الفصل الأول
تطوُّر الأواني الحجرية في عصر ما قبل
الأُسرات
تُعدُّ صناعة الأواني الحجرية واحدةً من الصناعات الحجرية التي
عرفها المصري القديم منذ أقدم العصور، فقد استطاع أن ينحت من مختلف
أنواع الأحجار، سواء كانت صلبة أو ليِّنة، أنماطًا متنوِّعة من
الأواني الحجرية التي امتازت ببساطتها وجمال أشكالها وتعدُّدها
ودقة صناعتها وجودة صقلها.
ويبيِّن «شكل ٣٤» تطوُّرَ أشكال الأواني الحجرية في عصر ما قبل
الأُسرات حسبما حدَّدها
Aston،
١ ويُمكن من خلال النظر إلى هذا الشكل أن نرى كيف كانت
الأواني الحجرية في معظمها آنذاك تُشبِهُ الأواني الفخارية من حيث
الشكل والحجم وربما جوانب الاستخدام.
٢
ولم تكن صناعة الأواني الحجرية جديدة على مصر، فقد بدأت منذ
حضارة مرمدة بني سلامة في الوجه البحري، وربما في حضارة الفيوم
أيضًا، وخلال الحضارة البدارية في الصعيد، وزادت رُقيًّا وشيوعًا
في عهد نقادة الثانية، واستمرَّت تُصنَع من مختلف أنواع الأحجار لا
سيما المحليَّة.
٣
ولقد شاعت في تلك الفترة أشكال الأواني الأسطوانية والبرميلية
وجاء بعضها بقواعد على غرار أشكال الأواني الفخارية، وهذا يدلُّ
على أن صانع الأواني الحجرية كان قد استفاد من خبرة صانع الفخار
ونقَل عنه أشكال الأواني، كما أضاف إليها مَقابض في شكل مقابض
الأواني الفخارية،
٤ بل وفي أحيانٍ أخرى قام بعمل زخرفة في هيئة الحِبال
كتلك التي جاءت في أشكال الأواني الفخارية،
٥ ونرى ذلك في «شكل ٣٥».
ولقد أوضح
Reisner بعض
الاختلافات بين ما عُرِف من أنماطٍ للأواني الحجرية في منتصف عصر
ما قبل الأُسرات
٦ كما في «شكل ٣٦»، وعصر قُبيل الأُسرات
٧ كما في «شكل ٣٧»، وفي كِلا الشكلَين نجد تنوُّع أحجام
تلك الأواني الحجرية وتنوُّع مواد الصُّنع، إلَّا أنَّ البازلت كان
له الصدارة آنذاك في نحت الأواني الحجرية، خاصة تلك التي أطلق
عليها بتري اسم «الأواني المُعلقة».
٨
ولقد ظهر أيضًا في تلك الفترة من أنماط الأواني الحجرية «القدور
الكروية»، أو ذات البدَن المُنتفِخ والقاعدة المُستديرة، أو
المسطَّحة والمقابض المثقوبة، والأواني البيضاوية المُنتفِخة
البدَن باستطالة، وكانت تُنحَت من أحجارٍ صلدة لا سيما حجر البرشيا
والصخر البورفيري
٩ (شكل ٣٨).
ولا زال هناك الجديد من الأواني الحجرية، سواء المُكتشَفة بمختلف
المواقع، أو التي امتلأت بها أركان المتاحف العالمية والتي تشهد
على روعة الفن ودقة النحْت رغم صِغَر حجم الكثير من تلك الأواني
الحجرية وصلابة الحجر المنحوت منها. ويوضح «شكل ٣٩» مجموعة من
الأواني الحجرية التي تؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات، والتي تُبيِّن
مدى جودة النحت والصقل وتنوُّع الأشكال،
١٠ بل وتنوُّع مواد الصنع ما بين الألباستر والبرشيا
والسربنتين، وكأنها نُفِّذت بفكرٍ حديث في عصرٍ قديم. ولو أننا
تتبَّعنا تطوُّر ما عُرف من أنماطٍ مختلفة للأواني الحجرية في تلك
الفترة، لَوجدنا أنها تنوَّعت ما بين:
(١) الأواني المُعلَّقة
كان بتري أول مَن أطلق مُصطلح «الأواني المعلقة» على مثل هذا
النمط من الأواني الحجرية، وذلك لتميُّزها بمقابضها المثقوبة،
والتي رأى أنها ربما استُخدِمت للتعليق.
واتَّسمت هذه الأواني بالبدن الطويل البيضاوي أو الأسطواني
ذي القاعدة القُرصية أو المستوية. ويرجع هذا الطراز من الأواني
الحجرية إلى أواخر عصر ما قبل الأُسرات، وانتهى استخدامه حوالي
عصر الأسرة الأولى.
١١
وتُميِّز الدارسة هنا بين نوعَين من أنواع الأواني
المُعلَّقة، وهما:
وتُشير
Adams إلى أنه كان
يتمُّ تعليق مثل هذه الأواني بالحبال أو الخيوط القوية من تلك
المقابض المثقوبة على جانبَيْها،
١٢ وربما صدقت
Adams
في ذلك بشأن الأواني الصغيرة الحجم، أما الأواني الكبيرة الحجم
فترى الدارسة أنه من الصعب تعليقها بهذه الكيفية؛ إذ قد
يتسبَّب ذلك في تحطيم مقابض تلك الأواني.
وكان من أمثلة النوع الأول: «الأواني الأسطوانية ذات المقابض
المثقوبة والقاعدة القُرصية المُستقلة» ما عُثِر عليه من أوانٍ
بازلتية وأخرى من الحجر الجيري أو الألباستر في منطقة المعادي،
حرص فيها الصانع على إجادة الصقل، ووضح في بعضها علامات
التصنيع، كما أنَّ البعض منها كان قد زُيِّن بعددٍ من الثقوب
أسفل الفوهة
١٣ (شكل ٤٠).
