التقاء الحبيبين
لم يَستيقظ رولاند إلا بعد نحو ساعة من سطوع الشمس على التلال الغربية. ووجد القبطان ينتظر استيقاظه بصبر، وبعدها بدأ هذا القبطان الحازم البارع في تكليف طاقمه بربط البالات الممزَّقة، وإعادتها مرة أخرى لمكانها الأصلي في عنبر السفينة. وكان على وشك فعل الأمر نفسه مع الأسلحة التي استولوا عليها من فورستنبرج، لولا قدوم جريسل إليه، وطلبه منه وضع الرماح وفئوس القتال والسيوف الطويلة في المقصورة.
أومأ رولاند برأسه إشارةً على موافقته، وقال:
«ربما تُفيدنا تلك الأدوات في حال تعرُّض السفينة لأي هجوم. إن سيوفنا أصبحت خردة ولن تصمد إن تعرضنا لهجوم.»
عندما أُغلقت كوات عنبر السفينة، وأصبح سطح السفينة خاليًا، قُدِّم العَشاء. وبعد وقت قصير من الغروب، طلب رولاند من القبطان أن يُبحر على أن يبقى بمحاذاة الشاطئ الشرقي، ويمرَّ بين ما يُمكن تسميتها بقلعة فالتس البحرية وقرية كوب، مع إلزام طاقمه بأقصى درجات الصمت المُمكنة. تقع فالتس فوق صخرة في نهر الراين، على بُعد مسافة قصيرة من كوب أعلى النهر، بينما أعلى هذه القرية على التل الذي يوجد خلفها تقبع أبراجُ جوتنفيلس الحصينة المربعة.
سأل إبرهارد مخاطبًا رولاند: «ألا تنوي مهاجمة فالتسجرافينشتاين؟ إنها تشتهر بأنها أخطر معقل للصوص بين ماينتس وكولونيا.»
أجابه رولاند قائلًا: «نعم. في هذه الظروف لن نستطيع مهاجمة فالتس. لا بد يا إبرهارد أنك لاحظتَ خلال رحلتنا الأولى عبر الراين أنني لا أتعمَّد اللجوء للقتال إن كان بوسعي تجنُّب أي صراع. وبالنسبة إلى فالتس، يستحيل فيها تنفيذ الخطة التي أثبتت نجاحها مع القلاع الأربع التي زُرناها. إذا حاولنا دخول هذا الحصن المحاط بالماء خلسةً، فسيَنكشِف أمرنا بسبب تلك المعدات القتالية التي بحوزتنا على متن السفينة. لا يوجد غطاء نستتر خلفه؛ لذا سنَتجاوز فالتس وكذلك جوتنفيلس؛ لأن الأخيرة ليست بقلعة لصوص وإنما تعود ملكيتُها لكونت بالاتين، وهو رجلٌ نبيلٌ بحق، وليس لصًّا. أما وجهتنا التالية فستكون شونبورج على الجانب الغربي من النهر، بالقرب من أوبرفيزل.»
عندما لاحت قلعة فالتس الباهرة في الأفق بهيئتها السداسية الأضلاع، وأركانها وبريجاتها العديدة البارزة، وفوق كل هذا برجها الخماسي الأضلاع، بنحوٍ خافت في وسط نهر الراين، تحت النجوم المتلألئة، أمر القبطان رجاله بالاستلقاء على ظهر السفينة وفعل هو مثلهم. أما رولاند ورفاقه فكانوا يجلسون بالفعل في المقصورة، وكانت السفينة الضخمة تطفو فوق سطح الماء وكأنها غير مرئية بطلائها الأسود، ومرت في صمت كحلم في التيار السريع.
