الهوامش

الباب الأول: اللغة

الفصل الأول: المفارقة البشرية

(١)
لغة الفكر الغريزية mentalese: وهي لغة غير ملفوظة؛ حيث تكمُن المفاهيم في العقل، ويعرفها ستيفن بينكر في كتابه Steven Pinker, The Language Instinct، بما يلي: «اللغة الافتراضية للفكر، أو تَمثُّل المفاهيم والقضايا في المخ؛ حيث تثوي الأفكار ومعاني الكلمات والمفاهيم.» وتتجسَّد الأفكار والمفاهيم في اللغة الاجتماعية المنطوقة والمكتوبة، ويرى أصحاب هذا الرأي أن اللغة غريزية … وهي بعض التكوين البيولوجي للمخ … ومهارة مركبة مُتخصصة تنمو تلقائيًّا لدى الطفل دون جهدٍ واعٍ بها أو تلقين، ومن ثَم فهي واحدة لدى الأفراد، ومُتمايزة عن قدراتنا العامة لمُعالجة المعلومات، بمعنى أن لغة الفكر الغريزية هي مكوِّن وراثي للإدراك المعرفي في المخ البشري. [المترجم]
(٢)
نظرية «المسخ الواعد» hopeful monster theory، عبارة اصطلاحية في البيولوجيا التطورية للقول بضرورة حدوث طفراتٍ تطورية مفاجئة تُفسر كيفية ظهور أنواع بيولوجية جديدة، وترى أن هذا الحدث التطوري المفاجئ يُفضي إلى نشوء أو تطوُّر نوع أحيائي جديد، ويعتبر هذا حدثًا إيجابيًّا؛ لأنه يُسهم في إنتاج جماعاتٍ تطورية رئيسية غير مسبوقة، وأول من صاغ هذه النظرية عالم الوراثة الألماني ريتشارد جولد شميت Richard Gold Schmidt، الذي اعتقد أن التغيرات التدريجية البسيطة لا تسدُّ الفجوة الفاصلة من نوع إلى نوع آخر، بمعنى أن التطوُّر ليس إضافاتٍ صغيرة، بل هو تغيُّر كامل من النمط السابق إلى نمط جديد تمامًا. [المترجم]

(٣) اعتمدت أفلام الخيال العلمي الكلاسيكية على فكرة أن كوكب الأرض سوف يشهد في المُستقبل ظهور وتطور قردة عُليا أخرى ذات قامةٍ مُنتصبة وقادرة على الكلام، وسوف تُعيد نوعًا من صيغةٍ خاصة بالقِرَدة العُليا في صورةٍ مُماثلة للمجتمعات البشرية.

(٤)
للاطلاع على عرضٍ حديث رائع للدراسات عن الاتصال الحيواني في البرية انظر: Marc Hauser (1996), The Evolution of Communication.
(٥)
ولكن بعض علماء اللسانيات يؤكدون أن اللغة خاصية بشرية مُميزة، وتعتمِد على معرفةٍ لغوية مدمجة فطرية، وأن الترجمة من وإلى لغةٍ غريبة حقًّا شبه مُستحيل، وسوف نعود إلى هذه المسألة فيما بعد لبيان كيف أن اللغات الرمزية مُختلفة جذريًّا بعضها عن بعض. انظر: Bellugi and Klima (1982).
(٦)
صدر كتاب حديث لمؤلِّفه: Robin Dunbar (1997), Grooming, Gossip and the Evolution of Language. See also Dunbar (1992 a, b)، ويعرض إضافةً متقدمة مُستعينًا باستقراء سلوك ولُغة الحيوان.

(٧) رائد هذا الاتجاه المفكر التطوُّري ريتشارد جولد شميدت.

(٨)
حواء الميتوكوندرية mitochondrial Eve: وصف لأُنثى افتراضية يعتبرها الباحثون السلَف الأحدث المُشترك بين البشر، ومن نسلها خرجت كل الإناث على مدى العصر، ويعتقد الباحثون أن حواء الميتوكوندرية، أي السلف الأنثوي الأول، أو نقطة التفرع الأولى، عاشت منذ حوالي ٢٠٠٠٠٠ سنة في شرق إفريقيا على الأرجح، وهذا هو الوقت التقريبي لانفصال الهومو سابينس سابينس (أي الإنسان الحديث تشريحيًّا) عن الأنواع الأدنى، وتشكلت مجموعات بشرية متمايزة، وينفي هذا الفرض فرضًا آخر يقول بأن نشأة الهومو سابينس سابينس انتشرت في مناطق عديدة. [المترجم]
(٩)
مسرحية موليير The Imaginary Invalid (Le Malade Imaginaire) can be found in The Misanthrope and Other Plays, translated by John Wood (Baltimore: Penguin Books; 1953).

الفصل الثاني: الافتقار للكلمات

(١) انظر على سبيل المثال بيكيرتون ١٩٩٠م.

(٢)
Seyfarth, Cheney, and Marler (1980).

(٣) مثال، عدد من أنواع الطيور المختلفة تستخدم صيحاتِ تحذير مُماثلة للتمييز بين حيواناتٍ مفترسة مثل الصقر والبومة، وسبق أن اقترح بيتر مارلار (١٩٥٩م) أن إمكانية التمركز الموضعي لهذه الصيحات ربما كان عاملًا حاسمًا لتحديد شكل تطورها.

(٤)
حدَّد عدد من الباحثين الخطوط العامة لمِثل هذا السيناريو، ومن هؤلاء عالم اللسانيَّات Derek Bickerton, Language and Species 1990.
(٥)
Cheney and Seyfarth (1990).
(٦)
انظر Grice, 1969، وأؤكد أن هذا كان ثانويًّا بالنسبة للاتصال اللساني.
(٧)
Frege (1879).

(٨) يقدم هذا المثال استثناءً مُهمًّا يؤكد قاعدةً هامة عن تحديد معاني الكلمات في لغةٍ ما.

(٩)
جدير بالملاحظة أن هذه الآراء دافعَ عنها كلٌّ من الفيلسوفَين Saul Kripke (1972) and Hilary Putnam (1975).

(١٠) اقتباسات مختصرة من كتابات بيرس، وتضمنت عددًا من كتاباته عن السيميوطيقا.

(١١)
انظر Hernstein, et al. (1980).

الفصل الثالث: الرموز ليست بسيطة

(١) دو سوسير ١٩١٦م: عمدت إلى تبسيط هذه الرواية كثيرًا عن وصف سوسير؛ إذ إنه أقرَّ بوجود «مستوًى» عمودي لتلك المرجعية مُرتبط بالعمليات التوليفية والمتغيرة زمانيًّا للغة.

(٢) سوف أتجنَّب غالبية مصطلحات بيرس المُعقدة وأقنع بالسياق الفلسفي الفريد الذي ضمَّنه نظريةً عن السيميوطيقا، ومع ذلك أعتقد أن التحليل التالي سيظل وثيقًا جدًّا باستبصاراته الأصلية التي ركزَتْ على التمثيل من حيث هو عملية وليس علاقة سكونية، كما أقر بأن أنماط الإشارة ذات مستوياتٍ تراتُبية للتمثيل وليست بدائل تصنيفية مُتعارضة.

(٣) لغة الإشارة الأمريكية هي اللغة السائدة بين الصُّمِّ البُكم الأمريكيين، وفي بعض أنحاء كندا بين المتحدِّثين بالإنجليزية، وكذلك في بعض مناطق المكسيك. وجدير بالإشارة أن لغة الإشارة السائدة في بريطانيا مختلفة على الرغم من أن الإنجليزية هي لغة البلدَين، وليس بوسع هؤلاء أن يفهموا لغةَ أولئك، ولغة الإشارة الأمريكية اقرب نسبًا إلى لُغة الإشارة الفرنسية، ولكل لغةٍ قواعدها النحوية وبناؤها النحوي في بناء الجُمَل. [المترجم]

(٤) سوف نُناقش بمزيدٍ من التفصيل في الفصل ١٣ الطبيعة الرمزية للدعابة.

(٥)
انظر Savage-Rumbaugh, et al. (1978; 1980); and Savage-Rumbaugh (1986)، وأنا أركز هنا على اثنتَين من الشمبانزي الأربعة اللتَين حقَّقتا نجاحًا كبيرًا وهما شيرمان وأوستن واللتَين واصلَتا مشاركتهما في التجارب التالية عن اللغة.