وكان البازلت هو الحجر الأكثر استخدامًا في تصنيع هذا النمَط
من الأواني الحجرية رغم شدَّة صلابته، وليس فقط في منطقة
المعادي، وإنما في العديد من مواقع وجبَّانات ذلك العصر،
لا سيما في نقادة وسقارة وأبيدوس.
١٤
وكان من أمثلة هذا النمَط أيضًا ما نراه في «شكل ٤١»؛ حيث
التنوُّع في الحجم والشكل، إذ نرى ثلاثة من الأواني البازلتية
تؤرَّخ بعصر نقادة الأولى، ارتفاع الأول من جهة اليسار يصِل
لحوالي ٤٢٫٨سم، والأوسط ١٣٫٥سم، أما الثالث فيبلغ ارتفاعه
٢٤٫٨سم. عُثِر على هذه الأواني بجبانة أبيدوس، وهي توجد
حاليًّا بمتحف اللوفر بباريس
١٥E23450, E23452,
E23175، ونلاحظ جودة الصقل لدرجةٍ وصلت
لحدِّ اللمعان، وكان الإناءُ الأول مستويَ القاعدة، والإناءان
الثاني والثالث لكلٍّ منهما قاعدة قُرصية مرتفعة يرتكز عليها
الإناء، والبدَن أكثر انتفاخًا من الأول. وكان هذا النمَط هو
الأكثر شيوعًا في عصر ما قبل الأُسرات، لا سيما مرحلة نقادة
الأولى؛ ففي «شكل ٤٢» نرى إناءً من البازلت ذا مِقبضَيْن
مثقوبَيْن وقاعدة قُرصية مرتفعة وبدنٍ مُنتفخ، ارتفاع الإناء
٢٨٫٤سم، عُثر عليه بنقادة، ويُؤرَّخ بمرحلة نقادة الأولى،
ويوجَد بمتحف اللوفر بباريس.
١٦
واشتملت أغلب حضارات عصور ما قبل التاريخ على أوانٍ من هذا
النمط، ففي «شكل ٤٣» نرى رسمًا توضيحيًّا لإناءٍ من البازلت من
نفس نمَط الأواني المعلقة، الإناء عُثر عليه بهليوبوليس ضِمن
مجموعة كبيرة من الأواني الحجرية، ويُشبه هذا الإناء ما جاء من
أوانٍ حجرية في منطقة المعادي.
١٧
وعلى غرار هذا الإناء كان أيضًا الإناء «شكل ٤٤»، وهو أيضًا
من البازلت، يرتكز على قاعدة قُرصية مرتفعة، ويتميَّز بالمقابض
المثقوبة والفوَّهة الضيقة، يبلغ ارتفاعه ٢٤٫٥سم وهو يوجَد
بمتحف برلين ١٢٩٢٨، ويُؤرَّخ ببداية عصر نقادة الأولى.
١٨
ونرى في «شكل ٤٥» إناءً من البازلت ارتفعت قاعدته بوضوح،
أجاد الفنَّان إظهار ثقوب المقابض، ونحْت الإناء وصقْله وإيضاح
الحافة الحادة المُتَّجِهة للخارج. يؤرَّخ الإناء بعصر ما قبل الأُسرات،
١٩ ويحمِل بوضوحٍ سِمات المرحلة النقادية.
ومن الحجر الجيري عُثر على العديد من الأواني المُعلقة من
نفس النمَط السابق، إلَّا أنها كانت أقلَّ في الكمِّ من
الأواني البازلتية، وكان من أمثلة هذه الأواني الإناءُ
«شكل ٤٦»، وهو من الحجَر الجيري الوردي، جاءت فوَّهتُه أكثر
اتِّساعًا وقاعدته أقل ارتفاعًا من السابقين. يؤرَّخ الإناء
بمرحلة نقادة الثانية.
٢٠
وعلى غرار هذا الإناء كان «شكل ٤٧»، وهو يُمثِّل أيضًا إناءً
من الحجر الجيري الوردي، كان أكثر اتِّساعًا وأكثر استطالةً
وأقلَّ في انتفاخ البدَن من سابقه. يتميَّز الإناء برشاقته
وجودة صناعته، يبلُغ ارتفاعه ٢٠٫٤سم، يوجَد بالمتحف الأشمولي
١٨٩٥٫١٧٦ يُؤرَّخ بمرحلة نقادة
II.
٢١
حاوَلَ الفنَّان أحيانًا أن يُزخرف أوانيه الحجرية بزخرفة
بسيطة، سواء بخطوطٍ حلزونية أو متموِّجة، وأحيانًا، كما في
الإناء «شكل ٤٨» قام بنقْش ما يُمثِّل وجْهَ آدميٍّ يُشبِه
الوجه الفخَّاري المشهور بحضارة نقادة، أظهر الفنان بوضوح
تفاصيل العينَين والأنف والفم والذقن ذي الاستطالة. جاءت
فوَّهة الإناء واسعة، والقاعدة بسيطة قُرصية الشكل غير
مُرتفعة. الإناء يوجد بمتحف الجامعة بلندن
UC.15680.
٢٢
ومن الألباستر كان الإناء «شكل ٤٩»، وهو يُشبِه الإناء
السابق شكلًا إلا أنه يخلو من أي زُخرف. فوَّهة الإناء
مُتَّسعة، وقاعدته قُرصية ضيقة وغير مرتفعة. الإناء يوجد
بجامعة لندن
UC.4981.
٢٣
أما النوع الثاني من نمَط الأواني المعلقة «الأواني
الأسطوانية ذات الاستطالة، والمقابض المثقوبة والقاعدة
المُستوية غير المُنفصِلة عن جسم الإناء»، فكان من بين ما عُثر
عليه منه، الإناء «شكل ٥٠» وهو من البازلت، يبلُغ ارتفاعه
حوالي ١٦٫٨سم، واتِّساع قُطر فوهته ٧سم، واتِّساع قُطر قاعدته
٤٫٤سم، يُؤرَّخ بنهاية عصر ما قبل الأُسرات، يوجد بمتحف الأقصر
J.176.
