وإذا كانت أواني عصر ما قبل وبداية الأُسرات من الكثرة
بحيث يسهُل تصنيفها، فإن الوضع في عصر الدولة القديمة
اختلف عن ذلك؛ إذ أصبح من الصعب وضْع تصنيفٍ يَفصِل نمطًا
أو نوعيةً من الأواني الحجرية عن الأخرى، ومن ثم ستُلقي
الدارسة الضوء على بعضٍ ممَّا عُرف من أنماط الأواني
الحجرية آنذاك، لمحاولة تتبُّع ما وصلت إليه تلك الأواني
من تطوُّرٍ سواء في الشكل أو مادة الصنع.
(أ) الأواني الأسطوانية
كان من أنماط الأواني الأسطوانية التي ميَّزت ذلك
العصر، ما جاء في «شكل ٢٨٢» الذي يُبين ثلاثةً من
الأواني الأسطوانية المختلفة الأحجام من حجر
الألباستر، وهي مُستقيمة الجوانب عُثر عليها بالواحة
البحرية، وهي تؤرَّخ بنهاية عصر الدولة القديمة.
٦٢
أما الإناء «شكل ٢٨٣» فهو من النمَط الذي ميَّز ذلك
العصر، يتَّسع بالاتجاه نحوَ الفوَّهة، وهو من حجر
الترافرتين، ارتفاعه ٢١٫٥سم واتِّساع قُطره ١٣٫١سم،
يؤرَّخ بنهاية عصر الأسرة الخامسة وبداية عصر الأسرة السادسة.
٦٣
ولقد تميَّزت الأواني الأسطوانية في تلك الفترة عن
الأواني الأسطوانية في عصر ما قبل وبداية الأُسرات
بانسيابية الشكل الذي كان أقربَ إلى الكأس أو القدَح
ضيق القاعدة مُتَّسِع الفوهة، واتخذت فوهة الإناء شفةً
مسطحة تتَّجِه نحو الخارج في أغلب الأحيان.
ولقد كثر العثور في ذلك العصر على الأواني
الأسطوانية الصغيرة الحجم، وكان أغلبها من الألباستر،
ففي «شكل ٢٨٤» نرى إناءً أسطوانيًّا من الألباستر،
يُشبه في شكله الإناء السابق، عُثر عليه ضِمن المتاع
الجنزي الخاص بأحد مقابر عصر الأُسرة السادسة بجبَّانة
قلاع الضبَّة بالواحة الداخلة،
٦٤⋆
الإناء ضيق القاعدة مُتَّسِع الفوَّهة من نفس النمَط
السابق أيضًا.
٦٥
وما بين القصير والمتوسط تنوَّعت الأحجام لتقترب في
هيئتها من شكل الأكواب والكئوس وذلك كما في «شكل ٢٨٥»
الذي يُبين مجموعةً من الأواني الأسطوانية صغيرة
الحجم، مُقعَّرة الجوانب في معظمها، وهي من حجر
الألباستر تؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة، عُثر عليها
بجبَّانة قلاع الضبَّة
٦٦⋆
بالواحة الداخلة.
٦٧
ولقد نُقشت بعض هذه الأواني الأسطوانية بكتاباتٍ
اشتملت على أسماء أصحابها أو ذِكرى أحد الاحتفالات
الملكية، كالاحتفال بعيد السد، وذلك كما في «شكل ٢٨٦»
الذي يُبين ثلاثة من الأواني الأسطوانية من حجر
الألباستر، تتميَّز ببروز شفتها نحوَ الخارج وقاعدتها
المُتمدِّدة على جانبي الإناء وكأنها قُرص مسطح يرتكز
عليه الإناء، تؤرَّخ هذه الأواني بعصر الأسرة السادسة،
وهي من الأواني الاحتفالية، عُثر عليها في المقبرة رقم
«٥» ببلاط بالواحة الداخلة وربما كانت هذه الأواني من
الأواني الطقسية التي استُخدِمت في إتمام شعائر عيد السد.
