الدراسة الثانية
تقديم
ومن هذا المنطلق دخلَت فكرة التجربة الحاسمة أدبيات فلسفة العلم، حيث استقبلها فلاسفةُ العلم المعاصرون ما بين مؤيد ومعارض؛ فالمؤيدون ويمثلهم «التجريبيون المناطقة»، قد أكَّدوا على أهمية ودَورِ التجارب الحاسمة في تاريخ العلم، وهي لديهم نتيجة لإمبريقية المعرفة العلمية؛ لذا قد تظهر في صورة صاحبة الدور العبقري الذي يقدِّم معايير لتأييد أو تفنيد النظريات العلمية في الحال.
أولًا: المؤيدون للتجارب الحاسمة
(أ) التجريبية المنطقية
والواقع أن معيار التحقُّق قد أثار جدلًا واسع النطاق؛ فقد كان قد أوقف علمية القضية على التحقَّق فعلًا، سواء عن طريق الخبرة كما قال شليك أو بمقارنة قضايا البروتوكول بقضايا مثلها كما قال نيراث، فماذا يرى بشأن قضيةٍ لا تقبل التحقُّق الآن لأسبابٍ فنية ربما قد ترجع إلى قصور أو قلة الإمكانيات أو لأسبابٍ أخرى؟
ولا شك في أن هذه هي الأزمة التي واجهَت التجريبية المنطقية بعد ظهور علم الفيزياء النظري وضرورة تطوير الموقف، فهل تغلَّبَت على الأزمة؟
ومن جهةٍ أخرى فقد حاول كارناب ربط الفهم الوظيفي للقانون من وصف وتفسير وتنبؤ بالقابلية للتأييد للقانون موضع التساؤل؛ فعندما حاول وضع الطريقة التي يتأيد بها القانون في ضوء البيِّنة المتوفرة لدينا، كان في واقع الأمر، لا يريد سوى تحديد أو معرفة الأسس التي يمكن الاعتماد عليها للتنبؤ بوقوع أحداثٍ مستقبلية أو أحداثٍ لم يتم معاينتُها بعدُ؛ الأمر الذي يجعل القانون العلمي يقوم بمهامه.
ننتقل إلى نقطةٍ أخرى وهي: كيف يمكن التحقق من النظرية في ضوء ملاحظات التجربة؟
-
أن نستخدم المنهج الفرضي الاستنباطي؛ حيث يتم اشتقاق نتائج النظرية أو تنبؤاتها.
-
إعداد إجراءٍ تجريبي أو الملاحظات الخاصة بهذه النظرية، وذلك لتأييدها أو رفضها.
وبعد التوصُّل إلى تأييد النتائج التجريبية المُستنبَطة منها يمكن للشخص الحكم على النظرية وصحتها، كما يمكنه أيضًا معرفة أن حالات التأييد الكثيرة والمتنوعة لا شك في أنها ترفع من قبول النظريات، والعكس صحيح.
وينتهي كارناب إلى القول بأن التطور العلمي إنما يتم عن طريق «تأييد» المشاهَدَة المستقاة من التجربة للنظرية المقترحة من العقل، وكلما ظهَرَت نتائجُ جديدة لتجاربَ مختلفة حول نظريةٍ ما تأيدَت صدقيةُ هذه النظرية؛ وعلى ذلك فالتقدم إنما يتم بتراكُم المعرفة شيئًا فشئيًا؛ الأمر الذي يُستشهد فيه عادةً بمقولة إسحاق نيوتن الشهيرة: «إنني لم أستطع أن أرى أبعدَ من الآخرين إلا عندما صعدتُ على أكتاف من سبقوني.» ورغم الجهد الذي بذله كارناب في تنقيح وتعديل «التجريبية المنطقية» لإنقاذها من النقد الشديد الذي وُجِّه إليها، إلا أنها لم تستطع أن تحافظ على بريقها القديم، فنشأَت بعدها تياراتٌ فلسفية أخرى، كان من أشدها عليها المنهج التكذيبي الذي تبنَّاه كارل بوبر.
وخاتمة القول فإن التجريبية المنطقية برغم اختلاف أصحابها حول معيار التحقيق، إلا أنهم أجمعوا جميعًا على ضرورة الأخذ بالتجربة الحاسمة للمفاضلة بين النظريات، وذلك لأنها بالنسبة لهم تمثِّل نتيجةً لإمبريقية المعرفة العلمية؛ لذا قد تظهر في صورة صاحبة الدَّور العبقري الذي يقدِّم معايير لتأييد أو تفنيد النظريات العلمية في الحال.
(ب) كارل بوبر
والسؤال الآن: ماذا نفعل إذا وجدنا أنفسنا بمواجهةِ أكثر من نظرية تتوافر فيها شروط القابلية للتكذيب، القابلية للاختبار والمحتوى المعرفي؟ كيف نُفاضِل بين النظريات ونختار؟
ومن ناحيةٍ أخرى فلم تعُد التجربة الحاسمة بمثابة تأييد لأحد الفروض كما كان مُتَّبعًا، وإنما أصبحَت التجارب بمثابة اختباراتٍ للنظريات القائمة ومحاولاتٍ من جانبنا للبحث عن الخطأ في النظريات، ومن ثَم استبعادها. وإذا كان «التجريبيون المناطقة» قد اعتقدوا أنه يمكن الأخذ بالتجربة الحاسمة وذلك عن طريق التحقُّق من صدقها، فإنها عند بوبر يُؤخَذ بها لكونها ترفُض النظرية بتكذيبها.
