أواني حفظ الطعام والشراب
(١) أواني الطعام والشراب
وهي من أواني الاستخدام المنزلي أو اليومي، وتُقسِّمها الدارسة إلى:
-
(١)
أواني طهو الطعام.
-
(٢)
أواني التخزين.
-
(٣)
الأهوان والمِدقَّات.
-
(٤)
أواني المائدة.
-
(٥)
أواني حفظ السوائل المختلفة.
وسنُلقي الضوء بشيءٍ من الإيجاز على كل نوعٍ من الأنواع السابقة كالتالي:
(١-١) أولًا: أواني طهو الطعام
(١-٢) ثانيًا: أواني التخزين
(١-٣) ثالثًا: الهواوين والمِدقَّات
ولقد كانت الهواوين والمِدقَّات من الأدوات المُستخدَمة في صناعة الخبز والجعة؛ إذ كثيرًا ما صُوِّرت في مناظر إعداد الطعام وطهيه في رسوم مقابر الأفراد في عصر الدولة القديمة.
(١-٤) رابعًا: أواني المائدة
لا شكَّ أن طريقة تناول الطعام عند شعبٍ من الشعوب تُعدُّ دليلًا على مدنيَّتِه، كما تدلُّ وسائل تناوله للطعام على مِقدار رُقِيِّ هذا الشعب ومبلغ حضارته. ولقد عمل المصري القديم على الاحتفاظ بكميَّاتٍ كبيرة من المأكولات المختلفة، والأدوات والأواني التي اشتملت على تلك المأكولات في مخازن مقابره، ومنها تَبيَّن بعضٌ من أنماط وأشكال تلك الأواني، وأنواعها المختلفة سواء كانت فخارية أو حجرية.
ولقد كان المصري القديم يستعمل نوعَين من أواني المائدة:
-
(أ)
«الأواني الفاخرة»: وكانت تُصنَع من الحجر لا سيما حجر الشست الأسود أو الأزرق، ومن الرخام الأبيض، والألباستر ونادرًا ما كانت تُصنَع من الرخام الأحمر، وهذه الأنواع الحجرية كان يتمُّ تصنيع الأواني الحجرية صغيرة الحجم منها. أما الأواني كبيرة الحجم فكانت تُصنَع من الجرانيت والألباستر أيضًا.٣٧
-
(ب)
«الأواني العادية»: وكانت غالبًا من الفخَّار وفيها يتمُّ غرْف الطعام.٣٨ولقد عُثر على الكثير من أواني المائدة والتي لعبت فيها الكئوس والأكواب والسلطانيات الصغيرة ذات الصنبور والأباريق الدور الأكبر في حصيلتها وكانت الكئوس صغيرة الحجم تُصنَع من الحجر الصخري المُتبلوِر (الكريستال) في أغلب الأحيان، أما باقي الأواني فكانت تُصنَع من مختلف أنواع الأحجار٣٩ (شكل ٦٣٣ وشكل ٦٣٤).
ويبين «شكل ٦٣٧» ثلاثةً من هذه الأواني الحجرية الصغيرة الحجم ذات الصنبور، والتي كانت تُستخدَم كأوانٍ للشرب، وكذلك «شكل ٦٣٨» الذي يُبين سلطانيةً للشرب وصبِّ السوائل.
ولقد أطلق المصري القديم العديد من المُترادفات والمُصطلحات اللغوية التي عبَّرت عن مختلف أنواع الأواني الحجرية التي استُخدِمت في أغراض تقديم الطعام والشراب «أواني المائدة».
وكان من بين هذه المُترادفات ما عبَّر عن معنى «الطبق أو الصحفة» وذلك مثل:
-
(١)
كلمة «ددت» dd.t بمعنى صحفة أو جفنة :٤٣ ويتبيَّن من شكل المُخصَّص أنَّ هذه الكلمة ربما تشير إلى الصحفة أو الطبق الواسع المُسطَّح والذي كان عليه توضَع الأواني الأصغر أو أنواع الطعام المختلفة لا سيما في الولائم والأعياد والاحتفالات. وقد عُثر على العديد من هذه الأطباق أو الصِّحاف الحجرية الضخمة في المقابر الملكية ومقابر عِلية القوم وذلك منذ أقدم العصور وحتى عصر الدولة الوسطى.
