استراتيجية للموارد المادية المتجددة
مقدمة
(١) الموارد المادية المتجددة: تعريف
(٢) تصنيف الموارد المادية المتجددة
(٣) معنى مصطلح استراتيجية
(٤) لماذا الاستراتيجية مطلوبة؟
لأننا إن لم نتحرك بشكل متزامن، وإن لم ننسق بين جهودنا على كافة المحاور بحيث يعضد ويؤازر بعضها بعضًا، فلن تحقق الهدفَ الذي نسعى إليه بالفعالية والكفاءة المطلوبتين وفي التوقيت المناسب.
(٥) أهمية الموارد المادية المتجددة من منظور الاستدامة
(٦) ميزات الموارد المادية المتجددة
(٦-١) الموارد المادية المتجددة يمكن أن تكون غير قابلة للنفاد
(٦-٢) الموارد المادية المتجددة تؤدِّي وظائف إيكولوجية قبل استخدامها إنتاجيًّا
(٦-٣) الموارد المادية المتجددة في متناول أيدي الناس
فالموارد المادية المتجددة ليست مركَّزة في مناطق معينة، بل هي واسعة الانتشار نظرًا لإمكانية نموها في ظروف مناخية وجيولوجية غاية في التنوُّع؛ وهذا يجعل لكل مجتمع محلي نصيبًا ما منها، بعيدًا عن تدخُّل الدولة واحتكار الشركات المتعددة الجنسية والكبيرة؛ لهذا تمثِّل الموارد المادية المتجددة ركيزةً هامة لتنمية المجتمعات المحلية.
(٦-٤) الموارد المادية المتجدِّدة أكثر تناغُمًا مع الدورات الإيكولوجية
- خلال مرحلة الحصول عليها: فهذه الموارد موجودة على سطح الأرض، ويمكن الحصول عليها عادة دون آثار مدمرة للبيئة، على عكس الموارد غير المتجددة التي يتم استخراجها عادةً بحفر المناجم والآبار، وهي أنشطة تتسبب في تلوث البيئة وتدهور النسق الإيكولوجي.
- الطاقة المطلوبة لتصنيعها: يحتاج إنتاج المواد المصنعة من الموارد المتجددة إلى طاقة تقل كثيرًا عن نظيرتها للموارد غير المتجددة؛ حيث إن بِنَى Structures هذه المواد تتم فعلًا بالطاقة الشمسية، قارن قيم الطاقة الصافية للتصنيع Net energy requirement بوحدات GJ/ton، والأرقام للخشب المنشور والحبيبي والأبلاكاش والصلب والبولي ستيرين والألومنيوم هي: ٣٫١، ١١٫٨، ١٦، ٢٣٫٤، ٣٨٫٢، ١٩٨٫٤ على الترتيب.
- مرحلة ما بعد الاستخدام: تتميز الموارد المادية المتجددة بأنها قابلة للتحلل Biodegradable، وأنه يمكن استخدامها بعد نهاية دورة حياتها في تسميد التربة Composting، أو كوقود في أسوأ الظروف، ممَّا حَدَا بالبعض إلى تسميتها CO2-neutral resources، ذلك بخلاف الموارد غير المتجددة والمصنعة، التي إنْ لم يتم إعادة استخدامها، يتعين التخلُّص منها بالحرق مثل البلاستيك، مما ينتج عنه مخاطر بيئية جسيمة (الديوكسين مثلًا)؛ أو الدفن في مقالب Landfills مما لا يتمشَّى مع التنمية المستدامة.
(٧) منهجية التعامل مع الموارد المادية المتجددة
- (١) ضَعْ تصنيفًا هرميًّا لأنماط استخدام هذه الموارد بحيث تكون المكانة الأولى والأعلى في التصنيف لذلك الاستخدام الذي يسمح لمجالات تالية أو أدنى للاستخدام بعد نهاية حياة الاستخدام الأول، هكذا يمكن تصوُّر ترتيب مراحل الاستخدام كمدرج Cascade كما يوضحه شكل ٥-٢ لجريد النخيل.
- (٢) انطلاقًا من الخواص البنيوية للمورد، حاوِلْ أن تختار الاستخدامَ الأول عند أعلى مرحلة ممكنة لمدرج الاستخدام، ويُسمَّى هذا المبدأ: مبدأ التوافق Matching princes، ففي شكل ٥-٢ مثلًا يُفضَّل أن يكون أول استخدام لجريد النخيل كمكون معماري لمنتجع بيئي (في السقف والمظلات مثلًا).
