الإنسان … اللغة … الرمز: التطور المشترك للغة والمخ
«ثمة قاسم مُشترك واحد بين النموذجَين الرئيسِيَّين اللذَين يُحددان إطار مسألة أصول نشأة اللغة: نشأة وتطوُّر قدرٍ أكبر من الذكاء مقابل نشأة وتطوُّر عضوٍ خاص باللغة؛ إذ يُحدَّد النموذجان في ضوء مشكلة تعلُّم قدرٍ كبيرٍ جدًّا ومُعقد من القواعد والإشارات، ويَفترض النموذجان أن الأنواع الأخرى ضعيفة في تعلُّم اللغة؛ لأن اللغة شديدة التعقُّد بحيث يصعُب عليها تعلُّمها.»
جاءت فكرة هذا الكتاب عندما أثار طفلٌ في السابعة من عمره سؤالًا مهمًّا وجوهريًّا حول اللغة، ألا وهو: «أليست للحيوانات الأخرى لغةٌ خاصةٌ بها؟» ليبدأ المؤلِّف في البحثِ حول أصول نشأة اللغة والوعي وتطوُّرهما عند البشر، والبحثِ في أوجُه الاختلاف بين اللغة وأشكال الاتصال الأخرى، ولماذا تُواجِه الأنواع الأخرى صعوباتٍ لا قِبَل لها بها عمليًّا عند محاولة تعليمها ولو لُغةً بسيطة، وكيف تطوَّرت بنية المخ بحيث أمكنها التغلُّب على هذه الصعوبات. ويركز المؤلِّف في بحثه على طبيعة اللغة فيُظهر السبب وراء اقتصارها على النوع البشري، وعلى المخ البشري فيُحدد بنيته والجانب المختص بالمشكلات التي تطرحها مسألة اللغة. ويدرس المؤلِّف أيضًا تطوُّر اتساع نطاق منطق الانتخاب الطبيعي، الذي يُمثل الخلفية الأساسية لتطوُّر المخ البشري واللغة عند البشر.