وتنوَّعت أنماط وأشكال الأواني الحجرية آنذاك ومنها ما استمرَّ
ممَّا عُرف من أنماط أواني عصر ما قبل الأُسرات، ومنها ما ظهر
وعُرف من أنماطٍ أخرى. وقد اعتنى صانعو الأواني الحجرية في عصر
الأُسرة الأولى بإبراز جمالها وصقْل سطحها،
٢ وازداد الإقبال في ذلك العصر على صناعة الأواني
الحجرية واستعمالها، ولم يقتصِر الأمر على تزويد مقابر الملوك
بالأعداد الوفيرة منها، ولكن زُوِّدت بها أيضًا مقابر الأشراف
وكبار الموظفين.
٣
ولسْنا بصدَد سرْد وتفصيل كل ما عُثر عليه من أوانٍ حجرية
مُختلفة الأنماط، وإنما تقصِد الدارسة التعرُّف على تطوُّر أشكال
وصناعة هذه الأواني، وتطوُّر أنواع الأحجار المُستخدَمة في
صناعتها.
وعمَّا عُرف من أنماط الأواني الحجرية في عصر بداية الأُسرات،
فقد تنوَّع كالتالي:
(١) الأواني الأسطوانية
تُعدُّ الأواني الأسطوانية واحدًا من أكثر أنماط الأواني
الحجرية شيوعًا وذلك بداية من عصر ما قبل الأُسرات، وقد
تنوَّعت أحجامها ما بين الطويلة والمتوسطة والقصيرة، وتنوَّعت
أشكالها كذلك بناء على شكل جوانبها وما تحمِله من زخارف أو
مقابض، وشكل قاعدتها وقِمَّتها؛ أي الشكل العام للإناء.
ويمكن تقسيم الأواني الأسطوانية بناءً على أطوالها إلى:
«طويلة» وهذه تزيد عن ٢٥سم، و«متوسطة» وهذه تتراوح ما بين
١٥–٢٥سم، و«قصيرة» وهذه أقل من متوسطة الحجم في الطول.
٨
وكانت أكثر أشكال الأواني الأسطوانية انتشارًا، الأواني
المستقيمة الجدران والمُقعرة الجدران. وكانت هذه الأنماط في
حالة زخرفتها يكتفي الصانع بإحاطة فوَّهتها أو المنطقة أسفل
الفوَّهة بزخرفةٍ كالحزور تُشبه زخرفة الحبل.
٩ ونرى ذلك في «شكل ١١٥» حيث وضوح الزخرفة الخطِّية
البسيطة أسفل شفة الإناء، وأحيانًا كان يأتي الإناء خاليًا من
الزُّخرف كما في «شكل ١١٦» إذ جاءت الأواني مُصمَتة.
١٠
وكان من بين ما عُرف من أنماط الأواني الحجرية المُستقيمة
الجوانب، الإناء «شكل ١١٧» وهو من حجر الألباستر، عُثر عليه
بجبَّانة طرخان، يؤرَّخ بعصر الأُسرة الأولى، أجاد الصانع
نحتَه وصقله، وهو يوجَد بمعهد الجامعة بلندن
UC.16901.
١١ وهو يحمِل زخرفةً خطِّية أسفل الشفة بما يُشبه
الحبل، وتمتدُّ جوانب الإناء باستقامةٍ تجاه القاعدة.
والإناء «شكل ١١٨» من الألباستر الداكن، كُسِر جزء من حافته،
ويوجَد أسفل فوَّهته زخرفةٌ خطية بسيطة. يؤرَّخ الإناء بعصر
الأسرة الأولى، عُثر عليه بطرخان، يوجَد بمعهد الجامعة بلندن
UC.16361.
١٢
ومِن سقَّارة عُثر في المقبرة رقم «٣٤٧١» بالجبَّانة الملكية
التي تؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى على مجموعةٍ كبيرة من الأواني
الأسطوانية المتنوعة الأحجام، كانت من الألباستر، وكان متوسط
ارتفاع تلك الأواني قد وصل إلى ٢٨سم
١٣ (شكل ١١٩).
وفي المقبرة رقم «٣٠٣٦» أيضًا بالجبَّانة الملكية بسقَّارة
أيضًا عُثر على حصيلةٍ كبيرة من الأواني الأسطوانية المُختلفة
الأحجام، وكانت أيضًا من الألباستر
١٤ (شكل ١٢٠).
وعُثر في جبانة أبو روَّاش على عددٍ من الأواني الأسطوانية
المتنوعة الأحجام والأطوال، كان من بينها «شكل ١٢١» الذي يُبين
مجموعة من الأواني المنحوتة من الألباستر، والتي أجاد الصانع
نحتَها، وخلَتْ من وجود أي زخارف، وهي تؤرَّخ بالعصر العتيق.
١٥
وكان من أنماط الأواني الأسطوانية المُقعَّرة الجدران،
الإناء «شكل ١٢٢» وهو من حجر الجرايوكة «الشست الأشهب»،
ارتفاعه ١٥٫٢سم، اتساع قُطره ٩٫٨سم، يؤرَّخ بعصر الأسرة
الثانية، وهو جيِّد النحت والصقل، يوجَد أسفل فوَّهته زخرفة
خطِّية بسيطة، شفة الإناء تتَّجِه نحو الخارج قليلًا.
١٦
والإناء «شكل ١٢٣» وهو من الألباستر، به انحناءة خفيفة على
جانبَيه وأسفل فوَّهته نقْش خطِّي بسيط، عَثر بتري على هذا
الإناء في طرخان، وهو يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، يوجد بكلية
الجامعة بلندن
UC.16359.
١٧
والإناء «شكل ١٢٤» أيضًا من الألباستر، وهو مزدَوَج تقعير
الجوانب، يوجَد أسفل فوَّهته خطٌّ بسيط بالنقْش البارز. الإناء
يضيق من أسفل ويتَّسِع من أعلى، عُثر عليه بالمصطبة رقم «٥»
بجبَّانة الجيزة، وهو يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، يوجَد بكلية
الجامعة بلندن
UC.27932.
١٨
أما الإناء «شكل ١٢٥» فهو أكثر استطالةً ورشاقة من سابقيه،
وهو مزدوَج تقعير الجوانب، يُحيط بفوَّهته من أعلى زخرفة خطية
بسيطة، عُثر على هذا الإناء بطرخان، وهو يؤرَّخ بعصر الأسرة
الأولى، يوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.16908.
١٩
والإناء «شكل ١٢٦» وهو أقلُّ طولًا وأكثر اتِّساعًا من
السابق، ويتميَّز بازدواج تقعير جوانبه، فوَّهة الإناء مُتسعة
وتتجه حافته للخارج، عُثر عليه بطرخان ويؤرَّخ بعصر الأسرة
الأولى، يوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.16981.
٢٠
ومن أجمل ما عُثر عليه من أوانٍ أسطوانية، الإناء «شكل ١٢٧»
من الألباستر الكلسي، الإناء اتَّخذ هيئةً تُشبه الكُوب إذ
يضيق عند القاعدة ويتَّسع تدريجيًّا وصولًا للفوَّهة، ارتفاع
الإناء ٢٢٫٢سم، واتساع قُطره يتراوح ما بين ٧سم عند القاعدة
و١١سم عند الفوَّهة، يؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات
٢١ ويُعدُّ من الأواني الكبيرة الحجم والمختلفة الشكل
عمَّا سبق ذِكره من أنماط الأواني الأسطوانية؛ إذ لم تأتِ
جُدرانه مستقيمةً ولا مُقعَّرة.
ومن الأواني الكبيرة الحجم إلى الأواني المتوسطة الحجم كان
التنوُّع، ففي «شكل ١٢٨» نرى إناءً أسطوانيًّا متوسط الحجم ذا
جوانب مُقعرة، الإناء من الألباستر، عُثر عليه بطرخان، يؤرَّخ
بعصر الأسرة الأولى، يوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.16917.
٢٢
والإناء «شكل ١٢٩» وهو من الألباستر، يزيد حجمُه أو اتِّساع
قُطره عن السابق، ويُشبهه في الطول، الإناء مزدوَج تقعير
الجوانب ولكن بِخفَّة، عُثر عليه بطرخان، يؤرَّخ بعصر الأسرة
الأولى، يوجَد بجامعة لندن
UC.16361.
٢٣
ومن متوسطة الحجم إلى صغيرة الحجم نرى الاختلاف، ففي «شكل
١٣٠» نرى إناءً أسطوانيًّا قصير الحجم، خشِن الصُّنع من
الألباستر الداكن، عُثر عليه بمقبرة الملك خع سخموي بأبيدوس
وكان معه أداة لحَكِّ وصقل الأواني الحجرية، الإناء يُشبه
الهاون، يؤرَّخ بعصر الأسرة الثانية.
