الأواني الحجرية بين الفن والتوظيف
«زخرت أرض مصر بأنواعٍ عدَّة من الأحجار، ساعدت المصري القديم الفنان، عاشق الصِّعاب، أن يتفنَّن في تصنيعها وإخراج هذا الكمِّ الهائل مما عُرف من أوانٍ حجرية كان بعضها بمثابة آياتٍ فنية مرسومة رغم قسوة وصلابة الحجر كمادةٍ خام.»
يبدو أن إبداعَ المصري القديم لم ينقطع؛ من المعابد العظيمة، إلى الأهرامات الخالدة، إلى غيرهما من مُنجَزات الحضارة المصرية القديمة. وفي هذا الكتاب نقف على مُنجَزٍ آخَر يختلف عن غيره من مُنجَزات الحضارة المصرية، حيث يتناول الكتاب صناعةَ الأواني الحجرية منذ عصر ما قبل الأُسرات حتى عصر الدولة المصرية الوسطى، مُتتبعًا تَطوُّرَها الفني والطقسي، وراصدًا قدرةَ الفنان المصري على التحكم بالصخر الصلب وصناعة الأواني الصغيرة بدقةٍ وإتقانٍ شديدَين. وقد تعدَّدت أشكال الأواني الحجرية بتعدُّد أغراضها؛ فاستُعملت في مُختلِف الوظائف الدنيوية والدينية، المَعاشية والجنائزية. لقد حظِيَت الأواني الحجرية بمكانةٍ أصيلة في حياة المصري القديم ومَماته؛ لذا يحاول هذا الكتاب أن يُفرِد لهذه المكانة مساحةً تستحقها بالبحث والدراسة عبر تتبُّع الجوانب الأثرية والفنية والتاريخية لهذه الحضارة الخالدة.