٥
لم تكن أحوال العم ماليان في تحمُّل أعباء المسئولية لتدعو إلى الثقة، وبالطبع فلم يكُن بيده أن يضبط أي شيء، والحاصل أنه بعد أن مشى برفقة ضيفه ليوصله إلى أول الطريق، حيث ركب لاو تونغ دراجته فتلكَّأ بها قليلًا، ثم اندفع بخبال كغزال ضرير شارد في تيه الظلمات، إلى أن وقف العم إلى جانب الطريق ثم فك أزرار بنطاله وأفرغ بوله على الحائط، وقال له العم دو: «اسمع يا ريِّس … في الصباح الباكر يلزمني أن أعلف العجول وأنظف الزريبة، فلا يمكن أن أقضي الليل بطوله في التجوال بالبهائم، اعمل معروفًا!»
التفت ماليان وهو ينظر إليه شزرًا، قال له: «إذا لم تسرح أنت بالبهائم فمَن يسرح بها؟ يعني تريد أن أشتغل أنا بهذا بدلًا منك؟ لا تظن أن أزواج بناتك الذين يتكسبون أرزاقهم في الوحدة الزراعية يمكن أن يزيدوا قدرك فوق الناس … هل نسيت نفسك؟ هل نسيت من أنتم بالضبط؟ لا تنسَ أن شغل الذبح وتربية البهائم ومثل هذه الحاجات كانت قبل التحرير من أشغال الأوباش، والآن أصبح الأوباش يترفعون عن العمل مثل الأكابر!»
قال له العم دو بمنتهى البرود: «تقصد بكلامك هذا أن الأحوال قبل التحرير كانت أفضل مما نعيشه الآن؟»
أجابه ماليان: «أنت تخرف؟ مَن قال هذا؟ مَن قال إن الأحوال قبل التحرير كانت أفضل من ظروفنا المعيشية الآن! كان أهلنا قبل التحرير مغروسين في الضنك … فلاحين فقراء حياتهم شقاء والعيش مرٌّ … لكن الآن، بعد التحرير اختلفت الدنيا، وبقينا في حالة هنيئة، فمن قال إن الظروف الأولى كانت أحسن؟ هذا الكلام يقوله أمثالكم من الفلاحين الميسورين، لأنكم ضد التحرير أصلًا، بينما نحن «قوة الثورة الأساسية»! والرئيس ماو تسي تونغ كان يقول دائمًا … «لولا الفلاحون المعدمون ما قامت الثورة أبدًا.» فهل يفهم مثلك هذا الكلام؟»
بُهِت العم دو وتحيَّر وأخذ يغمغم: «وأنا أيضًا مع التحرير وأعمل لمصلحة الناس … وأنت تشهد بجهدي واهتمامي بالعجول الثلاثة، وشغلي مع الثلاث عشرة بقرة الأخريات.»
قال ماليان: «جهد ماذا … وشغل ماذا؟ أنت أربكت رأسي بكل هذا اللف والدوران … اسمع، إذا كان عندك مشكلة فتعالَ نتكلم فيها من باكر.»
ودخل العم ماليان الحوش وصَفق الباب وراءه.
وراءه وعند الباب المقفول بصق العم دو بصقة غليظة وشتمه بصوت خفيض: «فلتُصِبك مصيبة تقطع خَلَفك من الأرض!»
قلت له: «أهكذا؟ هل يحق لك أن تشتم عمي؟»
قال دو: «نعم أشتمه … أشتمه بأعلى صوتي … فلتُصِبك مصيبة يا ماليان تقطع خلفك ونسل أهلك من الأرض أجمعين، وتموت شرَّ ميتة ولا من ينجدك! هه؟ ما رأيك؟ اذهب بسرعة وقل له عني بماذا شتمته، هيا الحق بصاحبك الآن!»
