الباب الثاني والثلاثون
ولدت العبدة التي تزوجت ابن عم وانج لنج طفلة، فأعطاها وانج لنج بعضًا من الفضة، وأمرها بأن تُعنَى بزوجة عمه بقية أيامها. وعندما ماتت زوجة العم، طلبت منه الفتاة أن يزوجها لأحد الفلاحين. فأرسل في طلب أحد رجاله، فحضر وتزوجها شاكرًا؛ لأنه كان فقيرًا جدًّا فلا يستطيع الزواج إلا من مثل هذه الفتاة.
خُيِّل إلى وانج لنج أنه سيحظى بالهدوء وراحة البال حقيقة؛ إذ كان على أبواب الخامسة والستين من عمره. ولكنه لم يجد الهدوء؛ إذ كانت كل من زوجتَي ولديه تكره الأخرى، وتشعبت الكراهية منهما إلى الرجلين أيضًا، فكان بهواهما مليئَين بالغضب.
•••
زيادة على هذا، كان لدى وانج لنج متاعبه السرية مع لوتس منذ أن حجز عبدتها ولم يعطها ابن عمه. فكانت تغار من الفتاة، وتخرجها من الحجرة عندما يدخل وانج لنج؛ فقد رأى أن الفتاة جميلة حقًّا وزاهية اللون كزهرة الكمثرى تمامًا، وبدأ يفكر فيها كثيرًا.
كأنما لم يكن لدى وانج لنج ما يكفيه من المتاعب مع نساء بيته. فهذا ابنه الأصغر، الذي كان يعيش بين الجنود عندما كانوا هناك، يأتيه الآن، ويقول له: «عرفتُ ماذا أفعل؛ سأكون جنديًّا وأذهب إلى الحروب.»
فصاح فيه وانج لنج قائلًا: «ما هذا الجنون؟! أمَا قُدِّر لي أن أحظى بهدوء البال مع أولادي؟»
فقال الغلام فجأة وقد استقرت عيناه تحت حاجبيه: «ستنشب حرب لم نسمع بمثلها قط .. ستحدث ثورة وقتال لم يحدثا من قبل، وستتحرر أرضنا!»
فقال وانج لنج مستغربًا: «لا أعرف معنى كل هذا الكلام؛ فإن أرضنا متحررة فعلًا، أؤجرها لمَن أشاء، وأنت تأكل منها وتكتسي. ولا أدري أية حرية تريدها زيادة على هذا.»
فتمتم الولد بحسرة، قائلًا: «إنك عجوز جدًّا .. ولا تفهم شيئًا.»
فكر وانج لنج، ثم قال في تؤدة: «حسنًا، وسنزوجك قريبًا يا بنيَّ.»
فأجاب الغلام: «لستُ بالشاب العادي. إن لي آمالًا وأحلامًا. إنني أصبو إلى المجد. وفضلًا عن هذا، فربما لا يكون في الأبهاء فتاة جميلة غير الفتاة الصغيرة خادمة السيدة التي في الأبهاء الداخلية.»
عرف وانج لنج أنه يتحدث عن نورة الكمثرى، فامتلأت نفسه غيرةً غريبة. ولما انصرف ابنه، تمتم يقول في نفسه: «لا راحة بال في أي مكان بمنزلي!»