الثور
«أخذ الطبيب يَرقب الثور شوانجين، بينما كان هذا يتطلَّع إليه شزْرًا بجانب عينه، فما كاد لاوتونغ يقترب من ذيله حتى استدار بمؤخِّرته واستتر بالعم دو، فأسرع الرجل ودار به دورة كاملة ليكون في الصدارة، فلم يَلبث الثور أن لفَّ بجِرْمه هو الآخَر، وعاد مرةً ثانية ليحتمي بظَهر العم دو الذي تأفَّف مستنكِرًا: ياه! … هذا ليس ثورًا، بل عِفريت!»
يأخذنا الروائي الصيني «مو يان» في رحلة ساحرة إلى الريف الصيني في القرن العشرين بعد ثورة التحرير، وبالتحديد في أثناء حُكم الرئيس الصيني «ماو تسي تونغ»؛ ليَرصد حياة الريفيِّين البائسة ومُعاناتَهم اليومية من خلال الطفل المشاغِب «روهان»، الذي يروي عمليةَ خَصْي الثيران في بلدته، وكيف تُمثِّل ضرورةً مُلحَّة من أجل الحد من نسلها؛ حفاظًا على الموارد الزراعية المُتاحة. لكنَّ الثور «شوانجين» يتعرَّض لنزيفٍ حادٍّ نتيجةَ عملية الخَصْي التي أُجرِيت له، فيُحاول الريفيون علاجَه وإنقاذه من الموت؛ وعندئذٍ نَلمِس الكثيرَ من المشاعر الإنسانية لدى القرويين وتعاطُفهم مع «شوانجين» وخوفهم عليه، وخاصةً العم «دو» الذي تمنَّى لو مات هو بدلًا من الثور.