- (٢)
- (٣)
وهناك من المُترادفات ما عبَّر عن معنى «السلطانية» وذلك مثل:
-
(١)
كلمة «ع» C : وهي تُشير إلى معنى السلطانية.٤٨
-
(٢)
كلمة «إيعب» icb : وهي أيضًا تُشير إلى معنى السلطانية الصغيرة وهي مِن أواني تناول الشراب.٤٩
-
(٣)
كلمة «ععب» ccb : وهي تعني أيضًا «سلطانية»٥٠ ويتأكد ذلك من تكرار نفس المُخصَّص المُستخدَم في الكلمات السابقة.
-
(٤)
كلمة «محت» mht : وتُنطَق هذه الكلمة «محت» وهي أيضًا تُشير إلى معنى السلطانية.٥١
ومن المُترادِفات أيضًا ما عبَّر عن معنى الكوب أو القدح مثل:
وهناك من المُترادفات ما عبَّر عن معنى المائدة مثل:
(١-٥) خامسًا: أواني حفظ السوائل المختلفة
ميَّز المصري القديم بين أنواع الأواني المختلفة طبقًا لوظيفتها وذلك من خلال المناظر الجدارية والمدلولات اللغوية المختلفة.
وكان من بين المناظر الجدارية التي بيَّنت بعضًا من أنماط أواني حفظ السوائل المختلفة؛ «شكل ٦٣٩» الذي يُبين صاحب المقبرة جالسًا وفي يدِه إناء الشرب، بينما نرى في القطاع الأوسط من اللوحة ثلاثة أوانٍ حجرية ضخمة أسطوانية الشكل ومُزخرفة بالزجزاج (الخطوط المُموَّجة) كنمَطٍ زُخرفي باللَّونَين الأزرق والأسود، ربما كمؤشِّر أو دليلٍ على ما تحويه تلك الأواني الحجرية من سوائل بداخلها. وكان هذا النمَط من الأواني الحجرية مُعتادًا خلال العصر العتيق وعصر الدولة القديمة، وربما استُخدِمت لحفظ الزيوت أو أنواعٍ من السوائل.
وستُقسِّم الدارسة أواني حفظ السوائل إلى:
-
(١)
أواني النبيذ.
-
(٢)
أواني الجعة.
-
(٣)
أواني اللبن.
-
(٤)
أواني الماء.
-
(٥)
أواني الزيت.
(أ) أواني النبيذ
ولقد قام المصري القديم بصناعة العديد من الأواني الخاصة بحفظ النبيذ، وتنوَّعت أواني وجِرار النبيذ ما بين:
-
(أ)
جِرار النبيذ الجنائزية: وهذه خُصِّصت لوضع النبيذ المُخصَّص للأغراض الجنائزية، وهي جِرار تُشبه أواني حفظ الزيوت والعطور، وكانت تُغلَق بنفس الطريقة.