ثانيًا: المفنِّدون للتجارب الحاسمة
(أ) بيير دوهيم
- التوجُّه الأول: ويتمثَّل في التحفُّظات الخاصة بالتجربة الحاسمة التي أجراها فوكولت عام
١٨٥٠م، والتي حسَم بها النظريتَين الجُسيمية والموجية؛ حيث تبيَّن له أن سرعة
الضوء أقلُّ سرعةً في الماء عنها في الهواء؛ ومن ثَم تأيَّدَت النظرية الموجية
وأُهملَت الجُسمية. لم تكن تجربةً حاسمة بالمعنى الدقيق، وإنما كانت إجراءً
فوريًّا. وهذا الإجراء لم يثبُت على طول الخط؛ فقد جاء العالم الألماني
«ماكس بلانك Max Plank» (١٨٥٨–١٩٤٧م)
ليُعلِن أن النظرية الجُسيمية للضوء لم تكن بالنظرية الفاشلة في تاريخ
العلم؛ فلقد أثبَت بلانك أن الضوء يتألَّف من جُسيماتٍ هي الفوتونات، وهذه
الفوتونات تتكون من طبيعةٍ جُسيمية لا موجية. لقد اكتشف بلانك أن الفوتون
يسافر عَبْر الخلاء في خطوطٍ مستقيمة. استدل على ذلك بتجربةٍ بسيطة؛ حين يَمُر
إشعاع في غازٍ ما فإن عددًا قليلًا من جُزيئات هذا الغاز تتبعثَر، بينما لا
يتأثَّر عددٌ كبير من الجُزيئات بمرور الإشعاع، فإذا كان الإشعاع مؤلفًا من
موجاتٍ تسير عَبْر الأثير كنا نرى كل جزيئات الغاز تبعثَرَت؛ ومن ثَم أيَّد
بلانك نظريةَ نيوتن في النظرية الجُسيمية في الضوء. وكان «أينشتين»
متابعًا لنتائج أبحاث بلانك في «الفوتونات
Photon»؛ فقد أعلن سنة ١٩٠٥م أن
الإشعاع يتألف من وحداتٍ جُسيمية منفصلٍ بعضها عن بعض، وهذه الوحدات تُسمَّى
بالفوتونات.
وهنا يُعقِّب دوهيم بأنه إذا كان نيوتن قد قال إن الذرات والضوء من طبيعةٍ جُسيمية. وإذا كان هويجنز قد قال إن الذرات والضوء من طبيعةٍ موجية. وظل الخلاف حاسمًا حتى جاء فوكولت بالتجربة الحاسمة في صف النظرية مؤيدًا لهويجنز. لكن لمَّا جاء القرن العشرون عاد بلانك، وأيَّده ألبرت أينشتين، إلى النظرية الجُسيمية للضوء. وظل الأمر كذلك حتى جاء العالم الفرنسي «لويس دي بروي Louis de Broglie» المولود عام ١٨٩٢م، والعالم النمساوي «إيرفين شرودنجر Erwin Schrodinger» (١٨٨٧–١٩٦١م) وعادا إلى النظرية الموجية للضوء والمادة، وعاد الخلاف الحاسم بين النظريتَين من جديد. لكن الأمر الآن استقر على موقفٍ تبنَّاه العالِم الألماني «فيرنر هيزنبرج V. Heisenberg» والعالِم «بورن Born»، وهو أن الذرَّة والضوء يمكن أن يُفسَّرا بالتصوُّر الموجي والجُسيمي معًا، لكن ليس في لحظةٍ واحدة. المادة والضوء يُفسَّران تفسيرًا جُسيميًّا في السرعات المحدودة لحركة المادة، ويُفسَّران تفسيرًا موجيًّا حين تصل سرعة المادة إلى سرعة الضوء.٥٣وأخيرًا يختم دوهيم حديثه بأنه لا تُوجد ثمَّة تجربةٌ حاسمة حقيقية في علم الفيزياء. قد تكون هناك تجاربُ حاسمة في علومٍ أخرى مثل علم الفسيولوجيا. أما في الفيزياء فإن التجربة الحاسمة تكون مستحيلة؛ ذلك لأنها — أي التجربة — بدلًا من ذلك تبدو رحبة، بحيث تقبل الأنساق النظرية (فروضًا ونظريات) لنفس الظاهرة موضع التساؤل، فإذا كنا قد ركَّزنا اهتمامنا على فرضَين بصدَد الضوء، فإن هذا ليس معناه أنه إذا وُجِد أكثر من ذلك فتكون غير مقبولة، بل على العكس فإن الاصطلاحية تعلمنا كيف يمكننا طرح أكثر من فرضَين متباينَين ليغطي ذات الظاهرة، وليس لنا الحق في الحكم على أحد من هذه الفروض بأنه هو الصادق دون الآخر طالما أن التجربة المرنة قد رحَّبَت وأقرَّتْه باعتباره مرشدًا فقط.٥٤
- التوجُّه الثاني: ويتمثَّل في التحفُّظات التي أبداها دوهيم في مسألة الفروض المساعدة،
حيث طرح دوهيم هذا السؤال: ماذا نفعل عندما تتمثَّل أمامنا صعوبةٌ تحول
دون إتمام الاختبار الحاسم؟ هل يتطلَّب الأمر دخول فروضٍ جديدة تحلُّ هذه
الصعوبة أو تلك؟ وإذا كان ذلك كذلك فما هي الفروض الجديدة، هل هي فروضٌ
