الدراسة الأولى
تمهيد
وكان للعلم العربي نصيبٌ وافر من هذه الجهود الاستشراقية على تنوُّعها سواء فيما يختص بالكشف عن كنوز تراثه وصيانته وطبعه ونشره وترجمته، أو فيما يتعلق بدراسته وتقييمه ونقده ومعالجة قضاياه ومشكلاته والترجمة لأعلامه. ولم تُقصَر هذه الجهود على مجالٍ واحد من مجالات العلم العربي، وإنما شَملَت جميع مجالاته تقريبًا؛ الطب، والفلك، والميكانيكا، والرياضيات، والزراعة، والملاحة والبيطرة … إلخ. ولولا هذه الجهود الاستشراقية — على ما فيها من سلبيات — لظلَّت معرفتُنا بتُراثنا العلمي محدودةً في أضيق نطاق.
ولهذا السبب حَظِي الاستشراق والمستشرقون باهتمامٍ كبير من علمائنا ومفكِّرينا المعاصرين، ولكن اهتماماتهم انصبَّت إما على تفنيد آراء المستشرقين في تحقيق هذا التراث وفهرسته ونشره، ولكن بحثنا هذا يركِّز على جانبٍ واحد من آراء المستشرقين في الفكر العربي، وهو «الرؤية الاستشراقية للعِلم العربي بين الأصالة والتبعية».
وطريقتنا في هذا البحث نقوم باستعراضِ بعض الآراء الأساسية للمستشرقين فيما يتصل بظاهرة العِلم العربي، ثم نُعقِّب على ذلك بما نستخلصه من المواقف الاستشراقية إزاء العلم العربي.
ونحن بادئ ذي بدء لا ندخُل على المستشرقين هنا دخول المنكر المعاند الباحث عن المثالب، وإنما ندخُل عليهم دخول الباحث الذي يتوخَّى الوصول إلى الحقيقة، وهذا سيجعلُنا نتعرف على ما للمستشرقين من إيجابياتٍ تُذكَر لهم وما لهم من سلبياتٍ تُسجَّل عليهم.
- (١)
موقف المستشرقين من إشكالية وجود علمٍ عربي.
- (٢)
تفنيد رأي المستشرقين القائلين بأن العلم العربي مجرَّد نقل واقتباس عن علوم اليونان.
- (٣)
موقف العلماء العرب المعاصرين من الرؤية الاستشراقية لظاهرة العلم العربي.
وسوف نعالج هذه المحاور بشيء من التفصيل فيما يلي:
أولًا: موقف المستشرقين من وجود علم عربي
لا شك في أن التقدم العلمي الذي عرفَته الحضارة العربية-الإسلامية في عصر ازدهارها يُعَد بحق مثلًا رائعًا من أمثلة التفاعل الخصب بين الحضارات؛ فنقطة البداية في هذا العلم كان ذلك التفتُّح الفكري الذي ألهم علماء العرب — تحت رعاية الخلفاء المسلمين في العصر العباسي بوجه خاص — أن ينقلوا كل ما أُتيح لهم من علوم القدماء وفلسفاتهم في ترجماتٍ أمينة تُعَد من أروع الأعمال التي تحقَّقَت حتى ذلك الحين.
وهكذا عَرفَ العرب والمسلمون علوم اليونان والفرس والهنود، ولم يتردَّدوا في استخدام كل الذخيرة الضخمة من المعلومات العلمية التي كدَّسَتها البشرية حتى ذلك الحين من أجل تلبية حاجات المجتمع الذي كان ينمو ويزداد تعقُّدًا يومًا بعد يوم.
ولقد خلَّف لنا العلماء العرب تراثًا علميًّا لا حصر له، فلما أن ظهَرَت حركة الاستشراق وقويَت منذ مطلع القرن التاسع عشر متوجهة بتياراتها ورجالها نحو هذا التراث العربي-الإسلامي، فقد قال المستشرقون ما وجدوا في هذا التراث من ثراءٍ وتنوُّع، فانكبُّوا عليه يَدرُسونه ويُحلِّلونه ويشرحونه ويصنِّفونه ويكشفون غوامضه، ويُجَلُّون واضحَه وينشرون مخطوطاتِه.
بيد أن حركة الاستشراق هذه بتياراتها المتلاحقة، قد أفرزَت أحكامًا تجنَّت فيها على العرب والمسلمين تجنِّيًا مُوغِلًا، وأثمرَت تعصُّبًا ليس له مدًى، من حيث شاء بعض المستشرقين أن يبخسوا العرب والمسلمين حقهم في السبق والتقدم والابتكار في شتى مجالات العلم العربي، مع أنهم — أي المستشرقين — كانوا أوَّل الناس وأَحْراهم بالاعتراف بهذا الفضل، وذلك بما صار لهم من صلةٍ وثيقة بهذا التراث فهمًا وتمثُّلًا واستيعابًا في إطار دراساتهم العلمية التحليلية المقارنة.
لكنَّ قليل القليل من رجال الاستشراق كانوا أمناء مع أنفسهم ومع الحقيقة والتاريخ، فقالوا بما أملَتْه عليهم ضمائرهم الحية وروحهم العلمية الموضوعية؛ ومن ثَم قرَّروا لعُلَماء العرب ما هم جديرون به ويستحقُّونه من فضل وعرفان.