-
(ب)
جِرار تقديم النبيذ: وهذه كانت جِرارًا أنيقة الشكل مُزيَّنة، يُقدَّم فيها النبيذ وكان يملأ منها الخادم أوانيَ أخرى صغيرة الحجم، يُقدَّم فيها النبيذ للضيوف، وأحيانًا كان يُقدَّم في نفس جِرار التخزين وذلك في الولائم الكبيرة والأعياد.٦٦
وعن مُسمَّيات بعض ما عُرِف من أواني حفظ النبيذ:
-
(١)
إناء اﻟ «ع» : كُتب هذا الإناء بعلامة الذراع ومُخصَّص إناء يُشبِه السلطانية ذات القاعدة الضيقة والفوَّهة المُتسعة أو القدَح، وجمع أحيانًا بين هذا المخصص وبين مُخصَّص إناء اﻟ «نو» واعتُبر أحد أواني النبيذ في مصر القديمة وهو إناء أقرب إلى شكل السلطانية الصغيرة.٦٨واتَّخذ هذا الإناء أيضًا مُخصَّصًا يُشبه الطست والذي كان يرد كمُخصَّصٍ لأحد الأواني المُستخدَمة في عمليات التطهير والاغتسال المُسمَّى «إيعب» icb والذي يُحتمَل أنه قد أخذ اسمه من الفعل «وعب» wcb بمعنى «يطهر» واستُخدِم هذا الإناء كمكيال «إيع» ic وكان مُستخدَمًا للسوائل والبخور والنطرون والرمل وهي العناصر المُستخدَمة في عمليات التطهير،٦٩ وكان يُصنَع من البرونز والفضة والذهب.٧٠
-
(٢)
إناء اﻟ «من» mn : اعتُبر هذا الإناء أحد أواني النبيذ، وكان أول ظهورٍ له في عهد الدولة الوُسطى كما يُشير قاموس برلين، وهو عبارة عن إناءٍ ذي فوَّهة واسعة وله أحيانًا أُذنَين ومنه ما كان ذا شكلٍ بيضاوي وقاعدة مسلوبة،٧١ ويبدو أنَّ هذا الإناء قد أخذ اسمَه من كلمة mn بمعنى حجر، ثم أصبح اسم الحجر بعد ذلك هو اسم الآنية الحجرية ذاتها، وكان هذا الإناء يُصنَع غالبًا من الحجر الأبيض.٧٢
-
(٣)
إناء اﻟ «هنو» hnw : اعتُبر أحد أواني النبيذ وأُطلِق عليه هذا الاسم في عصر الدولة القديمة، ويتميَّز بفوَّهة واسعة وقاعدة مسطحة أو كروية وكان له مِقبضان جانبيَّان، وكان يُصنع من مواد مختلفة مثل الحجر والمعدن.٧٣
-
(٤)
إناء اﻟ «دويو» dwjw أو : اعتُبر أحد الأواني التقليدية التي تُستخدَم للنبيذ، وهو عبارة عن إناءين مُضفَّرَين من المنتصف٧٤ وذلك كما في مُخصَّص كلمة «عبش» cbš ويرى Balcz أنَّ هذا الإناء المزدوَج وُجِد منذ عصر ما قبل الأسرات حيث عُثر على إناءٍ من ذلك النمَط صُنع من الألباستر في مقابر جبَّانة أبو صير٧٥ واعتُبر شكل هذا الإناء أحد مُخصَّصات كملة النبيذ طوال عصر الدولة القديمة٧٦ ولا يتعلَّق الأمر هنا بالأواني المزدوَجة والمنحوتة في قطعة واحدة من الحجر، بل يتعلق باثنَين من الأواني كانا معًا في إحدى السلال وتمَّ ربطهما من المنتصف معًا أو وضعُهما في سلةٍ واحدة، بل وأحيانًا كما في نقوش مقبرة حسي رع تمَّ تخصيص كلمة النبيذ بثلاثة أوانٍ مربوطة بشكلٍ مُضفَّر بالأسلوب المُتداوَل فيما بعدُ خلال عصر الأسرة الخامسة والسادسة.٧٧ولقد صُوِّر هذا الإناء بكثرةٍ في أيدي الأشخاص ذَوي المكانة المُتواضِعة كإناءٍ للشُّرب، هذا بخلاف ظهوره مُصوَّرًا أثناء مراحل صناعة وصبِّ الجعة في أيدي الأفراد أثناء العمل كإناءٍ للسكْب.٧٨
- (٥)
-
(٦)