دون سابق إنذار باغتتهم الصدمة، وسقط جميع الرجال الموجودين فوق الخزانات في المقصورة أرضًا، وهم يُصدِرون صيحات فزع لأنهم كانوا يدركون جيدًا أن هذا ليس سوى تمهيد لنفس الكوارث التي تعرَّضوا لها بالأمس. قفز رولاند إلى سطح المركب ورأى السفينة وهي تتأرجَح بفعل التيار، الذي جرفها بالقرب من القلعة بشدة لدرجةِ أنه بدا للوهلة الأولى وكأنها اصطدمت بإحدى الصخور البعيدة. وأصبح الشكل المهيب لقلعة فالتس قابعًا فوقهم بقِمَم أبراجه الحادة المدبَّبة التي تَخترق عَنان السماء المزينة بالنجوم، وكأنه بناء عجيب كالذي يرونه في الكوابيس.
تمتم القبطان بلعنات باللغة الألمانية، وهو يأمر رجاله بإمساك المجاديف ومحاولة التحرك، لكن رولاند أدرك على الفور أنهم قريبُون جدًّا من الحافة الصخرية وليس أمامهم فرصة للنجاة. وأسرع إلى المقصورة.
«ليأخذ كلُّ رجل سيفه ويتبعني في صمت قدْر الإمكان!»
صعد رولاند إلى ظهر السفينة مجددًا، وقال مخاطبًا القبطان:
«أخبر مَن يتولون أمر المجاديف بالسماح للسلسلة بسحب السفينة بمُحاذاة الشاطئ، ولكن عندما يظهر اللصوص تظاهرْ بأنك تلوذ بالفرار، ولكن عليك الامتثال لأمرِهم فورًا إن طالبوك بالاستسلام.»
أصبحت مقدمة القارب في مواجهة الصخرة الصلبة، عالقة بين السلسلة القوية والجرف المُنخفِض. كان رولاند أول الواثبين إلى الشاطئ وتبِعه الباقون بخفة. ومع كل حركة للسفينة كان يرنُّ الجرس الموجود داخل القلعة، وأصبح بإمكانهم الآن سماع صوت حث الحراس على الحركة وصليل الأسلحة، على الرغم من أن باب قلعة فالتس الوحيد كان لا يزال مغلقًا. كان الباب يقف على ارتفاع ستِّ أقدام فوق الهضبة الصخرية، ولا يُمكن الدخول إليه أو الخروج منه إلا بواسطة سُلم.
قاد رولاند رجاله إلى مكانٍ يصلح للاختباء قرب الجدار الغربي لفالتس، وكان ذلك في الوقت المناسب؛ إذ بينما كان يختلس النظر ورجاله مستندون بظهورهم إلى الجدار الخلفي، رأى وميض المشاعل من الباب الذي بات الآن مفتوحًا، ووضع الرجال سُلَّمًا صلبًا بزاوية منحدرة بين العتبة والأرضية الصخرية تحتها. ولكن معظم الحراس لم يُطيقوا صبرًا لانتهاء تلك التجهيزات، وقفزوا بقوة من العتبة إلى الصخرة. ونزل البقية عبر السلَّم، واندفعوا جميعًا دون تردُّد باتجاه السفينة، التي أعلنت عن وجودها عندما ارتطم جانبها بالصخرة، ومن خلال سماع أوامر القبطان اليائسة وتسارُع خطوات رجاله على متن السفينة.
وبعدها هبط ضابطان السلَّم بتروٍّ وتبعهما شخصٌ ما، تَعرَّف عليه رولاند على أنه سيد القلعة، الفالتسجراف هيرمان فون شتاليك الذي يُعدُّ أحد أقارب بارون فورستنبرج الضاحك، ويَحمل نفس اسمه وهو لصٌّ فظ مثله تمامًا.
بعد أن هبط الفالتسجراف درجات السلَّم، صاح مخاطبًا القبطان: «دع مقدمة السفينة واجعل تركيزك على مؤخرتها، اجعل سفينتك تلتفُّ بسرعة باتجاه الشاطئ.»
