النصوص
السمساية
مرة كان فيه ولد شاطر، راح البحر يصطاد، طلعتله سمكة قال: «دي من نصيبي.» روَّح البيت السمكة اتقلبت بقت ملكة جميلة قوي، بنى لها سراية وعاش معاها، لحد ما في يوم وهية طالة من الشباك، الملك شافها، قال: «عاوز دي.» بعت نده لجوزها، عشان يطلب منه طلب يعجزه وياخدها منه، قاللو: «عايز عنقود عنب يكفي الملك وجيش الملك.»
الشاطر روح البيت قال للملكة، بعتت جابت عنقود العنب من تحت الأرض.
الملك زعق وقال: «دا كداب.» والطفل قاللو: «طيب أنا كداب، وأنت يا ملك عايز تاخد مرات الرجل من حضنه ليه يا ملك؟»
الملك طق مات.
البنت حية
ابن ملك تحت الأرض، بيحب بنت واحد ملك.
لقي البنت ماشية في يوم في جنينة أبوها وحدها، فقرب منها، البنت سحرت نفسها فرخة، وابن الملك سحر نفسه ديك وجري وراها في الجنينة.
بني آدم غلب القرد
راجل قرداتي عجوز، عذب القرد اللي بيسرح بيه، القرد قطع السلسلة وهرب، دخل الجبل وفضل لحد ما قابل القرود.
القرود حاوطت بالقرد وسألته: «انت جي منين؟» قاللهم: «جي من البلاد اللي ساكنها البني آدم.» وقاللهم: «احنا بنقول على نفسنا إحنا قرود، لكن مفيش قرد على ضهر الدنيا إلا بني آدم.»
قالولو: «بني آدم، يعني إيه بني آدم دا؟» القرد قاللهم: «عايزين تشوفوه؟» قالوا كلهم: «نشوفو.»
كبير القرود قاللهم: «أنا حاروح أشوف بني آدم دا عامل إيه.»
راح قعد على الطريق على حافة الجبل، لقي طور بيجري بسرعة، سأله: «بتجري من إيه.» قاللو: «من بني آدم.» بعد شوية لقي جاموسة هايجة بتجري، القرد سألها: «بتجري من إيه؟» قالتلو: «حايكون من مين، من بني آدم.» وبعد كده لقي حمار وجمل بيجري ويهجن، وعرف إن كل الدنيا بتجري من بني آدم.
وبعد فترة لقي الراجل القرداتي العجوز ماشي سايب، فكبير القرود سأله: «إنت مين؟» قاللوا: «أنا بني آدم.» القرد قاللو: «إنت اللي الدنيا كلها بتجري قدامك؟» الراجل قاللو: «أيوه أنا.»
القرود خدوا بعضيهم وراحوا للراجل الغيط، عشان ينتقموا من اللي عمله في كبيرهم.
الراجل أول ما شافهم نط طلع الشجرة ومسك عصا، واللي يشب من القرود يضربه بالعصا يطلع يجري.
القرود فكروا في فكرة، ركبوا على ضهور بعض فوق كبيرهم أبو ضهر مسلوخ، والراجل فوق الشجرة لما شاف إنهم حايحصلوه، وإن القرد اللي سلخه بالمية المغلية هو اللي تحت، صرخ: «يا بنت سخني الدست.» القرد افتكر وخاف وطلع يجري، والقرود وقعت عليه وطلعوا جري.
وبني آدم غلب القرد.
بمالي أفعل ما بدا لي
الراجل الغني اتقهر وقفل الدكان وروَّح، قابل واحدة عجوزة، ولما سألته عن سبب زعله حكالها على اللي حصل مع الملك.
العجوزة طمنته، وراحت عملت عروسة دهب بطول الراجل ودخلته فيها، وقفلت عليه من جوه، وحملت العروسة وراحت على سراية الملك دخلت عليه وقالتلو: «يا جلالة الملك دي كل ثروتي اللي حيلتي من الدنيا؛ العروسة دي، وأنا طالعة الحجاز وخايفة عليها، وقلت لنفسي: أنا ما آمنش حد إلا الملك يشيلها لي لما أرجع.»
الملك كان باني لبنته دي سراية جوا البحر وما فيش إنس يتصل بيها ولا يروح عندها، فقال: «دا أأمن مكان أشيل فيه عروسة العجوزة الدهب.» وبعت العروسة على هناك.
الصمت حكمة
ملك أنجب من الدنيا ولد واحد، وكل الناس يقولولو: «دا ولد عبيط أهبل.» إلى أن كره الوالد ابنه، وقالولو: «دا ما بيتكلمش أبدًا.» وشاروا عليه: «انت لازم تموِّته.» الملك نده لوزيره وأمره بأن يأخذ الولد يدبحه في الجبل، ويجيبله منه فنجان دم.
الوزير خد الولد، ونزل فسَّحه في المدينة وفاتوا على دكان العطار والنجار والجزار زي ما الولد طلب منه، ولما سأله، الولد نطق قاللو: «دكان العطار آخذ منه الصبر، ودكان النجار آخد منه الصمت، ودكان الجزار عشان كل دبيحة معلقة من عرقوبها.»
الوزير كتب اللي قاللو الولد في مكتوب، وحط المكتوب في جيبه.
ولما دخلوا الجبل، الوزير نام وترك بندقيته جنبه، فات طير من فوق رأسهم وقال: «كاك» الولد خطف البندقية، وأصاب الطير في مقتله، فالوزير قام من النوم مفزوع، سمع الولد بيقول: الصمت حكمة والسكات سلامة،
ولولا زعقة الطير ما كان صابه ندامة.
الوزير قام ملا فنجان دم من دم الطير وشووه وأكلوه، وأخد الولد من إيده وخبأه عنده في سرايته، ورجع للملك بفنجان الدم، وقاللو: «موته والدم آهو.» الملك سأل: «ما تكلمش؟» الوزير طلع المكتوب وقاللو: «اتكلم.» وعطاه المكتوب، الملك قرأه وصرخ في الوزير: «اسمع يا وزير إذا ابني ما رجعشي حالًا حادبحك.»
الوزير: «عرفت إن الضنا غالي يا ملك؟!»
وراح رجع له ابنه.
عمايم على فهايم
راجل قاعد على بير ومدلدل رجليه في البير، وراجل تاني جه من وراه وقال: «سلامو عليكم.» فالراجل اللي مدلدل رجليه في البير، اترجف وقع في البير مات.
أهل الميت عرفوا اللي حصل، وعملوا حق على اللي رمى عليه السلام، وحكموا عليه بدفع ٤٠ جنيه فدية.
الراجل استأنف الميعاد — الحق — وقبل الرجالة اللي حاتحكم في الميعاد ما تجتمع، راح اشترى مترين قماش، وفصَّلهم عمة كبيرة ولبسها، ودخل على الرجالة المجتمعين في الميعاد، لا سلام ولا كلام، ودخل قعد في أحسن حتة، وكل اللي قاعدين مندهشين.
وبعدين واحد من اللي قاعدين، قاللو: «عمايم على بهايم.»
الراجل رد عليه وقاللو: «اخرس يا ولد، دي عمايم على فهايم.»
فكبير الميعاد قاللو: «طيب وإنت داخل على رجالة ارمي السلام على أربعين راجل قاعدين.» فرد الراجل عليه وقاللو: «أرمي السلام على أربعين راجل قاعدين في — × — أربعين جنيه، أدفعهم منين؟! إذا كنت لما رميت السلام على اللي راح، عايزين تدفَّعوني ٤٠ جنيه.»
كبير الميعاد قاللو: «عمايم على فهايم.»
وطلع الراجل براءة.
النبُّوت٩
راجل شقي قتل من الدنيا ميت نفر إلا نفر، وفي ليلة دخل الترب بالليل، لقي واحد بيقطع في جسم واحدة ست ميتة، قام دخل على الراجل التربة وضربه بنبوته أتم المية.
ولما اللي القاتل جاء عليه الدور ومات، وزنوا جميع سيئاته لقوها تقيلة قوي، لكن لما حطوا قصادها الست الميتة اللي الراجل كان عايز يفعل فيها في التربة وهوا ضربه موته بالنبوت وتم المية، وزنت الحكاية دي سيئاته كلها، فدفنوه وغرسوا نبوته على تربته، في الصبح نبت النبوت وأزهر.
باع أبوه وتأله بأمه
كان فيه راجل عمدة، عنده ابن وحيد، الولد طلب من أبوه، قاللو: «استريح إنت يابا، وأنا حامسك العمدية بدالك.» أبوه قاللو: «أنا لازم يا ابني أمتحنك الأول.» قاللو: «طيب امتحني.» قالو أبوه: «لو جالك اتنين متخاصمين مع بعض، واحد عاقل وواحد مجنون، تطلَّع العيب على مين فيهم؟» ابنه قاللو: «أطلع الحق على العاقل.» قاللو: «طيب لو كان لتنين المتخاصمين مجانين، تعيب مين؟» قاللو: «أراضيهم وإن ما نفعش أعيب نفسي.» قاللو: «طيب لو كانوا اتنين عاقلين؟» قاللو: «العاقلين ما يجوش عندي.»
وأكل حي من ضهر ميت،
وشرب ميه لا هي في سما ولا هي في أرض.»
بنت الملك لما غلبت، نزلت لأبوها وقالتلو على الحزر، أبوها جمع العلما وقاللهم، محدش عرف يحل اللغز، الملك بعت للولد، والولد حل اللغز، قاللهم على حكايته واللي حصل معاه، واتجوز بنت الملك، خدها ورجع حالًا على أبوه وأمه واشتراهم ورجَّعهم من جديد، وبقي عمدة وشيخ عرب ونسيب الملك.
الغزالة
أهل البنت قالولو: «يا ابني إحنا منجوزشي بناتنا إلا لولاد عرب زينا.» والولد صمم وقال: «أنا لازم أتجوزها.»
قالولو: «طيب روح هات أبوك وتعالى نكتبلك عليها.»
الولد راح حكى لأبوه على اللي حصله، وطلب منه إنه يتجوز البنت دي، وعلى ما جاب أبوه وجه لقي العرب شالوا من الحتة اللي كانوا نازلين فيها، ولقي البنت كتباله مكتوب معلقاه في شجرة، قرأ المكتوب لقي البنت بتقولو: «احنا رحنا وادي العراق، وإذا كنت مشتاق تعالا العراق.»
الولد استأذن من أهله وخلاهم رجعوا، وهو مشي على طول على وادي العراق، نام بالليل عند واحدة عجوزة، وسألها على البنت، قالتلو: «أيوه عرفاها، بس دول كتبوا عليها لابن عمها.» فبعث العجوزة راحت قالت للبنت، والبنت قالتلو: «أنا رايحة نجع ابن عمي. أشوفك في الهودج.»
راح لبس وعمل نفسه راجل عربي، وطلع الجمل ودخل الهودج، وسرقها منه وخدها ورجع على مملكة أبوه اتجوزها هناك.
بائع الكلام
كان فيه جدع شاب أبوه عطاه ثلاثين جنيه عشان يتجوز، وهو بيدور على بنت يتجوزها سمع منادي بينادي: «يا مين يشتري الكلام.» قاللو: «انت بتبيع كلام؟» قاللو: «أيوه، الكلمة بعشرة جنيه.» الولد اشترى تلات كلمات بتلاتين جنيه.
صاحب الطاحونة جاب الكفن الصبح وراح الطاحونة، بص لقي الولد صاحي فشغَّله عنده وبقى يقفل الطاحونة كل ليلة ويرجع ينام في حضن مراته.
وبعدين صاحب الطاحونة طلع يحج، وقال للولد: «خلي بالك من البيت لحد ما أحج وأرجع.» ولما غاب الراجل الست مراته عجبها الولد الطحان، وكانت كل يوم تطلب منه إنه ينام معاها والولد يماطل، ويفتكر الكلمة اللي شراها: «من آمنك لا تخونه.»
ولما الراجل رجع من الحج، مراته جريت عليه عيطت وقالتلو: «إنت سافرت من هنا، والولد الطحان طلب إنه ينام معايا.»
الراجل نده على السيَّاف، وقاللو: «روح الطاحونة، وأول واحد تلقاه في وشك بكرة الصبح بدري موِّته وارميه في الطاحونة.»
الولد في الليلة دي لقي فرح ومزيكة وناس سهرانين، فافتكر الكلمة اللي شراها: «ساعة الحظ ما تتعوضشي.» سهر في الفرح لحد الفجر، ولما نعس نام.