إناء اﻟ «دشرت» dšrt : أحد أواني النبيذ في مصر القديمة وكان شكل مُخصَّصه يُشبِه الحقيبة،٨١ ويبدو أنَّ اسمَه يعني الإناء الأحمر، وهو مأخوذ من لون الصحراء اﻟ «دشرت»، أو كما ذكَر Budge أنه مصنوع من مادة حمراء تُجلَب من رمال الصحراء،٨٢ وربما كان لونُه الأحمر هو لون الفخَّار الذي قد يُصنَع منه هذا الإناء والذي كان سببًا في دخوله عالَم الطقوس الجنائزية، حيث ارتبط هذا اللون بالرمزية الأبدية. هذا وقد عُرِف هذا الإناء مُبكرًا واستُخدِم في طقوس التطهير.٨٣
-
(٧)
إناء اﻟ «عبش» cbŝ : أحد أواني النبيذ ويظهر من مُخصَّص الكلمة أنه عبارة عن إناءين مربوطَين، وأشار إليه سليم حسن بأنه استُخدِم كإناءٍ للجعة، وأنه يُنطق irp cbŝ، وذلك بناءً على ما جاء مُدوَّنًا في قائمة القرابين التي ترجع لمصطبة المدعو «ببي» بسقارة من عصر الأسرة السادسة.٨٤
-
(٨)
إناء السخب shp.t أو : أحد أواني الجعة والنبيذ في مصر القديمة، وعُثر عليه بصورةٍ نادرة في العديد من المناظر الخاصَّة بالولائم أو المآدب، وشكْل هذا الإناء معروف منذ عصر الدولة القديمة، أو ما قبلها بقليلٍ وذلك طبقًا لما ذكره Reisner، حيث اعتبرَه أحد أواني النبيذ والماء، وهو إناء بلا رقبة ذو كتِفٍ مُستعرض بهيئةٍ شِبه مُقرفصة،٨٥ وكان يُغطَّى بسدَّاداتٍ مطَّاطية أو من الطين، وكان يُستخدَم في عملية التخزين، وظهر بألوانٍ مُتعدِّدة منها اللون الأزرق والأسود واللون الأبيض والأسود معًا.٨٦
(ب) أواني الجعة
ولقد تنوَّعت أشكال ومُسمَّيات هذه الأواني وذلك منذ عصر بداية الأُسرات وكان من هذه الأواني:
- (١)
-
(٢)
إناء الحنو hnw : وتشير كلمة hnw إلى اللفظ العام لكلمة إناء أو وعاء،١٠٢ ولقد ظهرت هذه الكلمة بأشكالٍ عدة، ركَّز فيها المصري القديم أحيانًا على إيضاح مُخصَّص إناء اﻟ nw وهو إناء كروي الشكل ظهر كمُخصَّص للكلمات والمصطلحات التي تُعبِّر عن معاني تقدِمة القرابين، ويبين «شكل ٦٤٥» تمثالًا للملك ببي I يُمثِّله راكعًا يُقدِّم إناءَي النو كقُربانٍ للمعبود، يؤرَّخ التمثال بعصر الأسرة السادسة.١٠٣وكتب الإناء أحيانًا بِمخصَّص يُشبِه السلطانية الضيقة القاعدة الواسعة الفوَّهة، وفي هذه الحالة كانت الكلمة تعني «طاسة» أو «طبق»،١٠٤ وتُكتَب هكذا ،١٠٥ ولقد استخدم إناء الحنو كإناءٍ للجعة والسوائل بوجهٍ عام.١٠٦ويُرجع قاموس برلين بداية ظهور هذا الإناء إلى عصر الدولة الوُسطى ويُبيِّن أشكالًا عدة لكتاباته آنذاك كان منها و و ،١٠٧ ولكن بعض النصوص أثبتت أنه أقدم من ذلك، وأنه يعود إلى عصر الدولة القديمة،١٠٨ واستُخدِم هذا الإناء منذ عصر الانتقال الأول كإناءٍ لحفظ الجعة والنبيذ، وكان يُصنَع من المعدن والفخار والحجر١٠٩ لا سيما الحجر الأبيض والأسود. وأُشير إلى بعض أوانٍ منه صُنعت من الأحجار الكريمة مثل اللازورد بخلاف صناعته من الفضة والذهب.١١٠
-
(٣)