٦٨
ولقد عُثر في المصطبة رقم «٢» ببلاط
٦٩⋆
بالواحة الداخلة أيضًا، على مجموعة من الأواني الحجرية
(شكل ٢٨٧) من الألباستر، تنوَّعت ما بين الكروية
والبيضاوية ذات العُنق المنتصِب والأسطوانية، والتي
اتَّخذت شكل الزلْعة، والتي قاربت شكل الهاون الصغير
أو المِدق، ولو تتبَّعنا أحجام وسِمات هذه الأواني
الحجرية بالترتيب لوجدْنا أنَّ الإناء الأول، من
اليسار، كان قد اتَّخذ الهيئة الكروية وهو ذو عنقٍ
قصير منتصِب وفوهة ضيِّقة ذات شفةٍ تتجه للخارج، ويليه
إناء آخَر أيضًا بهيئةٍ كروية ولكن أكثر طولًا من
السابق. العنق مُنتصب قصير والفوَّهة ضيِّقة ذات شفةٍ
تتجه للخارج قليلًا يبلُع ارتفاع الإناء حوالي ١٢٫٢سم
وهو جيد الصقل.
٧٠
أما الإناء الثالث بالشكل السابق فهو يُمثِّل هاون
أو مِدقًّا عُثر بداخله على يدٍ صغيرة من الألباستر
تُشبه المسمار استُخدِمت كمِدقٍّ لهذا الهاون، يبلُغ
ارتفاع الإناء ٨٫٥سم بينما طول المِدقِّ حوالي ٨٫٧سم،
٧١ ولقد اتَّخذ الهاون هيئةً أسطوانية تُشبه
نمَط الأواني الأسطوانية التي سادت في تلك
الفترة.
والإناء الرابع اتَّخذ نفس الهيئة الأسطوانية
الآنِفة، ولكنه كان أكثر استطالةً وأكثر رشاقةً منه،
الإناء عليه نقش باسم «نفركارع» وذكرى الاحتفال بعيد
السد الخاص به، ومن ثَم فربما كان هذا الإناء من
الأواني ذات الأغراض الطقسية.
٧٢
أما الإناء الخامس فقد اتَّخذ هيئة الزلْعة، وهو
صغير الحجم، قاعدته شِبه مُستديرة، يضيق كلَّما ارتفع
لأعلى حيث العُنق الذي ينتهي بفوَّهة ذات شفةٍ تتَّجه
نحو الخارج، وهو من الأباستر.
٧٣
ولقد عُثر على حصيلةٍ كاملة لمجموعةٍ كبيرة من
الأواني الحجرية مُختلفة الأحجام والأشكال والاستخدام
وهي من الألباستر، تؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة، عُثر
عليها بالمصطبة رقم «١» بجبَّانة قلاع الضبَّة بالواحة الداخلة،
٧٤ ومن الوهلة الأولى يتبيَّن أنَّ هذه
الأواني كانت ولا شكَّ من المتاع الدُّنيوي الذي حرص
صاحبُه على وضعِه معه في عالَمِه الآخر كى ينتفع به
كما كان في دُنياه، إذ جاءت حصيلة هذه الأواني كبيرةً
ومتنوعة بما يفيد استخدامها في مختلف الأغراض (شكل
٢٨٨).
أما عن هيئة الإبريق … فقد اختلف هذا النمَط من
الأواني الحجرية قليلًا عمَّا كان عليه في عصر ما قبل
وبداية الأُسرات؛ إذ كان الإناء بهيئة الإبريق في ذلك
العصر يتميَّز باستدارة البدَن بما يُشبه الهيئة
الكروية تمامًا، وذلك كما في «شكل ٢٨٩» الذي يُبين
إبريقًا ذا بدنٍ كروي ومقبضٍ واحدٍ جانبي وعُنق ضيِّق
قصير وفوَّهة متسعة. تتَّجه الشفة للخارج قليلًا، وهو
من الألباستر ارتفاعه ١٣سم، يؤرَّخ بعصر ببي
II، الأسرة السادسة.
٧٥
كان عدم الإلتزام بنمَطٍ واحدٍ مُحدَّد، أو عدم
الإكثار من نمَط بعينِه من الأواني الحجرية هو سِمة
عصر الأسرة السادسة، وذلك فيما عدا الأواني المُدبَّبة
القاعدة، ولذا لم تجِد الدارسة خطًّا واحدًا يجمع
الأشتات إلَّا فيما ندُر، ففي «شكل ٢٩٠» نرى إناءً
يجمع بين النمَط الكروي الذي يُماثل إلى حدٍّ ما هيئة
الإبريق السابق ولكن بلا مقابض … حيث البدَن المُنتفخ،
والعنق المُرتفع الضيق. الفوَّهة ذات الشفة المسطحة
المُتجهة للخارج، وهو من حجر الألباستر المجزَّع، عُثر
عليه بجبَّانة قلاع الضبَّة بالواحة الداخلة، يؤرَّخ
بعصر الأسرة السادسة.