الست مرات صاحب الطاحونة قلعت وبدرت الصبح بدري وراحت الطاحونة عشان تشوف اللي حصل للولد، الطحانين مسكوها وقطعوا رقبتها ورموها في الطاحونة.
ولما صاحب الطاحونة راح يسأل الضحى، قالولو الطحانين: «احنا عملنا زي ما قلت، أول واحد جانا الصبح رميناه في الطاحونة.» والراجل اتلفت وراه بص لقي الولد الطحان جي، جري على الطحانة وسألهم، قالولو: «أول ما جانا الصبح الست مراتك وموتناها.» والراجل مسك الولد الطحان، والطحان حكالو على اللي حصل مع الست في غيابه، وعاشوا مع بعض.
دا من مراته
كان فيه ملك عنده بنت حلوة، وكان مسكنها في سراية لوحديها، وكانت بنت الملك تقف في الترسينة، وكل ما تشوف واحد كويس نضيف، تقول: «دا من مراته.» تشوف واحد غلبان هدومه مقطعة، تقول: «دا من مراته.»
أبوها الملك اتضايق منها، نده على الوزير بتاعه وقالو: «عايزك يا وزير تدوَّر لي على غلبان خالي شغل، عشان أجوِّزه للبنت دي، ونشوف حاتعمل فيه إيه.»
الوزير دار يسأل، لحد ما راح محطة القطر، لقي واحد نايم على القضيب، قاللو: «يا عم القطر ياكلك.» رد عليه الراجل وقاللو: «هو القطر عمي حاياكلني.» الوزير نده للرجالة شالوه حطوه في القطر، وخده للملك، الملك لقيه راجل كُهْنة بارك في الأرض، الملك قاللو: «قدِّم هنا اقعد جارنا يا محمد.» رد عليه قاللو: «محمد ما يقمشي.» قاللو: «كُلْ.» قاللو: «لا ما بكلش.»
الملك طيب بنته وقاللها: «خلاص أنا كتبتلك عليه وبقى جوزك، عايزك بقى تقوِّميه على حيله وتلبسيه زي الرجالة.»
البنت خدته من إيده: «تعالى إنت كنت مشتلي فين؟»
خدته دخلته السراية وقالتله: «قوم اتغدى يا محمد.» قال: «ما بكلش.» تطبطب عليه وتحايل فيه وتبوسه، لحد ما زعل وقال: «رجَّعوني تاني مطرح ما كنت.» وهيه بعتت اشترت خمس كرابيج، واستلمتو يوميًّا تقطع كرباج على جسمه، لحد ما بقى يقف على رجليه، وهيه فضلت على كده لحد ما نجحت في إنها تدخَّله الحمام ودعكته ولبستو جلبية جديدة، وبعد كده بعتته الشارع، مشي شوية والدم جري في جسمه.
قالتلو: «صحتك بقت عال، انزل اشتغل وعيِّشنا.» بعتته اشترى شوية حبال وفاس، وبعد كده جحش وبقي حطاب، وهيه جابت حصالة وبقت تحوش فيها، واشترت جحش تاني وقالتلو: «اركب جحش، واكري جحش.» وهو لبس الجلبية النضيفة وقعد على باب السراية.
وفي مرة واحد خواجا كان بيدور في الجبل لحد ما عثر على كنز، راح أجَّر الحمير بتاع محمد اللي بيشتغل عليها فلاح يشيل بالغيط، الفلاح ملا الغبيط، وفي السكة عرف إن اللي على الحمير دهب، قال للخواجا: «إنت لازم تديني نصيبي ربع الدهب دا.» الخواجا وافق، مشي شوية وقاللوا: «حاخد التلت.» الخواجا وافق، مشي شوية وبعدين قاللو: «حاخد النص.» الخواجا وافق، بعد شوية قاللو: «أنا حاخد التلاتربع.» الخواجا وافق، بعد كده الفلاح طمع في الخواجا وقاللو: «إنت يا خواجا خيالك مش قد خيالي، ولا قدمك قد قدمي.» ومسكوا في خناق بعض وضربوا بعض، والتنين موتوا بعض في السكة.
محمد راح لاعب الملك وكسب عشرة جنيه، وتاني يوم راح لاعبه وكسب منه.
وهيه قالتله: «خلاص نام في البيت وما ترحشي القهوة، وأبويا حايجيلك يطل عليك هنا في السراية.»
والملك جه يطل عليه ما بقاش يرد على الملك … الملك حس جسمه وقالوا: «إنت مش عيان، إنت بس متكبر، وإحنا ملوك زي بعض.»
بنت الملك راحت طالعة من الأوضة الجوانية وقالت: «يا حضرة أبويا الملك، دا من مراته.»
ومحمد قام عظم الملك وسلم عليه، قاللو: «مرحب نسيبي.»
صبي الساحر
كان فيه ولد شاطر بيشتغل حطاب مع جده، ولما كبر جده قاللو: «اخطب واتجوز وأنا أدفع لك المهر.» الولد قاللو: «أنا عايز أتجوز بنت الملك.» جده قاللو: «أهي دي اللي أنا ما قدرش عليها.» الولد ساب جده وراح اشتغل صبي عند رجل ساحر خواجا، والساحر كتبله مكتوب على دراعه، ورفض أن يعلِّمه مهنة السحر أبدًا.
وفي مرة الولد شاف بنت الملك بتعوم ملط زلط مع حبيبها في البحر، بنت الملك خافت أحسن الولد يروح يخبص ويفتن لبوها، ففكت له المكتوب اللي على دراعه وعلمته السحر، الولد سحر نفسه كلب رومي وقال لجده: «بيعني للخواجا، بس أوعى تديله السلسلة اللي في رقبتي.» جده راح باعه للخواجا، وخد الكلب الخواجا، راح البيت يدور على الكلب ما وجدوش، وبعد كده سحر نفسه حصان من غير لجام، والخواجا اشتراه، وبعد كده سحر نفسه جنينة، وجده قعد على بابها وباعها للخواجا ومارضيش يديله المفتاح، والخواجا دخل الجنينة بص لقيها حتة جبلاية، وفضل الولد كده لحد ما سحر نفسه خاتم زمرد فى صباع بنت الملك، والخواجا جه يدور عليه، فهو وقع من صباع بنت الملك في هيئة رمانة، والخواجا سحر نفسه ديك وراح يلقط فصوص الرمان، فص فص، لحد آخر فص تحت البلاطة، راح مسحور سيف وقاطع رقبة الديك.
بنت الملك انبسطت من الولد، وقالت لبوها: «داللي حاتجوزه.» واتجوز بنت الملك، وجاب جده عمله وزير.
لغة الماء
واحد قال: «كل شيء في الدنيا له لغة ما عدا الماء، وأنا لازم أعرف لغة الماء.»
والراجل كان غني ومبسوط، فأعلن إن اللي حايجيبله لغة الماء حايهديه هدية كويسة.
بنت عرب العربة، طلعت من جوا الخيمة وقالتلو: «الماء وهو بيجري بيقول: يا أسفي أنا اللي بالوادي جريت،
طرح مني العشق وبناره انكويت.»
الراجل رجع وخد الجائزة.
العنزة الشؤم
واحد أخد من مراته ريال، وراح يجيب كيلة غلة من السوق، نسي ودخل سوق الغنم بدل ما يدخل سوق الغلة، لقي واحد بيدلل على عنزة: «يا مين يشتري العنزة بريال؟» اشتراها من الراجل ولما رجع البيت، مراته قالتلو: «روح اشتري أكل للعنزة.» وبعدها خرج الراجل، ولد من ولادها بيتشاقى مع العنزة، أمه خبطته مات في الحال، الراجل رجع عارك مراته وبيقولها: «يا ولية تضربي الولد تموتيه!» وعاركوا مع بعض، هو دفعها بعيد عنه، الولية انقلبت وقعت في البير.
وبعد ما مراته وابنه ماتوا، الراجل بص لقي نفسه قاعد هو والعنزة، فقاللها: «آه يا وش الشؤم، أنا حارميك في البير.» وشال العنزة وجه يرميها في البير، كُم جلبيته انشبك في قرن العنزة، خدته ووقعوا في البير.
الجمل والحمار
جمل وحمار كانوا سايبين في جنينة ما فيهاش حد.
الجمل يأكل وهو ساكت، والحمار ينطق على الفاضي والمليان.
فات عليهم راجل راكب حمار هزيل تعبان، لقيهم واقفين واحدهم، نزل من على الحمار الهزيل اللي كان راكبه وركِّبه على الحمار، وركب هو الجمل ومشوا، الحمار شال الحمار العيان ومشي ساكت، فالجمل قاللو: «شيل يا أخي، ما كنت ساير داير فيها، وإنت اللي نهقت.»
العقل
في مرة البركة والسعد ماشيين في سكة زراعية، قابلوا في طريقهم العقل، وبصوا جنبهم لقوا مضرب طوب، وراجل فقير بيضرب طوب، السعد والبركة قالوا للعقل: «تعالى معانا نقعد شوية نشرب شاي ونتكلم عند الراجل الطواب ده.» العقل رفض يروح معاهم، وقاللهم: «روحوا إنتو.» سابوه ومشوا.
وبعد ما تجوز وعملوا الفرح، الملك نسيبه خده معاه وراحوا زاروا ملك كبير قوي، وهمه قاعدين بيتعشوا على السفرة، الملك عطاه حتة لحمة كبيرة، فخدها من إيده ولفها في عمته اللي على رأسه، والملوك اللي قاعدين اندهشوا وسكتوا.
وتالت مرة الملك جتلو هدية، تفاحة على غير أوانها، فاستلمها وقاللو: «خد شيلها لما يجي الضيوف ونأكلها.» خدها يشيلها قطم نصها وأكله، ولما الملوك والوزرا جم واجتمعوا عشان يأكلو التفاحة، نسيبه الملك طلبها منه لقيه واكل نصها، الملك انكسف وفض المجلس.
ولما جه يدخل على عروسته بنت الملك، ورمت عليه المحرمة زي عوايد الملوك، ضربها طفحها الدم.
الملك لما شاف بنته، اتضايق خالص، وقال: «أنا لازم أشنقه وأخلص منه بكرة الصبح.»
العقل راح قابل البركة والسعد، وقاللهم: «صاحبكم اللي باركتوه وسعدتوه حايتشنق بكرة الصبح.» قالولو: «طيب انجدنا.»
راح العقل عمل جوهرة في طريق الراجل قبل الشنق، الراجل خدها حطها في جيبه، وقبل الشنق سألوه: «نفسك في إيه؟» قال: «نفسي أقعد مع الملك شوية، أشوفو بس.» راحوا قالوا للملك، قال: «طيب.» وراح قعد معاه وخدوا وادوا في الكلام والعتاب، والملك قاللو على العمايل الأربعة اللي عملها، إزاي جاب المال على عربية كارو ودخل السراية قاعد عليه زي الطوب.
رد عليه وقاللو: «يا سعادة الملك خفت على المال من ولاد الحرام.»
الملك قاللو: «طيب يصح واحنا في العزومة الفلانية تحط اللحم في عمتك؟» قاللو: «يا ملك أعمل إيه، دا أنت بتعزم علية بحتة لحمة وأنا شبعان، قلت اللي ما تشيلوش معدتي من إيد الملك يشيله دماغي من فوق.» الملك قاللو: «طيب والتفاحة اللي كلت نصها.» قاللو: «الحقيقة يا ملك أنا تشككت في أن التفاحة دي تكون مسمومة، وقلت لنفسي: أنا أكون فدا الملك وخدت منها قطمة.» الملك قاللو: «ولما ضربت بنتي وطفحتها الدم؟» قاللوا: «دا واحنا مع بعض، بصيت لقيت الأوضة مليانة جواهر، جيت ألحق وأجمعها قبل ما تروح، منعتني، دفعتها، إيدي جت في وشها وما طلتش إلا جوهرة واحدة أهي.» وحط إيده في جيبه، الملك خطفها منه وقاللو: «يا أخي مش كنت تجيب منها كبشة.» وخدوا بعض بالحضن.
البخت
واحد عربي غلبه الزمن، فات أهله وبيته، ومشي في السكة هاجج، أول ما دخل الجبال وجد حفرة في الأرض، وفيها واحد مكفي على وشه، قرب منه وسأله: «يا عم إنت راقد كدة ليه؟» اللي في الحفرة رد عليه وقاللو: «أنا بختك وانت لازم تطاوعني وتسمع اللي حاقولك عليه.» العربي قاللو: «قول.» قاللو: «ارجع بيتك، موِّت الكلبة اللي عندك، وطلَّق مراتك، وبيع البقرة اللي عندك بالتمن اللي يتقالك عليه أول مرة.»