مضى وشوانجين يتبعه مهزولًا، بتثاقل يمشي فيعرج وتكاد تنثني أقدامه، ويترنح ذات اليمين واليسار كمحتضر هرِم يلفظ أنفاسه، فذاك هو العجل الذي رأيته ذات مرة، في مرعى السهول بمنطقة «دونغبي» وكان يتقافز مثل فهد ويمرق كأُفعُوان، أما وقد حلَّت به الآن الحوادث فقد اعتصرتني مرارة المنظر وانفطَر قلبي أسًى عليه.
سحبت الأخوين روشي ومشيت وراء شوانجين، قريبًا من ذيله كنت، حتى كادت جبهتي تمس ذيله وأصبحت أنفي في مستوى عظمتَي كتفيه البارزتين، فيما تجاوزت عيناي حدبتي ظهره وأصبحتا تتراميان صوب ظهر العم دو نفسه.
وقعت الجفوة بيني وبين العم دو فلم يكلمني طوال الطريق ولم يكترث لوجودي على أي نحو كان، وكل هذا بسبب طبق الخُصَى إياه، فمن ناحيتي كنت أفهم تمامًا مشاعره وأقدرها ثم إني لاحظته وهو يسحب شوانجين ويقترب من شجرة «الخوايهوا» ثم يربط طرف الحبل في أعلى الجذع، بحيث يظل الثور واقفًا فيمتنع عليه الانبطاح نهائيًّا، وتتعذر عليه الحركة إلا في حدود ما أرخاه له من الطرف المعقود، فبقي شوانجين مادًّا عنقه لأعلى كأنه معلَّق في غصن، تأملت ما جرى فبهرني العم دو بسعة حيلته، وقلت لنفسي كيف لم تواتني مثل هذه الفكرة؟ فرُحت أقلده، وكان أن أسرعت بتعليق مقود الأخوين روشي في الغصن العالي وقلت: فلأتحرر أنا الآخر من القيد وأنعم بهدوء الخاطر، وخاطبته قائلًا: «أنت يا عم دو عبقري صاحب عقل ونباهة!»
جلس القرفصاء عند منحدر سد النهر، وأجابني ببرود: «وأين عقلي من عقلك أنت ذي الحيل والأفكار … أين أنا منك يا معلم؟!»
قلت: «أنا أتممت الرابعة عشرة من عمري يا عم دو، فعلى ماذا تناديني بصفة الكبار؟»
قال: «وإذا لم تكن أنت الكبير، فمن يا ترى هو الكبير في هذا البلد؟ أيكون الكبير هو أنا؟ لكن كيف أكون الكبير وأنا حتى لم ألمس خصية عجل مقلية في طبق؟ وكيف تزعم أنك لست كبيرًا بينما أكلت طبقًا بتمامه! أي زمن هذا؟ أية أحوال ظالمة هذه؟ أية سخائم؟»
تهدئةً لثائرته قلت له: «هل صدقت حقًّا يا عم دو أني أكلت طبق الخُصَى بجد؟ يا رجل، أنا كنت أتسلى بهذه الكذبة الصغيرة.»
«يعني، أنت لم تأكل طبقًا من خُصى العجول؟» سألني دو بمزيج من الدهشة والسرور.
قلت: «فكر بعقلك … ألست كبيرًا؟ عندك ذئب جائع مثل العم ماليان ونمر جشع مثل لاو تونغ … فهل تعقل بمخك، أن تكفيهما ست خصى عجَّالي؟ أظن أنها حتى لو كانت ستين خصية مقلية لما أشبعتهما في ليلة واحدة.»
قال العم دو: «لكن الطبق الذي رأيته كانت به فعلًا قطعة صغيرة.»
قلت: «نسيت أنت، ولم تنتبه إلى أنهم جعلوها من نصيب امرأة عمي.»
قال: «كلامك يا بن اللئام كأنه الصدق الذي ما بعده، وأنا كنت في الأول بين الشك واليقين، فأكذبك ساعة وأصدقك أخرى.»
