النقد التاسع عشر
كانت جلسة الأستاذين خالد الجرنوسي، وعبد الله شمس الدين، والسيدة روحية القليني ضاجة صاخبة بآهات استحسان تلقى على عواهنها، فكأن من عقودها لا يحسبون أن في مستمعيهم من يميز الغث من السمين.
قالت السيدة روحية شعرًا جيدًا، ولكن أحد الأستاذين أكثر من «الله الله الله» حتى خلته جالسًا على تخت أحد المغنين لا في حلقة أدبية.
وعقد الأساتذة عبد الله المشنوق، وسعيد فريحة، وحنا غصن جلسة أدبية طريفة، الكلام عتيق معمر، ولكن الطريف يظل طريفًا مهما تقادم، دار البحث حول تأثير الزواج في مهنة الصحافة، فقدم الموضوع الأستاذ المشنوق ببراعته وظرفه المعهودين، فكان وفريحة يتباريان في حلبة النكتة اللاذعة، ولا بدع، فهما من أربابها، كانت القهقهة في محلها، والضحكة في إبانها، قلت هذا لأنني متألم جدًّا ممن يضحكون، ولا أضحك معهم، كأنهم يظنون الضحكة خرَّاجًا اصطناعيًّا …
أما قصة الأسبوع، للأستاذ محمد عبد الحليم عبد الله، وعنوانها: «لقاء في نصف الليل»، فاجتمع فيها جمال التعبير وبراعة التحليل، ابتدأت قطعة شعرية أدبية، وانتهت أطروحة فلسفية، ولكنها لم تفقد في الأول والآخر ملاك القصة الطريفة، وإن كان مطلعها أجمل تعبيرًا من ختامها، وأكثر رونقًا.