٢٤
والإناء «شكل ١٣١» من النمَط القصير جدًّا من الأواني
الأسطوانية، وهو من الألباستر ذو حافةٍ تتَّجِه للخارج وفوهة
سميكة الحواف تتَّسِع باتساع الجسم، عَثر عليه بتري بطرخان،
يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، يوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.16919.
٢٥
هذا ومن الجدير بالذِّكر أنه قد عُثر على أوانٍ أسطوانية
كانت قد صُنعت من جزأين مُنفصلَين من الحجر، من نفس نوع الحجر،
كانت القاعدة مُنفصلة عن بدن الإناء وربما كانت هذه إحدى طُرق
التصنيع أو هي وسيلة تُعبر عن طقسةٍ مُعيَّنة. وكان من بين هذه
الأواني، الإناء «شكل ١٣٢» وهو من الألباستر، عُثر عليه
بالمقبرة رقم «٥» بجبَّانة أبو صير، الواقعة بين الجيزة
وسقارة، يؤرَّخ الإناء بعصر بداية الأُسرات، ويرى علي رضوان
أنه ربما قُصِد بصناعة مثل هذا الإناء من جزأين مُنفصِلَين من
الحجر، الإشارةُ إلى عادةٍ جنائزية تمثَّلت في تحطيم أو كسْر
الإناء عمدًا لينتفِع المُتوفَّى بالكا الخاصة بها.
٢٦
ويُلاحظ من كل ما سبق أن أواني عصر الأسرة الثانية، بصفة
عامة، كانت تُشبه أواني عصر الأسرة الأولى في الشكل ولكنها
أقلُّ منها في الجودة والحجم.
(٢) الأواني الأسطوانية ذات المقابض
المُتموِّجة أو الزخرفة
الحلزونية
وهي أوانٍ قلَّدت هيئة الأواني الفخَّارية من حيث الزخارف
المُتموِّجة التي تشكل مقابضها، تتميَّز تلك الأواني باستطالة
الجسم، بعضها جاء بهيئةٍ أسطوانية مستقيمة الجوانب، والبعض
الآخر اتَّخذ هيئةً ذات استطالة، تضيق حافتها وقاعدتها، ونرى
في «شكل ١٣٤» رسمًا توضيحيًّا لبعضٍ من هذه الأواني ذات
الزخارف المُتموِّجة، التي تؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى.
٢٧
وفي «شكل ١٣٥» إناء من الحجر الجيري، يُلاحَظ فيه خشونة
الصنع وقلَّة الجودة وعدَم الاهتمام بالصقْل مقارنةً بأواني
نفس هذا النمط الذي شاع في عصور ما قبل التاريخ، الإناء عُثر
عليه بهيراكونبوليس، وهو يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى.
٢٨
أما الإناء «شكل ١٣٦أ» فتتَّضِح فيه سِمات هذا النمَط من
الأواني الحجرية بوضوح، حيث الشكل العام للإناء ذي الاستطالة،
الذي يضيق من أسفل ومن أعلى برشاقة، أجاد الفنَّان نحت مقابض
الإناء، وإظهارها بتلك الهيئة الزُّخرفية المُتموِّجة، الإناء
من حجر الألباستر وهو سهل النحْت ممَّا ساعد الفنان على
التمكُّن من نحت الإناء بسهولةٍ وإبراز شكل الجوانب المُقوَّسة
والحافة الدائرية، ونرى أسفل الإناء بالقُرب من القاعدة نقْشًا
ركيكًا لزخرفةٍ تُشبه السلَّة في خطوط مُتقاطعة، يؤرَّخ الإناء
بعصر الأُسرة الأولى، ويوجَد في كلية الجامعة بلندن
UC.16891.
٢٩
والإناء «شكل ١٣٦ب» وهو غير كامل، يُشبِهُ في هيئته الإناء
السابق، نُحِت من حجر الإردواز، يتميَّز بزخارِفِه الحلزونية
المُتموِّجة، عَثر عليه بتري في طرخان، يؤرَّخ بعصر الأُسرة
الأولى، يوجَد بكلية الجامعة
UC.16936.
٣٠
وعن هذا النمَط من الأواني الحجرية ذات الزخرفة الحلزونية أو
المُتموِّجة فقد عُرف قبل عهد نعرمر وعُثر على نماذج كثيرة منه بأبيدوس.
٣١
(٣) الأواني الأسطوانية ذات المقابض المثقوبة
وهي أوانٍ أسطوانية تميَّزت برشاقتها وبمقابضها الجانبية
المثقوبة، والتي جاءت أشبَهَ بنتوءٍ جانبيٍّ من فرْط صِغَرها.
وكان من أمثلة هذا النمط الإناء «شكل ١٣٧» وهو إناء أسطواني
ضَيِّق القاعدة، تتَّسِع جوانبه باتِّجاه الفوَّهة، له مقابض
مثقوبة على جانبَيه بالقُرب من الفوَّهة، وهو من حجر داكن صلد
ذي تجازيع طبيعية بسيطة، عُثر عليه بنقادة، يؤرَّخ بنهاية عصر
ما قبل الأُسرات، يوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.1194.
٣٢
والإناء «شكل ١٣٨» من الألباستر، يُشبه الإناء السابق في
الشكل العام وهو ذا استطالةٍ بلا شفةٍ بارزة، له مقابض جانبية
مثقوبة، عُثر على هذا الإناء بالمقبرة رقم ١٨٨ بمطمر، يوجَد
بكلية الجامعة بلندن
UC.16952.
٣٣
ومن البازلت أو الشست كان الإناء «شكل ١٣٩أ» وهو جيد الصقْل
يضيق من أسفل ويتَّسِع من أعلى، ذو حافة تتَّجِه للخارج
قليلًا، عُثر على هذا الإناء بالقطاع الشمالي من جبَّانة
أبو روَّاش وهو يؤرَّخ بالعصر العتيق.
٣٤
وكذلك الإناء «شكل ١٣٩ب» عُثر عليه بنفس الجبَّانة، ويؤرَّخ
بنفس الفترة، وهو من الألباستر، أكثر رشاقةً من سابقيه،
يتميَّز بجودة الصقْل والنحت وهو ذو مقابض مثقوبة وبدن أسطواني
طويل يَضيق عند قاعدته.
٣٥
أما الإناء «شكل ١٤٠» فهو يجمع في هيئته بين نمَط الأواني
الأسطوانية ذات المقابض المثقوبة، ولكنه أقرَبُ للنمط الأول من
الثاني، وهو من الحجر الجيري الداكن، يؤرَّخ بعصر الأسرة
الأولى، يوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.15633.
٣٦
(٤) الأواني البيضاوية ذات الاستطالة والمقابض المثقوبة
وتميَّزت هذه الأواني بانتفاخة البدن واستطالته، وبالمقابض
المثقوبة على جانبَيه وتنوَّعت مواد صناعتها ما بين الحجر
الجيري والبازلت والألباستر والسربنتين والجمشت. ونرى في «شكل
١٤١» أنماطًا مما شاع من أوانٍ حجرية في عصر بداية الأُسرات،
ومن بين هذه الأنماط كانت الأواني البيضاوية ذات الاستطالة
والمقابض المثقوبة.
٣٧
ويوضِّح «شكل ١٤٢» أربعة من الأواني البيضاوية ذات الاستطالة
والمقابض المثقوبة، وهي من الحجر الجيري، يُلاحَظ بها خشونة
وفظاظة الصُّنع، عُثر عليها بهيراكونبوليس، تؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى.
٣٨
و«شكل ١٤٣» إناء من البازلت ذو بدَن مُنتفخ ومقبضين
مَثقوبين، يضيق عند القاعدة، الفوَّهة مُستديرة ذات شفةٍ
دائرية سميكة، يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، يوجَد بمتحف
فيتزويليام
E.19.1898.
٣٩
و«شكل ١٤٤» يوضِّح إناءً من الألباستر ذا بدنٍ مُنتفخ عريض
الأكتاف إلى حدٍّ ما، يضيق من أسفل ويتَّسع من أعلى، الفوَّهة
ذات شفةٍ تتَّجِه للخارج، المقابض مثقوبة على جانبي الإناء،
عُثر عليه بطرخان بالمقبرة رقم ٢٦٠، يؤرَّخ بعصر الأسرة
الأولى، يوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.16963.