٧٦
وعلى هيئة الأواني المُقرفَصة ذات الأكتاف
المُستعرضة كان الإناء «شكل ٢٩١» وهو من حجر
السربنتين، ارتفاعه ١٣٫٢سم واتِّساع قُطره ١٩٫٣سم، وهو
يُشبه أنماط الأواني المُقرفَصة بعصر بداية الأُسرات،
يؤرَّخ الإناء بعصر الأسرة السادسة.
٧٧
ولقد شاع في هذا العصر إلى حدٍّ ما النمَط المُنتفِخ
الذي يجمع بين الكروي والبيضاوي، وكان يزوَّد بغطاءٍ
من نفس نوع الحجَر، واستُخدِم في الغالب لحفظ الزيوت،
وعلى غِرار هذا النمط كان الإناء «شكل ٢٩٢» وهو من
الألباستر، يوجَد بالمتحف، يؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة.
٧٨
ومن النمط المُقرفص كان الإناء «شكل ٢٩٣» وهو يختلف
عما سبق ذكره من حيث الشكل العام، حيث الحدَّة في
إظهار خطوط الجسم وعدم انحنائها، فظهر بشكلٍ هندسي
أقرب منه إلى الدائري وجاءت الأكتاف مع العنق تنحني
بمَيلٍ خفيف، والفوَّهة ذات شفةٍ مسطحة تتَّجِه للخارج
أعلى هذا العُنق المُنتصِب القصير ويبلُغ ارتفاع هذا
الإناء ١٢٫١سم، وهو يؤرَّخ بعصر الأُسرة السادسة، عُثر
عليه بقلاع الضبَّة بالواحة الداخلة.
٧٩
ومن الكروي إلى البيضاوي المسلوب الجسم إلى ما يُشبه
إناء الحس كان التنوُّع الذي يُظهره «شكل ٢٩٤» لثلاثةٍ
من الأواني الحجرية المختلفة، والمصنوعة من حجر
الألباستر، تؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة، توجَد بالمتحف المصري.
٨٠
وفي «شكل ٢٩٥» نرى إناءً بيضاويًّا ذا استطالة، يضيق
من أسفل ويتَّسِع من أعلى ليضيق عند الفوَّهة، وهو من
الحجر الجيري الأصفر، ارتفاعه ٩٫٥، اتِّساع قُطره
يتراوح ما بين ٤٫٩سم و٦٫٤سم، أما قُطر قاعدته ٣سم،
يؤرَّخ بعصر الدولة القديمة
٨١
ويُبين «شكل ٢٩٦» إناءً آخر أكثرَ طولًا وأكثر
انتفاخًا من السابق ولكنه من نفس النمَط المُشار إليه،
وهو من الألباستر، ارتفاعه ١٥٫٥سم، عُثر عليه بجبَّانة
قلاع الضبَّة، يؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة.
٨٢
وإذا كان لكلِّ عصرٍ ما يُميزه، فيُبيِّن الشكل
الحالي (شكل ٢٩٧) مجموعةً من الأنماط التي ميَّزت عصر
الأُسرة السادسة، والتي تتمثَّل في الأواني الحجرية
المُدبَّبة القاعدة ذات العُنق المزدوج، والأواني
المدببة القاعدة ذات العنق المرتفع الضيق والأواني
المسطحة القاعدة ذات العنق الضيق والأكتاف العريضة،
وكانت هذه هي أهم الأنماط التي ميَّزت أواني عصر
الأسرة السادسة … وقد عُثر على هذه الأواني بإحدى
مقابر المصطبة رقم «٥» بالجبَّانة الشمالية بجبَّانة
قلاع الضبَّة بالواحة الداخلة؛ وهي خمسة أوانٍ من
الألباستر، كان أربعة منها بقاعدةٍ مُدببة بينما
الخامس كان ذا عنقٍ مرتفع وأكتاف مُستعرضة وقاعدة
ضيقة. ومن المُلفت للنظر جدًّا أنه قد عُثر بداخل أحد
هذه الأواني على تميمةٍ حيوانية مزوَّدة بحلقةٍ ربما
كانت للتعليق.
