل مسرحي في فرقةٍ شعبية تدور في الموالد، إلى عالِم ذَرة يعود أخيرًا إلى وطنه ليجد بيته قد تَهدَّم، ومن ابن السلطان الذي راح ينتظر عودةَ أبيه من الحروب منذ ألف عام، إلى العالِم الفلكي «محمود نجم»، وغيرها من القصص الغنية بالشخصيات والأفكار الحريصة على إظهار الجانب الإنساني في مجتمعاتنا.