(٦) العرض في كتاب سافاج-رومبو وليوين.

(٧)
Rumabugh (1977).

(٨) عمدتُ إلى تبسيط النموذج قليلًا بأن لم أذكر دليلًا إضافيًّا أشار إلى بداية المحاولة، وآخر للإشارة إلى هدفه، وهذان لا صلةَ جوهرية لهما بالمشكلة إلا كعوامل إضافية لحرفِ الانتباه؛ نظرًا لأنهما لا يتغيران من محاولة لأخرى.

(٩)
Savage-Rumbaugh and Lewing (1994).
(١٠)
Kohler (1927).
(١١)
Piaget (1952).

الفصل الرابع: خارج المخ

(١) تشومسكي ١٩٧٢م، ١٩٨٠م، ١٩٨٨م.

(٢) انظر صياغة قديمة لهذه الحجة صاغها تشومسكي وميللر ١٩٦٣م.

(٣) كرستيانسن (تحت الطبع): تشبيه اللغة بالكائن الحي جرى استخدامه كمبدأ مساعد لفهم تغير اللغة، ولجأ علماء اللسانيات إلى ذلك منذ مطلع القرن الماضي، وإنَّ من أشهر هؤلاء أوجست شلنجر الذي رأى في منتصف القرن التاسع عشر ضرورة تحليل اللغة في صورة كائناتٍ حية لها شجرة نسَب خاصة بكلٍّ منها، ويمكن تتبُّعها كما نتتبع شجرة العائلة العرقية مُستخدمين السمات المشتركة الموروثة.

(٤)
Berlin and Kay (1969).
(٥)
Rosch (1978)، وانظر المناقشات الأخرى في المجلد نفسه للاطلاع على المزيد من التفاصيل والأمثلة.
(٦)
LGN: lateral geniculate nucleus أو النواة الركبية الجانبية، وهي مركز التحويل الأساسي للمعلومات البصرية في شبكة العين — موجودة في التلاموس. [المترجم]

(٧) استعرتُ هذا المصطلح من نيلسون جودمان (١٩٥٥م)؛ إذ استعملَه في مناقشةٍ له لفكرةٍ مُماثلة عن مشكلات «إسقاط المرجعية» اللغوية على استخداماتٍ مستقبلية في معرض تأكيده عدم وجود أساسٍ كافٍ يضمن اتِّساق المرجعية مستقبلًا.

(٨)
Jackendoff (1992; 1994).

(٩) انظر سافاج–رومبوف ولوين ١٩٩٤م.

(١٠) جرينفيلد وسافاج–رومبوف ١٩٩٠م.

(١١) جولد ١٩٦٧م.

(١٢) نجد تاريخًا طويلًا لهذا الحوار في فلسفة العلم الذي انصبَّ على هذه المشكلة النظرية بشأن استخلاص قواعد عامةٍ من عددٍ محدود من الأمثلة، وثمة اتفاقٌ عام على أن القواعد التي نُطبقها عند وصف أحداثٍ طبيعية (مثل قوانين الفيزياء) لا يُمكن تحديدها عن طريق الاستدلالات الاستقرائية التي نستخدِمها لتبريرها؛ انظر أيضًا هامش ٦ عن نقد جودما للاستقراء.

(١٣)
Ramsey and Stich (1991).
(١٤)
Newport (1990; 1991).

(١٥) مثال: جزء من الرُّكن اليساري الأدنى من صورةٍ ثلاثية الأبعاد لوجهٍ نحتاج إلى النظر إليه نظرةً مائلة من أسفل الجانب الأيسر، ونظرة للوجه من أسفل وأخرى إلى اليسار، وللأسف أن نوع الصور ثلاثية الأبعاد المستخدمة في بطاقات الائتمان أو صور السوق تُعطي مدًى محدودًا للغاية.

(١٦)
Elman (1991; 1993). See also Elman, et al. (1996), Rethinking Innateness. للاطلاع على مزيدٍ من المناقشة للكيفية التي يمكن بها لنماذج الشبكة العصبية أن تساعد في تفسير دور انحيازات التعلُّم في تطوُّر اللغة.

(١٧) ليس متوقعًا نتيجةً لذلك تجنُّب جُمَل بلا معنى وصحيحة نحويًّا على نحو ما أوضح شومسكي من خلال أمثلةٍ مشهورة.

(١٨) جملة محورية مُبسطة تمامًا مثل «يتعقب كلب الكرة.» «الكلب لاعب بارع.» يمكن توليفها في زمن آخر وعلامات لتكوين جُملةٍ مُركَّبة مثل «الكرة التي تدحرجت تحت الكرسي كان يتعقبها كلب بارع في اللعب.»

(١٩) لمزيد من العرض التفصيلي لهذه الفوارق أحيل القارئ إلى بحثٍ حديث كتبه كلارك وثورنتون (تحت الطبع)؛ إذ يُمايزان بين نمطَين من مشكلات التعلم يحملان صفة نمط ١، ونمط ٢؛ حيث مشكلات نمط ١ يمكن حلها مباشرة مُستخدِمين قواعد إحصائية موجودة في أنماط المدخلات، ولكن مشكلات نمط ٢ موزعة وفقًا لقواعد مطبَّقة على نطاقٍ واسع، وتثبت بشكلٍ عامٍّ أن مشكلات نمط ٢ لا يمكن حلُّها بأي نوعٍ لنموذج تعلم لم تتوفَّر عنه معلومات مهما كان قويًّا.

(٢٠) يشير المصطلح إلى «دعامات سان ماركو»، وهذه استعارة من بحثٍ كتَبه جولد وليونين عام ١٩٦٩م عن أخطار الحجج التي تتحدَّث عن قواعد انتخابية عامة وشاملة في التطور.

(٢١)
Bickerton (1981; 1984; 1990).
(٢٢)
للاطلاع على عرض تفصيلي انظر Todd (1974)، ونجد عرضًا موجزًا لبعض الحجج الرئيسية (ليست حديثة تمامًا) مع أمثلة عديدة كتبها دافيد كريستال في موسوعة كمبريدج عن اللغة (١٩٨٩م).
(٢٣)
المُقيد النحوي modifier: كلمة أو شبه جملة أو عبارة تُحدد معنى كلمة أو مجموعة كلمات. [المترجم]
(٢٤)
المورفيمة morpheme: أصغر وحدة لغوية ذات معنى مثل السوابق واللواحق. [المترجم]

الباب الثاني: المخ

الفصل الخامس: حجم الذكاء

(١)
Holloway (1995).

(٢) ثمة دراسات تفيد بأنه في حالة مستويات التنبيه فوق العادية، ويشاركها عادةً بكلمة «إثراء» يمكن زيادة حجم المخ وغير ذلك من مقاييس بِنية المخ من مثل سُمك قشرة المخ وذلك بحفزها لذلك، ولكن بوجهٍ عام فقد تَحدد هذا الفارق بالنسبة لحيوانات «ضابطة» تم إبقاؤها في بيئات فقيرة من حيث التنبيه (من نمط أقفاص المعامل)؛ لهذا أعتقد أن ما تم إثباته هو على الأرجح ما يُمكن تفسيره على أنه نتائج بفعل تأثير الحرمان الحِسِّحركي. وأحسب أنه رهان جيد أن حيوانات المعمل الموجودة داخل بيئاتٍ بها «إثراء» تنبيهي محرومة أيضًا من تنبيهٍ وتحدِّيات بيئية إذا ما قورنت بأبناء عمومتها من الضواري.

(٣)
فكرة تقييم ذكاء الأنواع على أساس نسبة المخ/الجسم بدلًا من حجم المخ بدأ الترويج لها في القرن الثامن عشر على يدَي عالم الفسيولوجيا ألبرشت فون هاللر هو ومعاصره عالم التشريح المُقارن العظيم جورج كوفيير، ومع النصف الثاني من القرن التاسع عشر أثار علماء البيولوجيا جدلًا حاميًا عن صدى صواب الحجم المُطلق للمخ مقابل نسبة المخ/الجسد. ودار الجدل في دراساتٍ عن فوارق الذكاء البشري وطرُق ارتباطها بالاختلافات الجنسية أو العرقية أو السلالية. ونظرًا لأن التحليلات المختلفة أدَّت إلى ظهور اتجاهاتٍ مختلفة، فقد كان ممكنًا دائمًا تقريبًا إيجاد تحليل يتوافق مع ميول المرء (أو انحيازاته الأيديولوجية). وعرض ستيفن جاي جولد معالجة حذِرة بشأن تأثير هذه الانحيازات على عِلم المخ خلال القرنَين الماضيَين، وذلك في كتابه The Mismeasure of Man (1996) .

