الباب السادس
غيَّرَت قطعة الأرض الجديدة التي اشتراها وانج لنج مجرى حياته تغييرًا عظيمًا. فذهب ليراها في يوم غائم من الشهر الثاني في العام الجديد. لم يعلم أحد بعد، أنها له، وقد خرج لمعاينتها وحده. إنها مربع طويل من الطين الأسود الثقيل، يمتد إلى جانب خندق المياه المحيط بسور المدينة. وبينما هو ينظر إلى ذلك المربع الطويل من الأرض، فكر في نفسه: «هذه الحفنة من الأرض ليست شيئًا بالنسبة إلى البيت العظيم، أما بالنسبة إليَّ فهي شيء كثير!»
أقبل الربيع برياحه الشديدة وسحبه المطيرة الممزقة. وكانت أيام الشتاء، التي يبقى المرء فيها نصف خامل، بالنسبة إلى وانج لنج، حافلة بأيام طويلة من العمل الشاق في أرضه. كان الرجل العجوز وقتئذٍ يُعنَى بأمر الطفل، بينما تشتغل المرأة مع زوجها من الفجر حتى مغرب الشمس. ولما عرف وانج لنج، ذات يوم، أنها ستلد طفلًا آخر، كان أول ما فكر فيه هو أنها لن تستطيع العمل في الحصاد.
لم يُفتَح باب الحديث في أمر الطفل المنتظر، زيادة على هذا حتى حان موعد ولادته في الخريف. فتركت المرأة فأسها ذات صباح، وعادت إلى المنزل تجرُّ قدميها جرًّا .. لم يرجع وانج لنج في ذلك اليوم لتناول طعام الغداء في بيته، إذ كانت السماء محملة بالسحب المشحونة بالمطر. وكان الأرز تام النضج في حقله يتطلب حصده في حُزَم.
فسألها دون أن يتوقف عن العمل: «أهو ذكر أم أنثى؟»
فأجابت في هدوء: «إنه ذكر آخر.»
لم يتحدث كل منهما إلى الآخر بأكثر من هذا. ولكنه كان مسرورًا، وعندئذٍ فقط كانَا قد انتهيَا من حصد الحقل، فعادَا إلى البيت.
بعد أن تناول وانج لنج طعامه، دخل ليرى ابنه الثاني. أما أو-لان فرقدت على السرير بجانب الطفل، بعد أن أعدت الطعام. فنظر إليه وانج لنج، ثم عاد إلى الحجرة الوسطى مغتبطًا .. ابن في كل عام .. لم تأته هذه المرأة إلا بالحظ السعيد. فصاح يقول لوالده: «الآن، أيها الرجل العجوز، بما أنه يوجد حفيد آخر، فسنضع الطفل الكبير في سريرك!»
ابتهج الشيخ المسن، إذ كان يتلهف منذ وقت طويل لأن ينام ذلك الطفل في سريره كي يدفئه. ولكن الطفل لم يكن يرغب في أن يفترق عن أمه. أما الآن، فيبدو أنه فهم أن شخصًا آخر قد احتل مكانه، فسار بقدمين مترنحتين غير متزنتين، ورضي بأن ينام في سرير جده.
كان المحصول وفيرًا هذا العام أيضًا. وجمع وانج لنج نقودًا فضية من بيع غلة أرضه، وأخفاها ثانية في الحائط. والآن عرف كل فرد أن وانج لنج يملك قطعة الأرض الجديدة.