إننا هنا نودُّ أن نشير إلى موقف المستشرقين من ظاهرة ما يُسمَّى ﺑ «العلم العربي»، وفي هذا نقول: لقد انقسم المستشرقون بإزاء هذه الظاهرة إلى فريقَين رئيسَين:
(أ) أما الفريق الأول
فقد رأى أنَّ ما يُسمَّى بالعلم العربي ما هو إلا مجرَّد نقلٍ واقتباسٍ عن اليونان والهند وغيرهما من الأمم، فإذا ما عثر على أمرٍ طريف في هذا العلم، فلا بد أن يكون له في العلوم القديمة أصل.
وأصحاب هذا الرأي يمثِّله كثير من المستشرقين من أمثال: «رينان»، «سيرسل ألقود»، «دي بور»، وغيرهم.
(ب) وأما الفريق الثاني
ثم يناقش ألدو مييلي قضيةً أثارها كثيرٌ من زملائه المستشرقين حول هل هناك علم عربي أم علم إسلامي؟
- المبرر الأول: أن القسم الأعظم من الآثار المتعلقة بالعلم العربي مكتوبٌ باللغة العربية؛ فإن الإيرانيين بعد سقوط الدولة الساسانية اتخذوا العربية لغةً لهم — دون استثناءٍ تقريبًا — في جميع كتاباتهم العلمية والأدبية، ولا نرى كثرة استعمال الفارسية إلا بعد ذلك منذ نشأَت اللغة الفارسية الحديثة ونظَم الفردوسي شعره العظيم. بيد أن استعمال الفارسية الحديثة ظهر أيضًا بادئ ذي بدء في الآثار الشعرية والأدبية الخاصة فحسب. أما الموضوعات الدينية والفلسفية والعلمية فقد احتفظَت العربية فيها بسلطانها الكامل على وجه التقريب إلى زمنٍ متأخر جدًّا، ولم يتخذ الإيرانيون عادةَ استعمالِ الفارسية في كتبهم العلمية إلا نحو نهاية العصر الذي نَدْرسه.
- المبرر الثاني: كان المسيحيون السريان — مع كثرة استعمالهم اللغة العربية — يستخدمون اللغة السريانية في كتبهم أيضًا في جميع الأزمنة، ولكن من الواضح الجلي أننا لا نستطيع أن ننظر في شخصٍ واحد كابن العبري، أو إلى شخصَين اثنَين، بأن نبحث كُتبه العربية في مكان وكُتبه السريانية في مكانٍ آخر.
- المبرر الثالث: ومثل ذلك يمكن أن يُقال إلى اليهود في استعمالهم العِبْرية؛ فإن العلماء العظام منهم، مثل إسحاق الإسرائيلي وموسى بن ميمون كتبوا جميع كُتبهم تقريبًا بالعربية، ولكن كُتبهم هذه سرعان ما تُرجمَت إلى العِبرية. وهناك آخرون كتبوا باللغتَين على التناوب، وفي نهاية العصر الذي نحن بصدده نُلاحِظ عند يهود الأندلس غلبة ظاهرة اللغة العبرية، بل نشاهد أيضًا عندهم الميل إلى تعريف شعوب غربي أوروبا بالكتب العلمية العظيمة المؤلَّفة باللغة العربية، وذلك بواسطة ترجماتها العِبرية، فمن الجلي أن جميع هذه الكتب التي كُتبَت بالعبرية يمكن عدُّها منفصلة عن جملة العلم العربي في دراسةٍ تاريخية جادة.٢٦
من هنا يتضح لنا أن حديث ألدو مييلي عن العلم العربي يعني تلك الجهود التي بذلها الباحثون في العالم الإسلامي في مجال الدراسات العلمية (سواء كانت دراساتٍ طبيعيةً أو رياضية) وما تمخَّضَت عنه تلك الجهود من أعمال في هذا المجال سواء كانت هذه الأعمال في صورة مؤلَّفاتٍ أو مترجماتٍ أو شروحٍ أو هوامشَ تدور حول مسائلَ علمية، والباحثون في العالم الإسلامي هنا هم كل من ساهم في حقل العلم أيًّا كانت صورة هذه المساهمة.
ويُحلِّل الدكتور «جلال موسى» نظرة المستشرقين للعلم العربي فيُذكِّر بأنها نظرةٌ تُدخِل في تسمية العرب أممًا أخرى من المشاركين في لغةِ كتب العلم وفي كونهم تَبَعة الدولة الإسلامية، فكان الاصطلاح «عربي» نسبةً إلى لغة الكتب لا إلى الأمة التي هي إسلامية، فانتَسَب إلى اللغة.
- الأول: أن لفظ المسلمين يُخرِج النصارى واليهود والصابئة وغيرهم ممن كان لهم نصيبٌ غير يسير في العلوم والتصانيف العربية.