الآن أصبح يصدق تمامًا أني لم أقرب خصية عجل في طبق، وأدركت هذا من هدوء أنفاسه بعمقها وتتابعها الموزون الدال على استقرار مشاعره ثم إنه أخرج من طيات الصديري مبسم السجائر، فثبت فيه واحدة وأشعل الولاعة القديمة التي كانت تفوح منها دائمًا رائحة الكحول. شاعت في الأجواء رائحة الدخان اللاذعة كمثل سكين حامية اخترقت عبير أوراق الخوايهوا وكان الليل قد أوغل والقرية أُطفئت أنوارها، وليس ثمة قمر وسط السماء، غير أن النجوم بدت كثيفة وزاهرة في عليائها والمجرة نهر ساطع الألق، حتى انزلقت على جسره نجمة عابرة فيما كانت مياه النهر بجوارنا تمرق فوق الحاجز، فينساب التيار في آذاننا، صدًى غير بعيد، والماء رائق كصفحة زجاجية شفافة وناعمة، ومن حولنا أشجار الخوايهوا، أغصان وخمائل شتى، متراصة كأنها مخلوقات ليل هامسة تتحامى هجمة معتمة ثقيلة الوطء، فبينما نحن في هذا وإذا بنسمة جنوبية هادئة كرفيف جناح أطلت فداعبت وجهي، وواعدتني همساتها بأمسية ربيع مخملية … ذكرتني بالأرض الخصبة والنهر الجاري، بالبنت «أو هوا» (الزهرة الخامسة) لكني عدت فنازعتني وساوس الريبة في ليالي الربيع. وكانت أنفاس الأخوين روشي بجانبي هادئة على حالها، ليس سوى أنفاس شوانجين هي التي ترددت ثقيلة مليئة بالكدر. كانت بطون العجول، كبطني تقرقر بصوت مسموع، ولطول ما بيننا من الصحبة فقد تعلمت منها الاجترار، فطلبت ما كنت قد التهمته من قبل من الخُصَى وحرصت على المضغ بتؤدة لأتلذَّذ على مهل بمذاقها، وخفت أن ينتبه إلى رائحة الطعام المجتر في حلقي، ذاك القرد الأعظم حساسية من كل القردة في تشمم الطعام … أي العم دو نفسه، فدفعت الطعام ثانية إلى أعماق جوفي وامتلأت جوانحي هدوءًا وثقة؛ إذ شعرت بمقدرتي على اجترار أطباقي وقت لهفة الناس على ما لا يجدونه فوق موائدهم، وقلت لنفسي فلأرجئ هذا إلى وقت لاحق، ولكل شيء وقته، وكان أن اقتربت من العم دو قائلًا له: «هل يمكنك أن تعطيني سيجارة مما معك يا عم دو؟»
ردَّ عليَّ: «أية سجائر وأنت صبي صغير؟»
قلت: «كنت تعتبرني منذ قليل كالكبار، فكيف تغيَّر رأيك في لمحة عين؟»
قال: «الكلام الذي قلته منذ قليل … يختلف عما أقوله الآن، هذا شيء وذاك شيء آخر، فالواحد منا يقول كلامه في وقت ما … ثم يغيره فيما بعد!» راحَ يقرع المبسم في حافة كعب حذائه لينفض منه عقب السيجارة ويقول في شيء من الغيظ: «لو كنت رأيتني منذ عشرين عامًا لعرفت أنه لو كانت قد وُضعت أمامي في ذاك الوقت عشرات من الأطباق الممتلئة عن آخرها بكل أصناف اللحوم، وليس فقط خُصى العجول … لما اكترثت لمجرد النظر إليها!»
قلت: «ها أنت ذا تنفخ في الأبواق يا عم دو، وتقول مبالغات لا تُعقل!»
بلعت ريقي وقلت له: «أمعقول يا عم دو؟ أو تظن أن تسرح بي أنا وتخدعني؟ أمعقول كان العهد البائد مليئًا بهذا الخير كله؟»
قال العم دو: «أنت غريب أيها الولد … من قال لك إن العهد البائد كان بهذا الخير؟ أنا لم أقُل لك شيئًا من هذا أبدًا … وكل ما قلته توًّا كان عن وجبة لذيذة فيها لحم بقري وقدحان تروق بهما رأسك.»