مساعدة تُخِل بمعيار التكذيب وتُبطِل التجربة الحاسمة؟
يرى دوهيم أن الفيزيائي حين يقوم بإجراء تجاربه لا بد له أن يخضع في عملية التجريب لقاعدة الفروض المتعددة Multiple hypotheses؛ أي إن العالِم لا بد أن يضع أكبر عددٍ من الفروض، تظل كلها ماثلةً أمام الذهن أثناء التجربة، ونتائج التجربة وحدها هي التي تُقرِّر الفرض في النهاية، على حين تكذِّب نتائج التجربة الفروضَ الأخرى؛ ومن ثَم نستبعدها. ويتضح لنا هذا المعنى من نص «دوهيم» القائل: «إن الفيزيائي لا يمكنه أن يُخضِع فرضًا واحدًا بمفرده للاختيار التجريبي، بل مجموعةً كاملة من الفروض.»٥٥ وهذا يعني أن التجارب الفيزيائية هي ملاحظةٌ للظواهر مصحوبةٌ بتأويلٍ لها في ضوء النسق المعمول به؛ لذلك فإن الفيزيائي لا يُخضِع فرضًا منفردًا للتجريب، بل مجموعةَ فروض معًا.ومن ناحيةٍ أخرى يرى دوهيم أنه عندما تكون التجربة على عدم وفاقٍ مع تنبؤاتهم أو نتائج النظرية تُخبرنا بأنه على الأقل، واحد من هذه الفروض المؤلِّفة لهذه المجموعة خطأ، أو تحتاج إلى تعديل، ولكنها — وهذه هي المشكلة — لا تخبرهم بالفرض تحديدًا الذي هو موضع الخطأ الذي يجب تغييره. ويستطرد دوهيم قائلًا: «كلا، الفيزياء لم تكن آلةً تضع نفسها في فوضى وتفكُّك … الفيزياء يجب أن تكون كائنًا عضويًّا قائمًا، في قطعةٍ واحدة، يستحيل على أي عضوٍ في هذا الكائن أن يقوم بوظيفة دون الإجراءات الأخرى؛٥٦ وبالتالي فإن ثوبَ أي نظريةٍ فيزيائية يشكِّل كلًّا غير قابل للتجزئة … كما أنه لو افترضنا أن تأييدًا تجريبيًّا لتنبؤ أو نتيجةٍ من نتائج هذه النظرية أو تلك، فإن هذا التأييد لهذا التنبؤ أو ذلك لا يكون ألبتةً برهانًا حاسمًا للنظرية … ولا يكون ذلك بمثابةِ تأكيدٍ على أن النتائج الأخرى لهذه النظرية غيرُ متناقضةٍ عن طريق التجربة.»٥٧ وعندما يقول دوهيم إن ثوبَ النظرية كلٌّ متكامل، فهذا معناه أنه لم يكن ممكنًا أن تخضع أجزاء النظرية على انفصالٍ لاختبار التجربة؛ ومن ثَم نُبعِد التحقيق التجريبي المُهلهَل عن اختبار النظرية؛٥٨ وبالتالي لا يُمكِن أن يُعَد الدليل التجريبي في حد ذاته تكذيبًا حاسمًا للفرض، وليس هناك تجربةٌ حاسمة بصورةٍ قاطعة.خلاصة القول فإنه في هذا التوجه يتمسك دوهيم بضرورة أن تكون جميع فروض النظرية ماثلةً أمام الذهن (وهو ما كان يفعله العلماء قبله) حين يقوم العالم بإجراء عملية حذف أو إسقاط بعض الفروض. بيد أن حذف فرضٍ ما يعني الانتقال من هذا الفرض إلى الآخر، إلى أن يتم حذفها جميعًا. وهذا إن أدى إلى شيء، فإنما يؤدي إلى فشل التجارب تمامًا؛ ومن ثَم لا تنتهي إلى نتيجةٍ ما في حينها، بل الأمر يتطلب تمثُّل الفروض جميعًا أمام الذهن، مما يُتيح لهذا العالِم الفرصة في الكشف عن تفسير الظاهرة موضع التساؤل.٥٩
- التوجُّه الثالث: ويتمثَّل في التحفُّظات التي أبدها دوهيم في مسألة صدق وكذب النظريات
العلمية؛ حيث يتساءل: كيف نبني النظرية العلمية؟
وهنا يرى دوهيم أن النظرية العلمية تتألف من نَسَق من القضايا الرياضية المُستنبَطة من عددٍ قليل من المبادئ التي تُفضي بنا في النهاية إلى مجموعةٍ من القوانين التجريبية؛ ومن ثَم فإنه يميِّز لنا أربعَ خطواتٍ تتركب بمقتضاها النظرية العلمية:٦٠
- انتخاب الخصائص الفيزيائية التي نجد أنها تمثِّل مجموعة المبادئ البسيطة، التي تتحكَّم في اختيار ما يليها من مبادئ. وعن طريق «القياس» measurement يمكن أن نرمز لهذه المبادئ برموزٍ رياضية Mathematical Symbols ليست بينها وبين الخصائص الفيزيائية «علاقاتٌ داخلية» Internal Relation، بل تُستخدَم كدلالات. Relation، بل تُستخدَم كدلالات.