إناء اﻟ «سثا» sta : أحد أواني حفظ الجعة، وقد كُتب بالعديد من الأشكال الكتابية مُستخدمًا معها مرة مُخصَّص إناء يُشبه الإبريق حيث استطالة العنق ، ومرةً أخرى يأتي المُخصَّص بهيئة سلطانية ذات قاعدةٍ ضيقة وفوَّهةٍ مُتَّسعة.١١١وأقدم ظهور لهذا الإناء قد جاء في المصادر القديمة التي ترجع إلى عصر الدولة القديمة، مُتمثِّلًا فيما صوَّرته مناظر مقبرة «تي» من صناعة الأواني، وقد استُخدِم كوعاءٍ للجعة في قوائم القرابين، ويظهَر من مُخصَّصاته أنه ينتمي لنوع من الأقداح أو الأكواب، ويبدو أنه كان يُصنع من الفخار.١١٢
- (٤)
-
(٥)
إناء اﻟ «شبنت» ŝpnt : أشار قاموس برلين إلى أنه يرجع إلى عصر الدولة الوسطى،١١٥ إلا أنه قد وُجِد منقوشًا على ختم أسطواني يؤرَّخ بعصر ما قبل الأسرات، وكان ذا قاعدة مُدبَّبة وعنقٍ مُنتصِب ضيِّق وبدَن طويل،١١٦ وهو يُذكِّرنا بنمَط أواني عصر الأسرة السادسة.وقد صُوِّر هذا الإناء كمُخصِّص في كلمة ŝpnt التي قد تعني شرابًا أو نوعًا من الجعة، أو الوعاء الخاص بهذه الجعة، وربما أنَّ اسم هذا النوع من الجعة قد أُطلِق على الوعاء نفسه.١١٧
(ج) أواني اللبن
- (١)
-
(٢)
إناء اﻟ «مر» Mr : أحد أواني اللبن في مصر القديمة، وترجع بداية ظهوره لعصر الدولة القديمة، حيث ظهر بصورة مُتكررة في مناظر حاملات القرابين من الضِّياع، وهو عبارة عن إناءٍ ذي شكلٍ كُروي أو بيضاوي منتفخ ذي استطالة وأحيانًا كان يُصوَّر برقبةٍ وأحيانًا أخرى بدون رقبة. وكانت عادةً تُغلَق فتحة الفوَّهة بسدَّادات مصنوعة من الأعشاب كورق الشجر، أو سدَّادات طينية وكان هذا الإناء في الغالب مُنتفخًا في منطقة البطن، ومُضفَّرًا في منطقة الوسط لسهولة حمله.١٢٢
-
(٣)
إناء اﻟ «منساشو» mnsa Ŝw : من أواني اللبن التي ظهرت في عصر الدولة القديمة في متون الأهرام، وهو إناء يُشبه إناء الحس hs وكان يوضع على مائدة القرابين أمام المُتوفَّى، ولقد أخذ علامة Ŝw لأنَّ الكُهَّان كانوا يستخدمونه في عملية تطهير فم المُتوفَّى من خلال وضعه على فم المتوفَّى، ولقد ربط Jequrer بينه وبين إناء العنخ واعتقد أن كليهما له دَور في تطهير فم المُتوفَّى،١٢٣ واعتقد أيضًا أن هناك ارتباطا بين هذا الإناء واللبن.
- (٤)
-
(٥)
إناء اﻟ «مهر» Mhr : أحد الأواني المُخصَّصة لحفظ اللبن، وقد أخذت الكلمة أشكالًا عديدة ومختلفة،١٢٧ يظهر هذا الإناء من مُخصَّصه أنه كان ذا شفةٍ عريضة وعنق ضيق، وجسمٍ شِبه دائري، وكان يُصنَع من الخشب،١٢٨ ومن المعدن لا سيما الفضة والذهب والنحاس.١٢٩وبوجهٍ عام يمكن القول إنَّ إناء اللبن كان من النمط المنتفخ البدن، ذا فوَّهة ضيقة، ولقد وضح ذلك في مناظر عدة كان منها مناظر الحلب، كما في «شكل ٦٤٦» الذي نرى فيه الخادم مُمسكًا بإناء اللبن ويقوم بحلب ضرع البقرة فيه،١٣٠ المنظر من تابوت الملكة كاويت، يؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى، يوجَد بالمتحف المصري JE.47397.
(د) أواني الماء
ولأنَّ الماء هو العنصر الهام والأساسي الذي تقوم عليه الحياة، فقد تطلَّب حفظُه وتخزينه استخدام الأواني المختلفة الصُّنع والحجم والمادة، وذلك بحسب الغرض المُستخدَم له الماء، سواء للشرب أو للتطهير أو لأغراض النظافة والاغتسال … إلخ.