الراجل رجع موِّت الكلبة وطلَّق مراته، وخد البقرة وراح عشان يبيعها في السوق، قابله واحد قراد ماسك قرد، قاللو: «يا عم إنت رايح تبيع البقرة دي؟»
قاللو: «أيوة.» قاللو: «طيب خد القرد ده، واديني البقرة.» عطاه البقرة، وسحب القرد ومشي، ولما الليل نزل عليه وهو في السكة ربط القرد في شجرة وراح يدور على حاجة ياكلها مالقيش، رجع تاني للقرد لقي القرد قلع الحديدة وزحزح الصخرة، بص وجد تحتيها زلعة مال، خدها ورجع على بلده، اشترى سراية وأطيان وعاش مبسوط.
السعد والفقر
فايت راجل بيشتري ردة مراته باعت له الردة اللي في البلاص بتلاتة صاغ، وراحوا العشرين جنيه اللي في الردة.
لما الراجل رجع وعرف الحكاية ومالقيش الفلوس حزن.
وبعد مدة فات عليه تاني السعد والفقر، سلموا عليه وقعدوا معاه، الفقر سأله: «عملت إيه بالعشرين جنيه اللي خدتهم مني.» فحكى له الحكاية، وبعد ما قعدوا السعد عطالو ٢٠ جنيه تانيين ومشوا.
خد العشرين جنيه اللي عطاهم له السعد، وراح يشتري جلود وعمَّر الدكانة، ومشي الحال وبقى من أثرياء البلد.
وزاره تاني السعد والفقر، ولما الفقر سأل عن حاله، الراجل قاللو: «يا أخي من آمن بك كفر، والمتداري فيك عريان، شوف العشرين جنيه بتوعك من بتوع السعد.» وشاورلهم علي العز اللي صبح فيه.
المال والعضم والتراب
كان فيه راجل طيب مخلف تلات أولاد، وكان مربي أولاده على الغالي، ولما المرض مسكه جمع أولاده التلاتة، وقاللهم: «أنا قبل ما أموت عايز أورَّثكم.» قالولو: «طيب يابا اللي تشوفو اعمله.»
الراجل قاللهم: «أنا عندي هنا أوضه ما تعرفوش اللي فيها، فيها تلات صناديق، لكل واحد منكم صندوق له مفتاح، وأنا حارمي التلات مفاتيح، وكل واحد منكم ياخد نصيبه.»
الأب رمى التلات مفاتيح على طول دراعه، وأولاده جروا كل واحد خد مفتاح، وبعد شوية الأب مات.
الأخ الكبير فتح سحارته لقيها مليانة مال.
والأخ الوسطاني فتح سحارته لقيها مليانة تراب، والأخ الصغير فتح سحارته لقيها مليانة عضم.
الأخين اللي طلع من نصيبهم التراب والعضم اختلفوا مع أخوهم الكبير، فالأخ الكبير قاللهم: «أبونا قبل ما يموت قال: الورث ما يتردش.» قالولو: «طيب إحنا عايزين نروح لعرب العربة، يشير علينا عن الورث، واللي حايقولو حايسري علينا إحنا التلاتة.»
مشي التلات إخوة في الطريق رايحين لعرب العربة، وفي السكة وجدوا جمل كبير مربوط على حجارة وزلط، ومشوا شوية شوية لقوا جمل ضعيف هزلان مربوط على ربيع وبرسيم أخضر، ومشوا شوية كمان لقوا شجرة مالهاش ضل.
اتعجب التلات إخوات من التلات حاجات اللي صادفوهم.
ولما رسوا على عرب العربة لقوهم أربع إخوات، سلموا عليهم وأول ما سألوهم، سألوهم على التلات حاجات اللي صادفوهم في السكة، فقالوا لهم: «الجمل الأولاني القوي اللي مربوط على زلط، دا راجل فقير كريم، إيده سخية، والجمل التاني الهزيل المربوط على ربيع، دا راجل غني وبخيل، والشجرة اللي مالهاش ضل، معناها الدنيا مالهاش أمان.»
ولما سأل الإخوة التلاتة عرب العربة عن الورث، قالو لهم: «أبوكم ورثكم ورث ما يتردش تاني.» وفسروا لهم مغزى الورث، قاللو: «اللي خد الصندوق اللي مليان مال، دا ماله ومحدش يشاركه فيه، واللي خد الصندوق المليان تراب، خد جميع الأرض اللي تُزْرَع، واللي خد الصندوق المليان عضم، خد جميع المواشي اللي في البر، ودي قسمة أبوكم.»
الإخوة اقتنعوا ورجعوا بيوتهم.
وأخوهم الكبير اللي طلعلو المال، راح اشترى بالمال أرض قد أرض أخوه اللي طلع من نصيبه التراب.
ملك الأسد وقطع دراع الكاتب
كان الملك الأسد أغنى ملك في الدنيا، وكان لا يوجد في مملكته لا بيع ولا شرا ولا مقايضة، اللي عايز حاجة ياخدها بالصلاة على النبي.
إلى أن جاء الهاتف في ليلة للملك الأسد وهو نايم، وقال له: «يا ملك، الدنيا حاتزول عنك.»
وصبح الملك الأسد فقير لا فوقيه ولا تحتيه، مشي شوية لقي واحد بيضرب طوب ولابس شوال، الطواب قلعلو الشوال اللي لابسه، والملك خد الشوال لبسه، ودخل المدينة واشتغل عند راجل فطاطري، يولع النار تحت صينية الفطير …
وفي يوم دخل واحد ملك ياكل فطير، نزل من على الحصان اللي كان راكبه وسابه — الصبي الفطاطري — فالحصان شخ عليه، فقال: «أقبلت لما باض الحمام على الوتد، وأدبرت لما شخ الحصان على الملك الأسد.»
الملك اللي بياكل، اللقمة وقفت في زوره، فنادى على الصبي ولما سأله حكايته، قاللو: «أنا ملك الأسد، والدنيا زايلة عني.»
الملك أكل ودفع ديته وخده معاه، ولما حاول يساعده ويلبسه لبس ملوكي مارضيش، وقاللو: «الدنيا زايلة عني.»
الكاتب اللي بيكتب اتضايق ورمى القلم، ولما الملك الأسد سأله: «ليه ما كتبتش؟» الملك صاحب الحفلة تدخَّل وأمر الكاتب أنه يكتب، فالملك قاللو: «اكتب: إذا عادت الدنيا مثل ما كانت، يكون قطع دراع الكاتب.»
•••
دخل على المملكة، وركب كرسيه من أول وجديد، ودور منادي ينادي: «يا سير مَنْ كان في المدينة، ملك الأسد رجع تاني، والبيع والشرا بالصلاة على النبي.»
ولما اتملك بعت للملك اللي كان عنده، وحمله نقوط ابنه زي ما هو مكتوب، وكان السياف واقف ورا الكاتب وهو بيقرا المكتوب، لحد ما قرا: «وإذا رجعت الدنيا زي ما كانت، يكون قطع دراع الكاتب.»
فالسياف قطع دراع الكاتب.
جلد الكلبة
رجل عنده تلات أولاد وتلات أوض، قبل ما يموت جمعهم وعطا كل واحد منهم مفتاح أوضة: الأول فتح أوضته وجدها مليانة طوب أحمر، والثاني فتح أوضته وجدها مليانة دهب، والتالت فتح أوضته وجدها مليانة جلة ناشفة.
أخوه دري وراح مشي دخل قصر الغيلان وفك جتته وخدها ورجع.
ولما الغيلان رجعت وما وجدتش الجتة عملوا نفسهم جماعة عرب، ولحقوه في السكة، واستفسروا منه على الميت، وبعد كده راحوا عزوه، وطلبوا يناسبوه، واحد منهم قاللو: «جوزني بنتك.» فجوزهاله، والغيلان خدوها على القصر، سابوا العروسة للغول الصغير، وراحوا يصطادوا في الجبل.
العروسة عطت للغول الصغير كحكة من كحك العرس، ولما أكلها قاللها: «هاتي كمان كحكة.» ولما خلصها قاللها: «هاتي كحكة وأنا أقولك.» البنت قالتلو: «قوللي وأنا أديلك سبت الكحك كله.» الغول الصغير قاللها: «اللي اتجوزك دا هو الغول اللي قتل عمك.» وعطاها الغول الصغير جلد كلبه وقاللها: «روحي قبل ما يرجعوا ويقتلوك، ولما تلبسي الجلد تبقي كلبة، ولما تقلعيه تبقي بني آدمة.»
لبست جلد الكلب فبقت كلب ومشيت في السكة لحد ما وجدت قصر عالي قعدت جنبه واتمسحت فيه بهيئة كلبة، ابن الملك شافها دخَّلها القصر، والبنت عاشت جوا القصر زي كلبة، بالنهار تسمعهم يتكلموا على الخبيز، تقعد تخبز طول الليل، يقوموا الصبح يلاقوا العجين عيش.
يتكلموا في النهار على الغسيل، يصبحوا يلقوا الهدوم مغسولة ومنشورة.
ابن الملك قال: «أنا لازم أعرف الحكاية.» ونصب بندقيته وتخبى في أوضة الفرن لحد ما جا الليل ووجدها تخبز، ظهر لها وقاللها: «انتي إنس ولا جن.» قالتلو: «أنا إنس.» بصلها لقاها جميلة جدًّا، وعرف إنها الكلبة، والصبح قال لأهله: «أنا حاتجوز الكلبة اللي عندنا.» ودخل عليها واتجوزها.
وفي يوم شافت أبوها جي يزورها، ندهتلو، وكل واحد قال حكايته، ولحقته قبل ما يروح قصر الغيلان.
الحرات والزانية والحرامية والفتانة
الملك والوزير طلعوا يتفسحوا في الخلا، فوجدوا راجل حرات بيحرت وحده في غيطه ويغني في بطن الغيط ويرقص رقصة، وفي صدرها يرقص رقصة.
الملك والوزير اتخبوا ورا نخلتين، وقعدوا يتفرجوا على الحرات المحظوظ لحد الضهر ما كسر وجا أوان العدا، فبصوا لقوا تلات نسوان جايين للحرات: واحدة شايلة قُلَّة مية على إيدها، والتانية شايلة مشنة العيش، والتالتة شايلة طبق الغموس، وقعدوا قدام الحرات يضحكوا والحرات ياكل من إدين التلاتة.
وبعد ما كل غسلولو إديه ومسحوا وشه، ورجعوا بعد ما تركوه يحرت ويرقص ويغني.
الملك تعجب وخد الوزير وراح للراجل الحرات وأمره: «ابعت يا راجل هات التلات ستات دول، وإن ما جبتهومشي حاقطع راسك بالسيف.»
الحرات بعت جاب نسوانه التلاتة، والملك خدهم وبعت جابله تلات نسوان بدلهم وسابهمله ومشي.
•••
الحرات خد التلات نسوان، ومشي روح على بيته، وجه عند بحر غويط وخد أول ست منهم شالها على كتفه عشان يعدي بها، وجابها في وسط البحر، وقاللها: «إن ما قولتليش بالحق، إنت كان صفتك إيه عند الملك حاغرقك.» الست خافت وقالتلو: «أقولك، أنا كنت حرامية.» فشالها الحرات وعداها على البر التاني.
ورجع شال التانية، وجابها في وسط البحر، وقاللها زي ما قال للأولنية، فقالتلو: «أنا كنت عند الملك زناوية.» (زانية) شالها الحرات عداها للبر التاني.
ورجع للتالتة جابها في وسط البحر وطلب منها زي اللي قبلها، فقالتلو: «أنا كنت عند الملك فتَّانة.» (نمامة) فنزلها عن كتفه وخنقها وغرقها في وسط البحر، وسابها وطلع.
خد الست الحرامية والزانية وروح على بيته.
أول ما دخلهم بيته خد مفاتيح البيت وعطاهم للحرامية، وفتح للزانية كل أبواب وشبابيك البيت، وقاللهم: «اعملوا اللي انتوا عايزينو.»
بعد شوية أيام، الزوجتين اجتمعوا مع بعض وقالوا: «دا سابلنا كل حاجة احنا لازم نتوب.» ولتنين تابوا.
واتعودوا بعد كده يروحوا للحرات الضهر بالأكل، ورجع هو يرقص في بطن الغيط رقصة، وفي صدرها رقصة.
•••
نعناعة
كان فيه واحد قاضي، متعود يروح الترب بالليل، في مرة عثر على جمجمة بتقول: «ياما عملت في دنياتي، ولسه يا ما حاعمل في أخراتي.»