- إيجاد عملية الربط بين مجموعة في قليل من القضايا، التي نستخدمها كمبادئ أساسية في استنباطنا، وهذه المبادئ لا تمثل بدورها علاقات حقيقية بين الخصائص الأساسية للأجسام، بل إننا نتفق أوليًّا على صحتها، والاتفاق المنطقي يحكمها، وهذه المبادئ هي ما يُسمِّيه «دوهيم» بالفروض.
- التأليف بين هذه الفروض، وفق قواعد التحليل الرياضي Mathematical Analysis وهنا يتدخل المنطق والرياضيات، وتصبح عملياتها الأساسية هي التي يسير وفقًا للتحليل الرياضي.
- والنتائج التي نستخلصها من الفروض يتم ترجمتُها إلى قضايا، تُعبِّر عن الخصائص الفيزيائية للأجسام. وعن طريق مقارنتها بالنتائج التي نحصُل عليها من التجربة، يمكن لنا أن نتبيَّن ما إذا كانت صادقة — إذا ما جاءت مطابقةً للنظرية — أو كاذبة — إذا لم تتفق معها.
من خلال هذه الخطوات التي يُحدِّدها دوهيم، نجد أن الفرصة الحقيقية تُقدِّم لنا بطريقةٍ مقنعة، مجموعةً من القوانين التجريبية. والاتفاق مع التجربة يُعَد بمثابة «المعيار الوحيد» Sole Criterion للصدق بالنسبة للنظرية.٦١لكن إذا افترضنا أن هدف العلماء يكمُن في الاكتشاف في ضوء الوقائع المطَّردة في الجزء المُلاحَظ من العالم، فإن هذا يحتاج بالطبع إلى التجريب. بيد أن هذه الاطِّردات كثيرًا ما نجدها معقَّدة. وهذا ما يجعل التصميم التجريبي في غاية الصعوبة والغموض. وهنا تأتي الحاجة إلى بناء نظرياتٍ ترشد البحث التجريبي؛ فالمعرفة مفترضة، فيما يرى دوهيم، بحيث تكون المُلاحَظة العلمية نظريةً محمَّلة Theory Loaded، مثل القياسات، وقرارات الخبرة في أوَّل فهم الشيء، على العكس من الفكرة المطروحة عند التجريبية المنطقية وغيرها، التي تؤكِّد على أن الملاحظة — بدلًا من ذلك — تبدو كافيةً للبرهان على صدق أو كذب النظرية، أو بعبارةٍ أخرى، حل لمشكلة وليس إثارة. لكن المطلوب منها أن تكون السبب لمشكلات لا لحلولها. ومن مُنطلَق أن نظرياتنا العلمية يستحيل أن نُبرهنَ عليها بكونها صادقة أو كاذبة؛ ذلك لأنها غير مُستنبَطة من النتائج التجريبية. من هذا المنطق فإنه من غير الممكن أن يكون هناك تجربةٌ تحكُم على الفرض من فروض النظرية أو النتائج منفصلًا. والسبب أنه من الصعوبة بمكانٍ أن نجد فرضًا بذاته يمتلك حيثياته من نتائجَ تجريبية، فإذا رمزنا إلى فرضٍ نظري بصدَد نظرية ﺑ «ك» فإنه من غير الممكن أن يكون هذا الفرض أو ذاك قابلًا للتكذيب مثلًا، وذلك عن طريق فصله عن كل الفروض الأخرى للنظرية بغرض اختياره. الفروض النظرية ينبغي ألا تكون منفصلةً لغرض الاختيار.٦٢هذه أهم التوجُّهات والدواعي والتي جعلَت دوهيم يُصِر على أن التجربة الحاسمة مستحيلةٌ في الفيزياء. ولا شك أن هذا الموقف قد كانت له ردودُ فعلٍ واسعةُ النطاق، من قِبل كثيرٍ من فلاسفة العلم، لنذكُر منهم، موقف كارل بوبر؛ حيث رفض فكرة تجنُّب التفنيدات التجريبية والتملُّص من التكذيب، وذلك بأن نُضيف للنظرية فروضًا مساعدة تتلافى في ضوئها مواطنُ الكذب، أو بأن نُنكِر التجارب المفندة. وفي هذا يقول: «أما بالنسبة للفروض المساعدة، فإننا نقترح أن نضع القاعدة القائلة: إننا نقبل الفروض المُساعِدة التي لا يكون إدخالها مفضيًا إلى تقليلِ درجةِ قابلية التكذيب، أو قابلية اختبار النَّسَق موضع التساؤل، وإنما على العكس من ذلك نقبل الفروض المُساعِدة التي تزيد من قابلية التكذيب أو قابلية الاختبار … وإذا زادت درجةُ قابلية التكذيب، فقد أثَّر إدخال الفروض في النظرية فعلًا. لقد كان النَّسَق الآن محكمًا أكثر مما كان، ويُمكِن أن نُوضِّح ذلك كما يلي: إن إدخال فرضٍ مساعد يجب أن يُنظر إليه دائمًا على أنه محاولة لبناء نسقٍ جديد. وهذا النسق يجب الحكم عليه دائمًا في ضوء الاتجاه بأنه يؤلِّف تقدمًا حقيقيًّا في معرفتنا عن العالم.»