٨٣
وعن أحجام هذه الأواني؛ فقد اختلفت، وإن غلبتْ عليها
جميعًا سِمة الحجم الصغير، وقد تراوحت أطوالها ما بين
٨سم: ١٦سم من الأصغر إلى الأكبر.
٨٤
ولنا هنا وقفة في الإناء سالف الذكر (رقم
No. 433 باللوحة)
والذي عُثر بداخله على التميمة الحيوانية، وذلك
لمحاولة تفسير الغرَض منها؛ فالتمائم تُعَدُّ معوذاتٍ
ورموزًا وأشكالًا صغيرة، تصنع من مواد مختلفة
ومتنوِّعة بما يتَّفق مع إمكانيات أصحابها، وكثيرًا ما
زُوِّدت بثقوبٍ لتعليقها أو لسَلْكها في قلادةٍ ما،
وكان ينبغي من ورائها التبرُّك بها لجلب منفعةٍ أو
تحقيق أُمنية أو دفع ضرَرٍ أو وقاية من شيءٍ ما ظاهرًا
كان أم خفيًّا، ماديًّا كان أم معنويًّا، وغالبًا ما
تتراوَح أحجام التمائم بين ٢ : ٤سم تقريبًا، وزادت في
القليل عن ذلك، وكانت تتَّخِذ في عصورها القديمة هيئات
معبوداتٍ وصُوَرًا اسطورية ورموزًا مقدسة وحيواناتٍ
ونباتات، وكلها هيئات لا بدَّ كان لها دلالتها في نفوس
المُعتقِدين في فاعليتها.
٨٥
ومن وجهة النظر هذه ننتقل إلى تفسيرٍ آخر بشأن أوانٍ
حجرية أخرى مُلفِتة للنظر وغريبة … ليس في هيئتها
وإنما فيما اشتملت عليه، ففي المقبرة رقم
F. 60 بأبيدوس
عُثر على مجموعةٍ من الأواني الحجرية كان من بينها
إناء من الألباستر، ذو قاعدة مُدبَّبة وزُوِّد بغطاء،
كان هذا الإناء قد مُلئ حتى حافته بمجموعةٍ من الخنافس الصغيرة،
٨٦ وتكرَّر العثور على مثل هذا الإناء
المُمتلئ بالحشرات، ففي المقبرة رقم ٦٩ بأبيدوس أيضًا،
عُثر على إناءٍ حجري كان ضِمن ثلاثةٍ من الأواني
المنحوتة من الألباستر، وكان قد أمتلأ حتى حافته أيضًا
بمجموعةٍ من الخنافس الصغيرة
٨٧ وهي تؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة.
وربما يُفسِّر الغرَض من وجود مثل هذه الحشرات، ذلك
العقد الذهبي المكوَّن من خمسين حشرة ربما كانت
تُمثِّل خنفساء، والذي عُثر عليه بالمقبرة رقم «٥»
بالجيزة، دولة قديمة، والذي ذكر
Wilknison
و
Andrews بشأنه
أنه ربما كان رمزًا للإلهة نيت.
٨٨
وربما كانت هذه الحشرة هي «الصرصار» عنخ
cnh، بناءً على ما
عُثر عليه من إناءٍ مُلئ بالصراصير المُجفَّفة التي
كان لها دور في معنى الإحياء، ووجود الحشرة في عقدٍ
حول رقبة المُتوفَّى يُعطي رمز الإحياء والبعث أكثر من
كونه رمزًا للإلهة نيت.
٨٩
ومن هذا وذاك يتبيَّن أنَّ الإناء الحجري كان له في
أحيانٍ كثيرة استخدام طقسي يبعُد به عن اعتباره مجرَّد
إناءٍ لاحتواء شيءٍ بعَينِه، بل اعتبرَه المصري القديم
وسيلةً لحفظ غايةٍ كانت ذات أهمية عقائدية
لدَيه.