واحدة ست شافتها، راحت قالت لبوها: «إنت عمتك بيضة طول عمرك، والنهاردة بنتك بقالها سبع شهور حامل.»
واحد فايت من جنب البحر الصبح بدري، شاف الجتة والطفل بيعيط، شالهم رماهم في غيط نعناع بتاع الملك.
الملك مر الصبح لقي الجتة والطفلة، خد الجتة ودفنها، وشال الطفلة أداها لأمه، وقاللها: «خدي ربيها وسميها نعناعة.»
البنت كبرت وحفظت كل العلوم، ولما شافها الملك انبسط وأحبها وقال: «أنا حاتجوزها.»
وحمامك بيحوم على سطحنا، ادينا تفاحة للوحمة اللي عندنا.»
طلعت قالتلو: «هيا يا عبد هيا، وحمة أمك ما جتشي إلا علية،
يا مقص قص من طرف لسانه شوية،
لا العبد يرجع يخبص علية.»
العبد رجع يرطن وبقى أخرس، الملك شافه ما فهمشي حاجة منه، راح حاطط شاله على كتفه، وراح بنفسه البستان يطلب التفاحة من صاحبته، قاللها: «يا ست يا ستنا،
ياللي قصرك جنبنا،
وحمامك بيحوم على سطحنا،
ادينا تفاحة للوحمة اللي عندنا.»
طلعتله وقالتلو: «هيا يا ملك هيا،
وحمة أمك ما جتشي إلا علية،
يا مقص قص من طرف شاله شوية،
دا كان في الأول غالي علية.»
وفتحت بيبان السراية على آخرها، وحضنت الملك وبقت تحب فيه من فوق ومن تحت وهوا مش عارفها، وهية تقوللو: «أنا مراتك نعناعة.» الملك قاللها: «نعناعة اللي في سرايتي وحضني!»
قالتلو: «اللي في حضنك دي أمك.» وحكتله على الحكاية، واللي حصل من الوزير ومن أمه. الملك رجع طير رقبة الوزير وطير رقبة أمه، ورجَّع الست نعناعة ملكة.
عبيد الغالبة٣٥
عبيد الغالبة كان ملك سخي وكريم، كل ما يرسي عليه ضيوف يقدملهم كل اللي يمتلكه، لما ما خلاش حاجة أبدًا عنده غير ناقة واحدة، وكان الشعرا متعودين يزوروه من الحول للحول، في السنة دي ما لقيش حاجة يقدمها لهم، فدبحلهم الناقة الوحيدة اللي حيلته، وبيتهم في المكان اللي بينام فيه، وقال لهم: «بكره الصبح اللي يصبلكم على إديكم يكون من نصيبكم.»
وقام الصبح طلى نفسه بنفسه بلون أسود، وراح صب للشعرا على إديهم، فالشعرا سألوه: «سيدك اللي بعتك لنا يا عبد؟» قاللهم: «أنا عبدكم.» ومشي وراهم في هيئة عبد لحد الشعرا ما عدوا البر التاني، ودخلو مملكة خال عبيد الغالبة الملك العون.
الملك العون قال للشعرا حزر عشان يجلوه، قاللهم: «الجودة من الموجود، والا من الأعود؟» الشعرا ما عرفوش يحلو الحزر، ورجعوا على العبد ضربوه وقالولو: «إنت وشك أسود ووحش.»
عبيد الغالبة قاللهم: «روحوا للملك العون وقلولو، عبدنا جا يحل الحزر.» راح الشعرا قالوا للملك العون، فالعون طلبه وهو حل الحزر، وقال قدام العون: «الجودة من الموجود.»
العون عرفه، واشتراه من الشعرا، ودفع دينه، وخده دخله الحمام، ولبسه لبس ملوك، وقاللو: «تعالى يا ابن أختي.»
شرط الفتى بعد السلام يجود.
تحرم عليه يا عون وتحرم مضايفك،
ما عدت أجيلك ولا أخش لك في بيوت.»
وساب خاله وطلع جري، نزل أرض الشام لقي خيمة منصوبة في الجبل، طلع منها شيخ عرب وسأله: «إنت من عبيد مين؟» قاللو: «من عبيد الغالبة.» شيخ العرب سأله: «الغالبة مسابشي حد يورثه؟» قاللو: «أنا الغالبة.» ولما العربي عرفه قاللو: «كل المال والغنايم والعبيد دي ورثتك من أهلك.» وعطالو الورث، والغالبة ساق السعي والأموال ومشي في الجبل.
وكان عبيد الغالبة متجوز اتنين ستات، أول ست رسي عليها بماله وسعيه، أول ما قالو لها: «عبيد الغالبة جه.» طلعت طردت الثروة والسعي بعمود البيت، وتقول: «أنا ما عرفتش عبيد وأبو عبيد.» وطردتهم.
ولما حود على مراته التانية، وقالولها: «عبيد جه.» طلعت بمقشتها تدخل في السعي والعبيد، وتقول: «يا مرحب يا مرحب.» وعملتلهم الغدا وأكرمتهم، فعبيد الغالبة غنى وقال:
وراح عبيد الغالبة طلق مراته الردية، وعطا كل ماله وثروته وعبيده لمراته التانية الكريمة السخية.
القاتل والمقتول وموسى
في مرة فارس بيميل يسقي الحصان بتاعه من بحر، وقع منه ١٠٠ جنيه، وبعد ما الفارس سقى حصانه ومشي.
جه واحد غنَّام بيسقي غنمه، لقي الميت جنيه خدهم ومشي.
رجع الفارس يدور على فلوسه، لقي واحد تالت قالع هدومه وبيستحمه، الفارس ظن إن اللي بيستحمه دا هوه اللي لقي فلوسه وناكرها، فاتهور عليه وقتله وركب حصانه ومشي.
سيدنا موسى كان موجود في الحتة دي، وشايف اللي بيحصل، فراح جبل الملاغاة، ونادى قال: «يا رب جيت أسألك.» ربنا ظهرلو، وقاللو: «اسأل يا موسى.» موسى قاللو: «الفارس وقع منه ميت جنيه، لقاهم اللي بيسقي الغنم وأخدهم، فالفارس قتل اللي بيستحمه.»
ربنا قاللو: «أبو الفارس كان قبل كدة ظلم أبو الغنام، وأبو اللي بيستحمه قتل أبو الفارس.»
موسى اقتنع.
عشر سنين عسر
سيدنا موسى فايت في يوم رايح يقابل ربنا، واحد فقير استناه في السكة وقاللو: «يا سيدنا موسى اسأللي ربنا، فلان ابن فلانة ملوش عندك رزق أكتر من كدة؟»
موسى راح قابل ربنا، وافتكر سؤال الراجل، وسأله ربنا، ربنا قاللوا: «فلان ابن فلانة له عندي عشر سنين عز، وأنا باقيهم له وشايلهمله للكبر.»
تاني مرة الراجل قعد استنى موسى، وقاللو: «سألت؟» قاللو: «أيوة.» الراجل قاللو: «أنا عاوزهم من دلوقتي.» موسى راح قال لربنا، ربنا قاللو: «ياخدهم.»
الراجل اتسعد وراح تاجر والخير جاله من كل حتة وعاش في العز.
بعد العشر سنين ما انتهوا، موسى فات لقي الراجل لسة في العز، سابه ورجعله بعد عشر سنين تانية، لقيه لسه في العز.
راح سأل ربنا: «العشر سنين بتوع فلان ابن فلانة انتهوا من زمان.» ربنا قاللو: «دا راجل صالح، ولو قلل من الحمد، أنا حا أقلل من الرزق، لكن طول ما هو صالح، يفضل في نعيم للممات.»
موسى وقارون
قارون لما سمع كلام موسى، راح اتفق مع واحدة زانية حامل وقاللها: «اعمليلي فتنة في موسى، وإن نجحتي حاديكي كيلة مال.» قالتلو: «طيب.» قاللها: «أنا حاخليه واقف بيوعظ في الناس ويقطع في نفسه، وأواجهه وأقوللو: «إنت بتوعظ الناس وتقوللهم ما تزنوش، والست الفلانية حامل منك يا موسى.» وأجيبك تأمني على كلامي وتعيطي وتعري بطنك قدام الناس وتوريهم.»
راح وجده في عز الخطبة وقاطعه وواجهه قدام الناس، موسى بصله وصرخ في وشه: «كداب.» قارون قاللو: «أنا موش كداب، والست أهي، أجيبها قدامك.» الناس قالت: «هاتها هاتها.» ولما أحضرها موسى حط عينه في عينها وقاللها: «انطقي بالحق.» فقالت على الفتنة من أولها لآخرها، وقارون حزن وخزي قدام الناس، وحط وشه في الأرض ومشي.
سيدنا موسى شكا قارون لربنا، فربنا إدالو الإذن، وقاللو: «يا موسى، الأرض بتطاوعك وتسمع كلامك.» خد بعضه ودخل على قارون سرايته جنب بركة قارون، قاللو: «تتهمني وتدِّعي علية إني زاني ومفسد يا قارون؟!» ولعنوا: «يا أرض خديه.» قارون يزعق ويتوسل: «ارحمني يا موسى.» الأرض خدته وتاوته لحد وسطه، قاللو في جيرتك يا موسى، في عرضك، الأرض خدته لحد رقبته، وبعد كدة رأسه.
موسى والعبد
كان فيه ملك من بتوع زمان، عنده عبد مطيع، لكن الملك كان قلبه قاسي على العبد، وكان رابطه في هودية (طاحونة) ويعذِّب فيه ليل نهار.
سيدنا موسى فات على العبد، اتصعب على الغلب اللي هو فيه، موسى مشي للملك وقاللو: «ارحموا مَنْ في الأرض يرحمكم مَن في السماء.»
الملك ما ردش (لم يرد) على سيدنا موسى، والعبد قال لموسى: «سيبه كله حايزول.» موسى خد بعضه ومشي.
غاب موسى سنة، ورجع يشوف العبد لقي الملك مات، والعبد تولَّى الملك من بعده؛ لأن بتوع زمان كانوا يختاروا سبعة تمن رجالة ويقعدوهم في حلقة، ويطيروا فوق رءوسهم طير مكسي بالزمرد وفيه خيط دهب، ويسيبوا الطير يطير ويحوم، واللي ينزل على رأسه، هو اللي يتولى الملك، ويبقى الملك.
ولما كان العبد موجود مع الموجودين، الطير نزل على رأسه، قالوا للطير: «يا طير ارحل، دا غريب يا طير، ارحل.» الطير طار ونزل تاني على العبد، فبعد ما كان العبد خدام صبح ملك.
موسى وهو فايت قابل بنتين بيملوا مية، ولما سألهم عن العبد، قالولو: «اسكت مش الطير نزل على العبد، وبقى هوا الملك.» موسى تخفى ودخل على الملك العبد وقاللو: «مبروك عليك المملكة.» العبد قاللو: «كله حايزول.» موسى مشي.
تالت سنة موسى فات على العبد لقاه مات، فراح القبر بتاعه وقالو: «السلام عليكم يا ولي الله.» العبد نادمه من جوه القبر، قالو: «وعليكم السلام يا نبي الله.» موسى سأله: «وإزي حالتك هنا؟»
قاللو: «حالتي في نعيم لا يزول أبدًا.»
إبليس وفرعون
قبل ما إبليس ينطرد من رحمة الله كان ناصح ومتعبد، وربنا طردوا عشان استكبر وما رضيش يسجد لأبونا آدم.
وفرعون انطرد من رحمة الله عشان طغا وعمل نفسه إله، وادَّعى الألوهية.
وفي مرة إبليس دخل على فرعون، وقاللو: «أنت ادَّعيت الألوهية وأنا تكبرت، ما تيجي نتنازل لله؟»
فرعون ما رضيش، وقال لإبليس: «إنت عايز قومي يسخروا مني ويهزءوني؟!» إبليس تركه ومشي.
وتاني يوم راح لفرعون، وخبط على بابه، ففرعون رد عليه وقال: «مين على الباب»؟ إبليس قاللو: «إخص عليك إله، ما يعرفشي اللي على بابه مين؟»
موسى والزانية
بنت بكر، بنت ناس طيبين، حملت في الحرام، وراحت وضعت في خلا الجبال، وحرقت المولود ودرته في الهواء.