٢٤ عُثر على هذا الإناء داخل أسوار معبد أمون
بالكرنك، ولا يعني ذلك أنَّ هذه المنطقة كانت قائمةً منذ عصر
ما قبل أو بداية الأُسرات، ولكنه يُشير فقط إلى أنَّ مثل هذه
القِطع التي ترجع إلى عصر ما قبل الأُسرات والعصر العتيق كانت
تُودَع منطقة المعبد بوصفها قربانًا للمعبود «أمون»، زاعمةً
أصلَه الموغل في القِدَم.
٢٥
ونرى في «شكل ٥١» إناءً آخَر من البازلت، يُشبه كثيرًا
الإناء السابق لا سيما في الشكل وكذلك مادَّة الصُّنع، يبلُغ
ارتفاعه حوالي ٤٢٫٨سم، ويُؤرَّخ بعصر نقادة الأولى. يوجد بمتحف
اللوفر بباريس.
٢٦
(٢) الأواني الأسطوانية القصيرة ذات المقابض المثقوبة
وكان من بين ما عُرِف من أوانٍ أسطوانية ذات مقابض مثقوبة
ذلك النمط القصير الذي تميَّز بضخامته وقِصرَه عن سالفه، وذلك
كما في «شكل ٥٢» الذي يُبين إناءً أسطوانيَّ الشكل، قصيرًا،
زُوِّد بمِقبضَين مثقوبَين على جانبَيه بالتقابُل، أجاد الصانع
تفريغهما. يتميَّز الإناء بالفوَّهة الواسعة والبدن القصير.
الإناء من حجرٍ صلْدٍ داكن اللون.
٢٧
أما «شكل ٥٣» فهو لإناءٍ من الألباستر، أكثرَ طولًا من
السابق وأكثرَ رشاقةً منه، جاءت مقابضه على استحياءٍ تظهر على
جانبَي الإناء، يتميَّز بفوَّهتِه الواسعة، يُؤرَّخ الإناء
بعصر الأسرة الأولى. يوجد بمعهد الجامعة بلندن
UC.16906.
٢٨
وكان التطوُّر الطبيعي لنمط الأواني المعلقة قد تحوَّل من
نمط الأواني الأسطوانية إلى نمط الأواني البيضاوية ذات
الاستطالة المُنتفِخة البدن «البرميلية الشكل» ذات المقابض المثقوبة
٢٩ (شكل ٥٤)، بعضها كان له قاعدةٌ للارتكاز، والبعض
الآخَر خلا من وجود قاعدةٍ مُنفصِلة له.
٣٠
(٣) الأواني البيضاوية المنتفخة البدن ذات الاستطالة
كان هذا النمط من الأواني الحجرية يُعدُّ أيضًا صورةً من
أنماطٍ شاعت في صناعة الأواني الفخَّارية، لا سيما في عصر ما
قبل الأُسرات، ولقد تنوَّعت تلك الأواني بين الطول والقِصَر،
وذلك بحسب الاستخدام.
ففي «شكل ٥٥» نلمس بوضوحٍ هذا التنوُّع في الحجم والتشابُه
في الشكل ومادة الصنع، فالشكل يوضِّح مجموعةً من الأواني
الحجرية تُؤرَّخ بالحضارة النقادية، جاء الأول من جهة اليسار
وقد نُحِت من حجرٍ أخضر داكن، يصِل ارتفاعه إلى ٧٫٨سم، ويوجد
بمُتحف برلين ١٢٥٨٤.
٣١
والثاني: جاء أقلَّ حجمًا من الأول وأقلَّ طولًا، إذ يبلُغ
ارتفاعه ٥٫٥سم، وهو أكثر انتفاخًا عند المُنتصَف. الإناء نُحِت
من حجرٍ أسود، عُثر عليه في المقبرة رقم ١٦٠٥ بالمُستجدة، وهو
يحمِل رقم ٢٣٠٤٢ أيضًا بمُتحف برلين.
٣٢
الإناء الثالث: نُحِت من حجرٍ أسود، وهو أكبر حجمًا من
السابق؛ إذ يبلغ ارتفاعه حوالي ١١سم، مُتحف برلين.
٣٣
الإناء الرابع: عُثر عليه بالمقبرة رقم ١١٠٠ بأبو صير الملق،
وهو من حجرٍ صلد يبلُغ ارتفاعه ٩سم؛ مُتحف برلين ١٩٠٦٣.
٣٤
الإناء الخامس: تبدو عليه بوضوحٍ سِمات الحضارة النقادية،
صُنِع من حجرٍ أسود يبلغ ارتفاعه ٦٫٤سم، مُتحف برلين ١٢٥٨٥.
٣٥
الإناء السادس: عُثِر عليه بالمقبرة رقم ١٠٥١ بأبو صير
الملق، وهو من صخرٍ مُتحوِّل داكن اللون، ارتفاعه ٤سم، مُتحف
برلين ١٩٠٦٤.
٣٦
الإناء السابع: عُثِر عليه بنقادة؛ وهو من حجرٍ أسود صلد،
ارتفاعه ٣٫٢سم، مُتحف برلين ١٢٥٨٩.
٣٧
وعلى غِرار هذه الأنماط عُثر على مجموعةٍ أخرى تُؤرَّخ أيضًا
بالمرحلة النقادية، صُنِعت من الألباستر والحجر الجيري الأبيض
(شكل ٥٦)، وتوجَد أيضًا بمُتحف برلين، تنوَّعت أحجامها ما بين
الصغير والكبير، جاء بعضها بمقابض مثقوبة على جانبَيْه، والبعض
الآخر بغير مقابض، وقارَبَ بعضُها الآخر في الشكل أنماطَ
الأواني المُقرفَصة، وذلك كما في الإناء الثالث من جهة اليسار
بالشكل السابق، والذي جمَع بين الهيئة المُنتفِخة ذات المقابض
المثقوبة وبين القِصَر والأكتاف العريضة نوعًا، وهو يُؤرَّخ
بمرحلة نقادة الأولى، وعُثر عليه بالمُستجدة.