لا زلنا في إطار تتبُّع أهمِّ أنماط الأواني الحجرية
في عصر الأُسرة السادسة، ولا شكَّ أن الأواني
المُدبَّبة كانت على رأسها، فلقد انتشرت وذاعت تلك
الأنماط آنذاك وعُثر على العديد منها في المقبرة
F. 40
و
F. 120 بجبَّانة أبيدوس
٩٠ وفي العديد من الجبَّانات الأخرى.
ويُصنِّف
Willem هذا
النمط من الأواني، بوجهٍ عام دون النظر إلى الحجرية
منها فقط، بأنه من الأواني التي استُخدِمت لغرَض
الشرب، لا سيما شُرب الماء «قارورة أو قنينة للماء»
ليس فقط في عصر الدولة القديمة بل والوسطى، وكان ذلك
بناء على ما عُثر عليه بجبَّانة تل إبراهيم عوَض من
أوانٍ فخارية شديدة الشَّبَه بالأنماط الحالية من
الأواني الحجرية
٩١ وتحاول الدارسة تقريب وجهات النظر بتطبيق
هذا على ذاك.
ومن هذه الأواني المُدببة القاعدة، كان الإناء «شكل
٢٩٨» وهو من الألباستر، يتميَّز بقاعدته المُدبَّبة
الرفيعة، وفوَّهته الواسعة التي تتَّجِه حافتها نحو
الخارج باتِّساعٍ يزيد على اتساع البدن قليلًا، عُثر
على هذا الإناء ضِمن مجموعة من الأواني الحجرية من نفس
هذا النمَط في المصطبة رقم «٥» بالجبَّانة الشمالية
بقلاع الضبَّة بالواحة الداخلة، ويؤرَّخ هذا الإناء
بعصر الأسرة السادسة
٩٢ وعلى غِراره كان الإناء «شكل ٢٩٩» وهو
يُشبه تمامًا الإناء السابق، أيضًا من الألباستر،
وعُثر عليه بنفس المكان ويؤرَّخ بنفس الفترة.
٩٣
أما الإناء «شكل ٣٠٠» فهو أيضًا من الألباستر
يتميَّز بالعنق المزدوَج والقاعدة المُدببة والبدن
الرشيق الضيِّق، ولقد شاع هذا النمَط من الأواني في
عصر الأسرة السادسة وكان صغير ومتوسط الحجم، عُثر على
هذا الإناء بالجبَّانة الشمالية بقلاع الضبَّة بالواحة
الداخلة، يؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة.
٩٤
ونرى في «شكل ٣٠١» إناءً آخَر أيضًا من الألباستر
ولكنه غير مزدوَج العنق، فوَّهتُه بسيطة ليست مُحدَّدة
بإطارٍ أو عنق مُنتصِب، وتتَّسع باتساع البدَن من
أعلى، قاعدة الإناء مُدبَّبة، يؤرَّخ بعصر الأسرة
السادسة، جبَّانة قلاع الضبة.
٩٥
ويُبين «شكل ٣٠٢» إناءين من الألباستر، يتميزان
بالعنق المزدوج الذي يُشبه الكورنيش، أو الهيئة
الزُّخرفية، أحد الإناءين يزيد في الطول عن الآخر،
وبصفةٍ عامة يتميَّز الإناءان بالرشاقة والجمال، عصر
الأسرة السادسة، قلاع الضبة.
٩٦
أما «شكل ٣٠٣» فيُظهر إناءً من الألباستر، أكثر
اتِّساعًا من سابقَيه، وأقلَّ طولًا منهما، وهو مزدوج
العنق، ذو قاعدة مُدبَّبة وفوَّهة مُتسعة، يؤرخ أيضًا
بعصر الأسرة السادسة، جبَّانة قلاع الضبة.
٩٧
أما «شكل ٣٠٤» فهو من حجر الكوارتز الكريستالي،
ارتفاعه ٨٫١سم، يؤرَّخ بعصر الدولة القديمة، يوجَد
بالمتحف الأشمولي
1910.488a، وهو
مُدبَّب القاعدة، ذو عنقٍ ضيِّقٍ وفوَّهة واسعة وبدن
مُنتفخ بيضاوي الشكل، وهو جيد الصقل جدًّا رغم صلادة الحجر.