٤٠
ومن حجر الجشمت أو الأماتست كان الإناء «شكل ١٤٥» وهو إناء
صغير الحجم، يبلُغ ارتفاعه ٧٫٧سم، واتساع قُطره ٥٫٤ : ٥٠٥سم،
وهو ذو بدن بيضاوي مُنتفخ ومقابض مثقوبة على جانبيه وفوَّهة
قُرصية شفتُها رقيقة ومُسطحة، أُحيطت حافته برقائق من الذهب
الثمين, الإناء يوجَد في حوزة السيدة
Medlicott، يؤرَّخ بعصر
بداية الأُسرات،
٤١ وترى الدارسة احتمالية استخدام مثل هذا النمط من
الأواني الحجرية في حفظ الدهون العطرية.
أما «شكل ١٤٦» فيُبين إناءً ذا أكتافٍ مُرتفعة ومقبضَين
مثقوبَين، وقاعدة قُرصية، الإناء من حجر السربنتين أو
الفلسبار، وهو بوجهٍ عام من النمط البيضاوي المنتفخ ذي
الاستطالة، ولكن يتَّسِم بالرشاقة، حيث انسيابية البدَن
والانحناءة التدريجيَّة من الأكتاف حتى القاعدة القُرصية
الضيقة، يبلُغ ارتفاع هذا الإناء حوالي ١٢٫٩سم، يؤرَّخ بالفترة
من عصر الأسرة «١–٣» أي عصر بداية الأُسرات.
٤٢
ومن الصخر البورفيري كان الإناء «شكل ١٤٧» وهو أيضًا مُنتفخ
البدن لا سيما عند الأكتاف، ليضيق عند الفوَّهة ذات الشفة
الناتئة وللإناء مِقبضان مثقوبان، ويبلُغ ارتفاعه ١٦٫٥سم،
واتِّساع قُطره ١٣٫٥سم، يؤرَّخ بعصر الأسرة الثانية.
٤٣
(٥) الأواني والقدور ذات الاستطالة والأكتاف
المُرتفعة عديمة
المقابض
يرى
Balcz أنَّ مثل هذا
النمط من الأواني كان قد استُخدِم لأجل تلقِّي النبيذ والجعة
والماء على مائدة القربان، وأنه ارتبط أيضًا بأواني الولائم
والمآدب، بل وأحيانًا ارتبط بالتخزين، وكان في هذه الحالة
يُملأ منها الكئوس والأقداح التي يُقدِّم فيها المرء الشراب
على المائدة، ولقد وضح كل ذلك من خلال المناظر الجدارية بمقابر
عصر الدولة القديمة،
٤٤ أي أنَّ بداية ظهور هذا النمط من الأواني الحجرية
يرجع إلى عصر بداية الأُسرات، وتأكد ظهوره من خلال المناظر في
عصر الدولة القديمة.
ولقد اختلفت أطوال وأحجام هذا النمط من الأواني الحجرية بما
يتَّفق مع الاستخدام، فكان منها الطويل، والقصير ذو الأكتاف
العريضة، والأشبه بالهيئة المُقرفَصة إلى حدٍّ ما ويُعرَف هذا
النمط الأخير بالهيئة البرميلية.
وكان من بين ما عُرف من هذا النمط، الإناء «شكل ١٤٨» وهو من
حجر الألباستر، ليس له مقابض، يتميَّز باستطالة الجسم، وهو
يضيق بشدَّة عند قاعدته، حيث يقارب الهيئة المُدببة. عُثر على
هذا الإناء بالمقبرة رقم «١٨٠١» بطرخان، يوجَد بكلية الجامعة
بلندن
UC.16892.
٤٥
والإناء «شكل ١٤٩» من حجر السيانيت، له عُنق قصير وحافة
مُستديرة يضيق عند القاعدة، يتميَّز بالاستطالة والرشاقة معًا،
عُثر على هذا الإناء بمقبرة مريت نيت بأبيدوس، يؤرَّخ بعصر
الأسرة الأولى.
٤٦
(٦) الأواني ذات الهيئة البرميلية «عديمة المقابض»
سبق ظهور هذا النمط بكثرة منذ عصر ما قبل الأُسرات، ولقد
تنوَّعت أحجامها، ومواد صناعتها في عصر بداية الأُسرات، وكان
من بين ما عُثر عليه منها الإناء «شكل ١٥٠» الذي اتَّخذ هيئة
برميلية، إذ جاء البدن مُنتفخًا بعض الشيء، ضيِّق القاعدة
يتَّسع لأعلى ويضيق مرةً أخرى قليلًا نحو الفوَّهة، وهو من
الألباستر الداكن، يؤرَّخ بعصر الأُسرة الأولى، عُثر عليه
بطرخان، ويوجَد بمتحف كلية الجامعة
UC.16959.
٤٧
والإناء «شكل ١٥١» وهو من حجر الألباستر، يتميَّز بأكتافه
المُرتفعة وفوَّهته المستديره ذات الشفة السميكة والقاعدة
الضيقة، وهو من النمط المُقرفص الشكل، عُثر عليه
بهيراكونبوليس. يؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات.
٤٨
أما «شكل ١٥٢» فيُبين ثلاثة من الأواني الحجرية ذات الهيئة
البرميلية، المُقرفصة، اختلفت أحجام الأواني الثلاثة بين
الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وهي من الإردواز، أجاد الصانع
نحتَها وصقْلها لدرجةٍ وصلت لحد اللمعان، تتميَّز الأواني
بالأكتاف المُرتفعة العريضة، والبدن المُنتفخ، وهي عديمة
المقابض، عُثر عليها في إحدى مقابر الجبَّانة الملَكية بحلوان،
تؤرَّخ بالعصر العتيق.
٤٩
(٧) الأواني ذات القاعدة المُدبَّبة
عُرِف هذا النمط من الأواني الحجرية منذ عصور ما قبل التاريخ
واستمرَّ معروفًا حتى عصر بداية الأُسرات بل وعصر الدولة
القديمة وما تلاها، ولكن ليس بنفس الكثرة والانتشار، ولقد
تنوَّعت أحجامها ما بين الصغيرة والكبيرة، وتميَّزت
بالانسيابية والرشاقة في شكلها، وكان من بين هذه الأواني،
الإناء «شكل ١٥٣» وهو من أجمل أواني هذا النمط والمؤرَّخة بتلك
الفترة، فهو من حجر الجرايوكة، أجاد الفنان نحتَه وصقْلَه،
ويبلغ ارتفاعه ٨٫٩سم وهو ذو قاعدة مُدببة وفوَّهة ضيقة نوعًا
وبدن مُنتفخ، أُحيط إطار الفوَّهة برقائق من الذهب وعلى البدن
جزء من شريط من الذهب أيضًا، وهو من الأواني الملكية، يؤرَّخ
بعصر الأسرة الأولى.
٥٠
وربما استُخدِم هذا الإناء لغرض احتواء مواد الزينة أو أحد
الدهون العطرية، لا سيما وأنَّ الأواني ذات الأغطية الذهبية
التي ظهرت في تلك الفترة بكثرة كانت تُستخدَم لأجل هذا الغرض،
وحجم الإناء أيضًا يُشير إلى ذلك.
أما الإناء «شكل ١٥٤» فهو من حجر الألباستر، تقريبًا، هو ذو
قاعدة مُدببة وفوَّهة مستديرة وحافة ناتئة وكتفَين مُرتفعين
بما يُشبه «الزير»،
٥١ وكان مثل هذا النمط من الأواني الحجرية يأتي
موضوعًا على حاملٍ كما هو موضَّح بالمنظر، لسهولة تثبيته وعدم
وقوعه، وكان يُستخدَم في أغراض التخزين.
(٨) الأواني ذات العنق الرفيع (الأباريق) والبدن
الكُروي عديمة المقابض
وهي الأواني التي تُشبه الإبريق حيث العُنق الرفيع الطويل أو
القصير أحيانًا، البدن الكروي الذي يُشبه القارورة، ولقد صنَّف
Balcz هذا النمط من
الأواني الحجرية من حيث الاستخدام بأنها أحد أواني الشراب
(الإناء الشعبي للشراب)، إذ يقول إنَّ القارورة الكُروية الشكل
ذات الرقبة الطويلة أو القصيرة، بجانب الإناء الذي بلا رقبة
كان هو الإناء الشعبي لتناوُل المشروبات.
٥٢
لقد صُنعت أغلب أنماط هذه الأواني من أحجارٍ صلدة كالسربنتين
والبلُّور الصخري، فمن هيراكونبوليس عُثر على الإناء «شكل ١٥٥»
وهو من حجر السربنتين ذو بدنٍ كروي وعُنق رفيع طويل وشفةٍ
تتَّجه للخارج، يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى.