- الثاني: أن لفظ المسلمين يستلزم البحث عما صنَّفَه أهل الإسلام بلغاتٍ غير العربية.٣١
ومن ناحيةٍ أخرى يجب أن نعترف بأن هناك «علمًا عربيًّا» له منهجه وموضوعه، واشتُهر بآراءٍ ونظريات، وقام على أمره كثيرٌ من المتكلمين والفلاسفة والعلماء، ووُضعَت فيه بحوثٌ ومؤلَّفاتٌ تُعد من بين المؤلفات العلمية الهامة في تاريخ العلم قديمه وحديثه، واعتُبرَت ثروةً بشرية أفادت منها ثقافاتٌ مختلفة، أخذ هذا العلم وأعطى، وأخذ عن العلم الإغريقي وعن بعض البحوث العلمية في فارس والهند، وأضاف إليها ما أضاف وأضحى علمًا عربيًّا خالصًا، أعطى الثقافات المعاصرة له من سريانية وعبرية ولاتينية، وهو جدير بأن يُجنِّد كثيرٌ من المستشرقين حياتهم لدراسة هذا العلم في أصوله ومصادره، في نشأته ومراحل نُموِّه، في مدارسه وكبار رجاله، وأن يتابعوا أثَره، وكيف أفاد الغربُ منه في دفع عجلة التقدم والتطور الذي هو عليه الآن.
ثانيًا: تفنيد رأي المستشرقين القائلين بأن العلم العربي مجرَّد نقل واقتباس عن علوم اليونان
إذا كان بعض المستشرقين قد رأى أن العالم العربي هو مجرد امتداد للعلم اليوناني، فلم يكتفوا بهذا، بل أكَّدوا أن ما قام به العرب في مجال العلم كان يدور في ذلك الإطار الذي حدَّده اليونانيون قبل ذلك بفترة لا تقل عن ألف عام، بل لقد تجاوزَت حُدودَ الموضوعية حين ذهبوا بأن المرحلة الإسلامية من العلم، إنما كانت همزةَ الوصل بين الحضارة اليونانية والحضارة الأوروبية الحديثة، وأن فضل العرب والمسلمين ينحصر على التراث العلمي اليوناني ونَقلِه بأمانة إلى أوروبا لتبدأ به نهضتَها الحديثة.
ويمكن أن نفنِّد رأي هؤلاء المستشرقين فنقول: نحن لا نُنكِر أن العلم العربي قد تأثَّر بالعلم اليوناني، وأن معظم العلماء والفلاسفة العرب أخذوا عن أرسطو معظم آرائه، وأنهم أُعجبوا بإقليدس وجالينوس وأرشميدس، وتابَعُوهم في نواحٍ عدة. ولو لم يُكرَّر الكلام لنَفِد. ومن ذا الذي لم يتتلمذ على من سبقه ويقتفي أثَر من تقدموه؟
ولا يختفي على أحد أن العلم اليوناني قد تأسَّس أصلًا وأساسًا على ما أخذَه علماء اليونان من علوم الشرق القديم في مصر وبابل وآشور. ويبدو هذا التأثير واضحًا لدى طاليس وفيثاغورس وأفلاطون وجالينوس بصفةٍ خاصة. ولا يستطيع أحد أن يدَّعي أن هؤلاء اليونان رغم تأثُّرهم بالعلم الشرقي كانوا مجرَّد نقَلَة ومقلِّدين لما كان لدى الشرقيين القدماء من هذه العلوم.
ثم إننا نتساءل إذا كان العلماء العرب قد استَقَوا معظم مادتهم العلمية من التراث اليوناني، فهل وقَفوا عند حد التأثُّر؟ أم تجاوَزُوه إلى حيث قدَّموا بعض عناصر الابتكار والإضافة والتجديد؟
للإجابة على هذا السؤال، نقول: إننا نجد مؤشراتٍ علميةً واضحة عند العلماء العرب تدُل على الأصالة والإبداع والجدَّة والابتكار، فهناك مؤشراتٌ نجدها عند ابن سيناء وأبي بكر الرازي في مجال الطب، وأبو القاسم الزهراوي وابن زهر وابن النفيس في مجال علم الجراحة، وابن الهيثم في مجال علم المناظر، وجابر بن حيان في مجال علم الكيمياء، وابن يونس في مجال علم الفلك، وابن بيطار في مجال علم الصيدلية، وثابت بن قرة في مجال على التفاضل والتكامل، والخوارزمي في مجال علم الجبر … وهلُم جرًّا.
إلا أن هذه المؤشرات رغم أصالتها فلم تبلُغ الحد الذي بلغَتْه على يد العلماء اليونانيين، بل هي دونها مستوًى؛ لأنها تمخَّضَت عن ذا الينبوع فأخرجَت منه الجديد الذي لم يكن من قبلُ، فكان عملُها جديدًا بهذه الدلالة؛ لأنه سينتهي فيما بعدُ إلى أن يكون هذا الجديد مصدرًا لبعض نزعات العلم الأوروبي الحديث. وتلك هِبةٌ تغافَل عنها المُستشرِقون وانحسَرَت أفكارُهم دونها ناقصة من اعترافٍ بجميل أو إنصافٍ لحق.
ونحن لا نتنكَّر في هذا السبيل لتأثيرات العلم اليوناني في العلم العربي، ولكننا نجد في العلم العربي جوانبَ جديدةً يتميَّز ابتكارها بالكيف لا بالكم، والإضافة الحقَّة تمثَّلَت في عمليتَين متتاليتَين؛ تحليلية من جهة، وتركيبية من جهةٍ أخرى، تعتمد على عناصرَ قبلية للتجربة الجديدة في الفكر؛ ففي التحليل نتوصَّل إلى العناصر الأساسية في الموقف أو التجربة، فنُقدِّم شيئًا جديدًا في الرؤية التي نريد والصورة التي نقصد. وفي التركيب حالٌ أخرى تعتمد على التدرُّج من البسيط إلى ما هو أكثر، ومن الأحكام النسبية إلى أحكامٍ أشدَّ عمومًا وأبعدَ ضرورة.