٣٨
وفي مرحلة نقادة الثانية استمرَّ العثور على الأواني
البيضاوية ذات الاستطالة، والبرميلية ذات الجوانب المُقوَّسة،
وكانت تُصنع من البازلت والألباستر والحجر الجيري،
٣٩ وأيضًا من الجرانيت والديوريت والبرشيا والشست
والسربنتين والرخام. واستطاع الفنان آنذاك أن يبلُغ بصناعة
الأواني الحجرية إلى ذُروة الجودة والمهارة والتنوُّع في
الأشكال والأحجام،
٤٠ وذلك كما رأيْنا مُسبقًا في «شكل ٣٩» الذي يُبين
مجموعةً مختلفة من تلك الأواني الحجرية.
٤١
ومن بين أنماط الأواني البيضاوية المُنتفخة ذات الاستطالة
كان أيضًا الإناء «شكل ٥٧» وهو من الجرانيت، له مقابض مثقوبة
على جانبَيْه، يبلُغ ارتفاعه حوالي ٨٫١سم، يوجَد بالمُتحف
الأشمولي تحت رقم ١٨٩٥٫١٦٧.
٤٢
والإناء «شكل ٥٨» من البازلت الأشهَب، وهو واحدٌ من أربعة
أوانٍ حجرية من نفس النمَط عُثر عليها بالمعادي، بعضها كان من
الحجر الجيري والآخر كان من البازلت. وكان الإناء الحالي هو
الإناء الوحيد الكامل من بينهم، وهو ذو مقابض مثقوبة على
جانبيه وبدن مُنتفخ به بعض الاستطالة وقاعدته مُستوية.
٤٣
ومن الرخام كان الإناء «شكل ٥٩» والذي كان أكثرَ رشاقةً من
سابقيه، إذ قلَّت انتفاخةُ البدن وزادت استطالةُ الجسم. الإناء
يوجَد بكلية الجامعة بلندن تحت رقم
UC.15619.
٤٤
ومن الصخر البورفيري كان الإناء «شكل ٦٠» وقد أُطلِق خطأً
على مادة صُنعه اسم «حجر البرشيا» إلَّا أنه ثبت بالدراسة أنه
من الصخر البورفيري الداكن المُزركَش، يصِل ارتفاعه إلى حوالي
١٣٫٢سم، يتميَّز برشاقة الجسم وجودة النحت والصقل، وهو بيضاوي
ذو استطالة، ومقابضه مثقوبة على جانبَيه. يوجَد الإناء
بالمُتحف الأشمولي تحت رقم
E.166.
٤٥
ومن البرشيا نجد الإناء «شكل ٦١» وهو ذو بدنٍ مُنتفخ به بعض
الاستطالة وله شفةٌ بارزة للخارج ومِقبضان مثقوبان على
جانبَيه، يبلُغ ارتفاع الإناء نحو ١٠٫١سم، يوجَد بالمُتحف
الأشمولي
E.2734.
٤٦
(٤) الأواني الأنبوبية
وتقصِد بها الدارسة ذلك النمَط من الأواني ذات الجدران
العمودية والحافة المقلوبة والقاعدة المُرتفعة الثقيلة، وكانت
أواني ذلك النمط ذات أحجامٍ صغيرة بلَغ متوسِّط ارتفاعها حوالي
١١سم، وكانت أبرز نماذجها قد عُثِر عليها بمنطقة المعادي
وصُنِعت من البازلت في معظمها
٤٧ (شكل ٦٢).
ويوضِّح «شكل ٦٣» إناءً من حجرٍ صلد أشبَهَ بالديوريت، عُثر
عليه بهيراكونبوليس يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات، يوجَد بمُتحف
الإثنول بكامبردج.
٤٨ أما «شكل ٦٤» فهو لإناءٍ من البازلت، يبلُغ
ارتفاعه ١٩٫٧سم، يوجَد بمُتحف برلين برقم ٢٢٦٢٢،
٤٩ وتتَّضِح بالإناء سِمات الحضارة النقادية حيث
القاعدة المرتفعة المنفصلة عن البدن، والحافة الحادَّة البارزة
للخارج وكأنه كأس ضخمة. ويُشبه هذا النمط من حيث الشكل، ما سبق
ذِكرُه من أنماطٍ لأوانٍ حجرية والتي عُرفت باسم الأواني
المُعلَّقة، في شكل القاعدة المرتفعة والبدن الأسطواني، إلَّا
أنها اختلفت عنه في عدم وجود فوَّهة ضيقة، فالإناء تتَّسِع
فوَّهته باتساع البدن؛ ولذا ترى الدارسة أنَّ الأواني
الأنبوبية كانت التطوُّر الطبيعي لِما عُرِف قبلها من أنماطٍ
للأواني الأسطوانية ذات القاعدة القُرصية، ثم البيضاوية
المُنتفِخة ذات الاستطالة، وما بين توقُّفٍ واستمرارٍ ظهرت
أنماط واندثرت أخرى.
(٥) الأواني الأسطوانية
يمكن القول إنَّ الأواني الأسطوانية كانت من أول وأقدم أنماط
الأواني الحجرية ظهورًا وأكثرها انتشارًا أو استمرارًا بدءًا
من عصر ما قبل الأُسرات.
وتنقسِم الأواني الأسطوانية إلى:
ولقد تنوَّعت أحجامها واختلفت مواد صناعتها ما بين الأحجار
الصُّلبة والليِّنة. وكان الحجر الجيري هو أول الأحجار التي
استُخدِمت في صناعة الأواني الأسطوانية. ولقد زخرَتْ منطقة
مُنشأة أبو عمر بالعديد من الأواني الأسطوانية المصنوعة من
الحجر الجيري؛ إذ كان هو المادة الخام الرئيسية في صناعة
الأواني الحجرية لدى أهل تلك المنطقة، ونرى في «شكل ٦٥»
مجموعةً من تلك الأواني الأسطوانية المُتنوِّعة بين الطول
والقِصَر، وبين مُستقيمة الجوانب ومُقعَّرة الجوانب … واقترب
شكل الحجَر الجيري بتجزيعاته من شكل حجر الألباستر.