٦٣وفي موضعٍ آخر يصُب جامَ غَضبِه على المذهب الاصطلاحي وروَّاده بمن فيهم دوهيم، فيقول: «لقد أدرك كلٌّ من بوانكاريه ودوهيم استحالة تصوُّر نظريات علم الطبيعة على أنها قضايا استقرائية. وقد تحقَّق لهما أن المشاهدات القياسية التي قيل إن التعميمات تبدأ منها، هي على العكس من ذلك، تأويلات في ضوء نظريات … ومن ثَم فالنظرية العلمية لا تحوي معرفةً صادقة أو كاذبة، فهي ليست إلا أدوات لنا أن نقول عنها فقط إنها ملائمة أو غير ملائمة، مقتصدة أو غير مقتصدة، مرنة، دقيقة أو جامدة؛ لذلك نجد دوهيم يقول إنه لا تُوجَد أسبابٌ منطقية تمنعُنا من أن نقبل في وقتٍ واحد نظريتَين متناقضتَين أو أكثر … وعلى الرغم من أنني أوافقهما على ذلك، إلا أنني أختلف معهما عندما اعتقدا باستحالة وضع الأنساق النظرية موضع الاختبار التجريبي، فلا بد أن تكون قابلة للاختبار — أي قابلة للتفنيد من حيث المبدأ وليست أدوات.»٦٤ومن ناحيةٍ أخرى يؤكِّد بوبر في كتابه براهين وتفنيدات أنه: «إذا كان فرنسيس بيكون قد أعتقد أن التجربة الحاسمة يمكن أن تؤسِّس أو تُثبِت النظرية»، أما نحن فنقول بأنها يمكن أن تُفنِّد أو تُكذِّب النظرية، ثم يُعلِّق بوبر بأن «دوهيم في نقده المشهور للتجارب الحاسمة نجح في توضيح أن التجارب الحاسمة لا يُمكِن بحالٍ أن تؤسِّس النظرية؛ ومن ثَم فقد أخفق في توضيح أنها لا يمكن أن ترفض النظرية»٦٥ومن جانبٍ آخر، يرى «وارتوفسكي أن التجارب الحاسمة في رأي «دوهيم» ليست ممكنة، وهذا ما جعل «دوهيم» يُشبِّه الفيزيائي النظري بالطبيب بدلًا من «صانع الساعات»».٦٦إلا أن فليب كواين يُفنِّد دعوى «بوبر» في ثلاثة أدلةٍ متصلة تُوضِّح فساد رأيه في نقد «دوهيم»؛ فالحجة الأساسية التي يستند إليها «دوهيم» تقوم على أن التجربة الحاسمة لم تُوضَع لتحقيق فرضٍ نظري واحد، بل لاختبار مجموعة من الفروض، هذا من جهة. كما أن «دوهيم» كان معنيًّا في المقام الأول بتوضيحِ أنه لا يمكن أن نُبطِل فرضًا نظريًّا واحدًا عن طريق الملاحظات، هذا من الجهة الثانية. وأخيرًا فإن «دوهيم» اهتم في الجزء الثاني من كتابه هدف وبنية النظرية الفيزيائية ببيان أنه يُمكِن عن طريق التجربة إبطال الفروض النظرية؛ ومن ثَم فإن حديث «دوهيم» عن التجارب الحاسمة يعني أنه بالإمكان رفض النظرية والفروض كلِّها عن طريق التجربة.٦٧
(ب) إمري لاكاتوش
وبالتالي لم تَعُد فلسفة العلم عند لاكاتوش مجرد تبرير المعرفة العلمية من خلال التأييد وعدم التأييد أو الصدق والكذب بعيدًا عن تاريخ العلم. وهذا ما جعله يرفض النزعة الاستقرائية عمومًا والتجريبية المنطقية على وجه الخصوص.
وهذا النص يوضِّح أن لاكاتوش ليس استقرائيًّا ولا تكذيبيًّا. إن لاكاتوش يميِّز المعرفة العلمية وفقًا لكشفيات برامج الأبحاث العلمية؛ ففي داخل برنامج البحث ليس هناك صوتٌ واحد هو صوت التكذيب أو التحقيق (الجدليَّين) هما أحد تلك الأصوات، ولكن حين يتم تقديم صوتٍ واحد على بقية الأصوات، فهذا يكون بواسطة عمليةٍ انتقائية من قِبل التجريبين المناطقة والتبريريين وكذلك التكذيبيين، يقومون بها بعد انتهاء الأحداث، وليس العكس؛ ومن ثَم لاكاتوش يرفض التجربة الحاسمة، والعقلانية الفورية في آنٍ واحد، وذلك بصورةٍ عقلانية، دون نفي إمبريقية المعرفة العلمية.
ونجده من أجل هذا، يخصِّص مساحاتٍ من أبحاثه ودراساته لمناقشة التجربة الحاسمة؛ فهو قد كتب مقالتَين مستقلتَين بذاتهما بخصوص «التجارب الحاسمة»؛ الأولى بعنوان «دور التجارب الحاسمة في العلم». أما الثانية والأهم لأنها تشمل ردودًا لأطروحته عن التجارب الحاسمة، بعنوان «الشواذ في مقابل التجارب الحاسمة».
-
التجارب الحاسمة الصغرى “minor crucial experiments”.
-
التجارب الحاسمة الكبرى “major crucial experiments”.