ولا ندَّعي في حديثنا هذا أن العلم العربي جاء على غيرِ مثال؛ ففي ذلك مبالغةٌ لا نُريدها له ولا نُضيفها إليه؛ لأنها تفتقر في صدقها إلى معايير التحقيق العلمي الدقيق، بل نعني الجانبَ النقديَّ لهذا العلم فيما أضافوه أو حذَفوه من العلم اليوناني.
وهذا ابن مفلح في الأندلس يكتب كتابًا بعنوان «كتاب الهيئة»: إصلاح المجسطي يُحاوِل فيه إصلاح نظام بطليموس، ثم يأتي بعده البتروجي فيكتب كتابًا بالعنوان نفسه وبالموضوع عينه، ويكتب ابن الهيثم في كتابه الموسوم «الشكوك على «بطليموس» قائلًا: «إن حُسن الظن بالعلماء السابقين مغروس في طبائع البشر، وإنه كثيرًا ما يقود الباحث إلى الضلال، ويعوق قُدراتِه على كشف مغالطتهم، وانطلاقِه إلى معرفة الجديد من الحقائق، وما عصَم الله العلماء في شيء من العلوم ولا تفرقَت آراؤهم في شيء من حقائق من الأمور.» فطالبُ الحق عند ابن الهيثم ليس من يستقي حقائقه من المتقدِّمين، ويسترسل مع طبعه في حُسن الظن بتراثهم، بل عليه أن يشُك في إعجابه بهم، ويتوقَّف عن الأخذ عنهم، مستندًا إلى الحُجة والبرهان، وليس معتمدًا على إنسانٍ تتسم طبيعته بالخلل والنقصان، وعليه أن يُخاصِم من يقرأ لهم، ويُمعِن النظر فيما قالوه، حتى تتكشَّف له أخطاؤهم، ويتوصَّل إلى حقائق الأمور.
ومن دلالات هذا عند «ابن الهيثم» أنه يقول عن «بطليموس» إنه «الرجل المشهور بالفضيلة، والمُتقِن في المعاني الرياضية، المشار إليه في العلوم الحقيقية»، وإنه وجد في كتبه «علومًا كثيرة ومعاني غريزة، كثيرة الفوائد عظيمة المنافع» ومع ذلك فإن «ابن الهيثم» حين وقف منها موقف من يُخاصِم صاحبها مع إنصاف الحق منه، وجد فيها مواضعَ متشابهة، وألفاظًا، ومعاني متناقضة».
أما العالم عبد اللطيف البغدادي (ت٦٢٩ﻫ) فإنه يؤكد على أن عظمة جالينوس وتمكُّنه من الطب لا يعنيان علينا تكذيب حواسِّنا وعقولنا عندما تتناقض مع ما يقوله جالينوس؛ ولذلك فإن علينا ألا نُسلِّم بما يقوله الأقدمون تسليمًا أعمى مهما بلغ هؤلاء من رجاجة العقل ومن تمكُّن؛ فإن جالينوس «وإن كان في الدرجة العليا من التحفيظ فيما يُباشِره ويحكيه إلا أن الحسَّ أصدقُ منه».
أما «البيروني» والذي يُسمِّيه المستشرقون العرب، فهو الآخر يشكِّك في معارف السابقين، ومن قوله في مقدمة «القانون المسعودي»: «ولم أسلُك فيه مَسلَكَ مَن تقدَّمني مِن أفاضل المجتهدين … وإنما فعلتُ ما هو واجبٌ على كل إنسانٍ أن يعملَه في صناعته مِن تقبُّل اجتهاد مَن تقدَّم بالمنَّة، وتصحيح خللٍ إن عثَر عليه بلا حشمة، وخاصةً فيما يمتنع إدراكُ صميم الحقيقة فيه من مقادير الحركات، وتخليد ما يلُوح له فيها تذكرةً لمن تأخر عنه بالزمان وأتى بعده، وقرنتُ بكل عملٍ في كل بابٍ من عِلَله، وذكرتُ ما تولَّيتُ من عمله، ما يبعدُ به المتأمل عن تفكيري فيه، ويفتح له بابَ الاستصواب لما أصبحتُ فيه، أو الإصلاح لما زللتُ عنه أو سهوتُ في حسابه.»
وهكذا، فإن العلماء العرب لم يكونوا مجرد شارحين ناقلين مُكرِّرين لعلوم اليونان، بل إنهم تَرجَموا هذه الكتب ودرَسوها وتمثَّلوا ونقَدوا نتائجها وأصلَحوا ما يُمكِن إصلاحه، وأقاموا معرفةً جديدة بما يتفق مع إمكانيتهم وحاجتهم ومستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي لعصرهم الذي عاشوا فيه.
والشواهد على ذلك كثيرة، نقتطف منها ما يلي:
ومعنى هذا أن الملاحظة الحسية وحدها هي وسيلة لكسب الحقائق، ومصدر المعرفة الصحيحة، وأن شهادة الغير مرفوضةٌ ما لم تؤيدها مشاهدات الباحث.