وهناك العديد من الأواني الخاصة بالماء والتي استخدمها المصري القديم وهي مختلفة الأشكال والأنواع وكان منها:
-
(١)
إناء النمست nmst : وهو أحد أواني الماء التي أوردَها قاموس برلين بأشكالٍ عدة، وذلك في عصر الدولة القديمة.١٣٥ وقد ورد ذِكره أول مرةٍ ضِمن الأدوات والأواني التي جاءت في مصطبة تؤرَّخ بعصر الأُسرة الرابعة بالجيزة مما يدلُّ على أهمية هذا الإناء منذ ذلك الوقت.ولقد صُوِّر هذا الإناء إما بغطاءٍ أو بدون غطاء، وكان أحيانًا بصنبور وأحيانًا أخرى بدون صنبور،١٣٦ وكان يُصنَع من الفخار، أو الذهب أو الفضة وكذلك من الحجر لا سيما حجر الجرانيت.١٣٧ولا ينفي اعتبار إناء النمست أحد أواني الماء استخدامه في أغراضٍ أخرى كإناءٍ لحفظ المواد وإناء ذي صلة طقسية إذ يُستخدَم في أداء الطقوس الشعائرية والخدمة اليومية للمعبد؛ إذ يتمُّ به أحيانًا أداء الغسل والتطهير١٣٨ (شكل ٦٥٠).وقد ربط Jequier بين أواني النمست وبين طقوس التحنيط وذلك بناءً على استخدامها في عصر الدولة الوسطى كإناء لحفظ أجزاء من جسم الإنسان.١٣٩
-
(٢)
إناء اﻟ «حس» hs أو اﻟ «حست» hst : هو أحد الأواني الخاصة بالسوائل في مصر القديمة، وقد ظهر بعدة أشكالٍ كتابية، وهو على شكل قارورة أو وعاء طويل مسلوب البدن له في بعض الأحيان ثُقب طرفي يُصَبُّ منه الماء أو السائل الذي يحتويه.١٤٠وكثيرًا ما صوَّر المصري القديم ثلاثة من هذه الأواني سويًّا على ما يُشبه الحامل أو الدعامة كطاقمٍ خاص بأواني حفظ السوائل،١٤١ ولقد وُجِدت عدة أنواع مختلفة الشكل لإناء الحست كان منها نوعان؛ الأول عبارة عن إناء طويل بغطاء مُسطَّح يُصَبُّ منه الماء بواسطة صنبور على هيئة أنبوبة، والثاني عبارة عن إناء طويل مُغطًّى بغطاء مثلث الشكل باستدارةٍ من أعلى وبصنبور أيضًا، وهو بوجهٍ عام يضيق عند منطقة البدن، ذو رقبة وجسد طويل وقاعدة مسطحة وهو متوسط الانتفاخ، كان له أحيانًا مقابض وأحيانًا أخرى بدون مقابض.١٤٢تنوَّعت مواد صناعة هذا الإناء ما بين المعادن والأحجار، لا سيما حجر الألباستر، وكان يستعمل كإناءٍ للماء بوجهٍ عام، وكإناءٍ للتطهير في العبادات اليومية وشعائر الدفن بوجهٍ خاص. ويرى Balcz أن أول ظهور له كان ضمن الأواني التي عُثر عليها وترجع لعصر الأسرة الأولى أو ما قبلها، حيث عُثر على إناء الحس من مقبرة الملك جر بأبيدوس وكان من النحاس.١٤٣
-
(٣)