أطاع القبطان الأمر، وأصبح القارب على الفور في الوضع الذي أراده النبيل. وبعدها ثارت ضجة كبيرة بعد أن هاجم الجنود، بكلمة من الفالتسجراف، السفينة وبدءوا في فتح كوات عنبر السفينة، وهي المهمة التي يجيدون القيام بها.
همس رولاند مخاطبًا نائبيه الواقفَين خلفه اللذين بدورهما نقلا الأمر إلى بقية الرجال في هدوء: «اتبعوني في صمت قدْر الإمكان.» ركض رولاند برشاقة وتسلَّق السلَّم. لم تكن هناك حراسة لعدم وجود حاجة لذلك من قبل. كان جريسل آخر الصاعدين، وبعدها سُحب السلَّم، وأغلق الباب الضخم وأوصد بالأقفال والسلاسل.
وجد المُتسلِّلون مشاعلَ معلَّقة في كل مكان على طول الجدار، وبدا الفناء الخلاب، بشرفاته وسلالمه الغريبة، في ظل هذا الضوء المرتعش، أكثر اتساعًا مما كان عليه بالفعل.
شعر رولاند وهو يُحدِّق في الحدود الضيقة لهذا السياج بأنه سجين، رغم أنه كان في أمانٍ في هذه اللحظة. لقد حاول جاهدًا إحصاء عدد الرجال الذين تبعوا الفالتسجراف، إلا أن اندفاعهم في تفتيش السفينة حال دون وصوله إلى تقدير دقيق، ولكنه كان يعلم أن عددهم يتجاوز ضِعف عدد القوة التي كانت معه؛ لذا فقد كان يدرك أن قيادة تلك الفِرقة غير المدرَّبة في مُواجَهة هؤلاء المحاربين المخضرمين يُعد عملًا انتحاريًّا.
أمر جريسل أن يَذهب لتفتيش القلعة وبرفقته ستة رجال، وأن يُحضروا إلى الفِناء أيًّا مَن يجدونه، وأن يَعرفوا ما إذا كان هناك أيُّ نافذة تُطلُّ على الجهة الشرقية حيث رست السفينة. أما بقية رجاله فتجمَّعوا عند الباب تحت قيادة إبرهارد.
وقال: «أخشى يا إبرهارد أن يكون تفاخري حين ظننت بأن الحظ سيُحالفني الآن بعد أن حظيتُ بطاعة أتباعي سابقًا لأوانه. ها نحن أولاء الآن واقعون في فخ، وما لم نتمكَّن من الهروب بمعجزة، فأنا أعترف بأنني عاجز، في هذه اللحظة، عن تخيُّل كيف يمكننا أن نبحر ثانية بأمان.»
أجابه إبرهارد قائلًا: «إننا في وضعٍ أفضل من الوضع الذي عليه الفالتسجراف ورجاله في الخارج؛ فلا شك أن هذا الحصن مُزوَّد جيدًا بالمؤن، وهو حصن منيع، أما رجال الفالتسجراف المُتهوِّرون، هؤلاء الذين لم يسعْهم البقاء في مأوًى مريح وقتما كانت لديهم الفرصة، فأصبحوا بلا مأوًى أو طعام. لقد بذلتَ بالتأكيد أقصى ما بوسعك في ظل هذه الظروف، ولا لوم عليك بالنظر إلى هذه الملابسات؛ فأنت لست بساحر، ولم يكن بإمكانك التكهن بوجود سلسلة.»