من هنا يتضح لنا أن جابر بن حيان كان من المهتمين بالمنهج التجريبي؛ فهو يحتفي بالملاحظة والتجربة، ويدعو إلى تطهير الكيمياء من شوائب الجدل ومظاهر السحر والتعمية، وقد شهد له بهذا بعضُ المستشرقين المُنصِفين، فهذا هو المستشرق «هولميارد» يقول: «لقد أسَّس جابر الكيمياء على الجانب العملي محاولًا تفسير ظواهرها بالنظريات الفلسفية المتفَق عليها في عصره، وكان بفعله هذا يؤكد العلاقة الوثيقة بين «النظرية» و«التطبيق» وبين «الفرض» و«التجربة الواقعية».»
من هذا النص يتضح لنا أن ابن الهيثم ينصح الباحث أو العالم بملاحظة الظواهر الجزئية وتحديد صفاتها ثم يندرج في بحثه مع التمحيص والحذر من الوقوع في الخطأ حتى يبلغ اليقين.
وفي هذا يقول الدكتور «مصطفى نظيف»: «إن ابن الهيثم قد استطاع أن يعرف أن امتداد الأضواء على سمت الخطوط المستقيمة يؤدي رأسًا إلى أن الضوء المشرق من جسم مبصر، إذا نفذ من ثقب ضيق في حاجز، واستقبل على حاجز أبيض من خلفه، تكوَّنَت على هذا الحاجز صورة منكوسة الجسم، ويمكن الحصول عليها عن طريق جهاز يُسمَّى في كتب الضوء الابتدائية بالخزانة المظلمة ذات الثقب.
وثمة نقطة هامة نأخذها على الكثير من المستشرقين، تتمثل في وضعهم لمقاييس صارمة يحكمون بموجبها على نشأة العلم العربي.
إن مثل هذه التفسيرات الساذجة وغيرها كثير تتجاهل الجذور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لنشأة العلم العربي، وتتناسى أن سبب نشوء هذا العلم هو أعقد بكثير من التفسيرات الساذجة أو أحادية الجانب التي طرحها العديد من المستشرقين، فالعلم العربي هو نتاج مباشر لحاجات اقتصادية واجتماعية، تستمد جذورها من طبيعة التطور الذي شهدته الحضارة العربية الصاعدة في عصر النهضة الإسلامي أبان القرنين التاسع والعاشر الميلادي.
ومن ناحية أخرى يجب أن نعترف بأن العلم هو نتاج ثقافي لحضارة معينة، وأن العلم لا يظهر ولا يتطور إلا في مجتمع وصل إلى مرحلة متقدمة من التطور الاقتصادي والاجتماعي تجعل انبثاق العلم في هذا المجتمع في لحظة تاريخية معينة حاجة موضوعية وليس اختيارًا ذاتيًّا، وتعبيرًا عن الحاجة إلى معرفة علمية تؤدي إلى فهم أكبر لظواهر الطبيعة والحياة والإنسان.
ولا نريد الاسترسال في الأمثلة، لكن ما نود تأكيده هو أن علم الجغرافيا بدأ بدراسة كتب بطليموس وغيرها، ودراسة الخرائط التي وضعها اليونان، ولكن العرب الذين كانوا بحاجة إلى علم الجغرافيا للأسباب التي ذكرتُها آنفًا فاقوا اليونان وطوَّروا هذا العلم بحسب حاجتهم على يد خرداذبه والإصطخري وابن حوقل والمقدسي وابن فضلان وأحمد بن سهل البلخي والمسعودي والهمذاني وغيرهم، وسار تطور علم الجغرافيا بخط متوازٍ مع تطور علوم الفلك والحساب والهندسة وصناعة الإسطرلابات والبوصلات والسفن البحرية وإقامة المراصد الفلكية.
ثالثًا: موقف العلماء العرب المعاصرين من الرؤية الاستشراقية لظاهرة العلم العربي:
يقف كثير من علمائنا ومفكرينا المعاصرين بإزاء الرؤية الاستشراقية لظاهرة العلم العربي إلى فريقين رئيسيين: أحدهما يؤكد هذه الرؤية، وسوف نرى على أي أساس قام تأييدهم هذا، ثم نناقشه لنرى مدى أحقيته، وأما الفريق الثاني فيرفضون تلك الرؤية، وسوف نعرض آراءهم أيضًا.
(أ) أما الفريق الأول
فيتعامل مع ظاهرة العلم العربي وما حققه العرب والمسلمون في مجال العلوم الرياضية والطبيعية بروح المكابرة والتكبر، منكرين أي دور ريادي للعلماء العرب في تاريخ العلم الإنساني. كما أن هذا الفريق ينكر كل التطور الفكري والعلمي والفلسفي ويطرح حله الجاهز، وهو إعلان الطلاق مع كل التراث العلمي العربي، ويطرح مسألة الارتباط بالفكر الغربي المعاصر كمخرج من الأزمة، ويدعو إلى قطع الجذور مع ماضي الأمة وتراثها.