(٤) ليس واضحًا ما إذا كان سنيل (١٨٩١م) كان يعرف حقيقةً شيئًا عن تحليل براندت (١٨٦٧م).

(٥)
Harry Jerison, The Evolution of the Brain and Intelligence.

(٦) سبق تقديم تفسيراتٍ تشريحية وثيقة الصِّلة في لُغةٍ مختلفة اختلافًا طفيفًا من حيث المصطلحات، وقدَّمَها اثنان من العلماء المشهورين السابقِين على جيريسون في مجال المخ والذكاء/الحجم، وهذان هما إي. دوبوا (١٩١٣م)، وجي. فون بونين (١٩٣٧م).

(٧)
أعتقد بوجهٍ عام أن الكلفة النسبية للعمليات الحيوية (الأيض) جراء امتلاك مخٍّ ضخم تميل إلى زيادة التأكيد في الدراسات التطورية، وورد أنها سبب مُهم لمشكلات إنتاج الحرارة وتبديد الحرارة في نظرية المِشعاع وزيادة حجم المخ عند الهومينيد. (Falk, 1990) باعتبار ذلك قيدًا رئيسيًّا يؤثر في شروط ومُتطلبات البحث عن الطعام (Allico and Wheeler, 1995)، وتكون محدودة من حيث الحجم بسبب كمية الطاقة التي يمكن أن يمدَّها الجسم (Armstrong, 1990)، وتم استقراء هذه الفروض من ترتيب حجم أيض المخ الأضخم بالقياس على الكتلة في حالة السكون بالمقارنة بنظيرتها من الأنسجة الأخرى. والعبارة المفتاح هنا هي «حالة السكون»؛ ذلك أن السكون أو الأيض الأساسي basal metabolism ربما لا يكون المقياس الأهم نفعًا في المصطلحات التطورية. والحقيقة أن من الصعب الإجابة على سؤال عن: ما قسط الطاقة، من بين الأيض الكامل، الذي يلزم الأمخاخ في ظلِّ ظروف النشاط العادية؟ ولكن عند المقارنة بإجمالي استهلاك الطاقة نجده يتضاءل على نحوٍ دوري بالقياس إلى الكمِّ اللازم عندما لا نكون في حالة سكون، ونحتاج إلى استخدام العضلات بقدرٍ كبير حتى في الأنشطة اليومية مثل السعي بحثًا عن الطعام.
(٨)
D’Arcy Thompson (1917).
(٩)
Ewen Macphail (1982).

(١٠) انظر بيترمان (١٩٧٥-١٩٨٨م) مقارنات بشأن التعلم بين الفقريات واللافقريات.

(١١) هذا الكتاب عرضه دون رومبوغ وزملاؤه في بحث عام ١٩٩٦م ضمن كتاب البحوث النفيسة اليابانية.

الفصل السادس: تباعد مُطَّرد

(١) أيًّا كان الأمر، انظر كتابًا صدر حديثًا تأليف ستانلي كوريل بعنوان ذكاء الكلاب، عام ١٩٩٥م؛ حيث نجد مناقشة تتَّسم بالحيوية مع اختيارات ذكاء مقارنة لفصيلة الكلاب.

(٢) درجة تغير قياس حجم المخ الحجم/الجسم داخل نوع ما هي فقط من ٠٫١ إلى ٠٫٢ بالمقارنة لدرجات ٠٫٦-٠٫٨ التي لُوحظت بين كلِّ مراتب الثدييات، وكان لابيك ١٩٠٧م أول من أثبت ذلك مع مطلع القرن في دراسةٍ له عن الكلاب.

(٣)
Coren (1995).
(٤)
Kruska (1988).

(٥) تم اكتشاف أول هذه الجينات من خلال بحثٍ عن أسباب طفرات ذبابة الفاكهة، التي أنتجت قطاعاتٍ إضافية مضاعفة للجسم مثل تلك التي أنتجت قطاعًا إضافيًّا مثل الصدر مع مجموعة أجنحة إضافية.

(٦)
حريٌّ أن نلحظ أن هذه المقارنة بين فقريات/لافقريات زادت تعقُّدًا بسبب فارقَين مُثيرَين للدهشة، وما يزالان غير مفهومَين: جينات HOM في الذباب تُشكل مجموعةً مترابطة أو عائلة ومُنتظمة في ترتيبٍ تسلسُلي على طول الكروموزومة نفسها، ويتطابَق هذا الترتيب مع الترتيب من الأمام إلى الخلف لتجلبها على طول محور الجسم، ولكن يظهر في الفقريات عائلات مضاعفة من جينات هوكس المُتطابقة (أربعة في الجرذان والبشر)، وعلى الرغم من أنها تأخُذ في تكوينها شكل قطاعات، فإنها متداخلة بينما هي في الذباب قطاعات محددة.
(٧)
نجد استعراضات عامة لأهمية جينات التماثل هذه عند كلٍّ من هولاند ١٩٩٢م وفنكلشتين وبوتشنيللي (١٩٩٤م)، وأخذنا عن بوتشينيللي ١٩٩٣م التقارير عن تجسد جينات Emx وOtx في المخ أثناء النمو، وأعرض هنا تجسد هذه الجينات في مخ الجنين؛ حيث تكون أكثر بروزًا، ولكن تظهر بعض هذه الجينات أيضًا في مناطق أخرى من الجسم وتغير أنماط تجسدها مع تغير فترات النمو.
(٨)
الفأر الذي بلا رأس لافتقاد جينة Lim1 ينمو داخل الرحم، ولكنه يموت بعد الولادة بسبب عدم القدرة على التنفُّس طبيعيًّا؛ انظر مناقشة مُتلازمة أعراض وليامز في الفصل ٩ عن جينةٍ بشرية ذات صلة (من جينات أنزيم Lim1) التي تحدث عادةً وتؤثر في اللغة والإدراك المعرفي.

(٩) أحد الأخطاء المتكررة هي فشل في التحكُّم بسبب تأثير الخلط بين جزءٍ مع الكل عندما يكون الجزء المعني يمثل شطرًا مهمًّا من الكل، والرسم المُبين بعد ذلك يُصوِّر بيانيًّا النتائج الاصطناعية المُترتبة على تضمين الجزء في الكلِّ عند تحليل الأبعاد النسبية، ونجد من بين الأمثلة الإشكالية لهذا الناتج الاصطناعي يتضمن نبوءاتٍ عن تدرُّج مقاييس قشرة المخ بالنسبة إلى حجم المخ، وتشتمل قشرة المخ على ما يساوي ٧٠% من إجمالي المخ في الرئيسات الضخمة، عند حسابها مع المادة البيضاء، ولكن بعض الدراسات التحليلية الحديثة عن أمخاخ الرئيسات وغير الرئيسات أخفقت في تصويب هذه المقاييس؛ مما أدى إلى الإقلال كثيرًا من تقدير التبايُن بين الأنواع، والإقلال من قيمة اختلاف البشر عن الاتجاه العام، والانحياز في التقدير للخط العام؛ لكي يبدو قريبًا جدًّا من تماثل القياسات، ويمكن تجنب هذا الخطأ عن طريق التحديد الدقيق للمقارنات مع التكوينات غير المتداخلة أو الاكتفاء بمقارنة علاقات الجزء-الكل حين يكون الجزء قسمًا صغيرًا من الكل، والرسوم المُبينة في المتن التي تقارن علاقات تدرج مقاييس بِنية المخ تمَّ حسابها جميعًا من خلال قياسات غير متداخلة.