وتاني يوم طلعت الصبح بدري، وقعدت في خلا الجبال، تنتظر سيدنا موسى، ولما شافته سألته: «رايح فين؟» موسى قاللها: «رايح أقابل ربنا، عندي ميعاد معاه.» قالتلو: «طيب لما تقابل ربنا اسأله: البنت اللي حملت في الحرام وولدت، وحرقت ابنها، ودرته في الهواء، تعمل إيه؟» موسى قاللها: «حاضر حاقوللو.» وراح قابل ربنا واتكلم معاه ونسي حكاية البنت دي. تاني يوم سألته البنت، قاللها: «نسيت.» قالتلو: «طيب ما تنساش النهاردة تسأله.» قاللها: «حاضر.» وبعد ما قابل ربنا ورجع انتظرته وسألته، قاللها: «نسيت.» قالتلو: «طيب ماتنساش بكرة.»
موسى وفرعون
الراجل خد كلام البقرة وحط الخوف في قلبه وروح خايف ومضطرب على مراته حكالها على الحكاية، واستحسنها في الليلة دي ونام معاها، فحملت منه في فرعون، ولما وضعت وضعت ولد سمته عون.
ولما عون كبر كان شقي، وكل ما أبوه مصعب يوديه صنعة ما يفلحش فيها، وفضل لما اتعلم لعب القمار، وحاز من القمار مال كتير، فالملك فرعون حاكم المملكة قبض عليه ورماه في السجن، ففادى نفسه بكل ماله، والملك أفرج عنه وسابه، فعون قال للملك: «يا ملك أنا ما عنديش حاجة أشتغلها، أشتغل إيه؟» الملك قال له: «أي شغلانة يا عون ما عدا لعب القمار.»
وفي يوم ماتت بنت الملك وجم يدفنوها، العون طلع لهم من التربة وقال لهم: «هاتوا العوايد.»
قالولو: «يا عون دي بنت الملك.» قال: «لازم آخد من الملك.» راحوا قالوا للملك، فالملك بعت خده وقاللو: «إنت ليه عملت كده؟» قاللو: «مجبر يا ملك عايز آكل وأعيش.» الملك قاللو: «تعالي أوظفك غفير في المملكة.» قاللو: «موافق لكن ما يكونشي فيه غفير في مصر غيري أبدًا، وأقوم بالعمل لوحدي، وبعد صلاة العشا اللي أطوله وأقتله مالوش دية عندي.»
خده عليه الشروطات واستلم البلد، بعد العشا يمر يلقى كل البيوت مسكرة فيلزم حتته.
•••
وفي ليلة شاف الملك رؤية وهو نايم: تعبان أسود حنش فاتح حنكه وجي يلهف الملك. صحي خايف من النوم، وطلع جري في السكك ملهوف عشان يجمع السَّحَرة والمنجِّمين يفسروا له حلمه دا قبل النهار ما يطلع، لحد ما عتر فيه عون وزعق فيه: «مين اللي ماشي؟» قاللو: «أنا الملك.» وحكاله على الرؤية اللي شافها، فالعون قاللو: «لازم تسمعوا هو فيه تعبان أسود غيري.» وسحب السيف وطيَّر رقبته وقلعه هدومه وتيجانه ولبسهم عون وصبح الملك فرعون.
وصبحت الوزرا يصبحوا على الملك بصوا لقوه الراجل الشقي، راح مطلع لهم رأس الملك فرعون وهددهم بها وقال: «لازم تسمعوا الكلام، شايفين.» قالوا: «طيب يا سيدي، اللي يتجوز ستي يبقى سيدي.» وكلهم عظموه.
ومرت سنة بعد سنة، قال لهم: «أنا ربكم الأعلى، لازم تسجدوا لي والأنهار والبحور دي بتاعتي.» وطلع في الكفر والكبر.
وفي يوم شاف رؤية، واحد بيضربوا بعصايا ويقوللو: «ويلك يا فرعون.» مشي يجري يفسر الحلم عند المعبرين، قالولو: «حايظهر ولد يطاعنك في دينك، وهوا دا سبب الخراب.» قال: «لازم الولد دا ما يظهرشي ولا يكون له خبر، لو انطبقت السما على الأرض.» وأصدر أمر بقتل كل ولد يتولد لحد ما قتل عشرين ألف طفل.
سيدنا موسى كان أبوه عمران، وكان عمران دا وزير فرعون وما يفارقشي فرعون أبدًا، فلما آن الأوان، أم سيدنا موسى ماكنتشي حامل فيه، وجالها سيدنا جبريل وشالها وداها عند جوزها عمران وزير فرعون، وفرعون كان لسه نايم.
ربنا قاللها: «ارمي ابنك في البحر وأنا حاردهولك تاني ومحدش حايمسه.» لما سمعت الندا جابت نجار عمل صندوق على أده ورمته في النيل.
البنت لما وجدت الصندوق أخبرت آسيا مرات أبوها، قالت لها: «هاتي الصندوق.» ولما موسى شافها ضحك لها، فراحت قالت لفرعون: «نربيه ونخليه ابننا.»
الست آسيا ردت وقالت: «دا طفل ما يعرفشي التمرة من الجمرة.» وجابت طشت فيه جمرة وتمرة … موسى جا ياخد التمرة، ربنا خلاه مسك الجمرة وحطها على حنكه (فمه) فلسعت بقه، وفرعون سكت وفضل يربيه لما بقى سنه تلات سنين، وكان ينيمه جنبه على السرير.
وفي ليلة صحي موسى وضرب السرير قسمه نصين وفرعون وقع على الأرض وقال: «هو دا عدوي اللي حايقتلني.»
الست آسيا حايلته وقالتلو: «بكرة يكبر وينفعك.» موسى قعد لما بلغ من العمر ١٢ سنة.
وكانت طقة فرعون جمل بكامله محمر، قعد في يوم هو وموسى ياكلوا الجمل المشوي المحمر فموسى قال للجمل: «انت مستني لما ياكلك، قوم على حيلك.» فالجمل قام على حيله هايج وساب الصينية وجري.
فرعون قال: «دا اللي حايقتلني تمام.» وموسى هرب من قدامه.
فرعون دور منادين، ينادوا: «اللي يصادف موسى يقتله.»
سيدنا شعيب كان عنده أوضة ضلمة فيها عصي جميع الأنبياء، قاللو: «ادخل خد لك عصا يا موسى.» دخل خد عصاية وطلع، قاللو: «دخَّلها وخد غيرها.» يدخلها وييجي يأخذ غيرها تطلع له هية العصا الأولانية.
وبعدين شعيب قاللو: «دي عصاية آدم اللي جبريل نزلو بها من الجنة، حافظ عليها يا موسى، دي بالليل تغنيك وتسليك وتنور لك طريقك وتنصرك على عدوك.»
ولما موسى تم مدته قال لشعيب: «أنا سايب أخويا هارون وأهلي وحشوني.» قاللو: «خد مراتك وروح.» خدها ومشي، وهية كانت حامل، وجنب جبل الطور جالها الطلق، قعدت في الأرض علشان تلد، وموسى ما كنشي عارف يعمل حاجة، ومفيش لا مية ولا نار، شاف نور من بعيد سابها ومشي في الجبال، والجن جت عملتلها الأكل وولِّدتها.
ورجع على مراته، خدها ورجع وداها عند أبوها وقاللو: «أنا جتني الرسالة، خد بنتك.» وطلع بالليل على مصر، خبط بالعصاية اللي في إيده على بيبان قصر فرعون، اتفتحت ودخل على فرعون نص الليل لقيه نايم، هارون أخوه سهران جنبه، قاللو: «أنا جتني الرسالة يا هارون وأنت معايا.» هارون قاللو: «طيب بس بالنهار.» رجع على بيته.
وبالنهار رجع تاني ودخل على فرعون، فرعون أول ما شافه قاللو: «إزيك يا موسى، إنت نسيت نعمتي عليك.» موسى قاللو: «النعمة نعمة ربنا.» فرعون زعل وقاللو: «هوا فيه رب غيري؟» موسى قاللو: «أنت مخلوق زيي زيك، ربنا خلقني وخلقك، وأنا جتني الرسالة.» فرعون سأله: «فين الإثبات؟» راح رامي العصاية اللي في إيده، ففرعون خاف وجري وقعد يزعق: «ساحر ساحر ساحر.» والمملكة جريت وراه.
فرعون كان عنده سبعين ساحر، جمعهم كلهم وكان كبيرهم أعمى وقاللهم: «إن غلبتوا موسى خدوا اللي انتوا عايزينو، وإن غلبكم حاقطع رقابكم وأعلقكم على البوابات.» واتلمو جميعًا قدام فرعون وكل ساحر رمى عصاته، وتقلبت العصى دي حيات وتعابين وسرحت ملت الأرض، وهجمت كلها من كل حتة نوبة واحدة على موسى، موسى خاف فربنا شجعه وقاللو: «ارمي العصا اللي في إيدك.» رماها اتقلبت حية لها اتناشر حنك (فم) وهجمت بلعتهم كلهم، وبعد ما انفض الجمع كبيرهم زعقلهم وقاللهم: «عصاية واحدة تغلبكم.» وعشان هو كفيف بصر سألهم: «هية منفوخة والا ممدودة؟» قالوا: «مش منفوخة.» قال: «يبقى مش فعل ساحر، دا نبي.» وخدهم كبيرهم وخلاهم آمنوا بيه.
فرعون عرف وهددهم: «حا أقطع إديكم ورجليكم وأصلبكم.» وقطع إديهم ورجليم وصلبهم وماتوا على الإسلام.
السيدة آسيا مرات فرعون، وماشطتها، زعلوا على صلب السَّحَرة، وهي قالتلو: «ليه يا ملك بتقتل السحرة والكهنة اللي آمنوا بالله؟» قال فرعون: «وانتي منهم.» وأمر جابولو صندوق مليان زيت، وضع فيه الست آسيا وأولادها وماشطتها وغلاهم في الزيت لما ماتوا، وهمه يقولوا: «آمنا بالله.»
ونزل سيدنا جبريل بشَّر آسيا وأولادها إنها حاتكون مرات النبي يوم القيامة، وهية قالت: «الحمد لله، ربنا نجاني من فرعون.»
تربية موسى عند فرعون، والخروج
أبو سيدنا موسى كان راجل عبيط، ولما موسى اتولد كان عايز ياخده يسلمه للملك فرعون اللي كان بيدبح الأطفال.
أم موسى خدت الولد أخفته في جحر في الجبل، ولما كانت تروح تزوره وتطل عليه تلقاه بيرضع في صوابعه، صباع يرضع منه لبن، والتاني عسل، والتالت ميه.
وجوزها كل ما كان يشوفها رايحاله في الجحر أو جياله، يقوللها: «حاتودي الطفل لفرعون والا أروح أقوللو؟» فكانت تصرخ وتقوللو: «يا كشر انكسف.»
ولما خافت جابت صندوق وحطت فيه جواهر، ووضعت فيه الطفل موسى، وبرشمته ووقفت قدامه وقالتلو: يا ضنايا أنا استعوضتك لرب البرايا،
ابني من لحمي عرضي وهنايا،
اكشف بذات عيني لا قدامي ولا ورايا،
حياة رب البرايا تحرسهلي يا الله،
وهو ولدي موسى إنشالله،
إن كان ابني ومن صلبي،
ومن روح التجلي،
أرد إليه ويرد ليه،
لبن الدفاتي يرد ليه،
دا ابني ليه،
وساقت إليه لبن الحنية.
فالصندوق بقى يرتعش قدامها، وانكتبت الكلمة في السما: حياة صاحب الطلعة البهية.
فقسمت الليل نصين.
الأم شالت الصندوق على صدرها يا عين،
وفيه الروح الزكية.
ولما رمت الصندوق قدامها في البحر، الصندوق وقف قبالها وما تحركشي، والتيار شديد، فقالتلو: رايح فين يا أمين؟
اصبر ولا تقلق يا صدري،
دا ابني، ابني طول ما الماء في صدري،
ويا مين يطمني على غياب العزيز ولدي.
وقفت ساعتين والصندوق لم يتحرك،
ووجدت النهار انكشف والفجر شقشق،
وقالت: يا صاحب العزلان،
يا مَنْ عزلت الليل عن النهار،
تطمني حياة فجرك اللي من الشرق شقشق.
•••
وسابت أم موسى الصندوق وقالتلو: مع السلامة يا بيت العطا،
تحت منك شهد،
وكلمة بسم الله الرحمن الرحيم،
فراش لك وغطا.