- (٣) اعتصار أو استنفاد الإمكانيات التنموية لكل عنصر، ويُسمَّى هذا المبدأ Full utilization principle، وهو يعني اختيار استخدامٍ ثانٍ لنفس عنصر المورد بعد الأول، وهكذا عبر حيوات متتابعة من أجل تحقيق الاستفادة الكلية من عنصر المورد كما يوضح شكل ٥-٢.
- (٤)
- (٥)
توطين المراحل الأولى لتشغيل وتصنيع الموارد المادية المتجددة أقرب ما يمكن من مواقع إنتاجها؛ مما يحقق عدالةَ توزيعِ العائد الاجتماعي للنشاط الصناعي بين الريف والحضر، ويتيح الاستفادة من عناصر المورد القابلة للفساد، ويجعل العديد من هذه الموارد المنخفضة الكثافة قابلةً — عن طريق الكبس أو الفرم — للنقل لأماكن أبعد لاستكمال التصنيع.
(٨) الأطراف المعنِيَّة بالاستراتيجية
-
الوزارات ذات الصلة: الزراعة والبيئة والصناعة.
-
البحث العلمي: مؤسسات البحث العلمي والجامعات والشركات الصناعية.
-
المزارعون (الاتحادات والجمعيات) والمستثمرون في الزراعة والأنشطة الصناعية.
-
التعليم بمراحله المختلفة.
-
وسائل الإعلام المختلفة.
-
مؤسسات المجتمع الأهلي المعنِيَّة بالحفاظ على الطبيعة وتنمية المجتمعات المحلية.
(٩) ملامح لاستراتيجية التعامُل مع الموارد المادية المتجددة في المنطقة العربية
-
(١)
تسجيل وحفظ السلالات والأصول الجينية لكافة أصناف Species مكونات الغطاء الطبيعي؛ النباتي Flora والحيواني Fauna، وكذلك عناصر الإنتاج النباتي والحيواني كملكيةٍ فكريةٍ لدول المنطقة، ونتاجٍ حضاريٍّ لآلاف السنين من جهود استئناس Domestication وتنمية هذه الموارد.
-
(٢)
عمل خرائط GIS لتوزيع الموارد المادية المتجددة (أصنافًا وكمياتٍ)، وصولًا لمستوى المحافظات والمراكز مع تحديد موسمية التوافر، وذلك كمنطق لاختيار المشروعات التي يمكن أن تقوم عليها.
-
(٣)
التوصُّل إلى صيغة لتقسيم العمل الإقليمي بين دول المنطقة، فيما يتعلَّق بإنشاء المؤسسات البحثية، وإجراء البحث العلمي على الموارد المادية المتجددة بما يحقِّق تعميق التخصص في المجالات البحثية المختلفة والتكامل على المستوى الإقليمي، وفيما يلي أمثلة لهذه المجالات:
-
زراعة وإكثار النباتات الطبية والعطرية، وإقامة صناعات العطور والمستخلصات الدوائية عليها.
-
زراعات نباتات الألياف: القطن والكتان … إلخ والصناعات القائمة عليها.
-
زراعات الحبوب: القمح والشعير والذرة والأرز والصناعات القائمة عليها.
-
صناعات تصنيف وتعبئة وتغليف وتشغيل وتجميد الخضر والفاكهة.
-
تنمية الثروة الحيوانية: الأغنام والمَعْز والجمال والأبقار والصناعات القائمة عليها.
-
-
(٤)
بناء القدرات العلمية والتكنولوجية في المجالات المتعلِّقة بتنمية الموارد المادية المتجددة (نباتية وحيوانية)، والصناعات القائمة عليها كأحد أهم شروط تحقيق التنمية المستدامة؛ فإن لم تكن بلدان المنطقة العربية قادرةً على إبداع التكنولوجيات الملائمة لها وتطويرها بما يناسب مسارَ التقدم الملائم لها، فكيف تتحقَّق التنمية المستدامة؟
-
(٥)
إنشاء شبكة للمراكز التجارية مع استخدام الإمكانات التي توفِّرها التجارة على الإنترنت E-commerce، وكذلك الاستفادة من المواقع المهتمة بالتجارة العادلة Fair trade net والتجارة الخضراء Green trade net، لتسهيل تسويق منتجات الموارد المادية المتجددة.
-
(٦)
إنشاء مخزون لأفضل الممارسات Inventory of best practices وتداوُله على مستوى دول المنطقة، فيما يتعلق بأساليب تنمية الموارد المادية المتجددة وتصنيعها.
-
(٧)
إنشاء شبكات على المستوى الإقليمي للتنسيق والتعاون بين:
-
روابط المزارعين والمستثمرين في الزراعة.
-
شركات تصنيع المنتجات المختلفة من الموارد المادية المتجددة.
-