٩٨
ونرى في «شكل٣٠٥» إناءً من الألباستر، مُدبَّب
القاعدة جدًّا بما يُشبه الطرف الرفيع، البدن مُنتفخ
من أعلى والعنق ضيِّق والفوهة تتَّجِه باتِّساعٍ نحو
الخارج يؤرَّخ الإناء بعصر الأسرة السادسة، قلاع
الضبة، الواحة الداخلة.
٩٩
أما «شكل ٣٠٦» فيُبيِّن إناءً صغيرًا من الألباستر،
يتميَّز بالعنق المزدوَج والبدن المُنتفخ القصير،
والحافة المُتجهة للخارج، والقاعدة المُدبَّبة. الإناء
في مُجملِه يُشبه «البلحة» ورغم صغر حجمه أجاد الصانع
نحتَه وصقله وإظهار تفاصيله، يؤرَّخ بعصر الأسرة
السادسة وعُثر عليه أيضًا بنفس الجبَّانة بالواحة الداخلة.
١٠٠
والإناء «شكل ٣٠٧» وهو أيضًا من الألباستر، من نفس
نمَط الإناء السابق، ولكنَّه أقل في انتفاخةِ البدن،
وهو صغير الحجم، ذو عنقٍ مزدوَج الحافة، يؤرَّخ بعصر
الأسرة السادسة وعُثر عليه أيضًا بالواحة الداخلة.
١٠١
ولقد توالى العثور على مِثل هذا النمط من الأواني
الحجرية الذي ميَّز عصر الأسرة السادسة والذي كان
مُمثَّلًا أصدق تمثيل في منطقة قلاع الضبَّة بالواحة
الداخلة، ففي «شكل ٣٠٨» نرى إناءً من الألباستر، أكثر
طولًا وأكبر حجمًا من سابقِيه، يتميَّز بقاعدته
المُدبَّبة والفوَّهة المزدَوَجة،
١٠٢ وكذلك الإناء «شكل ٣٠٩» الذي جاء أكثر
انسيابيةً من السابق، حيث قلَّ انتفاخ البدن، وجاءت
قاعدته مُدبَّبة وفوهته مزدوجة الحافة وهو أصغر حجمًا
من السابق.
١٠٣
وتُعدُّ مثل هذه الأنماط من الأواني المُدبَّبة
القاعدة، من أواني السوائل (أواني الشُّرب)، سواء كان
ماءً أو جعةً أو نبيذًا.
١٠٤
أما الأواني ذات العنق المرتفع والبدن المسلوب ذي
الاستطالة والقاعدة الضيقة فكانت أيضًا من أهمِّ أنماط
أواني ذلك العصر ففي «شكل ٣١٠» نرى إناءً من الألباستر
ذا عنقٍ مرتفع وشفةٍ مسطحة متجهة للخارج، وكتفَين
مُتَّسِعين إلى حدٍّ ما وبدنٍ ضيق ذي استطالة، يقلُّ
اتساعه كلَّما اتجهنا لأسفل، ارتفاع الإناء ٢٩سم وهو
من الأواني الضخمة، عُثر عليه بقلاع الضبَّة بالواحة
الداخلة، تؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة.
١٠٥
والإناء «شكل ٣١١» وهو من نفس نمَط الإناء السابق،
ارتفاعه ١٧سم من الألباستر، وهو أقل حجمًا من السابق،
يؤرَّخ أيضًا بعصر الأسرة السادسة.
١٠٦
أما الإناء «شكل ٣١٢» فيتميَّز بارتفاع أكتافه
واتساع قُطره عما سبق ذِكره من أوانٍ من نفس هذا
النمط، وهو ذو هيئةٍ مقرفصة ذات استطالة، من حجَر
الألباستر، عُثر عليه بالجبَّانة الشمالية بقلاع
الضبَّة بالواحة الداخلة.
١٠٧
أما الإناء «شكل ٣١٣» فهو أقل في انتفاخة البدن من
السابق، يتميز بالعنق المرتفع، الإناء يضيق من أسفل
ويتسع من أعلى، يتميز بالرشاقة والحافة المسطحة
المتجهة للخارج.