(١٠)
تمت معالجة هذه المشكلات بتفصيل وافٍ مع مشكلات قياسات الأبعاد الأخرى الخاصة بمقارنة الأمخاخ؛ ديكون ١٩٨٩م و١٩٩٠م.
شكل ٥–١: مشكلة تحليلية ناتجة عن الخلط بين الجزء والكل في التحليل الإحصائي لأحجام بنية المخ. (A) الجزء والكل مُختلطان، مع التغيير الاصطناعي للاتجاه وخفض التباينات منها. (B) فصل وحدات التحليل يُجنبنا هذه المشكلة، ويؤدي غالبًا إلى نتائج شديدة الاختلاف.
(١١)
في هذه العملية المُسماة «تكوُّن الأنبوب العصبي neurulation»، الغشاء الخلوي الخارجي (الأدمة البرانية ectoderm) يجري حثُّها لتنطوي إلى الداخل وتُشكل أنبوبًا، وذلك عن طريق الإشارات الناتجة عن التماس مع الخلايا الحاثة inducer cell من الغشاء الأوسط أو الطبقة المتوسطة mesoderm.
(١٢)
تأليف Balaban, et al., 1988.
(١٣)
Deacon, et al., 1994.

الفصل السابع: كهربائي دارويني

(١)
Deacon, et al. (1994); Isacson, et al. (1995); Isacson and Deacon (1996).
(٢)
هذه النظرة تشترك في نقاطٍ كثيرة مع نظرية جيرالد أديلمان (١٩٨٧م) عن «الداروينية العصبية» التي تحاول وضع إطار لنظرية شاملة عن وظائف المخ تأسيسًا على نظريةٍ شِبه داروينية عن التفاعُلات الجمعية للخلايا العصبية، ونعرف أن الطبيعة الداروينية لعمليات النمو العصبي لها دور حاسم في هذه النظرية؛ نظرًا لأن أديلمان يفترِض أن حالة اللاتخصُّصية الأولية للوصلات تُهيئ التبايُن الأوَّلي الكُلِّي الذي يمكن أن تعتمِد عليه عمليات الانتخاب في نشاطها بعد ذلك (في صورة تعلم)، وعلى الرغم من أن منهجي في التكامُل يصوغ أيضًا نماذج للوظيفة العصبية على أساس العمليات العصبية التنافُسية شبه الداروينية أثناء النمو، فإنني لا أضع أي فروضٍ بشأن مصادر للتبايُن المُحتمل بالنسبة للعمليات الانتخابية، وأرى تحديدًا أنه بينما يبدأ أديلمان بافتراض أن كلِّ مصدر التباين المعلوماتي ميسور أثناء المعرفة مُستمَد من حالة اللاتخصصية الأولى لنمو المحاور والزوائد العصبية. أشك أنا في أن الاتصالية الأولية غير المُتخصصة تفسِّر فقط جزءًا أوليًّا صغيرًا من تباين المعلومات المتاحة لعمليات الانتخاب/التعلم أثناء الوظيفة في حالة النضج، ويتوفَّر الباقي «مباشرةً» بفضل المصادر المُتصلة باستمرارٍ والتلقائية وطبيعتها اللاتخصُّصية، بما في ذلك تأثير تشوش الأيض على النشاط العصبي العشوائي، بما في ذلك عمليات نمو التشعُّب العصبي المحوري axonal and dendritic.
(٣)
تصوَّر هيب (١٩٤٩م) نظريته بدايةً كطريقةٍ لتفسير عمليات التعلُّم الأساسية المُعززة في المخ: كيف يمكن للوصلات أن تتغير من حيث قوَّتها النسبية للإشارة عبر الجينية transduction استجابةً إلى تنميط الإشارات المحمولة عبر هذه الوصلات، وصمد الكثيرُ من رؤيته النافذة أمام اختبار الزمن، وحريٌّ الإشارة إلى أن الكثير من نماذج الحاسوبية للشبكة العصبية تستخدِم قواعد هيب التعليمية، وأكدت فعاليتها كقاعدةٍ أساسية للتعلُّم. وتنطبق نظرية هيب العامة ليس فقط على العمليات التي للفكر فيها دور أساسي لتعديل قوةِ شبكات التوصيل العصبي أثناء التعلُّم، بل تنطبق أيضًا على العمليات التي تُحدد أي شبكاتِ التوصيل باقية، وأيها مفقود مع تشكل الوصلات أثناء النمو في المرحلة الباكرة.

(٤) يُمثل تقرير ستانفيلد وأوليري (١٩٨٥م) عن تجارب زرع قشرة مخ وليد حديث الولادة دليلًا قويًّا على عدم وجود أي استعداداتٍ سابقة لوصلات عصبية قوية تُمايز بين المناطق المختلفة لقشرة المخ، وصدرت عقب ذلك دراسات كثيرة وثيقة الصِّلة بالموضوع وعرضها أوليري (١٩٩٢م).

(٥)
هذا النهج المُستخدَم في عمليات الإحلال أثناء النمو في التعامُل مع تطور المخ نراه معروضًا بإسهابٍ مع عرض مشكلات ونظريات عن تطوُّر مخ الثدييات في ورقة بحثٍ تحت عنوان: Rethinking Mammalian Brain Evolution (Deacon, 1990b).
(٦)
O’Leary (1992).

(٧) انظر دراسات بقلم دورون وولبيرج (١٩٩٤م) وهيل وآخرون (١٩٩١م) عن الوصلات العصبية بين المركزَين البصري والسمعي في مخ جرذ الخلد الأعمى، وهذا أحد الأمثلة الواضحة عن عملية الإحلال التطوري للدوائر العصبية.

(٨) ثمة أسباب كثيرة تدعونا إلى عدم أخذ هذه القصة على محمل الجد، ونذكُر من بين هذه الأسباب أن الأمر يستلزم عددًا من تجارب الزرع الناتجة ولو جزئيًّا لتفسير العديد من التغيُّرات الوسيطة التي يلحظها علماء الإحاثة في تطوُّر حجم مخِّ الهومينيد.

(٩) أوضح هولوواي (١٩٧٩م) أن المناطق البصرية البشرية أصغر على نحوٍ غير متناسِب من التوقُّعات المؤسسة على استقرائها من خلال واقعٍ ما في الرئيسات الأخرى، وسبق أن لحظ ذلك باسنغام وإيتلنجر (١٩٧٤م) وإن ما يؤكد أنه مظهر للتبايُن، وجمع المعلومات الأصلية هينز ستيفان وزملاؤه قبل ذلك ببضع سنوات.