ثم يصادر الدكتور الجابري على أن العقل العلمي الغربي هو المعاصرة وأن العقل العلمي العربي هو الأصالة، وعلينا الجمع بينهما، وفي هذا يقول: «ولكننا نحن العرب في العصر الحاضر سجناء رؤيتَين؛ الأوروبية التي فتحنا عليها أعيننا منذ بدء يقظتنا الحديثة، وهي تُكيِّف — بل تُهيمِن على — جانب المعاصرة في شخصيتنا العلمية والحضارية، والرؤية الغزالية–الشهرزورية–العثمانية (نسبةً إلى أبي حامد الغزالي وابن الصلاح الشهرزوري والدولة العثمانية) التي تشوِّش جانب الأصالة في تفكيرنا، وتقف حاجزًا بيننا وبين ربط ماضينا بحاضرنا في اتجاه المستقبل المنشود.»
ونحن نخالف هذه النظرية الجابرية، وذلك لأنها تتعامل مع تراثنا العلمي العربي بروحٍ استعلائية فلا نجد في هذا التراث ما ينتمي للتقدم ولا تكلف نفسها إعمال الفكر في البحث والتنقيب والدراسة الموضوعية للتراث.
وثمة نقطة هامة نود مناقشتها بالنسبة لهذا الفريق وهي مسألة «حداثة العلم»، فهذا الفريق يعتقد أن العلم لم يبدأ شوطه بمعناه الحقيقي إلا في عصر النهضة الأوروبية في القرنين السادس والسابع عشر الميلاديين، والقائلون بهذا من علمائنا ومفكرينا المعاصرين كثيرون.
ونحن نعترف بهذا، ولكن كل هذا لا يمنع من القول بحداثة العلم، وأنه وليد القرن السابع الميلاد على يد فرنسيس بيكون، فهذا قولٌ يتنافَى مع الحقيقة الموضوعية؛ فليس من اليسير أن نحدِّد نقطة الصفر التي انطلق منها العلم؛ لأن العلم شأنه شأن صور الفاعليات الإنسانية كائنٌ متطورٌ نامٍ، لم يُولَد كاملًا راشدًا، بل لا بد أن يكون قد مَرَّ بمراحلَ طويلةٍ من الصقل والتهذيب لكي يبلغ مرتبته الراهنة من النضج.
إن القائلين بحداثة العلم لا بد أن يضعوا في اعتبارها بأنه من الصعب أن نُفسِّر سرعة التقدم الذي طرأ على العلم الأوروبي في القرن السابع عشر، والذي نقل أوروبا من التفكير في عالم أرسطو الذي لا يتحرك إلا أنه يعشق «المحرك الأول» إلى عالم نيوتن الذي يسودُه قانونٌ طبيعي هو قانون الجاذبية الكونية. من الصعب أن نُفسِّر ذلك إلا إذا قلنا بأن عواملَ أخرى قد مهَّدَت له بالرغم من أن تأثيرها لم يكن في البداية ظاهرًا.
(ب) أما الفريق الثاني
وهذا الفريق يقفُ على نقيض الفريق الأول، ولكنها يصُب في نفس المصَب نفسه ويصل إلى النتيجة نفسها. وهو فريقٌ يغلب عليه طابع الحماس الشِّعري والخطابي في تعاطيه مع ظاهرة العلم العربي؛ فهو يتعامل مع هذه الظاهرة بروح التقديس والمبالغة والأساليب الانفعالية.
وهذا الفريق يربط بشكلٍ ميكانيكي وتعسُّفي بين الحاضر والماضي؛ فأزمة الحاضر هي العقاب التاريخي للتخلي عن الماضي، والماضي لديه هو الحاضر، ولا جديد تحت الشمس، مع إغفال كل التغييرات الهائلة في أساليب الحياة ونمطها وتطوُّراتها الفكرية والتكنولوجية.
وخاتمة القول أتمنى أن نكون في هذا البحث قد نجحنا في اختراق صفوف هؤلاء المستشرقين ومن تابعَهُم من علمائنا العرب، وتقديم وجهة نظرٍ تتعدَّى مزاعمهم ومنهجيَّتهم.
تعقيب
من خلال دراستنا الاستطلاعية للرؤية الاستشراقية تَولَّد لدينا اقتناعٌ بأن المستشرقين الذين اهتموا بالعلم العربي وقدَّموا بخصوصه — من خلال دراساتهم — تنظيراتٍ ورؤًى مختلفة في هذا العلم كانوا فريقَين؛ أحدهما ويمثِّله قلةٌ قليلة منهم التَزَم في بحوثه ودراساته الاستشراقية العلمية بدرجاتٍ كبيرة من الموضوعية والنزاهة، وتحرَّروا إلى حدٍّ ما غير كافٍ، من أهوائهم وميولهم الشخصية، وابتعدوا قَدْر استطاعتهم عن الزيف والضلال، وطرحوا جانبًا، بقَدْر ما وَسِعه من الجهد، صنوف التعصُّب الجنسي والديني والثقافي، فكانوا بذلك منصفين بدرجاتٍ مقبولة للحق والحقيقة، فيما يتعلق بآرائهم وأحكامهم ورؤاهم تجاه التراث الفلسفي والعربي.