٥٠
ونرى في «شكل ٦٦» إناءً من الحجر الجيري الأصفر المُزركَش،
يبلُغ ارتفاعه ١٦٫٨سم، واتِّساع قُطره ٨٫٣سم، وهو يؤرَّخ
بنهاية عصر ما قبل الأُسرات، يتميَّز الإناء بجمال مظهره وجودة
صقلِه لا سيما من الخارج، أمَّا من الداخل فتتَّضِح به علامات التفريغ.
٥١
ومن الحجر الجيري ذي اللونَين الأصفر والوردي المُتدرِّج كان
الإناء «شكل ٦٧» وكان قد سُمِّي خطأ «رخام»، يبلُغ ارتفاع
الإناء ١٠سم، يتميَّز برشاقته وجمال صُنعه، وهو من النمَط
الأسطواني مُزدوَج تقعير الجوانب، يوجَد بمُتحف
Lowie تحت رقم ٦٫١٠١٩٠.
٥٢
ونلاحظ أنَّ الإناء يضيق من أسفل ويتَّسع من أعلى
٥٣⋆
بِما يُشبه الكأس إلى حدٍّ ما. ومن الرخام كان الإناء «شكل ٦٨»
وهو أسطوانيُّ الشكل مُستقيم الجوانب، ذو استطالةٍ واضحة، أجاد
الفنَّان صقلَه. الإناء يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات، ويوجَد
بكلية الجامعة بلندن
UC.15710.
٥٤
ومن الرخام الوردي كان الإناء «شكل ٦٩» وهو ذو استطالة
ملحوظة، الإناء يضيق من أعلى حيث تتَّجِه جوانبه قليلًا للداخل
عند الفوَّهة. عُثر على هذا الإناء بنقادة، يوجَد بكلية
الجامعة بلندن
UC.4218.
٥٥
وبهيئة الجعبة أو «الحقيبة» كان الإناء «شكل ٧٠»، وهو إناء
تتَّسِع قاعدته عن فوَّهته بوضوح، ويضيق عند المُنتصف صعودًا
نحو القمَّة بما يُشبه الحقيبة، وهو يُشبه النمط الأسطواني
فيما عدا شدَّة اتساع القاعدة. ويوضِّح الإناء أحد نماذج هذا
النمط، وهو إناء من حجَرٍ صلدٍ داكن اللون، عُثر عليه ببلَّاص،
يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات، ويوجَد شبيهُه في مُتحف فيتزويليام.
٥٦
(٦) الأواني ذات القاعدة المُدبَّبة
كان هذا النمط من الأواني الحجرية هو الأكثر استخدامًا في
عمليات التخزين لا سيما تخزين الجعة والنبيذ. ولقد كثُر تصوير
هذا النمط من الأواني في العديد من مناظر صناعة الجِعة وإعداد
الأواني وملئها ثم غلقها بسدَّادات طينية مَخروطية.
٥٧
ولقد عُرِف هذا النمط جيدًا في صناعة الأواني الفخارية، ثم
تحوَّل منه إلى الأواني الحجرية منذ نهاية عصر ما قبل الأُسرات،
٥٨ وتميَّزت تلك الأواني باستطالة البدَن وانتفاخه
أحيانًا بما يُشبه الهيئة البيضاوية، أما قاعدته فهي مُدبَّبة
وفوَّهته في أغلب الأحيان تضيق من أعلى، وعُثر على العديد منها
في جبَّانة مُنشأة أبو عمر ونقادة وهيراكونبوليس
٥٩ وتنوَّعت مواد صناعة تلك الأواني بين الألباستر
والحجر الجيري الأبيض والسربنتين وأنواع أخرى من الأحجار
الصلدة.
فمن الحجر الجيري الأبيض كان الإناء «شكل ٧١» وهو يتميَّز
برشاقة واستطالة الجسم، والقاعدة المُدبَّبة الرفيعة. عُثر على
الإناء بإحدى مقابر الجيزة، وهو يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات،
ويوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.15726.
٦٠
ومن حجر السربنتين كان الإناء «شكل ٧٢» الذي عُثر عليه
بهيراكونبوليس وهو رشيق ذو استطالةٍ وفوَّهةٍ ضيقة وحافة
دائرية ناتئة للخارج وقاعدة مُدبَّبة، يؤرَّخ بنهاية عصر ما
قبل الأُسرات.
٦١
ومن الأواني الحجرية ما جاءت تجمَع ما بين النمط البيضاوي
المُنتفخ والقاعدة المدبَّبة وذلك كما في الإناء «شكل ٧٣» الذي
اتَّخذ هيئةً بيضاوية ذات استطالة، وبدن مُنتفخ وقاعدته
مُدبَّبة. الإناء من الحجر الجيري الداكن، يؤرَّخ بعصر ما قبل
الأُسرات يوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.15728.
٦٢
والإناء «شكل ٧٤» الذي شابَهَ الإناء السابق في شكل القاعدة
المُدببة والبدن المُنتفخ، إلَّا أنه ليس له فوَّهة؛ إذ جعلها
النحَّات تتَّسِع باتساع البدن. الإناء من الحجر الجيري
الأرقط، وهو أقلُّ استطالةً من الأنماط السابقة، يؤرَّخ بعصر
ما قبل الأُسرات، وهو يوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.15725.
٦٣
وكانت مثل هذه الأنماط من الأواني الحجرية مُدبَّبة القاعدة
توضَع على حوامل خاصة
٦٤ لتثبيتها نظرًا لصعوبة استقرارها على مِثل تلك
القاعدة المُدبَّبة.
(٧) الأواني البيضاوية المُنتفخة ذات الاستطالة والقاعدة
المُستديرة والمقابض
المثقوبة
وهي تلك الأواني التي استدارت قاعدتها لتُصبح كرويةً أو شِبه
كروية، وتنوَّعت هذه الأواني ما بين ذات البدن البيضاوي
المُنتفخ والمقابض المثقوبة، وتلك التي قاربت شكلَ «الزلعة»
المعروفة في قُرى مصر الحالية.