(١٠)
فسر رالف هولوواي نقلةً لاحقة في الأخدود الهلالي الشكل lunate sulcus (يعين الحد الأمامي للقشرة البصرية الأولية)، في القوالب الباطنية عند الإنسان الجنوبي؛ (انظر هولوواي، ١٩٨٥م؛ حيث يقدم عرضًا مُسهبًا، وأيضًا هولوواي وشابيرو ١٩٩٢م للاطلاع على دليل جديد)، ورأى أن هذا يعني أن انخفاضًا تناسُبيًّا في المنطقة البصرية عند الإنسان الجنوبي يُماثل ما سبق أن لحظه في أمخاخ الإنسان الحديث، وخلُص من ذلك إلى أن هذا النوع كشف عن تنظيمٍ جديد في اتجاه نمَطٍ «شبه بشري» حتى قبل حدوث زيادات تطورية في حجم المُخ. وهناك باحثة مَعنية بالأعصاب في العصور القديمة paleoneurologist هي دين فولك (انظر عرضها لهذا الموضوع نفسه في Falk, 1989)، وقد عارضت تحديده لهذه القسمة، وتؤكد أن أمخاخ الإنسان الجنوبي تحتفظ بالخصائص الشكلية (المورفولوجية) لأمخاخ القِرَدة العُليا في هذا الخصوص. وعلى الرغم من أنني أعتقد أن التحديد الذي قدَّمه هولوواي لهذه القسمة للقالب الباطني مُحتمل الصواب، فإن تحليلات النمو تُفضي بي إلى الشكِّ في تفسيره للسبب والأهمية؛ إذ نظرًا لأن نسب مخ/جسم الإنسان الجنوبي أقرب كثيرًا من القِرَدة العُليا الحديثة (ولها عينان بحجم عيني القرد الأعلى) فإن آليات النمو العصبي لن تتسبَّب في خفض النِّسب العصبية لهذه المنطقة، وهذا لا ينفي التنظيم الجديد لشكل المخ الذي أتوقَّع أنه ربما حدث بسبب تحول الإنسان الجنوبي إلى وضع الانتصاب؛ ذلك أن الوضع الرأسي للجمجمة بالنسبة إلى النخاع الشوكي ربما تَسبَّب في أن جذع المخ يشغل جزءًا كبيرًا من الفراغ الموجود أسفل وبين النصفَين الكروِيَّين للمخ فيما بعد، فإن من المُحتمل حدوث تحوُّل لهذه البنية إلى أسفل وإلى الأمام في أمخاخ الإنسان الجنوبي، وأدَّت إلى إخلاء جزءٍ من الفضاء بين النصفَين الكرويين، وسمح للمناطق الخلفية لقشرة المخ، وهي في الأغلب القشرة البصرية، لكلِّ تلفٍ أكثر داخل الخط الأوسط الخلفي، ومن ثم ستكون نتيجة التغير المورفولوجي نقلةً للأخدود الهلالي الشكل إلى وضعٍ خلفي أكثر. وأخلص من ذلك إلى أن كِلا الطرفَين المتصارعَين في هذا الجدل هو نصف صواب. إن البنية الشكلية (مورفولوجيًّا) المخ لا تشارك في القسمات الخلفية التي هي أقرب إلى البشَر منها إلى القِرَدة العُليا، ولكن النصب العصبية الواقعية والتنظيم ربما كانا أقرب شبهًا بالقِرَدة العُليا منها بالإنسان (انظر أيضًا ديكون ١٩٩٢م)، وللاطلاع على مزيد من الآراء عن بيانات القالب الباطني المُستخدَمة في نقاش تطور اللغة، انظر أيضًا: Holloway (1983), Tobias (1981; 1987), and Falk (1983).
(١١)
في عملية تعقد مهمة لتطور الجهاز الحركي البشري تتمثل في عدم خفض النويات الحركية السريرية thalamic motor nuclei (النويات البطينية- الأمامية، والنويات البطينية الجانبية the ventro-anterior and ventro-lateral nuclei) (البيانات من أرمسترونج ١٩٨٠م، وانظر أيضًا ديكون ١٩٨٨م للاطلاع على عرضٍ لبيانات أخرى)، وعلى الرغم من أن هذه النويَّات السريرية thalamic nuclei توفر الرسائل العصبية projections الرئيسية لمناطق القشرة الحركية والقبحركية motor and premotor cortical areas فإنها تستقبل مدخلاتها الواردة afferent inputs من عددٍ من التكوينات ذات الأحجام المُتباينة، ويُعتبر المخيخ أحد المصادر الرئيسية للمُدخلات المُرسَلة إلى هذا المُركَّب النووي، والمُخيخ أحد التكوينات الأضخم في المخ البشري، وهكذا تكون الخلايا العصبية للقشرة الحركية والقبحركية عند وصلة juncture الاتصال بين الرسائل العصبية المُدخلة الممتدَّة والأهداف المُخرجة المُخفَّضة، ويبدو مدى اتساع القشرة الحركية مقيدًا بأهدافه (مصور في شكل ٧-٧) إلا أنه يبدو مع ذلك وكأنَّ مجالات عمل هذه النويات السريرية مُمتدٌّ إلى ما بعد أهدافها الحركية القديمة، وربما تمتدُّ إلى مجالات مُقدم الفص الجبهي ومجالات بدنية على الجانب الآخر، ولكن النتائج الوظيفية لذلك غير واضحة.

(١٢) وهكذا فإن الجهود الرامية لربط حجم أي بنيةٍ من تكوينات مخٍّ بعينه ببعض مظاهر سلوكٍ ما تخاطر بالوقوع في المعادل التشريحي لذلك، وهو إخراج شيءٍ ما عن سياقه، إن أحجام تكوينات المخ لا تتحدَّد مستقلة، بل تتوزع على أساسٍ تنافُسي بفعل المحاور العصبية الموردة بالقياس إلى مناطق المخ الأخرى أثناء النمو، وطبيعي أن إغفال التكافل المنظومي بين أحجام هذه التكوينات الكثيرة للمخ يخلق انطباعًا زائفًا بوجود تحديدٍ مُستقل لحجم هذه المنطقة وحدَها من المخ لمساعدة وظيفة معيارية متمركزة في موقعها.

(١٣)
لم تخلص كل الدراسات التحليلية الكمية لنِسَب مقدم الفص الجبهي عند البشر إلى أنها تضخَّمت بشكلٍ متفاوت تجاوز النِّسَب النمطية للرئيسات على أساس عمليات إعادة البناء واتجاه الثدييات من خلال التصوير بالرنين المَغناطيسي، مثال ذلك أن سيميتد فيري وآخرين (١٩٩٧م) اقترحوا أن قشرة الفص frontal cortex الجبهي مُتكافئة النِّسب في أمخاخ القِرَدة العُليا والبشر، ورأى أولنجس (١٩٩٠م) أن نِسَبها تغيَّرت قليلًا من الفئران إلى البشر، ولكن تحديد التفاوت في النِّسَب يعتمد تمامًا على: أ. كيف يتحكم التحليل في مظاهر التبايُن بين الأنواع؛ ب. تحديد أوجه تماثل الحدود البنائية عبر الأنواع المختلفة؛ ج. هل التأثيرات المُختلطة لأخطاء الجزء/الكل أمكن التحكُّم فيها؟ عندما يتم التحكم في هذه المصادر للصناعة التحليلية، فإن هذه البيانات لن تُقدِّم لنا نتائج متعارضة، وسوف يتَّضح أن قشرة مُقدم الفص الجبهي مُتشعبة عن الاتجاهات غير البشرية. وتقديراتي هنا (انظر ديكون ١٩٨٤م) مَبنية على أساس مجموعات من البيانات جمعها، على مدى عقودٍ وبحذَر وعناية، علماء التشريح العصبي المَعنيُّون بأساليب البناء. (انظر برودمان ١٩١٢م، وبلينكوف ١٩٦٨م)، وتم تحليل مجموعات البيانات مُستقلةً عن بعضها مع التحكم في تأثيرات الجزء/الكل وكذا في الاستقراء. وأخيرًا فإن هذه النتائج مُتفق عليها في الكثير من التقديرات الكيفية التي قدَّمها علماء التشريح العصبي على مدى أكثر من قرن، وتتَّسق مع توقُّعات عمليات التقسيم خلال النمو؛ لذلك أعتقِد أن زيادة الضعف عن الاتجاه العام هو تقدير يُمكن أن نثِق فيه، ومع ذلك فإن المزيد من البيانات الراهنة والكاملة له قيمة وأهمية لحسم الأسئلة المُستعصية، كما يمكن أن تزوِّدنا بتقييماتٍ تفصيلية أكثر عن الاختلافات بين مناطق مقدم الفص الجبهي عند الرئيسات وغير الرئيسات.
(١٤)
تُسمى الألياف موضوع السؤال بالألياف الطحلبية، وتمتد من بنيةٍ تُسمى التلفيفة المُسننة dentate gyrus إلى الجزء الخاص بقرن آمون، ونجد في سكينك وآخرين (١٩٩٥م) عرضًا لبعض هذه المقابلات التعليمية.

الفصل الثامن: المخ المُتكلم

(١)
للاطلاع على عروض، انظر Jurgens (1979), Ploog (1981), and see Deacon (1992)، وذلك للاطلاع على مناقشةٍ نظرية عن علاقات منظومات الصياح في المخ الأوسط واللغة.
(٢)
مثال ذلك أن نيومان وماكلين (١٩٨٢م) أوضحا أن مناطق الغطاء tegmental المجاورة للمنطقة الرمادية المركزية يُمكنها تعديل شكل بعض الصيحات.