«في الحقيقة يا إبرهارد إنني ألوم نفسي بشأن هذا الأمر بالخصوص؛ إذ تجاهلت المثال الجيد الذي ضربتُه عندما اكتشفت وجود السلسلة في فورستنبرج. هذا الفخ حيلة جديدة وبقدر علمي هي غير مسبوقة في نهر الراين. كان يجدر بي تذكُّر أن شتاليك هو ابن عم المارجريف الأحمر، ومن المُحتمَل أنه أخبره بتلك الحيلة. وبالطبع هناك احتمال بأن يكون شتاليك نفسه هو صاحب فكرة السلسلة؛ فهو يبدو أكثر دهاءً وذكاءً مُقارَنة بذلك الحيوان الضخم الضاحك القابع بعيدًا أعلى النهر. كان يجدر بي أن أطلب من القبطان أن يرسوَ بالسفينة في مواجهة الضفة الشرقية، ويرسل بعدها بعض الرجال في قارب صغير ليعلم ما إذا كان الطريق ممهَّدًا للعبور أم لا. لا، يا إبرهارد، إنني ألوم نفسي على هذه الفوضى؛ فبسبب قلقي بشأن تجاوُز قلعة فالتس، انتهى بي المطاف أنا ورجالي داخل أسوارها. سوف أتجول في هذا الفناء لبعض الوقت، وسأفكِّر فيما يجب القيام به بعد ذلك. ولتذهب أنت برفقة الرجال إلى البوابة. ولا تسمح بأي حديث أو ضوضاء. أنصِت بعناية وأبلغني إن سمعت أي شيء. فكما تعلم يا إبرهارد إن المشكلة تكمن في أن الشيطان شتاليك مالك هذه القلعة، شأنه شأن ابن عمه التابع لرئيس أساقفة كولونيا، يُقسِم بالولاء لرئيس أساقفة ماينتس، وها أنا ذا بعدَ تدمير إقطاعية أحد رؤساء الأساقفة، محاصَر في إقطاعية رئيس أساقفة آخر. وأخشى ألا يمرَّ اجتماع نيافتهم القادم معي بسلام كما حدث في المرة السابقة.»
صاح إبرهارد في دهشة قائلًا: «الاجتماع «القادم»؟ هل قابلت رؤساء الأساقفة من قبل؟»
شهق رولاند مُدركًا أن انغماسه في التفكير في موضوع معيَّن كاد أن يتسبب في كشفه لسره الهائل.
تابع إبرهارد حديثه قائلًا: «أجل تذكَّرت. لقد كان وجود رئيس الأساقفة في بون هو السبب في تركك لتلك المدينة في أثناء سفرك الأول عبر الراين.»
أجابه رولاند بارتياح: «نعم.»
تابع إبرهارد مواساته لرولاند فقال: «أرى أننا حتى لو لم نُغادر القلعة فعلى الأقل لن يستطيع الفالتسجراف اختراق هذا الحصن المنيع؛ ولهذا فإننا آمنون بالقدر الكافي.»
رد عليه رئيسه: «الأمر ليس كذلك يا إبرهارد. تذكَّر أن السفينة بحوزة الفالتسجراف، ويُمكنه أن يصطحب قوَّته بأكملها إلى كوب أو أي مكان آخر، ويستطيع العودة بإمدادات وفيرة وعتاد للحصار، يُمكنها الإطاحة بالبوابة مهما بذلنا من جهود لمنع ذلك. ولكن لنَستجمِعْ شجاعتنا ونَبذُلْ ما بوسعنا. فلتذهب أنت الآن إلى البوابة. لا بد أن أحظى ببعض الوقت للتفكير قبل عودة جريسل.»
كان رولاند يسير بمفرده وبرأس مُنحنٍ، ذهابًا وإيابًا عبر الفِناء تحت ضوء المشاعل المرتعش. وسرعان ما توصَّل إلى حقيقة أنه لا يمكنه وضع أيِّ خطة إلا بعد أن يأتيه جريسل بتقرير حول تفاصيل القلعة.
وهتف بصوت عالٍ مخاطبًا نفسه: «حظِّي يُعاندني! حظي يعاندني!» كما لو أن صوته قد يَقترح عليه طريقة لتجاوز هذه الصعاب.