إناء اﻟ «سنبت» snbt : لا يقلُّ إناء السنبت أهميةً عن إناء اﻟ hst في مصر القديمة، ولذلك فقد ورد بعدَّة أشكالٍ كتابية اتَّخذت شكل مُخصَّص إناء يُشبه إناء الحست ممَّا يشير إلى اعتباره بمثابة قارورة أو قنينة استُخدِمت لحفظ الماء.١٤٦وقد جاءت هذه الكلمة مصحوبةً بمُخصَّص إناءين أحدهما يُمثل إناءً كرويَّ البدن، والآخَر إناء مُستعرض الأكتاف ذو قاعدة ضيقة وعنقٍ ضيق مُنتصب، وقد اعتُبِر إناءً للاغتسال، واستُخدِم بكثرةٍ خلال عصر الدولة القديمة؛ إذ ظهر في متون الأهرام بنفس شكل مُخصَّصها للإشارة إلى الأواني المصنوعة من الحجر والمعدن، وبصفةٍ خاصة الأواني ذات الحامل، وقد استُخدِمت كأوانٍ يوضَع فيها الماء.١٤٧
-
(٤)
إناء اﻟ «دس» ds : هو إناء ذو رقبة تأخُذ شكل القمع وبدنٍ مُنتفخ ذي أكتافٍ حادة وقاعدة مُدبَّبة الشكل، وقد عُرف منذ عصر الدولة القديمة، واعتبر أحد أواني قرابين الشراب.١٤٨كتب هذا الإناء بعدَّة ألفاظ من مُخصَّصاتها يتبيَّن أنَّ شكله كان يُشبِه الزجاجة أو الجرَّة الصغيرة. ولعلَّ أقدم ظهور لهذا الإناء يرجع لعصر الدولة القديمة حيث ورَدَ في فقرةٍ من متون الأهرام كإناءٍ للماء.١٤٩
-
(٥)
إناء اﻟ «إكن» ikn : هو أحد الأواني الخاصة بالماء، وكان بداية ظهوره في النصوص الأدبية في عصر الدولة الوسطى، وكلمة (ikn) تعني غرفة ماء، أو كوبًا يحتوي على كمية صغيرة أو محدودة من الماء تكفي لشُرب شخص واحد مرة واحدة.١٥٠
-
(٦)
إناء اﻟ «إيعب» icb أو ccb : هو أحد أواني الماء، ومن مُخصَّص الكلمة يَتبيَّن أنَّ الإناء كان يُشبه الطست والذي كان يُصوَّر عادةً بهذا الشكل المُبيَّن،١٥١ والذي كان يُستخدَم كمُخصَّص لأحد الأواني المُستخدَمة في عمليات التطهير والاغتسال، ويُحتمَل أنه أخذ اسمه من الفعل wcb بمعنى يطهر، ويرجع ظهور هذا الإناء إلى عصر الدولة القديمة، وعُرف منه نوعان، الأول ذو قاعدة مُسطَّحة ضيِّقة وفوَّهة واسعة وبدون غطاء، والثاني هو نفس شكل النوع الأول ولكن مُزوَّد بغطاء مسطح وفي وسطه بروز لأعلى.١٥٢ ولقد استمرَّ ظهور هذا الإناء في عصر الدولة الوسطى وكان يُكتَب بنفس شكل المُخصَّص و .١٥٣ويُبيِّن «شكل ٦٥١» منظرًا من تابوت كاويت الذي يرجع لعصر الدولة الوسطى، والموجود حاليًّا بالمتحف المصري،١٥٤ وفيه نرى كاويت جالسة تستكمل لها الخادمة زينةَ شعرِها، وتُمسِك باليد اليمنى إناء اﻟ «إيعب» icb وهو عبارة عن قدحٍ مملوء بالشَّراب ملأه لها الخادم الذي يقِف أمامها وهو يقول: إنه لك يا سيدتي، اشربي ما أُعطيك إيَّاه،١٥٥ التابوت يؤرَّخ بعصر الأسرة الحادية عشرة، ويوجَد بالمتحف المصري JE-47397.