(٣) استخدم بالابان وآخرون (١٩٨٨م): عمليات نقل المخ الأوسط من أجنةٍ صغيرة جدًّا لطائر الحجل إلى أجنة دجاج سبق أن أُزيلت منها منطقة المخ الأوسط (ونوقِش في الفصل ٦)، وأنتج الكائن المُختلط بين طائر الحجل والدجاج عددًا من الحجل ذات أنماط سلوكية ثابتة بما في ذلك أصوات طائر الحجل، وهذا لا يثبت فقط التمثيل المُتمركز موضعيًّا لهذه البرامج الحركية، بل يثبت أيضًا أن بقية المخ، بل المأخوذة من أنواع أخرى يمكنها أن تتفاعل معها كوحدةٍ أساسية مركبة، قَسَمة من غير المحتمل أن تصدُق بالنسبة لمناطق مخٍّ تدعم اللغة.

(٤) الدراسات المذكورة عن الدوائر الحاكمة لعضلات الوجه واللسان مأخوذة عن سوكولوف وديكون (١٩٨٩-١٩٩٠م)، وقدم نودو وآخرون (١٩٩٥م) معلوماتٍ وثيقة الصِّلة من خلال دراساتٍ مقارنة واسعة عن الوصلات القشرية النخاعية.

(٥)
للاطلاع على أمثلة تفصيلية انظر: Jane Goodalls book The Chimpanzees of Gombe: Patterns of Behavior (1986).
(٦)
Jurgens and Pratt (1979).
(٧)
Jurgens, et al. (1982).

(٨) الجزء الأكبر من هذا العمل عن سيكولوجيا وفسيولوجيا الضحك مأخوذ عن بحثٍ كتبَه روبرت بروفين من جامعة ميريلاند. انظر عرضه ١٩٩٦م لهذا العمل.

الفصل التاسع: عقول للرمز

(١)
Goldman-Rakic (1987).
(٢)
Barbas and Mesulam (1981).
(٣)
Barbas and Mesulam (1981); Pandya and Barnes (1987); Deacon (1992).

(٤) للاطلاع على عروضٍ في العمق عن قصور مقدم الفص الجبهي ونظريات وظيفة مقدم الفص الجبهي انظر فوستر ١٩٨٨م وبيركمان ١٩٨٧م.

(٥)
Jacobsen (1936).

(٦) يماثل هذا تمامًا مشكلات الشيء الخفي التي عرضها جان بياجيه عن صغار الأطفال ١٩٥٢م.

(٧)
Passingham (1985).
(٨)
عروض في Luria (1980); Kolb and Whishaw (1990); Stuss and Benson (1986); and Perecman (1987). وقدم جروسمان تقارير عن دراساتٍ وثيقة الصلة (١٩٨٠م). توضح أوجُه قصور منطقة بروكا عند البشر في مشكلات تراتُبية ومشكلات تعلم عكسي (١٩٨٢ – ١٩٨٥م)، وتفيد بتقريرٍ عن أوجه قصور الإصابة الموضعية لمقدم الفص الجبهي عند الرئيسات، واشتملت على عددٍ من نماذج التعلم الشرطي التي تتضمن تحليلًا توليفيًّا تابعًا.

(٩) انظر جيلفورد.

(١٠)
نجد تفسيرًا لبعض هذه التقنيات ومزيدًا من الأمثلة بعد ذلك في هذا الفصل، وكذلك في كتاب: Posner and Raichle’s book The Illuminated m & Brain (1994).
(١١)
Ojemann (1979).

(١٢) قدم مايرز (١٩٧٦م) أوضح بيانٍ عن حالة التقسيم الثنائي التشريحي العصبي، كما نجد عند ديكون (١٩٩٢م) عرضًا أكثر تفصيلًا يوضح كيف أن هذه المنظومات مترابطة تشريحيًّا في وظيفة اللغة.

(١٣)
مرض استسقاء الدماغ Hydrocephaly يمكن أن ينتج عن انسداد القناة التي تربط بُطينات مقدم المخ forebrain ventricles بمخرجها إلى جذع المخ والنخاع الشوكي، ويعوق هذا سيلان السائل المخي الشوكي cerebrospinal fluid الذي قد يتسبَّب في اتساع البُطينات وانضغاط القشرة الصدغية والجدارية (استسقاء الدماغ)، واقترن الوضع بعددٍ من حالات الهايبر لكسيا hyperlexia مع فهمٍ محدود لها.

(١٤) نقرأ في كتاب فرانجيسكاكيس وآخرين تقريرًا عن إلغاء جينة أنزيم إل. آي. إم في مُتلازمة أعراض وليامز.

(١٥) توجد كتب كثيرة رائعة تناقش الذاتية بما في ذلك نصوص من سير ذاتية بقلَم تمبل جراندين (١٩٨٦-١٩٩٥م).

(١٦)
نقرأ عند كل من Kolb and Whishaw (1990); Posner and Raichle (1994); Stuss and Bensen (1986) عن حالات شذوذٍ في مقدم الفص الجبهي مقترنة بحالات الشيزوفرينيا والاكتئاب والوسواس القهري، وللاطلاع على تفسير رائع لاضطرابات الفص الجبهي وتأثيراتها على الانفعالات والتقييم الانفعالي والإدراك المعرفي الاجتماعي انظر Antonio Damasios, Descartes’ Error (1994).

(١٧) أوضحت دراسات عن استعادة الكلمة بالتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني إسهامات المخِّ مع العمليات المعرفية غير الحركية. (انظر بيترسون وآخرين ١٩٨٨م)، وفي الاستجابة إزاء إصابة المُخيخ انظر لينر وآخرين ١٩٨٩م و١٩٣٩م وباريناجا ١٩٩٦م، وانظر أيضًا مناقشة في الفصل التالي.

الفصل العاشر: تعيين موقع اللغة

(١)
الدراسات الكلاسيكية التي سُمِّيت عليها متلازمة أعراض الحبسة موضوع البحث هي: Paul Broca, Sur la faculté du langage articule (1865) and Carl Wernicke, Deraphasische Symptomencomplex. (1874).

(٢) للاطلاع على مناقشة كتاب بروكا عن الحبسة انظر جود جلاس ١٩٦٨م، ١٩٧٢م، وللاطلاع على تفسيرات بديلة انظر كين ١٩٧٧م، وللاطلاع على تصورات حية راهنة عن رؤية بروكا عن الحبسة وإصابة المخ، انظر ترامو وآخرين (١٩٨٨م).

(٣)
الدراسات عن تدفق الدم في مناطق المخ مأخوذة من Larsen, et al. (1978); Larsen et al. (1979; 1980); and Roland (1985)، والدراسات عن التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني PET تستخدم مماثل جلوكوز نشط إشعاعيًّا يُسمى ٢-deoxy-glucose، الذي تأخذه الخلايا، ولكنه لا يكون متحللًا خلال آلية الأيض السوية للخلية، ونتيجةً لذلك فإنه يتراكم داخل أنسجةٍ نشطة أيضيًّا. وعلى الرغم من أن جميع الأنسجة تحصل عليه فإن أنسجةً أكثر نشاطًا تحصل على المزيد منه مع الوقت (يجري عادةً تقييم النشاط في حدود دقائق كثيرة)، وهذا يسمح للباحثين بقياس الأيض النِّسبي المنعكس في فوارق المُخرجات النشطة إشعاعيًّا.
(٤)
أثبت وايلدر بينفيلد أولًا أن تنبيه المنطقة الحركية التكميلية يمكن أن يقطع الكلام، ويقدم ملخصًا لبحثه في كتابه مع L. Roberts, Speech and Brain Mechanisms (1959).

(٥) التحديد الذي وضعه بروكا في الأصل لمنطقة اللغة في مقدم المخ تضمَّن كل الثلث الأدنى من القشرة الجبهية ومقدم الجبهة على الجانب الأيسر، ولكن بمضيِّ السنين حدَّ الباحثون تدريجيًّا من الموقع الفعال؛ بحيث يضمُّ فقط المنطقة القبحركية، الموجودة أمام المنطقة الحركية للفم.

(٦)
تمامًا مثلما يفعل التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي fMRI الذي ينبني أيضًا على تغيرات تدفق الدم، ولكنه يسمح بتجميع البيانات خلال فتراتٍ أقصر كثيرًا، وبذلك يُصبح بالإمكان تجنُّب المهام المُتكررة الضرورية للتأثيرات المُتراكمة في تقنياتٍ أخرى، وإن الاتفاق العام بين بيانات تدفُّق الدم داخل مناطق المخ rCBF والتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني PET جيد تمامًا، ولهذا سوف يجري عرضها مستقلة. انظر العرض الموجز المقارن لمناهج البحث في بوسنر وريشل ١٩٩٤م.