يا موسى يا ولدي لا بعتك ولا اشتريتك،
قادر يخلصني من الظالم اللي ساقني حتى رميتك،
من كلمة الرعب وخوض جبتك وراميتك …
يا دمع عيني خف عني بقه،
جفوني شققت وبان الظل فيها،
وطول ما اللبن يجري في صدري،
عيوني تلاغيها.
ولما رجعت بيتها، فزعت في راجلها قالتلو: أنا رميته.
رميت الدوا اللي بكرة للناس ينعاز،
ويبقى حكمه يسير على كل الناس،
ويبقى منه الدوا ينعاز.
•••
جوزها قاللها: ما تتعينيش يا مرة، بكرة يجي غيره.
بكرة يزول الحكم،
وييجي حكم لنا ينعاز.
قالتلو: وأحلم بضهري وساعة القمر يطلع،
أسلملو أنا صدري.
قاللها: دا انتي فرحتيني عشان ما يطلعلي سيرة لينا،
نتبهدل أنا وانتي ويلعب العيال بينا.
ونشوف قوم،
يغيروا اللوم.
ابني ولدتو رميتو ع الكوم،
رميت ولدي حشاشات كبدي،
أسلمته في وقت والخلق نيام،
ويشهد عليه فجر الصباح.
قادر ما غيرك قادر،
ترد ولدي إلى صدري،
حياة حي على الفلاح.
•••
مشي الصندوق في البحر، ووصل بقوة الحق لقصر فرعون، وقصر فرعون كان مبني في وسط البحر.
ولما فرعون شاف الصندوق بنفسه نده لمراته (ستنا آسيا) وقال: يا آسيا عجبك عليه بشير،
لك ٣٦٠ ضفيرة يعجبو العايقين،
لقيتلك لقية عجيبة تدهش الغايبين.
فآسيا قالتلو: إيه هيه يا عدو الله يا ظالم؟
فشاور لها فرعون وقال: أهي واقفة في المية مرمية.
انزلي وهاتيها.
وكان للبحر ٨٠ سلم، نزلت الست آسيا لحد ما حصلت الصندوق، وفجت عليه الريحة من الصندوق، كيف العطر والمسك.
فبشرت بالماء وقالت: ما أنت؟ ما أنت؟ ما أنت؟
فسمعت لغة في ودنها بيقوللها: أنا صاحب الحفلة اللي إنتي تعلمي بيها.
لا يخفيك شوري ولا قولي.
أنا موسى.
فرفعته على صدرها شجيعة؛
لأنها كانت صاحبة قوة ومليحة.
رفعت آسيا الصندوق وقالت: «يا فرعون احذر من الأمانة دي، دي أمانة حلوة قوي.»
وكان فرعون متجوز ست تانية غير ستنا آسيا، وكان مخلف منها بنية سنها سبع سنين، وكانت عاجزة رجلين وإدين، ومبلية بالبراص.
ولما جابو الصندوق وفتحوه قدام البنت بقدرة قادر زال عنها البراص، وصبحت سليمة، على وش الطفل الصغير.
ولما شافت آسيا إن البراص زال عن البنت، قالت لفرعون: يا ظالم إنت جمعت كل الأطبة،
حتى اللي دار دار،
لم شفوها ولم بروها،
وعلى الوجه المليح اتبرت بنتك.
فرعون قاللها: ما رأيك يا آسيا أحلى من دا ظلام.
أنا ادتهلك يا آسيا وأنتي تفكري بهذا الكلام.
آسيا قالتلو: نهار عيد ساعة أشوف دا ابني.
بس مفيش غدا (غداء) في صدري ينفعلو.
قاللها: أمال المدله عندك.
قالتلو: أحضر لي جميع المراضع،
اللي يشرب منها تستنه عندنا.
ولما يشرب وينام تروح وتصبح عندنا.
بعتوا لجميع المراضع جابوها،
اتعرض على كل المراضع ما قبل منهم.
آسيا قالتلو: الولد مش قابل حد.
فرعون قاللها: قصي الملك كله ما تخلي منه حد.
•••
آخر سنة جت الأميرة أمه،
بعتوا جابوها.
قالت أم موسى: يا دمع عيني اختشي،
ما ينزل منك شيء،
ويا نهر اجري في صدري.
راحوا العرب من قبل مني،
عزموا العرب بغذاهم،
ما قبل منهم شيء،
جينا لوقت الحق،
إلهي يا رب ما تكسفني،
وعدتني وفيت طلبك،
وآديني جيت لك.
•••
نظر فرعون بعينه لقي الولد مش قابل بز أي مخلوقة على وجه الأرض، فقال لآسيا: أمال حانسقيه منين المشيطن ده.
آسيا قالتلو: صلي صلي صلي،
دا وهبة من الله،
وجت ع الأرض.
فرعون قاللها: ما احنا قدمنالو كل المراضع،
مش قابل ولا واحدة،
جت ع الأرض.
آسيا قالتلو: فيه ست برا آخر التصافي،
إن ما قبلش بزتها،
يبقى لنا تصاريف في الأرض.
•••
أول ما دخلت العزيزة أمه،
رفع بعينه وعاز يقوم ع الأرض.
•••
جريت بنت فرعون اللي كانت مريضة،
راقدة في الأرض.
يا ست الغلام،
وسلمته لأمه.
تشهد بذلك ملائكة الأرض،
جر من بز أمه في أمان الله.
ضحكت آسيا وقالت: يا ما أنت كريم يا رب،
أتانا الخبر من عندك،
وإنت اللي عالم يا رب.
راحت لفرعون وقالتلو: مبروك.
قبلت العناية من عند رب البرايا،
الفرحة تمت وبان الهداية.
•••
فرعون ملهي في بنته،
ولا يعلم إن دا موسى ابن عمران،
لكن آسيا تعلم وحق الواحد الجبار.
قالت آسيا: يا رب تنتقملي من الظالم فرعون،
ويجعل عمرك طويل يا موسى يا ابن عمران،
قعدت في هنا وعدل.
فرعون قاللها: إنتي تنامي على كل الدلع والهنا،
وتحرص ع الغلام روح العز والعنا.
قالت بنت فرعون: يابا أنا أقدرش أنام،
إلا جار الطفل بس،
يحلالي المنام بابا وانجلى.
ريحته ذكية يابا،
ومنه القلب ينجلي.
ولما الفجر بيحوم،
ألقاه قاعد جاري يصحيني،
يضحك معايا يابا،
واعي وبيسليني،
وعلى كل حاجه يوريني.
قام فرعون بنفسه شال الولد حبه،
أيم الولد بإيده اليمين لدقن فرعون،
وهبش خصلة من الشعر طلعها بالدم،
وكان الولد عنده من السن سبع سنين.
صرخ فرعون في آسيا وقاللها: الحقي يا آسيا غيتيني، دا موسى ابن عمران.
آسيا قالتلو: تعرض عليه الجمرة والتمرة.
وراحت آسيا لبست واتزينت وبلغت فرعون وقالتلو: تتشطر على غلام آسيا مربياه،
عشان ما انت ليك ست بالمستقر،
لها بنيه تجوز الملك كله وحديها.
وحضنت فرعون لصدرها.
•••
قالت أم موسى لستنا آسيا: ما حالك يا آسيا بين العرب؟
قالت آسيا: ما بين الجلسة والجلسة الدم مني هرب.
إني خلقت لعلاج موسى،
علشان منه أكتسب.
قالت أم موسى: ولما كبر موسى، وعمل عمايله مع فرعون، فرعون عرف إن دا موسى ابن عمران اللي حايقتله. لحقت ستنا آسيا وقالت لموسى: اخفا يا موسى لا تبان.
وفرعون قال: أأتوني بعساكري وقومي،
يجيبولي موسى بأكبر سراع.
فقالت آسيا لفرعون: ابعد يا فرعون عن موسى،
واترك العشم منه.
دا موسى قوي العزم،
ولا فيش رجال منه.
اسأل بنتك يا فرعون،
تقولك ع اللي حصل منه.
•••
وفرعون طلع عساكره وجنده تدور على موسى وتجيبه، لو كان في حضن أمه.
وموسى راح جبل الملاغاة،
ونادى على باب الجبل وقال: يا مَنْ خلقتني وأنت أعلم بحالي،
وما قصدتك إلا وإنت قبالي،
تقويني على أعدائك من الشركاء،
وفيهم العدو الغالي،
فرعون اللي بيفعل ولا يبالي،
يفرد بطون الحوامل،
ويقتل الأطفال،
ومنك لا يبالي.
دا أنا كنت من ضمن الضحايا،
وإنت أعلم بحالي،
فلا تخيب رجائي،
يا رب قويني.
•••
دوروا على موسى في كل حتة ما وجدوهش، وموسى كان عدى وراح عند بني سهل، عند أخوه هارون، فوجده سارح بالغنم وحكاله على اللي حصل مع فرعون.
يوسف وزليخة
سيدنا يعقوب كان عنده من الخلفة والذرية عشرة غير يوسف وأخوه شقيقه بنيامين.
وكان يحب يوسف قوي ويعزه ويقوللو: أنت نور عيني.
وفي يوم اتشاور إخواته وغاروا من يوسف وقالوا: احنا نشقى ونسرح بالغنم، وأبونا ما يحبش حد إلا يوسف. احنا لازم نتخلص منه ونموته.
وكان لهم يوم يدخلوا فيه على أبوهم يعقوب، فدخلوا عليه في اليوم دا من غير استئذان.
يعقوب قاللهم: ليه داخلين عليه كلكم من غير استئذان.
قالوا: أبدًا يابونا، طلع علينا ديب واحنا سارحين بالغنم وهجم علينا، وخطف السعي منا، ولو كنا احنا لتناشر مع بعضنا ما كنش الديب هجم علينا.
يعقوب استعجب وقاللهم: وعايزين إيه؟
قالوا له: عايزين أخونا يوسف معانا.
قاللهم: لا.
قالوا له: خليه ييجي معانا، واحنا نحافظ عليه زي عنينا.
وبعدين يوسف حلم حلم، إخواته الحداشر ساجدين له، وإخواته زعلوا وقالولو: إنت عايزنا نسجد لك؟!
وبعد كدة حلم حلم تاني، شاف فيه أبوه مع إخواته ساجدين قدامه.
ولما حكاه ليعقوب أبوه شتمه وزعقله.
وأبوه عمله قميص جديد ملون، وغزله على إيده ولبسه ومنطقه، وخلاه مشي مع إخواته.
وإخواته خدوه في حتة مقطوعة فيها جُب ودبروا له شورة، وواحد منهم ضربه وحاول يموته، فأخوه شقيقه من الأم ابن أمه وأبوه حاش عنهم وقاللهم: بلاش تضربوه وتموتوه، ملطوه ملط زلط وارموه في الجب.
ملطوه من قميصه ورموه في الجب، وجبريل جاله ورفعه على صخرة على وش الميه.
وكان فيه في الجب عقارب وتعابين وحيات، وسيدنا جبريل كان بينزله أكله طقة بطقة، لحد ما فات تلات تيام، وجم إخواته يشوفوه فواحد قاللو: إنت ميت والا صاحي؟
يوسف نادمه من الجب وقاللو: لا صاحي.
وجم يضربوه بالصخرة ويسدوا الجب عليه، فأخوه شقيقه قاللهم: لا، بلاش.
جابوا عنزة ودبحوها، وغرَّقوا قميصه بالدم، واصطادوا ديب عجوز، حاوطوه ومسكوه، ورجعوا على أبوهم يعيطوا ويندبوا ويقطعوا في هدومهم ويقولوا: أخونا يوسف أكله الديب منا، وآدي قميصه وآدي الديب.
يعقوب خد القميص وقلب فيه، ما لقيش فيه ولا قطع.
جاب الديب وسأله وقرره، فالديب قال: أنا مكلتوش.
قام نظر يعقوب غاب وصبح أعمى.
ويوسف فضل جوا الجب لحد ما جا جماعة عرب رحل عشان يشربوا من البير، فلقوه.
قالولو: إنس والا جن؟
قاللهم: إنس من خيار الإنس.
فطلعوه لقوه جميل الصورة، قالوا: نبيعه للملك بتاع مصر العزيز.
وخدوه وجم على مصر، ونزلوا بسوق الدلالة، والعزيز اشتراه منهم، وروح قال لزليخة مراته: اكرمي الولد دا.
وفضل العزيز يربي فيه لحد ما كبر وكان جميل الصورة، فزليخة استحسنته وعشقته وطلبت منه أن ينام معاها، وفضلت تعافر معاه كل يوم عشان يفعل فيها، لحد ما همَّ إنه يفعل، فسيدنا جبريل نزله في صورة أبوه يعقوب وشيبته، وقاللو: إياك يا يوسف إياك.