سألته: «يعني وجبة اللحم البقري هذه والمشروبات وغيره … كل هذا كان في الزمن البائد … أصحيح هكذا؟»
قال: «آه، تقريبًا … هو هكذا فعلًا …»
قلت: «إذن فكلامك عن اللحم البقري الدسم وأقداح الشرب كما حكيت لي، معناه أن المجتمع القديم الذي انتهى زمنه، كان طيبًا ومليئًا بالخير!»
انتفض غاضبًا وقام على قدميه صائحًا بي: «ماذا تقصد يعني؟! أتقصد أن تفتح لي مصيدة وتوقعني فيها … هه؟»
قلت: «أنا لم أفتح لك مصائد … بل أنت الذي خربت رأسك لجهلك ﺑ «الموقف الطبقي»!»
سألني مرتابًا: «أنتم يا شباب هذه الأيام تقولون كلمات غريبة … ما معنى اﻟ «الموقف الطبقي» هذا الذي تقوله؟»
قلت: «ياه! ولا تفهم أيضًا الموقف الطبقي؟»
قال: «نعم، لا أفهم ما هو.»
شرحت له قائلًا: «انظر معي … الموقف الطبقي هذا عمومًا، معناه أن المجتمع البائد كله كان سيئًا للغاية لكن المجتمع الجديد أفضل منه، والطبقات الفلاحية تحت المتوسطة والفقيرة لم تكن سيئة، لكن هذا ليس معناه أن هذه الطبقات الفلاحية كان عندها كل شيء على أحسن ما يكون … هل فهمت؟»
قال: «خلاص … فهمت، فهمت … لكن — على أية حال — فاللحم والسمك أيامها كان كثيرًا … أكثر من أيامنا هذه …»
قلت: «أكثر من أيامنا هذه لكن الفلاحين الفقراء لم يعرفوا طعمه في أفواههم، فلم يكن يأكله سوى ملاك الأراضي الأغنياء.»
«لا … ليس مضبوطًا فقد كان بعض ملاك الأرض الأغنياء يضن على نفسه بتلك الأصناف من الأكلات في حين كان هناك من الفلاحين الفقراء مَن لا يبخل على نفسه بها … عندك مثلًا، عائلة «فانغ» حيث كانت زوجة كبير العائلة وأولادها لا يشترون من الملابس والسراويل ما يكفي حاجتهم، ومع ذلك فقد كانوا مولعين بكل أصناف اللحوم والأسماك فما أن يأتي موسم الحصاد ويجمعون الغلال ويبيعونها، حتى يهرعوا بالنقود إلى الأسواق فيشترون كل ما لذ وطاب حتى إذا انتهى المحصول نفد منهم كل شيء، وراحوا يتسولون الطعام هنا وهناك.»
قلت: «أنت بذلك تروج الشائعات المغرضة حول الفلاحين الفقراء!»
قال: «تمامًا … هو هذا بالضبط، أنا الآن أروِّج الشائعات المغرضة، على حد قولك.»
جلسنا متجاورين وقد حطَّ علينا الصمت ووطأة الليل، وثمة ضباب يلف الأجواء، ومن جانب النهر انبعث نقيق الضفادع.
كان يناجي نفسه: «هي ذي الضفادع تنقنق … بعد ثلاثين يومًا نأكل خبز طحين القمح الجديد، خبز القمح مليء بالفتائل والألياف، لكن «الجياو تسي» طعمه ألذ … والمعكرونة المرقَّقة ألذ، والأرغفة الطازجة المخبوزة على البخار، الأرغفة المخبوزة البيضاء … الطرية الخارجة توًّا من الأفران، تشقها نصفين فينفتح لك قلبها برائحته الذكية … أرغفة تُسكر الآكلين …»
قلت له: «أتوسَّل إليك يا عم دو اقفل هذا الموضوع وافتح موضوعًا آخر غير الأكل، فأنت كلما تكلمت هكذا قرص الجوع بطني وتعبت!»