-
(٧)
إناء اﻟ «خنم» hnm : تنوَّعت استخدامات هذا الإناء، واعتُبِر أحد أواني الماء التي ارتبطت باسم المعبود خنوم، وجاء ذلك في نقوش معبد إدفو، ففي أحد النصوص جاء نصٌّ معناه، «ارفع إناء اﻟ «خنم» hnm المملوء من ماء المعبود خنوم الرطب فإنه يُبهِج فؤاد حامِلِه بين ذِراعَيه، وكثيرًا ما بيَّنت مناظر الدولة القديمة وما جاء على أفاريز عصر الدولة الوسطى أنماطًا عدَّة من إناء اﻟ «خنم» hnm وكان هذا الإناء يُصنَع من الحجر لا سيما حجر الألباستر، واعتُبِر واحدًا من أواني الماء أو أواني سكْب الماء بخلاف استخدامه كإناءٍ لحفظ مود الزينة والتجميل وحفظ العطور في أحيانٍ أخرى.١٥٦
-
(٨)
إناء «القبحو» kbhw : من أواني الماء الذي استخدم كثيرًا كمُخصَّص في الكلمات التي تُعبِّر عن السكب، وكان يُصوَّر محمولًا على دعائم أو حاملٍ حلقي وينزل منه السائل.١٥٧ويُبيِّن «شكل ٦٥٢» إناء القبحو kbhw من لوحة الأميرة نفرت إيابت التي ترجِع لعصر الأسرة الرابعة، وتوجَد حاليًّا بمتحف اللوفر، وفي اللوحة نرى الأميرة جالسة وأمام وجهها نرى منظر إناء القبحو الذي ارتبط بطقوس السكب والتطهير.١٥٨ولقد عبَّرت كلمة «قبح» عن صبِّ الماء للتطهير، أو تقديم القرابين السائلة وذلك في العديد من المناظر التي جاءت على جُدران المعابد أو المقابر، وفي النصوص الهيروغليفية.١٥٩ولقد كان لأواني الماء بوجهٍ عام أهميتها لدى المصري القديم، ويؤكِّد مختلف أعمال الفنِّ على ذلك، ففي «شكل ٦٥٣» نرى مجموعة من التماثيل الخشبية، تُمثِّل خدَمًا يحملون أواني الماء، ونلاحظ بالمنظر كيف أنَّ الإناء المملوء بالماء البارد كان أكبر حجمًا من حجم الخادم نفسه، وهو يسير بخُطًى وئيدة مع حامل القرابين، ولقد عُثر على هذه التماثيل في مقابر ببني حسن، وهي ترجع لعصر الأسرة الثانية عشرة.١٦٠
(ﻫ) أواني حفظ الزيوت
يُمكن تقسيم أواني حفظ الزيوت من حيث الوظيفة والغرَض إلى:
-
(١)
أواني حفظ زيوت الطعام.
-
(٢)
أوني حفظ الدهون والمراهم العطرية.
-
(٣)
أواني حفظ زيوت الطعام.
-
(٤)
أواني حفظ الزيوت السبعة المقدَّسة.
وستتناوَل الدارسة كل نوعٍ من هذه الأنواع بحسب الإشارة إليه في موضوع البحث.
زيت الطعام
ومن أنماط أواني حفظ الزيوت:
-
(١)
«أوانٍ أسطوانية الشكل»: وهي من أقدم ما عُرف من أنماطٍ لأوانٍ حجرية استُخدِمت من أجل احتواء الزيوت وكان أغلبها متوسطًا أو صغير الحجم، كتلك التي عُثر عليها في مقبرة الملكة حتب جرس.١٧٢
-
(٢)
«أوانٍ كروية أو شِبه كروية»: وهي أوانٍ منتفخة البدَن ذات عنق مُرتفع وفوَّهة ضيقة «هيئة الإبريق»، منها ما كان بمقبضٍ جانبي ومنها عديم المقبض، وقد عُثر على نماذج من هذه الأواني في مقابر عصر الدولة القديمة.١٧٣
-
(٣)
«أكواب وكئوس صغيرة الحجم»: وكانت ذات أغطيةٍ في أغلب الأحيان ، واستُخدِمت من أجل حفظ الدهون.١٧٤وتنوَّعت هذه الأنماط الثلاثة ما بين أوانٍ استُخدِمت في التخزين، وهذه تراوحت ما بين متوسِّطة إلى كبيرة الحجم، وكانت غالبًا ذات فوَّهة واسعة ومقابض جانبية زُوِّدت بغطاءٍ لحفظ محتوياتها.١٧٥
يُقرِّب البعض بين ما عُرف من أنماط أواني حفظ النبيذ والزيت، وبين جذورٍ أجنبية لها، لا سيما من خلال ما جاء بمناظر تقدِمة الأجانب لها على جُدران حجرات هرَم ساحورع بأبو صير (Bogh, T., “Tributes and the earliest pictorial representations of foreign Oil and wine Vessles”, in: OLA, 149, vol. 2, 2006, p. 9–21.