مقدمة
بيرل باك
لما كانت بيرل باك ابنة أحد المبعوثين الأمريكيين، فقد أمضت أيام طفولتها بالصين. فعلَّمتها أمها يوم أن كانت طفلة ثم بعثت بها إلى مدرسة بمدينة شنجهاي. وعندما بلغت السابعة عشرة، سافرت إلى أوروبا، ثم إلى وطنها، أمريكا، حيث التحقت بإحدى الكليات الجامعية.
عادت بيرل باك إلى الصين بعد أن أتمت تعليمها الجامعي حيث مكثت عامين تسهر على تمريض والدتها التي مرضت مرضًا خطيرًا. ولما شُفِيَت أمها، انتقلت هي وأسرتها إلى مدينة بشمال الصين.
وبعد خمس سنين انتقلوا إلى نانكنج وشهدوا فيها ثورة الصين التي استمرت عشرة أعوام ورأوا مولد العصر الحديث الذي أشرق على الشعب الصيني.
قضت بيرل باك ردحًا من حياتها تُعلِّم اللغة الإنجليزية في مختلف الجامعات الصينية. وكانت تجد متعة كبيرة في الناس سواء كانوا صينيين أو أمريكيين أو من أي جنسية أخرى، أما طموحها في أن تخلق من الناس في كتبها أقوامًا حقيقيين فقد تحقق بنجاح منقطع النظير.
كانت مؤلفات بيرل باك الأولى كلها عن الصين، ولكنها في عام ١٩٤٥م وطدت العزم على الكتابة عن الحياة الأمريكية وقامت بذلك تحت اسم مستعار هو جون سدجز. ولقد حازت رواياتها هذه نجاحًا كبيرًا لحين من الزمان قبل أن يُكتشَف أن المؤلف الحقيقي لها هو بيرل باك وربما كانت قصة «الأرض الطيبة» أبعدها صيتًا وأحب كتبها إلى قلوب الناس.
مُنِحَت بيرل باك جائزة نوبل وكذلك جائزة بولليتزر للأدب وتعتبر من أشهر كُتَّاب العصر الحديث الأمريكيين الذين يحظون بأعلى درجات التبجيل وذيوع الصيت.