أفلاطون والمرأة
«هل كان أفلاطون حقًّا نصيرًا للمرأة؟ هل كان أولَ فيلسوف يدعو إلى المساواة بين الرجُل والمرأة، كما هو شائع في كثيرٍ من الكتب الفلسفية؟ أكان حقًّا رسولًا لحقوقها في العالَم القديم؟ وهل سبقَ حركاتِ تحرير المرأة عندما دعا إلى عِتقها من سِجن الحريم؟»
يُجيب الدكتور «إمام عبد الفتاح» عن هذه الأسئلة، التي وصفها بعضُ الباحثين باللُّغز المحيِّر، من خلال استعراضه لوضع المرأة في المجتمع الإغريقي آنذاك بين نموذجَين متناقضَين، هما: النموذج الأثيني الذي سجَنَ المرأة في ركنٍ مُظلِم، هو الحريم، والنموذج الإسبرطي الذي جرَّدها من أنوثتها لكي تكون امرأةً قوية لا تهمُّها المشاعر والعواطف ولا تلد إلا الأقوياء. ثم يُعرِّج بنا، بالتنقيب في محاوراتِ «أفلاطون»، على رأيه في المرأة؛ فنجد أنَّ عبارات المساواة بين الجنسَين التي نادى بها كانت خدَّاعة؛ لأنها لم تكن مقصودةً لذاتها، وإنما جاءت نتيجةً لإلغاء وجود المرأة وتحويلها إلى رجُل، بسبب إلغاء الملكية واختفاء الأُسرة؛ ومن ثَم اختفى الدور التقليدي لها بوصفها ربَّة منزل؛ لأنه لم يعُد ثمَّة منزل. لكنْ عندما يعود المنزل تعود المرأة إلى دورها التقليدي. كما يكشف لنا «إمام» أيضًا عن حقيقة الحُب الأفلاطوني، والسياق الذي تولَّد فيه، وكراهية أفلاطون للجسد الذي رآه سِجنًا للرُّوح.