والمقصود بالتآكُل الاحتكاكي للنظريات العلمية أثناء تطوُّر المعرفة العلمية هو نُمو العلم من خلال الصراع الحاد والعنيف، وكذا الحوار والنقاش بين مختلف النظريات العلمية. ولعل هذا التآكُل الاحتكاكي للنظريات العلمية يشابه من وجوهٍ كثيرة الأنموذج الذي قدَّمه لاكاتوش لتطوُّر الرياضيات، من خلال تقديم الفروض، ثم نقدها ومحاولة تفنيدها، ثم الدفاع عنها باستخراج الفروض المُستتِرة منها، وتوجيه سهام التكذيب إلى تلك الفروض المستترة أو الحالات المعاكسة المحلية. وإذا كان هذا الرأي صحيحًا، فهو من ثَم متَّسِق مع القول بأن لاكاتوش لا يفهم الإنجاز النيوتوني، إلا من خلال فهمه للتطور الكشفي للمعرفة الرياضية لمفهوم التآكل الاحتكاكي — الذي لم يجد للأسف الشديد عنايةً فكرية من قِبل لاكاتوش أو حتى من قِبل تلاميذه — هو المعادل الكشفي للمنطق الجدلي والكشفي لشروط تطور المعرفة الرياضية؛ ولذلك يقول لاكاتوش: «إنه حين يرى التكذيبيون تجاربَ سلبيةً حاسمة، أرى أنا وأتنبأ خلف أية مبارزةٍ ضاربة بين النظرية والتجربة ﺑ: «حربٍ معقدة بين برنامجَي بحث متنافسَين بواسطة التآكل».»
نتائج البحث
- (١)
إن التجريبيين المناطقة بداية من مورتس شليك حتى رودلف كارناب وهمبل يضعون آمالًا موضوعية كبيرة على التجارب الحاسمة؛ فتلك التجارب هي حجر الزاوية في بنائهم الفلسفي، إذا ما لم يتم خلعه من مكانه فقدَت تلك المذاهب موضوعيتَها؛ ولذلك سَعَوا بكل ما استطاعوا من قوة من خلال مَبدَئهم في التحقيق التأييد على أهمية ودَور التجارب الحاسمة في تاريخ العلم، وهي لديهم نتيجة لإمبريقية المعرفة العلمية؛ لذلك فالتجربة الحاسمة تظهر بوضوح صاحبة الدَّور العبقري الذي يقدِّم معايير لتأييد أو تفنيد النظريات العلمية في الحال.
- (٢)
إن التجربة الحاسمة عند كارل بوبر عليها عاملٌ كبير في التكذيب؛ وبالتالي نمو المعرفة العلمية؛ فهي ضروريةٌ من أجل تكذيب النظريات العلمية أو تعزيزها؛ فالنظريات التي تم تكذيبها بتجربةٍ حاسمة، يجب نبذُها واستبدالها بأخرى في الحال، يُطلَق عليها فرضية تكذيب؛ فالعلم لا ينمو إلا بواسطة التكذيب القائم على التجارب الحاسمة.
- (٣)
إذا كان «التجريبيون المناطقة» قد اعتقدوا أنه يمكن للتجربة الحاسمة بالتحقُّق من صدقها، فإنها عند بوبر ترفض النظرية بتكذيبها.
- (٤)
فكرة التعزيز عند بوبر لا تتجاوز كثيرًا فكرة التأييد عند كارناب؛ ذلك لأن كلتا الفكرتَين تقوم على أساس تحليل النظريات العلمية في إطار النسق الفرضي-الاستنباطي؛ فالتأييد يقوم على أساس أن النظرية تستلزم تنبؤات أو عبارات ملاحظة. وإذا كان التنبؤ كاذبًا، فإن النظرية تكذب، أما إذا كانت هناك تنبؤاتٌ عديدة صادقة، فإن النظرية يتم تأييدها.
- (٥)
إن بيير دوهيم كان ذكيًّا عندما أخذ بالفروض المساعدة من بوبر التي تحصَّن بها ضد التكذيب، ثم حاول تطويرها عن صورتها الماثلة عند بوبر في النظام الفردي للنظريات، وأصبَحَت مرتبطة بالنسق ككل؛ لذلك فإن الفيزيائي لا يُخضِع فرضًا منفردًا للتجريب بل مجموعةَ فروض معًا.
- (٦)
حين أعلن دوهيم بأن التجربة الحاسمة مستحيلة في علم الفيزياء عنه في أي علمٍ آخر؛ فذلك لأنه كان مؤمنًا بأن ثوب أي نظريةٍ فيزيائية يشكِّل كلًّا غير قابل للتجزئة. كما أنه لو افترضنا أن تأييدًا تجريبيًّا لتنبؤ أو نتيجة من نتائج هذه النظرية أو تلك، فإن هذا التأييد لهذا التنبؤ أو ذلك لا يكون ألبتةَ برهانًا حاسمًا للنظرية؛ وبالتالي لا يمكن أن يُعَد الدليل التجريبي في حد ذاته تكذيبًا حاسمًا للفرض، إذن ليس هناك تجربةٌ حاسمة بصورةٍ قاطعة.
- (٧)
إذا كان دوهيم قد أنكر التجربة الحاسمة واعتبرها مستحيلة في علم الفيزياء، فذلك لأنه يريد أن يستبدل بدلًا منها نوعًا جديدًا من التجربة العلمية المرنة التي تواكب التقدم العلمي المعاصر، الذي ينفي كل تأييد وتفنيد للقانون والنظرية العلمية.