ففي «شكل ٧٥» نرى إناءً من الحجر الجيري الداكن، جاء بهيئةٍ
بيضاوية مُنتفخة تضيق عند الفوَّهة. المقابض جاءت على استحياء،
بسيطةً وصغيرة على جانبي الإناء من أعلى، يؤرَّخ الإناء بعصر
ما قبل الأُسرات، يوجَد بجامعة لندن
UC.15684.
٦٥
وفي «شكل ٧٦» نرى إناءً من السربنتين الأرقط، يُشبه
«الزلعة»، استدارت قاعدته وضاقت فوَّهته بشدَّة، جاءت مقابضه
بسيطةً مثقوبة على جانبَيه من أعلى. يتميَّز الإناء بالعُنق
المُنتصِب لأعلى قليلًا، والقاعدة الأكثر اتِّساعًا من
الفوَّهة، يوجَد الإناء بكلية الجامعة بلندن
UC.15685.
٦٦
أما «شكل ٧٧» فيُبيِّن إناءً من حجر الديوريت الأرقط «سُمِّي
خطأ بحجر الإستياتيت»، وهو ذو قاعدة مُستديرة ومقابض مثقوبة
على جانبَيه وبدن بيضاوي مُنتفخ وفوَّهة مُستديرة تضيق عن
مستوى اتِّساع قُطر البدن، يبلُغ ارتفاع الإناء حوالي ١١٫١سم،
يوجَد بالمُتحف الأشمولي
E.213
يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات.
٦٧
وفي «شكل ٧٨» نجد إناءً من الصخر البورفيري، ذا مقابض مثقوبة
وبدن مُنتفخ بيضاوي الشكل به بعض الاستطالة، يبلُغ ارتفاعه
١٧٫٢سم، وجمَعَت قاعدته بين الاستدارة والهيئة المُدبَّبة
نوعًا ما، فكان أقربَ إلى الهيئة البيضاوية تمامًا، وجاءت
الشفة حادَّةً وبارزة للخارج، يوجَد الإناء بالمتحف البريطاني
BM.35298.
٦٨
(٨) الأواني ذات الاستطالة والمقابض المَثقوبة
تنوَّع هذا النمط من الأواني الحجرية، ما بين الأواني
الأسطوانية ذات المقابض المثقوبة، والأواني البيضاوية ذات
الاستطالة والمقابض المثقوبة، والأواني المُقرفَصة أو عريضة
الأكتاف ذات المَقابض المثقوبة.
ففي «شكل ٧٩» نرى إناءً من البازلت يتميَّز بالفوهة الواسعة
والمقابض الجانبية المثقوبة، وهو ضيِّق القاعدة يتَّسع باتساع
الفوَّهة، وهو يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات.
٦٩
وفي «شكل ٨٠» إناء من الديوريت الأرقط، كُسِر جزءٌ من حافته
وهو ضيق القاعدة، مَسلوب البدن بعض الشيء، له مقابض جانبية
مثقوبة، يؤرَّخ الإناء بعصر ما قبل الأُسرات.
٧٠
أما «شكل ٨١» فيُبين إناءً من الألباستر، يتميَّز بأكتافه
العريضة وقاعدته الضيِّقة والفوهة ذات الشفة السميكة التي
تنتصِب لأعلى بعض الشيء وهو ذو مقابض جانبية مثقوبة، يؤرَّخ
بعصر ما قبل الأُسرات.
٧١
(٩) الأواني المُقرفَصة ذات الاستطالة عديمة المقابض
وهو ذلك النمط من الأواني عريضة الأكتاف ذات الاستطالة.
وتُميِّز الدارسة هنا بين تلك الأواني المُقرفَصة ذات
الاستطالة، وأوانٍ أخرى كانت ذات هيئة مُقرفَصة، ولكنَّها كانت
قصيرةً أشبَهَ بالسُّلطانيَّات.
ويتميَّز هذا النمط من الأواني الحجرية بأكتافه المُرتفعة،
وفوَّهته ذات الشفة البارزة، وغالبًا ما كان عديم المقابض،
وأحيانًا ظهرت له مقابض. ومن بين أمثلةِ هذا النمط عديم
المقابض كان الإناء «شكل ٨٢» وهو من حجَر الجمشت، ارتفاعه ٩سم
تقريبًا، يؤرَّخ بعصر نقادة
III، وهو يوجَد بالمتحف
المصري بالقاهرة
J.65416.
٧٢
وكان قد سبق العثور قبل ذلك على مِثل هذا النمط من الأواني
الحجرية التي تؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات، وكانت من الحجر
الجيري، وذلك كما في «شكل ٨٣» الذي يُبين مجموعةً من أوانٍ من
الحجر الجيري بهيئة مُقرفصة ذات استطالة، تنوَّعت أحجامها
وتشابهت هيئاتها.
٧٣
ونرى في «شكل ٨٤» إناءً من الألباستر عُثر عليه بعزبة
الوالدة بحلوان، يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات، أجاد الصانع
صقلَه، فجاء بمظهرٍ جميل تُميِّزه تعاريج وتجازيع حجر
الألباستر بألوانه المُتداخِلة.
٧٤
ويوضِّح لنا «شكل ٨٥» إناءً من الحجر الجيري بهيئة مُقرفَصة،
عُثر عليه بمُنشأة أبو عمر، يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات.
الإناء عريض الأكتاف، عديم المقابض، ذو فوَّهة بارزة مُنتصِبة
نوعًا ما.
٧٥
(١٠) الأواني والسُّلطانيَّات ذات الهيئة الكروية
تميَّزت مرحلة نقادة الثانية بهذا النمط من الأواني الحجرية،
٧٦ ويُقصَد بهذا النمط تلك الأواني الحجرية كروية
الشكل ذات الأكتاف المُرتفعة العريضة والمقابض الجانبية
المثقوبة، كان بعضها بقواعد مسطحة وللبعض الآخر قواعد دائرية،
وذلك كما يوضِّحه «شكل ٨٦» من أوانٍ حجرية اختلفت أحجامها ما
بين الصغيرة والكبيرة.