٥٣
والإناء «شكل ١٥٦» وهو من حجر السربنتين الأسود، عُثر عليه
بالمقبرة رقم ١٨٥ح٤ بجبَّانة حلوان، يؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات،
٥٤ هو جيد الصقل جدًّا ذو هيئةٍ رشيقة جميلة حيث
البدن المنتفخ والعُنق الضيق قليل الارتفاع والفوَّهة ذات
الشفة المُسطَّحة المُتَّجهة للخارج بوضوح، والقاعدة القُرصية
الضيقة، ورغم صلادة الحجر إلَّا أنَّ الصانع أجاد إظهار تفاصيل
هذا الإناء الرائع الصنع وصغير الحجم.
أما الإناء «شكل ١٥٧» فهو من البلُّور الصخري، ويُعدُّ هذا
الحجر من الأحجار الصعبة الكسر لدرجةٍ تجعل نحتَه يفوق في
صعوبته نحْت جميع الأحجار الأخرى. عُثر على هذا الإناء بنفس
المقبرة السابقة بجبَّانة حلوان، ولقد أجاد الصانع نحتَه
وصقلَه فجاء أملسَ ناعمًا له بريق المعادن اللامعة.
٥٥
(٩) الأواني ذات القاعدة الضيقة والبدن المُنتفخ
كان هذا أحد ما عُرف من أنماط الأواني الحجرية في عصر بداية
الأُسرات، وقد تميَّز بقاعدته الضيقة والبدن المُنتفخ
والفوَّهة عديمة العنق بما يُشبه إناء «الحس»، ولقد عُثر على
أوانٍ حجرية من هذا النمط بجبَّاناتٍ عدة منها جبَّانة نزلة البطران،
٥٦ وسقارة وأبيدوس وغيرها من جبَّانات عصر بداية
الأُسرات، وكان أغلبها من الألباستر والصخر البورفيري إلا أنها
لم تكن بمِثل كثره ما عُرف من أنماطٍ أخرى للأواني الحجرية
آنذاك.
ففي «شكل ١٥٨» نرى إناء من الصخر البورفيري،
٥٧ يُشبه إناء الحس وهو ذو قاعدة ضيقة وبدن منتفخ ذو
أكتاف مُنحنية تتَّجه بضيقٍ نحو الفوَّهة ذات الشفة الدائرية،
عُثر على هذا الإناء بالهرَم المُدرَّج بسقارة، وهو يؤرَّخ
بعصر بداية الأُسرات.
٥٨
ونرى في «شكل ١٥٩» مجموعةً من الأواني الحجرية المختلفة
والتي عُثر عليها بالهرَم المدرَّج بسقَّارة،
٥٩ وكان من بينها الإناء السابق ذِكره، وإناء آخَر
بهيئة الإبريق ذو مقبض جانبي، وكلاهما من أواني الماء طبقًا
لتصنيف
Balcz لأواني الشَّراب.
٦٠
(١٠) القدور والأواني المُقرفَصة، والكُروية ذات المقابض
المثقوبة
وهي تلك الأواني القصيرة، المنتفخة البدن ذات الهيئة
الكروية، والقاعدة المُسطَّحة أو المُستديرة والمقابض
المثقوبة.
ويُبين «شكل ١٦٠» رسمًا توضيحيًّا لمجموعةٍ مختلفة من أواني
تلك الفترة، ومن بينها أربعة من الأواني المثقوبة والتي تؤرَّخ
بعصر الأسرة الثانية.
٦١
أما «شكل ١٦١» فيُبين إناءً حجريًّا من الديوريت، عُثر عليه
بهيراكونبوليس، يؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات، اتَّخذ الإناء
هيئةً كُروية منتفخة، وشفة مسطحة رقيقة تتَّجه للخارج وقاعدة
مُدوَّرة ومقابض جانبية مثقوبة.
٦٢
وعلى غراره كان الإناء «شكل ١٦٢» وهو أيضًا من الديوريت،
يُنسَب للملك خع سخم، عُثر عليه بهيراكونبوليس، وهو يُشبِه
الإناء السابق تمامًا وقد أجاد الصانع نحتَه وصقلَه لدرجة اللمعان.
٦٣
أما الإناء «شكل ١٦٣» فهو من حجر الجرانيت، لم يتَّخِذ
الهيئة الكروية وإنما جاء مُنتفخ البدن ذا قاعدةٍ مسطحة ومقابض
جانبية مثقوبة وفوَّهة مُستديرة عديمة العُنق، الإناء يحمِل
نقش السرخ الملكي واسم الملك خع سخم. يبلُغ ارتفاع الإناء
٥٤سم، يؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات ويوجَد بالمتحف المصري
JE.32160.
٦٤
ومِن الصخر البورفيري كان الإناء «شكل ١٦٤» وهو يتميَّز
بجمال ألوانه المُتداخلة ما بين الأبيض والأسود معًا، الإناء
عُثر عليه بحلوان،
٦٥ يؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات، وهو ذو قاعدة قُرصية
مسطحة وبدن منتفخ مُقرفَص الشكل ومقابض جانبية مثقوبة، وهو
جيِّد الصقل.
٦٦
والإناء «شكل ١٦٥» من حجر الهورنبلاند ديوريت، ارتفاعه ٨٫٦سم
واتِّساع قُطره عند أوسع نقطه به ١٤٫٢سم، وهو منتفخ البدَن ذو
قاعدة قُرصية مسطحة وفوَّهة ذات شفةٍ مسطحة تتجه للخارج ومقابض
مثقوبة على كتفَي الإناء، وهو جيد الصقل جدًّا لا سيما من
الخارج، أما من الداخل فتَّتضح به علامات التفريغ الناتجة عن
استخدام المِثقاب.
٦٧
ومن حجر الديوريت الأرقط والذي سُمِّيَ خطأً هنا
ﺑ «البورفيري». كان الإناء «شكل ١٦٦» ارتفاعه ٢٠سم وهو ذو هيئة
مُقرفصة ومقابض جانبية مثقوبة وقاعدة شِبه مسطحة وفوَّهة غير
بارزة، يؤرَّخ الإناء بعصر الأسرة الثانية، يوجَد بالمتحف المصري.
٦٨
ويوضح «شكل ١٦٧» اثنين من الأواني الحجرية ذات الهيئة
الكروية المُنتفخة والقاعدة المُستديرة والفوَّهة المُتَّسعة
والمقابض الجانبية المثقوبة وهو النمط الذي ميَّز أواني تلك
الفترة، عُثر على هذَين الإناءين في المقبرة رقم
«
N.3036» بجبَّانة سقارة،
وهما من الصخر البورفيري، يؤرَّخان بعصر بداية الأُسرات.
٦٩
أما «شكل ١٦٨» فيوضِّح إناءً كرويًّا رائعًا، جيد الصقل
جدًّا، من الصخر البورفيري ارتفاعه ١٠سم، أحيطت مقابضه
المثقوبة برقائق من الذهب، يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، يوجَد
بالمتحف البريطاني،
٧٠ وتُشير هيئته هذه إلى اعتباره من
الأواني الملكية الجميلة،
وهو بهيئته الكروية هذه يُشبه إناء اﻟ «نو» الشهير والذي كان
يُستخدَم في التَّقدِمة لا سيما تقدِمة السوائل.
ويُبين «شكل ١٦٩» إناءً من حجر البرشيا، بهيئة كروية ومقابض
مثقوبة وهو من نمَط السُّلطانيَّات ذات الهيئة الكروية يؤرَّخ
بنهاية عصر ما قبل الأُسرات،
٧١⋆
يوجَد بمعهد الجامعة بلندن
UC.15595.
٧٢
ومن حجر الدولميت كان الإناء «شكل ١٧٠» والذي يبلُغ ارتفاعه
٩٫٢سم، وهو ذو بدنٍ كروي وقاعدة قُرصية مسطحة ومقابض جانبية
مثقوبة، يؤرَّخ الإناء بعصر بداية الأُسرات، ويوجَد بالمتحف
الأشمولي ١٨٩٥٫١٥٩،
٧٣ ولقد أضفت ألوان الحجر الطبيعية جمالًا طبيعيًّا
للإناء، يُضاف إلى جمال الصناعة وجودة الصقل.
وهناك من السُّلطانيَّات ما جاء بنفس هذا النمط الكروي أو
المُقرفَص ذي المقابض المثقوبة، وذلك كما في «شكل ١٧١» الذي
يُبين ثلاثةً من السُّلطانيَّات من حجر الألباستر، عُثر عليهم
بهيراكونبوليس، عصر بداية الأُسرات،
٧٤ جاءت الأواني الثلاثة مُتشابهة في الشكل، حيث
البدن الكروي المنتفخ، والمقابض المثقوبة والشفة السميكة
وخشونة الصُّنع.