أتاه صوت عذب وواضح من خلفه قائلًا: «الحظ يَنقلب دائمًا على اللص والمعتدي؛ وكيف يُمكن أن يكون الأمر بخلاف ذلك، عندما تكون نهاية هذه الرحلة هي الشنق على إحدى الأشجار؟»
توقَّف رولاند عن السير، واستدار على الفور باتجاه الصوت. ورأى بوضوح أن الشخص الواقف أمامه، والذي قد هبط للتوِّ من السلَّم الذي خلفه، امرأةٌ لا تتجاوز على الأرجح الثمانية عشر من عمرها، ولكن لها عينان داكنتان تومضان بالتحدي واللتان كانتا تُحدِّقان فيه دون خوف. تراجعَت الخادمتان اللتان كانتا برفقتها في خوف، وبدا عليهما الذعر وكانتا على وشك أن يُغشى عليهما من الرعب.
صاح رولاند متجاهلًا كلماتها المهينة، ومأخوذًا للغاية ببهاء وجهها وهيئتها للحد الذي منَعه من التفكير في أي شيء آخر، قائلًا: «سيدتي، كيف جئتِ إلى هنا؟»
أجابته قائلة: «لقد أتيتُ إلى هنا لأنَّ رفيقَك الهمجي صعد لأعلى وطرق بابي وأمرني بفتح الباب، وهو ما لم أكن لأفعله، وتحديتُه أن يكسره إن كان يمتلك القوة لفعل ذلك. وما حدث أنه امتلك القوة لفعل ذلك واستخدمها بالفعل.»
«يؤسفني بشدة إزعاجك يا سيدتي. لقد أخطأ نائبي بسبب حماسِه الزائد، وأرجو منكِ العفو عن تلك الإساءة.»
ضحكت الفتاة.
«عجبًا، يا سيدي، أنت أكثر القراصنة أدبًا، لكن في واقع الأمر يبدو أن نائبك رجل فظ. فمِن دون أيِّ تحية أمَرني بالذهاب إلى الفناء والمثول أمام رئيسه، وها أنا ذا قد امتثلت لأمره.»
«لم يَخطر ببالي أن هناك نساء يسكنَّ وكر هذا اللص. يبحث نائبي عن الرجال المختبئين؛ لذا أرجو منكِ أن تُصدقيني حين أُؤكِّد لكِ بأنك لن تواجهي أي إزعاج آخر. أنتِ بالتأكيد لستِ وحدك في هذه القلعة، أليس كذلك؟»
«بلى، أنا لست وحدي. لقد اختبأت زوجة الفالتسجراف وحاشيتها في جزء آخر من القلعة، وعما قريب سيتجمَّعون هنا جميعًا بعد أن يأسرهم مرءوسوك الأشد غِلظة، هذا ما لم تُظهر أبوابهم صلابةً أشد من التي أظهرها باب غرفتي، أو ما لم تنخلع أكتاف رجالك الغاضبِين.»
«وكيف تخلفتِ عن صحبة سيادتها؟»
«لأنني أيها القرصان المتحضِّر مجرَّد سجينة لا حيلة لي داخل هذا الحصن، فأنا مشاكسة رفضت طاعة أولي الأمر، الذين يَملكُون سلطة الوصاية علي. لهذا أنا سجينة في هذا الحصن الموحش الذي يليق بجرذان الماء، ولهذا السبب أُرحِّب بك أيها القرصان الشاب حتى وإن كنتَ خارجًا عن القانون مُتلبِّسًا بارتكاب جرم.»
«حسنًا يا سيدة مُنتصَف الليل الجميلة، يبدو أننا، نحن الاثنين، في وضع مُتشابه؛ فأنا أيضًا سجين في فالتسجرافينشتاين، وعندما أتيتِ كنت أفكِّر في خطة للهروب. ولهذا اطمئنِّي أيتها الفتاة المتمرِّدة، فإن سيف قاطع الطريق هذا والمُتلبِّس بجريمته في خدمتك تمامًا»، وخلع المتحدث قبَّعته مرة أخرى ومال خلفها في شجاعة حتى لامسَت ريشة قبعته بلاط الأرض وانحنى أمام الفتاة الشجاعة التي لم تكن تهابه.