٧٧
ففي «شكل ٨٧» نرى إناءً من الديوريت الداكن ارتفاعه ١٠٫٥سم
واتِّساع قُطره ٢٠٫٣سم، اتَّخذ الإناء هيئةً كروية، وجاءت
مقابضه المثقوبة على جانبَيه، أما فوهة الإناء فجاءت واسعة،
أما الشفة أو الحافه العُليا فجاءت مُنتصِبة. يؤرَّخ الإناء
بعصر ما قبل الأُسرات.
٧٨ أجاد الفنان نحتَه وصقله لدرجةٍ وصلت إلى حدِّ
اللمعان، وأجاد الفنان أيضًا تفريغ مِقبضَي الإناء.
أما «شكل ٨٨» فهو لإناءٍ من حجر البرشيا، جاء بهيئة سُلطانية
كروية ذات مقابض مثقوبة، يؤرَّخ الإناء بعصر ما قبل الأُسرات،
ويوجَد بمعهد جامعة لندن
UC.15587.
٧٩
ونرى في «شكل ٨٩» إناءً كرويَّ الشكل بهيئة السُّلطانية من
حجر الشست. الإناء له مِقبضَين مَثقوبَين على جانبَي الإناء،
فوَّهة الإناء واسعة ذات شفةٍ غير بارزة، يؤرَّخ بعصر ما قبل
الأُسرات، ويوجَد بعهد الجامعة بلندن تحت رقم
UC.6314،
٨٠ يتميَّز الإناء بجودة الصقل والنحت سواء من الداخل
أو الخارج.
ويوضِّح «شكل ٩٠» إناءً من حجر الترافرتين، ارتفاعه ٦٫٢سم،
يتميَّز بجمال ألوانه الطبيعية الناتِجة عن التدرُّج الطبيعي
لألوان الحجر. يؤرَّخ الإناء بعصر ما قبل الأُسرات، يوجَد
بالمتحف الأشمولي ١٨٩٥٫١٦٢.
٨١
ونرى في «شكل ٩١» إناءً كرويَّ الشكل عديم المقابض، نُحِت من
حجر السربنتين، جاءت فوَّهتُه دائريةً ضيقةً نوعًا، بدَن
الإناء شديد الاستدارة ذو قاعدة كروية، يبلُغ ارتفاع الإناء
٧٫٣سم، وهو يُشبه قنينة حفظ الدهون والزيوت، ويوجَد بالمتحف
البريطاني
BM.4711.
٨٢
أما الإناء «شكل ٩٢» فهو من أغرب أنواع تلك الأواني الحجرية؛
إذ نُحِت من حجر الملاخيت، وهو حجر ندر استخدامه في صناعة
الأواني الحجرية، يبلُغ ارتفاعه ٥٫٣سم، يوجَد بالمتحف
البريطاني
BM.36356،
٨٣ الإناء به مِقبضان جانبيَّان جاءت ثقوبهما من أعلى
وليس من الجانب كما هو الشائع في غيره من الأواني
الأخرى.
وبهئية السُّلطانية كان الإناء «شكل ٩٣» وهو من حجر الديوريت
الرمادي جاءت قاعدته مُسطَّحةً وبدَنُه منتفخًا بهيئةٍ
مُقرفَصة قصيرة وفوَّهة تتَّسع باتساع الجسم. ارتفاع الإناء
٦٫٧سم ويوجَد بالمتحف الأشمولي
E.129، ١٨٩٦–١٩٠٨م، يؤرَّخ
بعصر ما قبل الأُسرات.
٨٤
والإناء «شكل ٩٤» وهو أيضًا بهيئة سُلطانية ولكنَّه يختلف عن
السابقة في أنَّ قاعدته كروية. الإناء من الحجر الجيري ذي
التجازيع السوداء وهو يُشبه الرخام، يبلُغ ارتفاعه ٦٫٦سم، أجاد
الفنان نحتَه وتفريغ مقابضه وصقله، وهو يؤرَّخ بعصر ما قبل
الأُسرات ويوجَد بالمتحف الأشمولي
1895,
E.154.
٨٥
أما «شكل ٩٥» فنرى فيه سُلطانية سميكة الجدران من الحجر
الجيري، وهي ذات مقابض مثقوبة وبدَن مُقرفَص وفوَّهة سميكة
الحواف، يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات يوجَد بمعهد الجامعة
بلندن
UC.10747.
٨٦
وكذلك الإناء «شكل ٩٦» يُمثِّل سُلطانية من حجر الديوريت،
ذات بدنٍ كُروي ومقابض مثقوبة وفوَّهة سميكة الحواف مسطحة
يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات، يوجَد بمتحف
Pushkin بوشكن للفن الجميل بموسكو.
٨٧
(١١) أوانٍ مُقرفَصة ذات قاعدة مُدبَّبة وبدنٍ قصير
عُثر من بين ما عُثر عليه من أوانٍ حجرية على قدورٍ وأوانٍ
مُقرفَصة ذات أكتافٍ عريضة وفوَّهة سميكة الحواف ومقابض جانبية
لا تبرُز كيثرًا عن بدَن الإناء وقاعدة مُدبَّبة، وكان من بين
هذا النمط، الإناء «شكل ٩٧» وهو من حجر الديوريت الرمادي،
يبلُغ ارتفاعه ١٠سم، واتِّساع قُطره ٢٦سم، واتِّساع قُطر
فوَّهته ١٣سم، يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات، ويُلاحظ به وجود
نتوءٍ بسيط بمثابة مقابض جانبية تظهر على استحياءٍ على جانبَي الإناء.
٨٨
و«شكل ٩٨» يوضح إناءً من حجر الديوريت، يتميَّز بجُدرانه
السميكة وهو يُشبه تمامًا الإناء السابق، يبلُغ ارتفاعه
١٠٫٥سم، واتِّساع قُطره ٢٣سم، واتساع قطر فُوَّهته ١٨سم.