(٧) هذه تخطيطات مختصرة للبيانات التي تتَّصف بقدْر أكبر من التعقد.

(٨) هذا العرض الموجز يُبسط ويلخص الدراسات التشريحية العصبية للمؤلِّف (ديكون ١٩٨٤-١٩٩٢م).

(٩) التمييز بين البُعد السينتاجمي والبُعد البارديجمي قدَّمتْه لعلماء اللسانيات نظريات رومان جاكوبسون (١٩٥٦م)، الذي تنبَّأ أيضًا بأن إصابة منطقة مُقدَّم المخ ومنطقة مُقدَّم الفص الجبهي سوف يُسبب اضطرابَ الأول، وأن إصابة المنطقة الخلفية للمخ سوف تؤدِّي إلى اضطراب الأخير، وأوضحت دراسات عديدة عن إصابة المخ أن هذا التقسيم الثنائي دقيق من حيث المُصطلحات العامة على الأقل.

(١٠)
يمكن أن نجد عند كل من Corballis (1992), MacNeilage (1995), and see Kolb and Whishaw (1990) عروضًا حديثة لبحث عن الانحياز الوظيفي لجانبي المخ بالنسبة للغة.
(١١)
للاطلاع على مثال مُهم عن النصف الكروي الأيمن للمخ وفَهم اللغة، انظر Gardner, et al. (1983); also see Larsen, et al. (1978; 1980)، حيث الدليل على المساهمة الوظيفية لنصف الكرة الأيمن للمخ في اللغة.
(١٢)
للاطلاع على عرضٍ لهذا البحث عن المخ ذي اللغتَين، انظر Fabbro (1992).

الباب الثالث: التطور المشترك

الفصل الحادي عشر: وتجسدت الكلمة بشرًا

(١) بالدوين (١٨٩٥م، ١٨٩٦م، ١٩٠٢م)، انظر أيضًا إلى السرد التاريخي الرائع عن كتاب بالدوين في كتاب روبرت ريتشارد (١٩٨٧م) عن نظريات القرن التاسع عشر عن تطوُّر العقل.

(٢)
Durham (1994).

(٣) ناقش دورهام الكثير أيضًا (١٩٩٤م).

(٤)
Pinker (1994).

(٥) ناقشنا فيما بعدُ تفصيلًا هذه التكيُّفات الخاصة بالكلام.

(٦) توضح قوالب السطح الباطني للجمجمة أنها تشكَّلت بدقةٍ بفعل ضغوط تطوُّر المخ — تسجل المُرتفعات والمنخفضات في العظم الاختلافات الطفيفة في الضغط من التلافيف ومن الشقوق وتحتفظ جماجم الحفريات بهذا التأثير، وإن لم يسلم تفسير ذلك من الغموض.

(٧) انظر تقييم كل من فيليب طوبيا (١٩٨١م) ودين فولك (١٩٦٣م)، لمعالم التلافيف والشقوق على القوالب الباطنية في موضع منطقة بروكا الحديثة.

(٨)
نجد أوضح دليلٍ في حفرية تحمِل علامة KMNER 1470 وهي إحدى العينات النموذجية للهومو هابيليس (وإن ظهرت حديثًا اقتراحات أخرى تضع القِرد ضمن نوعٍ مُنفصل يحمل اسم Homo rudolfensis؛ نظرًا لوجود قسمات كثيرة مشتركة مع الإنسان الجنوبي (الذي له حجم مخٍّ يصل إلى ٧٥٠ سم تقريبًا).)

(٩) حاول كثيرون جذب الجدال في اتجاه وضع هذه كبدائل متعارضة، ولكنني مع ذلك أترك الأمر لعلماء الإحاثة للاختلاف بشأن عدد وحجم التراكمات.

(١٠) تطورت كذلك العمليات التطورية البالدوينية في عملية تطوُّر اللغة التي نوقشت حتى الفصل الرابع (وإن كنتُ ركزتُ على التغير بدون الظاهرة البالدوينية)، وهكذا أدت دورًا في تطور انحيازات تعلم الأطفال.

(١١) مثال ذلك أن عالمة الآثار نيك توث علَّمت القردة كانزي (وهي قردة شمبانزي من نوع البونوبو التي تعلَّمت تلقائيًّا الاتصال بالأحرف المصورة)؛ لكي تصنع أدوات من رقائق حجرية وتستخدِمها في قطع حبلٍ وفتح صندوق إخفاء الطعام.

(١٢)
قدم المؤرخ جيمس بيرك خلاصةً وافية رائعة عن هذه الأمثلة ضمن مُسلسل تلفازي، وفي كتابه: Connections (1978).
(١٣)
Gould and Vrba (1982).
(١٤)
Philip Lieberman (1984; 1991).

(١٥) انظر العرض التاريخي الرائع بقلم جوردون هيويس في كتاب رومبوغ (١٩٧٧م)، وقدم مؤخرًا كورباليس (١٩٩٢م) صيغة لفرضٍ يقضي بأن لغة الإشارة سبقت اللغة المنطوقة.

(١٦) قدم ويند (١٩٧٠م) عرضًا شاملًا رائعًا لتطوُّر الحنجرة.

(١٧)
قدم ليبرمان وكريلين (١٩٧٠م) أول مزاعم قوية عن عجز إنسان نياندرتال عن الكلام، ولكن نجد بعد ذلك مزيدًا من المزاعم الحذرة التي قدمها ليبرمان (١٩٩١م و١٩٨٤م) عن علاقة الترابط بتطور الكلام، كما نقرأ في ليتمان وآخرين (١٩٩٢م) دليلًا على التغيرات المتراكمة في هذا التغير الشكلي على مدى المليوني سنة الأخيرة في تطور الهومينين hominine.)
(١٨)
انظر Liberman, et al. (1967), Liberman and Mattingly (1985; 1989), and Liberman (1984).
(١٩)
انظر Lisker and Abramson (1971).
(٢٠)
كلاب الشانشيلا كانت أول الحيوانات التي تكشف عن زمن بداية خروج الصوت مع إدراكٍ كامل مثل ما يحدث عند البشر (Kuhl and Miller, 1975).
(٢١)
ينبع هذا للسبب نفسه أن عددًا مُسجلًا ضمن تدوينة ثنائية (مثل استخدام أعداد فقط من صفر وواحد)، والمُستخدمة في عناوين ذاكرة الحاسوب memory addresses؛ إذ تتألف في المتوسط من أرقام digits أكثر مما هو مُتمثل في صورة عشرية (أي القاعدة ١٠) أو ستة عشر (القاعدة ١٦ مُشفرة ومستخدَمة للحساب ومؤلَّفة من أرقام ٠, ١، ٢، ٣، ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ٩، A, B, C, D, E, F). مثال ١١، ١١١، ١١٠ في تقسيمٍ ثنائي = ٢٥٤ في عشري.
(٢٢)
انظر الانعكاس النقدي والبارع على الفروض التي أثرت في نظريات عِلم الإحاثة فيما يتعلَّق بالأصول البشرية في كتاب Misia Landau (1991).
(٢٣)
Mousterian: اسم أطلقه علماء الآثار على أسلوب صناعة الأدوات من حجر الصوان والمرتبطة بعصر النياندرتال خلال العصر الحجري الوسيط، والاسم مُشتق من موقع في فرنسا le Moustier وهو موقع صخري. [المترجم]

(٢٤) الاسم مُشتق من موقعٍ يُسمى «كهف الجنيات» في بلدة شاتيلبيرون في فرنسا، والنسبة إلى أقدم صناعة في العصر الحجري القديم في وسط وجنوب غرب فرنسا. [المترجم]

(٢٥) تحقق هوبلين وآخرون (١٩٩٦م) مؤخرًا من أن هذه المصنوعات الثقافية المعقدة من أواخر العصر الحجري الأوسط اقترنت بمواد لجماجم إنسان نياندرتال، ويوجد أكثر من دليل يهدم النظرة التقليدية التي زعمت أن ثقافة النياندرتال افتقرت إلى تنوع الأدوات والتعبير الفني، وهذه لا تدعم النظرة القائلة: إن الاتصال الثقافي لدى النياندرتال كان أدنى بوضوح من التجمعات السكانية المعاصرة له وذات التكوين التشريحي المعاصر.