و«شكل ١٧٢» بيَّن إناءً آخر صغيرًا يقترِب في حجمه من
السُّلطانية، وهو من حجر الألباستر، عُثر عليه بجبَّانة
أبو روَّاش، يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، الإناء مُنتفخ البدن
ذو قاعدة قُرصية مسطَّحة وفوَّهة واسعة ومقابض جانبية مثقوبة
وهو جيد الصقل من الخارج.
٧٥
ونرى في «شكل ١٧٣» إناءً في حجم السُّلطانية من صخرٍ صلْدٍ،
عُثر عليه بأبيدوس يؤرَّخ بعصر الأُسرة الثانية، وهو ذو هيئة
مُقرفصة وقاعدة مُستوية وفوَّهة ذات شفة سميكة نوعًا.
٧٦ وكذلك الإناء «شكل ١٧٤» الذي اتَّخذ هيئة قريبة من
الإناء السابق، حيث البدن المنتفخ والقاعدة المسطحة والفوَّهة
الواسعة، وهو من حجر الألباستر الداكن يؤرَّخ بنهاية عصر ما
قبل الأُسرات، وهو أكثر جودةً في الصناعة من السابق، يوجَد
بمُتحف كلية الجامعة بلندن تحت رقم
UC.16926.
٧٧
أما الإناء «شكل ١٧٥» فهو من صخرٍ صلد من الصخور المتحوِّلة
الداكنة اللون وهو بهيئةٍ كروية وفوَّهة واسعة وقاعدة مُستديرة
ومقابض مثقوبة، وهو في حجم السُّلطانية الصغيرة، جيد الصقل
جدًّا ورغم ذلك فهو يؤرَّخ بعصر ما قبل الأُسرات،
٧٨⋆
يوجد بكلية لندن
UC.6313.
٧٩
(١٠-١) أنماط أخرى من الأواني الحجرية ذات المقابض
الجانبية
وإذا كنَّا الآن بصدَد إلقاء الضوء على الأواني
المُقرفَصة والكروية ذات المقابض المثقوبة، فيجدُر بنا
التعرُّض لنمطٍ قلَّ أن يأتي بكثرةٍ؛ إذ لا يتَّخذ هيئةً
معتادة الظهور من قبْل، إلَّا أن الدارسة أتت به لتُغلق
الجزئية المتعلقة بالأواني الحجرية ذات المقابض الجانبية
ولكن … غير المثقوبة.
ففي «شكل ١٧٦» نرى إناءً من الصخر البورفيري اتَّخذ
هيئةً مُقرفصة ولكنها ليست كُروية ولا منتفخة البدن وإنما
هي هيئةٌ مربَّعة ذات جوانب مُنحنية غير حادة وأكتاف
مُستعرضة وفوَّهة مستديرة، الإناء زُوِّد بمقبضَين
جانيَّين، اتَّخذ هيئةً زخرفية وكأنَّ كل مقبض بمثابة
حزمةٍ تلتفُّ حولها زخرفةٌ خطية تُشبه الحبال ولكنها جاءت
بخطوطٍ بسيطة، المقابض مُرتفعة لأعلى بمثابة أذرعٍ قصيرة
يُحمَل منها الإناء، وهو يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، عُثر
عليه بأبيدوس ويوجَد بمتحف برلين ١٧٩٦٧.
٨٠
(١١) الأطباق والصحاف والسُّلطانيات
تنوَّعت حصيلة ما عُثر عليه من أطباق وسُلطانيات تؤرَّخ بعصر
بداية الأُسرات ليس في الشكل فقط وإنما في الحجم ومادة الصُّنع
أيضًا، بل وتميَّزت الأسرة الأولى عن الثانية في أنماط وأشكال
السُّلطانيات والصِّحاف والأطباق وذلك كما تبيَّن في كلٍّ من
«شكل ١٧٧»
٨١ و«شكل ١٧٨»
٨٢ و«شكل ١٧٩»
٨٣ و«شكل ١٨٠»
٨٤ حيث نرى مدى التنوُّع في الأشكال واختلاف الأحجام،
وكيف كان التطوُّر في الصُّنع ما بين الأواني الكبيرة
والصغيره، العميقة والمُسطحة، ذات الصنبور وعديمة الصنبور.
وستحاول الدارسة إلقاء الضوء على تطوُّر كلِّ صنفٍ على حِدة
كالتالي:
(١١-١) أولًا: السُّلطانيات
ويقصَد بها تلك الأواني الغائرة، الصغيرة والمتوسطة
الحجم، والتي تنوَّعت أنماطها ما بين الكروية المُقرفصة،
والقريبة من شكل الطبق الغائر.
ففي «شكل ١٨١» نرى سُلطانية من الحجر الجيري الكريستالى،
ارتفاعها ٢٫٤سم وهي ذات قاعدة مقوَّسة تنحني بانحناءة بدن
السُّلطانية الذي يتَّسع باتجاه الفوَّهة مُتَّخذًا
انحناءةً أخرى نحو الداخل مُكوِّنًا شفةً مُنتصبة
للسلطانية، وهي تؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات، توجَد بمتحف
Lowie (6–10230).
٨٥
والسُّلطانية «شكل ١٨٢» وهي قريبة في الشَّبَه من
السلطانية السابقة إلَّا أنها أقلُّ في الحجم، ارتفاعها
٢سم، واتِّساع قُطرها يتراوَح ما بين ٢٫٥سم عند القاعدة
و٥٫٦سم عند الفوَّهة بينما اتِّساع قُطر البدَن ٧٫٣سم، وهي
من صخرٍ صلد رمادي مائل للبُنِّي، وتؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات.
٨٦
وتعتقد الدارسة أنَّ تصميم فوَّهة السلطانية بهذا الشكل
ربما كان من أجل تثبيت الغِطاء عليها، وإن لم يكن قد عُثر
بعدُ على دليلٍ يؤكد ذلك.
والسُّلطانية «شكل ١٨٣» من الألباستر، وهي من نفس النمط
السابق، عُثر عليها بطرخان، تؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى،
وهي ذات قاعدة مُستديرة إلى حدٍّ ما، ولا يزيد ارتفاعها عن
٣٫٥سم، توجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.16912.
٨٧
وكذلك السلطانية «شكل ١٨٤» التي تشابهَت مع السابقة في
الحجم والشكل ومادة الصنع، فهي أيضًا من الألباستر، عُثر
عليها بالمقبرة رقم ٦٨٤ بسدمنت، تؤرَّخ بعصر الأسرة
الثانية، تُوجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.18151.
٨٨
ومن الديوريت كانت السلطانية «شكل ١٨٥» ارتفاعها ٦سم،
تؤرَّخ بعصر الأسرة الثالثة … وفي ذلك إشارة إلى استمرار
هذا النمط من السُّلطانيات حتى ذلك العصر. السلطانية توجَد
بكلية الجامعة بلندن
UC.177722.
٨٩
ومن حجر الديوريت أيضًا كانت السُّلطانية «شكل ١٨٦» وهي
أكبر حجمًا ممَّا سبق ذِكره من سُلطانيَّات، ارتفاعها
٨٫٦سم، نُحِتت بخطوطٍ بسيطة ورغم ذلك تدلُّ على تمكُّن
الصانع من نحتِها، وهي تُشبه النمط السابق إلى حدٍّ كبير،
توجَد بمتحف
Lowie برقم
١٠٢١–٦، تؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات.
٩٠
أما الإناء «شكل ١٨٧» فيُمثِّل سُلطانية ملكية؛ يتأكَّد
ذلك من خلال النقش الذي يحمِله بدن السُّلطانية حيث الصقر
حورس والسرخ الملكي واللقب الحوري لكلٍّ من سمرخت وقا-ع،
والاهتمام بالزخرفة الخطية التي تُحيط بفوَّهة السُّلطانية
٩١⋆
وهي توجَد بالمتحف المصري تؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات.
٩٢
ومن السُّلطانيات الضخمة كانت السلطانية «شكل ١٨٨» وهي
من حجر الديوريت الناري، يبلُغ ارتفاعها ١٢٫١سم، واتِّساع
قُطرها يتراوَح ما بين ٢٠٫٧سم إلى ٢١سم وهي ذات حافةٍ
مُنثنية للداخل قليلًا، وقاعدة مُستوية تنحني بانحناءة
البدن، تضيق السُّلطانية من الداخل وربما كان ذلك نتيجةً
لرغبة الصانع في جعلها تتَّخِذ الهيئة المُنغلِقة أو
الضيِّقة عند الحافة، تؤرَّخ تلك الفترة بعصر بداية الأُسرات.