أما الفريق الآخر، وهم الأكثرية، فكانوا على عكس الأول من حيث قصَدوا بوعي وإرادة إلى أن يبخسوا العرب والمسلمين حقهم في السبق والإبداع والابتكار في شتى مجالات العلم والمعرفة. ولمَّا أن كان الفكر الفلسفي في أية حضارة يُعَد من أهم الميادين التي يظهر فيها العمل الإبداعي المُبتكَر من جانب أصحابه، فقد ظهَر تجني هذا الفريق على العلم العربي وعلمائه، فوصموهم بوصمة التبعية والتقليد والمحاكاة لنظرائهم السابقين من علماء وفلاسفة اليونان، وسلبوهم ما هم جديرون به من إبداع وابتكار، بل إن هذا الفريق من المستشرقين شاء أن يهدم الأساس الذي تقوم عليه كل فلسفة في كل زمان ومكان، وهو العقل فيما يختص بالعقلية العربية والإسلامية، فاتهموا هذه العقلية بالعجز والجمود والتخلف، لكي يقيموا على هذه الأنقاض دعواهم في عدمِ وجودِ ما يُسمَّى بالعلم العربي على الحقيقة، فبَنَوا هذا على انعدام ذاك. وكان الأجدر والأَولى بهؤلاء المستشرقين أن يعترفوا بأحقية العقلية العربية في الإبداع، ثم الاعتراف بوجود علمٍ عربي له موضوعه ومناهجه ونظرياته الخاصة، وذلك بما صار لهم من صلةٍ وثيقة بالتراث الفلسفي العربي الإسلامي، فهمًا وتمثُّلًا واستيعابًا في إطار دراساتهم العلمية التحليلية المقارنة، ولكن غلبَت عليهم مقاصدُهم فكانوا من الظالمين لأنفسهم بالمقام الأول، ولعلماء العرب والإسلام في المقام الثاني.
وأيضًا فإنه لو أن العقلية العربية عاجزةٌ حقًّا عن التفكير العلمي، كما زعم الكثير من المستشرقين وغيرهم، لما أنتجَت هذه العقلية ذلك الكَم الهائل المتنوع من الأفكار والآراء والنظريات والمناهج في مجال العلوم المختلفة، كالجغرافيا والتاريخ والرياضة والفلك والطبيعة والطب والكيمياء والصيدلة والجراحة والنبات والحيوان؛ ذلك لأن العلم هو من صنَع العقل الذي يُرينا ضروب انفعالنا وتأثُّرنا بالنسبة للعالم الخارجي، ولا يحدُّ هذه الانفعالات مجرَّد الظواهر التي تمثُل لحواسنا بطريقٍ مباشر أو غير مباشر، بل يحدُّها بوجهٍ خاص موقفُنا الذي أخذناه تجاهها من قبلُ، ويحدها كل موقفٍ أخذه العقل الإنساني منذ القِدَم تجاه الظواهر المذكورة.
ولو أن العقلية العربية قاصرةٌ عن النظر العلمي الدقيق والتأمل الفلسفي العميق، لما ظهَرَت الحضارة الإسلامية وازدَهَرت وتحقَّق لها التمايُز والسيادة خلال ما يزيد على سبعة قرون.
قائمة المصادر والمراجع العربية
-
(١)
إبراهيم مدكور: في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيقه، دار المعارف، القاهرة، ط٣، ١٩٨٣م.
-
(٢)
أحمد فؤاد باشا: التراث العلمي للحضارة الإسلامية ومكانته في تاريخ العلم والحضارة، دار المعارف، ١٩٨٤م، ص٣١.
-
(٣)
أحمد الربيعي: محاولة تفسير اجتماعي لنشأة العلم العربي الإسلامي وتطوره، بُحيث أُلقي في المؤتمر الفلسفي الثاني الذي نظَّمَته الجامعة الأردنية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ١٩٨٨م.
-
(٤)
______: أحمد الربيعي: محاولة تفسير اجتماعي لنشأة العلم العربي الإسلامي وتطوره، بُحيث منشور ضمن بحوث المؤتمر الفلسفي العربي الثاني الذي نظَّمَته الجامعات الأردنية، والذي وكان عنوانه الفلسفة العربية المعاصرة (مواقف ودراسات)، طبعة مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ١٩٨٨م.
-
(٥)
ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء، طبعة مصر، بدون تاريخ.
-
(٦)
ابن خلدون: المقدمة، دار ابن خلدون، الإسكندرية، بدون تاريخ.
-
(٧)
ابن النديم: الفهرست: مكتبة دار المعرفة، القاهرة، بدون تاريخ.
-
(٨)
أبو عبد الله محمد بن أحمد المقدسي: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، مطبعة بريل، ليدن، ١٩٦٧م.
-
(٩)
أبو سعدة (د. محمد حسيني): الاستشراق والفلسفة الإسلامية، دار أبو حريبة، ط٥، ١٩٩٥م.
-
(١٠)
أبو سعدة (د. محمد حسيني): الآثار السينوية في مذهب الغزالي في النفس الإنسانية، دار أبو حريبة للطباعة، القاهرة، ١٩٩١م.
-
(١١)
أبو علي محمد بن الحسين بن الهيثم: الشكوك على بطليموس، تحقيق د. عبد الحميد صبرة ونبيل الشهابي، مطبعة دار الكتب، ١٩٧١م.
-
(١٢)
توفيق الطويل: في تراثنا العربي الإسلامي، عالم المعرفة، عدد مارس ١٩٨٥م.
-
(١٣)
جابر بن حيان: كتاب الخواص الكبير، ضمن مختارات رسائل جابر بن حيان، صحَّحها ونشرها بول كراوس، القاهرة، ١٩٣٥م.