١٠٨
ويختلف الإناء «شكل ٣١٤» عن سابقة فقط في عدَم وجود
شفةٍ حادة بارزة للخارج، فالعُنق مرتفع ذو فوَّهةٍ
مستديرة، والبدَن مسلوب ضيِّق من أسفل يؤرَّخ بعصر
الأُسرة السادسة.
١٠٩
والإناء «شكل ٣١٥» أيضًا من الألباستر، ذو عنق مرتفع
وشفةٍ مسطحة متَّجهة للخارج وبدنٍ يتَّسع من أعلى
ويضيق من أسفل، وهو من نفس نمَط الأواني آنفة الذكر،
يؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة.
١١٠
السُّلطانيَّات
ومن الأواني والقدور المختلفة آنِفة الذِّكر، إلى
السُّلطانيات الحجرية؛ كان التحوُّل في تطوُّر أنماط
الأواني الحجرية في تلك الفترة.
ورغم قلَّة ما عُثر عليه من سُلطانيَّات تؤرَّخ بعصر
الأسرة الخامسة والسادسة، مقارنة بعصر ما قبل وبداية
الأسرات، فإنه كان من بين ما عُثر عليه من سُلطانيَّات
حجرية ما كان خاليًا من صنبور، وما تميَّز بوجود صنبور
أو طرفٍ للصب، وكان كِلا النمَطين من أواني المائدة.
١١١
ففي «شكل ٣١٦» نرى سُلطانية من حجر الهورنبلاند
ديوريت، ارتفاعها ١٢سم، واتِّساع قُطرها ٢٥سم، عُثر
عليها ببلاط، بالواحة الداخلة، تؤرَّخ بعصر الأُسرة السادسة،
١١٢ وهي عميقة، ضيقة القاعدة، تتَّسِع
فوَّهتها باتِّساع البدن.
أما «شكل ٣١٧» فيُبيِّن سُلطانية من الديوريت، يبلُغ
اتِّساع قُطرها ١٢سم وهي ضيِّقة القاعدة، عُثر عليها
بسقارة، تؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة.
١١٣
ومن السُّلطانيات ذات الصنبور، كانت السلطانية «شكل
٣١٨» وهي من الديوريت، عُثر عليها ضِمن مجموعة من
أواني المائدة الخاصة بالملكة «نيت»، عصر الأسرة
السادسة، وذلك ضِمن الأثاث الجنائزي الخاص بها.
١١٤
ونرى في «شكل ٣١٩» إناءين من الألباستر ضحلين أو
أطباق ذات صنابر طويلة رفيعة، وهي تتميَّز بالبدن نصف
الكروي والفوَّهة الواسعة والشفة المُستوية، ولقد
استُخدِمت مثل هذه الأواني في صبِّ السوائل،
١١٥ وربما كانت سُلطانيَّات للشُّرب؛ إذ
صُمِّمت بانحناءةٍ أنيقة وميزابٍ أو صنبور يسهُل وضعُه
على فم مُستخدِمِه للشُّرب.
١١٦
أما «شكل ٣٢٠» فيُبيِّن سُلطانية من الحجر الجيري
الجيد، يبلُغ اتساع قُطرها ١٥٫٥سم، وهي ذات صنبور قصير
يُشبه النتوء السَّميك، يبرُز الصنبور بمُنتصف جدار
البدن الكروي أو المقوَّس بانحناءةٍ نحو القاعدة
تتَّسع الفوَّهة باتِّساع البدن تمامًا، عُثر على هذه
السلطانية بجبَّانة قلاع الضبَّة بالواحة الداخلة،
تؤرَّخ بعصر الأسرة السادسة.
١١٧
ويُبين «شكل ٣٢١» صينيةً وأطباقًا صغيرة ذات صنبور
أو «بزبوز» وهي من المرمر، عُثر عيها بسقارة، تؤرَّخ
بعصر الأسرة السادسة وتوجَد بالمتحف المصري.
١١٨
ومن أجمل ما عُثر عليه من هذا النمَط كان الإناء
«شكل ٣٢٢» وهو من الألباستر الكلسي، جيد الصقل جدًّا
من الداخل والخارج لدرجة اللمعان، ويبلُغ اتِّساع
قُطره ٩٫٥سم، يجمع الإناء بين شكل الطبق والسُّلطانية،
وهو أيضًا يؤرَّخ بعصر الأُسرة السادسة.
١١٩