(٢٦)
Holloway (1981; 1983).
(٢٧)
يعرض أرنسبرج وتيللير (١٩٩١م) الأهمية التطوُّرية لاكتشاف العظم اللامي hyoid لإنسان نياندرتال، وهو ما يُثبت البنية التشريحية الحديثة (أول من وصفها أرنسبرج وآخرون ١٩٨٩م)، ويتضمَّن تحديدًا أن إنسان نياندرتال لم يكشف عن أي صعوبةٍ في إصدار الكلام.

الفصل الثاني عشر: الأصول الرمزية

(١)
Jones (1993) and Caird (1994).
(٢)
إحصائيًّا، غالبية الزيجات البشرية أحاديةmonogamous، على الرغم من أن غالبية المجتمعات تسمح أو تُشجِّع تعدُّد الزوجات polygynous؛ لسببٍ بسيط وهو أن تعدُّد الزوجات يستلزم تراكمًا كبيرًا من الموارد والقوة لدى ذكور مُحدَّدين على حساب كثيرين غيرهم، ويتركون الباقِين بموارد لا تكفي لتعدُّد الزوجات.
(٣)
المكانة الخاصة للدعارة وندرة تعدُّد الأزواج polyandry استثناءان يؤكِّدان القاعدة. والملاحظ في المجتمعات القليلة التي تُمارس نظام تعدُّد الأزواج أن أزواج الزوجة نفسها غالبًا ما يكونون أقارب من درجة قريبة جدًّا، كالإخوة مثلًا (لمزيد من التفاصيل، انظر Durham, 1994).

(٤) يتجلى هذا واضحًا في حالة خاصة؛ حيث تُوجَد ساحة ضخمة للأوكار يُعشش فيها مئات أزواج الطير التي تُضطر إلى السُّكنى معًا بسبب محدودية الأعشاش. وعلى الرغم من الضرورة الحاسمة لرعاية الزوجين معًا، فإن درجة الخيانة الزوجية تزداد مع زيادة حجم الجماعة، هذا علاوة على قتل أطفال الجيران، وتدمير الأعشاش، وسرقة مواقع الأعشاش. وتمثل هذه سلوكياتٍ لا تعاونية شائعة في مِثل هذه الظروف.

(٥) بعض الأنواع الاجتماعية من آكلة اللحوم ذات الأشبال الضخمة يُمكن أن تلِد من آباء عديدين، وفي هذه الحالة يُصبح النمط أكثر تعقدًا، وما دام الذكر مُسيطرًا قادرًا على التبنِّي كأبٍ لعدد من الذرية أكثر من منافسيه من أفراد العرق، يظل التنظيم الاجتماعي التعاوني مُستقرًّا تطوريًّا.

(٦) الدرجة العالية في اختلاف شكل الجنسَين (اختلاف حجم جسم الذكر عن الأنثى) ترتبط بنسبةٍ عالية بدرجة تعدُّد الزوجات في النوع، وهذا ما يُفضله الانتخاب الجنسي مُستعينًا بالتهديد وسلوكيات الاقتتال؛ حيث الأكبر حجمًا له ميزة الوصول إلى قرينات.

(٧) للأسف أن مثل هذه النتائج السلبية نادرًا ما تنطبق على نحوٍ متعادل على الرجال والنساء أو على الغني والفقير.

(٨) نقرأ في كتاب شاجنون (١٩٨٣م) عرضًا لوليمة يانومامو وسياق الحرب الذي تجري فيه طريقة صُنع السِّلم.

الفصل الثالث عشر: عقل بالمصادفة

(١) هذه التجربة وردت عند بوسين وآخرين (١٩٩٥م)، وكانت جزءًا من دراسةٍ استهدفت بحث القدرات العددية عند الشمبانزي.

(٢)
ثمة دراسة موازية أعدَّها هاوسر وآخرون (١٩٩٥م)، وتوضح قُدرة التعلُّم في البداية الأولية لدى القردة الهندية في البرية، وأمكن كذلك توضيح القُدرة على تعلُّم الروابط المُتعدية لدى الفئران في نموذج ABC؛ حيث يجري اختبار A على B وB على C والحاصر معرفة أن اختيار A أكبر من C صحيح أيضًا، ويمكن تطبيق ذلك على نطاق واسع في سلسلةٍ تضم على أقل تقدير خمسة منبهات متتابعة (ABCDE) وما تزال الفئران تُعمم على الاختيار الجديد ﻟ BC في محاولات استكشافية، ويمكن تعلُّم كل من الترتيبي والمُتعدي لروابط مؤسَّسة على الدليل الموضوعي، إلا أنها (على التوالي) المُكونات الترابُطية على أساس علامةٍ وموضوع، وعلامة وعلامة للرموز العددية. وهكذا يمكن في ظلِّ الأوضاع الصحيحة أن تُفيد كأساسٍ لتوليد مفهوم العدد. وسواء أكان من غير اليقيني أن أيًّا من هؤلاء أو قرد الشمبانزي في التجارب سوف يُكمل هذه الخطوة، إلا أن بالإمكان توضيح ذلك إذا ما استطاعت الحيوانات أن تُعمم في ضوء الترابُطات الترتيبية المُعرَّفة، وتنتقل إلى العلاقات المُتعدية الجديدة. ولكن في حدود عِلمي لم يقتصر الأمر على عدم توضيح ذلك، بل إن كل النتائج التجريبية حتى الآن تبدو وقد وصلت إلى سقف القدرات عندما تزيد الكمية عن ٥. يُوحي إليَّ هذا بأن لا وجود للتعميم الرمزي في هذه الحالات، وحريٌّ بنا ألا نتعجَّل ونقفز إلى نتيجة مؤداها أن التمييز الترتيبي للكمية يتضمن بالضرورة حصة من الرمز.

الفصل الرابع عشر: مثل مادة صنعتها الأحلام

(١)
يشير سيرل (١٩٨٠م) إلى أن التأويلات الحاسوبية يمكن مُطابقتها على معالجات أشياء كثيرة، مثل معالجات خاصة بمجموعاتٍ من الزجاجات والعلف، ومع ذلك لا تُثبت المطابقة أن هذه عملية معرفية، وإن مطابقة تمثيلات رمزية على تيارات لشِبه موصلات وجهود potentials في حاسوب ليست مختلفة عن هذا، ومن ثم لا يوجَد جوهريًّا ما هو أكثر من شِبه عقل، وأعتقد أن منطق المثال الذي أقدمه موازٍ لذلك، من حيث الجوهر. والحقيقة أن تفاعلات كيميائية كثيرة يمكن أن تحدث عند عتبات تركُّزٍ نِسبي أو حرارة أو وقتٍ ومن ثم يمكن أن تولَّد استجابات رقمية في جوهرها إزاء ظروفٍ أولية تُماثل تلك التي في الحاسوب. ونجد في الحقيقة الآن أن عددًا من معامل البيولوجيا الجزيئية تُجري الآن تجارب مستخدمةً منظومات بيولوجية ضخمة الجزيئات macromolecular كعناصر حاسوبية بسيطة لهذه الأسباب تحديدًا.

(٢) مثيل الغرفة الصينية الذي اقترحه سيرل في بحثٍ له عام ١٩٨٠م، دافع عنه مرارًا وتكرارًا عدة مرات فلاسفة وعلماء معرفة، وقدم سيرل تفسيرًا استرجاعيًّا في كتاب له أحدث تاريخًا (١٩٩٢م).

(٣)
Dennett (1991).
(٤)
Dennett (1991).
(٥)
Vygotsky (1978).

(٦) التطور الخفي: تطور ناتج عن تغيرات جينية دقيقة ومتتابعة تؤدي في الغالب إلى نشوء تنوُّع في جنسٍ أحيائي. [المترجم]

(٧)
علم النفس الشمولي holistic psychology: طرح جانبًا الصورة الأحادية البُعد، ونظر إلى الإنسان نظرةً متعددة الأبعاد داخل إطار شامل موحد يتضمن الجوانب الفيزيقية والعقلية والروحية داخل سياق طبيعي اجتماعي. [المترجم]

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