-
(١٤)
______: كتاب السبعين، ضمن مختارات رسائل جابر التي حقَّقها ونشرها بول كراوس.
-
(١٥)
______: كتاب التجريد، ضمن مجموعة حقَّقها ونشرها هولميارد، طبعة القاهرة.
-
(١٦)
ج «د» برنال: موجز تاريخ العلم في التاريخ، بيروت، دار الفارابي، ١٩٨٢م.
-
(١٧)
جلال محمد موسى: منهج البحث العلمي عند العرب في مجال العلوم الطبيعية والكونية، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ١٩٧٢م.
-
(١٨)
جعفر آل ياسين: المنطق السينوي، عرض ودراسة للنظرية المنطقية عند ابن سينا، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط١، ١٩٨٣م.
-
(١٩)
الحسن بن الهيثم: المناظر، تحقيق د. عبد الحميد صبرة، طبعة الكويت، ١٩٨٣م.
-
(٢٠)
ألدو مييلي: العلم عند العرب وأثَره في تطور العلم العالمي، ترجمة د. عبد الحليم النجار ومحمد يوسف موسى، دار القلم، القاهرة، (١٣٨١ﻫ/١٩٦٢م).
-
(٢١)
زكي نجيب محمود: المنطق الوضعي (الجزء الثاني)، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ١٩٨٠م.
-
(٢٢)
محمد مهران وحسن عبد الحميد: في فلسفة العلوم ومناهج البحث، مكتبة سعيد رأفت، القاهرة، ١٩٨٠م.
-
(٢٣)
زيغريد هونكه: شمس العرب تسطع على الغرب، ترجمة فاروق بيضون وكمال دسوقي، منشورات دار الآفاق الجديدة، ط٦، ١٩٨١م، بيروت.
-
(٢٤)
القفطي: إخبار العلماء بأخبار الحكماء، مكتبة المتنبي، القاهرة، بدون تاريخ.
-
(٢٥)
موفق الدين عبد اللطيف البغدادي: الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهَدة والحوادث المعايَنة بأرض مصر، القاهرة، مطبعة وادي النيل، ١٢٨٦ﻫ.
-
(٢٦)
عبد الله بن أحمد البيطار: الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، طبعة بولاق، القاهرة، ١٨٧٥م.
-
(٢٧)
عبد الحليم منتصر: تاريخ العلم ودَور العلماء العرب في تقدُّمه، دار المعارف، ١٩٦٦م.
-
(٢٨)
حسن عبد الحميد: التفسير الإبستمولوجي لنشأة العلم، ملحق ضمن دراسات في الإبستمولوجيا، المطبعة الفنية الحديثة، القاهرة، ١٩٩٢م.
-
(٢٩)
علي سامي النشار: مناهج البحث عند مفكري الإسلام، دار المعارف، ط٤، ١٩٧٨م، ص٢٧٧.
-
(٣٠)
فؤاد زكريا: التفكير العلمي، طبعة الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٩٦م.
-
(٣١)
فرانز روزنتال: مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي، ترجمة د. أنيس فريحة، الدار العربية للكتاب، بيروت، ط٤، ١٩٨٣م.
-
(٣٢)
صلاح قنصوه: فلسفة العلم، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، ١٩٨١م.
-
(٣٣)
مصطفى نظيف: الحسن بن الهيثم، بحوثه وكشوفه البصرية، المجلد الأول، طبعة القاهرة، ١٩٤٢م.
-
(٣٤)
مارتن بلستر: العلوم الطبيعية والطبية، ضمن تراث الإسلام، تصنيف شاخْت وبوزورث، القسم الثالث، ترجمة د. حسين مؤنس وإحسان صدقي العمد، سلسلة «عالم المعرفة»، ديسمبر ١٩٧٨ م.
رشدي راشد: مفهوم العلم كظاهرة غربية وتاريخ العلم العربي، ترجمة أحمد حسنواتي، ملحق لتاريخ الرياضيات العربية بين الجبر والحساب، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ١٩٨٩م.
-
(٣٥)
محمد السويسي: آراء بعض المستشرقين حول التراث العلمي العربي والرد عليها، بحث نشر ضمن مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية، الجزء الثاني، تونس، ١٩٨٥م.
-
(٣٦)
دي بور: تاريخ الفلسفة في الإسلام، ترجمة د. محمد عبد الهادي أبو ريدة، دار النهضة العربية، ط٥، ١٩٤٨م.
-
(٣٧)
محمد عابد الجابري: مدخل إلى فلسفة العلوم (العقلانية المعاصرة) وتطور الفكر العلمي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط٣، ١٩٩٤م.
-
(٣٨)
محمود أمين العالم: معارك فكرية، طبعة دار الهلال، القاهرة، بدون تاريخ، ص١١٤.
-
(٣٩)
يمنى طريف الخولي: مقدمة لكتاب الرياضيات وفلسفتها عند العرب للدكتور رشدي راشد، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ١٩٩٤م، القاهرة.
المراجع الأجنبية
-
(1)
E. J. Holmyard: Chemistry to the Time of Daltonm, Oxford, 1925, p. 17-18.
-
(2)
Sharif (M. M): A History of Muslim Philosophy, London, 1963.
-
(3)
Wat (M): The Influence of Islam on Medieval Europe, Edinburgh, 1972.
Wat (M): The Influence of Islam on Medieval Europe, Edinburgh, 1972.