ففلت منها وطلع يجري وهيه وراه بالمشوار، تمسك فيه وتشد فيه، ومن كثرة المعافرة قطعت القميص من ورا ضهره.
ولما جا العزيز عيطت وقالتلو: العبد اللي ربيته في بيتك، هجم علية وطلب مني أن يفعل فية.
الراجل زعل وقاللو: كدة يا يوسف!
يوسف نكر وقال: دي هية اللي طلبت. وقاللو: حتى اسأل الطفل الصغير اللي بيرضع ده، ابن الدادة، اللي سنه سبع تيام.
الطفل نطق وقال: شوف قميصه، إذا كان اتمزع من قدام يبقى هوا اللي عايز، وإذا كان من ورا يبقى هية.
العزيز شاف القميص لقي القطع من ورا وعرف.
زليخة صممت في نفسها إنها لازم تمشِّي اللي في بالها مع يوسف.
والكلام والحديث ملا المدينة: إن زليخة عاشقة يوسف. وهية زعلت واتقهرت وانذلت في نفسها، وبعتت لجميع الستات الزوات اللي في المدينة، وكانوا ستة وتلاتين، وقعدتهم وأدت لكل واحدة سكينة وتفاحة.
ودخلت لبِّست يوسف وهيَّئته وزوَّقته، وقالتلو: أنت ما طوعتنيش في نفسك، لكن لازم تطاوعني في اللي أقولك عليه. اطلع على الستات اللي برا بالزينة دي.
ولما اتفتحت لبواب وطلع عليهم، كلهم بصولو وبقوا ياكلو في نفسهم، وبدل ما يقطعوا التفاح اللي في إديهم بالسكاكين عشان ياكلوه، كانوا يقطعوا في إديهم وصوابعهم ودمهم يشر، ويصرخوا ويقولوا: يوسف يوسف.
بكت زليخة وقالت: عشت في الذل لمتوني.
في حب يوسف بن يعقوب
لمتوني.
ما فتحت لهم زليخة الباب.
ما خرطت يدهم سكين.
قالتلهم: أهو يا مساكين اللي عليه
لمتوني.
زليخة قالت لنفسها: إن ما كنتش حانول اللي في بالي حاسجنه.
وبعد كدة دخل السجن.
وفي السجن لقي طباخ الملك والسقا الخصوصي بتاعه، كانوا عاملين فتنة ويحطوا السم في أكل الملك وشربه ويموتوه.
وبعد ما اتفقوا، كل واحد منهم قال لنفسه: أنا أروح أحذر الملك وأكبر في عنيه.
وجت دخلتهم على الملك مع بعض، الطباخ قال: حاسب يا ملك السقا حايسمك.
والسقا قال: حاسب من طباخك يا ملك.
إبراهيم والملك النمرود
كان سيدنا إبراهيم بن آزر، أبوه آزر على مدة الملك النمرود، وكان النمرود ملك ظالم كافر، في مرة وهو نائم حلم حلم شاف فيه إن ولد حيتولد وحيقتله، فأصدر أمر بقتل كل ولد ذكر يتولد، لما بلغ اللي قتلوهم من الأطفال عشرين ألف طفل.
إبراهيم كانت أمه حامل فيه وآزر أبوه كان خدام عند الملك يعبد الأصنام، أمه وهي حامل فيه، خافت عليه وراحت ولدته جوا غار، وسدت عليه باب الغار وتراعيه من بعيد لبعيد عشان ترضعه، فكان يكبر في اليوم مقدار شهر، وفي يوم دخلت عليه الغار وجدته بيرضع صباعه، مسكت إيده لقت إن فيه صباع بينزل لبن، وصباع بينزل عسل، وصباع بينزل مية.
ولما كبر سأل أمه قاللها: «أماه ربي مين؟» قالتلو: «ربك أمك أنا.» قاللها: «ورب أمي مين؟» قالتلو: «ربي أبوك.» قاللها: «ورب أبويا مين؟» قالتلو: «رب أبوك الملك النمرود.» سألها: «ورب النمرود مين؟» قالتلو: «رب النمرود الأصنام.» قاللها: «ورب الأصنام مين؟» قالتلو: «اسكت أحسن النمرود يبعت يموتنا.»
ولما كان ابن سنة شاف النجوم بتنور في السماء قال: «دا ربي.» غابت، قال: «لا دا مش رب.» القمر طلع قال: «دا ربي.» غاب قال: «لا دا مش رب.» الشمس طلعت بدري ونورت السما، قال: «دا ربي.» آخِر النهار غابت، قال: «لا، ربي لا يتحول ولا يزول.»
طلع من الغار، وجبريل مشي قدامه ودله على بيت أمه وأبوه، دفع الباب ودخل عليهم، أبوه قام واقف، وقال: «مين ده؟» أمه قالت: «دا إبراهيم ابنك، وأنا كنت خايفة من النمرود أحسن يقتله.»
وهو أول ما دخل على أبوه عرفه وقاللو: «يابا مين ربك؟» أبوه قاللو: «النمرود ربي.» قاللو: «ومين رب النمرود؟»
أبوه خاف وطلع يجري، دخل على الملك النمرود، وحكاله على اللي حصل من ابنه إبراهيم، وطلب منه الأمان، والنمرود بعت جابه وسأله: «يا إبراهيم مين ربك؟» قاللو: «الله.» قاللو: «وفيه رب غيري، اسجد لي يا إبراهيم.» قاللو: «لا ينبغي السجود لغير ربي المعبود.» النمرود زعل وصقف طلب اثنين، وقاللو: «أنا أقدر أحيي وأموِّت.» ساب واحد وسيف رقبة التاني، وإبراهيم قاللو: «الشمس بتطلع من الشرق، هاتها من الغرب.» النمرود زعل وقاللو: «يا آزر خد ابنك وامشي.» خده وطلع، وهو تاني يوم راح اشترى شوية أصنام، ودار ينادي بيها في البلد: «يا مين يشتري اللي لا ينفع ولا بيضر؟»
•••
النمرود كان عامل قصر كبير، وحاطط فيه أصنام، وكل سنة يعملو عيد كبير للأصنام ويدبحوا دبايح، ويمدوا الأكل والطبالي، والنمرود طلب من آزر إنه يحضر العيد ويجيب ابنه معاه، راح إبراهيم مع أبوه، لقيهم حاطين الدبايح قدام الأصنام، والشياطين تدخل بطونهم وتاكل أكلهم، وهمه يقوموا يسجدوا ويصلوا قدام الأصنام، لحد ما خلصت الحفلة وناموا.
إبراهيم جاب فاس ونزل تكسير في الأصنام، وبعد كدة علَّق الفاس في رقبة الصنم الكبير فيهم.
همه جم الصبح زعلوا واتحسروا، وقالوا: «مين اللي عمل كده؟» واحد منهم قاللهم: «دي عملة إبراهيم.» جابوه وسألوه: «ليه عملت كدة؟» قاللهم: «اسألوهم.» قالولو: «هيه الحجارة بتنطق.» قاللهم: «يبقى اللي عمل دا كبيرهم.»
•••
ودي كانت أول مرة يكذب فيها سيدنا إبراهيم، وعشان ما قالشي الحق، وعشان كدة ما قدرش يقابل ربنا.
والكفار اتشاوروا مع بعض، وقالوا: «إحنا لازم نحرقه.» ولموا الخشب والحجارة، وعملوا حريقة عالية في السماء، ومسكوا إبراهيم وقلعوه ملط زلط، ورموه في وسط النار، وهو عمال يضحك ويقولهم: «أنا بردان.» وهمه لما شافوه طالع من النار زي ما هوه، مسكوه من إيديه لتنين وطلعوه م البلد.
مشي راح أرض مكة، واتجوز ستنا سارة، وبعد كدة هاجر، وبنى الكعبة والحرم. وبعد كدة كبر وشاب، والغلا والقحط ملا البلاد، الناس كانت بتاكل لحم بعضها.
والملك النمرود كان يدي للي يسجدلو، وراح سيدنا إبراهيم يجيب غلة من النمرود وقاللو: «اسجد لي وأنا أديك.» قاللو: «السجود لربي المعبود.» النمرود قاللو: «طب روح خللي ربنا يديك غلة.» وقاللو: «يا إبراهيم خللي ربنا بتاعك ييجي يحاربني.» وقام النمرود على حيله عمل له تابوت خشب، وكان مربي عنده أربع نسور شديدة معلوفة عال، والتابوت كان عامل زي البيت، فدخل وقعد فيه وحوليه الوزرا بتوعو، وربط النسور في التابوت، وأمرهم بالطيران، طارت النسور في الجو بالتابوت في السما فوق، والنمرود سمع نداء من فوق: «رايح فين يا عدو الله، وبينك وبين السما خمسميت عام؟»
النمرود افتكر أن دا رب إبراهيم، سحب الحربة بتاعته، وضربها في الجو، جت في سمكة كبيرة، والسما نطرت دم، فالنمرود فرح وهلل: «افرحوا قتلت رب إبراهيم ودمه أهو في كفي.»
سيدنا جبريل صرخ صرخة فالنسور داخت، والتابوت وقع بيهم في البحر، الوزرا ماتت من الخوف، والنمرود طلع من التابوت وسط البحر شايب وشعره أبيض، بعت جاب إبراهيم وقاللو: «هاتلي ربك قدامي هنا يا يغلبني يا أغلبه.» ربنا قال لسيدنا إبراهيم: «اطلب من النمرود يختار أي حاجة تحاربه حتى الطيور.»
النمرود قال: «أنا أختار الناموس.»
ربنا بعتله الناموس، وبقى الناموس طاير في الجو وفرحان، وكل ناموسة تقول للتانية: «الحقي عندنا فرح النهارده عند النمرود.»
والنمرود لم جيوشه وصفهم وضرب في النفير والحرب اشتغلت، الجيوش تحت والناموس فوق يقرص الواحد منهم القرصة يطب ميت مكان ما هو واقف، لما كل لحمهم وهضمهم.
النمرود واقف وحديه، وجت ناموسة ضعيفة جناحها مكسور، وراحت داخله مناخيره، وفضلت تنخب في مناخيره، لحد ما طلعت على فوق على مخه، فهو بقي زي المجنون، والناموسة بتاكل في مخه، وخلى الخدم اتلموا عليه، واللي في رجله صرمة والا جزمة قلعها ونزلوا ضرب على دماغه لما فلقوا دماغه واترمى في الأرض، وهو بيموت طلعت الناموسة من دماغه وقالتلو: «فتك بعافية.» ومات النمرود.
وملك سيدنا إبراهيم الكعبة، وهو وابنه البكري وإسماعيل.
العنقاء وسيدنا سليمان
سيدنا سليمان كان مكشوف عنه الحجاب، شاف إن بنت ملك حاتتولد الليلة دي، وحايفعل فيها ابن وزير الملك في الحرام.
جمع الطيور والوحوش وقاللهم حزر: «هل الحذر يمنع القدر؟» فجميع الطيور والحيوانات والريح والصجر قالوا: «لا.» فيما عدا العنقاء اللي قالت: «أيوة الحذر يمنع القدر.»
ولما العنقاء اتمسِّكت برأيها دون عن الجميع، سيدنا سليمان قال للعنقاء: «طيب، نشوف.»
•••
مرات الملك ولدت البنت في الليلة دي، وعملوا الفرح ودبحوا الدبايح، ولما العزومة خلصت دخلت العنقاء من شباك السراية شالت بنت الملك المولودة بلفتها، وراحت حطتها في أعلى شجرة عالية في الجبل اللي برا المدينة، وبنت لها عش كبير، وبقت تأكِّلها وتسقيها والبنت تكبر، وكل يوم تنتظرها زي أمها اللي ولدتها، لحد ما كبرت وبقت عروسة جميلة، ولا نزلتش أبدًا من على الشجرة.
•••
ولما ابن الوزير كبر، ركب الحصان وطلع يصطاد في الجبل، الحصان عطش فراح يسقيه من بحر صغير تحت الصجرة دي، وميل يسقي الحصان، شاف في الميه الرايقة بنت جميلة قوي، رفع راسه لقاها فوق الصجرة عمالة تطل عليه وتشاورلو، قال: «إيه اللي طلع البنت الحلوة دي فوق الصجرة العالية دي؟!» وسألها: «مين اللي طلعك فوق؟» قالتلو: «أنا فتحت عنية لقيتني هنا.» قاللها: «وإنتي بنت مين؟» قالتلو: «بنت أمي.» قاللها: «أمك مين؟» قالتلو: «العنقاء.»