- (٨)
إن النقد الذي وجهه بوبر لدوهيم والذي يقول فيه إن التجارب الحاسمة لا يمكن بحال أن تؤسس النظرية؛ ومن ثَم فقد أخفق دوهيم في توضيح أنها لا يمكن أن ترفض النظرية إن لم يكن نقدًا قويًّا؛ وذلك لأن الحُجة الأساسية التي يستند إليها «دوهيم» تقوم على أن التجربة الحاسمة لم تُوضَع لتحقيق فرضٍ نظري واحد، بل لاختبار مجموعة من الفروض، هذا من جهة. كما أن «دوهيم» كان معنيًّا في المقام الأول بتوضيح أنه لا يمكن أن نُبطِل فرضًا نظريًّا واحدًا عن طريق الملاحظات، هذا من الجهة الثانية. وأخيرًا فإن «دوهيم» اهتم في الجزء الثاني من كتابه هدف وبنية النظرية الفيزيائية ببيان أنه يمكن عن طريق التجربة إبطال الفروض النظرية؛ ومن ثَم فإن حديث «دوهيم» عن التجارب الحاسمة يعني أنه بالإمكان رفض النظرية والفروض النظرية كلها عن طريق التجربة.
- (٩)
إن لاكاتوش نجح في أن يُقنِع المجتمع العلمي بأنه لا يُوجَد في حاضر أو ماضي المعرفة العلمية، تجربةٌ معيارية، تخضع لقواعد الميثودولوجيا، ويمكن لها أن تفصل بين نظريتَين متنافستَين. ودليله على ذلك عدم وجود تلك التجارب فعلًا في ماضي العلم؛ أي إن بعض التجارب العلمية في ماضي العلم، والتي يزعم بعض فلاسفة العلم أنها شكَّلَت تجاربَ فاصلة، لم تكن تجاربَ فاصلة على الإطلاق في حينها، بل هي كذلك فقط عن طريق استردادها بمناهج الميثودولوجيا، على أرضية حاضر المعرفة العلمية. وينتج عن هذا الرأي إنكار وجود معيارٍ فوري في الماضي أو المستقبل قادرٍ على تقديم معايير لرفض أو قبول النظريات العلمية في الحال، ولكن النتيجة الأكثر أهميةً هي عدم شرعية الجانب الإرشادي في الميثودولوجيا على الرغم من استبقاء الجانب القيمي لها.
- (١٠)
إن لاكاتوش حين ميَّز المعرفة العلمية وفقًا لكشفيات برامج الأبحاث العلمية، أكَّد على أنه في داخل برنامج البحث ليس هناك صوتٌ واحد هو صوت التكذيب أو التحقيق (الجدليَّين) هما أحد تلك الأصوات، ولكن حين يتم تقديم صوتٍ واحد على بقية الأصوات، فهذا يكون بواسطة عمليةٍ انتقائية من قِبل التجريبيين المناطقة والتكذيبيين، يقومون بها بعد انتهاء الأحداث، وليس العكس.
- (١١)
إذا كان لاكاتوش قد أنكر وجود التجارب الحاسمة، فقد أنكرها كحقيقة فعلية في مسيرة تقدُّم المعرفة العلمية، وكذلك حين قبلها، فهو يقبلها فقط كحقيقة استردادية زائفة — مثلها مثل الوقائع الاستردادية للأساطير — تطرحها المنهجيات الاستقرائية والتكذيبية بطريقةٍ أيديولوجية، من خلال تدعيم منطقهما التبريري والكشفي.
المراجع
(أ) قائمة المصادر والمراجع العربية
-
(١)
أسامة عرابي: كارل بوبر مدخل إلى العقلانية النقدية، بيروت، ١٩٩٤م.
-
(٢)
إمري لاكاتوش: برامج الأبحاث العلمية، ترجمة الدكتور ماهر عبد القادر، الجزء السادس من فلسفة العلوم، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، ١٩٩٧م.
-
(٣)
بدوي عبد الفتاح: الاصطلاحية وسأَم العقل، بحث منشور ضمن الكتاب التذكاري للمرحوم الدكتور توفيق الطويل، كلية الآداب، جامعة القاهرة، ١٩٩٥م.
-
(٤)
جورج جاموف: قصة الفيزياء، ترجمة وتقديم د. محمد جمال الدين الفندي، دار المعارف، القاهرة، ١٩٦٤م.
-
(٥)
د. حبيب الشاروني: فلسفة فرنسيس بيكون، دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، ١٩٨١م، ص٨٣.
-
(٦)
رودلف كارناب: الأسس الفلسفية للفيزياء، ترجمة د. السيد نفادي، دار الثقافة الجديدة.
-
(٧)
سهام النويهي: تطور المعرفة العلمية، مقال في فلسفة العلم، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، ١٩٨٨م.
-
(٨)
د. سيد نفادي: معيار الصدق والمعنى في العلوم الطبيعية والإنسانية «مبدأ التحقق عند الوضعية المنطقية»، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، ١٩٩١م.
-
(٩)
عبد النور عبد المنعم عبد اللطيف: التفسير الأداتي للقانون العلمي، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة القاهرة، ٢٠٠٠-٢٠٠١م.
-
(١٠)
______: عقلانية التقدُّم العلمي عند إ. لاكاتوش، بحث منشور بمجلة كلية الآداب، جامعة سوهاج، العدد الثامن والعشرون، الجزء الأول، مارس، ٢٠٠٥م، ص١٥٩.