٩٣
والسُّلطانية «شكل ١٨٩» وهي من حجر البرشيا، اتَّخذت
هيئةً نصف كروية، تحطَّم جزء منها من أعلى وذلك نتيجة
لرقَّة سُمك الجدران، تتَّسع الفوَّهة باتِّساع السلطانية،
وهي تؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات، توجَد بمتحف كلية الجامعة
بلندن
UC.15699.
٩٤
أما «شكل ١٩٠» فهو لسُلطانية من الحجر الجيري، جاءت أكثر
ارتفاعًا وأقلَّ في انتفاخة البدَن من السابقة، تتميَّز
بقاعدتها الضيِّقة وجوانبها المُرتفعة، حافة السلطانية
مُنثنية نحو الداخل قليلًا والفوَّهة مُتَّسعة، عُثر على
هذه السلطانية بالمقبرة رقم ١٠٠٠ بطرخان، تؤرَّخ بعصر
الأسرة الأولى، توجَد بمتحف كلية الجامعة بلندن
UC.16932.
٩٥
ويُبين «شكل ١٩١» سُلطانية من النمط الغائر، ذات جوانب
مُرتفعة تضيق نحو القاعدة وتتَّسع باتجاه الفوَّهة، عُثر
عليها بالمقبرة رقم ١٠٢٣ بطرخان، تؤرَّخ بعصر الأسرة
الأولى، توجَد بكلية الجامعة بلندن
UC.16897.
٩٦
ونرى «شكل ١٩٢» سُلطانية من الصَّخر البروفيري، عُثر
عليها بسقَّارة، تؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات، وهي نصف
كروية ذات فوَّهة واسعة تتَّسع باتِّساع البدن.
٩٧
ومن نفس هذا البدن الغائر كانت السُّلطانية «شكل ١٩٣»
وهي من حجر الهورنبلاند ديوريت، ذات جوانب مرتفعة وفوَّهة
دائرية مُتَّسعة وقاعدة مُستديرة، تؤرَّخ بعصر بداية
الأُسرات، توجَد بالمتحف المصري.
٩٨
ومن حجر الديوريت كانت السُّلطانية «شكل ١٩٤» وهي غائرة
ومُتسعة معًا، تؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات.
٩٩ أما السلطانية «شكل ١٩٥» فهي قُمعية الشكل
ذات قاعدةٍ ضيقة وفوَّهة واسعة وهي من الصخر البورفيري
الناري، ارتفاعها حوالي ١١٫٢سم واتساع قُطرها يتراوَح ما
بين ١٩٫١ : ١٩٫٤سم أجاد الصانع صقلَها من الداخل والخارج،
وتتميَّز باختلاط وامتزاج ألوانها وذلك لتنوُّع واختلاط
المُكوِّنات المعدنية للحجَر، وكان نادرًا ما يُستخدَم هذا
النوع من الصخر في صناعة الأواني الحجرية.
١٠٠
(١١-٢) ثانيًا: السلطانيات الحجرية ذات الأغطية
الذهبية
كان من بين نماذج ما عُثر عليه من أوانٍ حجرية ذات
أغطيةٍ ذهبية أو فوَّهات مُحاطة برقائق من الذهب، نماذج
لأوانٍ صغيرة نادرة وجميلة، وُجدت إما في مجموعاتٍ خاصة أو
بالعديد من المتاحف أو ببعض المواقع الأثرية الملكية
لا سيما أبيدوس،
١٠١ ولقد تعرَّضنا لعددٍ من هذه الأواني الحجرية
مُسبقًا، والآن نتعرَّض لبعضٍ من السُّلطانيات ذات الأغطية
الذهبية والتي كان من بينها السلطانية «شكل ١٩٦» وهي من
العقيق الأحمر، ارتفاعها ٤٫٢سم، واتِّساع قُطرها ٦٫٥سم،
تؤرَّخ بعصر الأسرة الثانية، توجَد بالمتحف المصري
JE.34941؛ وهي تخصُّ
الملك خع سخموي إذ عُثر عليها بمقبرته بأبيدوس.
السُّلطانية رائعة الصُّنع والنحْت وجيدة الصقل، ذات بدنٍ
منتفخ وهيئةٍ كروية بعض الشيء، زُوِّدت بغطاءٍ من الذهب
ثُبِّت على فوَّهتها بإحكامٍ من خلال توثيقه بسلسلةٍ ذهبية
مختومة باسم صاحب الإناء.
١٠٢
والسُّلطانية «شكل ١٩٧» من حجر الدولميت، وهي تُشبه في
هيئتها السُّلطانية السابقة، إلا أنها أكبر حجمًا منها،
ارتفاعها ٧٫٢سم، واتِّساع قطرها ١٠٫٥سم، وهي ذات غطاءٍ
ذهبيٍّ ثُبِّتَ على غرار السُّلطانية السابقة بسلسلةٍ من
الذهب، وقد عُثر على
هذه السُّلطانية أيضًا ضِمن الأثاث الجنائزي للملك خع
سخموي بأبيدوس، توجَد بالمُتحف المصري برقم
JE.34942،
١٠٣ هذا بخلاف سُلطانية أخرى أيضًا من حجر
الدولميت، كانت تُشبه تمامًا هذه السلطانية، عُثر عليها
أيضًا بمقبرة الملك خع سخموي وكان ارتفاعها ٥٫٧سم، زُوِّدت
بغطاءٍ من الذهب وأُغلقت بنفس الكيفية آنفة الذِّكر،
١٠٤ وهي توجَد بالمُتحف المصري ضِمن مجموعة أخرى
من الأواني الحجرية المُطعَّمة بالذهب سواءً عند حوافها أو
فوَّهتها أو مقابضها في حالة ما إذا كانت لها مقابض، وفي
هذه الحالة كانت مقابضها تُغطَّى برقائق أو شرائط مُنتظمة
الشكل من الذهب، بينما يتمُّ تمرير سلك مزدوَج ومضفَّر من
الذهب بداخل فتحات مقابض الإناء، ويتمُّ ربطها معًا من
أعلى ليُشكِّلا حامِلًا للإناء أو مقبضًا يُحمَل منه
الإناء «للتعليق».
١٠٥
ولقد عُثر على مثل هذه الأنواع من الأواني الحجرية ذات
الأغطية الذهبية في المقابر الثرية فقط، وكان أغلبها من
الصخر البورفيري أو الديوريت أو الدولميت أو الألباستر أو
البرشيا، واستُخدِم أغلبُها في حفظ مواد التجميل والدهون العطرية،
١٠٦ ومِن ثَم فربما كانت السُّلطانيَّتان «شكل
١٩٦» و«شكل ١٩٧» قد استُخدِمتا في حفظ الدهان؛ إذ جاءت
طريقة غلقهما بالأغطية والسلاسل الذهبية والختم، وبقايا
القماش الذي كان عادةً يُستخدَم في غلق أواني الدهان وحفظ
مواد التجميل دليلًا يُشير إلى ذلك الغرَض في الاستخدام.
١٠٧
ويرى
Payne أنَّ مثل هذه
الأواني الحجرية المُزخرفة برقائق الذهب أو ذات الأغطية
الذهبية إنما هي أنماط جرزية، وأنَّ العثور عليها في مقابر
ملوك عصر بداية
الأُسرات لا ينفي وجودها قبل عصر الأسرة الأولى؛ إذ بالفعل
عُثر على أغلب المصنوعات الفاخرة والنفيسه من الحضارة الجرزية.
١٠٨
ولا شكَّ أنَّ مثل هذه الأواني الحجرية الرائعة الصُّنع،
إنما تدلُّ على رُقي ذوق المصري القديم وحِرصه على الخروج
بها في صورة عملٍ فنيٍّ بديع يُعدُّ من روائع الأعمال
الفنية لو صحَّ التعبير.
١٠٩
(١١-٣) ثالثًا: السلطانيات ذات الصنبور
كان من بين السُّلطانيات المختلفة الأحجام والأشكال التي
عُرفت في عصر بداية الأُسرات ما جاء في «شكل ١٩٨» الذي
يُبين سُلطانياتٍ قاربت في هيئتها شكل الأقداح ذات
الصنبور، والتي دلَّت هيئاتها على أنها استُخدِمت للشُّرب
وصبِّ السوائل.