ولما البنت عجبته، قاللها: «طيب أنا عايز أتصل بيك وأنام معاك.» قالتلو: «طيب ادبح الحصان واسلخ جلده، وخيط الجلد وادخل جواه، وأنا أخللي أمي العنقاء، تجيبك عندي وتتصل بية.»
راح الولد عمل زي ما قالتلو، ولما رجعت العنقاء للبنت وجدتها بتعيط وتقطع في شعرها الطويل، وتقول: «أنا وحيدة، وحافضل طول عمري وحيدة.» العنقاء قالتلها: «طيب وإيه اللي أقدر أعمله.» البنت قالتلها: «عايزة جلد الحصان المرمي تحت الصجرة ده، يونسني وألعب بيه.» طارت العنقاء، ونزلت على الجلد، رفعته وابن الوزير فيه، وحطته جنب البنت على الصجرة، وهية طارت من هنا، والولد طلع من الجلد، ونام مع البنت وخد بكارتها.
•••
جمع سيدنا سليمان الطيور والوحوش، وكرر عليهم الحزر: «هل الحذر يمنع القدر؟» جميع الطيور والحيوانات ردت قالت: «لا.» والعنقاء اتمسكت وقالت: «أيوة.» سيدنا سليمان طلب منها وقاللها: «طيب روحي هاتي الأمانة.» راحت العنقاء جابت البنت وجلد الحصان اللي فيه ابن الوزير، وحطت لتنين قدام سيدنا سليمان.
نادى سليمان على البنت والولد، البنت قامت واقفة ولقوها حامل بطنها لقدام، والولد فتح جلد الحصان وطلع منه ووقف ساكت جنب البنت.
العنقاء انكشفت وقالت: «صحيح الحذر لا يمنع القدر.» ومن يومها سابت العنقاء مسكن أعلى الشجر وسكنت الجبال.
داود وأوريه
سيدنا داود كان متجوز واحدة ست، اسمها مأمورة بنت هنداوي، خلف منها أربعين ملك.
ولما لربعين ملك دول اتجوزوا أربعين زوجة وعملوا الفرح، كانت كل الناس مبسوطة وفرحانة، ما عدا الست مأمورة أمهم كانت مغمومة وحزنانة، وتقول: «يا رب دا حلم والا علم؟»
واللي شافته الأم لقيته تاني يوم الفرح الصبح، راحت تصحي أولادها من النوم، لقيتهم كلهم متمددين مسبلين ميتين.
الأم زغردت وجريت فرحانة على جوزها داود، وقالتلو: «قوم صاحب العوض موجود.» داود صحي من النوم وسألها: «فيه إيه؟» قالتلو: «لربعين عريس ولربعين عروسة ماتوا.» داود قام طل في وشوشهم وجسدهم لقيهم مغسلين ومكفنين.
واجتمع المسلمون من كل حتة عشان يشوفوا إيه اللي حصل، وحضر القطب المتولي وأولياء الله، شالوا الميتين دفنوهم في ترب سيدي إسماعين.
وقت دفن الميتين حضرت الملوك اللي داود كان مناسبهم ومجوز بناتهم لأولاده، وطلبوا من داود إنهم يأخذوا جثث بناتهم الميتين، داوود قاللهم: «يعني إنتوا حاتخدوهم تصحوهم؟» سابوا الجثث مشيت ورا بعض، والصبر عم الجميع.
الأم طلبت من ربنا شوية صبر، فنزل جبريل وصبَّر داود ومراته على البلوة اللي لا حصلت ولا حاتحصل بعد كدة.
لكن شوف لتنين تحملوها،
فرقوها على بعض وشالوها.
ولما جت الناس تعزي داود، قاللهم: «إيش يعمل الحاسد في الرازق؟»
ربنا بعد كدة عوض على داود بسليمان، يطيعه أهل الأرض والجن والريح والطير، وكانت لبساه عافية أهل السماء وأهل الأرض.
ولما كبر سليمان وأمه سألته: «ليكش حد في الدنيا يا سليمان؟» قاللها: «لية، التمانين إخواتي ونسوان إخواتي.»
وفي يوم شاف سليمان مَلَك الموت رايح لأبوه داود يسأله: «على بيت مين رايح يا أمير؟» قاللو: «رايح بيتكم ضيف يا سليمان.»
سليمان راح قال لأمه: «أبويا عاوز يزور إخواتي، ساعته جت.»
ولما داود مات، أخفت الأم نفسها، وما شفتش مشهده أبدًا، وخافت لتغلط وتعيط.
وطلع أهل الأرض والجن والبهايم والوحوش يحضروا دفنة الملك داود صفوف صفوف.
سليمان حط نعش أبوه الميت ما رضيش يخللي حد يدفنه، فالأرض من نفسها تحركت وطبقت عليه.
وما رضيش سليمان ياخد عزا في أبوه، وقاللهم: حبيب قابل حبيبه يا أهلي افرحولو،
ممنوع البكا ومد الإيد ولحبيبكم افرحولو.
الخضر والصياد
راجل كبير واقف يصطاد بالليل سمك من البحر، وكل ما يرمي الشبكة في البحر ويطلعها تطلع فاضية.
رجل تاني عجوز شافه بيصطاد بالليل، فوقف وراه يتفرَّج عليه، وبعدين جه جنبه وقاللو: «يا عم حد يصطاد سمك نص الليل؟!»
الصياد قاللو: «امشي في سكتك.»
قاللو: «يا عم قوللي على حكايتك.» الصياد قاللو: «أنا لفيت الدنيا حتة حتة، أدور لي على صاحب، مالقيتليش صاحب في البر، فبدور في البحر على صاحب.»
الراجل قاللو: «طيب، نصاحب بعض.» الصياد لم شبكته ومشوا سوا، طلعوا الجبل، عطشوا وجاعوا مع بعض، ولما الليل دخل عليهم، قالوا: «واحد ينام والتاني يحرسه.»
الصياد نام، والراجل التاني قعد صاحي عطشان وجعان، شاف واحدة ست بيضة جميلة جاية عليه، شايلة قلة مية على إيد، وعلى الإيد التانية صينية فيها كل ما تشتهي النفس، وتحت باطها سيف، وقرَّبت منه.
الراجل الصاحي قاللها: «يا ست قربي شوية واسقيني.» قالتلو: «أنا كلي لك، جسمي لك، والأكل دا كله لك، والمية الباردة لك، بس عايزة منك حاجة بسيطة تعملها لي، تاخد السيف دا وتقتل صاحبك اللي نايم جنبك.» أعطت له السيف، هو سحب منها السيف، وقام وراها، وجا يضربها بالسيف، السيف فات فيها، وبص مالقيهاش ولا لقي السيف.
ولما اللي كان بيدور على صاحبه في البحر استكفى وقام من النوم والتاني نام.
الصاحي بص في الظلمة لقي الست البيضا الجميلة جاية عليه، على إديها الأكل والشرب، ولما قاللها: «اديني بق مية.» وقالتلو: «أنا كلي لك.» وطلبت منه إنه يقتل صاحبه بالسيف، وعطته السيف، واتلفت عشان يضرب صاحبه اللي نايم، قام اللي نايم ومسك دراعه وصرخ في وشه: «بص وراك.» بص ما لقيش حد أبدًا.
واللي كان بيدور على صاحبه في البحر بص لقي نفسه وحديه في وسع الجبل.
خطية داود
سيدنا داود كان متجوز تسعة وتسعين واحدة ست، وربنا أداله الملك وعلمه صنعة الحديد، وكان جعل الحكم تلات أيام في الأسبوع: يوم للحكم، ويوم لاجتماع الحريم، ويوم للعبادة، ويوم للحكم، ويوم لاجتماع الحريم، ويوم للعبادة، ويوم للحكم.
وفي يوم وهوا بيتعبد دخلت عليه المعبد حمامة، وكان القائد بتاعه «أوريه» متجوز واحدة ست حلوة، فداود بعته الحرب، وفي اليوم دا كانت الست مرات أوريه بتستحمه وتسرح شعرها، فداود شافها وقال: «لازم أطولها وأنام معاها.»
الأول قال: «أخويا دا عنده ٩٩ نعجة وأنا عندي نعجة واحدة، فأخويا يصح ياخدها؟»
داود زعل وحكم بأن دا ظلم، وإن اللي خد النعجة يُجلَد من قمعه لضفره ويتقتل.
فالملاك قاللو الحكم دا يسري عليك، وإنت اللي لازم تنقتل.
داوود لما سمع كدة فضل يعيط لحد ما نبت العشب من دمعه، وربنا سمعو بينهنه ويعيط قاللو: «اطلب السماح من أوريه وأنا أسامحك.»
داود قال: «لكن دي المدينة اللي مات فيها أوريه بعيدة في آخر الدنيا.»
وراح لحد هناك على رجليه وقعد على قبره وقاللو: «سامحني يا أوريه.» أوريه نادمه من جوا القبر: «مين اللي بينده؟»
قاللو: «أنا داود عايزك تسامحني عشان أنا قتلتك.» قاللو: «دا أنت دخلتني الجنة وأنا سامحتك.»
داود اكتفى بكده وما قدرش يقوللو أنا اتجوزت مراتك، ورجع تاني على المملكة.
ربنا ظهر له تاني وسأله: «عملت إيه يا داود؟»
وربنا سأله: «أخبرته إنك موته عشان تتجوز مراته؟»
قاللو: «لا ما قولتش.»
قاللو: «ارجع تاني لأوريه وقوللو على اللي عملته فيه.»
فرجع تاني وقعد على قبر أوريه وقاللو: «يا أوريه أنا تعمدت موتك علشان أتجوز مراتك.»
أوريه سكت وما ردش عليه، فقعد يعيط ويعيط سبع سنين على قبر أوريه ليل نهار.
وربنا ظهر له وقاللو: «قضيتك يوم القيامة قدام أوريه يا داود، وإذا أوريه سامحك أنا حاسامحك.»
قاللو: «يا رب انقشلي خطين على كفي.» فربنا نقشهاله، وكان كل ما ييجي يعمل حاجة يشوف خطيته في كفه ويعيط.
وخلف من الست مرات أوريه اللي اتجوزها سيدنا سليمان.
•••
وسليمان بعد أبوه ما مات تولى الملك بعديه، وطلب قال: «يا رب اوهب لي ملك ما يكونش لحد من بعدي.»
وربنا سخر له الإنس والجن والعفاريت وحيتان البحر والهوا والنار والطير والنمل، كله تحت إيده، والطيور تخليه قاعد وتيجي من فوق رأسه وتضللو، وهو كان يعرف اللي حاضر من اللي غايب، وفي يوم بص على الهدهد ما وجدوش، سأل: «فين الهدهد؟» قاللو: «مش موجود.» قال: «إذا ما جاش الهدهد حا أدبحه وأعذبه.» وهو في القول ومتله بص لقي الهدهد جي، سأله: «كنت فين؟» الهدهد قاللو: «يا سليمان أنا جيتك من سبأ بنبأ. أنا كنت في بلاد اليمن وشفت هناك ملكة اسمها بلقيس بتحكم على اتناشر مملكة، وبتعبد الشمس من دون الله.»
سليمان قاللو: «أنا حا أكتبلك مكتوب يا هدهد وروح ويه لها، إن آمنت بالله آمنت، وإن رفضت حاحاربها.»
كتب المكتوب وأداه للهدهد وقاللو: «استخبى واسمع الكلام وتعالى قوللي.» الهدهد خد المكتوب وراح وجدها نايمة أسقط المكتوب عليها، ولما قامت وقرأته، جمعت الوزرا وقرأته عليهم: «من الملك سليمان، ما تعدوش علية وتعالوا مسلمين.» وسألتهم: «نعمل إيه؟» فقالوا: «نحارب وراك.» وبعدين قالت: «أنا حاروح أشوف بنفسي.» والهدهد سمع الكلام وراح قال لسليمان، فسليمان قال: «ما دامت جيه بجيشها واحد يروح يجيب قصرها لحد هنا.» جني قاللو: «قبل ما تقوم من مطرحك يا سيدنا يكون القصر هنا.» سليمان قال: «لا، أسرع من كدة.» جني ثاني قاللو: «قبل ما تغمض عنيك.» غمض عنيه وفتحهم لقي قصرها جنب قصره، وأمر الجن تفحت خندق حوالين قصرها وعمل الخندق بالإزاز.
وهيه أول ما دخلت بجيوشها المدينة عمل لها التكريم اللازم، وأمر جيوشه إنها تدخلها قصرها تتفرج عليه.