٨٩
ويُعدُّ هذا النمط من الأواني الحجرية بمثابة مرحلةٍ
انتقالية تجمَع بين هذا النمط، ونمط الأواني ذات القاعدة
الكروية، وذلك من حيث الشكل العام حيث القِصَر والهيئة
المُقرفَصة أو المُستديرة أو مُنحنِية الجوانب.
(١٢) السُّلطانيات والأطباق
تنوَّعت حصيلة الأطباق والسُّلطانيات التي ترجِع إلى عصر ما
قبل الأُسرات ما بين العميقة والمُسطحة، الكبيرة والصغيرة،
جيِّدة الصُّنع وخشنة الصُّنع وذلك بحسب الغرض منها.
وكان من بين ما عُثر عليه من سُلطانياتٍ حجرية تؤرَّخ بتلك
الفترة، السُّلطانية «شكل ٩٩» وهي من النمط الغائر، صُنعت من
حجر الألباستر، تتميَّز بالعُمق والاتساع، حافة السُّلطانية
تتَّجِه للداخل قليلًا من أعلى وقد عُثر على هذه السلطانية
بعزبة الوالده بحلوان، وهي جيدة النحت والصقل.
٩٠
وكذلك السلطانية «شكل ١٠٠» وهي إنْ كانت تُشبهها في الشكل
إلا أنها خشِنة الصُّنع غير جيدة الصقْل، وهي أيضًا من
الألباستر، ارتفاعها ٨٫٥سم، تتميَّز بالعُمق والاتساع،
ويتَّضِح بداخلها علامات التفريغ والنحت، وهي تُوجَد بالمُتحف
الأشمولي
1912.57a.
٩١
أما السلطانية «شكل ١٠١» فهي من حجر الشست، أقل عُمقًا من
السابقة، وتتميَّز بجودة النحت والصقل من الداخل والخارج،
تؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات، تتَّجِه حافتها نحو الداخل
قليلًا من أعلى.
٩٢
ومن بين ما عُثر عليه من أطباقٍ تؤرَّخ بتلك الفترة، كان
الطبق «شكل ١٠٢» وهو من الحجر الجيري الأبيض، ارتفاعه يتراوَح
ما بين ٦٫٢سم: ٧٫٨سم واتساع قُطره ١٣٫٤سم، عُثر عليه بالموقع
السَّكني بالمعادي، وهو خشِن الصُّنع، وربما تمَّ تصنيعه في
الموقع نفسه في ورشة مُتخصِّصة لذلك، ويدلُّ مكان العثور على
احتمالية استخدامه في أغراض الحياة اليومية.
٩٣
ويُبين «شكل ١٠٣» طبقًا من الحجر الجيري الأصفر يبلُغ
ارتفاعه ٣سم وهو سميك الجدران، غير جيد الصُّنع، يؤرَّخ بعصر
ما قبل الأُسرات، يوجَد بمتحف
Lowie تحت رقم ٦٫٩٩٤٧.
٩٤
أما «شكل ١٠٤» فهو طبَقٌ من الإردواز، له قاعدة قُرصية بسيطة
مُسطحة تتَّضِح معالِمها داخل وخارج الطبق، وهو غير عميق،
مُتوسِّط العُمق تقريبًا، عُثر عليه بمُنشأة أبو عمر، يؤرَّخ
بعصر ما قبل الأُسرات.
٩٥
ومن نمَط الأطباق التي عُرفت منذ عصر ما قبل الأُسرات،
واستمرَّ تواجدها وظهورها حتى نهاية عصر الدولة الوسطى بل
والحديثة، كان الطبق «شكل ١٠٥» وهو من الحجر الجيري الأصفر ذي
التجازيع السوداء البسيطة، يبلُغ اتِّساع قطره ٢٠٫٧سم، وهو
مُسطح الشكل غير عميق، يتميَّز بجودة النحت والصقل، يوجَد
بمتحف
Lowie تحت رقم ٦٫٨٢٣.
٩٦
(١٣) الأكواب
لا شكَّ أنَّ العثور على أكوابٍ حجرية ترجع لعصر ما قبل
الأُسرات، فيه دليل على مدى اهتمام المصري القديم بأدوات
مائدته؛ إذ كانت الأكواب والأطباق والسُّلطانيات أهم أواني
المائدة المُستخدَمة ليس قديمًا فقط، بل في العصر الحالي
أيضًا.
وكان من أنماط ما عُرف من أكوابٍ حجرية آنذاك، الكوب «شكل
١٠٦» وهو من البازلت، عُثر عليه بمرمدة بني سلامة، يؤرَّخ
بالعصر الحجري الحديث، وهو من أقدَمِ ما عُرف من أوانٍ حجرية
في مصر بوجهٍ عام. الكوب صغير الحجم، أجاد الصانع نحتَهُ
وصقله، وهو يضيق عند القاعدة ويتَّسِع عند الفوَّهة.
٩٧
أما الكوب «شكل ١٠٧» فهو من حجر الوَحْل، ارتفاعه ٧٫٧سم،
يؤرَّخ بنهاية عصر ما قبل الأُسرات، يتميَّز الإناء باتساع
فوَّهته بوضوح، وانحناءةِ جوانبه انحناءةً خفيفة. الكوب يوجد
بمُتحف
Lowie تحت رقم ١٢٦–٦.
٩٨
والكوب «شكل ١٠٨» من حجر البرشيا، يؤرَّخ بعصر ما قبل
الأُسرات، وهو أصغر حجمًا من السابق ويُشبه الأكواب
المُستخدَمة في العصر الحالي حيث بساطة الشكل. الكوب ضيق
القاعدة مُتَّسِع الفوَّهة، يوجَد بمعهد جامعة لندن
UC.4353.
٩٩
ولسْنا بصدَد حصْر ما عُرف من أنماطٍ لأوانٍ حجرية وإنما فقط
تُحاول الدارسة إلقاء الضوء على أنماط تلك الأواني الحجرية،
مُحاوِلةً توضيح مدى التطوُّر في صناعتها وأشكالها.