١١٠ وكان من بين هذه السُّلطانيات ما جاء في «شكل
١٩٩» والذي يوضِّح ثلاثةً من الأواني ذات الصنبور، بأحجامٍ
مختلفة «صغيرة، متوسطة وكبيرة»، تنوَّعت ما بين الألباستر
والبلُّور الصخري والشست، وهي تؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات،
توجَد بالمتحف المصري.
١١١
و«شكل ٢٠٠» والذي يُبين اثنتين من السُّلطانيات ذات
الصنبور، واحدة من الألباستر والأُخرى من الشست وهما
يُشبهان السُّلطانيات السابقة في الشكل ومادة الصُّنع،
ويؤرَّخان بعصر الأُسرة الأولى وهما بمُتحف برلين ١٢٧٧٩، ١٢٧٧٨.
١١٢
ويُبين «شكل ٢٠١» سُلطانية ذات صنبورٍ من الألباستر،
عُثر عليها بطرخان، تؤرَّخ بعصر الأُسرة الأولى، تُوجَد
بكلية الجامعة بلندن
UC.16897، السُّلطانية
من النمَط الكبير العميق، ذات قاعدةٍ مستوية وجوانب
مُنحنية تضيق نحو القاعدة.
١١٣
ومن نفس هذا النمط عُثر على مجموعةٍ مختلفة الأحجام
لسُلطانيَّات من حجر الشست، ذات صنبورٍ وقاعدة دائرية أو
مُستوية (شكل ٢٠٢)، وذلك بالمقبرة رقم «١٠» بسقَّارة والتي
تؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى.
١١٤
أما السُّلطانية «شكل ٢٠٣» فهي ذات صنبورٍ وسدَّادة
حجرية خاصَّة، عُثر عليها بالمقبرة رقم ٢٤ح٥ بحلوان، وهي
مُتقنة الصُّنع، ولها صنبور تُوضَع فيها السدَّادة فينزل
السائل نقطةً نقطةً مثل القطَّارة المُستعملة في الأدوية،
فإذا ما رُفعت هذه السدادة نزل السائل من الصنبور
مُتِّصلًا، وفكرة السدَّادة في ذاتها تُرينا ما كان عليه
هؤلاء القوم من التفكير السليم في الوصول إلى ما يُريدونه
من أغراضهم بطريقةٍ سهلةٍ بسيطة تدلُّ على رُقي ذوقهم
وتُمكِّنهم من فنِّ النحْت فيمكن لهذا الصانع الذي عاش في
الأسرة الأولى أن يتوصَّل إلى ثُقب فتحة الصنبور في جدار
الإناء الرقيق، بل كيف توصَّل إلى نحْت الصنبور في نفس
الوقت الذي نحَت فيه الإناء دون أن يتحطَّم الإناء؟!
لا شكَّ أنَّ في ذلك إشارةً تؤكد مدى ازدهار صناعة الأواني
الحجرية آنذاك حتى أصبحت على ما نراه من الرُّقيِّ والاتقان.
١١٥
(١١-٤) رابعًا: الأطباق والصحاف
تنوَّعت حصيلة ما عُثر عليه من أطباقٍ وصحون في عصر
بداية الأُسرات ما بين الضحلة والعميقة، واختلفت أحجامها
ومواد صناعتها، وكان من بين هذه الأطباق والصحون ما نراه
في «شكل ٢٠٤» الذي يُبين طبقًا من الألباستر ضحْلًا ذا
قاعدةٍ مستوية وحافةٍ دائرية بسيطة قليلة الارتقاع، يؤرَّخ
بعصر الأسرة الأولى، عُثر عليه بأبيدوس.
١١٦
و«شكل ٢٠٥» الذي يُبين صحنًا ذا قاعدة مسطحة، تستوي
قاعدته مع سُمك جوانبه، فهو ضحل سَميك الجدران، عُثر عليه
بهيراكونبوليس، يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، يكاد أن يكون
الطبق مجرَّد قُرص سميكٍ مستوٍ من الألباستر، يوجَد الطبق
بكلية الجامعة بلندن
UC.14961.
١١٧
ومِن الشست والألباستر عُثر على مجموعةٍ كبيرة من
الأطباق والصِّحاف وذلك في المقبرة رقم «١٠» بالجبَّانة
الملكية بسقارة (شكل ٢٠٦) تنوَّعت أحجامها وأنماطها ما بين
المسطَّحة والعميقة، الصغيرة والكبيرة، كانت جميعها جيدة
النحْت والصقل.
١١٨
ومن الإردواز عُثر على مجموعةٍ كبيرة من الأطباق
والصِّحاف وذلك في المقبرة رقم ٤٢٣ بالجبَّانة الملكية
بحلوان (شكل ٢٠٧) وكانت جميعها مُسطَّحة، غير عميقة،
تنوَّعت أحجامها ما بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. هذا
بخلاف مجموعةٍ أُخرى من الأطباق عُثر عليها بنفس المقبرة،
وكانت من الألباستر (شكل ٢٠٨) واختلفت هذه عن المجموعة
السابقة في أنماطها، حيث جاءت أكثر عُمقًا في أغلبها من
الأطباق الإردوازية، وكانت هذه الأطباق جميعًا قد وُجِدت
في مخزنٍ واحدٍ مُلحق بالمقبرة رقم ٤٢٣ بحلوان، تؤرَّخ
بالعصر العتيق.
١١٩
ومن الحجر الطيني كان الطبق «شكل ٢٠٩» الذي يبلُغ
اتِّساع قُطره ٢٢٫٥سم، يؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات. وقد
سبق العثور على شبيه هذا الطبق في عصر ما قبل الأُسرات، لا
من حيث نوع الحجر المُستخدَم، بل من حيث نمط الطبق
الضَّحل، ذي القاعدة القُرصية المسطحة، المُحدَّدة من
الداخل بإطارٍ مُستدير بمُنتصف الطبق يُشكل دائرةً وهمية،
يوجَد الطبق بمتحف
Lowie
برقم ١٣٢–٦.
١٢٠
والطبق «شكل ٢١١» من الألباستر، عُثر عليه بالمقبرة رقم
«٥» بجبَّانة أبو صير، الواقعة بين الجيزة وسقَّارة،
يؤرَّخ الطبق بعصر بداية الأُسرات،
١٢١ وهو يُشبِهُ الطبق السابق من حيث
الشكل.
ومن الشست كان الطبق «شكل ٢١٢» وهو ضحل، مُسطح القاعدة،
عُثر عليه بالمقبرة رقم «١٠» بسقَّارة، يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى.
١٢٢
ومن حجر النيس الأسود كان الطبق «شكل ٢١٣» يبلُغ ارتفاعه
٥٫٥سم واتِّساع قُطره ١٥٫١سم، يؤرَّخ بالفترة ما بين عصر
الأسرة «١–٣»، وهو بحالةٍ جيدة من الحِفظ، جوانبه تنحدِر
بانحناءةٍ نحو القاعدة المُستديرة بعض الشيء، بينما
تتَّجِه الحافة نحو الداخل قليلًا ممَّا جعل الطبق أشبَهَ
بالسُّلطانية، أجاد الصانع صقْل الطبق من الداخل والخارج،
وزاد من جمالِهِ طبيعة الحجَر المُستخدَم ببلُّوراته اللامعة.
١٢٣
من حجر السربنتين الرمادي المائل إلى الأخضر ذي التجازيع
السوداء، كان الطبق «شكل ٢١٤» والذي يبلُغ ارتفاعه ٥٫٨سم،
واتِّساع قُطره ١٧٫٢سم، يؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات.
ويُعدُّ هذا الطبق من الأمثلة المُميَّزة وذلك لرقَّة سُمك
جُدرانه ومظهره الذي يعكس روعة ودقَّة الصُّنع، تتَّجِه
جُدرانه بانتصابةٍ خفيفة لأعلى، الجوانب بها بعض النقوش
وتضيق إلى حدٍّ ما عند القاعدة، تكاد حواف الطبق من فرْط
رقَّتها وقلَّة سُمكها أن تُصبح أشبَهَ بالنَّصْل.
١٢٤
ومن حجر الهورنبلاند ديوريت كان الطبق «شكل ٢١٥» يبلُغ
ارتفاعه ٥٫٤سم واتِّساع قُطره ١٥٫٨سم، يؤرَّخ بعصر بداية
الأُسرات (من الأسرة ١–٣)، يتميَّز الطبق بجمال ألوان
الحجر المصنوع منه، وهو ذو شفةٍ مُتَّجهة للداخل قليلًا
وانحناءة خفيفة بالجوانب التي تضيق نحو القاعدة.