«خلاص … لن أتكلم، لن أتكلم في هذا.» أشعل سيجارة وثبتها في المبسم وراح يدخن ووجهه يلمع بين الحين والحين، كلما انعكس عليه وهج طرف السيجارة المشتعل في تتابع سَحْب الأنفاس.
تثاءبتُ طويلًا.
وتثاءبَ هو الآخر.
«اسمع يا روهان … لماذا نبقى هكذا كالأغبياء؟» وأضاف: «نحن طبعًا علينا مراقبة العجول كي لا تنبطح على بطنها، أنت معي في هذا؟»
«طبعًا، من دون كلام.»
قال: «فلماذا نبقى كلانا ساهرين، لماذا لا نتناوب النوم والسهر … واحد يسهر والآخر ينام؟»
«فماذا لو غافلتنا العجول ووقع المحظور؟» تساءلت في قلق.
قام واقفًا فتفحَّص الحبل المربوط إلى الشجرة قائلًا: «كله تمام، اطمئن من هذه الناحية وأنا المسئول، فالحبل متين جدًّا وسنعتمد عليه.»
قلت: «طيب … أعود أنا إلى بيتي الآن وأنام.»
قال: «أنت يا بني ليس عندك فهم ولا إدراك، أنا في هذا العام أكمل الثامنة والستين من عمري، يعني أكبر من جدك بسنة … فهل من الأدب والذوق أن تسبقني أنت إلى النوم؟»
قلت: «وأنت يا رجل يا كبير … أنت أيضًا ضعيف الإدراك، فكيف وقد بلغت الثامنة والستين تريد أن تنام؟ ألم تشبع نومًا في حياتك؟»
قال: «اسمع … أنا عندي فكرة جيدة، مسألة حسابية بسيطة أطلب منك حلَّها، فإذا توصلت إلى الحل فهنيئًا لك النوم أولًا … أما إذا لم تحلها فسأرجع أنا إلى بيتي لأنام.»
دون أن ينتظر ردي، راح يُلقي لغزه: «أشجار الصنوبر في جبل «لاوشان» عددها ست وثلاثون ألف شجرة، في كل شجرة تسعة أغصان، وفي كل غصن تسعة أعشاش طيور، وفي كل عُش تسع بيضات، وفي كل بيضة تسعة عصافير، فقل لي كم يبلغ مجموع العصافير؟»
كانت أبغض كلمة إلى أذني أيام الدراسة هي كلمة الحساب، ما إن أسمعها حتى يصيبني الصداع. كانت أصابعي تمتد على استطالتها لتحسب الأرقام، فلا تتجاوز الرقم «عشرة» إلا بشق الأنفس، فإذا تجاوزته وقعت في الخبال، وقد فتح العم دو فمه بما يفوق العشرة آلاف، فأين لي بحل المسألة؟ ثم إنني لو كنت قادرًا على حساب أرقام كبيرة كهذه فماذا كان يجبرني على مراقبة البهائم طوال النصف الثاني من الليل؟
قلت: «ابعد هذه الأشياء عن رأسي يا عم دو، أنا لا شأن لي بحساب صعب مثل هذا، وحتى لو كنت أستطيع الحساب بشطارة لما أوجعتُ رأسي بمسألتك العويصة.»
تنهَّد العم دو قائلًا: «ماذا دهاكم يا شباب هذه الأيام؟ تطلبون كل شيء جاهزًا بلا معاناة، تريدون كل شيء سهلًا بلا معاناة.»
قلت: «وعواجيز هذه الأيام أيضًا يطلبون السهل بلا معاناة!»
قال العم دو: «ما دام حظي أوقعني مع واحد من الأوباش مثلك، فقد وقعت مع وجع الرأس … خلاص، ليس هناك حل نافع فلنبقَ معًا … نقعد هنا ساهرَين.»
انطرح العم دو قاعدًا، وأنفاس الدخان من سيجارته تتوالى …
أسندت ظهري إلى جذع الشجرة ورأسي إلى أعلى … أعد نجوم السماء.