-
(١١)
عصام محمود بيومي مصطفى: إبستمولوجيا التقدم العلمي عند توماس كون، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عين شمس، القاهرة، ١٩٩٦م.
-
(١٢)
كارل بوبر، أسطورة الإطار، ترجمة يمنى طريف الخولي، سلسلة عالم المعرفة، ع٢٩٢، يناير ٢٠٠٣م، الكويت، ص٧.
-
(١٣)
______: منطق الكشف العلمي، ترجمة د. ماهر عبد القادر، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، ١٩٨٦م.
-
(١٤)
______: عقم المذهب التاريخي، ترجمة عبد الحميد صبرة، الإسكندرية، منشأة المعارف، ١٩٥٩م، ص١٢٩.
-
(١٥)
كارل همبل: فلسفة العلوم الطبيعية، ترجمة وتعليق د. جلال موسى، دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني، القاهرة-بيروت، القاهرة-بيروت، ١٩٧٦م.
-
(١٦)
د. ماهر عبد القادر: نظرية المعرفة العلمية، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، ١٩٨٥م.
-
(١٧)
______: فلسفة العلوم «المنطق الاستقرائي»، الجزء الأول، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، ١٩٨٤م.
-
(١٨)
د. محمد محمد قاسم: كارل بوبر «نظرية المنهج العلمي في ضوء المنهج العلمي»، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، ١٩٨٦م، ص١٧٠-١٧١.
-
(١٩)
هاني مبارز حسن: إبستمولوجيا تقييم العلم وتأريخه، دراسة تحليلية-نقدية في ميثودولوجية برامج الأبحاث، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس، ٢٠٠٣م.
-
(٢٠)
هيربرت فايجل: التجريبية المنطقية في فلسفة القرن العشرين، ترجمة عثمان نويه، مؤسسة سجل العرب، القاهرة، ١٩٦٣م.
-
(٢١)
هيلاري بوتنام: تعزيز النظريات، مقال منشور ضمن كتاب الثورات العلمية، تحرير إيان هاكينج، ترجمة وتقديم الدكتور السيد نفادي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، ١٩٩٦م.
-
(٢٢)
د. يمنى طريف الخولي: فلسفة العلم في القرن العشرين (الأصول – الحصاد – الآفاق المستقبلية)، عالم المعرفة، عدد ٢٦٤، ديسمبر (كانون الأول)، ٢٠٠٠م، الكويت، ص٢٩٨.
(ب) قائمة المصادر والمراجع الأجنبية
-
(1)
Bacon, F., Advancement of Learning and Novum Organum: With Special Introduction by James Edward Creighton: The World’s Great. Classics The Colonial Press. New York, London, 1900.
-
(2)
Carnap, R.: Truth and Confirmation, In; Feigl. H. and Sellars (Eds): Reading of Philosophical, New York, Apploton-Century-Crofts, 1949.
-
(3)
Carnap, P.: The Interpretation of Physics, In; Feigl. H. and Brodbeck (Eds): Reading in Philosophy of Science, New York, Apploton-Century-Crofts, 1953.
-
(4)
Carnap, P.: Formal and Factual Science, In; Feigl. H. and Brodbeck (Eds): Reading in Philosophy of Science, New York, Apploton-Century-Crofts, 1953.
-
(5)
Fetzer, J. H. and Almeder, R. F.: Glossary of Epistemology, Philosophy of Science, Paragan House, New York, 1993.
-
(6)
Giere, N.: Testing Theoretical Hypothesis, In Earman, J., (Ed), Testing Scientific Theories, Un. of Minnessota, USA, 1988.
-
(7)
Imre Lakatos: Changes in The Problem of Inductive Logic, Amsterdam, North Holland, 1968.
-
(8)
Imre Lakatos: The Role of Crucial Experiments in Science, In Studies in History and Philosphy of Science, Part A, Volume 4, Issue 4, February, 1974.
-
(9)
Imre Lakatos: Anomalies Versus Crucial Experiments, (Rejoinder to Professor Grunbaum), In: Imre Lakatos: Philosophical Papers Mathematics, Science and Epistemolgy, Edited By John Worrall and Gregory Currie, Cambridge, Cambridge University, 1993.
-
(10)
Karl R. Popper: Realism and the Aim of Science, Great Britain, Gwild Ford and King’s Lynn, 1983.
-
(11)
______: Objective Knowledge-An Evolutionary Approach, Oxford, At The Clarendon Press, 1972.
-
(12)
______: Conjectures and Refutations-The Growth of Scientific Knowledge, London, Routledge and Kegan Paul, 1963.
-
(13)
Pierre Duhem: The Aim and Structure of Physical Theory, Translated from The French by Philip P. Wiener, Princeton, New Jersey, Perceton University Press, 1954.
-
(14)
Pierre Duhem: Essays in The History and Philosophy of Science, Translated by Ariew(R) and Baker(P), Cambridge, Hackett Publishing Company, 1996.
-
(15)
Quine, P. I., What Duhem Really Meant, in Methodological and Historical Essays in The Natural and Social Sciences, Edited by Robert S. Cohen Marx W. Wartofsky, D., Reidel Publishing Company, Dordrecht-Holland/Boston-U.S.A., 1964.
Imre Lakatos: The role of crucial experiments in science, in Studies in History and Philosphy of Science, Part A, Volume 4, Issue 4, February, 1974, pp. 330–233.