١٢٥
من حجر الوحل أو حجر الطين الرمادي المائل للأخضر كان
الطبق «شكل ٢١٦» والذي يبلُغ ارتفاعه ٣٫٦سم، واتِّساع
قُطره ١٢٫٩سم، وهو ذو شفةٍ تتَّجه للداخل وجوانب غير
مُرتفعة تميل بنقوشٍ تِجاه القاعدة. الطبق من الداخل به
خطٌّ دائري يوضِّح شكل القاعدة، ثُمَّ إعادة تركيب الطبق؛
إذ كان مُكوَّنًا من قطعتَين مُنفصلتَين
١٢٦
ومن حجر النيس المُجزَّع، الذي يُشبه الديوريت، كان
الطبق «شكل ٢١٧» والذي يبلُغ ارتفاعه ٩٫٦سم، واتِّساع
قُطره ما بين ٢٧٫٧سم: ٢٨٫١سم، يؤرَّخ بعصر الأُسرات «١–٣»،
وهو بحالةٍ جيدة من الحِفظ، يتميَّز بالقاعدة الضيِّقة
الصغيرة، وبجودة الصقل من الداخل والخارج.
١٢٧
ومن الحجر الجيري عُثر على سُلطانياتٍ وأجزاء من
سُلطانيات عديدة بمختلف الجبَّانات، فمن هيراكونبوليس عُثر
على السلطانية «شكل ٢١٨» وهي من الحجر الجيري الكلسي،
يبلُغ ارتفاعها ٧٫٨سم، واتِّساع قُطرها ٨٫٨سم، تؤرَّخ بعصر
بداية الأسرات، عُثر عليها بمعبد هيراكونبوليس (نخن) توجَد
بمُتحف جامعة ليفربول
LU.E.733.
١٢٨
ومن البلُّور الصخري كان الطبق «شكل ٢١٩» وهو غائر، أقرب
إلى السلطانية في هيئته، ويعدُّ هذا الطبق من الأطباق
الضخمة التي صُنعت من البلُّور الصخري إذ يبلُغ ارتفاعه
حوالي ١٣٫٥سم، واتِّساع قُطره حوالي ٢٢سم، وهو يُرينا مدى
الدقة التي صُنع بها ومدى تفوُّق فنِّ النحت في أصلَبِ
الأحجار وأشدِّها قسوةً في هذا العصر، ولهذا الطبق أهمية
فائقة من حيث التأريخ، إذ وُجِد على جانبه اسم الملك
«سمرخت» محفورًا حفرًا مُنتظمًا، الاسم في داخل السرخ وقد
اعتلاه الصقر رمز الملكية، وبجانب اسم الملك وُجِد اسم
صاحب المقبرة محفورًا بنفس الطريقة، واسمُه «سمرسبدو» أي
صديق النجم «سبدو».
١٢٩
ومن حجر الديوريت الأرقط كان الطبق «شكل ٢٢٠» وهو من نمط
الأطباق المُقعَّرة الجوانب إذ تضيق من المنتصف مقارنةً
بالقاعدة والحافة، وتتَّجِه الشفة نحو الخارج قليلًا،
يبلُغ اتِّساع قُطر هذا الطبق حوالي ١٨٫٢سم، يؤرَّخ بعصر
بداية الأُسرات، ويوجَد بالمتحف الأشمولي
(
E.401).
١٣٠
ومن حجر الإردواز كان الطبق «شكل ٢٢١» والذي يبلُغ
اتِّساع قُطره ١٩سم يتميَّز بجمال ورقَّة الحجر المُستخدَم
وخطوطه العريضة البيضاء، عُثر على هذا الطبق بالمقبرة رقم
«٥» بجبَّانة أبو صير، الواقعة بين الجيزة وسقارة، يؤرَّخ
بعصر الأسرة الأولى.
١٣١
ومن المرمر الأرقط عُثر على طبقٍ عميق يُشبه السلطانية
«شكل ٢٢٢» يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، يبلغ ارتفاعه
١٠٫٥سم، وهو جيد النحت والصقل جدًّا، ويظهر به مدى رُقيِّ
الصُّنع والذوق، يوجَد الطبق بمُتحف برلين ١٧٩٦٨.
١٣٢
ومن الألباستر كان الطبق «شكل ٢٢٣» الذي يبلُغ اتِّساع
قُطره ٤٠سم، وهو من الأطباق الضخمة إلى حدٍّ ما، عُثر عليه
بأبو صير، يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى،
١٣٣ ومن الشكل العام للطبق يُمكن القول إنه ربما
كان من أطباق الولائم أو الاحتفالات الهامَّة.
وعلى النقيض منه كان الطبق «شكل ٢٢٤» وهو من الألباستر
أيضًا إلا أنه ضحْل، أقلُّ حجمًا من السابق، جاءت جوانبه
سميكة الجدران، عُثر على هذا الطبق أيضًا بأبو صير، يؤرَّخ
بعصر الأسرة الأولى، ربما كان يُستخدَم لنفس الغرَض إذ
يبلُغ اتِّساع قُطره حوالي ٣٦سم.
١٣٤
(١١-٥) خامسًا: الأكواب والكئوس
تنوَّعت حصيلة ما عُثر عليه من أكواب وكئوس في عصر بداية
الأُسرات ما بين الكبيرة والصغيره، واختلفت مواد الصُّنع
والتقنية وكان من بين هذه الأكواب والكئوس الحجرية.
الكوب «شكل ٢٢٥» من حجر الإسيتاتيت، اتَّخذ هيئة الجرس،
يضيق من أسفل ويتدرَّج في اتساعه وصولًا إلى الشفة، عُثر
عليه بسقارة يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى.
١٣٥
والكوب «شكل ٢٢٦» من الألباستر، بهيئةٍ رشيقة، يبلغ
ارتفاعه ١٣٫٥سم وهو يضيق من أسفل ويتَّسع من أعلى، عليه
نقش باسم الملك حورعما، الأسرة الأولى يوجَد بمتحف برلين ٨١٦٢.
١٣٦
الكوب «شكل ٢٢٧» من الألباستر، يتميَّز بجوانبه
المُحدَّبة، يضيق من أسفل ويتَّسع من أعلى، عُثر عليه
بالمقبرة رقم «١٥» المُلحقة بالمصطبة رقم «٥» بالجيزة،
يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، يوجَد بكلية الجامعة بلندن
CU.27464.
١٣٧
والكوب «شكل ٢٢٨» من الألباستر، عُثر عليه
بهيراكونبوليس، وهو ذاو فوَّهةٍ واسعة وقاعدة ضيقة، يؤرَّخ
بعصر الأسرة
I، يوجَد
بكلية الجامعة
UC.14952.
١٣٨
والكوب «شكل ٢٢٩»
١٣٩⋆
من الألباستر، جوانبه مُحدَّبة، وقاعدته ضيقة، وفوَّهته
تتَّسع عن قاعدته قليلًا يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، عُثر
عليه بالمقبرة رقم «١٥٣» بطرخان، يوجَد بكلية الجامعة
بلندن
UC.16943.
١٤٠
والكوب «شكل ٢٣٠» وهو أيضًا من الألباستر، يتميَّز
بجوانبه المستقيمة وجُدرانه السميكة، يتساوى اتِّساع
فوَّهته مع قاعدته، يؤرَّخ بعصر الأسرة الثانية، يوجَد
بكلية الجامعة بلندن
UC.15697١٤١ يلاحظ بالكوب انحناءة جوانبه برفق نحو القاعدة
بهيئة مقوَّسة بعض الشيء.
أما الكأس «شكل ٢٣١» فهي من حجر الشست، يبلُع ارتفاعها
١٥٫٨سم واتِّساع قُطره ٩٫٩سم عند الفوَّهة، عُثر عليها
بجبَّانة حلوان، تؤرَّخ بعصر بداية الأُسرات,
١٤٢
والكأس «شكل ٢٣٢» وهي تتكوَّن من جزأين؛ إذ نُحتت
القاعدة من الحجر الجيري بينما نُحت البدن من حجر الشست،
عُثر عليه بالمقبرة رقم ٣٥٠٧ بسقارة، يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى.
١٤٣
ومن الألباستر والإردواز كانت الكئوس التي يوضِّحها «شكل
٢٣٣» كان الأوسط من الإردواز بينما الاثنان الآخران كانا
من الألباستر، وهي ذات قواعد للارتكاز، تُشبه إلى حدٍّ
كبير تلك الكئوس التي تُصنع الآن من أرقى أنواع البلُّور
أو الزجاج لتناوُل المشروبات، تؤرَّخ هذه الكئوس بعصر
بداية الأُسرات، وقد عُثر عليها في جبَّانة حلوان.
١٤٤